الفصل الثاني

هل يعقل أن يتركها ويمضي لا لن يتركها أنه لن يفعل سوف يظل معها للابد أنها فقط بضع لحظات من المرض وسوف تمر
انتبهت من افكارها على صوت الأجهزة و صوت تقوى الممرضة وهي تطلب منها في لطف وتوسل اقرب إلى البكاء
سيدتي يجب عليك الخروج من هنا يجب أن يتولى طاقم التمريض الأمر
لم تسمع شيرين أي من كلمات تقوى فشدت تقوى يدها إلى الخارج وهي تشاهد الأطباء يهرعون إلى زوجها لنجدته
كان النهار قد بزغ حين آفاق رشاد من الغيبوبة ونظر إلى شيرين التي تجلس في صمت تراقبه همست في خفوت
حمد الله على السلامة
نظر رشاد الى النافذة وقال في أسي
لم أغادر بعد غريب لماذا عدت كنت اظن أن الطريق قد انتهى
استنكرت شيرين وهي تبكي
لا ارجوك
نظر لها في شفقة قائلا
أنا آسف حقا
مسحت شيرين دموعها قائلة
لا بأس كل شئ سوف يكون بخير
أعقب رشاد
هل تظنين هذا. ما كان ينبغي لي أن أجعل طوقك في يدي كان يجب أن اتركك لتمارسي حياتك
حاولت شيرين أن تتكلم ولكن رشاد قال في هدوء وهو يرفع يده حتى تصمت
كنت شابة صغيرة يا شيرين حين تزوجتك والان انظري إلى ذاتك تبدين هرمة وخائفة والقلق كله يظهر معك
اعترضت شيرين
لا الأمر ليس صحيح
اكمل رشاد
كان يجب أن تتزوجي من شاب مثلك أيضا وليس عجوز لقد كنت احمق
هزت شيرين رأسها بالنفي
وهي تحاول تبسيط الأمور
لا الأمر ليس هكذا. لقد كان زواجنا برغبة مننا نحن معا. لقد كانت سنوات جميلة وسوف ننعم بسنوات أخرى ايضا جميلة
همس رشاد
لقد ظننت أن المال سوف يحميك يا شيرين هذا خطأ وقعت به ولكن هذا تفكير خطأ. من سوف يحميك هو
صمت فجأة فقالت شيرين
أنت من سوف يحميني
أبتسم رشاد في وهن وأعقب
سوف افعل لا تقلقي حتى وانا هناك في العالم الاخر سوف يكون كل شئ بخير أعلم أنك سوف تدرين كل شي جيدا
همست شيرين في فزع
لا سوف تكون معي هنا
نظر ت شيرين إلى النافذة وقالت وهي تحاول ايجاد حديث آخر
لم يتبق كثير على مرور الأطباء. اقترح رشاد
لماذا لا تعودين الى المنزل يا شيرين. جو المرضى هنا جعل وجهك منطفئ
تذكرت شيرين ما حدث بالأمس ثم قالت
هذا الشخص الذي يدعى منذر وما فعله أمس
أشار رشاد بيده قائلا وهو ينهى الحديث
لا بأس لا بأس حقا منذر من عائلتي
همست شيرين
لا أصدق أن هذا المغرور الوقح ينتمي إلى عائلتك
لا مستحيل
هتف رشاد في تصميم
الكثير من رجال الأعمال بلا لياقة أو لباقة في القول ولكن الأهم هو الدماغ الذي يسيطر على الصفقات ويعرف كيف يديرها ومنذر يمتلك دماغ جيدة
اعترضت شيرين
أنه شخص سئ
هتف رشاد
عليك نقبل الواقع يا شيرين العالم ليس ملائكي كما تظنين
هذا خطئ أنا لقد أغلقت عليك كل الغرف التي تطل على العالم وجهاتك في منزلي فقط منذ زواجنا وانا عزلتك حتى عن عالم الحفلات والسهر ومعرفة الأشخاص كان ينبغي لي أن أشاهد لحظةوفاتي أنا إنسان غبي كان على أن واعلم أن شيرين سوف تكون وحيدة في هذى اللحظة
همست شيرين
لا أرجوك
همس رشاد في هدوء
لم يتبق الكثير. سوف ارحل قريب أنا أعلم هذا أكاد أرى عيون الأطباء وهي تتكلم أن الوقت قد اقترب كثير
همست شيرين
لا هي فقط مجرد لحظات من التعب وسوف تعود من جديد كن يقين من هذا
أردف رشاد
سامحيني يا شيرين ولكن كل جزء مني يرغب في الراحة من الألم. المسكنات حين تنتهى دورتها في الجسد فالالم يفوق طاقتي
اعترضت شيرين
أنت قادر على. تجاوز هذا
أبتسم رشاد في وهن فتح باب الغرفة لتدلف الممرضة ثناء قائلة
إذن فلقد استيقظ المارد
.ضحك رشاد وقال
أجل فعل وعليك أن تضعي المسكنات سريعة في يده دقائق أخرى والوحش الكامن داخله يزأر من الألم
نكست شيرين رأسها وهي تشعر بنياط قلبها يتمزق فقالت ثناء وهي تضع الاقراص في يد رشاد
أنت الوحش الحقيقي هنا هل تظن أني بلهاء أعلم جيدا أنك رجل اعمال كبير ةيلقبونك بالاسد الشرس
تمتم رشاد
لقد ترك المهام الأسد
ولكن أحد لم يسمع كلمات رشاد من شيرين أو ثناء التي وقعت بضع كلمات على بطاقة معلقة في السرير وقالت بصوت مرتفع
أنه بخير أعلم هذا
نظرت لها شيرين في صمت وحين غادرت همس رشاد
أذهبي الآن إلى البيت اريد عدة ملابس خاصة بي وأريد أيضا حقيبتي الجلدية البنية اللون
سوف تجديها في غرفة نومك في جوار المكتب الصغير هناك.
نظرت له شيرين في عدم فهم فقال في مرح
اريد مراجعة بعض الأمور. هيا شيرين انا لا اريد اقصاءك المشفى أبوابه مفتوحة ليل ونهار فلا تظني اي شئ آخر
همس رشاد
هناك شئ آخر أيضا. من فضلك ضعي على خصلات شعرك زيت المروج لي رغبة قوية بشم هذا الزيت
هزت شيرين رأسها بالايجاب وهي تخرج أنها تعلم جيدا أن ما رشاد يريد أن يرى شيرين وهي تمارس كل شي تحبه يريدها أن تضع الزيت الخاص بشعرها الذي كان يصنع خصيصا لها ولقد اتبع رشاد هذا الأمر منذ زواجهم أبرم عقد مع إحدى شركات مستحضرات التجميل أن يتم تصنيع زيت شعر خصيص لشيرين وكذلك ادوات التجميل والعطور الخاصة بها لقد كان الأمر ذو طبع به رفاهية وكذلك دلال وبعض من الانفرادية لها رشاد كان يدلل شيرين في سخاء
في كل أمر مأكل. أو ملابس أو هدايا كان يخبرها دائما أنها أميرة جاءت من عالم حكايات
حتى تضئ عالمه رغم فارق العمر بينهم ورغم زواجهم الذي كان له ظروف مختلفة عن أي ظروف بل وحقيقة معيشة الاثنين معا التي تحمل الكثير من الأمور المغلقة عليهم هم فقط
فتحت شيرين باب المنزل الكبير كانت الانوار كلها مطفأة بدأ المنزل مخيف جدا والرائحة التي تنم عن رطوبة كبيرة تغلف المكان جعلت شيرين تسعل في قوة ثم أضاءت الانوار لتشاهد التراب الذي يغطي كل شي سرت في جسدها رعشة قوية اول مرة تدخل منزلها وهي وحيدة وزوجها يرقد في مشفى وحيد
لقد انشطرا في قوة وحزم بعد أن كان لا يفارق شيرين زوجها الا ساعات العمل فقط. غريب أن تشعر شيرين بهذا الإحساس شعور بالضياع يفوق ضياعها يوم موت والديها معا. لقد كان رشاد هناك في تلك الأيام وكان وجوده أمان ولكن الآن لا وجود لأب أو أم يهون عليها صعوبة الايام وقسوة الحياة
أنها وحيدة تماما بلا عائلة شعرت برغبة عارمة في البكاء كلمات رشاد أيضا تزيد المها لم يعد يرغب في الحياة أنه يحث الموت على أخذه تمنت كثيرا في هذا اللحظة أن يختارها الموت اولا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي