الفصلالتاني
نظر الدسوقي لجاسر و قرر انه يتحدث بالعقل معه ..الدسوقي : ممكن تهدي و تبطل بجي عصبيتك دي علشان نعرف نتفاهم يا جاسر . نظر له جاسر بحدة و بدأ يتحدث بصوت عالي : وطالما انت يا جدي عايزنا نتناقش جاي تقولي ان فرحي كمان شهر علي اساس اني هوافق مثلا ولله عمار يوافق او يرفض دي حاجة تخصه هو و بس لكن انا لا
و بدأ يتحرك جاسر بعيد عن جده وهو يرفض أن يستمع لحديثه : استني هنا انت رايح فين انا مش بتكلم معاك يا جاسر . لكن جاسر رفض ان ينظر له و تركه و صعد الي غرفته منعا لحدوث بينهم اشتباك و بالفعل غادر جاسر بينما الدسوقي بدأ ينادي بصوت عالي علي عزمي ابنه الصغير
و عم جاسر :يا عزمى يا ولدي تعالي اهنااا..انت لازمن تشوفي صرفة مع جاسر احسن والله اطخه عيارين و ارتاح منه و من عنده .
عزمي : اهدي بس يا ابوي ده جاسر بيحبك جوي و مبيحبش
يكسرك كلمة بس انت عارفه زين هو مش بيحب حد يتحكم فيه .. بص يا ابوي انا هطلع اتحدت معاه و اكيد هيسمع مني.
وبالفعل صعد عزمي غرفة جاسر و حاول يتحدث معه لكن جاسر كان رافض و بشدة واضطر عزمي ان يخرج من غرفه جاسر و هو في حالة حزن شديدة و لايعرف ماذا يقول لوالده عن حديثه مع ابن اخيه جاسر ..
الجد الدسوقي : مالك يا ولدي شكلك مضايق ليه اكده ، هو جاسر اتحدث معك في موضوع جوازه من البت المصراوية دي ولا ايه .
عزمي : الصراحة بجي يا ابوي .جاسر شكله بيحبها جوي و مش عايز يسمع لحد واصل و اني غلبت في الحديت معاه .
الجد : روح جوله جدك بيجولك لو انطربقت السما علي الارض برضك مش هتتجوز بنت ما نعرفشي اصلها من فصلها و عيب لما يكون حد زيك و مش قادر لحد دلوجت يفهم الاصول .
و خرج الجد و هو في قمة غضبه من الفيلا و هو يلعن في جاسر و عنده وذهب للمزرعة التي يملكها جاسر لا يختلف عن جده الدسوقي كثيرا كلاهما يميزهم العند والتشبث بالرأي أما عزمي فقرر انه يتحدث في الهاتف مع اخو جاسر الصغير (مراد ) و هو دكتور بطني مازال تحت التدريب لكنه يختلف تماما في شخصيته عن أخيه جاسر .
فجاسر شخصية عنيفة ذو رأي قيادي يرفض أن يتدخل أحد في قرارته اما مراد فهو شخص فكاهي بطبعه و يعشق السيدات كثيرا و دخل كلية الطب بناء على رغبة جده و حاليا في قصة حب لكن جاسر يرى أن هذه العلاقة سوف تنتهي بالفشل حتما .
في الهاتف .
عزمي : هو انت فين يا مراد ، مش انا قولتلك ما تتاخرش بجد البيت كله حريق و انا مش عارف اتصرف مع اخوك لوحدي ..جاسر بالشكل ده هيخسر البيت كله و هيهده علي دماغنا واحد واحد .
مراد : خلاص يا عمي انا اصلا قدام الدوار اهو . اقفل بقي علشان الحق ادخلك .
و بالفعل دخل مراد الدوار و كل الخدم رحبوا بيه و اما عمه عزمي فأخذه علي الفور و دخلوا اوضة جاسر و هما في غاية القلق من رد فعله العنيف ..
قدام اوضة جاسر وقف مراد بقلق و بدا ينظر لعمه برجاء وتحدث بصوت يغلبه الضحك : انا لو حصلي حاجة من ابن اخوك ده هيبقي ذنبي في رقبتكم يا عالم يا ظلمة .
عزمي : هو ده وقت هزار يا مراد ما تدخل بجي قبل ما يرجع جدك و تحصل عاركة بينهم .يلا بقولك ادخل انت لسه هتفكر. و بالفعل استحضر مراد ثقته و دخل غرفة جاسر
لكنه تسرع و دخل غرفة أخيه ولم يطرق علي الباب و هذا اكتر فعل يكره جاسر و يعصبه
مراد بفكاهة : بجد انا مش عارف انت جايب القسوة دي كلها منين .. يعني ترجع القاهرة النهاردة و حتى ما يهونش عليك تكلمني عشان تطمن عليا لا بجد اخس علي الاخوة .
جاسر كان علي وشك ان يفقد اعصابه بسبب فعل مراد و عدم احترامه له و حديثة الغير مرغوب فيه بالنسبة إليه و نظر له بحدة و اتكلم بصوت هادي لكنه يحمل الكثير من المعاني : انت دخلت الاوضة بتاعتي من غير ما تخبط على الباب مش كده ، لا وكمان قعدت على السرير بتاعي و انت لابس الكوتشي بتاعك صح ..
مراد بدأ القلق يدخل اعماق قلبه وفقد النطق في هذه اللحظة و ظل يعنف نفسه علي هذا الفعل الأحمق فهو يعلم جيدا ان جاسر دقيق في مثل هذه الأمور
نظر مراد اليه بخوف و بدأ يبعد عنه قليلا وكأنه بتفادي أي رد فعل له عنيف وبدأ يتحدث بصوت هادي عكس العادة : طب بجد ما اخدتش بالي شوفت بقى انك كنت واحشني اوي لدرجة اني نسيت اني اخبط على الباب
عزمي حاول ان ينقذ مراد من غضب أخيه : خلاص بقي يا جاسر هو احنا جايين نتكلم في موضوعك ولا موضوع الباب و الكوتشي
جاسر : موضوعي .. على فكرة يا عمي انا قولت اللي عندي خلاص انا مش هتجوز واحدة معرفهاش بس علشان اهدي الحروب اللي بين العيلتين .
مراد اخذ من طبق الفاكهة و بدا ياكل و يتحدث في نفس ذات الوقت : على فكرة بقى حوار انك بتحب فيروز و مش عايز تتجوز غيرها كدب و خد بالك كلنا عارفين انك رافض تتجوز في العموم علشان انت معقد معروفة .
جاسر اقترب من جاسر و بدا يضغط علي كتفه بعنف : انا لحد دلوقتي ماسك نفسي عنك يا مراد ما تبقاش مستفز و اقفل بوقك و انت بتتكلم و الاحسن ليك انك تدخل اوضتك ترتاح هناك ده بدل ما
مراد قاطعه في الحوار/ لا وعلى ايه الااا بتعتك دي
انا رايح ارتاح ياعمي يلا السلام عليكم . ابقوا اسالوا انا في الاوضة اللي جنبكم
و خرج مراد من الغرفة و ترك عزمي اللي يشتعل غضبا من ردود فعه و خرج خلفه و تركوا جاسر في غرفته بمفرده و بدأ يتذكر ما حدث معه من بداية هذا اليوم الطويل الملئ بالأحداث
اما في بيت كبير آخر .. تجلس خديجة و هي الاخت الأكبر و تطعم أطفالها الثلاثة .
خديجه / لا ما انا كدة برضو تعبت والله حرام اكدا هو انا بلعب معاكوا ما تكلوا بقي بدل ما والله .
حسن ابنها الصغير : لا خلاص .. خلاص بلاش تحلفي انا هخلص طبقي كله يا اما .
و فعلا ظلت تطعم اطفالها و اختها تجلس امامها مضطربة التفكير و مشوشة الأفكار
خديجة : مالك يا روح سرحانة اكده ليه .ايه لحقتي تزهجي ولا ايه ده انت حتي لسه جاية مكملتيش ساعتين
لا بجي ده انتي شكلك سرحانة في موضوع كبير جوي.
روح : هو فيه اكتر من اني اتجوز اللي هو ابن الدسوقي ده انت عارفة دول لو معتبرني شغالة عندهم مش بنتهم عمرهم ما هيعملوا فيا كدة بجد ، وانا اللي جاية علي ملى وشي فاكرة ان ابويا حصله حاجة اتاريه بيضحك عليا علشان اوصل هنا و يحبسني .
خديجة : اسكتي يا روح انتي عايزة مراة ابوكي تسمعك تقوم تقول لابوكي و تبقي وجعتك طين . وبعدين يا حبيبتي انتي برضو متعرفيهوش ولا عمرك شوفتيه ما يمكن يطلع راجل و ابن ناس .. انا سمعت انه مهندس كبير
روح : انا مش هفضل قاعدة كدة واخمن هل هو كويس ولا لااء . و بعدين انا بتكلم عن المبدأ نفسه يا خديجة ازاي يعاملني زي الجارية كدة . خديجة بصي بصراحة انتي لازم تساعديني اهرب من هنا
خديجة صرخت بصوت واطي : لا ده انتي طقت منك بجد بقي .. يا بنتي ما انتي لو عرفتي تهربي فعلا من الدوار مش هتعرفي تهربي مع الرجالة اللي تحت الدوار ده غير ابزكي اللي ممكن يطخك فيها .
روح : بقولك ايه انت تسمعي كلامي و اسكتي خالص
و بعدين انه يطخني عندي اهون الف مرة من اني اتجوز واحد مش بحبه
و بالفعل بدأت روح تغير ملابسها جلابية رجالي و عمة علي شعرها و أخفت جميع ملامحها الانثوية وظلت تنتظر حتى حل المساء و بالفعل نزلت من الدوار لكن خديجة طلبت من اطفالها انهم يذهبوا و يطلبوا من الرجالة انهم يجلبوا لهم بعض طعام و بالفعل حدث ذلك و خرجت روح من الدوار بأكمله .
في غرفة مراد كان بيتابع فيلم كوميدي و ياكل فشار و عندما فتح عزمي باب الغرفة اتصدم من منظرة و بروده المتناهي ..
عزمي : هو انت ايه يا مراد اللي بيجري في عروقك ده ماية تلج حرام عليك بجي .انت اكيد بتهرج بجي سايبني انا و جاسر عمالين تتخانق و انت بتتفرج علي الهباب ده
مراد بدات يشعر بالملل من الحديث طول الوقت عن إقناع أخيه / عمي ..هو انت مصدق نفسك هو انت متخيل اصلا ان جاسر احنا ممكن نقنعه بحاجة مستحيل .. جاسر مش هيتجوز البنت اللي انتوا عايزينها دي الا بمزاجه .
عزمي / طب يا اخي حتي اعمل محاولة معايا ده انت حتي اخوه و اكتر حد جريب منيه و هيجدر يفهم دماغه
مراد بملل / حاضر ... فين بقي جاسر علشان اعمل محاولة.
عزمي / يا باااي عليك يا مراد .. اهو جاعد تحت في الجنينة الخلفية عند الحصنة بتاعته
و بالفعل خرج عزمي من الغرفة و بدا مراد يبدل ملابسه و نزل الحديقة الخلفية ووجد جاسر جالس وسط الحصنة في الاسطبل و كالعادة في صمت ..
مراد بدا يدخل بهدوء حتي لا يسبب ازعاج له و جلس بجانبه وكان جاسر يشعر بيه من بداية دخوله الاسطبل وبدأ يتحدث معه وهو في حالة إرهاق / جاي ليه يا مراد ..عمك برضه هو الي بعتك مش كدة .
مراد اندهش من طريقة اخوه التي تحمل بعض من العتاب والذي أول مرة يتحدث بيها جاسر فأدرك مراد ان اخيه في حالة سيئة وبدأ يقترب منه ووضع يده علي كتفه واتكلم ببعض الكلمات التي تتحلى بالحكمة علي عكس طبيعته / ممكن افهم مالك انا اول مرة احس انك مكسور كدة يا جاسر . بص قولي اللي مزعلك وانا صدقني مش هقول لأي مخلوق انا حاسس انك شايل هم اكبر بكتير من مشكلة الجواز .. صح
جاسر نظر له نظرة مليئة بالحزن و الدموع و كادت ان تسقط دموعه امام اخيه لكنه رفض وبشدة ان يظهر ضعيف و رد عليه بقوته المعتادة / حتى لو في حاجة وجعاني يا مراد .. اكيد لما احكيلك انت مش هتقدر تساعدني فعشان كدا احسن حاجه انها تفضل جوايا انا .
مراد بحزن / طب لحد امتي يا حبيبي هتفضل تكتم جواك اي حاجة وجعاك كدة .. جاسر انت انسان و اي حد في العالم عنده قوة احتمال بجد . انت عارف ان عمار اتصل بيا النهاردة و كان عايز يكلمك
في اللحظة دي كل علامات الغضب و الحزن اترسمت على وجه جاسر و كلنه تذكر شئ موجع و نظر لمراد بغضب و قرر انه يتركه ويذهب قبل ان يدخل معاه في صراع قاتل و بالفعل ذهب بعيد عنه لكن في ذلك الوقت .
روح كانت بتجري و كأنها حرة طليقة / اخيرا يا ربي اخدت حريتي بقي انا لازم ابعد من الحتة دي خالص ..
و بالفعل بدأت تتحرك بعيد دوارهم بس كانت لا تعلم الطريق الصحيح و فجأة وقفت روح بتعب في جنينة كبيرة و فيها فاكهة شكلها يبهر
روح وهي تنهج / لا كدة كتير اوي بجد انا تعبت اوي
الله ..اي الفاكهة الحلوة اوي دي انا هاخد تفاحة واحدة بس لا بس كدة حرام، بس انا جعانة اوى واكيد ربنا هيسامحني
و بالفعل بدأت روح تاخد من الفاكهة و تاكل و هي جائعة و بشدة و اتصدمت عندما وجدت يد تمسكها جلابيتها ..
روح بخوف : شكلي اتقفشت ولا ايه .
و بدأ يتحرك جاسر بعيد عن جده وهو يرفض أن يستمع لحديثه : استني هنا انت رايح فين انا مش بتكلم معاك يا جاسر . لكن جاسر رفض ان ينظر له و تركه و صعد الي غرفته منعا لحدوث بينهم اشتباك و بالفعل غادر جاسر بينما الدسوقي بدأ ينادي بصوت عالي علي عزمي ابنه الصغير
و عم جاسر :يا عزمى يا ولدي تعالي اهنااا..انت لازمن تشوفي صرفة مع جاسر احسن والله اطخه عيارين و ارتاح منه و من عنده .
عزمي : اهدي بس يا ابوي ده جاسر بيحبك جوي و مبيحبش
يكسرك كلمة بس انت عارفه زين هو مش بيحب حد يتحكم فيه .. بص يا ابوي انا هطلع اتحدت معاه و اكيد هيسمع مني.
وبالفعل صعد عزمي غرفة جاسر و حاول يتحدث معه لكن جاسر كان رافض و بشدة واضطر عزمي ان يخرج من غرفه جاسر و هو في حالة حزن شديدة و لايعرف ماذا يقول لوالده عن حديثه مع ابن اخيه جاسر ..
الجد الدسوقي : مالك يا ولدي شكلك مضايق ليه اكده ، هو جاسر اتحدث معك في موضوع جوازه من البت المصراوية دي ولا ايه .
عزمي : الصراحة بجي يا ابوي .جاسر شكله بيحبها جوي و مش عايز يسمع لحد واصل و اني غلبت في الحديت معاه .
الجد : روح جوله جدك بيجولك لو انطربقت السما علي الارض برضك مش هتتجوز بنت ما نعرفشي اصلها من فصلها و عيب لما يكون حد زيك و مش قادر لحد دلوجت يفهم الاصول .
و خرج الجد و هو في قمة غضبه من الفيلا و هو يلعن في جاسر و عنده وذهب للمزرعة التي يملكها جاسر لا يختلف عن جده الدسوقي كثيرا كلاهما يميزهم العند والتشبث بالرأي أما عزمي فقرر انه يتحدث في الهاتف مع اخو جاسر الصغير (مراد ) و هو دكتور بطني مازال تحت التدريب لكنه يختلف تماما في شخصيته عن أخيه جاسر .
فجاسر شخصية عنيفة ذو رأي قيادي يرفض أن يتدخل أحد في قرارته اما مراد فهو شخص فكاهي بطبعه و يعشق السيدات كثيرا و دخل كلية الطب بناء على رغبة جده و حاليا في قصة حب لكن جاسر يرى أن هذه العلاقة سوف تنتهي بالفشل حتما .
في الهاتف .
عزمي : هو انت فين يا مراد ، مش انا قولتلك ما تتاخرش بجد البيت كله حريق و انا مش عارف اتصرف مع اخوك لوحدي ..جاسر بالشكل ده هيخسر البيت كله و هيهده علي دماغنا واحد واحد .
مراد : خلاص يا عمي انا اصلا قدام الدوار اهو . اقفل بقي علشان الحق ادخلك .
و بالفعل دخل مراد الدوار و كل الخدم رحبوا بيه و اما عمه عزمي فأخذه علي الفور و دخلوا اوضة جاسر و هما في غاية القلق من رد فعله العنيف ..
قدام اوضة جاسر وقف مراد بقلق و بدا ينظر لعمه برجاء وتحدث بصوت يغلبه الضحك : انا لو حصلي حاجة من ابن اخوك ده هيبقي ذنبي في رقبتكم يا عالم يا ظلمة .
عزمي : هو ده وقت هزار يا مراد ما تدخل بجي قبل ما يرجع جدك و تحصل عاركة بينهم .يلا بقولك ادخل انت لسه هتفكر. و بالفعل استحضر مراد ثقته و دخل غرفة جاسر
لكنه تسرع و دخل غرفة أخيه ولم يطرق علي الباب و هذا اكتر فعل يكره جاسر و يعصبه
مراد بفكاهة : بجد انا مش عارف انت جايب القسوة دي كلها منين .. يعني ترجع القاهرة النهاردة و حتى ما يهونش عليك تكلمني عشان تطمن عليا لا بجد اخس علي الاخوة .
جاسر كان علي وشك ان يفقد اعصابه بسبب فعل مراد و عدم احترامه له و حديثة الغير مرغوب فيه بالنسبة إليه و نظر له بحدة و اتكلم بصوت هادي لكنه يحمل الكثير من المعاني : انت دخلت الاوضة بتاعتي من غير ما تخبط على الباب مش كده ، لا وكمان قعدت على السرير بتاعي و انت لابس الكوتشي بتاعك صح ..
مراد بدأ القلق يدخل اعماق قلبه وفقد النطق في هذه اللحظة و ظل يعنف نفسه علي هذا الفعل الأحمق فهو يعلم جيدا ان جاسر دقيق في مثل هذه الأمور
نظر مراد اليه بخوف و بدأ يبعد عنه قليلا وكأنه بتفادي أي رد فعل له عنيف وبدأ يتحدث بصوت هادي عكس العادة : طب بجد ما اخدتش بالي شوفت بقى انك كنت واحشني اوي لدرجة اني نسيت اني اخبط على الباب
عزمي حاول ان ينقذ مراد من غضب أخيه : خلاص بقي يا جاسر هو احنا جايين نتكلم في موضوعك ولا موضوع الباب و الكوتشي
جاسر : موضوعي .. على فكرة يا عمي انا قولت اللي عندي خلاص انا مش هتجوز واحدة معرفهاش بس علشان اهدي الحروب اللي بين العيلتين .
مراد اخذ من طبق الفاكهة و بدا ياكل و يتحدث في نفس ذات الوقت : على فكرة بقى حوار انك بتحب فيروز و مش عايز تتجوز غيرها كدب و خد بالك كلنا عارفين انك رافض تتجوز في العموم علشان انت معقد معروفة .
جاسر اقترب من جاسر و بدا يضغط علي كتفه بعنف : انا لحد دلوقتي ماسك نفسي عنك يا مراد ما تبقاش مستفز و اقفل بوقك و انت بتتكلم و الاحسن ليك انك تدخل اوضتك ترتاح هناك ده بدل ما
مراد قاطعه في الحوار/ لا وعلى ايه الااا بتعتك دي
انا رايح ارتاح ياعمي يلا السلام عليكم . ابقوا اسالوا انا في الاوضة اللي جنبكم
و خرج مراد من الغرفة و ترك عزمي اللي يشتعل غضبا من ردود فعه و خرج خلفه و تركوا جاسر في غرفته بمفرده و بدأ يتذكر ما حدث معه من بداية هذا اليوم الطويل الملئ بالأحداث
اما في بيت كبير آخر .. تجلس خديجة و هي الاخت الأكبر و تطعم أطفالها الثلاثة .
خديجه / لا ما انا كدة برضو تعبت والله حرام اكدا هو انا بلعب معاكوا ما تكلوا بقي بدل ما والله .
حسن ابنها الصغير : لا خلاص .. خلاص بلاش تحلفي انا هخلص طبقي كله يا اما .
و فعلا ظلت تطعم اطفالها و اختها تجلس امامها مضطربة التفكير و مشوشة الأفكار
خديجة : مالك يا روح سرحانة اكده ليه .ايه لحقتي تزهجي ولا ايه ده انت حتي لسه جاية مكملتيش ساعتين
لا بجي ده انتي شكلك سرحانة في موضوع كبير جوي.
روح : هو فيه اكتر من اني اتجوز اللي هو ابن الدسوقي ده انت عارفة دول لو معتبرني شغالة عندهم مش بنتهم عمرهم ما هيعملوا فيا كدة بجد ، وانا اللي جاية علي ملى وشي فاكرة ان ابويا حصله حاجة اتاريه بيضحك عليا علشان اوصل هنا و يحبسني .
خديجة : اسكتي يا روح انتي عايزة مراة ابوكي تسمعك تقوم تقول لابوكي و تبقي وجعتك طين . وبعدين يا حبيبتي انتي برضو متعرفيهوش ولا عمرك شوفتيه ما يمكن يطلع راجل و ابن ناس .. انا سمعت انه مهندس كبير
روح : انا مش هفضل قاعدة كدة واخمن هل هو كويس ولا لااء . و بعدين انا بتكلم عن المبدأ نفسه يا خديجة ازاي يعاملني زي الجارية كدة . خديجة بصي بصراحة انتي لازم تساعديني اهرب من هنا
خديجة صرخت بصوت واطي : لا ده انتي طقت منك بجد بقي .. يا بنتي ما انتي لو عرفتي تهربي فعلا من الدوار مش هتعرفي تهربي مع الرجالة اللي تحت الدوار ده غير ابزكي اللي ممكن يطخك فيها .
روح : بقولك ايه انت تسمعي كلامي و اسكتي خالص
و بعدين انه يطخني عندي اهون الف مرة من اني اتجوز واحد مش بحبه
و بالفعل بدأت روح تغير ملابسها جلابية رجالي و عمة علي شعرها و أخفت جميع ملامحها الانثوية وظلت تنتظر حتى حل المساء و بالفعل نزلت من الدوار لكن خديجة طلبت من اطفالها انهم يذهبوا و يطلبوا من الرجالة انهم يجلبوا لهم بعض طعام و بالفعل حدث ذلك و خرجت روح من الدوار بأكمله .
في غرفة مراد كان بيتابع فيلم كوميدي و ياكل فشار و عندما فتح عزمي باب الغرفة اتصدم من منظرة و بروده المتناهي ..
عزمي : هو انت ايه يا مراد اللي بيجري في عروقك ده ماية تلج حرام عليك بجي .انت اكيد بتهرج بجي سايبني انا و جاسر عمالين تتخانق و انت بتتفرج علي الهباب ده
مراد بدات يشعر بالملل من الحديث طول الوقت عن إقناع أخيه / عمي ..هو انت مصدق نفسك هو انت متخيل اصلا ان جاسر احنا ممكن نقنعه بحاجة مستحيل .. جاسر مش هيتجوز البنت اللي انتوا عايزينها دي الا بمزاجه .
عزمي / طب يا اخي حتي اعمل محاولة معايا ده انت حتي اخوه و اكتر حد جريب منيه و هيجدر يفهم دماغه
مراد بملل / حاضر ... فين بقي جاسر علشان اعمل محاولة.
عزمي / يا باااي عليك يا مراد .. اهو جاعد تحت في الجنينة الخلفية عند الحصنة بتاعته
و بالفعل خرج عزمي من الغرفة و بدا مراد يبدل ملابسه و نزل الحديقة الخلفية ووجد جاسر جالس وسط الحصنة في الاسطبل و كالعادة في صمت ..
مراد بدا يدخل بهدوء حتي لا يسبب ازعاج له و جلس بجانبه وكان جاسر يشعر بيه من بداية دخوله الاسطبل وبدأ يتحدث معه وهو في حالة إرهاق / جاي ليه يا مراد ..عمك برضه هو الي بعتك مش كدة .
مراد اندهش من طريقة اخوه التي تحمل بعض من العتاب والذي أول مرة يتحدث بيها جاسر فأدرك مراد ان اخيه في حالة سيئة وبدأ يقترب منه ووضع يده علي كتفه واتكلم ببعض الكلمات التي تتحلى بالحكمة علي عكس طبيعته / ممكن افهم مالك انا اول مرة احس انك مكسور كدة يا جاسر . بص قولي اللي مزعلك وانا صدقني مش هقول لأي مخلوق انا حاسس انك شايل هم اكبر بكتير من مشكلة الجواز .. صح
جاسر نظر له نظرة مليئة بالحزن و الدموع و كادت ان تسقط دموعه امام اخيه لكنه رفض وبشدة ان يظهر ضعيف و رد عليه بقوته المعتادة / حتى لو في حاجة وجعاني يا مراد .. اكيد لما احكيلك انت مش هتقدر تساعدني فعشان كدا احسن حاجه انها تفضل جوايا انا .
مراد بحزن / طب لحد امتي يا حبيبي هتفضل تكتم جواك اي حاجة وجعاك كدة .. جاسر انت انسان و اي حد في العالم عنده قوة احتمال بجد . انت عارف ان عمار اتصل بيا النهاردة و كان عايز يكلمك
في اللحظة دي كل علامات الغضب و الحزن اترسمت على وجه جاسر و كلنه تذكر شئ موجع و نظر لمراد بغضب و قرر انه يتركه ويذهب قبل ان يدخل معاه في صراع قاتل و بالفعل ذهب بعيد عنه لكن في ذلك الوقت .
روح كانت بتجري و كأنها حرة طليقة / اخيرا يا ربي اخدت حريتي بقي انا لازم ابعد من الحتة دي خالص ..
و بالفعل بدأت تتحرك بعيد دوارهم بس كانت لا تعلم الطريق الصحيح و فجأة وقفت روح بتعب في جنينة كبيرة و فيها فاكهة شكلها يبهر
روح وهي تنهج / لا كدة كتير اوي بجد انا تعبت اوي
الله ..اي الفاكهة الحلوة اوي دي انا هاخد تفاحة واحدة بس لا بس كدة حرام، بس انا جعانة اوى واكيد ربنا هيسامحني
و بالفعل بدأت روح تاخد من الفاكهة و تاكل و هي جائعة و بشدة و اتصدمت عندما وجدت يد تمسكها جلابيتها ..
روح بخوف : شكلي اتقفشت ولا ايه .