الفصل الثالث

" الفصل الثالث "

عندما عادت الى المنزل وجدت شقيقتها فى انتظارها ، اقبلت عليها رهام بفرحه عارمه
تصرخ من شده فرحتها : فيروز ... روزه قلبي وحياتي ، انهارده أسعد يوم فى حياتي
تنهدت بحزن وهى تسير من جانبها : اشمعنا بقى يا فيلسوفه .
تنهدت بحب وهى تقف امامها : فاكره الشاب اللى حكتلك عنه وقابلته صدفه بالنادي وقولتلك ان بدءنا نتعرف على بعض ، انهارده بس اكد ليه أن عاوز يقابل بابا وماما فى اقرب وقت وعايز ارتباطنا يكون رسمي وقدام العالم كله ، وأنا مبسوطه اوى بالخطوه دي وبحمد ربنا ان قلبي اختار الشخص المناسب اللى بيحبه وعايز يصونه وأخيرا ربنا هيجمعنا فى الحلال
ابتسمت لشقيقتها ولكن داخلها يتألم : مبروك يا روما
ابتعدت عنها لتدلف الى غرفتها ، لحقت بها شقيقتها .
- عبقالك يا روزه
ارتمت بفراشها تتنهد بحزن : أنا تعبانه وعايزه انام ومافيش دماغ اسمع لحكاويكي ، وعلى فكره أنا مسافره شغل بعد بكره
- هتسافري ؟ يعني مش هتحضري خطوبتي ولا هتشوفي الجان اللى وقع فى حب اختك
- يوه بقولك تعبانه ومش طايقه نفسي ، وبعدين يعنى وجودي هو اللى هيفرق مع حد
- هسيبك تنامي بس هقولك خبر أحلى ، بابا وماما نازلين بعد بكره عشان يقابلو العريس واهله
دثرت نفسها بالغطاء وانسابت دموعها بصمت ولم تتفوه بكلمه أخرى فيكفي ما سمعته اليوم ..
"""""""""""

اما عن نبيل فعندما عاد الى الفيلا توجه الى جدته وهو يبتسم لها بسعاده
احتضنتها بشوق وعندما ابتعد عنها ، نظرت له عائشه بغرابه
- ايه يا واد انت فى ايه ؟ مسافر ولا ايه ؟
جلس جانبها وبدء فى مشاكستها : لا مسافر ايه يا شوشو أنا اقدر ابعد عنك يا قمر يوم واحد بس
- وده من امته ده ، قولي ايه وراك ؟ ياخوفي لتكون عامل مصيبه وبتمهد ليها ، انطق يا ولد فى ايه ؟
هندم ياقه قميصه وهو يتطلع لجدته ويرفع احدي حاحبيه : ناوي اعقل يا آش آش ، مصيبه ايه بس
ربت نديم على ظهره من الخلف : وناوي تعقل ازاى كده ان شاء الله
وقف عن مقعده وهو يبادل النظرات بينهم ثم ضحك بقوه وهو يتفوه
- ناويت والنيه لله اتجوز واسس اسره جميله كده وابطل هلس بقى وصرمحه ههههه ، ايه رايكم بقى فى المفاجاه الجامده دي ؟!
هز نديم راسه بعدم تصديق : مش عارف ليه مش قادر اصدقك
اشارت اليه جدته ليقترب منها ، انصاغ لمطلبها
التقطت اذنه تجذبها بقوه ليتاوه من اسر فعلتها
- اه يا تيته ايه ده بس ، هو أنا قولت حاجه غلط ؟
- عارف لو كنت بتلعب بيه وبتهزر ورحمه ابوك ماانا هعديهالك المره دي
ابتعد عنها وهو يلمس اذنه بالم وينظر لها بضيق : والله بتكلم جد وههزر ليه يعني ، أنا بحب وعايز اتجوز

نظرت له جدته بضيق :
- واحده من البنات اللى بتتصرمح معاهم
- لا طبعا دي حاجه كده مختلفه ، غير أي بنت عرفتها قبل كده ، وعايز اقولك اننا دوخت على مااتعرفت عليها وجاد جدا كمان ونفسي ارتبط بيها انهارده قبل بكره
تحدث نديم بجديه : وهى عارفه بقى انك سوابق وكان ليك علاقات قبلها ؟
زفر بضيق : لا لم أتمكن من قلبها وكمان تتفهم وقتها ان مافيش حاليا حد فى حياتي غيرها ، مش عايزها تخاف مني وأنا ماصدقت لاقيتها ، اتشديت ليها وماعنديش استعداد اخسرها او أبعد عنها ، أنا بجد بحبها ومتمسك بيها ومش عايز غيرها فى حياتي وكمان توبت على ايديها ومافيش غيرها سكن قلبي
ابتسمت عائشه لسعاده حفيدها : مبروك يا حبيبي ، ربنا يكملك بعقلك ، ايوه كده فرحني ، نفسي اطمن عليكم
نظرت الى نديم : عبقالك انت كمان يا حبيبي
اقترب منها يقبل جبينها : كله بأوان يا روح قلبي، نخلص من الاستاذ وبعدين نشوف الحكايه دي
ثم عاد ينظر الى شقيقه بتسأل : مين بقى اللى وقعتك فى شر اعمالك ههه
تنهد بحب وهو يخبرهم بالفتاه التى ملكت قلبه :
- اهلها فى الكويت وهينزلو بعد يومين عشان اتقدم بقى رسمي ونتفق معاهم على كل حاجه، أنا عاوز جواز على طول فى الفتره اللى والدها هيكون موجود فيها ، مش عايزها تقعد لوحدها
- واهلها ناوين يفضلوا قد ايه
- أسبوعين
شهقت جدته بصدمه : عايز تتجوز فى أسبوعين ، وهتلحق تعمل كل حاجه
- عادي يا آش آش كل حاجه تجهز فى اقل من كده كمان ، احنا فى عصر السرعه ماتقلقيش انتي بس
- ماشي يا حبيبي ربنا يسعدك ، والله عشت وهشوفك عريس يا نبيل
قبل وجنتها بحب : ربنا يخليكي لينا يا عيشه قلبي انتي
شعر نديم بالسعاده من اجل شقيقه وتمنى له حياه سعيده برفقه الفتاه التى اختارها قلبه ..
""""""""""

قبل ان يذهب فى النوم اراد التحدث إلى محبوبته وقصى عليها ما حدث مع عاىلته وترحيب جدته وشقيقه الاكبر بهذا الخبر السعيد وانه ينتظر قدوم عائلتها على احر من الجمر لكي يتوج حبهم بالزفاف الذي يحلم به وبعد ذلك انهى مكالمته على آمل أن يلتقى بها داخل احلامه ..
اما عن رهام فبعدما اغلقت معه المكالمه ظلت محتضنه الهاتف الخاص بها والسعادة تغمرها وتتمنى من الله ان يدوم فرحتها وسعادتها وان تظل الحياه وردي ولن يتعكر صفوها ...
""""""""'"'
فى صباح اليوم التالي عندما توجه الى عمله استوقف لحظات امام مكتبها ، ليجد فتاه أخرى هى التى تجلس مكانها وقف لحظات يتطلع إليها ثم تنحنح
- احم صباح الخير

نهضت الفتاه ترحب به : صباح النور يا فندم ، أنا ندى هستلم مكان فيروز لحد لم ترجع من دبي
هز راسه بتفهم وقبل ان يدلف لمكتبه : اطلبيلي قهوتي
- تحت أمر حضرتك
دلف مكتبه وهو يشعر بالضيق ولا يعلم السبب ، جلس امام مكتبه ثم اخرج هاتفه ليهاتف صديقه بدبي لكي يتولى أمر فيروز وان يظل جانبها أثناء مكوثها بدبي ..
""""''
انقضى اليوم سريعا وهى مازالت تتهرب من شقيقتها بالنوم وتتصنع التعب لا تريد لشقيقتها ان تخبرها شي عن حبيبها العاشق لها ، فهى بحاله حزن تحتاجها وتهرب من نفسها أيضا لم استوعب بعد صدمتها ..

""""
شعر نبيل بالاسف وأراد ان يعتذر منها ، يعلم بانه جرحها ولكن تفاجئ بوجود أخرى تعمل بدلا عنها ، ظن منه بانها تركت العمل ، زفر بضيق وداخله شعور بتأنيب الضمير ولا يعلم ماذا يفعل ، ولكن انشغل بأمر محبوبته وعوده اهلها من السفر فقد كان على تواصل معها وتنقل له كل ما هو جديد بأمر عائلتها واخبرته بسفر شقيقتها أيضا وكان يواسي حزنها ويصبرها بانها ليست وحيده بعد الآن فهو معها دائما ولا داعي للحزن فسوف ياتي والديها أيضا ولم تعد وحيده ...
""'"""
اشرقت شمس الصباح لتعلن عن بدايه جديده فى حياه كل منهما ...

وقف امام منزلها ينتظر خروجها لكي يقلها بنفسه الى المطار ولا يعلم لماذا تجراء على هذه الخطوه وهو ان يقلها بنفسه ولكن لم يجد تفسيرا لنصرفاته هذه الايام ..
تفاجئت بوجود رب عملها يقترب منها بخطواته الثابته ، لتجحظ عيناها بصدمه
- مستر نديم .. في حاجه حصلت ؟!
ابتسم بهدوء : جاي اوصلك للمطار وفى كذا حاجه هبلغك بيها فى الطريق ، أنا لاحظت انك ناعندكيش عربيه
اومت براسها وسارت جانبه بصمت ، التقط منها حقيبتها وفتح لها باب السياره لتجلس بالمقعد المجاور له
ابتسمت برقه وهى تشكره : ميرسي لحضرتك
دار حول السياره ليستقل مقعده امام الوقود وينطلق فى طريقه الى المطار واثناء القياده كان يتطلع إليها بين تاره واخرى وينقل لها حديثه
- فى عربيه هتكون فى انتظارك اول لم تخرجي من المطار وهتنقل لشقتي اللى هناك ، ماينفعش تقعدي فى فندق والشقه موجوده وزياد هيشوف كل طلباتك وهيوصلك للمصنع عشان تشرفي على وصول المكن الجديد والشركه تتابعي فيها الشغل ، الشركه للأسف اسهمها نزلت فى البورصه ومحتاجين نتعاقد على صفقات مربحه ، تعلي اسم عابد الصيرفي فى السوق من جديد مش عايز الشركه تقع مش عايز اضطر لتصفيه الشغل هناك ، بابا تعب على مااسس نجاحه هناك زى هنا بالظبط وصعب اخسر تعبه ومجهوده ، خليكي دايما على تواصل معايا واى جديد بلغيني على الايميل
- حاضر
- خلى بالك من نفسك ،اشوف وشك على خير
ترجلت من السياره عندما صفها أمام المطار وتحركت لداخل لتنهى اجراءات الوزن قبل ان تقلع الطائرة ، ظل مكانه يتطلع إليها الى ان اشارت اليه مدوعه اياه ليبتسم لها ثم غادر المطار وداخله شعور غريب بسبب ابتعادها ولكن لم يجد اجابه واضحه لكل التسألات التى تتزاحم داخل عقله ...
""""''"'''
عندما استقلت الطائره توجهت الى حيث مقعدها لتجد شاب يتحدث بصوت عال
وقفت امامه تريد أن تجلس بمقعدها المجاور له ولكن يبدو بانه منشغل بالهاتف ولم يكترث لوجودها .
تنهدت بضيق وهى تنتظر انتهائه لكي يشعر بوجودها ، استمعت لحديثه الصارخ رغما عنها
" بقولك ايه أنا عايز امحي اسمه وتاريخه من السوق وتيام النحاس هو بس اللى عايز اسمع اسمه ، عايز احتكر السوق كله انت سامع بقول ايه ، عليك التنفيذ وبس ، عايز اكبر دعايه واعلانات عن المنتجات بتاعتنا وأنا مسافر دبي عشان اتعقاد مع صفقه كبيره هتقضي على اسم الصيرفي نهائي "
أغلق الهاتف بانفعال ونزع نظارته الشمسيه التى تحجب الرؤيه عن عيناه الحاده ليجد فتاه تنظر له بتوتر
دقق النظر بوجهها : أنا شوفتك قبل كده
زفرت انفاسها بضيق وحاولت التماسك بعد ما سمعته من حديثه : مااعتقدش اننا اتقابلنا قبل كده ، بس اذا سمحت مكاني جنب حضرتك
ابتسم وهو يفسح لها بقدمه لكي تجلس بمقعدها بجانب النافذه
كان يختلس النظر إليها واراد ان يفتح معها حوار ولكن لم تعطيه الفرصه اغمضت عيناها لتتصنع النوم من اجل الابتعاد عنه وارغام نفسها على تحمل تلك الساعتين التى تحلق بهم الطائره فى السماء الى ان تهبط أرض الامارات ولكن مرت الساعتين عليها كالدهر بسبب عيناه التى تتفحص كل سكناتها وحركاتها ..
""""""""""
بعد مرور عده ساعات ..

دق جرس المنزل لتركض رهام بفرحه تستقبل والديها بالاحضان ، بعدما كانت تجلس مكانها حزينه على فراق شقيقتها ، الان جاء من يزيل دموعها ويبدلها لفرح وسعاده ، احتضنت والدتها باشتياق وانهمرت عليها بالقبلات المتفرقه فرحة بعودتها لاحضانها ثم انتقلت لاحضان والدها الحبيب وفعلت مثلما فعلت بوالدتها ..

بحثت والدتها عن طفلتها الأخرى : امال فين فيروز ، اوعي تقولي راحت الشغل انهارده
ابتسم صالح وهو يضع يده على كتف زوجته : لا أكيد عارفه اننا جاين انهارده وهتعتذر عن الشغل مش كده يا رهومه
ابتسمت رهام لوالديها وهزت رأسها نافيا لحديثهم : روزه سافرت شغل ، فرع الشركه فى دبي ومديرها فى :الشغل بلغها بالسفر من يومين بس
تحدث صالح بحزن : وازاى ماحدش فيكم بلغنا كنا حاولنا قدمنا ميعاد الطياره عشان نشوفها ونطمن عليها قبل ما تسافر ، هو يعني ماينفعش حد كان يسافر غيرها
تنهدت دريه بحزن : معلش يا حبيبي ، شغلها بردو اللى بتحبه واكيد ماكنت تقدر ترفض ، ربنا معاها ويرجعها بالسلامة ،هنتصل بيها ونطمن عليها ..
""""""

فى مطار دبي ، هبطت الطائره وترجل الجميع
انهت فيروز اجراءات الخروج ووجدت هاتفها يهتز بداخل سترتها لتعلم عن وجود اتصال .
التقطته من جيب سترتها وتطلعت لشاشته باهتمام لتجد رقم غير مسجل وعندما دققت النظر للارقام وجدته رقم خاص بدوله الإمارات العربيه المتحده ، علمت وقتها بانه الشخص الذي ينتظرها بهذه البلد الغريبه عنها ، اجابت على الفور .
- الو
اتاها صوت شاب يتحدث بالمصري علمت بانه مصري الجنسيه
- الو ، انسه فيروز معايا
- ايوه أنا فيروز
- وانا زياد ، نديم بلغني بميعاد وصولك وأنا هنا قدام المطار ، خلصتي اجراءاتك ولا محتاجه أي مساعده
- لا انا خلصت وخلاص خارجه من صاله المطار
- حلو اوى ، أنا قدامك على طول ، معايا عربيه رصاصي وواقف مستنيكي
نظرت حولها بترقب وهى مازلت تحمل الهاتف وتضعه اعلى اذنها ، رفع زياد يده ملوحا لها بالهاتف
سارت الى حيث وجوده : حضرتك مستر زياد
ابتسم لها بود ومد يده يصافحها : زياد العمري
صافحته بود : فيروزه صالح
- تشرفت بمعرفتك ودبي كلها نورت
ابتسمت له مجامله : دبي منوره باهلها وناسها
حمل عنها الحقيبه : اتفضلي هوصلك الشقه الاول وبكره ان شاء الله هعدي عليكي الساعه ٨ نوصل المصنع وبعد كده نطلع على الشركه تتابعي الشغل هناك ، ربنا معاكي
هزت رأسها بتفهم واكتفت بالتطلع الى الطريق حولها ، بعد عده دقائق كان يصف السياره وهو يترجل منها ليحمل الحقيبه
- دي العماره اللى فيها الشقه فى الدور السابع ، هوصلك بنفسي
شكرته على ذؤقه وبالفعل صعد معها الى حيث الشقه المنشوده ليضع الحقيبه امام الباب ويخرج من جيبه مفتاح الشقه ليعطيه اياها
- اتفضلي المفاتيح ، ومعاكي رقمي لو احتاجتي لاي حاجه كلميني وأنا هكون عندك ، والشقه موجود فيها اكل واليوم تقضيه بقى راحه عشان من بكره الجد ، ماتنسيش هكون قدام العماره ٨ بالدقيقه
هزت رأسها بالايجاب : حاضر ، ماتقلقش أنا منضبطه فى مواعيدي
ودعها ثم استقل المصعد الكهربائي ليهبط الى الطابق السفلي ثم الى سيارته وقبل ان يقودها اخرج هاتفه ليهاتف صديقه ويخبره بوصولها وقص عليه ما حدث قبل لحظات ..
"''''''
بعدما أغلق الهاتف مع صديقه اطمئن قلبه لوصولها الى وجهتها ثم ضغط زر الاتصال بها لبعد لحظات ياتيه صوتها الهادئ .
- الو
تحدث هو على الجانب الآخر:
- حمدلله على سلامتك ، زياد بلغني بوصولك
- الله يسلمك ، فعلا لسه واصله حالا
- تمام ، خلي بالك من نفسك ، اتمنى الشقه تكون عجبتك وماتقلقيش هى فى حي سكني امان جدا واي حاجه تحتاج ليها كلمي زياد
- حاضر ،شكرا لحضرتك
- على ايه بس ، يلا هقفل معاكي عشان ترتاحي بقى من السفر
فى رعايه الله
اغلقت الهاتف بتنهيده عميقه ولم تكترث لشيئا حولها لتفيق من شرودها على رنين هاتفها .
نظرت له بحزن لتجد والدها المتصل علمت بانه الان بالقاهره ، محت دموعها المتساقطه واجابت بوهن
- الو ، ايوه يا بابا

تحدث صالح بصوت حاني : الو يا روح بابا ، كده يا قلبي نيجي أنا وماما من السفر نلاقاكي سفرتي ، انتي واحشانا اوى عامله ايه يا بابا
لاحت ابتسامه جانبيه عندما لمست الاشتياق لها فى حديث والدها : معلش يا حبيبي والله غصب عني ، الشغل بقى وحضرتك عارف ، طمني عليك وعلى ماما

- احنا بخير ياقلبي طول ماانتي واختك بخير ، وماما يا ستي مع رهوم فى اوضتها ، اختك محتاره هتلبس ايه وماما بتساعدها ، أصل أهل العريس هيشروفنا على بالليل كده ، شكلهم مستعجلين عبقال ماافرح بيكي ياقلب ابوكي
- اوك حبيبي سلملي على ماما ونبقى نتكلم بعدين ، حمدلله على سلامتكم
- هترجعي امته ان شاء الله
- والله يا بابا لسه مش عارفه ، ادعيلي ربنا يسهل
- ربنا معاكي ياحبيبتي ، خلي بالك من نفسك
- حاضر يا حبيبي مع السلامه
اغلقت الهاتف وهى تتنفس الصعداء ، ثم حملت حقيبتها وتوجهت الى حيث غرفه قابعه بهذه الشقه لتضع حقيبتها اعلى الفراش وتبدء فى نقل اغراضهل لداخل الدولاب ، وعندما انتهت انتقت منامه حريريه بلون النبيذي وتوجهت الى المرحاض لتنعش جسدها من اثر عناء السفر ..
""""''
فى المساء كان يقف امام المرأه يهندم حُلته الرمادي ويصفصف شعره بعنايه ثم نثر عطره الاخذ والقى نظره اخيره على مظهره باعجاب ، ثم التقطت هاتفه ومتعلقاته الشخصيه وغادر عرفته ، ليقابل شقيقه يغادر عرفته هو الاخر .
وقف نديم ينظر لشقيقه بسعاده ثم اقترب منه يربت على كتفه بحنان
- والله وكبرت يا بلبل وبقيت عريس
ارسل اليه غمزته الحبابه : امال انت فاكر ايه يا بوص
_ ربنا يفرحك يا حبيبي
- يارب ، ادعيلي والنبي أصل أنا قلبي مقبوض كده وبيدق جامد كاني داخل على حرب مش مجرد قعده تعترف
ابتسم لشقيقه : لا اطمن ده الطبيعي عشان بتحب بس فخايف ومتوتر وده العادي فى يوم زى ده بس اجمد كده انت لسه فى الاول ، امال يوم الجواز هتعمل ايه هههه
تنهد بحب : لا ده اليوم ده مستنيه بفارغ الصبر

نظر نديم لساعه يده : طيب يلا عشان هنتاخر على الناس ، اسبقني على العربيه هجيب تيته ونحصلك
غادر نبيل الفيلا فى عجاله ليستقل السياره بعدما وضع باقه الزهور الذي انتقاها من اجل محبوبته وقالب من الحلوى نقش عليها حروف اسمها فهو يعلم بانها تفضل الكيك لذلك جلبها اليوم من اجلها ...
"""""
أمسك نديم بيد جدته وسار بخطوات بطيئه وهى تعانق ذراعه الى ان وصل بها امام السياره ، فتح لها الباب الخلفي لتجلس به ثم جلس هو بجانب شقيقه لينطلق نبيل الى عنوانه المنشود ..
"""''"""
" عوده الي دبي "
كانت تجلس امام التلفاز ولم تكترث بما يعرض امامها ، القت جهاز التحكم بضيق ونهضت تتفتل بتلك الشقه ، وجدت غرفه مكتب توجهت إليها لتجد مكتبه موضعه خلف المكتب القابع بالغرفه ..
ارادت ان تبحث فى تلك المكتبه عن أي شي يسلي فراغها فقد كانت تشعر بالاختناق ، ظلت تبحث بين الكتب الموضوعه باهتمام لتجد من بينهم كتاب يحمل اسم ( مفاتيح السعاده ) انتابها الفضول لتقرا محتواياته ، حملته بين يديها وغادرت الغرفه متوجه الى المطبخ اعدت شيأ لتتناوله ثم ذهبت الى حيث غرفتها لتجلس بالفراش وتقرا هذا الكتاب .
تفاجئت بكلمات خُطت بيده باول صفحات الكتاب
علمت بان صاحب هذا الخط ليس إلا رب عملها ولكن ظلت حائره بين تلك السطور تحاول فهمها ..
" العشق ليس الا مرحله متقدمه من الحب ، فعندما تعجب بشخص تكن له مشاعر من الحب تغزو بقلبك وعندما يتخطى الحب مراحله الاولى يتولد العشق ، فاذا وصل قلبك لهذه المرحله اعلم بان العشق احتل قلبك وعقلك وكيانك أيضا ، ولكن يبقى السؤال عالقا بذهني ، هل يوجد هذا المسمى بالعشق الذي من أجله تستطيع ان تضحى بكل شي من اجل لحظات تعيشها بجنان هذا المعشوق الذي اصبح يمتلكك ويستحوذ على كل شئ داخلك ، اصبح جزء متجزء من عالمك الخاص ، عالمك الذي رسمته انت بنفسك ، هل يوجد هذا الكيان الاخر الذي تربطك به علاقه مقيده برباط ابدي ، أريد أن احيا من اجل هذا العشق وسظل ابحث عنه فى عالم الواقع لعلم هل أنا مخطئ ام على صواب وهذا مجرد مسميات ابتدعها بعض الناس ، سوف انتظر تلك اللحظات التى تصلني الى هدفي في العشق الحلال )
ظلت تردد كلماته بعدم فهم الى ان غفلها النعاس ...
"""""""""'
اما عن القاهره وبالتحديد بالمهندسين داخل شقه والد رهام ..
كانت الجده تتحدث مع والدتها ووالدها يرحب بهم ورهام بالمطبخ تعد المشروب
حملت رهام صينيه التقديم وتقدمت بخطوات متوتره ، شعر بها نبيل عندما نظر الى معالم وجهه ، نهض من مجلسه يلتقط منها الصينيه ويمزح كعادته
- عنك انتي بقى ، مش عايز يتدلق عليه حاجه انهارده
ضحك الجميع وجلست هى بجانب جدته
تحدثت عائشه : أنا من اول ما دخلت البيت وأنا قلبي مرتاح ومطمن والله ،ويشرفنا يا استاذ صالح نسبكم وبطلب ايد عروستنا القمر دي لحفيدي نبيل
ابتسمت دريه : والله يا حجه نفس شعوري لم شوفت حضرتك ، احنا زادنا الشرف والله
تحدث صالح وهو ينظر الى نبيل : ونسبكم يشرفنا طبعا يا حجه ، ثم نظر الى إبنته
- ايه رايك يا رهومه
ابتسمت بخجل : اللى تشوفه حضرتك يا بابا
صرخ نبيل : أنا بقول نقرا الفاتحه ولا ايه
صالح : ومالو يابني نقرا الفاتحه ، ألف مبروك وربنا يتمم لكم بخير يارب
بعد قراءه الفاتحه تحدث نديم عن أمر الشبكه وتحضيرات العرس من اجل اقامه الحفل قبل سفر والديها ، اما عن نبيل فقد نهض من مقعده وهو يستاذن والديها بالجلوس بمفردهم .
وافقه والدها الرائ وسارت به رهام الى غرفه الصالون الأخرى .
جلس والتقط كفيها بين راحته وهو ينظر لمقلتيها بحب :
- مبروك يا رهومه قلبي
ابتسمت برقه وسحبت يدها بهدوء وهى ترفع حاجبيها تحذيرا له : ممنوع اللمس يا استاذ
ضحك بخفه : تاني استاذ ههه ، هو احنا فى مدرسه ولا ايه
أنا فرحان ياقلبي ان أخيرا حبنا هيكبر وهنفتح بيه عش الحب وهكون أسعد انسان فى الكون ان فوزت باجمل وارق بنت فى حياتي كلها
- أنا كمان مبسوطه بس مضايقه كان نفسي روزه تكون معايا دلوقتي عشان فرحتي تكمل واعرفها عليك
تحدث ببلاه : روزه مين ؟
- اختي يا نبيل مش قولتلك مسافره شغل ، أنا حكيت عنك كتير وكان نفسي اعرفكم على بعض
- أنا كمان نفسي اتعرف عليها ، معلش ياقلبي الجايات كتير هو أنا يعني هروح فين ماانا موجود ، تيجي بالسلامة ان شاء الله
اشارت الى خلفه : اهي روزه وأنا وراك فى الصوره دي
دار وجهه ليلتفت الى حيث اشارت لتجحظ عيناه بصدمه وجف حلقه واصبح لا يستطيع التفوه بشئ بعد ما راءه .....

""""""""
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي