الفصل الثامن

لم تجب فاطمة مباشرة ظل سكون وصمت هادي يحيط بالفنانين برهة من الوقت امتدت حتى أصبحت خمسة عشر دقيقة حين قالت فاطمة في هدوء
الله أراد لنا أن نكون في هذا الوقت معا. هذا هو كل شئ
علمت شيرين أن فاطمة تعني أن القدر أعطاها هدية تؤنس بها وحدتها وتهون عليها شقوق الجراح وتقلل من وطأة القيود التي تحيط بها وتقلل من هيمنة أشباح الاكتئاب التي تتربص بها في كل وقت فقط طفلة صغيرة استطاعت أن تفعل هذا. كان القدر بك رحيم يا شيرين أعطاك ملاك حارس في عتمة أيامك ليسير بك في هدوء حذر حتى لا تسيطر عليك كيانات الانتحار التي كادت تسقط بك في بئرها السحيق ويغذيها في هذا وحدتك. ربما وجود شخص آخر لن يكون له مثل هذا التأثير الذي فعلته تلك الطفلة لن يكون هناك آخر يأخذ كل تلك المساحة من الاستماع منك او الأستماع لك غريب أن بعض الأشخاص جند مرسلة لنا من الخالق كم تبدو كلماتها بسيطة قريبة إلى قلبك ولكن وقعها على نفسك أكثر ارتياح أنه يقوم أنعواج ذاتك التي هرمت وشابت بعد وفاة زوجها أجل إن فاطمة الطفلة الصغيرة ليست عابرة طريق في حياة شيرين أنها طبيب أرسله الله إلى روح شيرين المتعبة
فور أن عادت شيرين إلى المنزل كان الهاتف قد توقف رنينه مما جعلها لا تعبأ كثير به ربما أحدهم أخطأ في الأرقام وربما كان الاتصال من السنترال ذاته يتأكدون من عودة التيار الحراري أي كان فهو أمر لا يهم أحكمت أغلاق الابواب وصعدت إلى أعلى تذكرت أحدى الليالي القديمة واغاني ام كلثوم تصدح من خلال الجرامافون الذي كان يحتفظ به زوجها كان يحتفظ دائما بكل شئ قديم ويحافظ على رونقه فيضيف تحفة فنية له دثرت شيرين ذاتها بين الشراشف حتى تنعم بدفء
تسلل النوم إلى اجفانها سريعا
فغفت وشاهدت في الحلم زوجها يضع أمامها عدة أوراق فنظرت له في حيرة فقال في ابتسامة كبيرة
هي أوراقك
أزاحت شيرين الأوراق جانبا وقالت
أنا في حاجة لك لا تغادر أرجوك
وضع رشاد يده على كتفها قائلا
أنا لم أغادر أبداأنا هنا
نظرت له شيرين في فرح وقالت
أجل أنت هنا أعلم أن ما شاهدته كان حلم كئيب
حين أفاقت شيرين في صباح اليوم التالي كان صوت الهاتف وهو يرن في إلحاح وكأنه يرفض أن يتركها في حلمها تنعم أفاقت وهي تشعر بالانزعاج هبطت درجات السلم وهي تلعن المتصل الذي يرفض أن يصمت حين جاءها صوت صفوت حاسم
سيدتي أتصل بك منذ أمس ولا تجيبي هناك أمور معلقة كثيرة وكبيرة ويجب أن تكوني حاضرة حتى تنتهى الأمور
تساءلت شيرين
أي أمور
أجاب صفوت
بخصوص التركة والوصية يجب أن تكوني في مكتبي عصر يجب أن يكون كل الأطراف حاضرين
حاولت شيرين أن تسأله عن الأطراف وما معنى كلماته لكنه أغلق الهاتف وهو يرجوها الأ تتأخر عنه كادت شيرين أن لا تذهب الى المحامي فهي تكرهه هذا الشخص غريب أنها اكتشفت أن العالم كله الآن أصبح حلقة من الغرباء حولها الغير مرغوب فيهم وايضا زمرة من المتأمرين ضدها بدأ واضحا أن عقلها يصوغ فكرة الزج بزوجها إلى الموت من الذين كانوا في حياته قبل ارتدت شيرين معطف أسود اللون وجدته في الخزانة الخاصة بزوجها موضوع في كيس أزرق كان المعطف رغم كونة طراز قديم ولكنها أرتأت أن ترتديه ذو ياقة فرو رمادية طويل يكاد يلامس القدمين وارتدت اسفل منه بنطال جينز اسود كانت علا في أنتظارها رحبت بها وقدمت لها التعازي وأخبرتها أن زوجها ينتظرها هو والسيد وأن المكتب قد أعلن اليوم إجازة أضطرارية من أجلهم ورفض استقبال زبائن حتى تنتهى الأمور المعلقة كادت شيرين أن تسألها من هو السيد ولكنها دلفت إلى المكتب وعلا ترافقها فلقد أثرت شيرين أن تصمت دقيقة وتشاهد بعينها من المقصود عوض عن أن تصغي الى ثرثرتها ما كادت شيرين تدخل حتى هب واقفا ليرحب بها في حين ظل منذر جالسا في مقعده بكبرياء هتف صفوت
في اهتمام
والان اريد أن أخبركم بما أراد السيد رشاد وتم تنفيذه وما عليكن الا التوقيع لقد تم بيع نصف شركة السحابة الزرقاء إلى السيد منذر على أن تؤؤل نصف الأرباح كاملة إلى السيدة زوجته شيرين ويتحمل منذر ما على الشركة من اي ديون أو أقساط متأخرة دون المساس بحق السيدة شيرين
وتم كتابة البيت كاملا بأسم السيدة شيرين
رفع صفوت عينه إليهم بعد أن فرغ من القراءة فهمست شيرين
مستحيل
نظر لها منذر بأستهزاء قائلا
لقد سددت ديون الشركة بالفعل
همست شيرين
لا تظن اني غبية أنت المسئول عن أنهيار شركات زوجي
أعقب منذر
أنت طفلة حقا عالم رجال الأعمال ليس عائلة متفاهمة أنها ضربات متلاحقة من الانتصارات
أو ضربة قاضية بهزيمة وزوجك كان قد ترك كل الامور لمن يقود وكان يستحق
صاحت به شيرين
إياك أن تتفوه بكلمة واحدة أنت حقا شخص كريهه عديم الضمير لا تظن اني سأترك لك اسم زوجي لتمحيه ساعود به للحياه سوف أفعل أيها الطاووس المغرور
هتف صفوت في نفاذ صبر
بالله نحن هنا ليس في أرض عراك أنها صفقة سيدتي أرادها زوجك أن تتم أراد لك الأمان مع السيد منذر أنه الآن صاحب اسم رنان في عالم التجارة والان عليك التوقيع على الأوراق حتى تكتمل حقوقك هنا
نظر لها منذر في غطرسة ثم قال
هناك شئ أريد أن اقترحه أنا مستعد أن اتنازل لك عن الشركة كاملة مقابل بيع البيت لي
صاحت شيرين في أستنكار
هل تريد أن ترقص على جثة زوجي. لا أبدا لن أتركه لك ولن أترك لك الشركة أيضا
نظر لها منذر نظرة أهتمام ثم قال
يبدو أن رشاد قد قام بتربية لبؤة شرسة في بيته أنت خادعة للعين فعلا يظن الجاهل أنك هادئة الطباع لي أن أعرف الآن لماذا أخترت أنت رشاد زوج أنت تتوقين إلى عالم المال
أشاحت شيرين بيدها وهمت بالحديث حين قال صفوت في حدة
والان أيها المتنافسان يمكنكم توقيع الاوراق
التقط منذر الورق ليقوم بالامضاء ثم غادر وترك شيرين في المكتب هتفت علا
لقد اكتفيت بالمشاهدة سيدة شيرين وأريد أن أخبرك أمر ما فعله زوجك هو لصالحك انت وليس لمنذر منذر رجل اعمال يمتلك الف شركة ناجحة لقد وضع الخسارة في يده ليعوضها لك نجاح يريد تأمين حياة سعيدة لك بعد أن رحل لماذا كل هذا الهجوم على السيد منذر
هتفت شيرين في سخط
وضع تدمير زوجي هدف له ونجح بالفعل ما يدهشني هو تصرف رشاد
تمتمت علا
اذا كانت نظرتك صواب فزوجك كان يريد ابعاد شر منذر عنك
هتفت شيرين في تساؤل
بهذا الطريقة
أكدت علا بلباقة
أجل كما يقولون عزيزتي أبق أصدقاءك قريبين واعداءك أيضا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي