الفصل الثاني
اسم الروايه..
ساكورا(عشق بلال)
ملخص عام للروايه..
طفلة صغيره ماتت والدتها اثناء. ولادتها أصيبت بمرض نادر أدي لتخلي الجميع عنها حتي والدها من اجل شيء لا ذنب لها به..
تركها لاهل والدها فرباها هو.. نشأت علي عشقة وكبرت علي يديه.. عشقها حد الهوس فتخلي عن الغالي والنفيس بسبيل هواها.. ولكن شاءت الاقدار ووضعت يد الخسه النهايه فكانت لغيره.. فهل تشاء الأقدار لتعود مره أخري لها...
التصنيف
+١٦
المقدمه..
بسم الله الرحمن الرحيم
هل عايشتم شعور اليتم، الوحده، والألم..
الكسرة والخذلان...
أن تولد وحيداً وتحيا وحيداً، لا أهل تحنو، ولا أصدقاء، ولا حتي أشقاء تشد عضدك وتتحمل عنك بؤس الأيام....
أن تتجرع الحزن كاسات مجبراً، ويا للحسره تجد من يحسدك وكأنك تحتسي الشرباتات، فتبتسم ساخراً، داعياً الله أن يتذوقوا لو بضعاً قليلاً مما تلقاه.
ليس حقداً منك، ولكن لتتحقق عدالة السماء ووعد الخالق الجبار....
هل تذوق أحدكم مرارة الظلم يوماً؟!
أن تعاقب علي ما لا ذنب لك فيه، أن يكون أقصي أمانيك
ذراعين تحتمي بينهم، حينما يشتد عليك تعب الأيام....
هل حدث وأن نظرتم بعين التمني لأحدهم؟
تمنيت لو كنت أنت مكانه وشعرت مثلة بالأمان، فتسيل دموعك بصمت، وتسرع لتمحيها بيديك، خوفاً من نظرات الشفقة وشماتة الأعداء
وليقينك أنك لو ذرفت مئات الدمعات، لن تجد إلا يدك أنت لتحنو عليك ..
أن تمرض ليلا ولا تجد من يجلس بجوارك ويمد لك يد العون .. أن تضطر لتخبئة مرضك من أقرب الناس إليك…حتي لا تلمح نظرة الشفقة بعيون من لم يكن يوماً أهلاً لك…
~~~~~~~
الفصل الأول..
--------------------
بتذكر آخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقتا آخر كلمة قلتا
وما عدت شفتك
وهلّق شفتك..
ـ صباح الفراوله يافراولتي..ايه الصباح العسل ده؟
بهمس دغدغ حواسها، وهو يردف بكلماته هذه بالقرب من أذنها، فأنتفضت بيلسان من شرودها بكلمات الاغنيه، و
أغلقت الهاتف سريعاً، وهي تمتم بخجل..
ـ صباح الخير يابلال..
رمقها بلال نجل خالها حسان الأكبر ذو الثالث والعشرون عاماً بشوق، وهو يلتهم تفاصيل وجهها الملائكي الذي ازدان بحمرة خديها..
ـ عجبتك هديتي يا سااكورتي؟
نظرت للهاتف الذي جلبه لها بالأمس كهديه بعيد ميلادها بسعادة لم تستطع إخفائها..وأردفت بأمتنان وهي تخفي عيناها من عينيه التي تقتحمها بلا رحمه..
ـ طبعا عجبتنيي..مش شايف يعني، شكراً يابلال علي كل شيء بتعمله ليه .
رمقها بعتاب علي شكرها الدائم له
_ بتشكريني ياساكورا، أصلا دا حقك عندي..انا كاي حقك بس انتي تقولي يابلال ...وكل حاجه تكون تحت رجلك ..
نظرت له قليلا بخجل...بعقلها وقلبها هي من تكون ملكا له...ليت العالم كله يكون يتلخص بنظرة من عينيه..
نظرت له بترو، تستمع لكل كلمه تلفظ من بين شفتيه باهتمام، قبل أن تلمع عينيه بحماس قائلاً..وهو يمسك بكف يدها
ـ ايه رأيك في جوله الصبح كده، بجناين العنب بتاعتنا، انا عارف انك بتحبيها..
نظرت له بتردد قبل أن يسحبها وتسير هي خلفه بآليه…
_ بقي بذمتك حد يقول لا لفسحه في جنائن العنب، ازاي مشتقتيش ليها؟
لمعت عينيها بسعادة..وهتفت سريعاً
ـ عندك حق انا فعلا اشتقتلها اوي اوي، تعرف اني لسه لدلوقتي حاسه بطعم العنب، في شفايفي...حاسه بحلاوة طعمه…
انا كده اتجننت مش كده….
نظر لها بحزن، بعدما توقف فجأه، وهو يمد يده يدخل تلك الشعيرات التي خرجت من تحت حجابها وكأنها تتمرد عليه، تخبره إن كنت تستطيع أن تصمد أمام فتنتي فلتصمت..
اه كم يحبها..
ـ أسف يا ساكورا لو كان بإيدي مكنتش سيرتك ابدا تحت ايد الناس دي…
_ بس دا بابا يابلال مهما كان…
هتفت بكلماتها بحزن عميق، قبل أن يضغط كف يدها..
_ ماهو عشان أبوكي ياقلب بلال، عارف أنه راجل اناني ولو ضامن أنه مش هيأذيكي مكنتش سبته، حقك عليا ياقلب بلال، أنتِ بس تعدي السن القانوني..واوعدك تفضلي جنبي العمر كله..
نظرت له بلا فهم قبل أن تهمس..
_ طب ازاي ينفع؟
ابتسم وهو يعاود ضغطه الحنون علي كف يدها…
_ طبعا ينفع...ينفع جدا..جدا…
_ بردو مش فاهمه..ازاي؟
عيناها تشع براءه، حب لم تستطع تفسيرها بعد، اه كم يعشق تلك البراءه التي تطل من عينيها، وكم يود لو يظل عمره بأكمله يتأمل تلك العينان الزيتونيه..
_ بس خليكي واثقه فيا..مش بتصقي في بلال ياعيون بلال..
انا عمري خذلتك..
هتفت بيلسان بحزن..
ـ طبعا بثق فيك اكتر من نفسي، يكفي أنك معايا دايما، اول مابقولك محتجالك بتجيلي لو بآخر الدنيا..
_ لانك عمري كله..
أردف بهمس تعجبت له، قبل أن
يهتف بحنو..
ـ هكون دائما جنبك عمري ما هسيبك ياساكورتي ، كل ماتحتلجيلي غمضي عينك بس وشاوري قولي يا بلال ، وانا لو اخر لحظه بعمري هتلاقيني جميك..هجيلك ياساكورتي ولو كنتي في اخر بلاد المسلمين ...مش في المدينه …
نظرت له بخجل، أنه يخجلها ولا تستطيع حقا أن تجاريه بحديثه، كلماته تخترقها بلا رحمه ..
ـ ربنا يحفظك ليا .. أنا عمري ماكنت محتجالك الا لقيتك جنبي..
حثها بلال علي السير، فهمت بالسير خطوتين وتذكرت يديها التي يحتويها بين كف يده، للحظه نست مابها، وكأنه نسي هو، حمدت ربها انها ترتدي ذاك الفستان ذو الاكمام الطويل..حتي يداري متفوق كف يدها تحمد الله أن المرض لم ينتشر لكفها بأكمله..
نظرت له وحمدا ربها مجددا أنه شارد ، قعضت علي شفتيها وهتفت بتوتر..
ـ بلال..انا نسيت حاجه بالبيت، هروح اجيبها وبعدين اروح معاك جنينة العنب..
_ حاجة ايه يابيلسان..؟
سألها بعجب..فهو يراها مكتمله، لا ينقصها شيء..
ابتسمت له واندفعت تعود للبيت ، لم تمهله فرصه للحديث، فهي تعلم أنه أن علم سيقيم الدنيا عليها، خطفت الدرجات سريعاً بإتجاه غرفتها…
ابتسم الجد لمرأي ابنة ابنته مجددا ببيته..
_ بتجري ليه كده ياقلب جدك..
_ نسيت حاجه مهمه اوي ياجدو..هجيبها وجايه..
صعدت لغرفتها وارتدت قفازاتها التي وجدته علي الفراش ملقيه بإهمال..
واندفعت لتلحق به..
قاطع طريقها ابنة خالها روضه
_ كويس انك فاكره مرضك..اصل بصراحه شكل ايدك عره قوي يابيلسان..بيقولوا اخترعوا كريم الحالات اللي شكلك دي..
ماتسألي عليه..يمكن تفيد بحالتك بدل ما الكل بيقرف منك..
كلماتها جلدتها وبلا رحمه..
روضه تماثلها بالعمر، لكنها لا تشبهها، لا تحبها، وبكل موقف تقلل منها بتلك الدرجه المهينه..
تعلم أنها أن فعلت المستحيل لن تكون طبيعية مثلهن..
لقد اختارها ربها لهكذا مرض وكلما ارتضت ، جاء أو جاءت احداهن لتكرهها بحياتها..
نظرت لها ليليان بحزن، حزن عميق يبدو أنها لن تتخلص منه أبدا..
قبل أن تردف بوجع .
_ ليه ؟؟
_______
تأخرت عليه، وبحسبه بسيطه بعقله، فهم ما ينقصخا، وما هرولت لتحضره مسرعه..جن جنون بلال وهو يتوعدها بداخله..
إلي متي ستظل تلك الضعيفه، ليست قويه ابدا
دلف مسرعا للمنزل
_ جدي فين بيلسان مشفتهاش ؟؟
نظر الجد له بحيره، قبل أن يردف بلا مبالاه، فهو يعلم كما الجميع بعشقه المفضوح لابنة عمته، وللحقيقه هذا مايسعده وجدا جدا .
_ لسه طالعه يااخويا..اجري بقي وراها
نظر له بلال بسخط وغضب قبل أن يردف
_ ماشي ياجدي تُشكر..
خطف الدرجات سريعاً، غير مكترثاً بثرثره والده وجده من خلفه .
_ الواد ده طالع ملحوق كده ليه.؟
ابتسم الجد بفخر علي حفيده العاشق
_ سيبك منه دا عيل خايب، بيفكرني بيك وانت قده..كنت قارفنا كده بعيشتنا من حارسك ورا امه ليل مع نهار في كل حته..
نظر محمود والده لأبيه بسخط
_ انا...لا طبعاً
لوي الجد فمه، وهو ينظر لابنة أخيه الضاحكه من خلف زوجها علي كلمات عمها..
_ انت ياعمي علطول تفكرني..
قالتها بضحك، قبل أن يهتف محمود بغيظ..
_ تقصدي ايه ياست سلوي، لتكوني غلطتي بجوازتك مني يعني..
اتسعت أعين سلوي بصدمه، علي حده زوجها المعتاده، وغيرته الحارقه..
_ يلهوي عليا..مالك بس ياقلب سلوي، دا انا بناغشك
نظر لهم الجد بإمتعاض قبل أن يمسك بعصاته، ويتكأ عليها..
_ يالا يام محمود من اهنه ابنك ومراته اتجننوا والواحد مرارته مش ناقصه..
_ عجبك كده يعني؟.
هتفت سلوي بغيظ وهي تلكز زوجها بصدره بخفه…
_ الله مش انتي اللي بتفتحي..
قطع حديثهم زوجة أخيه الأكبر ميرفت
_ يافتاح ياعليم، اللهم طولك ياروح..
_ هي مالها دي ؟؟
سألت سلوي زوجها بسخط
_ سيبك منها..وتعالي نعمل زي ابنك..
_ ابني.؟.
سألته سلوي بصدمه حقيقيه
_ هو راح فين صحيح؟؟
جاءها صوتها الساخر من الخلف.
_ هيكون فين يعني، تلاقي ليجري ورا بت مروه المشوهه
_ سلوي..مسمحلكيش
صاح محمود بتلك الكلمات بغضب، قبل أن يقطع حديثهم صوت زوجها رضوان
_ في ايه..بتصرخ كده ليه يامحمود..في ايه يا ميرفت؟؟
_ مفيش حاجه يارضوان..اخوك اللي متزرزر ومحموق شوفه انت..
هتفت بكلماتها بغل واضح، قبل أن يقطع صوتهم صياح بلال..
________
_ انتي مين سمحلك تكلميها كده ؟
صاح بلال بتلك الكلمات علي ابنة عمه رضوي التي هتفت علي الفور..
_ وانا قلت ايه يعني...ولا اكون غلطت في السفيره عزيزه..انا معملتش حاجه..
_ خلاص يابلال يالا ننزل..مفيش حاجه حصلت..
نظر بلال لبيلسان التي تدفعه بيبعد عنها بصدمه، قبل أن يمسك بكف يدها التي غطتهم بقفازاتها اللعينه التي يمقطها..
انتبهت بنظره عينيه، التي استقرت علي قفازاتها..
فهتفت بأبتسامه..
ـ يلا بينا دلوقتي..انا جاهزه.
وقف قليلاً ينظر ليديها بحزن ولما تفعله بنفسها، يجعلها محط سخريه ممن هم أقل شأناً منها، أنها جميله جميله بحق حتي تلك الهالات التي غطت معظم جسدها لم تزدها الا حسناً، وحدها هي من تعطي لأولئك المهمشون الحق للسخريه منها، كيف يفهمها حباً بالله انها أجمل فتاه رأتها عيناه بكل مابها، الا يكفيها هو .؟
هتف قبل أن يمد يده سريعاً ويمسك بكفيها ويخلع عنها قفازاتها..ويلقيها أرضاً بغضب، غضب كل من مقلتيه، جعلتها ترجف رجلاً
أرتجفت بيلسان، وانكمشت علي نفسها..
بلال بغضب.
ـ قلتلك ميت مره، طول ماانتي معايا متلبسيش القرف ده، قلتلك المرض زادك جمال مقللش منك، وميخلجيش ابدا تخجلي منه يا بيلسان..وما دمتي معايا اوعي تخافي من حد أو ترمي ودنك لسم حد..
_ بس يابلال...انا..
همست ببكاء به، قبل أن ينظر لتلك التي تنظر لهم بحقد..
_ مبسش انتي اجمل واحده شفتها عنيا، استحاله يكون شويه التعب دول يتأثروا فيكي يابيلسان..
نظرت لهم بلا فهم لما يدور حولها، هي حقا لم تعد تفهم شيئا ، ولم تعد تعلم من أين ترفع يدها لتسد ضربات الحياه القويه لها…
أومأت برأسها سريعا، قبل أن تستدير وتطلق قدميها للريح لتختبأ بغرفتها كالعاده..
غرفتها مأمنها الوحيد، وملجأها من بعد الله ومن بعده..
تختبئ لتدعو الله أن يرفع مقته وغضبه عنها أن كانت حقاً كما تخبرها زوجة ابيها تُعاقب من الرب بهكذا مرض
صدم بلال بفعلتها، وببكائها
اقترب من روضه وأمسك بذراعها بحده، وصوت صراخه عليها استمع له البيت بأكمله..
_ قسما عظما لو مابعدتي سِمك ولسانك عن بيلسان لاقطعهولك..وأنتِ عارفه انا مبهددش من فراغ، أنتِ بالذات اخر واحده تتكلم عن الجمال يادبه..
هانها..هانها بقوه، وبغضب، لا يظهر إلا حينما يمس أحد زهرته..
لن يسمح لأحد أن يدمر مابقي فيها من جمال داخلي..يكفي ما تعانيه علي يد ذلك الخبيث أبيها وزوجته، اللعنه عليهم جميعاً، لما لا يتركانها له، هو عاشق لها هكذا، لما وفقط لا يتركوها بالقرب منه..
لحقها لعرفتها، ولم يعبيء لصباح والده وعمه، ولا بكاء تلك الحيه الدبه حقا، الا تنظر لهيئها، انها لا تكف عن تناول الطعام حتي صارت مثل الدبه القطبيه، قبل أن تغلق بيلسان غرفتها،
كان يمسك بذراعها، فانتفضت وصابتها الرجفه بكل جسدها
بلال بأسف..
ـ إهدي يا بيلسان..أنا أسف..أقسم بالله اول واخر مره هرفع صوتي عليكِ اسف ، اسف، اسف..
ظل يعيد بأسفه، حتي كادت تبتسم..
إبتلعت ريقها وهتفت برجاء..
ـ خلاص مش زعلانه، بس سيبني دلوقتي عاوزه ادخل لاوضتي ارتاح شويه..
_ لن يحدث .
نظرت له باستعطاف، حتي حن قلبه لها .
_ أرجوك عشان خاطري يابلال..
إبتسم لها بحنو..حنو حقيقي قلبه اللعين لا يظهره الا لها..
أنه العشق الذي يشعر وأنه سيدمره يوماً..من قوته .
ـ حاضر ياقلب بلال بس ارجوكي اوعي تكوني ضعيفة كده، انا مش عاوزك ضعيفة، عشان متبقيش لبانه في بوق الكل، عاوزك دايما رافعه راسك ...أنتِ غاليه اوي عندي...المرض مش عيب، العيب أن احنا نستخبي منه يابيلسان ..ساكورتي الجميله اقوي من كده..
_ بلال...اسكت..
_ ليه بقي كلامي مش عاجبك..
همست بيلسان ببكاء..
_ لا بس انت عارف ان الكل بيكرهني..وبيشمئزوا من ايدي عشان كده بخبيها عشان مسمعش كلام زي اللي سمعته دلوقتي..مش هستحمل، انت عارف انا أضعف من النمله .
_ نعم يختي…
نملة ايه ..بيلسان فوقي كده واعرفي حاجه واحده...انك اجمل بنت شافتها عنيا...هو أنا مش كفايه يعني اقولك..
_ لا بس انا اللي معنديش ثقه في نفسي
بلال بحزن..
ـ انا ثقتك وانا مرايتك .أنتِ هنا مش هناك.. قولتلك ميت مره اوعي تسمعي لحد، ولا تهتمي لكلام حد..
انا معاكي وهفضل معاكي...وكل العلامات اللي بتخفيها دي مخلياكي احلي واجمل …
انت اجمل بنت شافتها عنيا ياساكورتي أنتِ..
نظرت له بيلسان، وهتفت بشك..
ـ بجد يا بلال..؟
ـ طبعا يا قلب بلال ..
_ احلي من روضه..
علم ماتريد أن تصل إليه بحديثها..
امسك بكف يدها، وهمس بالقرب من اذنها بصوت لا يسمعه الا هي..
_ طب بذمتك الكف الرقيق ده، شبه كف المخبرين بتاع رضوي..
ها...فاكره..
علمت ما يرمي له، لكذته بحنق
_ انت لسه فاكر ..
قهقه بلال وهو يتذكر شجار روضه مع بيلسان ذات مره وضربها لها بكف يدها علي ذراعها فتسببت بكسرها
_ عشان تبطلي تسأليني السؤال ده..
نظرت له بحنق
_ حد يقول علي خطيبته كده..
_ نعم يختي...خطيبة مين..ايه التخاريف دي؟
_ انا مش بخرف..دا كلام مرات خالي ميرفت، قالت انك وروضة في حكم المخطوبين ولاد العم بيتجوزو ا من بعض في سلو بلدنا..
_ وبيتجوزوا من ولاد عماتهم عادي بردو…
هتف بلال بتلك الكلمات بخبث
قبل أن تهتف بيلسان ببلاهه
_ يعني ايه ؟؟
_ بيتجوزوا من ولاد الخال والعم، وكل الدنيا..مش حكر لولاد العم يعني ..متحبيكهاش ياساكورا..
نظرت له مليا، وهتفت بحيرة ..
من اسم ساكورا التي للتو انتبهت له ..
ـ بلال..
_ ياعيون قلبه..
تجاهلت حديثه،وهتفت بفضول..
_ هو يعني ساكورا اللي بتقولهولي ده...؟؟
بلال بقهقه..
_يعني دلوقتي بس افتكرتِ تسألي انا بقالي سنين بناديلك بيه ..وتعرفي اني كان في دماغي نفس سؤالك..
_ سؤال ايه؟
_ انك مسألتيش علي معناه، رغم اني عارف انك اكتر واحده فضوليه بالعالم..
عضت شفتيها بخجل..
_ اتكسفت أسألك..
_ بتكسفي مني انا...؟
_ بلال..قول بقي ..هموت واعرف…
عبست بشفتيها كالأطفال، قبل أن تهتف بحنق..
ـ بلال قول بقي…
طب هقولك بس بشرط ..
_ قول بسرعه..
_ الشرط ولا المعني…
_ لا المعني طبعاً…
_ وانا بقول الشرط الأول..
زفرت بحنق ، قبل أن تهتف بغيظ .
_ قول الشرط ..
ـ نروح لجناين العنب، واقولك المعني…
_ بلااااال..
_ دا شرطي..
_ ههههه موافقه طبعا..
أنتفضت بيلسان من علي فراشها، وكفكفت دموعها بكف يدها كالأطفال، تنفض عن رأسها تلك الذكريات التي تأبي فراقها، أغلقت هاتفها الذي يصدح بصوت فيروز، بعدما أستمعت لصوت آذان الفجر..
بدأت بالأستغفار، واستقامت لأداء فريضتها..
---------------
الفصل الثاني ..
(أتوسل إليك يا أبي لا أريد أن اتزوج به..)
أنهت بيلسان صلاتها وغصه مؤلمه تكومت بحلقها ماان خطر ببالها تلك الجمله، أنه الشيطان الرجيم لا يرأف بها،
طوت سجادتها سريعا، بعدما خطرت تلك الجملة، التي لم ولن تنساها يوماً لذهنها، انها ترن بأذنها كناقوس، جملة غيرت مجري حياتها من السيء للأسوء، حينما أجبرها والدها علي زواجها من إبن شقيقة زوجته، بعدما دست زوجة أبيها السم بأذن والدها بأن يوافق علي زواجها، لانفلات اخلاقها..
إنسابت دموعها بغزاره، فاستقامت وجلست علي طرف فراشها منكسة الرأس تخفي وجهها بسجادة الصلاه خاصتها لتكتم شهقاتها حتي لا تستمع لها جدتها، وتأتي مهرولة تبكي علي بكاءها..
جدتها الحبيبة من بقي لها من كل ذاك العالم..
هي وصلاتها، ودعواتها ليل نهار أن يهدي لها والدها وينتقم ممن تسببوا بما عانتة، تلح بدعواتها أن يخلصها الله من سجنها هذا الذي لا يد لها به…
إزدادت شهقاتها، وإرتفع صوت بكاءها، تبكي تخلي الجميع عنها، ونظرتهم الدونيه لها، ولمرضها
وكأنها هي من جلبته لنفسها، وليس إبتلاءًا وإختباراً قد يصيبهم بأي وقت كما أصابها..
لقد وعدت نفسها ألا تبكِ مرة أخري، وأن تخلع عنها عباءة خوفها، خصيصاً بعد زيارتها لذاك الطبيب الشهير الذي نصحها العديد من الأشخاص به، بعدما أرسلت قصتها بإسم مستعار بأحد صفحات الفيسبوك النفسية التي تنشر تجارب الآخرين كعظه
هي للان لا تعلم كيف فعلتها ولكن لقد حدث...وفعلتها
يومها إنهالت عليها الكثير من التعليقات المحفزة لها، وأصيبت بالدهشة حينما وجدت الكثير والكثيرات ممن يشبهون حالها، يتحدثون بكل أمل .
دب باب الأمل قلبها وهي تستمع لكثير ممن سيطروا علي مرضهم، وتوقف بالأنتشار، بعدما تحسنت حالتهم النفسيه…
وممن تخطو وجعهم وأحزانهم ونظرات الناس الدونيه لهم، وعاشوا حياتهم وتزوجوا وأنجبوا..وأخريات أرسلن لها عنوان ذاك الطبيب النفسي الذي ساعدهم علي تبخر آلامهم، وبدء حياة سعيدة مليئة بالرضا..
وبالفعل حكت لصديقتها الوحيده مها ، وشجعتها علي تلك الخطوة التي تحثها علي فعلها منذ زمن..وخصيصاً بعدما فك والدها بنفسة قيد زواجها من ذاك السمج…
لا تصدق أن ابيها بنفسة طلقها من ذاك الوحش وهو من جبرها علية وأصر علي كتب كتابها، بعد إرتباط دام لعامان كاملين، إستنفذت فية كل طاقتها، وصبرها، وتركها جثة هامده، محطمة لا تثق بأي شيء بها، ولا بنفسها....
كارهة لشكلها وهيئتها، ولباسها ومرضها، ناقمة
وضعيفة، وبداخلها تخبطات وألاف من الأسئلة التي تبدأ بكلمة (لما)..
فقررت أخذ تلك الخطوة بذهابها لذاك الطبيب النفسي الذي شكر لها به الجميع علي الصفحه المحفزة، ولحسن حظها وتحت دهشتها أيضا وافق والدها وشجعها ..
قبل شهر..
دلفت للعياده مع صديقتها مها، صديقتها التي تعرفت عليها منذ ألتحقت بكلية الألسن، وتعدها كأحسن من شقيقتها..نظرت للمكان حولها بتوتر وإبتلعت ريقها…
أقتربت منها مها وأمسكت بكف يدها، هامسة لها بأذنها..
ـ بيلسان جندي قلبك، بصي حواليكي كده، أنتِ مش لوحدك ولا في حد هنا خايف منك…
بالعكس…
الكل كأنه متعود، شايف كتير، وبيعاني من ضغط الحياه وجبروتها، قلتلك ميت مره الناقص بس اللي بيتبع عيوب غيره، وبيعايره..
نظرت بيلسان لها بإمتنان..
ـ متوتره يامها غصب عني، بس متخافيش انا خدت قراري خلاص، هنكمل يعني هكمل…
نظرت لها مها بسعاده...واردفت بتحذير .
ـ أنتِ عارفه أن فكرتي بس انا اللي هقطع رقابتك يابيلا…
ضحكت بيلسان علي دلعها الخاص من صديقتها، وهتفت بذعر..
ـ شريرة..وما أعدلك..ياموزه..
مها بفخر وهي تعدل من ثيابها..
ـ أشكرك، علي الرحب والسعه.
جلست تنتظر دورها، منكسة الرأس، تاره، وزاره تضع يدها أسفل خدها.. وتاره توفر بحنق..
هتفت مها بحنق…اكبر عليها
ـ فاضل ثلاث حالات اهمدي بقي..
نظرت لها بيلسان بصمت، قبل أن تعاود مها الحديث بصدمه وهتفت بسخط .
_ لا وايه دا في المستعجل..اومال لو بقي لو كنا في القائمه العاديه…
أبتسمت بيلسان بجانب فمها علي تأفف صديقتها وجذعها،ولكن عذرتها فهي لم تعتد المكوث بعيادات الاطباء،
بينما هي لم تترك جدتها طبيباً تعرفة إلا وذهبت بها إليه..
وبعدما يأست من الأطباء، والأدويه، أنتقلت لتلك الوصفات العشبيه التي أقترحتها عليها جارة لهم من أحد العطارين..
بالحقيقة لم تقصر معها جدتها لأبيها يوماً، حتي أنها ذهبت بها للمعالجين الروحانين، وشيوخ المنطقه..حتي تركيبات الصيادلة جلبتها لها..
ولم ينفع معها شيء، ولم يحد من إنتشار ذلك المرض اللعين الذي تمدد بمعظم جسدها..ظل يتمدد بجسدها
إلي أن توقف فجأه منذ سنوات ولله الحمد أنه لم يصعد لوجهها.
هي راضية بقضاء الله وقدرة ولكن أكثر ما تخشاه أن يعاود المرض هجومه عليها، و ينتشر ويصعد علي وجهها
فهي ليلاً مع نهار تدعو الله وتشكره علي أن إبتلاءها لم يكن بوجهها..
وأن حزنها علي ما صابها، وما كان يفعلة معها ذاك شبية الرجال لم يؤثر عليها ويعاود المرض أنتشارة من جديد ويصيب وجهها ، فهي منذ كتب كتابها، وهو يخبرها أن المرض سيعاود هجومه عليها وسيصيب
وجهها ، وربما يصبح مرضها وراثة لأبناءهم، ناهيك عن نظرتة المشمئزة لها، وللباسها..
لقد دمرها نفسيا وكأنه دخل بتلك العلاقة فقط ليذكرها ويهينها ويقلل من شأنها..
دوماً ما كان يخبرها..أن امثالها يجب أن تحمد الله علي أن احدهم إلتفت لها وخصيصاً هو…
زفرت بحزن..وهي تدعو علي زوجة أبيها بينها وبين نفسها..
ستظل تدعو الله ليلاً ونهارا عليها، وعلي كل دمعة حزن وكسرة نزلت علي خدها بسببهم..
وعلي أنهم كانوا دوماً سبباً رئيسياً في أهتزاز ثوابتها ومعتقداتها ، بعدما كانت إرتضت أخيراً بقضاء الله وقدره وأن أمثالها يجب أن يفتخروا بإبتلاءاتهم لا أن ينكمشوا علي أنفسهم ويعتزلوا العالم أجمع..
لقد أعادها لنقطة الصفر من جديد..عادت بسببة لوساوسها وهواجسها بأن لا أحد لها..ولن يكون أبداً..عادت تلك الأسئلة تصول وتجول برأسها بعدما كانت متناسية
ماذا ستفعل بعد رحيل جدتها، وهي من باتت علي مشارف الموت بأي لحظه، ومن سيقف بظهرها، ومن سيصد ذلك الهجوم الضاري دوماً عليها من زوجة أبيها وشقيقتها ووالدها..
زفرت ببطء، وهي تنظر لكل هؤلاء المرضي، وهي تفكر بذاك الطبيب وهي تسأل نفسها بدهشة..هل سيستمع لكل هؤلاء؟
وهل سيجد صبراً لدموع كل هؤلاء..وإستيعاب ألامهم وأوجاعهم..
ألي هنا وسرح خيالها به مجدداً..ومن غيره إبن خالها الذي كان سبباً قوياً بالماضي لها لتتخطي آلامها ومرضها
كانت فقط تهاتفه وتخبرة أنها وحيدة هنا، فكان يأتي مهرولاً لها من أقصي الجنوب للأسكندريه ليشد عضدها..
كان دوماً يخبرها أنه يري بها إمرأه شامخه، ورغم ندوب جسدها التي لا تذكر، فهي غاليه…
أغمضت عينيها تحارب دموعها وذكراه دوماً ما تأتي بالاوقات الخطأ لتعكر صفو حياتها..
وخصيصاً تلك الجملة التي لم ينفك يخبرها بها ليلاً مع نهار..
(ساكورتي، وزهرة الكرز خاصتي، التي أنبتت وسط صحراء قلبي المقحلة)
إبتسمت غصباً عنها، ومدت يدها مسحت تلك الدمعه التي تسللت بخبث من عينها..وهي تتمني لو تصبح يوماً محاضرة تحفيذيه كأولئك الذين كانوا سبباً رئيسياً بما يعرضوه علي صفحاتهم من تجارب ومحاضرات لقدومها لهنا وأخذها تلك الخطوة التي تأخرت كثيراً عليها…
إستدارت برأسها للجهه الأخري فقوقعت علي طفلة صغيره يبدو من هيئتها انها بعمر الحادية عشر فيما فوق، منكسة الرأس وتضع طرف حجابها علي جانب من وجهها، قادها الفضول لأول مره، لتري ماذا تخفي تلك الطفلة بعمرها هذا…
أستمرت الطفلة علي حالها منكسة الرأس، وتتمسك بحجابها جيداً..
فيأست من أن ترفع الطفلة رأسها، وخشت أن تنتبه والدتها التي تحاوطها بذراعها لها، وهي تنظر لإبنتها بفضول هكذا، فأشاحت بوجهها عنها، دقائق وهتفت الممرضه علي بإسم إحداهن فأنتفضت الطفلة وخلفها والدتها وهنا تركت الطفلة طرف حجابها فرأت ما تخفية جيداً..
أرتجف جسدها غصباً عنها وجف حلقها، وهي تلمح تلك العلامه التي كانت ومازالت مصدر رعبها..علامه بيضاء تنتشر بلا إستحياء، تشوه الجسد، وتحرم الاطفال لذة اللهو وتذوقهم طعم الحرمان، وتشيب رؤسهم قبل الأوان...تدعي (بهاق)...
يتبع..
الفصل الثالث….
من روايه..ساكورا...عشق بلال..
أسما السيد..
ساكورا(عشق بلال)
ملخص عام للروايه..
طفلة صغيره ماتت والدتها اثناء. ولادتها أصيبت بمرض نادر أدي لتخلي الجميع عنها حتي والدها من اجل شيء لا ذنب لها به..
تركها لاهل والدها فرباها هو.. نشأت علي عشقة وكبرت علي يديه.. عشقها حد الهوس فتخلي عن الغالي والنفيس بسبيل هواها.. ولكن شاءت الاقدار ووضعت يد الخسه النهايه فكانت لغيره.. فهل تشاء الأقدار لتعود مره أخري لها...
التصنيف
+١٦
المقدمه..
بسم الله الرحمن الرحيم
هل عايشتم شعور اليتم، الوحده، والألم..
الكسرة والخذلان...
أن تولد وحيداً وتحيا وحيداً، لا أهل تحنو، ولا أصدقاء، ولا حتي أشقاء تشد عضدك وتتحمل عنك بؤس الأيام....
أن تتجرع الحزن كاسات مجبراً، ويا للحسره تجد من يحسدك وكأنك تحتسي الشرباتات، فتبتسم ساخراً، داعياً الله أن يتذوقوا لو بضعاً قليلاً مما تلقاه.
ليس حقداً منك، ولكن لتتحقق عدالة السماء ووعد الخالق الجبار....
هل تذوق أحدكم مرارة الظلم يوماً؟!
أن تعاقب علي ما لا ذنب لك فيه، أن يكون أقصي أمانيك
ذراعين تحتمي بينهم، حينما يشتد عليك تعب الأيام....
هل حدث وأن نظرتم بعين التمني لأحدهم؟
تمنيت لو كنت أنت مكانه وشعرت مثلة بالأمان، فتسيل دموعك بصمت، وتسرع لتمحيها بيديك، خوفاً من نظرات الشفقة وشماتة الأعداء
وليقينك أنك لو ذرفت مئات الدمعات، لن تجد إلا يدك أنت لتحنو عليك ..
أن تمرض ليلا ولا تجد من يجلس بجوارك ويمد لك يد العون .. أن تضطر لتخبئة مرضك من أقرب الناس إليك…حتي لا تلمح نظرة الشفقة بعيون من لم يكن يوماً أهلاً لك…
~~~~~~~
الفصل الأول..
--------------------
بتذكر آخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقتا آخر كلمة قلتا
وما عدت شفتك
وهلّق شفتك..
ـ صباح الفراوله يافراولتي..ايه الصباح العسل ده؟
بهمس دغدغ حواسها، وهو يردف بكلماته هذه بالقرب من أذنها، فأنتفضت بيلسان من شرودها بكلمات الاغنيه، و
أغلقت الهاتف سريعاً، وهي تمتم بخجل..
ـ صباح الخير يابلال..
رمقها بلال نجل خالها حسان الأكبر ذو الثالث والعشرون عاماً بشوق، وهو يلتهم تفاصيل وجهها الملائكي الذي ازدان بحمرة خديها..
ـ عجبتك هديتي يا سااكورتي؟
نظرت للهاتف الذي جلبه لها بالأمس كهديه بعيد ميلادها بسعادة لم تستطع إخفائها..وأردفت بأمتنان وهي تخفي عيناها من عينيه التي تقتحمها بلا رحمه..
ـ طبعا عجبتنيي..مش شايف يعني، شكراً يابلال علي كل شيء بتعمله ليه .
رمقها بعتاب علي شكرها الدائم له
_ بتشكريني ياساكورا، أصلا دا حقك عندي..انا كاي حقك بس انتي تقولي يابلال ...وكل حاجه تكون تحت رجلك ..
نظرت له قليلا بخجل...بعقلها وقلبها هي من تكون ملكا له...ليت العالم كله يكون يتلخص بنظرة من عينيه..
نظرت له بترو، تستمع لكل كلمه تلفظ من بين شفتيه باهتمام، قبل أن تلمع عينيه بحماس قائلاً..وهو يمسك بكف يدها
ـ ايه رأيك في جوله الصبح كده، بجناين العنب بتاعتنا، انا عارف انك بتحبيها..
نظرت له بتردد قبل أن يسحبها وتسير هي خلفه بآليه…
_ بقي بذمتك حد يقول لا لفسحه في جنائن العنب، ازاي مشتقتيش ليها؟
لمعت عينيها بسعادة..وهتفت سريعاً
ـ عندك حق انا فعلا اشتقتلها اوي اوي، تعرف اني لسه لدلوقتي حاسه بطعم العنب، في شفايفي...حاسه بحلاوة طعمه…
انا كده اتجننت مش كده….
نظر لها بحزن، بعدما توقف فجأه، وهو يمد يده يدخل تلك الشعيرات التي خرجت من تحت حجابها وكأنها تتمرد عليه، تخبره إن كنت تستطيع أن تصمد أمام فتنتي فلتصمت..
اه كم يحبها..
ـ أسف يا ساكورا لو كان بإيدي مكنتش سيرتك ابدا تحت ايد الناس دي…
_ بس دا بابا يابلال مهما كان…
هتفت بكلماتها بحزن عميق، قبل أن يضغط كف يدها..
_ ماهو عشان أبوكي ياقلب بلال، عارف أنه راجل اناني ولو ضامن أنه مش هيأذيكي مكنتش سبته، حقك عليا ياقلب بلال، أنتِ بس تعدي السن القانوني..واوعدك تفضلي جنبي العمر كله..
نظرت له بلا فهم قبل أن تهمس..
_ طب ازاي ينفع؟
ابتسم وهو يعاود ضغطه الحنون علي كف يدها…
_ طبعا ينفع...ينفع جدا..جدا…
_ بردو مش فاهمه..ازاي؟
عيناها تشع براءه، حب لم تستطع تفسيرها بعد، اه كم يعشق تلك البراءه التي تطل من عينيها، وكم يود لو يظل عمره بأكمله يتأمل تلك العينان الزيتونيه..
_ بس خليكي واثقه فيا..مش بتصقي في بلال ياعيون بلال..
انا عمري خذلتك..
هتفت بيلسان بحزن..
ـ طبعا بثق فيك اكتر من نفسي، يكفي أنك معايا دايما، اول مابقولك محتجالك بتجيلي لو بآخر الدنيا..
_ لانك عمري كله..
أردف بهمس تعجبت له، قبل أن
يهتف بحنو..
ـ هكون دائما جنبك عمري ما هسيبك ياساكورتي ، كل ماتحتلجيلي غمضي عينك بس وشاوري قولي يا بلال ، وانا لو اخر لحظه بعمري هتلاقيني جميك..هجيلك ياساكورتي ولو كنتي في اخر بلاد المسلمين ...مش في المدينه …
نظرت له بخجل، أنه يخجلها ولا تستطيع حقا أن تجاريه بحديثه، كلماته تخترقها بلا رحمه ..
ـ ربنا يحفظك ليا .. أنا عمري ماكنت محتجالك الا لقيتك جنبي..
حثها بلال علي السير، فهمت بالسير خطوتين وتذكرت يديها التي يحتويها بين كف يده، للحظه نست مابها، وكأنه نسي هو، حمدت ربها انها ترتدي ذاك الفستان ذو الاكمام الطويل..حتي يداري متفوق كف يدها تحمد الله أن المرض لم ينتشر لكفها بأكمله..
نظرت له وحمدا ربها مجددا أنه شارد ، قعضت علي شفتيها وهتفت بتوتر..
ـ بلال..انا نسيت حاجه بالبيت، هروح اجيبها وبعدين اروح معاك جنينة العنب..
_ حاجة ايه يابيلسان..؟
سألها بعجب..فهو يراها مكتمله، لا ينقصها شيء..
ابتسمت له واندفعت تعود للبيت ، لم تمهله فرصه للحديث، فهي تعلم أنه أن علم سيقيم الدنيا عليها، خطفت الدرجات سريعاً بإتجاه غرفتها…
ابتسم الجد لمرأي ابنة ابنته مجددا ببيته..
_ بتجري ليه كده ياقلب جدك..
_ نسيت حاجه مهمه اوي ياجدو..هجيبها وجايه..
صعدت لغرفتها وارتدت قفازاتها التي وجدته علي الفراش ملقيه بإهمال..
واندفعت لتلحق به..
قاطع طريقها ابنة خالها روضه
_ كويس انك فاكره مرضك..اصل بصراحه شكل ايدك عره قوي يابيلسان..بيقولوا اخترعوا كريم الحالات اللي شكلك دي..
ماتسألي عليه..يمكن تفيد بحالتك بدل ما الكل بيقرف منك..
كلماتها جلدتها وبلا رحمه..
روضه تماثلها بالعمر، لكنها لا تشبهها، لا تحبها، وبكل موقف تقلل منها بتلك الدرجه المهينه..
تعلم أنها أن فعلت المستحيل لن تكون طبيعية مثلهن..
لقد اختارها ربها لهكذا مرض وكلما ارتضت ، جاء أو جاءت احداهن لتكرهها بحياتها..
نظرت لها ليليان بحزن، حزن عميق يبدو أنها لن تتخلص منه أبدا..
قبل أن تردف بوجع .
_ ليه ؟؟
_______
تأخرت عليه، وبحسبه بسيطه بعقله، فهم ما ينقصخا، وما هرولت لتحضره مسرعه..جن جنون بلال وهو يتوعدها بداخله..
إلي متي ستظل تلك الضعيفه، ليست قويه ابدا
دلف مسرعا للمنزل
_ جدي فين بيلسان مشفتهاش ؟؟
نظر الجد له بحيره، قبل أن يردف بلا مبالاه، فهو يعلم كما الجميع بعشقه المفضوح لابنة عمته، وللحقيقه هذا مايسعده وجدا جدا .
_ لسه طالعه يااخويا..اجري بقي وراها
نظر له بلال بسخط وغضب قبل أن يردف
_ ماشي ياجدي تُشكر..
خطف الدرجات سريعاً، غير مكترثاً بثرثره والده وجده من خلفه .
_ الواد ده طالع ملحوق كده ليه.؟
ابتسم الجد بفخر علي حفيده العاشق
_ سيبك منه دا عيل خايب، بيفكرني بيك وانت قده..كنت قارفنا كده بعيشتنا من حارسك ورا امه ليل مع نهار في كل حته..
نظر محمود والده لأبيه بسخط
_ انا...لا طبعاً
لوي الجد فمه، وهو ينظر لابنة أخيه الضاحكه من خلف زوجها علي كلمات عمها..
_ انت ياعمي علطول تفكرني..
قالتها بضحك، قبل أن يهتف محمود بغيظ..
_ تقصدي ايه ياست سلوي، لتكوني غلطتي بجوازتك مني يعني..
اتسعت أعين سلوي بصدمه، علي حده زوجها المعتاده، وغيرته الحارقه..
_ يلهوي عليا..مالك بس ياقلب سلوي، دا انا بناغشك
نظر لهم الجد بإمتعاض قبل أن يمسك بعصاته، ويتكأ عليها..
_ يالا يام محمود من اهنه ابنك ومراته اتجننوا والواحد مرارته مش ناقصه..
_ عجبك كده يعني؟.
هتفت سلوي بغيظ وهي تلكز زوجها بصدره بخفه…
_ الله مش انتي اللي بتفتحي..
قطع حديثهم زوجة أخيه الأكبر ميرفت
_ يافتاح ياعليم، اللهم طولك ياروح..
_ هي مالها دي ؟؟
سألت سلوي زوجها بسخط
_ سيبك منها..وتعالي نعمل زي ابنك..
_ ابني.؟.
سألته سلوي بصدمه حقيقيه
_ هو راح فين صحيح؟؟
جاءها صوتها الساخر من الخلف.
_ هيكون فين يعني، تلاقي ليجري ورا بت مروه المشوهه
_ سلوي..مسمحلكيش
صاح محمود بتلك الكلمات بغضب، قبل أن يقطع حديثهم صوت زوجها رضوان
_ في ايه..بتصرخ كده ليه يامحمود..في ايه يا ميرفت؟؟
_ مفيش حاجه يارضوان..اخوك اللي متزرزر ومحموق شوفه انت..
هتفت بكلماتها بغل واضح، قبل أن يقطع صوتهم صياح بلال..
________
_ انتي مين سمحلك تكلميها كده ؟
صاح بلال بتلك الكلمات علي ابنة عمه رضوي التي هتفت علي الفور..
_ وانا قلت ايه يعني...ولا اكون غلطت في السفيره عزيزه..انا معملتش حاجه..
_ خلاص يابلال يالا ننزل..مفيش حاجه حصلت..
نظر بلال لبيلسان التي تدفعه بيبعد عنها بصدمه، قبل أن يمسك بكف يدها التي غطتهم بقفازاتها اللعينه التي يمقطها..
انتبهت بنظره عينيه، التي استقرت علي قفازاتها..
فهتفت بأبتسامه..
ـ يلا بينا دلوقتي..انا جاهزه.
وقف قليلاً ينظر ليديها بحزن ولما تفعله بنفسها، يجعلها محط سخريه ممن هم أقل شأناً منها، أنها جميله جميله بحق حتي تلك الهالات التي غطت معظم جسدها لم تزدها الا حسناً، وحدها هي من تعطي لأولئك المهمشون الحق للسخريه منها، كيف يفهمها حباً بالله انها أجمل فتاه رأتها عيناه بكل مابها، الا يكفيها هو .؟
هتف قبل أن يمد يده سريعاً ويمسك بكفيها ويخلع عنها قفازاتها..ويلقيها أرضاً بغضب، غضب كل من مقلتيه، جعلتها ترجف رجلاً
أرتجفت بيلسان، وانكمشت علي نفسها..
بلال بغضب.
ـ قلتلك ميت مره، طول ماانتي معايا متلبسيش القرف ده، قلتلك المرض زادك جمال مقللش منك، وميخلجيش ابدا تخجلي منه يا بيلسان..وما دمتي معايا اوعي تخافي من حد أو ترمي ودنك لسم حد..
_ بس يابلال...انا..
همست ببكاء به، قبل أن ينظر لتلك التي تنظر لهم بحقد..
_ مبسش انتي اجمل واحده شفتها عنيا، استحاله يكون شويه التعب دول يتأثروا فيكي يابيلسان..
نظرت لهم بلا فهم لما يدور حولها، هي حقا لم تعد تفهم شيئا ، ولم تعد تعلم من أين ترفع يدها لتسد ضربات الحياه القويه لها…
أومأت برأسها سريعا، قبل أن تستدير وتطلق قدميها للريح لتختبأ بغرفتها كالعاده..
غرفتها مأمنها الوحيد، وملجأها من بعد الله ومن بعده..
تختبئ لتدعو الله أن يرفع مقته وغضبه عنها أن كانت حقاً كما تخبرها زوجة ابيها تُعاقب من الرب بهكذا مرض
صدم بلال بفعلتها، وببكائها
اقترب من روضه وأمسك بذراعها بحده، وصوت صراخه عليها استمع له البيت بأكمله..
_ قسما عظما لو مابعدتي سِمك ولسانك عن بيلسان لاقطعهولك..وأنتِ عارفه انا مبهددش من فراغ، أنتِ بالذات اخر واحده تتكلم عن الجمال يادبه..
هانها..هانها بقوه، وبغضب، لا يظهر إلا حينما يمس أحد زهرته..
لن يسمح لأحد أن يدمر مابقي فيها من جمال داخلي..يكفي ما تعانيه علي يد ذلك الخبيث أبيها وزوجته، اللعنه عليهم جميعاً، لما لا يتركانها له، هو عاشق لها هكذا، لما وفقط لا يتركوها بالقرب منه..
لحقها لعرفتها، ولم يعبيء لصباح والده وعمه، ولا بكاء تلك الحيه الدبه حقا، الا تنظر لهيئها، انها لا تكف عن تناول الطعام حتي صارت مثل الدبه القطبيه، قبل أن تغلق بيلسان غرفتها،
كان يمسك بذراعها، فانتفضت وصابتها الرجفه بكل جسدها
بلال بأسف..
ـ إهدي يا بيلسان..أنا أسف..أقسم بالله اول واخر مره هرفع صوتي عليكِ اسف ، اسف، اسف..
ظل يعيد بأسفه، حتي كادت تبتسم..
إبتلعت ريقها وهتفت برجاء..
ـ خلاص مش زعلانه، بس سيبني دلوقتي عاوزه ادخل لاوضتي ارتاح شويه..
_ لن يحدث .
نظرت له باستعطاف، حتي حن قلبه لها .
_ أرجوك عشان خاطري يابلال..
إبتسم لها بحنو..حنو حقيقي قلبه اللعين لا يظهره الا لها..
أنه العشق الذي يشعر وأنه سيدمره يوماً..من قوته .
ـ حاضر ياقلب بلال بس ارجوكي اوعي تكوني ضعيفة كده، انا مش عاوزك ضعيفة، عشان متبقيش لبانه في بوق الكل، عاوزك دايما رافعه راسك ...أنتِ غاليه اوي عندي...المرض مش عيب، العيب أن احنا نستخبي منه يابيلسان ..ساكورتي الجميله اقوي من كده..
_ بلال...اسكت..
_ ليه بقي كلامي مش عاجبك..
همست بيلسان ببكاء..
_ لا بس انت عارف ان الكل بيكرهني..وبيشمئزوا من ايدي عشان كده بخبيها عشان مسمعش كلام زي اللي سمعته دلوقتي..مش هستحمل، انت عارف انا أضعف من النمله .
_ نعم يختي…
نملة ايه ..بيلسان فوقي كده واعرفي حاجه واحده...انك اجمل بنت شافتها عنيا...هو أنا مش كفايه يعني اقولك..
_ لا بس انا اللي معنديش ثقه في نفسي
بلال بحزن..
ـ انا ثقتك وانا مرايتك .أنتِ هنا مش هناك.. قولتلك ميت مره اوعي تسمعي لحد، ولا تهتمي لكلام حد..
انا معاكي وهفضل معاكي...وكل العلامات اللي بتخفيها دي مخلياكي احلي واجمل …
انت اجمل بنت شافتها عنيا ياساكورتي أنتِ..
نظرت له بيلسان، وهتفت بشك..
ـ بجد يا بلال..؟
ـ طبعا يا قلب بلال ..
_ احلي من روضه..
علم ماتريد أن تصل إليه بحديثها..
امسك بكف يدها، وهمس بالقرب من اذنها بصوت لا يسمعه الا هي..
_ طب بذمتك الكف الرقيق ده، شبه كف المخبرين بتاع رضوي..
ها...فاكره..
علمت ما يرمي له، لكذته بحنق
_ انت لسه فاكر ..
قهقه بلال وهو يتذكر شجار روضه مع بيلسان ذات مره وضربها لها بكف يدها علي ذراعها فتسببت بكسرها
_ عشان تبطلي تسأليني السؤال ده..
نظرت له بحنق
_ حد يقول علي خطيبته كده..
_ نعم يختي...خطيبة مين..ايه التخاريف دي؟
_ انا مش بخرف..دا كلام مرات خالي ميرفت، قالت انك وروضة في حكم المخطوبين ولاد العم بيتجوزو ا من بعض في سلو بلدنا..
_ وبيتجوزوا من ولاد عماتهم عادي بردو…
هتف بلال بتلك الكلمات بخبث
قبل أن تهتف بيلسان ببلاهه
_ يعني ايه ؟؟
_ بيتجوزوا من ولاد الخال والعم، وكل الدنيا..مش حكر لولاد العم يعني ..متحبيكهاش ياساكورا..
نظرت له مليا، وهتفت بحيرة ..
من اسم ساكورا التي للتو انتبهت له ..
ـ بلال..
_ ياعيون قلبه..
تجاهلت حديثه،وهتفت بفضول..
_ هو يعني ساكورا اللي بتقولهولي ده...؟؟
بلال بقهقه..
_يعني دلوقتي بس افتكرتِ تسألي انا بقالي سنين بناديلك بيه ..وتعرفي اني كان في دماغي نفس سؤالك..
_ سؤال ايه؟
_ انك مسألتيش علي معناه، رغم اني عارف انك اكتر واحده فضوليه بالعالم..
عضت شفتيها بخجل..
_ اتكسفت أسألك..
_ بتكسفي مني انا...؟
_ بلال..قول بقي ..هموت واعرف…
عبست بشفتيها كالأطفال، قبل أن تهتف بحنق..
ـ بلال قول بقي…
طب هقولك بس بشرط ..
_ قول بسرعه..
_ الشرط ولا المعني…
_ لا المعني طبعاً…
_ وانا بقول الشرط الأول..
زفرت بحنق ، قبل أن تهتف بغيظ .
_ قول الشرط ..
ـ نروح لجناين العنب، واقولك المعني…
_ بلااااال..
_ دا شرطي..
_ ههههه موافقه طبعا..
أنتفضت بيلسان من علي فراشها، وكفكفت دموعها بكف يدها كالأطفال، تنفض عن رأسها تلك الذكريات التي تأبي فراقها، أغلقت هاتفها الذي يصدح بصوت فيروز، بعدما أستمعت لصوت آذان الفجر..
بدأت بالأستغفار، واستقامت لأداء فريضتها..
---------------
الفصل الثاني ..
(أتوسل إليك يا أبي لا أريد أن اتزوج به..)
أنهت بيلسان صلاتها وغصه مؤلمه تكومت بحلقها ماان خطر ببالها تلك الجمله، أنه الشيطان الرجيم لا يرأف بها،
طوت سجادتها سريعا، بعدما خطرت تلك الجملة، التي لم ولن تنساها يوماً لذهنها، انها ترن بأذنها كناقوس، جملة غيرت مجري حياتها من السيء للأسوء، حينما أجبرها والدها علي زواجها من إبن شقيقة زوجته، بعدما دست زوجة أبيها السم بأذن والدها بأن يوافق علي زواجها، لانفلات اخلاقها..
إنسابت دموعها بغزاره، فاستقامت وجلست علي طرف فراشها منكسة الرأس تخفي وجهها بسجادة الصلاه خاصتها لتكتم شهقاتها حتي لا تستمع لها جدتها، وتأتي مهرولة تبكي علي بكاءها..
جدتها الحبيبة من بقي لها من كل ذاك العالم..
هي وصلاتها، ودعواتها ليل نهار أن يهدي لها والدها وينتقم ممن تسببوا بما عانتة، تلح بدعواتها أن يخلصها الله من سجنها هذا الذي لا يد لها به…
إزدادت شهقاتها، وإرتفع صوت بكاءها، تبكي تخلي الجميع عنها، ونظرتهم الدونيه لها، ولمرضها
وكأنها هي من جلبته لنفسها، وليس إبتلاءًا وإختباراً قد يصيبهم بأي وقت كما أصابها..
لقد وعدت نفسها ألا تبكِ مرة أخري، وأن تخلع عنها عباءة خوفها، خصيصاً بعد زيارتها لذاك الطبيب الشهير الذي نصحها العديد من الأشخاص به، بعدما أرسلت قصتها بإسم مستعار بأحد صفحات الفيسبوك النفسية التي تنشر تجارب الآخرين كعظه
هي للان لا تعلم كيف فعلتها ولكن لقد حدث...وفعلتها
يومها إنهالت عليها الكثير من التعليقات المحفزة لها، وأصيبت بالدهشة حينما وجدت الكثير والكثيرات ممن يشبهون حالها، يتحدثون بكل أمل .
دب باب الأمل قلبها وهي تستمع لكثير ممن سيطروا علي مرضهم، وتوقف بالأنتشار، بعدما تحسنت حالتهم النفسيه…
وممن تخطو وجعهم وأحزانهم ونظرات الناس الدونيه لهم، وعاشوا حياتهم وتزوجوا وأنجبوا..وأخريات أرسلن لها عنوان ذاك الطبيب النفسي الذي ساعدهم علي تبخر آلامهم، وبدء حياة سعيدة مليئة بالرضا..
وبالفعل حكت لصديقتها الوحيده مها ، وشجعتها علي تلك الخطوة التي تحثها علي فعلها منذ زمن..وخصيصاً بعدما فك والدها بنفسة قيد زواجها من ذاك السمج…
لا تصدق أن ابيها بنفسة طلقها من ذاك الوحش وهو من جبرها علية وأصر علي كتب كتابها، بعد إرتباط دام لعامان كاملين، إستنفذت فية كل طاقتها، وصبرها، وتركها جثة هامده، محطمة لا تثق بأي شيء بها، ولا بنفسها....
كارهة لشكلها وهيئتها، ولباسها ومرضها، ناقمة
وضعيفة، وبداخلها تخبطات وألاف من الأسئلة التي تبدأ بكلمة (لما)..
فقررت أخذ تلك الخطوة بذهابها لذاك الطبيب النفسي الذي شكر لها به الجميع علي الصفحه المحفزة، ولحسن حظها وتحت دهشتها أيضا وافق والدها وشجعها ..
قبل شهر..
دلفت للعياده مع صديقتها مها، صديقتها التي تعرفت عليها منذ ألتحقت بكلية الألسن، وتعدها كأحسن من شقيقتها..نظرت للمكان حولها بتوتر وإبتلعت ريقها…
أقتربت منها مها وأمسكت بكف يدها، هامسة لها بأذنها..
ـ بيلسان جندي قلبك، بصي حواليكي كده، أنتِ مش لوحدك ولا في حد هنا خايف منك…
بالعكس…
الكل كأنه متعود، شايف كتير، وبيعاني من ضغط الحياه وجبروتها، قلتلك ميت مره الناقص بس اللي بيتبع عيوب غيره، وبيعايره..
نظرت بيلسان لها بإمتنان..
ـ متوتره يامها غصب عني، بس متخافيش انا خدت قراري خلاص، هنكمل يعني هكمل…
نظرت لها مها بسعاده...واردفت بتحذير .
ـ أنتِ عارفه أن فكرتي بس انا اللي هقطع رقابتك يابيلا…
ضحكت بيلسان علي دلعها الخاص من صديقتها، وهتفت بذعر..
ـ شريرة..وما أعدلك..ياموزه..
مها بفخر وهي تعدل من ثيابها..
ـ أشكرك، علي الرحب والسعه.
جلست تنتظر دورها، منكسة الرأس، تاره، وزاره تضع يدها أسفل خدها.. وتاره توفر بحنق..
هتفت مها بحنق…اكبر عليها
ـ فاضل ثلاث حالات اهمدي بقي..
نظرت لها بيلسان بصمت، قبل أن تعاود مها الحديث بصدمه وهتفت بسخط .
_ لا وايه دا في المستعجل..اومال لو بقي لو كنا في القائمه العاديه…
أبتسمت بيلسان بجانب فمها علي تأفف صديقتها وجذعها،ولكن عذرتها فهي لم تعتد المكوث بعيادات الاطباء،
بينما هي لم تترك جدتها طبيباً تعرفة إلا وذهبت بها إليه..
وبعدما يأست من الأطباء، والأدويه، أنتقلت لتلك الوصفات العشبيه التي أقترحتها عليها جارة لهم من أحد العطارين..
بالحقيقة لم تقصر معها جدتها لأبيها يوماً، حتي أنها ذهبت بها للمعالجين الروحانين، وشيوخ المنطقه..حتي تركيبات الصيادلة جلبتها لها..
ولم ينفع معها شيء، ولم يحد من إنتشار ذلك المرض اللعين الذي تمدد بمعظم جسدها..ظل يتمدد بجسدها
إلي أن توقف فجأه منذ سنوات ولله الحمد أنه لم يصعد لوجهها.
هي راضية بقضاء الله وقدرة ولكن أكثر ما تخشاه أن يعاود المرض هجومه عليها، و ينتشر ويصعد علي وجهها
فهي ليلاً مع نهار تدعو الله وتشكره علي أن إبتلاءها لم يكن بوجهها..
وأن حزنها علي ما صابها، وما كان يفعلة معها ذاك شبية الرجال لم يؤثر عليها ويعاود المرض أنتشارة من جديد ويصيب وجهها ، فهي منذ كتب كتابها، وهو يخبرها أن المرض سيعاود هجومه عليها وسيصيب
وجهها ، وربما يصبح مرضها وراثة لأبناءهم، ناهيك عن نظرتة المشمئزة لها، وللباسها..
لقد دمرها نفسيا وكأنه دخل بتلك العلاقة فقط ليذكرها ويهينها ويقلل من شأنها..
دوماً ما كان يخبرها..أن امثالها يجب أن تحمد الله علي أن احدهم إلتفت لها وخصيصاً هو…
زفرت بحزن..وهي تدعو علي زوجة أبيها بينها وبين نفسها..
ستظل تدعو الله ليلاً ونهارا عليها، وعلي كل دمعة حزن وكسرة نزلت علي خدها بسببهم..
وعلي أنهم كانوا دوماً سبباً رئيسياً في أهتزاز ثوابتها ومعتقداتها ، بعدما كانت إرتضت أخيراً بقضاء الله وقدره وأن أمثالها يجب أن يفتخروا بإبتلاءاتهم لا أن ينكمشوا علي أنفسهم ويعتزلوا العالم أجمع..
لقد أعادها لنقطة الصفر من جديد..عادت بسببة لوساوسها وهواجسها بأن لا أحد لها..ولن يكون أبداً..عادت تلك الأسئلة تصول وتجول برأسها بعدما كانت متناسية
ماذا ستفعل بعد رحيل جدتها، وهي من باتت علي مشارف الموت بأي لحظه، ومن سيقف بظهرها، ومن سيصد ذلك الهجوم الضاري دوماً عليها من زوجة أبيها وشقيقتها ووالدها..
زفرت ببطء، وهي تنظر لكل هؤلاء المرضي، وهي تفكر بذاك الطبيب وهي تسأل نفسها بدهشة..هل سيستمع لكل هؤلاء؟
وهل سيجد صبراً لدموع كل هؤلاء..وإستيعاب ألامهم وأوجاعهم..
ألي هنا وسرح خيالها به مجدداً..ومن غيره إبن خالها الذي كان سبباً قوياً بالماضي لها لتتخطي آلامها ومرضها
كانت فقط تهاتفه وتخبرة أنها وحيدة هنا، فكان يأتي مهرولاً لها من أقصي الجنوب للأسكندريه ليشد عضدها..
كان دوماً يخبرها أنه يري بها إمرأه شامخه، ورغم ندوب جسدها التي لا تذكر، فهي غاليه…
أغمضت عينيها تحارب دموعها وذكراه دوماً ما تأتي بالاوقات الخطأ لتعكر صفو حياتها..
وخصيصاً تلك الجملة التي لم ينفك يخبرها بها ليلاً مع نهار..
(ساكورتي، وزهرة الكرز خاصتي، التي أنبتت وسط صحراء قلبي المقحلة)
إبتسمت غصباً عنها، ومدت يدها مسحت تلك الدمعه التي تسللت بخبث من عينها..وهي تتمني لو تصبح يوماً محاضرة تحفيذيه كأولئك الذين كانوا سبباً رئيسياً بما يعرضوه علي صفحاتهم من تجارب ومحاضرات لقدومها لهنا وأخذها تلك الخطوة التي تأخرت كثيراً عليها…
إستدارت برأسها للجهه الأخري فقوقعت علي طفلة صغيره يبدو من هيئتها انها بعمر الحادية عشر فيما فوق، منكسة الرأس وتضع طرف حجابها علي جانب من وجهها، قادها الفضول لأول مره، لتري ماذا تخفي تلك الطفلة بعمرها هذا…
أستمرت الطفلة علي حالها منكسة الرأس، وتتمسك بحجابها جيداً..
فيأست من أن ترفع الطفلة رأسها، وخشت أن تنتبه والدتها التي تحاوطها بذراعها لها، وهي تنظر لإبنتها بفضول هكذا، فأشاحت بوجهها عنها، دقائق وهتفت الممرضه علي بإسم إحداهن فأنتفضت الطفلة وخلفها والدتها وهنا تركت الطفلة طرف حجابها فرأت ما تخفية جيداً..
أرتجف جسدها غصباً عنها وجف حلقها، وهي تلمح تلك العلامه التي كانت ومازالت مصدر رعبها..علامه بيضاء تنتشر بلا إستحياء، تشوه الجسد، وتحرم الاطفال لذة اللهو وتذوقهم طعم الحرمان، وتشيب رؤسهم قبل الأوان...تدعي (بهاق)...
يتبع..
الفصل الثالث….
من روايه..ساكورا...عشق بلال..
أسما السيد..