روح جاسر

يويوسامي`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-20ضع على الرف
  • 20.3K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصلالاول

في الطائرة المتجه إلى مصر .. يجلس جاسر الدسوقي رجل الاعمال المشهور و تجلس بجانبه خطيبته فيروز الألفي ..
ويأتي أحد من العاملين بالمطار كبير السن و يقترب من جاسر بخجل
الرجل/ انا بجد مش مصدق ان حضرتك اللي راكب الطيارة النهاردة انا بشوف دايما صور حضرتك في المجلات و فخور اوي انك مصري

نظر له جاسر نظرة لم يستطع الرجل أن يفسرها نظرة تحمل الغرور في بعض الأحيان و تحمل التجاهل في نفس ذات الوقت ولكن سرعان ما ردت عليه فيروز بقمة الغرور و بصوت عالي احرجه / طب كويس اوي انك عارف انك واقف تتكلم مع البشمهندس جاسر الدسوقي و اكيد هو معندوش وقت عشان يرد عليك و اتفضل بقى حالا من هنا انا مش فاهمة ازاي سمحولك انك تطلع الطيارة هنا

الرجل شعر في هذا الوقت أنه فعل جريمة في حق نفسه و في حق كرامته إنه تقدم عشان يرحب بيه لكن سرعان ما ادخل جاسر و أتكلم بنبرة أخافت الجميع و لدرجة ان جميع الراكبين معه في طيارته الخاصة من مدرين اعماله شعروا أنه سوف يتحول في هذة اللحظة و يفتك بفيروز و هذا ما حدث بالفعل / انت ازاي تسمحي لنفسك انك تتكلمي عني و باسمي ، وازاي تحرجيه كدة انتي فاكرة نفسك مين
و نظر جاسر للرجل في هذة المرة بنظرة مختلفة و هي نظرة حب و احترام و قام من الكرسى و اقترب منه و بمنتهي الاحترام قال له / انا بعتذرلك جدا عن الكلام اللي سمعته منها ده و حقيقي انا اللي فخور جدا اني اتعرفت على حد زى حضرتك و اكيد يشرفني اني اتصور معاك

الرجل في هذه اللحظة الفرح كان يغمره و بالفعل أخذ صورة مع جاسر و نزل من الطيارة و هو سعيد و جلس جاسر مرة اخري في الطائرة دون ان ينظر لخطيبته أو يتحدث معها
أما هي فكانت تشتغل غضبا لكنها حاولت ان تهدأ لكي لا تخسره و ووضعت راسها على كتف جاسر و هو لا يعيرها اهتمام وانطلقت الطائره وبعد قليل من الوقت وصلت لمطار القاهرة و خرج جاسر و يضع يده في يد فيروز خطيبته و كان جميع الاعلامين ينتظروف في الخارج لكي يلتقطون بعض من الصور المثيرة لرجل الاعمال جاسر الدسوقي الذي برغم صغر سنه استطاع أن يحصل على نجاح بارع في عالم العربيات و التجارة و حاول احد المصورين ان يقترب من جاسر لكي يتحدث معه و سأل جاسر / يا بشمهندس جاسر أي رأي حضرتك في اشاعات انك رافض فكرة الارتباط و ان وجود انسة فيروز مجرد تضيع وقت مش اكتر
فيروز كانت تنظر لجاسر تنتظر رده لكنه فاجأها بالسكوت
و رجال الأمن تدخلوا منعوهم واستطاعوا أن يركبوا العربية
و ذهبوا للشركة في مصر بعد غياب استمر لمدة شهرين.

في الشركة كان اغلب الموظفين مضطربين من رجوعه لأنه دقيق في كل الأمور سواء الوظيفية أو غيرها لكن الامر مر بسلام حتى دخل مكتبه الخاص وخلع جاكته و بدأ الحوار بينه وبين أسامة هو ليس بموظف طبيعي فهو من أقرب الأشخاص لجاسر و شخصية تعشق الفكاهة و السهر على عكس شخصية جاسر تميل للهدوء و الغموض في كل أفعالها

اسامة / طيب اعتقد ان دي غريبة ..انت قولت هترجع بعد اربع او خمس شهور و رجعت بعد شهرين بس .. أي حصل بقي .
فيروز قاطعته بحماس / والله لتقوله يا اسامة بذمتك مش كان المفروض بعد ما يخلص كل شغله يخرجني أو حتى نتعشى مع بعض .
أسامة شعر بالاحراج / احم هو مش ده اللي حصل ولا ايه يا جاسر .. هو انت كنت واخدها معاك اسيرة حرب ولا ايه .
جاسر بحدة / اعتقد انها مرتبطة ليا و عارفة كويس اوي اني معنديش وقت لكل الكلام ده .. و اوعي تكوني فاكرة يا فيروز أن موقف الطيارة انا عديته خلاص ، لا ده في حساب و حساب عسير كمان .
فيروز نظرت له بغضب لكنها فضلت الصمت و خرجت من المكتب وهي في أعلى درجات غصبها و لكن اسامة ظل يضحك علي احراجها و خاصا انه لايحبها و واثق انها لاتحب جاسر بل منصبه ووماله و اقترب من جاسر و هو يضحك / لا ورحمة جدتك يا اخي لتكلمني علي الكسفة التحفة دي ،بس بصراحة تستاهل بني ادمة فيك بشكل مش طبيعي و كمان مستفزة .
جاسر / طب ممكن كفاية تريقة و شماته فيها و قولي ايه اللي حصل و انا مسافر و بالتفصيل ..و بالفعل ظلوا يتحدثون عن العمل حتى جاء لجاسر هاتف من جده الدسوقي في الصعيد و بيطلب منه أن يذهب للصعيد اليوم
أسامة / جدك شكله عايزك في موضوع مهم والا ماكانش
كلمك دلوقتى وهو عارف ان انت لسه راجع من السفر.
جاسر/ لا وانت الصادق هو عايز يكلمني تاني في موضوع جوازى من بنت اللي في الصعيد عشان يفض معاهم الخناق والثأر ما انت عارف الحوارات دي.
أسامة / ايه ده هو جدك لسه عنده أمل أن أنت توافق اصلا على الحوار ده ، المهم هتسافر امتى ده انت حتى يا ابني ما لحقتش ترتاح .
جاسر / هسافر حالا طبعا ..يا دوب هروح اغير هدومى و واخد ورق معايا مهم و امشي علطول و اكيد فيروز مش هترضي تروح الصعيد .فابقي اشرحلها أنت الوضع لاني معنديش طاقة لها اطلاقا .
أسامة بتذمر/ يا سلام و ملقتش غيري يعني يقولها يا جاسر ما انت عارف اني تقريبا كده مش بطيقها اصلا .
جاسر ضحك من كل قلبه علي كلام صديقه المحبب لقلبه و أخد الجاكيت و خرج من المكتب و ذهب للفيلا و بدأ يجمع أشياءه الضرورية و سافر للصعيد و بعد مرور حوالي أربع ساعات وصل جاسر للصعيد و تفاجأ السائق بفتاة كادت السيارة أن تلمسها / ايه ده مش تاخد بالك يا ابني انت و لا انت واخد الرخصة دي عياقة ..طبعا ما اللي معاه فلوس يدوس علي خلق الله .
السائق اشمئز من اسلوبها السيئ و بدأ يتحدث بعنف / انتي ازاي بتتكلمي كده يا بتاعة انتي و يلا امشى من قدام العربية الباشا متأخر.
بصتله البنت بغيظ / و طبعا المهم عندكوا ان الباشا اللي راكب العربية ده و عامل نفسه مش سامعني أنه يوصل في معاده لكن احنا نولع عادي طبعا .
في نفس الوقت جاسر لا يستطيع أن ينتظر في السيارة و يستمع لاهانتها له فخرج من السيارة وهو في قمة غضبه
جاسر / طبعا المهم بس اني انا متأخرش لكن أرواح الناس و خصوصا اللي شبهك مش فارقة معايا و غوري بقي حالا من قدام العربية بدل ما اخلي السواق يدوسك و ابقي أنقذت البشرية من واحدة زيك لسانها طولها .
البنت بشجاعة مزيفة / اولا انت شخص غير محترم علشان بتغلط فيا و انتوا اللي كنتوا هتموتوني اصلا و اللي بتتكلم عنها انك هتريح البشرية منها دي دكتور بتنقذ الااف كل يوم.
السائق. / معقول أنتي دكتورة .. طب تيجي ازاي .
البنت استفزت اوي و اتكلمت بصوت مرتفع/ ايوة انا الدكتورة روح اللي باذن الله لما تتعبوا عمرها ما هتسال في ناس زيكم ، عالم معندهاش دم .

و بعد ما انهت روح حديثها اخذت حقيبتها وغادرت المكان وتركت جاسر في حالة ليس لها معني و لكنه انتبه لصوت السائق / معلش يا جاسر بيه دي شكلها بنت بيئة جدا ..اتفضل اركب احنا قربنا نوصل خلاص
و بالفعل جاسر حاول انه يتناسى اهانتها له و ركب السيارة و انطلق لبيت جده ورحب بيه ترحيب كبير ..

في دوار كبير للدسوقي هو دوار العمدة كل الخدم كانوا مجتمعين لخدمة جاسر حفيد الدسوقي ..
الدسوقي / خلاص يا ولية منك ليها كله علي شغله و في خلال ساعة مش اكتر الغداء يكون جاهز ..سامعين
خادمة 1/ اوامرك يا عمدة ، والله يا جاسر بيه انا مش مصدجة اني شوفتك اهنااا
جاسر ابتسم بمجاملة و قالها بثقة / ماشي يا نعيمة ..شكرا

وبالفعل ذهب كل الخدم و الدسوقي بدا يتكلم بحذر مع جاسر لانه يعلم ان هذا الموضوع سيسبب له الغضب الشديد لكن انصدم ان حفيده شارد في شئ آخر و كان يبتسم و هذه الابتسامة لم تظهر علي وجه من وقت موت والده في حادث

الدسوقي / ياه ولدي بقالي زمن ما شوفتش الابتسامة دي يا ترى ايه سببها واوعي تجولي فيروز البت اللي الحقد واكل قلبها دي .
جاسر انتبه لحديث جده/ ها حد مين بس يا جدي ده انا افتكرت حاجة كدة كان أسامة قالهالي ..المهم كنت عايزنى فى حاجة مهمة ممكن اعرف ايه هي علشان انا محتاج اطلع ارتاح شوية .
الدسوقي / بصراحة كده بجي يا جاسر انا كلمت عمار علشان يجي وخالد كمان ما انتوا لازم تتصالحوا ده انتوا حتي ولاد عم يا ولدي .
جاسر / بقي هو ده الموضوع يا جدي اللي خلتني اسيب شغلي و اجيله .. و بعدين انت عارف كويس هما عمله ايه في حقي و ..
الدسوقي قاطعة في الحديث / عارف يا ولدي بس مهما كان ده الظفر عمره ما يطلع من اللحم و هما عرفوا غلطهم ،ها قولت ايه انا مش عايز ويحصل بينكم خناقة اول ما يوصلوا .

جاسر بهدوء/ لا مافيش خناق بس ده علشان خاطرك انت بس يا جدي بس مش معني ان انا مش رافض الصلح يا جدي اني هتكلم معاهم انهم ممكن يرجوا معايا الشغل تانى ..الموضوع ده اتقفل للابد اتفاقنا .
جده كان معترض على حديثه لكنه قال في سره / مش مشكلة شوية و هيصفي من ناحيتهم و ده هما اعز اصحاب .

و بالفعل قام جاسر من مكانه معتقدا أن موضوع ولاد عمه هو سبب مجيئه للصعيد بس اتفاجأ بقول جده الذي وقع مثل العاصفة على جاسر / و اعمل حسابك ان فرحك انت وابن عمك عمار هيبجي اخر الشهر وانا مرتب كل حاجة

في نفس اللحظة رجع جاسر لموضعه مرة أخرى وكان تخطي جميع حدود الغضب./ انت قولت ايه يا جدي فرح مين
ده اللي هيبقي اخر الشهر .

في هذه اللحظة صمت الدسوقي ليس خوفا من جاسر او خوف من غضبه الذي يعلم جيدا انه قد يتسبب في دمار الدوار بأكمله بل لانه يعرف ان العند الوسيلة الخاطئة للتعامل مع جاسر .. أما جاسر فكان منتظر رد جده بفارغ الصبر وكان على استعداد الهجوم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي