تسلل العشق قلبه

Fatma Elalfy`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-04-25ضع على الرف
  • 155.2K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الاول

الفصل الاول


تسللت اشعه الشمس الذهبيه داخل غرفته لتداعب جفونه ويجعله يتململ فى نومته ليفتح عيناه بتكاسل وينهض من فراشه ليدلف الى المرحاض لينعش جسده بالماء البارد ثم يرتدي ثيابه ويقف امام مرآته يمشط شعره بعنايه وينثر عطره المفضل ويرتدي ساعته وهو ينظر باهتمام لعقاربها التى تشير الى الساعه التاسعه صباحاً..
ترك غرفته بخطواته السريعه ليهبط الدرج فى عجاله ويتوجه الى غرفه المائده ليجد جدته فى انتظاره .
اقترب منها بابتسامته الوقوره ليقبل يدها : صباح الخير يا روح قلبي
مسدت على خصلات شعره الداكنه بحنان وطبعت قبله حانيه أعلاه : صباح الورد والفل عليك يا حبيبي
جلس جانبها ليتناول افطاره ، نظرت جدته للخلف تنتظر قدوم شقيقه الاخر
ليبتسم لها نديم ويهمس بصوته الرخيم : ماتتعبيش نفسك يا ماما نبيل لسه نايم
تنهدت الجده بأسي : ربنا يصلح حاله
وقف نديم عن مقعده ليطبع قبله رقيقه اعلى جبينها وهو يودعها : عايزه حاجه يا قلبي ، انا رايح الشركه
- سلامتك من كل شر يا حبيبي ، ربنا يكتبلك فى كل خطوه سلامه يارب ، خلي بالك من نفسك يا نديم ، سوق على مهلك يا حبيبي
ليبتسم لها بحنان ويؤمي براسه ، فهذه جدته لن تتغير وهذه الدعوه ترافقه كل صباح ، ليغادر الفيلا ويستقل سيارته متوجها بها الى شركته الخاصه بالاستيراد والتصدير الذي ورثها عن والده الراحل ..
( نديم عابد الصرفي , شاب فى الثلاثون من عمره ، طويل القامة ذات ملامح هادئه بشره خمريه بعينين زرقاويتين وشعر اسود كتيف ،لديه شارب ولحيه منهدمه تزيد من وسامته ، جاد بعمله ، نقطه ضعفه جدته وشقيقه الأصغر ، المتبقى من عائلته التى خسرها منذ عشره اعوام ليتحمل بعدها أعمال والده ويكمل مسيرته فى مجال الاستيراد والتصدير )
"""""
ارتدت ملابسها المكونه من بنطال اسود يعلوه كنزه صيفيه قصيره باللون السماوي وعقصت شعرها للخلف ثم حملت حقيبتها الشخصيه وتركت منزلها عازمه على الذهاب الى عملها ، بعدما هاتفت الاوبر ليصل السائق امام العقار التى تقطن به خلال دقائق وتسرع فى استقلال المقعد الخلفي لينطلق السائق الى حيث وجهته ..
بعدمرور نصف ساعة كانت تترجل من الاوبر وتعطى السائق النقود ، ثم تسير بخطوات واثقه لتدلف داخل الصرح الضخم الخاص بالشركه التى تعمل بها ذمديره لمكتب نديم الصيرفي ..
جلست امام مكتبها وبدءت فى اشعال الحاسوب لتمارس عملها المعتاد .
فيروزه صالح فتاه فى الخامسه والعشرون من عمرها ، تخرجت من اداره أعمال وتعمل بهذه الشركه منذ عامين ، ذات ملامح جذابه بيضاء البشره بعينين قويتين بلون القهوه ورموش كثيفه تظهر جمال عينيها وشعر كستنائي يصل الى نصف ظهرها تصففه بعنايه ، مغروره الطباع تتميز بالقوه والثقه بالنفس ، تقطن بحي سكني راقي هى وشقيقتها الصغري فوالديها بالخارج من اجل عمل والدها باحدى دول الخليج )
""""
سار بخطواته الواثقه داخل هذا الصرح ليستقل المصعد الكهربائي ليصعد به الى الطابق الثالث ، ثم يغادره ويكمل طريقه بالخطوات المنضبطه ليعبر الرواق ويصل الى مكتبه .
القى عليها نظره خاطفه قبل ان يتوجه لمكتبه .
لتقف فيروز ترحب بقدومه : صباح الخير يا فندم
ليجيبها بحبور قبل ان يغلق باب المكتب خلفه : صباح النور
لتجلس ثانيا اعلى مكتبها وترفع سامعه الهاتف لتحدث عامل البوفيه وتطلب منه اعداد القهوه الخاصه برب عملها ثم تعود تتابع عملها خلف شاشه الحاسوب ..
"""""""
تسللت نسمات الهواء العليل لتداعب ستائر شرفتها لتجعلها تستيقظ اثر نسمات الهواء التى لفحت بوجهها النضر لتفرد ذراعيها بتكاسل وتنهض من الفراش لتبدء روتين يومها المعتاد ..
بعد ان اغتسلت وابدلت ملابسها المكونه من ترينج رياضي ابيض اللون وبه خطوط رصاصي وانتعلت الكوتشي الابيض لترفع شعرها لاعلي وتضع الكاب الابيض لتواري خصلاتها اسفله ثم توجهت الى المطبخ لتعد لنفسها كوب من النسكافيه وتتناول شطيرتها بشهيه .
وبعدما انتهت من طعامها غادرت المنزل لتذهب الى النادي الرياضي لتمارس رياضتها المعتاده فى هذا الصباح ثم تقضي باقى يومها بالنادي الى ان تعود شقيقتها من عملها ، ولذلك استقلت السياره التى اصرت على والدها بشراءها من اجلها هى وشقيقتها ولكن هى التى دائما تستعملها ..

( رهام صالح فتاه رقيقه هادئه ذات الثلاث وعشرون عاما تمتلك بشره بيضاء وعينين بلون البني الفاتح وشعرها البني الذي يصل الى اسفل ظهرها ،تتميز بالهدوء ورقه القلب ، لديها نقاء داخلي ، تحب الجميع ، تخرجت من كليه حاسبات ومعلومات ولم تحظى بعمل حتى الان ، فهى الفتاه المدلله لعائلتها وينفذون مطالبها دون تردد ، تقضي طوال وقتها بالنادي لكي لا تشعر بالوحده بغياب والديها وشقيقتها )
"'""""""
دلفت الجده لداخل غرفه حفيدها ، وجدته مازال يغط بنومه العميق لتتوجه الى الشرفه لتفتح ستائرها وتضاء الغرفه باشعه الشمس الذهبيه وتوجهت الى حيث فراشه ، جلست جانبه وهى ترفع الغطاء عنه .
- نبيل حبيبي صحي النوم بقينا الضهر يا بني مش ينفع كده
فتح عيناه النعستان بكسل وهو ينظر لجدته
-فى ايه يا آش آش أنا لسه ماكملتش نوم
وكزته فى ذراعه بخفه : عيب يا ولد اسمي عيشه
ليبتسم لجدته ويعتدل فى جلسته ليطبع قبله رقيقه اعلى وجنتها : صباح الفل يا احلى آش آش فى الدنيا
هزت رأسها باسي : مافيش فايده فيك ، أنا ماربتش غير نديم
لتعلو صوت ضحكته ويعانق جدته من الخلف : وأنا بقى ايه ماتربتش يا عيشه ههههه ، يا خسارتك يا نبيل فى الملاعب
لتبتسم على مشاكسه صغيرها وتنهض من جانبه : طب بطل شقاوه بقى وقوم افطر وحصل اخوك على الشركه ، اقف جنبه يا حبيبي وخلي كتفك بكتفه ، نديم تعب عشانا كتير ، ريح قلبي ربنا يريح قلبك نفسي تشتغل جنب اخوك وتبطل الصرمحه بتاعتك دي وتعقل كده يا نبيل، ربنا يهديك ياحبيبي اسمع كلام جدتك هتكسب .
اومى براسه وهو ينهض من الفراش ويتوجه الى المرحاض لينعش جسده تحت الماء وهو يفكر بحديث جدته الذي يستمع اليه دائما فهى لا تكل ولا تمل من ذلك الحديث وهو كعادته لن يكترث لحديثها يستمع إليها فقط ..
( نبيل الصيرفي شاب فى السادسه والعشرون من عمره، طويل القامة بجسد رياضي ، ابيض البشره بعينين عسليه وشعر بني كثيف يصل الى عنقه ، تخرج من اداره أعمال ولا يحب العمل معتمد كليا على شقيقه الاكبر ، لديه علاقات كثيرا بالفتايات ولا يفكر باتخاذ خطوه جاده بحياته دائم الملل ولذلك يتنقل من غصن لغصن ، شخصيه مرحه وغير جاده )
""""""""""
داخل شركه نديم ، وبالتحديد بغرفه الاجتماعات ..
كانت تجلس جانبه وهو يملي عليها بعض الملاحظات الخاصه بتلك الصفقه .
لتستمع اليه باهتمام وتقف عن مقعدها لتغادر الغرفه لكي تعمل ما طلبه منها ، اما نديم فاكمل الاجتماع وهو يعطى اوامره الشباب الذي يعمل تحت ادارته بهذه الشركه ، وبعد مرور ساعه كامله أنتهى الاجتماع وغادر الجميع الغرفه ..
وظل نديم جالس مكانه وهو يتفحص ملف الصفقه ثم ينظر الى مديره مكتبه بابتسامه ودوده وينزع عنه العوينات الطبيه : هايل يا فيروز
ابتسمت بحماس : بجد يعني عجب حضرتك بعد التعديل
نهض من مقعده وهو يسير باتجاه باب الغرفه : اه جدا ، حصليني على مكتبي ، نتكلم فى الخطوه الجايه .
سارت خلفه لتلحق به ، جلس بمقعده امام مكتبه وتحدث بجديه
- جاهزه للسفر خلال يومين ، هتكوني معايا واحنا بنخلص العقود عشان استلام الشحنه
- طبعا جاهزه يا فندم
- تمام ، اتفضلي على مكتبك تكملي الشغل اللى وراكي ، مش عايز أي عطله
اومت براسها ثم غادرت مكتبه لتجلس اعلى مكتبها تتابع عملها بكل جديه واهتمام ..
"'''''''
داخل النادي ..
بدءت يومها برياضه الجري وبعد ذلك قررت التوجه لملعب الاركيت لممارسه رياضتها المفضله مع احدى صديقاتها ..
وعلى جانب اخر من النادي كان نبيل يمارس هويته وهى اطلاق النار ، يمسك البندقيه ويضع السماعه اعلى اذنيه لتمنع عنه وصول الأصوات من حوله ثم يصوب البندقيه على الهدف الذي امامه ويبدء فى إطلاق الاعيره الناريه حتى يصل لهدفه وهو مستمتع بتلك الهويه ..

فى ذلك الوقت ودعت صديقتها بعدما فازت عليها بمباره الراكيت التى قامت بينهم وغادرت النادي لتستقل سيارتها لكي تعود الى المنزل وعندما بدءت فى تحريك محرك الوقود عادت للخلف لتصطدم فجاه بالسياره التى خلفها ، لتشهق بصدمه وتترجل من سيارتها تنظر لتلك السياره التى صدمتها .
وضعت كفها على فاها بسبب فعلتها هذا ، وظلت تنظر حولها بترقب تنتظر قدوم صاحبها لتعتذر منه وتوضح له موقفها وتتحمل إصلاح ما اتلفته ...
مر من الوقت قرابه النصف ساعه وهى مازالت تنتظر امام السيارة التى صدمتها .
كان يضع نظارته الشمسيه ويغادر النادى ليتفاجئ بوجود فتاه جميله تقف امام سيارته ، تقدم فى خطواته وعيناه مصوبه اتجهاها تتفحص وجهها الرقيق وهيئتها الجذابه ،نزع عنه نظارته وهو يبتسم لها باعجاب
- هاي
ابتلعت ريقها بتوتر : حضرتك صاحب العربيه دي
هز راسه بالايجاب دون ان ينظر لسيارته
لتجحظ عيناه عندما أستمع لصوتها الرقيق وتعتذر عن ما حدث وكادت ان تبكي من اثر مافعلته .
ليتحدث هو برقه بعدما القى نظره على سيارته
- أولا اهدي حصل خير ، دي حاجه بسيطه ولا يهمك ، المهم انتى كويسه ؟
لتبتلع ريقها بصعوبه وهى تهز رأسها بالموافقه ، ليبتسم على براءتها وقرر بان لن يدعها ترحل من امامه
- ممكن أقبل اعتذراك بس بشرط
تحدثت بتسرع : موافقه ، هتحمل أنا تصليحها ، من اتلف شئ عليه باصلاحه
هز راسه بالنفي : انتي متسرعه كده ليه ، أنا طلبي ابسط من كده بكتير
لتنظر له باهتمام ونتحدث باضطراب : وايه هو الطلب ده ؟
اشار بيده لداخل النادي : ندخل نشرب حاجه مع بعض ، شكلك متوتر لازم تهدي الاول ماينفعش تسوقي وانتي بالحاله دي
- يبقى أنا اللى هحاسب
رفع حاجبيه وهو يرسل إليها غمزه ساحره :
- على فكره أنا مابقبلش العوض والعربيه وصاحب العربيه فداكي ، وأنا اللى هحاسب أنا راجل شرقي اوى
توردت وجنتيها بحمره الخجل وسارت جانبه بصمت ، شرد نبيل بتلك الفتاه البريئه التى ظلت بجانب السياره ولم تهرب من خطأ اقترفته دون قصد ، بل ظلت جانبها لكي تقدم الاعتذار، ظل ينظر لها بشرود فهى غير اى فتاه تعرف عليها ، هي مختلفه تماما ، وجنتها تتورد بالخجل من مجرد غمزته ، شعر باختلافها وبنقاءها
ليفيق من شروده على صوت النادل :
- طلبات حضرتك يا نبيل بيه
نظر نبيل إليها : تحبي تشربي ايه
- ممكن عصير برتقال
-وانا كمان
ليدون النادل طلباتهم ويذهب فى احضارهم .
كانت تشعر بالخجل وظلت صامته تفرك كفيها بتوتر ، اراد ان يذيب ذلك الخجل والتوتر التى تشعر به
- أنا اسمي نبيل الصيرفي ، ماتعرفتش بيكي
همست بتوتر : رهام صالح
- اسمك حلو اوى يا رهام
- شكرا
شعر بالحنك وحدث نفسه " شكرا ايه بس ، واضح انك صعبه اوى وهتتعبيني معاكي مش سهله زي باقي البنات اللى اعرفهم ، ماحدش بيعامل نبيل الصيرفي ببرود كده "
فاق من حديثه عندما نهضت وودعته بهدوء : فرصه سعيد يا استاذ نبيل ، أنا لازم امشي بقى وشكرا على العصير
جحظت عيناه بصدمه وهو ينظر لطيفها الذي بختفي رويدا رويد ويضحك بتعالي وهو يهمس بسخريه
- استاذ نبيل ايه جو التسعينيات ده ههههه ، بس قمر يخربيت كده ..
""'"""""
داخل مصنع النحاس للمواد الغذائية كان يجلس بمكتبه يتابع خط سير العمل داخل المصنع عبر شاشات المراقبه التى وضعها بكل مكان بالمصنع الخاص به ..
"تيام جوده النحاس " يبلغ من العمر اتنان وثلاثون عاما ، يمتلك شركه لتوزيع المواد الغذائية التى يعمل عليها مصنعه أيضا ، ذات سيط مسموع بالسوق التجاري داخل وخارج القاهره .
طويل القامة ذات بشره خمريه وشعر اسود ينساب خلفه و يصل الى عنقه وعينان مثل عيون الصقر حاده بلون بني غامق ولديه لحيه كثيفه وشارب تزيد من وسامته وهيبته "

نهض من مكتبه وهو يلتقط متعلقته الشخصيه ليغادر المكتب بشموخ يستقل المصعد الكهربائي ليضغط زر الطابق السفلي التى يوجد به الماكينات المسئوله عن التصنيع ..
بعدما شاهد عبر كاميرا المراقبه بان احد العاملين على تلك الماكينه يطفئها ليجلس جانبها بوهن ياخذ قسطا من الراحه ، وقف تيام امامه بوجهه غاضب لينهض ذلك العامل من مجلسه ويعتذر له بصوت مرتجف يخشى ان يطرد من عمله الذي بحاجه اليه .
صرخ عليه بانفعال : والله عال ، سايب شغلك وقاعد ترتاح سيادتك ، مش فى دماغك بقى الشغل يتعطل ولا يتحرق حتى المهم معاليك تاخد راحتك ، أنا بدفعلك فلوس كل اول شهر مش عشان اشوفك مبطل الشغل ومعطله بمزاجك يا استاذ
وقف امامه كالفأر المزعور : أنا آسف يا تيام بيه والله ماقصدي اعطل الشغل ، أنا بس حسيت بدوخه قولت ابطل المكنه شويا وبعد كده اكمل شغلى
اكمل تعنيفه بحده : تعبان تقعد فى بيتكم وماتجيش تعطل إنتاج المصنع ، عندنا التزامات ملتزمين بيها مش واحد زيك هيبوظ تاريخي مع المستوردين
اشار بيده الى رئيس العمال ليهرول إليه فى الحال ويقف امامه
- اوامرك يا باشا
- العامل ده يتخصم منه اليوم ويروح ينام فى بيتهم ولا تعبان يبقى مايجيش الشغل تاني مفهوم
نظر له العامل بتوسل : لا لا يا باشا هكمل شغلي وبلاش خصم ربنا يكرمك أنا عندى عيال عايز اربيهم ، انا هكمل شغلي والله غلطه ومش هتتقرر تاني ، سامحني يا باشا
نظر له رئيس العمال بأسف فليس بوسعه فعل شيء من اجل ذلك العامل البسيط
تنهد تيام بضيق ثم اشار الى رئيس العمال : خلاص يا محي بلاش خصم ويشوف شغله وعنيك تفضل عليه لو حصل اى غلطه يبقى برفده مفهوم
هز راسه بالايجاب : مفهوم يا باشا
ترك المكان بلامبالاه وغادر المصنع متوجها الى سيارته ليشير الى سأئقه الخاصه
- اطلع على القصر
"""""""
ربت محيي على كتف العامل وهو يشعر بالحزن والاسي من اجله
- ماتزعلش يا محسن ربنا موجود واطمن مافيش خصم وقوم روح انت لعيالك وانا هنا هكمل شغلك الناقص ماتحملش هم ، الباشا خلاص روح
نظر له بانكسار : وانت ذنبك ايه يا عم محيي ، انا هكمل شغلي وكفايه اللى حصل من الباشا ، كتر خيره سبني بدل ماكان طردني من المصنع
تنهد بضيق : لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم ، الله يرحمك يا حج جوده كان بيعاملنا كلنا زى الاهل من يوم ماابنه مسك المصنع وكل الموازين اتقلبت ، ربنا يهديه ويحس بالناس الغلابه اللى مواقفين المصنع ده ومن غيرهم المصنع مايتحركش خطوه واحده لقدام
بس هقول ايه مش بيحس بينا ولا شايف قد ايه بنتعب ونشقي واحنا واقفين على المكن زى الساعه ، اسمع كلامي يا محسن انت شكلك تعبان يابني روح ارتاح وبكره تكون هنا
اخرج من جيب بنطاله مبلغه بسيطا من المال : خد دول مشي بيهم نفسك ، أنا عارف انك محتاج عشان عيالك ومراتك كمان على وش ولاده وراتبك مش مكفي ، أنا هحاول اتكلم مع تيام بيه يزود رواتب العمال ، الراتب بسيط على التعب اللى بتتعبوه ويارب يهديه ويوافق
- شكرا يا عم محيي كتر خيرك مستوره والحمد لله ، أنت كمان عندك عروسه على وش جواز ومحتاجه تجهيز ربنا يعينك يا راجل يا طيب ، ربنا كبير ومابينساش حد ومسير الباشا يحس بينا .
"""""""
عبرت السياره داخل حديقه القصر ليترجل السائق أولا ةيفتح له الباب المجاور له
- اتفضل يا باشا
ترجل تيام من السياره وهو ينزع نظارات الشمسيه وينظر لسائق : استناني عشر دقايق هغير هدومي ونتحرك على الشركه
أومي براسه : تحت امرك يا باشا
دلف تيام لداخل القصر ، وجد والدته تنهض من مجلسها وتقف فى مواجهته وتتحدث بصوت غاضب
- تيام أنا عايزه اشوف حفيدي واحشني
تنهد بضيق وهو يسير من جانبها ثم صعد اول درجة من السلم وعاد ينظر لوالدته بعدم اكتراث
- هخلي داليا السكرتيره تتفق مع ساره عشان تشوفيه
اوقفته بحده قبل ان يكمل صعوده : استني هنا واقف كلمني زي ما بكلمك ، سكرتيره ايه اللى تعمل المفروض تعمله انت ،بذمتك انت اب انت ، عندها حق ساره تسيبك وماتطقش العيشه معاك
اشتعلت عيناه بحمره الغضب وحدث والدته بضيق : أولا ماحدش يجرء ان يسبني ، أنا اللى اتخنقت منها ومابقتش طايق العيشه معاها ، وأنا فى أسعد ايامي وأنا بعيد عنها ، ولو مش حضرتك عاجبك داليا تجيبلك سفيان تشوفيه ، تقدري تتصلي بصحبتك وتتفقو بعيد عني ، مش دولي هانم لسه صاحبتك بردو
- بعد اللى انت عملته ماليش عين اتكلم معاها ولا اطلب طلب زى ده
ابتسم بسخريه : وليه بقى مش كان قرارها قبل مايكون قرار بنتها وحضرتك شايفه انهم على حق وابنك هواللى يا حرام ظالم ومفتري
- انت اللى هدمت بيتك بايدك بسبب تصرفاتك ونزوتاك اللى كل يوم فى علاقة جديده عايزها تعيش معاك ازاى بعد ماخونتها ولم واجهتك ماانكرتش ومش همك ابنك اللى بعد عنك
اكمل صعوده الدرج بلامبالاه : ابني مسيره هيرجعلي ، أنا سيبهولها بمزاجي
دلف الى جناحه الخاص وهو يصفع الباب خلفه بقوه ثم القى بمتعلقاته اعلى الفراش ونزع رابطه عنقه بضيق وظل يتأفف بضجر ..
اما عن والدته بالاسفل كانت تقف امام البرواز الخاص بصوره زوجها الراحل وقفت تحدثه بحزن عن أفعال ابنه ، تشتكي اليه ما يفعله بعد رحيله وتنساب دموعها بانكسار ...
""""""""
عاد نبيل من النادي ليلتقي بجدته فى بهو الفيلا
اقترب منها يقبل يديها وينظر لها بشقاوه : ايه الجمال ده بس يا آش آش ، لا انتى محلوه عن الصبح هو كل شويا تزداد جمال ولا ايه يا شوشو
ضربته على مقدمه راسه بخفه : انت شرفت يا صايع ، بطل قله ادب مش هتقدر تضحك عليا بكلامك المعسل ده ، اقعد هنا قدامي وقولي مزاجك حلو ليه يا عين ستك ، ناوي تعقل وتتجوز وتبطل صرمحه وتشوف شغلك مع اخوك ولا هتفضل على حالك تهلس مع اللى يسوى واللى مايسواش لحد امته
ضحك ضحكته الرنانه وجلس بجانبها : هو عشان مزاجي حلو يبقى لازم اعقل يا آش آش مالو الهلس بس والشقاوه دي طبع فيه ولن اتنازل عنه هههه
فى ذلك الوقت عاد نديم من عمله ، بعد أن قبل جبين جدته نظر الى شقيقه بجديه
- عايزك بكره تبقى فى الشركه تتابع الشغل فى غيابي عشان عندى سفر البرازيل وهسيب مديره اعمالي تفهمك الشغل ماشي ازاى ومافيش نقاش فى الموضوع ده منهي يا نبيل ، انا سبتك بما فيه الكفاية لكن مااقدرش امن لحد غيرك على شغلنا ولا اسمنا اللى فى السوق اللى ألف واحد عايز يبقى مكانا ويقوع اسمنا وتاريخ عابد الصيرفي لازم نحافظ عليه ونكمل مسرته
ربتت الجده على كتف نديم بحنان : يسلم فمك يا حبيبي هو ده الكلام المظبوط
لم يجد نبيل مفرا من مصيره بشركه والده ، ابتلع ريقه بتردد ولكن لن يستطيع الرفض فشقيقه الان بحاجه اليه وعليه ان يكون سنده ويتابع العمل باتقان فى حضوره وغيابه وجد نفسه يبتسم له ويوافقه هذا القرار وهو متابعه العمل نيابا عنه داخل الشركه ..
"""'"
اما عن فيروزه فقد كانت تشعر بالسعاده بسبب هذا القرار المفاجئ الذي اخبرها به رئيسها بالعمل ، فقد طلب منها ان تساند شقيقه وتقف جانبه لتخبره بكل صغيره وكبيره داخل الشركه وان تعلمه كل شيء خاص بالشركه ، فهي مغرمه به وتكن له مشاعر منذ أن وقعت عيناها عليه عندما كان يتغزل جمالها وينظر لها بنظرات اعجاب وهو مستحوذ على قلبها فقد كان دائم الوجود بالشركه من اجل الحديث مع شقيقه وهى تكن له مشاعر داخليه ، تخشى الفصح عنها ولكن جاء اليوم التي انتظرته ، فسوف يجمع بينهما مكان عمل واحد وستلتقي به دائما وهذا ما تريده لكي يشعر بحبها هو الاخر وتحاول فهم مشاعره اتجاهها . هل هو الاخر يكن لها نفس المشاعر ام انها تعيش تلك المشاعر وحدها ..
"'"'
عندما عادت الى شقتها لتجد شقيقتها فى انتظارها ، القت حقيبتها اعلى الاريكه لتقترب من شقيقتها وتجلس جانبها بارهاق لتجد الاخيره لم اكترث بوجودها الى الان ، وكزتها فيروزه برسغها لتنظر لها رهام بهيام
- أي فى ايه يا روزه
نظرت لها بصدمه : فى ايه أنتي يا ريكو ، أنا هنا بقالي خمس دقائق وانتي ولا حاسه بيه خالص ،اللى واخد عقلك
لاحت ابتسامتها وهى تتذكر الموقف الذي جمع بينها وبين الشاب التى صدمت سيارته وقصت على شقيقتها ما حدث بالنادي دون ان تخبرها باسم ذلك الشخص ..
نهضت فيروزه من اعلى مقعدها ثم نظرت الى شقيقتها :
- افهم سر ابتسامتك ان ده حب من اول نظره
ازدادت ابتسامه رهام : تفتكري
تنهدت فيروز بعمق ثم هتفت بتسأل : بابا وماما ماحدش اتصل بيكي

هزت رأسها بالايجاب: اه ماما لسه قافله معايا دلوقتي وسالت عليكي قولتلها انك لسه فى الشغل
هزت رأسها باسي ثم ابتعدت عنها وهى تخبرهت بفتور : خلى بالك الحب من طرف واحد محكوم عليه بالفشلمن قبل ما يبتدي، يا ريت تختاري بقلبك وعقلك وتحسبيها صح
اختفت ابتسامته رهام وظلت مصوبه انظارها الى طيف شقيقتها وهى تهمس داخلها
_ يارب قلبي ما يحبش ولا يتعلق غير باللى يحبه يارب .، ماتحكمش على مشاعري بالفشل يارب ، ده اول نظره منه خطف قلبي وقتها ومن لحظتها وانا مش حاسه بدقاته ، يارب اجعل نبيل من نصيبي وازرع حبي فى قلبه يارب .....

"""""""
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي