الفصل الثالث
"توهان"
تفكر ندى للحظة هل ستذهب إلى حفل لاتعرف صاحبته جيداً وماذا سترتدي وهل سيكون مختلط أنه أمر جديد عليها تذهب وتستشير والدتها
ندى : ماما هناك زميلة لي في المدرسة دعتني لحفل ميلادها مارأيك هل أذهب ؟
سهى : هل تعرفين تلك الفتاة جيداً ياندى ؟
ندى : لا شهر فقط منذ أنتقالنا
سهى : إذا كنتي ترغبين بالذهاب يمكنك ولكن عليك اصطحاب مايا معك ليطمئن قلبي أكثر
ندى : حسنا
تفتح ندى خزانتها وتقيس فساتينها إلى أن تقرر أرتداء فستان أزرق أنيق وجدته مناسب
مايا : ماكل هذا الجمال ؟!
ندى : أنا مدعوة لحفل ميلاد صديقتي وسوف تحضرين معي هذه رغبة أمي
مايا : عظيم أحب الحفلات كثيراً إذا دعيني ألقي نظرة على خزانتي لأرى ماذا سأرتدي
في اليوم التالي
تستيقظ ندى تمسك هاتفها وتتفاجئ بالوقت
ندى تصرخ : ياإلهي الساعة العاشرة ونصف أستيقظي يامايا يبدو أن والدتي نسيت أيقاظنا اليوم
مايا : تأخرت لن أذهب سأكمل نومي وأنت أيضاً أكملي نومك
أكملت ندى نومها أيضاً إلى أن أصبحت الساعة الثانية عشر ، أيقظتهم والدتهم بعبارتها المعتادة
سهى : ياكسالى كيف ستصبحن ربات بيوت ذات يوم
ندى لمايا : أستيقظي هيا ورتبي سريرك قبل أن توبخك أمي ، ولاتنسي موعدنا الساعة الرابعة لم يتبق الكثير
مايا : ماهذا الصباح المزعج ألا يستطع أحد النوم في هذا المنزل؟
ندى : ياكسولة هذا ليس صباح بل ظهرا هيا أستيقظي سأجهز شيئا نأكله
مايا : إذا حضري لي أومليت البيض والبطاطا أحبه كثيرا
ندى : أي أوامر أخرى
مايا : لا ولكن لاتنسي الشاي المخمر أحبه تناوله بعد
___
أحمد عائد من مدرسته للمنزل يفتح الباب بمفتاحه يتفاجئ برؤية زوجة والده ترتدي ثياب النوم وفي أبهى حلتها يصرخ قائلًا
أحمد : أدخلي لغرفتك ، موعد قدومي للمنزل في هذه الساعة ألم تعتادي على ذلك.
يستغرب تصرفها هذا لايوجد أحد في المنزل لما تضع كل هذا المكياج لم يفهم بعد ماتخطط له تلك اللعينة
يدخل المطبخ يفتح البراد ليتفاجئ بها خلفه
أحمد : بسم الله الرحمن الرحيم لقد أفزعتني ماذا تفعلين خلفي
لمى زوجة أبيه : لاشيء أحاول أعداد وجبة طعام لك لا أكثر
أحمد : لايمكنني تحضيرها بنفسي هيا أذهبي
لمى : لك ماشئت ولكن أنت لاتفهمني تمسك يده أريد إصلاح علاقتي بك
أحمد : ماهذا هل جننتي ؟ أدخلي غرفتك لا أريد أي شيء منك
يعد أحمد شطيرته ويفكر بزوجة والدته ماذا كانت تقصد بتصرفاتها ماهذا التغير المفاجئ لكنه أحسن النية وظن أنها تريد حقا إصلاح علاقتها به
يتصل برامي : الو مرحبا رامي كيف حالك هل تحسنت قدمك ؟
رامي : من الجيد تذكرك الاتصال بي ظننت أنك نسيت صديقك
أحمد : لاتقل هذا أنت في البال دائما لكني مشغول قليلا ،
دعتني رنيم لحفل ليان وأخبرتني أنك مدعو هل ستأتي ؟
رامي : بالطبع أنا أول الحاضرين ،أريد التقرب من ندى بأي طريقة
أحمد : من ندى؟
رامي : تلك الفتاة التي حدثتك عنها
يفهم أحمد الآن سبب دعوة ليان لرامي رغم عدم صداقتها الجيدة به ، كل شيء كان مخطط له وهو في حيرة هل يذهب ويعاود رؤية تلك الفتاة وهو يحاول التهرب منها أم لا يذهب ويحزن رنيم مرة أخرى بعد أن وعدها أن لايحزنها
___
تلتقي ليان برنيم ويذهبان إلى صالون تصفيف الشعر كانت كل فتاة منهم تريد الظهور بأجمل صورة يخرجون من الصالون ليذهبوا إلى المقهى المخصص للحفلة يلتقيان ببصارة
ليان لرنيم : أنتظري أنا أحب التبصير
رنيم : إياك دفع تلك النقود على أكاذيب
ليان : هذه نقودي وأنا حرة
البصارة : أهلا يابنات بمن ابدأ ؟
ليان : أنا
البصارة : أعطيني يدك ، مصيرك سيتحدد بعد شهور عليك أتقان ماتعملي به سيفرقك عن الحب السفر
ليان : ههههه هل تقصدين أنا سأسافر خارج البلد؟
البصارة : ربما أنتي أو حبيبك ، أقتربي يافتاة لما تقفين عندك أعطيني يدك
رنيم : لا أنا لا أؤمن بهذا الشيء
البصارة : إذاً لاتدفعي شيء فقط أعطيني يدك لدي فضول تجاهك
أقتربت رنيم وأعطت يدها للبصارة دون حماس منها
البصارة : اليوم سيكون سيء بالنسبة لك أنتبهي فقط
رنيم : من ماذا ؟! أنتي فقط مرواغة
البصارة : إذا سنرى أيتها الجميلة فقط أنتظري ماوعدتك به
تمسك رنيم يد ليان وتسحبها بسرعة وهي غاضبة فقد تأخرو عن استكمال بقية تفاصيل الحفل
___
يصل طلال ورامي إلى الحفل
يجلس طلال بجانب ليان ورامي بجانب النافذة
يقترب طلال من ليان ويخبرها
طلال : ماكل هذا الجمال
ليان بخجل : هل أعجبك الفستان ؟
طلال يهمس بأذنها : لا بل أعجبتني التي ترتدي الفستان
يحمر وجه ليان وتضحك
ليان : ههههه
رامي : أرجوكم خفوا علينا بالرومانسية قليلا أين باقي الأفراد؟
ليان : رنيم في الحمام ستأتي بعد قليل ولم يصل أحد بعد غيركم
طلال: لم تفهمي قصده ياليان هو يقصد ندى ههههه
ليان : هههههه الآن فهمت
رامي : أخفضو صوتكم لاأريد أن يسمع أحد شيئاً
رنيم تقترب منهم تلقي السلام عليهم ثم تجلس بأنتظار أحمد
يصل أحمد تسرع رنيم نحوه وتعانقه يبعدها عنه
أحمد : مابك أنسيتي أننا في مكان عام خففي من هذه التصرفات قليلا
رنيم : ههههه لا لا دع الجميع يعلم بحبي لك أيها الوسيم
يصل باقي الأفراد من أصدقاء ليان واحد تلو الآخر ثم تطلب ليان من النادل تشغيل الموسيقى
ليان : هيا بنا لنرقص ، هيا ياأصدقاء
ينشغل الجميع هنا منهم من يرقص ومنهم من يأكل
تصل ندى ومايا للحفل ينتبه الجميع لهم لحظة دخولهم
نظر إليها أحمد وكأن كل شيء توقف من حوله فجأة دقات قلبه تتسارع شيئا فشيئا نظر بعيناها بشغف عاودته لنظر لتشيح نظرها عنه بسرعة
وتقول بداخلها : كم أنت وسيم الآن وترتدي الثياب الذي أحب
كان أحمد يرتدي قميصاً رسمي على غير العادة وبنطال كحلي اللون
يقف رامي من على الطاولة يتروى تفاصيلها كان كل شيء يبهره فيها شعرها المنسدل الطويل ، وجهها المتبرج ، ثغرها بأحمر الشفاه اللامع ، خصرها التي كاد أن يرى ، غمازاتها المكورة على وجنتيها ، جسدها الممشوق ، حتى طيات فستانها الملتصق بجسدها كأن تلك الفتاة أقسمت على التوالي جعله يلوع بها.
ناداه طلال : يارامي أجلس يبدو أنك تحمست كثيرا لحظة رؤيتها
يشعر رامي هنا بالأحراج ، نعم الحب يجعلنا نتصرف دون وعي ، يجلس .
تقترب ندى ومايا من ليان
ندى : مرحبا هذه أختي الصغيرة مايا ، ومايا هذه ليان زميلتي
مايا : أهلاً ليان تشرفت بمعرفتك
ليان : أهلاً بكم ياجميلات سعدت بمجيئكم ، ماكل هذا الجمال ياندى أين كنتي تخبئينه؟
ندى : شكراً وأنتي تبدين رائعة
ليان : حقاً هذا من لطفك عزيزتي ، هيا تعالي أعرفك على أصدقائي
تقترب ليان من الطاولة وتبدأ تعرف ندى بالجميع تصل لرامي يشعر حينها بالارتباك
ليان : وهذا رامي ياندى ، رامي هذه ندى
رامي يقف ويمد يده ليصافح ندى
رامي : تشرفت بك
لتخيب آماله وترد عليه السلام دون مصافحة : وأنا أيضاً سبق وألتقينا في النادي
رامي يرد بسرعة : نعم وأنت جارتنا أيضا
ندى : أها حقاً لم أكن أعلم
رامي : نعم أنا أسكن في الطابق الرابع وطلال في الثالث
يمسك طلال ساق رامي من تحت الطاولة دون أنتباه أحد محاولا تنبيهه لجعله يهدء قليلا ويخف من توتره .
ليان : وهذه رنيم ياندى ربما تعرفت بطريقة غير مناسبة .
رنيم : لا بل كانت مناسبة من وجهة نظري ، أهلا يادق دق
ندى : أهلا يا ر ن ي م .
تنزعج رنيم من تصرف ندى وردها عليها بسخرية أيضا ولكنها تحاول تماسك نفسها وكتم غضبها من أجل ليان.
ليان تحاول تغيير الموضوع
ليان: أها نسينا أحمد ، ندى هذا أحمد ، أحمد هذه ندى
ينظران لبعضهما لثانية يبتسم لها ابتسامة خفيفة ، تشيح نظرها عنه مرة ثانية ثم تجلس هي ومايا بجانب بعضهم .
هنا يهمس رامي لطلال : هيا أذهب وأجلس بجانبها وتبادل معها الحديث
رامي : أخفض صوتك أكثر ، أنتظر قليلاً أشعر أنها خجلة
طلال : يبدو أنك أنت الخجول هيا ماذا تنتظر ؟!
يدفع طلال رامي لتقديم عصير لها يقترب منها ويقدم لها العصير
رامي : تفضلي لم تطلبي شيئا بعد وهذه من أجل أختك
ندى : شكراً هذا من ذوقك
يجر كرسيه ويضعه بجانب كرسيها : إذا كيف النادي هل مازلتي تتدربين؟
ندى : نعم يبدو أن قدمك أصبحت جيدة
رامي لايصدق أنه يتكلم معها يشرد بها وهي تتكلم معه
رامي : نعم تحسنت
مايا : منذ متى تتدرب في النادي
رامي منذ أن كنت في الثالثة عشر يعني تقريبا ٦ سنوات
مايا : حقاً إذا عمرك تسعة عشر تبدو أكبر من هذا
رامي : ربما لأني ضخم قليلاً
ندى : إذا ماذا تدرس؟
رامي : الثالث الثانوي
ندى : ظننتك تدرس في الجامعة
رامي : كان يجب أن أكون في الجامعة لكني رسبت السنة الماضية
ندى : إذا أنت كسول في الدراسة
رامي : لا لا فقط لا أحب الدراسة ، أحب التصوير والفوتوشوب كثيرا وأظن أنني سأتخصص بمعهد عما قريب
ندى :إذاً بالتوفيق
رامي : شكراً ولك أيضاً
يذهب أحمد إلى الحمام يحاول تمالك نفسه فهو غير مرتاح ويشعر بالغيرة من صديقه
تطلب مايا من ندى مرافقتها إلى الحمام المخصص للفتيات
مايا : أنتظريني في الخارج فقط
ندى : حسنا
تنتظر ندى أمام باب الحمام ليخرج أحمد من الباب خلفها يتفاجئ بوجودها يشم رائحة عطرها الفواحة يقترب منها دون وعي منه ويهمس بأذنها عطرك جميل تلتفت له ليذهب بسرعة شعرت وكأن جسدها للحظة أصابته القشعريرة ، كانت تلك قشعريرة الحب .
يخرج أحمد ويفكر بالذي فعله ويحدث نفسه عن غبائه وتصرفه الغير واعي يشعر بتأنيب الضمير ثم ينصرف من الحفلة دون أن يودع أحد وكأنه يهرب منها ومن رامي
تعود مايا وندى إلى الطاولة تحاول ندى البحث بنظرها عن أحمد تلتفت يمين ويساراً لاتراه ترى أين ذهب بعد ماحرك أحاسيسها
تتصل رنيم به لكن هاتفه مغلق تتسائل بداخلها إلى أين ذهب دون سابق أنذار.
وقت تقطيع كعكة ليان بدأ الجميع بالهتاف لها مع تشغيل الموسيقى
تقترب ليان تتراقص وتغني مع الأيقاع ، تطفئ الشموع وتقطع الكعكة ، يبدأ الجميع بمعايدتها وتقديم الهدايا لها.
أقتربت منها ندى عايدتها وأعطتها الهدية وودعتها هي ومايا كي لايتأخرو بالعودة للمنزل أكثر من هذا .
تعود ندى ومايا للمنزل تفتح ندى باب المنزل بالمفتاح
سهى ومروان : أهلاً يابنات كيف جرت الحفلة
مايا : جميلة وفي الحقيقة كنا أجمل أثنتين
سهى : بالطبع حبيبتي بناتي أجمل بنات في العالم
مروان : وأنتي ياندى ماذا عنك ؟ كيف جرت الحفلة ؟
ندى : جيدة أبي ولكني لاأحب أجواء الحفلات ، سأدخل لغرفتي أغير ملابسي وأرتاح
سهى : أعد لكم الطعام ؟
مايا : لا ياأمي تناولنا مايكفي من الطعام
سهى : إذن هيا غيري ملابسك ونامي مبكرا ، اليوم لم تذهبوا إلى المدرسة يتوجب عليكم الأستيقاظ مبكرا
مايا : حسنا تصبحون على خير
مروان وسهى : وأنت من أهل الخير
سهى تحادث مروان
سهى : لم أرتح كثيراً لأصدقائهم الجدد
مروان : لا تفكري بهذه الطريقة هذه مجرد أحاسيس منك ربما تكون خاطئة
سهى : هل تعتقد هذا ، سأحاول التأقلم مع حياتنا الجديدة أكثر
___
يوم جديد وصباح مشرق جميل
رنا : أستيفظ ياأخي أعددت الإفطار هيا بنا
أحمد : أنا متورط يارنا
رنا : ههههه صباح التورط ولكن بماذا ؟
أحمد : يبدو أني تورطت بالحب
رنا : هذه شيء جميل إذا لما أنت حزين ؟
أحمد : لأني أحببت الشخص الخطأ
رنا : كيف هذا لم أفهم؟
أحمد : صديقي معجب بها وربما هي أيضاً
رنا : إذا أنسى تلك الفتاة
أحمد: هل تظنين هذا بالأمر السهل ، لقد دخلت قلبي فجأة ويصعب على عدم التفكير بها
رنا : إذا أنتظر حظك ربما ترفض صديقك
أحمد : ولكن هو على غير عادته معجب بفتاة وكثيرا
رنا : أووه يكفي حيرتني أنهض وتناول الأفطار هيا
___
رامي يستقبل صباحه بكل نشاط، يستحم ويرتدي ثيابه ويتعطر بجميع أنواع العطور الموجودة لديه .
قمر : يابني هل سكبت على جسدك جميع زجاجات العطر أشعر وكأني أصبت بالدوار من كل تلك الروائح القوية
رامي : لاتبالغي ياأمي فقط أحاول الأهتمام بنفسي النظافة من الإيمان
تستغرب قمر تصرفات رامي الأخيرة يبدو على غير عادته ولكنها سعيدة رغم ذلك فهو يمتلك الآن طاقة جميلة جدا
قمر : إلى أين تخرج قبل تناول إفطارك؟
رامي : إلى الجنة ياأمي
قمر لنفسها ياإلهي قد جن ذلك الصبي
___
مايا وندى يجهزان نفسهم للذهاب إلى المدرسة يدق جرس المنزل
مايا : أنا سأجيب
تفتح مايا لباب لتتفاجئ بوجود عمتها
مايا : هيا أذهبي أذهبي
تغلق باب المنزل دون أن تنطق كلمة واحدة تشعر بدمها يفور ويديها ترتجفان غضبا .
سهى : أغلقتي الباب بوجه من دعيني أرى ؟
تقترت سهى لتفتح الباب تنادي مايا عليها : لا لا ياأمي أذهبي
سهى : أبتعدي
تفتح سهى الباب إرتبكت وتفاجئت من كمية الوقاحة لديها
سهى : أخاكي نائم وأنا لاأريد أصدار أي صوت يزعجه أو يوقظه ، انقطعي من أمام منزلي وإياك والتفكير في الأقتراب منا حتى
أخت مروان (بتول) : لم أرغب إزعاجكم ، جئت اطمئن على حالكم بهذا المنزل المتواضع .
سهى : نار الحقد أعمت بصيرتك وستحرقين نفسك في تلك النار ، تذكري كلامي .
بتول : أشك بهذا سلامي لأخي
يرتفع ضغط سهى وتفقد توازنها تمسك مايا يدها وتصرخ : أمي أمي هل أنت بخير
سهى : بخير فقط ساعديني كي إستلقي على الأريكة
ندى : مابك ياأمي ماذا يحدث ؟ من طرق الباب ؟ كنت أرتب غرفتي .
مايا : عمتك الملعونة ،جاءت بكل وقاحة لمنزلنا ، تستهزء بنا .
ندى : مستحيل لايعقل كيف إقدمت على ذلك ؟
مايا : لأنها شيطانة
سهى : يكفي لاتنسي أنها أخت أبيك أحضري لي دوائي من الدرج
مايا : في الحال
ندى : لاتحزني ياأمي لاتنسي هذه الدنيا صغيرة وسريعة الدوران وكل ساق سيسقى بما سقى.
سهى : حذار أخبار والدكم بشيء ، قلبه ضعيف ولايحمل .
ندى : لاتقلقي ياأمي نحن بالفعل حريصين عليه مثلك .
يستيقظ مروان يعم المنزل هدوء مفاجئ لحظة دخوله عليهم يلاحظ تغير ملامح وجوهم يشك بوجود شيء ما غير مريح يتسائل
مروان : مابكم ؟ لماذا عم الهدوء عليكم بغتة !!
سهى : لا ياحبيبي فقط أنتهى الحديث عند مجيئك
مروان : أنا متقين بحدوث أمر ما ، هيا ماذا تخفون أجيبوني ؟
ندى : علامات مايا الدراسية قليلة وكنا نوجهها حول هذا
مروان لم يقتنع بما أخبروه به ولكنه حاول إقناع نفسه
___
تلتقي رنيم بليان أمام منزلها كالعادة
ليان : أهلاً بالصديقة ، كيف جرى الحفل البارحة هل أعجبك؟
رنيم : لا ، أحمد ترك الحفل بشكل مفاجئ ولم يخبرني بشيء ، وهو لايجيب على اتصالاتي منذ البارحة
ليان : الغائب وعذره معه ، لاتقلقي سوف يتصل بك بالتأكيد
رنيم : هل تعلمين ؟ تغير معي بشكل مفاجئ ، في الحقيقة أنا لاأنتظر منه شيئاً ولم أرفع سقف توقعاتي به يوما ، هو شاب لعوب
ليان : أنت لاتثقي بحبه لك؟
رنيم : لا ولكن أهون على نفسي دائماً و أتجاهل نواقصه كي لاأخسره ، لاأستطيع التعايش بهذا الإهمال ولاأستطيع فراقه ، أنا أضيع بدونه
ليان : أنتي متورطة بحبه ياصديقتي ولكن صدقيني إحساس الامرأة لايخيب ، وإذا لم تلتمسي حبه أبعدي نفسك عنه قبل أن يكسرك هذا الحب .
أحبته رنيم رغم تقلباته المفاجئة معها لم تثق بحبه يوماً ولكنها كانت تختلق الأسباب فقط للبقاء بجواره لم تكن تعلم أن البقاء معه أصعب من الرحيل نفسه ولكنها أختارت أن تحب بصدق وتكمل طريقها معه إلى نهاية القصة .
يتبع ...
"توهان"
تفكر ندى للحظة هل ستذهب إلى حفل لاتعرف صاحبته جيداً وماذا سترتدي وهل سيكون مختلط أنه أمر جديد عليها تذهب وتستشير والدتها
ندى : ماما هناك زميلة لي في المدرسة دعتني لحفل ميلادها مارأيك هل أذهب ؟
سهى : هل تعرفين تلك الفتاة جيداً ياندى ؟
ندى : لا شهر فقط منذ أنتقالنا
سهى : إذا كنتي ترغبين بالذهاب يمكنك ولكن عليك اصطحاب مايا معك ليطمئن قلبي أكثر
ندى : حسنا
تفتح ندى خزانتها وتقيس فساتينها إلى أن تقرر أرتداء فستان أزرق أنيق وجدته مناسب
مايا : ماكل هذا الجمال ؟!
ندى : أنا مدعوة لحفل ميلاد صديقتي وسوف تحضرين معي هذه رغبة أمي
مايا : عظيم أحب الحفلات كثيراً إذا دعيني ألقي نظرة على خزانتي لأرى ماذا سأرتدي
في اليوم التالي
تستيقظ ندى تمسك هاتفها وتتفاجئ بالوقت
ندى تصرخ : ياإلهي الساعة العاشرة ونصف أستيقظي يامايا يبدو أن والدتي نسيت أيقاظنا اليوم
مايا : تأخرت لن أذهب سأكمل نومي وأنت أيضاً أكملي نومك
أكملت ندى نومها أيضاً إلى أن أصبحت الساعة الثانية عشر ، أيقظتهم والدتهم بعبارتها المعتادة
سهى : ياكسالى كيف ستصبحن ربات بيوت ذات يوم
ندى لمايا : أستيقظي هيا ورتبي سريرك قبل أن توبخك أمي ، ولاتنسي موعدنا الساعة الرابعة لم يتبق الكثير
مايا : ماهذا الصباح المزعج ألا يستطع أحد النوم في هذا المنزل؟
ندى : ياكسولة هذا ليس صباح بل ظهرا هيا أستيقظي سأجهز شيئا نأكله
مايا : إذا حضري لي أومليت البيض والبطاطا أحبه كثيرا
ندى : أي أوامر أخرى
مايا : لا ولكن لاتنسي الشاي المخمر أحبه تناوله بعد
___
أحمد عائد من مدرسته للمنزل يفتح الباب بمفتاحه يتفاجئ برؤية زوجة والده ترتدي ثياب النوم وفي أبهى حلتها يصرخ قائلًا
أحمد : أدخلي لغرفتك ، موعد قدومي للمنزل في هذه الساعة ألم تعتادي على ذلك.
يستغرب تصرفها هذا لايوجد أحد في المنزل لما تضع كل هذا المكياج لم يفهم بعد ماتخطط له تلك اللعينة
يدخل المطبخ يفتح البراد ليتفاجئ بها خلفه
أحمد : بسم الله الرحمن الرحيم لقد أفزعتني ماذا تفعلين خلفي
لمى زوجة أبيه : لاشيء أحاول أعداد وجبة طعام لك لا أكثر
أحمد : لايمكنني تحضيرها بنفسي هيا أذهبي
لمى : لك ماشئت ولكن أنت لاتفهمني تمسك يده أريد إصلاح علاقتي بك
أحمد : ماهذا هل جننتي ؟ أدخلي غرفتك لا أريد أي شيء منك
يعد أحمد شطيرته ويفكر بزوجة والدته ماذا كانت تقصد بتصرفاتها ماهذا التغير المفاجئ لكنه أحسن النية وظن أنها تريد حقا إصلاح علاقتها به
يتصل برامي : الو مرحبا رامي كيف حالك هل تحسنت قدمك ؟
رامي : من الجيد تذكرك الاتصال بي ظننت أنك نسيت صديقك
أحمد : لاتقل هذا أنت في البال دائما لكني مشغول قليلا ،
دعتني رنيم لحفل ليان وأخبرتني أنك مدعو هل ستأتي ؟
رامي : بالطبع أنا أول الحاضرين ،أريد التقرب من ندى بأي طريقة
أحمد : من ندى؟
رامي : تلك الفتاة التي حدثتك عنها
يفهم أحمد الآن سبب دعوة ليان لرامي رغم عدم صداقتها الجيدة به ، كل شيء كان مخطط له وهو في حيرة هل يذهب ويعاود رؤية تلك الفتاة وهو يحاول التهرب منها أم لا يذهب ويحزن رنيم مرة أخرى بعد أن وعدها أن لايحزنها
___
تلتقي ليان برنيم ويذهبان إلى صالون تصفيف الشعر كانت كل فتاة منهم تريد الظهور بأجمل صورة يخرجون من الصالون ليذهبوا إلى المقهى المخصص للحفلة يلتقيان ببصارة
ليان لرنيم : أنتظري أنا أحب التبصير
رنيم : إياك دفع تلك النقود على أكاذيب
ليان : هذه نقودي وأنا حرة
البصارة : أهلا يابنات بمن ابدأ ؟
ليان : أنا
البصارة : أعطيني يدك ، مصيرك سيتحدد بعد شهور عليك أتقان ماتعملي به سيفرقك عن الحب السفر
ليان : ههههه هل تقصدين أنا سأسافر خارج البلد؟
البصارة : ربما أنتي أو حبيبك ، أقتربي يافتاة لما تقفين عندك أعطيني يدك
رنيم : لا أنا لا أؤمن بهذا الشيء
البصارة : إذاً لاتدفعي شيء فقط أعطيني يدك لدي فضول تجاهك
أقتربت رنيم وأعطت يدها للبصارة دون حماس منها
البصارة : اليوم سيكون سيء بالنسبة لك أنتبهي فقط
رنيم : من ماذا ؟! أنتي فقط مرواغة
البصارة : إذا سنرى أيتها الجميلة فقط أنتظري ماوعدتك به
تمسك رنيم يد ليان وتسحبها بسرعة وهي غاضبة فقد تأخرو عن استكمال بقية تفاصيل الحفل
___
يصل طلال ورامي إلى الحفل
يجلس طلال بجانب ليان ورامي بجانب النافذة
يقترب طلال من ليان ويخبرها
طلال : ماكل هذا الجمال
ليان بخجل : هل أعجبك الفستان ؟
طلال يهمس بأذنها : لا بل أعجبتني التي ترتدي الفستان
يحمر وجه ليان وتضحك
ليان : ههههه
رامي : أرجوكم خفوا علينا بالرومانسية قليلا أين باقي الأفراد؟
ليان : رنيم في الحمام ستأتي بعد قليل ولم يصل أحد بعد غيركم
طلال: لم تفهمي قصده ياليان هو يقصد ندى ههههه
ليان : هههههه الآن فهمت
رامي : أخفضو صوتكم لاأريد أن يسمع أحد شيئاً
رنيم تقترب منهم تلقي السلام عليهم ثم تجلس بأنتظار أحمد
يصل أحمد تسرع رنيم نحوه وتعانقه يبعدها عنه
أحمد : مابك أنسيتي أننا في مكان عام خففي من هذه التصرفات قليلا
رنيم : ههههه لا لا دع الجميع يعلم بحبي لك أيها الوسيم
يصل باقي الأفراد من أصدقاء ليان واحد تلو الآخر ثم تطلب ليان من النادل تشغيل الموسيقى
ليان : هيا بنا لنرقص ، هيا ياأصدقاء
ينشغل الجميع هنا منهم من يرقص ومنهم من يأكل
تصل ندى ومايا للحفل ينتبه الجميع لهم لحظة دخولهم
نظر إليها أحمد وكأن كل شيء توقف من حوله فجأة دقات قلبه تتسارع شيئا فشيئا نظر بعيناها بشغف عاودته لنظر لتشيح نظرها عنه بسرعة
وتقول بداخلها : كم أنت وسيم الآن وترتدي الثياب الذي أحب
كان أحمد يرتدي قميصاً رسمي على غير العادة وبنطال كحلي اللون
يقف رامي من على الطاولة يتروى تفاصيلها كان كل شيء يبهره فيها شعرها المنسدل الطويل ، وجهها المتبرج ، ثغرها بأحمر الشفاه اللامع ، خصرها التي كاد أن يرى ، غمازاتها المكورة على وجنتيها ، جسدها الممشوق ، حتى طيات فستانها الملتصق بجسدها كأن تلك الفتاة أقسمت على التوالي جعله يلوع بها.
ناداه طلال : يارامي أجلس يبدو أنك تحمست كثيرا لحظة رؤيتها
يشعر رامي هنا بالأحراج ، نعم الحب يجعلنا نتصرف دون وعي ، يجلس .
تقترب ندى ومايا من ليان
ندى : مرحبا هذه أختي الصغيرة مايا ، ومايا هذه ليان زميلتي
مايا : أهلاً ليان تشرفت بمعرفتك
ليان : أهلاً بكم ياجميلات سعدت بمجيئكم ، ماكل هذا الجمال ياندى أين كنتي تخبئينه؟
ندى : شكراً وأنتي تبدين رائعة
ليان : حقاً هذا من لطفك عزيزتي ، هيا تعالي أعرفك على أصدقائي
تقترب ليان من الطاولة وتبدأ تعرف ندى بالجميع تصل لرامي يشعر حينها بالارتباك
ليان : وهذا رامي ياندى ، رامي هذه ندى
رامي يقف ويمد يده ليصافح ندى
رامي : تشرفت بك
لتخيب آماله وترد عليه السلام دون مصافحة : وأنا أيضاً سبق وألتقينا في النادي
رامي يرد بسرعة : نعم وأنت جارتنا أيضا
ندى : أها حقاً لم أكن أعلم
رامي : نعم أنا أسكن في الطابق الرابع وطلال في الثالث
يمسك طلال ساق رامي من تحت الطاولة دون أنتباه أحد محاولا تنبيهه لجعله يهدء قليلا ويخف من توتره .
ليان : وهذه رنيم ياندى ربما تعرفت بطريقة غير مناسبة .
رنيم : لا بل كانت مناسبة من وجهة نظري ، أهلا يادق دق
ندى : أهلا يا ر ن ي م .
تنزعج رنيم من تصرف ندى وردها عليها بسخرية أيضا ولكنها تحاول تماسك نفسها وكتم غضبها من أجل ليان.
ليان تحاول تغيير الموضوع
ليان: أها نسينا أحمد ، ندى هذا أحمد ، أحمد هذه ندى
ينظران لبعضهما لثانية يبتسم لها ابتسامة خفيفة ، تشيح نظرها عنه مرة ثانية ثم تجلس هي ومايا بجانب بعضهم .
هنا يهمس رامي لطلال : هيا أذهب وأجلس بجانبها وتبادل معها الحديث
رامي : أخفض صوتك أكثر ، أنتظر قليلاً أشعر أنها خجلة
طلال : يبدو أنك أنت الخجول هيا ماذا تنتظر ؟!
يدفع طلال رامي لتقديم عصير لها يقترب منها ويقدم لها العصير
رامي : تفضلي لم تطلبي شيئا بعد وهذه من أجل أختك
ندى : شكراً هذا من ذوقك
يجر كرسيه ويضعه بجانب كرسيها : إذا كيف النادي هل مازلتي تتدربين؟
ندى : نعم يبدو أن قدمك أصبحت جيدة
رامي لايصدق أنه يتكلم معها يشرد بها وهي تتكلم معه
رامي : نعم تحسنت
مايا : منذ متى تتدرب في النادي
رامي منذ أن كنت في الثالثة عشر يعني تقريبا ٦ سنوات
مايا : حقاً إذا عمرك تسعة عشر تبدو أكبر من هذا
رامي : ربما لأني ضخم قليلاً
ندى : إذا ماذا تدرس؟
رامي : الثالث الثانوي
ندى : ظننتك تدرس في الجامعة
رامي : كان يجب أن أكون في الجامعة لكني رسبت السنة الماضية
ندى : إذا أنت كسول في الدراسة
رامي : لا لا فقط لا أحب الدراسة ، أحب التصوير والفوتوشوب كثيرا وأظن أنني سأتخصص بمعهد عما قريب
ندى :إذاً بالتوفيق
رامي : شكراً ولك أيضاً
يذهب أحمد إلى الحمام يحاول تمالك نفسه فهو غير مرتاح ويشعر بالغيرة من صديقه
تطلب مايا من ندى مرافقتها إلى الحمام المخصص للفتيات
مايا : أنتظريني في الخارج فقط
ندى : حسنا
تنتظر ندى أمام باب الحمام ليخرج أحمد من الباب خلفها يتفاجئ بوجودها يشم رائحة عطرها الفواحة يقترب منها دون وعي منه ويهمس بأذنها عطرك جميل تلتفت له ليذهب بسرعة شعرت وكأن جسدها للحظة أصابته القشعريرة ، كانت تلك قشعريرة الحب .
يخرج أحمد ويفكر بالذي فعله ويحدث نفسه عن غبائه وتصرفه الغير واعي يشعر بتأنيب الضمير ثم ينصرف من الحفلة دون أن يودع أحد وكأنه يهرب منها ومن رامي
تعود مايا وندى إلى الطاولة تحاول ندى البحث بنظرها عن أحمد تلتفت يمين ويساراً لاتراه ترى أين ذهب بعد ماحرك أحاسيسها
تتصل رنيم به لكن هاتفه مغلق تتسائل بداخلها إلى أين ذهب دون سابق أنذار.
وقت تقطيع كعكة ليان بدأ الجميع بالهتاف لها مع تشغيل الموسيقى
تقترب ليان تتراقص وتغني مع الأيقاع ، تطفئ الشموع وتقطع الكعكة ، يبدأ الجميع بمعايدتها وتقديم الهدايا لها.
أقتربت منها ندى عايدتها وأعطتها الهدية وودعتها هي ومايا كي لايتأخرو بالعودة للمنزل أكثر من هذا .
تعود ندى ومايا للمنزل تفتح ندى باب المنزل بالمفتاح
سهى ومروان : أهلاً يابنات كيف جرت الحفلة
مايا : جميلة وفي الحقيقة كنا أجمل أثنتين
سهى : بالطبع حبيبتي بناتي أجمل بنات في العالم
مروان : وأنتي ياندى ماذا عنك ؟ كيف جرت الحفلة ؟
ندى : جيدة أبي ولكني لاأحب أجواء الحفلات ، سأدخل لغرفتي أغير ملابسي وأرتاح
سهى : أعد لكم الطعام ؟
مايا : لا ياأمي تناولنا مايكفي من الطعام
سهى : إذن هيا غيري ملابسك ونامي مبكرا ، اليوم لم تذهبوا إلى المدرسة يتوجب عليكم الأستيقاظ مبكرا
مايا : حسنا تصبحون على خير
مروان وسهى : وأنت من أهل الخير
سهى تحادث مروان
سهى : لم أرتح كثيراً لأصدقائهم الجدد
مروان : لا تفكري بهذه الطريقة هذه مجرد أحاسيس منك ربما تكون خاطئة
سهى : هل تعتقد هذا ، سأحاول التأقلم مع حياتنا الجديدة أكثر
___
يوم جديد وصباح مشرق جميل
رنا : أستيفظ ياأخي أعددت الإفطار هيا بنا
أحمد : أنا متورط يارنا
رنا : ههههه صباح التورط ولكن بماذا ؟
أحمد : يبدو أني تورطت بالحب
رنا : هذه شيء جميل إذا لما أنت حزين ؟
أحمد : لأني أحببت الشخص الخطأ
رنا : كيف هذا لم أفهم؟
أحمد : صديقي معجب بها وربما هي أيضاً
رنا : إذا أنسى تلك الفتاة
أحمد: هل تظنين هذا بالأمر السهل ، لقد دخلت قلبي فجأة ويصعب على عدم التفكير بها
رنا : إذا أنتظر حظك ربما ترفض صديقك
أحمد : ولكن هو على غير عادته معجب بفتاة وكثيرا
رنا : أووه يكفي حيرتني أنهض وتناول الأفطار هيا
___
رامي يستقبل صباحه بكل نشاط، يستحم ويرتدي ثيابه ويتعطر بجميع أنواع العطور الموجودة لديه .
قمر : يابني هل سكبت على جسدك جميع زجاجات العطر أشعر وكأني أصبت بالدوار من كل تلك الروائح القوية
رامي : لاتبالغي ياأمي فقط أحاول الأهتمام بنفسي النظافة من الإيمان
تستغرب قمر تصرفات رامي الأخيرة يبدو على غير عادته ولكنها سعيدة رغم ذلك فهو يمتلك الآن طاقة جميلة جدا
قمر : إلى أين تخرج قبل تناول إفطارك؟
رامي : إلى الجنة ياأمي
قمر لنفسها ياإلهي قد جن ذلك الصبي
___
مايا وندى يجهزان نفسهم للذهاب إلى المدرسة يدق جرس المنزل
مايا : أنا سأجيب
تفتح مايا لباب لتتفاجئ بوجود عمتها
مايا : هيا أذهبي أذهبي
تغلق باب المنزل دون أن تنطق كلمة واحدة تشعر بدمها يفور ويديها ترتجفان غضبا .
سهى : أغلقتي الباب بوجه من دعيني أرى ؟
تقترت سهى لتفتح الباب تنادي مايا عليها : لا لا ياأمي أذهبي
سهى : أبتعدي
تفتح سهى الباب إرتبكت وتفاجئت من كمية الوقاحة لديها
سهى : أخاكي نائم وأنا لاأريد أصدار أي صوت يزعجه أو يوقظه ، انقطعي من أمام منزلي وإياك والتفكير في الأقتراب منا حتى
أخت مروان (بتول) : لم أرغب إزعاجكم ، جئت اطمئن على حالكم بهذا المنزل المتواضع .
سهى : نار الحقد أعمت بصيرتك وستحرقين نفسك في تلك النار ، تذكري كلامي .
بتول : أشك بهذا سلامي لأخي
يرتفع ضغط سهى وتفقد توازنها تمسك مايا يدها وتصرخ : أمي أمي هل أنت بخير
سهى : بخير فقط ساعديني كي إستلقي على الأريكة
ندى : مابك ياأمي ماذا يحدث ؟ من طرق الباب ؟ كنت أرتب غرفتي .
مايا : عمتك الملعونة ،جاءت بكل وقاحة لمنزلنا ، تستهزء بنا .
ندى : مستحيل لايعقل كيف إقدمت على ذلك ؟
مايا : لأنها شيطانة
سهى : يكفي لاتنسي أنها أخت أبيك أحضري لي دوائي من الدرج
مايا : في الحال
ندى : لاتحزني ياأمي لاتنسي هذه الدنيا صغيرة وسريعة الدوران وكل ساق سيسقى بما سقى.
سهى : حذار أخبار والدكم بشيء ، قلبه ضعيف ولايحمل .
ندى : لاتقلقي ياأمي نحن بالفعل حريصين عليه مثلك .
يستيقظ مروان يعم المنزل هدوء مفاجئ لحظة دخوله عليهم يلاحظ تغير ملامح وجوهم يشك بوجود شيء ما غير مريح يتسائل
مروان : مابكم ؟ لماذا عم الهدوء عليكم بغتة !!
سهى : لا ياحبيبي فقط أنتهى الحديث عند مجيئك
مروان : أنا متقين بحدوث أمر ما ، هيا ماذا تخفون أجيبوني ؟
ندى : علامات مايا الدراسية قليلة وكنا نوجهها حول هذا
مروان لم يقتنع بما أخبروه به ولكنه حاول إقناع نفسه
___
تلتقي رنيم بليان أمام منزلها كالعادة
ليان : أهلاً بالصديقة ، كيف جرى الحفل البارحة هل أعجبك؟
رنيم : لا ، أحمد ترك الحفل بشكل مفاجئ ولم يخبرني بشيء ، وهو لايجيب على اتصالاتي منذ البارحة
ليان : الغائب وعذره معه ، لاتقلقي سوف يتصل بك بالتأكيد
رنيم : هل تعلمين ؟ تغير معي بشكل مفاجئ ، في الحقيقة أنا لاأنتظر منه شيئاً ولم أرفع سقف توقعاتي به يوما ، هو شاب لعوب
ليان : أنت لاتثقي بحبه لك؟
رنيم : لا ولكن أهون على نفسي دائماً و أتجاهل نواقصه كي لاأخسره ، لاأستطيع التعايش بهذا الإهمال ولاأستطيع فراقه ، أنا أضيع بدونه
ليان : أنتي متورطة بحبه ياصديقتي ولكن صدقيني إحساس الامرأة لايخيب ، وإذا لم تلتمسي حبه أبعدي نفسك عنه قبل أن يكسرك هذا الحب .
أحبته رنيم رغم تقلباته المفاجئة معها لم تثق بحبه يوماً ولكنها كانت تختلق الأسباب فقط للبقاء بجواره لم تكن تعلم أن البقاء معه أصعب من الرحيل نفسه ولكنها أختارت أن تحب بصدق وتكمل طريقها معه إلى نهاية القصة .
يتبع ...
"توهان"