توهان

Amaly`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-12-29ضع على الرف
  • 60.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

المقدمة:
في حي حديث البناء يتطرف المدينة مزدحم بعيد كل البعد عن الأسترخاء والراحة،أنتقلت عائلة مروان أب وأم وأبنتين.
بعد أن كانت العائلة تقطن بمنزل في حي راقي إلى حد ما، متوارث من الجد ولكن حال رب الأسرة مروان هوى إلى الأسفل، إلى أن أتخذو القرار الأصعب بيع منزلهم الجميل الحافل بالذكريات الدافئة، ليظل منها القليل 
لتنطلق مغامرات مثيرة في هذا الحي ترسم مستقبلهم عند هذا .
الأبطال هم ندى الابنة الكبرى لمروان ، أحمد شاب وسيم يعيش في هذا الحي ورامي جار ندى الجديد والصديق المقرب لأحمد ، طلال شاب طموح يسعى للشهرة
هل سيستطيع مروان وعائلته التعايش مع وضعهم الجديد 



الفصل الأول

"توهان"

تخرج ندى من المنزل الجديد إلى ثانويتها الجديدة، تمشي خطواتها بثبات كأن الحي فارغ رغم أمتلاءه، لتسمع بعض الشبان الجريئين الذين وصفتهم بداخلها بالوقحيين ينادوها بلقب ، لتقف لثانية وتصغي إليهم ناتالي بروتمان وكأنه لقب تعودت عليه كان الكثير من الناس يشبهونها (بناتالي بورتمان) ومن لايحب بأن يشبه بتلك الحسناء ولكن نعم ندى كانت لاتحب بأن تشبه بناتالي ليس لأنها مغرورة بل لأنها تحب أن تكون ذاتها لا شبيهة غيرها يتذكرها الناس من خلالها أكملت طريقها.
أستغرب الشبان تصرفها وعدم أكتراثها ووصفها أحدهم والذي يدعى رامي بالمغرورة
رامي : من تكون تلك الفتاة المغرورة يبدو أنها جديدة في الحي
أحمد بلهجة مازحة : نعم أنها جديدة ومغرورة لكن سأكسر شوكتها  أقسم أنها ستكون من نصيبي
طلال : كفاك ياأحمد لم تترك فتاة من شرك ناتالي لي فقط
ليرد رامي وقد استوقفت ندى قلبه وتفكيره دون وعي : أخرس أنت وهو هيا بنا، لدينا الآن حصة في المدرسة ستبدأ بعد خمس دقائق، هذه ثاني سنة في الثالث الثانوي لي ولاأريد أن أقضي حياتي وأنا أدرسها .
أحمد : ههههه حسنا ياجدع سأعد للخمسة وننطلق كالصاروخ وآخر من يصل سيدفع ثمن السناك في الأستراحة.
انطلق الشباب بأقصى مايمكن من سرعة
_
عودة لعائلة مروان
زوجة مروان سهى : تفضل ياعزيزي صنعت لك شاي البابونج واليانسون سوف يرخي أعصابك
مروان : لم أكن أعلم ببشاعة شعور الخذلان إلا عندما تلقيته من أقرب لناس لي ومن أختي؟! تلك التي قاسمتها خبزتي عندما كنت جائع، التي أعطيتها فوق طاقتي.
كان شعور مروان بعد تلك الصفعة قاسي وبشع لدرجة يشعر وكأن جسده وقلبه يتأكل وهو مايزال حي ، ربما هو من وضع نفسه بهذا الموقف بل كانت طيبته الزائدة عن حدها كان يظن الجميع أنقياء مثله .
للمرة الأولى تعجز سهى عن مواساة زوجها، كان شعورها في تلك اللحظة مزيج من المشاعر المختلطة حزن شفقة.
سهى: شفاء لقلبك ياحبيبي بالله عليك أن تهدأ من أجلي ومن أجل بناتك نحن بحاجة مروان القوى الذي لايهزه ريح أن كان من أجل المال فعوضك الله أما من أجل أختك فقد كشفها الله لك رغم أني نبهتك مِرارًا وتكرارًا أن تضمن حقك من المحل
مروان : لا حول ولاقوة إلا بالله
سهى زوجة مثالية دائمة الدعم لزوجها وبناتها كانت تقاوم حزنها من أجلهم ، تدهشهم دائما بقوتها رغم رقتها وكثرة صفاء نفسها

___


مايا الابنة الصغرى لمروان فتاة كثيرة الغنج ودائمة البهجة،تصرفاتها كالطفلة التي تبلغ بضع أعوام لاتصرفات شابة عمرها ستة عشر عاماً: بابا حبيبي عيد ميلادي الأسبوع القادم  سأكمل  السادسة عشر وكافئت نفسي لأني نعمة أرسلها الله لكم بهدية صغيرة ألا أستحق؟!
ضحك مروان : مايا المحتالة نعم أنتي وندى أجمل نعمةمن الله لكن أخبريني أي هدية تلك ؟
ضحكت مايا : سماعات بلوتوث على شكل أرنب أنها رائعة وسعرها فقط ٢٠ دولار
سهى تقترب مستمعة إلى أطراف الحديث : مايا ماذا يحصل ٢٠ دولار مقابل سماعة عادية
مايا : نعم ياأمي نعم لكنها تستحق وهذا السعر الجديد السعر القديم ٣٥ دولار أريد أن أستفيد من العرض هذا الاسبوع
سهى : لا لا يامايا لن ندفع هذا المبلغ على شيء تافه كفى أنصرفي إلى غرفتك
لترد مايا بغضب وبنبرة صوت مرتفعة : ماذا هذا الشيء التافه يعني لي الكثير يجعلني سعيدة وعن أي غرفة تتكلمين غرفتي أنا وندى  ليست غرفتي وحدي التي لاتتسع لشخص ثالث معنا حتى 
شعر مروان بغصة تسكن حلقه ابتلع ريقه ليرد على مايا : لك ماشئتي ياابنتي
سهى : ماذا تريد يامروان أن تكسر كلمتي !ماذا تفعل الآن ؟ هناك أمور أولى ديون تنتظر منا تسديدها ، سيارة نريد استكمال ثمنها كي تعمل عليها وتكسب قوة يومك ، أغراض كثيرة تنقص منزلنا أهم من تلك السماعات السخيفة .
لترد مايا وهي تبكي : ليست سخيفة يكفي أستخفاف بي وبما أحب ،أنتي لاتقدريني حتى لاتهتمي بما أحب .
ليصرخ مروان : يكفي يكفي بالله عليكم توقفوا
قلبي يؤلمني ، جسدي يتأكل ، صدري يختنق ، رأسي سوف ينفجر يكفيكم إلى هذا الحد أنا السبب .
يبكي مروان بكل شفقة على حاله البائس وحال منزله الذي أنقلب بين ليلة وضحاها
أنا السبب في كل شيء ، وثقت بأختي لتغدر بي ماذا أفعل هل يوجد أحمق يتشارك مع شخصا دون سندات وأوراق ؟! نعم نعم أنا
أختي هي كيف لا أثق بها، هل يوجد شخص في العالم لايثق بأخاه ؟!
سهى بحرقة قلب  : نحن نعتذر ياعزيزي لاعليك منا
علينا توقع أي شيء من أي شخص ، هي ليست أختك لاتلفظها مرة أخرى لأن الأخ لايفعل بأخاه كما فعلت ،
اليوم طيبة القلب ليست بالغلط، بل قلة الأخلاق بالتحايل ونكران المعروف هي الغلط .
أنت خسرت المال والعمل ، وهي خسرت من كان يسند ظهرها  بل من كان الأقرب لها حتى من أولادها وزوجها هي أختارت المال وظنت أنها ربحت ولاتعلم أنها خسرت بخسارتك
مايا : بابا حبيبي من فضلك أهدء والدتي محقة سيأتي يوم تندم فيه عمتي، ستصبح أنت في ذلك الوقت أقوى وأمتن لن ينفع حينها آسفها شيئًا.
يتجه مروان إلى غرفته دون أن ينطق كلمة وكأن الحزن غلبه مرة أخرى
سهى : مروان مروان
مايا لسهى : دعيه ياأمي هو يحتاج أن يكون وحده
كان مروان يهرب من صدمته وخيبته بقضاء ساعات طويلة وهو نائم ، لقد أستصعب مواجهة المشاكل حقاً ولكن لابد أن يستفيق يوماً ما من أنطفائه هذا. 

___


المعلمة: يافتاة أنت الجديدة مااسمك؟
ندى : اسمي ندى مروان دق دق
لترد أحد الفتيات بسخرية دق دق ياجرس ويضحك الصف كله ليجعلون  من ندى ساحة للهرج
المعلمة : رنيم أخرجي من الصف من فضلك .
رنيم : لماذا ؟
المعلمة : لاتعلمين لماذا !ماهذا الأسلوب الساخر؟ تعلمي الأحترام أولا ثم أسألي لماذا
جلست ندى تنظر إلى الأسفل وكأنها تراقب قدمها و حذائها كي تخفي حرجها وحزنها بدل أن تنتبه للمعلمة والسبورة
فتاة خلف ندى تدعى جيانا : هي هي ياندى أرفعي رأسك فتاة جميلة ومحترمة مثلك يجب أن ترفع رأسها ، رنيم تشعر بالغيرة فقط أنظارها لم تزح عنك منذ أن دخلتي الشعبة  ليست هي فقط بل كل الفتيات لم يتوقفوا عن مراقبتك
ندى : حقا ؟!
جيانا : نعم ياعزيزتي تبدين غير مآلوفة لهم
ندى: كيف غير مآلوفة هل أخبروكي أني من المريخ !!
جيانا : ههههه لكنك مختلفة وكأني أرى وجها سينمائي مألوف أنتي فتاة لديكي حضور وقابلية
ندى : أها شكرا لك مااسمك؟
جيانا : جوجو يعني اسمي جيانا لكن يمكنك أن تناديني جوجو
ندى : تشرفت بمعرفتك وأنتي فتاة مريحة وقريبة من القلب
جيانا : ها دق جرس الأستراحة هيا بنا ياندى عصافير بطني تزقزق
ندى : حسنا هيا
جلست ندى وجيانا على كرسي في وسط باحة المدرسة يتعرفان على بعضهم بكل ود ويتناولون بعض الشطائر
لتقترب منهم رنيم وأصدقائها بكل أستخفاف
رنيم : أنتي يافتاة دق دق أبتعدي عن هذا الكرسي أنا أحب الجلوس هنا
جيانا : ماذا يوجد الكثير من المقاعد يارنيم أختاري غير هذا
لترد رنيم : الأفضل لك أن تبقي نفسك بعيدة ياجيانا.
ندى : إذا الكلام موجه لي تطلبين مني أن أترك الكرسي حسنا لن أتركه أفعلي ماتحبين يافتاة .

تقترب رنيم وتصفع ندى كف .
اندهشت ندى من تصرف رنيم فهذا الأسلوب غير لائق ولم تعتده عليه سابقا ولم تعرف ماذا تتصرف في تلك اللحظة ليدق الجرس وتعود ندى والجميع للصف ولكنها بقيت تفكر في الكف الذي تلقته على خدها .
دق جرس المدرسة حان وقت الأنصراف
أخرجت رنيم وصديقتها ليان المكياج وبدأن يضعانه ترى من ينتظران في الخارج؟!
يالها من صدفة رنيم تواعد أحمد وليان رامي
خرجت ندى مع جيانا لتتفاجئ وترى رنيم وصدقيتها مع شبان
ندى لجيانا : جوجو ماهذا في هذا العمر الصغير كل هذا المكياج وأيضاً مواعيد غرامية بالسرقة .
جيانا: ماذا تقصدي بالسرقة ؟
ندى : أقصد أني متأكدة أن أهل رنيم لن يقبلوا أن تواعد ابنتهم شاب بهذا العمر الحساس
جيانا بنبرة سخرية : مواعدة فقط أنتي لم تري شيئًا بعد بالإضافة إلى أن رنيم بلغت الثامنة عشر .
ندى : ماذا تقصدين ؟
جيانا : أنتي بريئة جداً ياندى مع الوقت ستعتادين تصرف بعض الفيتات في مدرستنا
لم ينتبه أحمد ورامي لندى لأنهما كانا مشغولين بالحديث مع رنيم وليان .

 ___

الجرس يدق
مايا بحماس وفرح تركض مسرعة تفتح الباب بكل تكهن
ياأهلا ياأهلا بأختي سر سعادتي يانبض قلبي
ندى بنبرة ضاحكة :ماذا تريدي يامايا ولكن هل تعلمين  أحببت أن أكون نبض قلبك وسر سعادتك
مايا: لاشيء فقط مللت لمنزل دونك
ندى: ربما أنا وأنتي نشترك بشيء أتعلمي ماهو
مايا: ماهو
ندى : كلانا لم نحب هذا المنزل وهذا الحي اللعنة له
مايا: مابك ياندى لاتبدين على مايرام
ندى : لاشيء لاشيء أكثر من إني صفعت كفاً من فتاة غير مهذبة ووقحة وفوق هذا جعلتني أضحوكة في المدرسة
مايا بأستياء : حقاً وماذا فعلتي هيا أجيبي
ندى : لاشيء لن أكون بمستواها وأرد تلك الأساءة  ألتزمت لصمت
مايا بغضب : نعم ماذا تقولين!؟ تصرفك هذا يسمى حماقة وسذاجة لو كنت محلك لجعلت منها كرة أرفسها بقدمي
ندى : ماذا ؟! حقاً هل علمتي الآن لماذا والدتي تطلب منك دائما أن تكوني مثلي وأن تحسني تصرفاتك
لأنك غير واعية ومسؤولة
مايا : لن أسمح لشخص أن يصفع أختي غدا سأنتظرها أمام لمدرسة وألقنها درس
مايا تتحدث بكل غضب
ندى هيا وصفيها لي
ندى : هي ستأتي غداً تعتذر خوفا من أشكوها للموجهة التربوية وأنا لن أقبل أعتذارها وبهذا يكون حقي عاد لي
مايا: أتنتظرين من هذه الوقحة أن تعتذر لن تعتذر صدقيني
ندى : أن لم تعتذر وعاودت التصرفات السيئة تلك سأضطر أن أشكيها للموجهة التربوية حقاً
مايا بسخرية : أحسنت ندى أحسنت فتاة مهذبة
أغلقت مايا باب الغرفة بكل غضب وقوة رجت حتى السرير الذي تجلس عليه ندى وخرجت ؛
ندى تبكي كان كل شيء يؤجج أستيائها ، منزلها مدرستها زملائها الجدد، حتى ضعف والدها وأنكساره فهي أعتادته كالجبل لايهتز .
تعد سهى وجبة الغذاء ملوخية التي يحبها مروان هي تفعل اي شيء يحبه فقط لترى حبيبها يبتسم من قلبه مرة أخرى لقد عز عليها حزنه كثيراً .
سهى تنادي الجميع : مروان ، ندى ، مايا 
هيا حان وقت الغذاء
مايا أنا جائعة جداً ، أممم ملوخية وأخيرا شيء يجعلني أفرح في هذا المنزل هل تعلمين أن الطعام اللذيذ يرفع هرمون السعادة
سهى : ههههه كم تحبين بطنك يامايا
ياندى يامروان أن لم تأتوا بسرعة ستنهي مايا كل الطعام
مايا: ليس إلى هذا الحد ياأمي
مرت ٥ دقائق دون أن يأتي أحد منهم لتعود سهى وتناديهم لكن لا أحد يستجيب ذهبت سهى لتستفقدهم واحد تلو الأخر لكن مايا أوقفتها
مايا : أجلسي ياأمي وتناولي طعامك ندى متعبة وتريد لنوم أتركيها وشأنها ووالدي ليس بحال تسمح له بتناول الطعام لاتقلقي لن يموتوا من الجوع
سهى : ماهذا الكلام يامايا فال الله ولا فالك
مايا : ماذا قلت ياأمي مابك ؛ أين الأفاكادو تعلمين أني أحب تناوله مع سلطة الخضار
سهى : لن يكون هناك أفاكادو حاليا حتى إشعار أخر
مايا : أوف يالله صبرك.

___


يعود أحمد إلى منزله في المساء يطرق الجرس
يفتح سعيد والد أحمد الباب ليستقبل أحمد بصفعة قوية كانت قوية لدرجة تركت أثر كبير في قلبه قبل أن تترك أثر على خده 
أخت أحمد رنا تسرع نحوهم بكل غضب : مابك ياأبي لم صفعته
أحمد : ألم تعتادي على أهانته لي من سمح لك ياأبي أن تصفعني جاوبني
أحمد غاضب وكأن النار تغلي في جسده ، يدير والده ظهره ويمشي بكل برود وكأنه شفى غليله من نده وليس ابنه
أحمد : حسنا فهمت الآن أنها الحسناء زوجتك قد أتلفت دماغك كالعادة .
تسحب رنا أحمد لغرفتها بالرغم عنه
رنا : هيا ياأخي معي
تدخل الغرفة مع أحمد ، تفتح جارور الطاولة القريب منها وتخرج منه علبة دواء .
أحمد : لا تعامليني كأني مجنون لست مجنون
رنا : نعم لست مجنون أعلم ، أنه مجرد مهدىء ياحبيبي خذه من فضلك عليك أن ترخي أعصابك قليلا تحتاجه
حضنت رنا أحمد بقوة شعر حينها وكأن رنا ليست أخته فقط بل أنها العالم الذي يحتويه وكالعادة توانى عليه :  سوف تتحسن إذا ألتزمت بالدواء أعدك
أحمد : لا يارنا أمي لم تفارق مخيلتي إلى الآن لقد مضى عامين على رحيلها أشعر وكأن كل شيء رحل معها شغفي سعادتي حتى نفسي لقد كسرت ظهري هل سيستقيم بعدها؟!
تبكي رنا وكأن أحدهن مسك أنفاسها ليخنقها لتبتلع ريقها وتمسح دموعها وتخبره :  رحمها الله  هذا قضاء الله وقدره علينا أن ننسى ونتأقلم من أجلها ومن أجلنا
أحمد:  سأبحث عن عمل ومتى بدأت العمل سوف أستقل عنكم  في سكن شبابي وأترك المنزل بعيداً عن والدي
رنا : أخبرتك أن لا تكرر هذا الأمر والدتك لو كانت حية لغضبت من تصرفاتك
عليك أن تقاوم لتصبح أقوى بالقوة يمكنك تحقيق ماتريد حلمك عملك كل ماتريد
ستتخرج هذا العام من الثانوية لن ترسب كالسنة السابقة ستكون علاماتك جيدة تأهلك لدخول جامعة ثم ستلتحق بالجامعة ، بعدها تتخرج من فرعك وتسافر  بعدها إلى أخوالك وتعمل في الخارج تجمع بعض المال ثم تعود لوطنك تبني عملا خاصا بك وتتزوج.
أحمد: ههههه مخيلتك جميلة بأستثناء الزواج لا أريد ياأختي أريد أن أبقى عازب لاأستطيع الألتزام
رنا تضحك: يالله كم أنت نسونجي .

___


في عطلة نهاية الأسبوع يجتمع الأصدقاء الثلاثة في الكافيه المحببة لهم كالعادة رامي وأحمد وطلال مع أنهم أعتادو الأجتماع يوميا في المدرسة وبعد المدرسة وحتى على وسائل التواصل الأجتماعي ولكن عطلة نهاية الأسبوع مميزة لهم يفعلون فيها أشياء جنونية
رامي : أخبروني ماهي مشاريعكم في هذه الفترة
أحمد : لاجديد دراسة غير محببة لي وبعض الفتيات المحببات لي
طلال لم يجب ألتزم الصمت
ليناديه أحمد: ياااا هي ياااا هو أين تسرح ؟
طلال :نعم مابك !!؟
رامي : أهلا بالأستاذ سرحان
أحمد : بل الأستاذ غضبان
طلال : كفاكم سخرية هناك أمور أكبر من أن أتحدث بها معكم سأخرج
رامي وأحمد ، أنتظر ياطلال أرجوك لم نقصد أزعاجك
طلال يخرج من دون أن يودع أصدقائه حتى وكأنه يحمل كل هموم الدنيا على عاتقيه .
يفكر في جدته المتسلطة الذين يقنطون في منزلها بعد أن دمر منزلهم في الحرب
أم يفكر في سعر علبة دواء والده باهظة لثمن والغير متوفرة دائما ، أم يفكر بأخته الذي ستتزوج بعد شهر من أول عريس طرق بابها فقط لتخفف من حملها وإلى أين إلى خارج البلد لايعلم متى وكم من الوقت سيفرقه عن رؤيتها
يمشي وكأن الطريق فارغ لايرى شيئاً أمامه ليشعر فجأة بماء ينسكب على ظهره
يدير ظهره بغضب من الأحمق الذي ..  لم يكمل جملته
أحمد ورامي خلفه
طلال: اللعنة عليكم بحق السماء لماذا أنتم خلفي هل تلاحقونني !
رامي : لا ياغبي فقط نحاول أن نقف معك تعال نجلس في حديقة قريبة
ذهب الأصدقاء إلى الحديقة القريبة
أحمد: هيا أخبرنا مابك
طلال : لاأعلم عن ماذا أتحدث فقط حزين أشعر وكأن العالم كله ثقيل على قلبي
رامي : هل يوجد أنسان سعيد ياطلال؟ أنا سأجاوبك لا !
ولكن أحياناً يجب أن نكون أقوى من ظروفنا ونحارب لنستمر ، هذه الحياة ماهي إلا أبتلاء من الله 
أنا أعلم ظروفك وظروف وطننا مستقبل بلادنا إلى الهاوية ونحن نجر نفسنا معها ولكننا نحاول البقاء مااستطعنا كي نساعدها أن تقف مجدداً
أحمد: نعم ولكن لن نستطيع البقاء وإلى متى ماذا سنعمل ؟! وهل عملنا سيكفي لأطعامنا الشهر كاملاً إذا قررنا أن نستقر هنا ؟!
طلال: نعم أتفق معك ياأحمد ، هذه البلاد وصلت للنهاية ، من يعلم ربما سيأتي يوم نتذكر هذه الأيام مع بعض ونقول ياليتها تعود .
أحمد : حسناً بعد أن سمعنا صوتك الفتان ياطلال يبدو أن رامي فهم وجعك هل أفرغت حمل صدرك الآن؟
طلال : هههه ليس كله بعضه .

يتبع ...
"توهان "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي