الفصل الثاني

"توهان"
ينطلق الشبان إلى الديسكو ليخرجوا كل مافيهم من طاقة
وأحمد كعادته يثمل كل ماقصد الديسكو أما رامي كان متزن إلى حد ما وطلال كان بين الأثنين
رامي : صبرني الله عليك ياأحمد ماهذه الرائحة هل أنا مجبور بتحمل هذا المكان كل يوم عطلة
طلال : إذا لا تأتي معنا في المرة القادمة
رامي كان لايحب تلك الملاهي التي يقصدها أصدقائه ولكنه ملول جدا وليس لديه من يسليه في المنزل والده كان يعمل خارج البلد وأمه كانت مشغولة دائما أما بتنظيف المنزل أو بالتطريز كانت تعشق فن التطريز وأما عن أخته لارا كانت تتدرب عند محامي في النهار وفي المساء تدرس أو تهتم بجمال بشرتها كانت مهووسة بالأعتناء بجمالها ونايا أخته الكبرى متزوجة.
في نهاية الحفلة اصطحب رامي أحمد معه للمنزل فهو ثمل ويعلم مالذي سيفعله والده به إذا رآه بتلك الحالة .
رامي : هيا ياأحمد لقد وصلنا سد ثغرك ، لاأريد أن أسمع حتى نفسك ، لقد تفقدت وضع المنزل والدتي نائمة لن تشعر بشيء ولارا نائمة عند نايا.
يسكب الماء على وجه أحمد ثم يغير له قميصه ويغفيه على سريره
يأث أحمد في النوم ويفتح رامي نافذة غرفته ، يستنشق هواء نظيف ، يفكر في تلك الفتاة بشعرها الأملس البني  الذي كان يلامس خصرها وعيناها المتسعتان بلون العسل ، ثغرها التوتي
جسدها النحيل كل شيء فيها كان مبهر ، سلبت تلك الفتاة عقله منه ، لينظر إلى الأسفل ويندهش، يغلق النافذة بسرعة يلتقط أنفاسه ليعاود النظر مجدداً نعم نعم هي نفس الفتاة ، تجلس في حديقة المنزل الأرضي الخلفية، تحمل كتابها وتشرب شيئاً لم يعلم ماهو ربما قهوة ، تتسارع ضربات قلبه ويقول بصوت مبتهج بداخله نعم نعم ماأجملها من صدفة، لن أخبر طلال وأحمد لن أسمح لأحد أن يفكر فيها حتى .

في الصباح يستيقظ أحمد ولكنه لايجد رامي على غير العادة
ينظر إلى الساعة أنها العاشرة ، ظن أن رامي ذهب إلى الثانوية يخرج من الغرفة حرجا من أم رامي
قمر :صباح الخير ياأحمد هكذا أستقبلته بوجهها البشوش وقلبها لحنون
أحمد :صباح الخير خالة قمر ، أعتذر أن ضايقتك بوجودي
قمر : ماهذا الكلام ياأحمد ، أنت بمثابة ابن لي أوصاني بك رامي ولكنه لم يستطع أنتظارك أخبرني أنه حاول إيقاظك ولم تستجب ، هيا حضرت لك فطور شهي .
أستغرب أحمد من كلام قمر لأنه لم يتذكر أن رامي أيقظه
تناول أحمد الفطور وخرج يدق جرس منزل طلال الذي كان يقنط في منزل جدته في الطابق الثالث ورامي في الطابق الرابع .
أحمد : صباح الخير عمي أبو طلال أين طلال
أبو طلال: صباح النور ياأحمد هو في الحمام لم يذهب إلى المدرسة أيضا
أعتاد الأصدقاء التغيب عن المدرسة في أول يوم بعد العطلة وكأنها أصبحت جزء من روتينهم الأسبوعي
أحمد : حسنا ياعمي أخبره أني أنتظره أمام العمارة

___

عودة لعائلة مروان

مروان : ياعزيزتي سهى أنا خارج انتبهي لندى بالي مشغول عليها .
يبدو أن ندى تناولت شيئا ملوث وحصل لها تسمم خفيف لم تشعر وقتها إلا بالغثيان ووجع المعدة المفاجىء
سهى : لاتشغل بالك ندى في أيدي أمينة ، سيجهز الإفطار بعد قليل هل تنتظره ؟
مروان: لا ، تأخرت يجب أن أستكمل أوراق المدرسة لمايا فالمدرسة المجاورة لم تقبلها العدد مكتمل ، سأبحث عن مدرسة قريبة أخرى كما يتوجب علي أكمال البحث عن فان للتوصيل بسعر مناسب .
كان مروان يعمل في صناعة الستائر وكان يتشارك هو وأخته بتول ، المحل كان لزوجها والبضاعة كانت له ولها يتشاركان في ثمنها كل مرة وبعد أن شهر مروان المحل ببراعة عمله وأتقانه تلك الحرفة ، أصبح المحل له اسمه ، قررت بتول أخذ المحل بالكامل ليصفي مروان على الحديدة
قرر بعد ذلك هو وزوجته شراء فان صغير يتعاقد فيه مع المدراس والروضات الخاصة لتوصيل الطلاب .
سهى لندى : هل تحسنتي ياعزيزتي أعددت لك شاي القرفة سيريحك قليلا .
ندى : نعم ياأمي ، شكرا لأهتمامك بي
سهى بكل حب : كم ندى عندي ؟ بالشفاء ياحبيبتي.
___

عودة لأحمد وأصدقائه

أحمد يقف أمام عمارة أصدقائه ينتظر طلال ، يلتف ويرى رامي يقف أمام نافذة الجيران  الخارجية الطلة على الشارع وينتظر شيء ما ،أستنكر أحمد تصرف رامي الغير لائق على غير عادته ، ليقترب منه بصوت منخفض : بست رامي
رامي هنا يفزع وكأنه لايريد أن يراه أحد
رامي: مابك ياأحمد هل تلاحقني ؟
أحمد يستغرب كلام رامي هو على غير طبيعته وكيف يلاحقه وهو أساساً يقف أمام الجميع ويمكن لأي مار أن يراه غيره .
احمد: لا ولكني كنت أنتظر طلال هنا ورأيتك ماذا تفعل أتسترق النظر على الجيران ؟! أنسيت أن لديك أخوات هذه ليست من شيمك لم أعهدك هكذا .
رامي : ماهذا الذي أسمعه أحقا تفكر بي بهذه الطريقة
ليأتي طلال ويقطع حديثهم : مرحبا يارفاق هل تأخرت عليكم؟ مابكم وجهوكم لاتتفسر أخبروني؟
أحمد : دع صديقك يخبرنا مابه .
رامي : حسنا سأخبركم وعليكم أستيعاب ماسأتحدث عنه الآن . أنا مغروم بفتاة وهذا منزلها
أحمد وطلال أصابتهم الدهشة نعم رامي شخص ملتزم وغير لعوب يبدو هذه المرة أنه وقع بحب هذه الفتاة ، هو لايتكلم عن أي فتاة في حياته سوى أمه بالعادة
أحمد : حقاً؟! من هي ؟
طلال: هيا أخبرنا من هي ألا تثق بنا ؟
رامي :  أنها نفس الفتاة التي رأيناها منذ يومين
أستغرب أصدقائه كلامه من يومين ومتى أحبها بهذه السرعة نعم أنه الحب من النظرة الأولى ، نشعر فيه بسبب الصلة الروحية التي تربطنا بهذا الشخص ضحك أحمد قائلا : يبدو أن أحدهم قد تورط بالحب ولكن أخبرني أتنتظرها من الصباح الباكر !؟
رامي : نعم ويمكنكم الذهاب سأبقى في أنتظار خروجها
طلال مازحاً:حسنا إذاًهيا ياأحمد فصديقنا رامي ولهان هذه الأيام ولانستطيع أخذ الكثير من وقته.

رامي كان شاباً متوسط الجمال أسمر البشرة بشعر أسود  مبعثر جماله كان يكمن بروحه وقلبه وعقله  فالجمال ليس دائما ماتراه عينك بل ماتشعر به مع الشخص فكان كل من يعايشه يستحب وجوده بل وكانوا يأخذون منه جرعة طاقة أيجابية
أبو أحمد سعيد كان يعمل في نجارة الأثاث ، تأتي سهى إلى ورشته لتفصل خزانة لبناتها تتسع أغراضهم الكثيرة .
سهى : السلام عليكم
سعيد : أهلاً تفضلي
سهى : أريد تفصيل غرفة لبناتي ، تناسب حجم غرفتهم وتتسع لكثير من الأغراض .
سعيد : هل لديك صورة للتصميم الذي ترغبين به
سهى : نعم يوجد التقطت صورة لغرفة أعجبتني من الأنترنت، تفضل هذه هي الغرفة أريد أن أعرف كم تكلفتها ؟
سعيد : بما أنك زبونة جديدة لن نختلف على السعر  سعيد كان رجل يعمل بما يرضي الله وكل مايهمه و أرضاء الزبائن .
سهى : حسناً أعطيني كرت الورشة من فضلك سأتواصل معك أنا أو زوجي لتأخذو مقاس الغرفة التفصيلي .

عادت سهى إلى المنزل تتصل بمروان :
كيف حالك حبيبي نصحني الخضري اليوم بنجار تفصيل ، ذهبت أليه هو جاهز لتفصيل الغرفة وأخبرني أن أسعاره جيدة ، مارأيك أن أرسل لهم عنوان المنزل ريثما تعود ليأخذو المقاسات
مروان: حسنا ياعزيزتي ولكن أطلبي منهم الحضور بعد ساعتين كي أكون متواجد معكم .
سهى : لك ماترغب حبيبي
يتصل سعيد بأحمد : أين أنت ياأحمد أنا أحتاجك في الورشة
أحمد : حسنا ياأبي علمت أنك لن تتصل بي إلا عند حاجتك سأكون متواجد بعد عشر دقائق
سعيد : أذهب ياأحمد أنت وخالد لهذا العنوان خذ لي كل المقاسات بالتفصيل هما زبائن حديثين ولاأريد خسارتهم
أرسلت العنوان لخالد
يقترب خالد وأحمد من عمارة أصدقائه
أحمد : هنا يسكن أصدقائي رامي و طلال
خالد : حقا ؟! المنزل في الطابق الأرضي شقى رقم ٢
ينصدم أحمد أنه منزل الفتاة المعجب به صديقه يخرج هاتفه ليتصل برامي ولكن خالد طرق الباب ليفتح مروان الباب : جئتم من أجل الغرفة صحيح تفضلو من هنا
يلمح أحمد ندى تمر بسرعة بفستان المنزل الأبيض وشعرها المنسدل الذي غطى عيناها تخرج من الغرفة بسرعة لتدخل غرفة والديها .
يخرج أحمد و خالد
يعود أحمد لمنزله ويستلقي على سريره ويفكر في ندى ، أيمكن لفتاة أن تحتوي كل هذا الجمال !!
نعم جمال ندى كان أخاذ لدرجة أنه سلب عقل أحمد ذلك الشاب الوسيم المتكبر ليعاتب نفسه : مهلاً كيف تفكر بها هكذا أخاك وصديقك يحبها ، يواسي نفسه بتلك الكلمات التي لم يقتنع هو بها حتى هي مجرد فتاة كباقي الفتيات لاتعني لي شيئاً .
___

لطالما كانت سهى صديقة ابنتيها لم ترغب يوما الضغط عليهم رغم خوفها وحرصها بهم خصوصا في  ظل تلك الأحداث المتصاعدة والجديدة عليهم كانت دائما تصنع الثقة والأمل بهم
ندى : ماهذا يامايا وجدته بحقيبتك هل تدخنين السجائر؟
مايا : أنه ليس لي ربما وضعته صديقتي بالخطأ
يتسفز ندى ارتباك مايا الواضح وأخفائها الأمر عنها
تصرخ بصوت عالي : تكذبين
تأتي سهى مسرعة نحوهم : مابكم يافتيات
ندى : لاشيء ياأمي فقط مايا حصلت على علامة دراسية سيئة ولم يعجبني هذا
سهى : هل صحيح يامايا لم ياابنتي ؟! عليك الأنتباه اكثر لدروسك
أخفت ندى الحقيقة عن أمها خوفا من صدمتها الكبيرة بابنتها القاصر التي تآمل منها دائما الأفضل ولم تستعد للأسوء بعد .
___

في صباح اليوم التالي على مثل العادة تلتقي رنيم بأحمد يتبادلان أطراف الحديث إلى حين وصول ندى لباب المدرسة .
كان حضورها لحظة ساحرة له أمعن النظر بها جيدا كانت ملفته كثيرا لتجعل توازن ذلك الوسيم يختل
لم يستطع كف النظر إليها
وصلت صديقتها جيانا التي كانت تنتظرها أمام باب المدرسة
جيانا : مرحبا هل تأخرت
ندى : لا وصلت منذ قليل
تنتبه هنا لأحمد تنظر إليه ويتبادلان النظرات لتشيح نظرها عنه بسرعة وتدخل المدرسة
تقتربه من رنيم وتعانقه فيدفعها ويصرخ بوجهها
أحمد : مابك هل جننتي أنسيتي أننا أمام الملأ
تتفاجئ رنيم من ردة فعله ، عيناها تدمعان لوهلة لكنها تتماسك تتركه دون أي كلمة وتدخل المدرسة بسرعة
أحمد لنفسه : من أنت ؟ كيف تفقديني عقلي هكذا .
يكمل طريقة وهو يفكر بها.

                                ...

يتصل أحمد برنيم متأسفاً ماحدث في الصباح تمسك هاتفها إرتعدت مكانها نعم هي تلك المكالمة التي أنتظرتها بفارغ الصبر من حبيبها ، ترتعش يديها كاهتزاز فؤادها في الك اللحظة ترد مسرعة   : ألو مرحبا رنيم
رنيم : جيد أنك تذكرت الأتصال بي
أحمد : أنا آسف هل أستطيع مقابلتك؟
رنيم : متى تريد
أحمد : الآن
لم تترد رنيم في الموافقة على طلب مقابلته لها كانت متلهفة لذلك بكل عاطفتها أرتدت ثيابها ونزلت للآسفل مسرعة
ركضت نحوه وفتحت يداها بكل حرارة وشوق لعناقه لتنصدم من بردوته تجاها على غير عادته
رنيم :مابك ياأحمد هل هناك أمر تود أخباري به ؟
أحمد : نعم أريد أن ننفصل
أستنشقت رنيم نفسها بصعوبة وبلعت خيبتها صمتت لدقيقة لترد : العيش بدونك لن يؤذيني وجودك هو مايؤذيني ، وداعا .
تمشي خطواتها بصعوبة تحاول تماسك نفسها لحين عودتها للمنزل تشعر لوهلة أنها لاتستطيع العيش دونه لتعود وتلتف خلفها تجده يقف مكانه تركض إليه وتخبره أرجوك لاتفعلها تبكي بحرقة لاتتركني أنا بحاجة إليك
لم يعلم ماعليه فعله في تلك اللحظة لم يرد رؤية فتاة يكسر قلبها وتكسر نفسها أمامه
كان عليه أحترام حبها له
ليرد عليها بحيرة : أنا ضائع لاأريد أن تضيعي معي
ترد بأصرار : إذا أنا راضية نعم راضية أن أضيع معك وبك
لاتحرمني وجودك بجانبي
تعانقه بكل تحنن ليستسلم ويعانقها لكن دون أي مشاعر.
___

في اليوم التالي
ليان لندى : صباح الخير
ندى : صباح الورد ليان
ليان : عيد ميلادي بعد غد
ندى : الخميس إذا كل عام وأنتي بخير
ليان : سأحتفل به مع الأصدقاء في المقهى المفضل لي  تعالي أيضا مارأيك ؟
ندى : لاأعلم ربما أستشير والدتي وأخبرك
رنيم تقترب من ليان وتشعر بالغيرة من ندى
رنيم: منذ متى أصبحتم أصدقاء إلى هذا الحد
ليان: نعم ندى فتاة لطيفة وفي الحقيقة أحببتها أكثر عندما تقربت منها هي فتاة مميزة
رنيم بغضب : إذا هنيئا لتلك الصداقة باي
قهقهت رنيم ضاحكة : مابك أنتي في الثامنة عشر من عمرك لست طفلة حتى لو أصبحت ندى صديقتي ، تبقين أنتي المفضلة والأقرب لي
رنيم : ماهي تحضيراتك ليوم الخميس
ليان : أنهيت تقريبا كل شيء يمكنك دعوة أحمد
رنيم فرحت جدا بهذا فهي تريد أي فرصة للتقرب أكثر من أحمد بعد فتور علاقتهم
رنيم : بالتأكيد سأخبره
تعود ندى للمنزل : مرحبا أبي أين أمي
مروان : أهلا صغيرتي ذهبت تراجع ورشة النجار القريبة ربما اليوم موعد تسلميها
ندى : حقا يجب علي أفراغ أغراضي أنا ومايا من الغرفة القديمة
مروان : لاتقلقي أفرغت والدتك أغراضكم  كل شيء جاهز
___

يعود أحمد بعد المدرسة لورشة والده : مرحبا أين والدي
أنه في الداخل مع أحد الزبائن
تخرج سهى وتخبر والد سعيد : إذا موعدنا في الرابعة عصرا
يتذكر أحمد تلك السيدة نعم أنه والدة تلك الفتاة
سعيد : أتفقنا سيدة سهى
سعيد : أنا سأخرج بعد ساعة هذه مهتمك أنت وخالد أيصال الغرفة وعمر سيكمل بعض العمل .
لم يرد أحمد مقابلة تلك الفتاة مجددا ، كان يحاول الهروب منها بأي طريقة
أحمد لوالده: لن أذهب مع خالد يمكنه الذهاب مع عمر وأنا أحل مسألة الأعمال في الداخل
سعيد بحزم : لا لا كما قلت سابقا وأكرر الآن أنت وخالد تذهبان لمنزل السيدة سهى
___

يدق خالد الجرس ، بينما يتصبب عرق من جسد أحمد من شدة التوتر يصلي لله ويطلب منه أن لايصادفها اليوم
مروان : أهلا يمكنكم الدخول إلى الداخل
يرافقهم مروان وهم يدخلان قطع الغرفة الجديدة ويبدأن في عملهم إلى أن يجرح أحمد أصبعه  أثناء عمله
مروان : هل أنت بخير ؟
ينادي أهل بيته هل من أحدكم يحضر لي معقم وشاش
مايا وهي مستلقية على سرير أبويها أذهبي أنتي ياندى أنا لاأرتدي ثيابا مناسبة
تأتي ندى بالشاش والمعقم لتتفاجئ بوجود ذلك الشاب وتتسائل بداخلها : يالله ماتلك الصدفة لم يصر ذلك الشاب على الظهور بوجهي دائما
ندى : تفضل ياأبي
يلتفت أحمد مسرعاً بحواسه الخمس إليها شعر للحظة وكأن قلبه توقف عن النبض فجأة ، نظرت إليه قاصدة لفت نظره .
ليكلمها والدها : يمكنك الذهاب الآن
أنهى أحمد وخالد عملهم وخرجوا
خالد : أحمد عليكي أن تتنبه في المرة المقبلة
أحمد : لاتقلق لن أؤذي نفسي في المرة المقبلة
خالد : لم أقصد هذا
أحمد : إذا ماذا قصدت ؟!
خالد : أقصدك تلك الفتاة لاحظت نظراتك لها ربما والدها لم يلاحظ ولكن ليس من عادتك البصبصة
أحمد : ماذا تقول هل تظن أن أزيغ النظر على جميع الفتيات أسمع تلك الفتاة أعرفها وتعجبني
كان هذا أول أعتراف صريح لنفسه على الملأ
خالد : حقا إذا صارحها ماذا تنتظر
أحمد : لاأستطيع هي تعجب صديقي
خالد: أوووف كم هي صعبة جعلتني أحزن ليتك لم تتكلم
أحمد : لاعليك سأحاول أجتنابها فقط كي أبعد نفسي عن التفكير بها هي فترة مؤقتة فقط
لم يكن يعلم أحمد حينها أن تلك الفتاة غرست حبها الدائم بقلبه  .

___

مايا لندى : جهزي نفسك للنادي معي
ندى : لن أذهب اليوم أذهبي مع والدتي شجعيها كي تنقص وزنها
ضحكت سهى
سهى : سمعتكم ولكني راضية بوزني
مايا : بل تحتاجين تنزيل القليل منه وسيصبح بعد ذلك مناسب
سهى : أذهبي يامايا وحدك ولكن لاتتأخري لن أذهب إلى النادي في هذه الفترة ربما في وقت لاحق .

مايا تستغل فرصة غياب ندى وتتصل بصديقتها أمل التي لم ترتح لها والدتها وتتواعد معها للخروج سويا إلى المقهى بدل الذهاب للنادي
أمل : أهلا ماهذه الملابس يامايا
مايا : مابها أنها رياضية كيف لي أن أتي بغيرها وأنا خدعت أهلي وأخبرتهم إني سأذهب للنادي
أمل : حسنا لابأس ولكن في المرة القادمة أحضري ثياب أخرى معك  في الحقيبة ، هيا بنا لقد واعدت أصدقاء لي في المقهى .
تذهب مايا وأمل وتستغرب مايا وجود شابين ينتظرانهما على الطاولة لم يعجبها الأمر
مايا : ماهذا ياأمل من يكن هؤلاء
أمل : بعض الأصدقاء صدقيني لن تندمي .
يتعرف الشبان على مايا ويضع أحدهم (جاك ) يده على يدها ، تبعد يدها عنه فورا ليخبرها :أنتي صغيرة لكن جميلة .
تقف مايا غاضبة وتترك الطاولة تلحق بها أمل : أنتظري مابك
مايا : جاك وقح لم ارتح له
أمل : لأنك غبية جاك ابن رجل أعمال يعني إذا أعجبته ورافقك سيأتي لك بكل ماتحلمين به
مايا : وهل تظنيني رخيصة كي أرافق شاب من أجل الهدايا ! هنائي لك به ياأمل وداعا .
تعود مايا للمنزل قبل أنتهاء وقت النادي
مروان : عدت مبكرة ياابنتي
سهى : أهلا يامايا
مايا: نعم شعرت بالتعب سأذهب لغرفتي أريد النوم لاأريد تناول العشاء أرجو عدم الإزعاج
سهى : تصرفاتها غريبة في آخر فترة
مروان : من الطبيعي أنها في سن المراهقة
___

تدخل ليان غرفتها تستلقي على السرير وتتصل بطلال :كيف حالك هل أشتقت لي هههه
طلال : نعم بالطبع مشتاق لك أخبريني ماذا سترتدين غدا
ليان : أنها مفاجئة ، ألم تخبرني أنك تحب المفاجئات
طلال : بالطبع أحبها وخصوصا إذا كانت منك
ليان : يمكنك إحضار رامي معك وأنا دعوت ندى
طلال : أوه حقا هذا رائع بالطبع سوف يحضر
تنهي ليان مكالمتها مع طلال وترسل رسالة لندى تذكرها بالموعد غداً .

يتبع ...
"توهان"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي