طريق الشوك

ظل شريف يشعر بالحيره و لا يدرى ما يفعل ... و اثناء و جوده فى ذلك الشارع المشؤوم ...اعادت كارمن الاتصال يه ....و اضطر هذه المره ان يجيب ..
_ شريف : معلش يا كارمن انا عارف انك اتصلتى كتير بس انا كنت عامل التلفون صامت .. ومش مركز مع التلفون خالص
_ كارمن : و لا يهمك طبعا يا شريف انا مقدره جا اللى انت فيه ... انا عاوزه بس اطمن ..ها وصلت لاى حاجه فى موضوع حنان يا شريف . انا هموت من القلق عليها
_ شريف : للاسف مافيش اى حاجه جديده و ضابط الشرطه الى بيحقق فى القضيه ما اتصلش بيا لحد دلوقتى و ده معناه انهم ما وصلوش لاي حاجه ..
اغلق شريف مع كارمن الخط لانه لاحظ شيء غريب فى الشارع ....لم يراه فى المره السابقه لدخوله الشارع ..فلد راى سيده عجوز تجلس امام النقطه التى اختفت فيها حنان مباشره ...و لم يدرى لماذ اغلق الخط مسرعا و اتجه اليها كانه متاكد ان هذه العجوزه تعرف شيئا عن حنان زوجته ...
اقترب منها فى حذر وهو ينظر الى عينيها التى تحدق به فى تمعن و كأنها كانت منظره قدومه ..ظل يقترب و مع كل خطوه يخطوها يزداد تأكده من داخله ان هناك سر ما وراء تلك العجوز ...
_العجوز : اللى بدور عليه مش هتلقيه هنا ..يا ابنى ..
_ شريف : انتى عارفتى منين انى بدور على حاجه من قبل ما اسالك حتى سؤال واحد ..
العجوز : باين عاليك .. كل اناء ينضح بما فيه ...و انت مليان الم و حسره و حيره على الفراق
_ شريف : يعنى انتى متعرفيش مكان حنان مراتى ... ارجوكى لو كنتى شفتى اى حاجه قوليلى و ما تخفيش انا مش هوقعك فى اى مشاكل خالص صدقينى .. ما تخافيش .
_ العجوز : انا مش بخاف من اى حاجه . ايه هيحصلى اكتر من انى لسه موجوده فى الدنيا دى لحد دلوقتى ..
_ شريف : ارجوكى .. ريحينى و قوليلى لو عارفه اى حاجه عن مراتى .. دى من ساعه ما اختفت فى الشارع ده وا نا هموت ..و مش قادر اعرف هى اختفت فين و ليه ..
_ العجوز : كل حاجه هتعرفها فى وقتها .. ما تستعجلش ...
_ شريف : ما جوبتنيش على سوالى انتى تعرفى مراتى حنان فين ... و لا ايه ..
_ العجوز : انا معرفش مراتك و لا عمرى شفتها ....بس اعرف ان مافيش حاجه بتستخبى فى الدنيا دى ...وكل حاجه بتحصل بمقدار و سبب و انت لازم هتعرف السبب فى يوم من الايام ..
_ شريف : انا مش فاهم اى حاجه من كلامك خالص ...
_ العجوز : بص يا ابنى ..دور بعين الحق مش بعين القلب ...و لما تمشي فى طريق الشوك للاخر هتلاقى اللى بدور عليه
_ شريف : انتى بتتكلمى معايا بالالغاز ليه بس ...
_العجوز : خد يا ابنى كل لقمه العيش دى ...
التقط شريف لقمه العيش من يد العجوز و اخذ يحدق بلقمه العيش و هو فى حيره من امره لماذا اعطت له العجوز تلك القطعه من الخبز و ماذا تقصد بالتحديد بكلامها هذا .
و رفع عينه لينظر الى العجوز مره اخرى و يسالها .. بعض الاسئله التى قد يعرف منها اى معلومه رمن الممكن تساعده فى رحله البحث عن زوجته حنان .. ولكن كانت المفجأه .. لم تعد العجوزه موجوده وكانها تبخرت ... ظل شريف يحدق فى مكان العجوز و عقله رافض ان يصدق ..انها اختفت .. فكيف لها ان تختفى فى لحظه واحده و كانها كانت سراب ....
شعر شريف بالارتباك و لم يدرى ماذا يفعل و لكنه نظر الى لقمه العيش التى يحملها فى يديه ... و لم يدرى ماذا يفعل بيها ... فقد شعر بالخوف ممما حدث و من اختفاء العجوز الغريب .. فكر ان يلقى قطعه الخبز على الارض و لكنه تردد ووضعها فى جيبه ..
و بعد ذلك قرر ان يذهب الى المنزل التى كانت تعيش فيه حنان زوجته .. وكان عباره عن غرفه فى منزل متعدد الطوابق قام صاحبه بتأجير كل غرفه داخل المنزل بشكل منفصل ... للطلبه و المغتربين ...
و عندما وصل شريف الى غرفه حنان .. دخل و حاول ان يبحث عن اى شيء .. من الممكن ان يكون سبب فى معرفه اين اختفت حنان ..و لكنه لم يجد اى شيء غير عادى ..
نظر بجانبه وجد سرير حنان .. حاول ان يسترجى عليه قليلا فهو لم يزق طعم النوم و لا الراحه منذ يومين ...وعندما لمس جبينه الوساده راح فى سبات عميق ..
واثناء نومه .. دخل الى الغرفه قط اسود اللون و تسلل بهدوء داخل الغرفه وكانه يعلم الى اين هو ذاهب ...و عندما تحرك القط ووصل الى مكتب حنان الممتلىء بكتبها و اقلامها الملونه و ورقها المنتشر على المكتب بشكل عشوائى ...فتح شريف عينيه و لمح القط وهو يتحرك فوق المكتب و شعر بالرعب الشديد لانه فى البدايه لم يميز القط و ظن انه شخض خفى او شىء مخيف لم يستطيع ان يحدده
و لكن عندما دقق شريف النظر وجد القط بلونه الاسود الداكن ..و عيناه الصفراوتين .. ينظر اليه فى تمحص و كانه يريد ان يتحدث اليه ...لم يكن شريف من محبى القطط و كان دائما يتشائم منهم و خصوصا قط مثل هذا الذى امامه ذات فراء شديد السواد
لم يشعر شريف بالارتياح لفكره وجود القط معه فى نفس الغرفه و فكر ان يقوم من السرير و يحاول ان يجعل القط يخرج من النافذه كما دخل
و اخذ يقترب بحذر شديد و ببطء نحو المكتب الموجود عليه القط الاسود المخيف .. و لكن عندما اقترب شريف من القط ما كان للقط الا ان قف و اطلق صرخه من مواء القطط المخيف التى يكرها شريف و بشده ..
بدأ التوتر و الغضب يسيطر على شريف لانه فقد السيطجره على القط و لم يدرى ماذا يفعل .. وخصوصا ان واضح ان هذا القط شرس و يعلم الغرفه تمام المعرفه ..و الان هو يقف على الكنبه البيضاء المقابله للمكتب .. بدأ شريف يذهب الى الكنبه فى بطىء وهو حذر حتى لا يقفز القط مره اخرى .. ولكن هذا ما حدث بالفعل فعدما اقترب شريف مره اخرى من القط ... فاذا به يقفز مره اخرى الى المكتب و لكن هذه المره اوقع صف الكتب الموجود على المكتب و بعدها قفز قفزة اخرى و لكن هذه المره الى النافذه و منها الى خارج الغرفه .
كاد قلب شريف ان يتوقف من الخوف .. و لكن حاول ان يستعيد هدوئه بسرعه و اقترب من المكتب ليلتقط الكتب التى اوقعها القط .. و اذا به يرى شىء جعله يتسمر مكانه ...
فقلد وجد من ضمن الكتب التى اوقعها القط كتاب شكله غريب ذو جلد بنى اللون محفور عليه كلمات غائره .. وعندما قرأ شريف الكلمات الموجوده على الكتاب اصابه الذهول .. فلقد كتب على الكتاب....طريق الشوك .....
.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي