الفصل الثاني

"الفصل الثاني "

فى صباح اليوم التالي انتقت ملابسها بعنايه لكى تكون بابهى صوره لها عندما تلتقي به..
ارتدت فيروزه كنزه بيضاء اسفلها بلوزه بينك وجيب قصيره باللون الابيض وانتعلت حذائها الابيض ذات الكعب العالي وقررت ترك شعرها للعنان ، ينساب خلف ظهرها ،التقطت حقيبتها الشخصيه وغادرت المنزل متوجها الى عملها ودقات قلبها تسبقها ، تقرع بالطبول تشتاق لرؤيه حبيب قلبها ، فسوف تلتقي به بعد لحظات.. ..

"""""""""""
استيقظ نبيل على صوت شقيقه الذي يقف بجانب الفراش يهزه برفق
- نبيل ... انت يا بني اصحى بقى ، أنا ورايا سغر وانت لازم تفوقلي كده عايز اتكلم معاك
نهض من فراشه بتكاسل ونظر لشقيقه بعينيه الناعستين ، حك عنقه وهو يتحدث
- أنا صحيت اهو يا عم نديم ، هاخد.شاور فى السريع واحصلك على الفطار ونتكلم زى ماانت عايز
تنهد نديم وهو يغادر غرفه شقيقه : ماتتاخرش عشان هتوصلني المطار ونتكلم فى الطريق
استوقفه نبيل بصوته العالي : أوصل مين أنا عربيتي عايز اوديها التوكيل
عاد نديم يقف امامه وهو يتسأل : توكيل ليه ؟ عملت ايه فى العربيه ؟
- خبطه كده بسيطه
- بلاش توكيل ، التوكيل هيأخرها ، أنا أعرف مركز صيانه كويس ، هسيبلك الكرت بتاعه ، وهسبلك مفاتيح عربيتي بعد لم توصلني المطار ، يلا بقى اخلص عشان ما نتاخرش
- حاضر يا برنس وراك على طول
هز راسه باسى : مش عايز أي الفاظ خارجه جوه الشركه انت فاهم
ابتلع ريقه بتوتر : طبعا فاهم ، هحاول يعني أمسك لساني هههه
غادر نديم الغرفه وترك نبيل يتوجه الى المرحاض ليتم تجهيز نفسه لأول يوم عمل داخل مجموعات الصيرفي للاستراد والتصدير ...
""""""""""""
ودع نديم جدته بعناق قوي ، تبعته بوابل من الدعوات له ثم استقل سيارته بجانب شقيقه الذي يجلس امام الوقود لينطلق الأخير فى طريقه الى المطار وهو يستمع لنصائح شقيقه من اجل العمل .

وعندما خطى قدمه لصاله المطار ربت على كتف شقيقه
- خلى بالك من نفسك ومن تيته وتاخد بالك من الشركه وتركز انت فاهم
ابتسم له وهو يومي براسه :حاضر يا ريس ماتقلقش ، هتغيب قد ايه ؟

تنهد بضيق : ان شاء الله اسبوع بالكتير اعاين الماكينات بنفسي وامضي العقود بس مش هرجع على هنا ، لازم أسافر دبي اخلص التعاقدات الجديده بتاعت المصنع ، كلها عشر ايام واكون عندك ، خلى بالك من نفسك وخليك على اتصال معايا بخصوص الشغل وأنا مطمن نوعا ما من وجود فيروز فى الشركه ومش عايز عينك تزوغ كده ولا كده جوه الشركه فاهم
ارسل اليه غمزه مشاكسه : فاهم ، طب تزوغ فى المصنع عادي
ضحك نديم على جنون شقيقه : المصنع كله رجاله ومافيش قلق .
- يلا استودعك الله
ضمه لصدره بحنان ثم ابتعد عنه وهو يجر الحامل المعدني الذي يحمل حقيبته ويدلف بها لداخل ، وغادر نبيل المطار واستقل السياره يقودها الى مقر الشركه ..
""'''''''''

كانت تتابع عملها بتوتر ، تنظر بين الحين والآخر لباب مكتبها تنتظر قدومه بقلب متلهف لرؤيته وفجاه استنشقت رائحه عطره المميزه فهي تعرفها حق المعرفه ، واقفت عن مكتبها والابتسامه تعلو ثغرها تترقب وجوده .
طل عليها بطلته الساحره واقترب منها بخطواته الجاريئه ليقف بالقرب منها ، ينظر لها نظرات فاحصه ليبتسم بهدوء وهو يميل على وجهها يلفحها بانفاسه .
- ازيك ياقمر
ابتلعت ريقها بتوتر ونظرت له باضطراب وهى تتحدث بصوت هامس
-الشركه كلها نورت بوجود حضرتك يا فندم
ارسل إليها غمزته الماكره : الشركه منوره بوجودك فيها يا عسل ، وبلاش حضرتك دي أنا نبيل وبس
ابتعد عنها ليدلف لداخل المكتب وقبل ان يغلقه نظر إليها بابتسامه خلابه
- مش هتحصليني على المكتب ولا ايه ؟ عشان نبدء شغل من اول دقيقه
هزت رأسها بالايجاب: حاضر ,تحب اطلب لحضرتك حاجه تشربها
- ممكن قهوه مظبوط عشان نركز
أغلق الباب خلفه وسار بخطوات واثقه جلس امام المكتب وهو يتطلع لكل شيء حوله ببرود ، الى ان دق الباب ودلفت فيروز بهدوء وضعت فنجان القهوه امامه اعلى المكتب
- قهوتك المظبوط مستر نبيل
ضحك بخفه وهو يحمل الفنجان ويرتشف منه القلق ، ثم نظر إليها
- مُصره يعني لحضرتك لمستر نبيل ، تمام يا قمر يبقي مستر نبيل حلو اوى ، وتسلم ايدك على القهوه
ابتلعت ريقها بصعوبه : بس أنا ماعملتهاش أنا قدمتها بس
- وهو التقديم سهل بردو
اتفضلي اقعدى واقفه ليه ، مش هتعرفيني نبدء الشغل منين ، أنا من ايدك دي لايدك دي ، أنا لم افقه شئ عن الشركه ولا حتى المصنع
- حاضر ، بس استاذن حضرتك هجيب الملف اللى هنبدء بيه
غادرت مكتبه لكي تحضر بعض الاوراق الخاصه بالعمل .
زفر بضيق وهو يضيق مابين حاجبيه : هو احنا هنبتديها جد ولا ايه ؟
لا أنا ماليش خلق على جو المكاتب ولا قعده الشركات دي ، أوووف
عادت ثانيا وهى تحمل بعض الاوراق لتجحظ عين نبيل بصدمه وابتسم رغما عنه
- كل دي ملفات هنبدء بيها
- لا في حاجات محتاجه لتوقيع حضرتك
تنهد بارتياح : اه ماشي ، نوقع الاول
وقفت جانبه وهى تشير اليه مكان التوقيع ، ليوقع هو دون ان ينظر الاوراق التى امامه ، وبعدما أنتهى من توقيعه
كانت تهم بالابتعاد ليستوقفها نبيل وهو يلتقط كفها
- مش مفروض تقعدي جنبي عشان تكوني قريبه مني ، احم اقصد يعني عشان افهم المفروض اعمله ايه
سحبت يدها بهدوء وداخلها ترتجف من هذا القرب ، كانت تشعر بانه هو أيضا يبادلها نفس المشاعر ، كانت الفرحه تغمرها بهذا القرب ولم تخلو جلستهم من بعض كلمات الغزل التى جعلتها كالفراشه تحلق فى السماء ..

وقف عن مقعده يتملل بضيق ثم عاد يقترب منها يهمس بجانب اذنها برقه
- بقولك ايه يا روز أنا ورايا ميتنج مهم لازم امشي دلوقتي ، وانتي تقعدي هنا تكملي الشغل ، أنا واثق فيكي واى قرار تاخديه موافق عليه ، اعملي زي مانديم كان مفروض يعمل تمام
نظرت له بتردد : أنا بس ازاى
أمسك بذراعيها لتنهض من مقعدها وسار بها الى حيث مقعده امام المكتب ، اجلسها مكانه ونظر لها بابتسامته اللعوب
- طيب والله لايق عليكي المكان ، أنا عمري ماديت ثقتي لحد معقول هتخذليني يا روز ، لا أنا كده مش هقدر اتحمل
ابتسمت بخجل وهى تهز رأسها بالموافقه : لا أنا عمري مااقدر اخذلك ، اطمن على الشغل
تحدث بحماس وهو يلتقط متعلقته الشخصيه من اعلى المكتب : حبيبي والله مافي أجمل ولا اجدع منك يا قمر انت
ضحكت بسعاده وهى تنظر لطيفه الذي يختفي من امامها وعادت بظهرها للخلف وهى تحدث نفسها بفرحه
- حبيبي يعني بجد بيحبني زي ما بحبه ، كمان واثق فيكي ومسلمني الشغل ، أنا مش مصدقه نفسي ، يعنى حبي ليه بجد ، أنا بحبه وهو بيحبني .
تنهدت بامل وهى تتطلع للاوراق التى امامها وتعمل عليهم بحماس ولم تشعر بالوقت ..
"""""""""
اما عن نبيل بعدما غادر مبني الشركه ،استقل السياره متوجها الى النادي لكي يحاول ان يجد الفتاه التى التقى بها بالأمس ،فقد دون رقم سيارتها بذاكرته وأراد ان يبحث عنها من خلال سيارتها .
صفا سيارته امام النادي بالمكان المخصص وبحث بعينه من بين السيارات المصفوفه امامه عن وجود سيارتها ،ليجدها بالفعل ،شعر بالسعاده وهو يدلف لداخل النادي يبحث عنها بعينيه فى كل مكان ..
"'''"''''
اما عن نديم فقد كان يسترخي داخل غرفته بالفندق الذي نزل به ، بعدما اجرا اتصالا هاتفيا يطمئن جدته على وصوله لارض البرازيل .
ثم هاتف الشركه المتعاقد معها من اجل شراء بعض الماكينات التى يحتاج إليها بمصنعه واخبرهم بالمواد المحدد بينهما صباح الغد، ثم اغلق هاتفه فهو بحاجه الى الاسترخاء ولا يريد لاحد ان يزعجه
...وبعد لحظات كان فى ثبات عميق ....

""""""""
وقعت عيناه اخيرا عليها بملعب الجولف وكانت تهم بالمغادره ، ليقف امامها كالحاجز ليمنعها المغادره
- هاي رهوم
نظرت له ببلاها : حضرتك
- معقول نسيتي اسمي ولا ايه
- لا بس مستغربه
- طيب مش هينفع نتكلم كده على الواقف ممكن نقعد
لوت ثغرها بضجر : اه نقعد ونتعرف وكلام فاضي بقى ، بص حضرتك أنا مش من النوع ده ، أنا فعلا خبطت عربيتك واعتذرت ولو محتاج تمن التصليح مافيش مانع ، اكتر من كده يبقى سوري ومن فضلك وسع بقى من قدامي خليني امشي
فتح عيناه باتساع مصدوم من حديثها اللازع بالنسبه اليه فهو لم يعتاد على تلك المعامله وبالأخص من الجنس الآخر فجميعهم يتمنون بان ينظر اليهم نظره واحده ولكن حقا هذه الفتاه مختلفه تماما عن الجميع وهذا ما جعله يتمسك بها اكثر ، فاق من شروده على ابتعادها
فقد كانت غاضبه وتسير بخطوات اشبه بالركض ، لحق بها على الفور وهو يعتذر عن فهمها الخاطئ لحديثه
- رهام استني بس ، أنا مش قاصد اي شي من كل اللى انتي فهمتيه ، من فضلك اسمعيني بس
وقفت امام السياره تنظر له بضيق :
- اتفضل عاوز تقول ايه
- أولا أنا آسف بس ماكنش قصدي حاجه وحشه خالص ، بس بجد كنت هنا وشوفتك صدفه ، أنا باجي النادي كتير وبقضي وقتي كله هنا ومن الطبيعي نتقابل تاني ، بعتذر كمان مره ، بس ممكن رجاء
- اتفضل
نبيل بكدب : أنا عربيتي فى التوكيل محتاج بس توصليني
- وحضرتك جيت النادي ازاى ؟
ابتلع ريقه بتوتر : مع اصحابي ، بس كل واحد خلع مع المزه بتاعته
نظرت له بصدمه : نعم
- قصدي يعني مشي مع صحبته ، هو انتي مالكيش اصحاب ولا ايه
اجابت بضجر : لأ
- ولا مصاحبه ؟
- لأ
- ولا بتحبي ؟
- بردو لأ
-طب ما تحبيني
تنهدت بضيق : انت عايز ايه بالظبط
ابتسم برقه وارسل إليها غمزه : نتحوز
ضحكت بسخريه : انت أكيد مش طبيعي
- عشان عايز اتجوزك ابقى مش طبيعي ، انتي انسانه غريبه والله
- ده أنا اللى غريبه بردو
- ايوه طبعا
- طيب بعد اذنك لازم امشي
- اسند جسده امام سيارتها : مش هتمشي من هنا غير لم توافقي
جحظت عيناها بصدمه'اوافق على ايه ؟ انت أكيد مجنون
_ شكلنا كده هنتجوز
ضربت كفا على الاخر : هو انت شارب حاجه ؟ واعي للي انت بتقوله ده ؟
- واعي جدا وبكره افكرك ، مش هتجوزي حد غيري
- يابني هو أنا اعرفك اصلا
- نتعرف ايه اللى يمنع وبعدين نتجوز بردو
- لا أنا لازم امشي من هنا
استقلت سيارتها ولكن منعها من القياده وهو يقف بجسده اكلمها
- لو عايزه تمشي يبقى دوسي على قلبي الاول قبل ما تتحركي بعربيتك
تأفأفت بضجر ونظرت له من خلف النافذه : والمطلوب
- توصليني بعربيتك وبعدين نتفاهم ، امبارح أنا قبلت اعتذراك وماهنش عليه اشوف دموعك ، تكون دي جزاني انهارده تدوسيني تحت عجل عربيتك يا ظالمه يا جاحده يا كاسره القلب
لن تستطيع منع ضحكتها لتضحك برقه على هذا المجنون وتتذكر كلمات شقيقتها وشعرت بفرحه داخليه فهى اعجبت بالشخص الذي اعجب هو بها أيضا ، يبدو بانه صادق وسوف تسمح لقلبها بخوض تلك التجربه لأول مره وتعلم بان قلبها لن ولم يخذلها ..
استقل السياره جانبها لتقله الى منزله واثناء ذلك لم يكف عن الحديث فظل يثرثر لها عن حياته منما جعلها تتحدث هى الأخرى وتخبره عن شخصها وعائلتها وبدء التعارف بينهم ...
"""'""""""
مرت الايام سريعا وتطورت علاقتهم معا ، منما جعل نبيل يقطع كل علاقته السابقه بالفتايات وايقن بانه حصل على الحب الحقيقي مع تلك الفتاه المتميزه عن الآخريات ولم يغفل عن ان يحدثها بأمر الارتباط ، فهو الان متاكد من مشاعره ويريد ان يتزوجها وطلب منها اخبار عائلتها ...

عاد نديم من سفره ولم يحظى بوقت كافي لكي يذهب الى دبي لمتابعه أعمال المصنع الذي يمتلكه بدبي وقرر ان يترك تلك المهمه لمديره اعماله ، واشرف هو على خط سير الانتاج بمصنعه بعدما استورد الماكينات الخاصه لكي يعمل مصنعه باعلى جوده ..
""'''"''
وقفت امام مكتبه تبتسم له ثم قررت ان تصارحه بمشاعرها بعدما تلقت خبر سفرها لدبي لمتابعه العمل هناك ، اتخذت تلك الخطوه الفاصله بحياتها ..
نظر لها نبيل بغرابه : فى حاجه عاوزه تقوليها يا فيروز
هزت رأسها بالايجاب ونظرت له بحب ودقات قلبها تتسارع من اجل ما تشعر به الان
- أنا بحبك يا نبيل
جحظت عيناه بصدمه فلم يتوقع ان تخبره بمشاعرها الذي يعلم بها مسبقا لذلك استغلها من اجل العمل فقط ولكن بعدما دق قلبه بالحب الصادق الحقيقي الذي شعر به وهو يحاول الابتعاد عن فيروز ولم يعد يتغزل بها وصوب انظاره فقط على العمل لكي يصبح جاد وانسان مسئول عن اسره ، لا يريد ان يخسر الفتاه التى جعلته يشعر بالحب ويبتعد عن نزواته ، فالحب الذي حظى به بدله تماما واصبح غير مستهتر ، اصبح عاقل ، رزين يشعر بالاخرين ولكن تلك الفيروز افقدته صوابه جعلته ينفعل عليها .
- انتي بتقولي ايه ، انتي فاهمه المشاعر غلط ، أنا آسف
اختفت ابتسامته ونظرت له بعدم فهم : يعني ايه فاهمه المشاعر غلط ، امال كل اللى بينا كان ايه ، أنا حبيتك بجد وانت كمان كل تصرفاتك بتقول انك بتحبني
- كدب ، كل تصرفاتي كدب ، أنا عمري ماقولتلك بحبك ، انتي اللى فسرتي نظراني ولا مجرد كلمه مجامله قولتهالك ابقى بحبك ، أنا مش مسئول عن مشاعرك ، كل واحد حر فى مشاعره لكن ماتحملنيش أنا الذنب
نظرت له بعين دامعه : ليه ؟
- أنا مابحبش البنت الساهله اللى بمجرد نظره ولا غمزه توقعها ، لم اختار هختار اللى صاينه نفسها ومش تسمح لحد ان يضحك عليها بكلمه ، هى دي مراتي اللى تحمل اسمي وتستاهل تبقى ام ولادي لكن انتى سوري يعني كنتي مجرد هدف قدامي عشان تمشي الشغل فى غيابي
ابتسمت بألم : تقصد استغلتني عشان الشغل وصورتك تفضل كويسه قدام اخوك ، ويعرف انك قد المسئوليه ويعتمد عليك ، لكن أنا ومشاعري مش مهم
- ماانكرش ان ده حصل فعلا فى الاول بس أنا دلوقتي مابقتش اغيب عن الشركه ومتابع كل حاجه ، بقيت فعلا مهتم بكل صغيره وكبيره فى الشركه وكمان المصنع وبقيت حابب المسؤوليه ومش شايفها حمل ولا عبئ عليه ، وكمان فى الاول والآخر أنا ماوعدتكيش بحاجه أنا كل اللى عملته مجرد كلمه حلوه قولته على نظره ولا تسبيله ماخدتش منك حاجه يعني مع ان لو طلبت كنت هأخد وهو ده الفرق بينك وبين غيرك من مجرد ضحكه كنتي ممكن تسلميني نفسك وبرضاكي كمان
تحدثت بانفعال وهى تغادر غرفه مكتبه : انت انسان حقير وجبان وهيجي يوم وتتكسر زى ماكسرتني وجرحتني ، منك لله ..
اغلقت الباب خلفها بقوه وتوجهت الى مكتبها وهى تحاول التماسك وعدم اظهار دموعها وضعفها فستظل قويه ولم يقدر احد على كسرها بعد الآن ، سوف تنتقم من اجل جراح قلبها الذي ينزف الان ولم يداوي روحها الا بالم من تسبب فى ألالمها ...

شعر بتانيب ضمير بعدما غادرت مكتبه وظل شاردا يحدث نفسه
- انت زودها اوي يا نبيل ، ماكنش فى داعي لجرحها بالشكل ده ، كنت ترفض حبها بشياكه وخلاص ، اوف بقى ماكان لازم اقولها حاجه تكرهني بيها ومش تفكر فيه تاني وده الصح ، هى انسانه كويسه وتستاهل حد غيري لكن أنا قلبي مش ملكي واختار خلاص غيرها ..
""""""""
فتح باب مكتبه ليجدها جالسه خلف مكتبها يبدو عليها الحزن
- فيروزه حصليني على المكتب
لم تستمع لحديثه فقد كانت شارده
اقترب نديم من مكتبها ودق بيده اعلى مكتبها ليجعلها تنتبه لوجوده .
نظرت له باهتمام
تحدث برفعه حاجب : انتي مش معايا خالص ، بقولك حصليني على المكتب ، مالك في حاجه ؟
نهضت من اعلى مقعدها وهى تتصنع الجمود : ابدا مافيش حاجه
سارت خلفه فقد سبقها بخطواته السريعه وقف خلف مكتبه واعطها بعض الاوراق الخاصه بسفرها الى دبي .
- اتفضلي كل ورقك بقى جاهز للسفر والتذكره بعد بكره ، عندك بكره اجازه تحضري نفسك وفى عربيه بسواق هيفضل معاكي هناك ومش هتتحركي فى البلد من غيره واي حاجه هتكوني على اتصال بيه ، أنا معتمد عليكي فى المهه دي وأنا واثق فى خبرتك انك قدها ، وفى كمان توكيل باداره المصنع والشركه هناك ، معاكي صلحيه تمضي أي ورق متعطل وترجعيلي فى اى قرار يخص الشركه تمام
هزت رأسها بالايجاب : تمام يا فندم ، أنا خلصت شغلي ممكن اروح
- أكيد ، مع السلامه
غادرت مكتبه بلا غادرت الشركه باكملها وهى لم تعى لمن حولها ، داخلها حزن دفين لم تشعر به من قبل ، تشعر بانها جسد بلا روح ، مجرد أله تتحرك بلا حياه فقد حطم احلامها وامالها فى الحياه ، تبا لذلك القلب الذي يقطر دما ، تبا له فقد دق للشخص الخاطئ ، الذي لا يستحق تلك النبضاات التى تنبض من اجل هذا الذي يسمى بالحب ...
"""""""
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي