الفصل السابع

لم يسمح لي الوقت أن أشكرك على رحلتي معك كانت رحلة جميلة مليئة العطاء والمفاجات وكل أركانها الود والصفاء كانت عمر من العطاء وما أجمل العطاء الذي يعطى دون أن نسأله أجل يا حبيبي كانت كل أوقاتك حنان وتفاهم لم اشهد لك لحظة تعصب أو قسوة كنت بار بي وعوضتني عن بر والدي الذي رحل أنا أسفة حقا فأنا من يجب أن أعتذر وليس أنت فأنا لم أمنحك طفل لم أعوضك بعائلة رغم صغر سني أنا من وجب عليه الاعتذار.وارجو منك أن تسامح
صوت زقرقة العصافير في الفناء الخلفي جعل شيرين تنهض في سرعة وهي تتجه إلى المطبخ مسرعة تحمل طعام العصافير ثم اتجهت إلى الفناء في سرعة لتقوم بتفتتت باقايا الخبز وتنثرها في سرعة أمامهم تحلقت العصافير حولها في بادئ الأمر ثم هبطت مسرعة لتلتقط فتات الخبز وقالت في ألم
أنا آسفة لقد تأخرت عن أن اتخذ مهام زوجي لقد اعتدتم أن تأكلوا من يده صباحا ولا ريب انكم شاهدتم الانوار فظنتم عودته ولكن من اليوم سوف أكون هنا
لن أتغافل عنكم يوم بعد دقائق حلقت العصافير سريعا لتقف على أغصان الشجرة في هدوء وقد أمتلات معدتها الصغيرة
همست شيرين
لقد كنت بار بكل ما تقع عليه عيناك يا زوجي الحبيب.
حين أقتربت الظهيرة كانت شيرين لا تزال تجلس في الفناء تراقب تستمع إلى صوت العصافير بين وقت وآخر أن الساعات تمر بطيئة جدا في غياب الأحبة ومتسارعة في جنون مشوب بالسعادة في حضورهم اتخذت شيرين خرطوم الماء وقامت بإطلاقه في منتصف الحديقة التي ذبلت أوراقها وتساقط الكثير من الأوراق الجافة منها اتجهت شيرين إلى شجرة الريحان التي تبدأ بها حديقة المنزل ولمست بيدها أوراقها كما كان يفعل زوجها في هدوء هي تعلم جيدا أن تلك الشجرة هي أقدم شجرة هنا شجرة حرص زوجها على غرسها يوم أشترى هذا البيوت منذ سنوات لهذا كان يعتز بها وما تلا من أشجار الزيتون أو النخيل غرسها بعد أن قام بتأسيس المنزل فقط غرست شيرين شجرة ياسمين يفوح عطرها في الحديقة. وتتساقط أوراقها البيضاء لتنشر على الجيران رائحتها حرصت شيرين على القيام بدور البستاني منذ زواجها هي أيضا رفضت أن يقتحم مملكتها العمال أو الخدام كانت تحمل نفس تفكير زوجها بعض العوامل المشتركة والصفات المتجانسة والشغف المتوحد في رفقاء الروح يجعل الحياة أكثر سهولة ويسر وبها من الاشراق ما يضئ جوانبها
عقدت شيرين العزم يعد إنهاء اعمال البستنة على الذهاب إلى مقابر زوجها ولدهشتها كانت فاطمة تنتظرها هناك وهي تحمل المربى والخبز ضمت شيرين إليها وقالت
كنت اشعر بمجيئك لهذا قمت بتأخير وجبة فطوري حتى ناكل معا
نظرت لها شيرين في دهشة وخيرة قائلة
أنت نقية جدا يا فاطمة يقودك أحساسك إلى الزمان الذي سوف يتواجد فيه الأشخاص أيضا
نظرت لها فاطمة في ود وقالت
خمنت انك تحبين مربى التين
تمتمت شيرين في حيرة
تخمين صواب ولكن كيف لك بالمعرفة
أعقبت فاطمة
لاني أحبه توقعت أنك مثلي يجمعنا أشياء مشتركة
هزت شيرين رأسها في أستسلام وتابعت
أجل ما يجمعنا سعيدة به
ناولت،فاطمة شيرين شطائر من المربى وهي تقول
هل تصدقين أن برعم الورد قد أزهر
أبتسمت شيرين وهي تتبع أصبع فاطمة النحيل الذي يشير إلى الوردة البيضاء التي تحتضن أوراقها في خجل وقالت وهي تتجه صوبها
غريب لقد نضج الورد بين ليلة وضحاها
أعقبت فاطمة في ثقة
لأن من يرعاه هو الخير. الخير دائما يمتد ويثمر في أوقات سريعة ويستمر لأوقات طويلة
هكذا علمني والدي
وضعت فاطمة يدها على ذراع شيرين لتعود بها إلى الكرسي الحجري الأبيض الذي كانوا يجلسون عليه وقالت
الان أنا جائعة ويجب أن أكل حتى أكمل بعض أعمال التريكو
أستجابت شيرين لكلمات فاطمة وشرعت تاكل في صمت بجوار الطفلة التي قالت لها
هناك الكثير من الأوقات يجب أستغلالها لا أحب الأوقات الفارغة
تساءلت شيرين
من علمك شغل التريكو
أعقبت فاطمة في سعادة
شاهدت الجدة روابي جارتنا الطيبة تقوم بصنعه مرة ومرة
أمام منزلها وانا أراقبها من النافذة إلى أن أنتبهت لي ذات يوم فقالت لي. هل يعجبك هذا
فقلت لها كثيرا جدا يعجبني أن يصنع الحديد ملابس صوف فأهدتني أثنين وجاء بي والدي ب بكرة صوف زرقاء صنعت منها مفرش وانا تقلد الجدة الطيبة وضعته في منزلي وبعدها صنعت آخر أعطيته الجدة فباعته وكل شي اقوم بصنعه تقوم ببيعه وهكذا سارت الأمور دون تخطيط
همسات شيرين
لانك ءامنت بذاتك أنك قادرة على فعل الشئ
أعترضت فاطمة
هذا ليس شي صعب أن أتعلم التريكو أخبرني والدي أن كل شئ مسخر الأنسان وله أن يطاع لخدمته والله ييسر دام النية صادقة ولكن إذا كانت النية سيئة لا يحب الله الشر
همست شيرين
علميني يا فاطمة. الله أرسلك لي لكي أتعلم ما عجزت عن تعليمه جراء عزلتي في منزلي أنت كبيرة العقل رغم صغر سنك
كانت شيرين فرغت من تناول أربع شطيرات من المربى وهي تشهد ل فاطمة بكفاءة الصنع وهمت بالرحيل ولكن فاطمة أقترحت في توسل أن يشربا معا كوبين من اللبن الذي أقسمت لوالدها أنها سوف تشربه هذا المرة ولكن إذا رحلت شيرين سوف تنقض فاطمة الوعد فقبلت شيرين في هدوء أن تذهب خلف الطفلة التي صبت الكوبين وهي تعترف لها أن نقود اللبن من المكسب العائد لها من صنع التريكو في حين سألت شيرين عن تواجد فاكهة فراولة أو موز فأجابت فاطمة أن الفراولة الطازجة موجودة المخصصة لصنع المربى ولكنها سوف تصنع منها ثلاث من العبوات فقط بناء على رغبة بقال الحي أعقبت شيرين إذن لا ضرر من استعارة قطعتبن من الفاكهة وقطعتها في هدوء و وضعتها في كوبى اللبن الخاص بهم وهي تقول
حين أكون غير موجودة أيضا عليك أن تقري ب وعدك. تستطيع الفراولة أو الموز تحسبن مذاق اللبن في فمك وسوف أخبرك سرا أنا أيضا أتبع هذة الحيلة
ضحكت فاطمة كثير من تصريحات شيرين التي جلست بعد شرب اللبن ساعتين تتبادل بعض من الكلمات مع فاطمة وأخبرتها فاطمة أنها لا تريد اللعب ولا تتوق له مع أقرانها بل تحب المكوث في المنزل حتى يكون والدها مطمئن عليها هادي البال في غيابه عن المنزل هنا سألتها شيرين
غريب أن تكوني هكذا يا فاطمة لقد أيقنت بما لا يقبل الشك
أن رجاحه العقل ليس فقط هي ميزتك بل صدق سريرتك ونقاء روحك ولماذا أخترتني أنا حتى أكون رفيقتك رغم فارق السن بيننا
أجابت فاطمة في صدق وبراءة طفولية
لا أدري شعرت أن جزء مني ينتمي لك لا أعرف حقا وربما هو شئ آخر أسمه تآلف أرواح كما قال أبي لي .
هزت شيرين رأسها قائلة
أظن عاطفتك هي من تحركك لانك شعرت بما أمر به من حزن