الفصل الثاني
الفصل الثاني
"بداية الحكاية"
النزهة انتهت بسلام في النهاية، أوصلت سارة إلى منزلها ثم عادت هي إلى منزلها الخاص، صفت سيارتها أمام الڤيلا ثم دلفت إليها، فوجئت بوجود المربية الخاصة بها في انتظارها في بهو الڤيلا، ابتسمت سارة لها ثم خطت نحوها بخطوات متمهلة، بينما المربية وجهت إليها سؤالاً بنبرة موبخة قائلة لها
- كنتي فين يا سارة لحد دلوقت، وأوعي تقولي كنتي في الجامعة، عشان إحنا بقينا المغرب، وأكيد مفيش محاضرات النهارده عشان تقعدي ليها لحد دلوقت
أجابت سارة على سؤال المربية الخاصة بها وهي على وجهها ابتسامة دافئة، أخبرتها بنبرة مرحة قائلة لها
- عندك حق يا دادة كوثر، هو مكنش فيه محاضرات النهارده، فأنا ورنا روحنا لفينا شوية بالعربية وبعدين دخلنا مطعم واتغدينا فيه، وأهو أديني قدامك
أبتسمت كوثر إلى سارة وأخبرتها بنبرة هادئة
- طب يا حبيبتي تعيشي وتتفسحي براحتك، بس أنا عاتبة عليكي مش كنتي اتصلتي بيا وقولتلي إنك هتتأخري برة ومش جاية على الغدا
تكشيرة ظهرت على وجه سارة، هي شعرت بالأسف لأنها فوتت ذلك الأمر من ذهنها، لذا هي أخبرتها بنبرة معتذرة قائلة لها
- معلش يا دادة كوثر حقك عليا، أنا المفروض فعلا إني كنت اتصل بيكي
قالت سارة تلك الكلمات لكوثر معتذرة لها عن عدم اتصالها بها مما جعل كوثر تبتسم لها بدفء وود ثم أخبرتها بنبرة حنونة
- خلاص يا حبيبتي حصل خير، بس المرة الجاية أبقى أفتكري تتصلي
أومأت سارة برأسها موافقة إلى كوثر مما جعل الأخيرة تبتسم لها بود شديد ثم تقترب منها وتضع قبلة على رأسها، أخبرتها بعدها بنبرة حنونة
- ربنا يخليكي يا حبيبتي ويكرمك بابن الحلال اللي يريح بالك ويطمن قلبك
نظرت سارة إلى كوثر بوجه مبتسم ثم أخبرتها بنبرة مرحة قائلة لها
- تاني يا دادة حكاية العريس ده؟! وبعدين مش أنا قولتلك قبل كده القلب ده بيضخ دم وبس ملوش دعوة بالحب والجواز والكلام ده!!
تقطيبة متعجبة ظهرت بين حاجبي كوثر من حديث سارة الذي طالما كررته لها، هي أخبرتها بنبرة جادة
- تاني وتالت ورابع كمان، لما القلب ملوش دعوة بالحب والجواز أمال أيه اللي دعوة؟!! أنا لولا عارفة قلبك وطيبته كنت قولت عنك إن قلبك من حجر
ضحكات عالية خرجت من فم سارة على حديث كوثر المتعجب ذاك، لطالما تجادلوا في الأمر كثيراً وكلا منهما يظل على رأيه في النهاية، لذا هي رأت أنه لا فائدة من الجدال فأخبرت كوثر بنبرة هادئة قائلة لها
- بقولك أيه يا دادة أنا هموت وأنام، عن أذنك بقى أروح أنام لأني قمت النهارده من الصبح بدري عشان الجامعة، ما أنتي عارفة أني بحب أول يوم قوي
أبتسمت لها كوثر بحب ودفء ثم أخبرتها قائلة بنبرة هادئة وحنونة
- اطلعي نامي يا حبيبتي، ولما تصحي أبقي انزلي عشان أحضرلك العشا
ابتسمت سارة إلى كوثر بحب كبير ثم أومأت إليها برأسها موافقة، خطت بعدها نحو الدرج العريض وبدأت في تسلقه بخطوات متمهلة بينما كانت كوثر تشيعها بحب كبير ثم أخذت تدعو لها قائلة
- ربنا يهديكي يا حبيبتي ويبعتلك اللي يغير ليكي دماغك الناشفة دي ويعدلهالك، آمين يارب
قالت كوثر تلك الكلمات ثم سارت نحو غرفة الطهي كي تبدأ تحضير العشاء من أجل رب منزلها بمساعدة العاملين معها
**********,*********************,**********
عادت رنا إلى المنزل بعدما قامت سارة بسيارتها، صعدت بالمصعد إلى الطابق الذي به شقتهم الخاصة بعائلتها، دلفت إلى الشقة وفوجئت بوالدتها تنتظرها وهي على وجهها علامات الغصب، سألتها بنبرة حادة قائلة لها بصوت عال
- كتي فين يا فالحة، كل ده ؟! المغرب بيقول الله أكبر وأنت لسه فاكرة تيجي دلوقت!!
شعرت رنا بخوف شديد من كلمات والدتها لها، علمت في داخلها أنه على وشك تلقي علقة ساخنة على يدها
هي حاولت التبرير لها فأخبرتها بنبرة خائفة
- والله يا ماما اتصلت ببابا واستاذنت منه، قولته أنا وسارة رايحين نتمشى بالعربية، عشان مفيش محاضرات النهارده
أخبرت رنا والدتها بتلك الكلمات فوجدته تضيق عيناها بتفكير ثم أخبرتها بنبرة موبخة ولائمة
- يعني أنتي تتصلي ببابا وتأخدي الأذن منه، وبالنسبة للست اللي قاعدة في البيت مستنياكي على نار، مفكرتيش تتصلي بيها تطمنيها عليكي
شعرت رنا أن والدتها على حق، هي كان لابد لها أن تحادثها وتخبرها أنها سوف تخرج بصحبة سارة، كادت تخرج من فمها بعض الكلمات عندما فوجئت بوالدها يخرج من الداخل ويهتف بصوت عال قائلا لهما
- فيه أيه يا جماعة، أيه الصوت العالي والدوشة اللي أنا سامعها دي؟!!
بدأت سمية والدة رنا بالحديث حيث هي أخبرت زوجها شاكية له ابنته قائلة بنبرة عاتبة
- هو ينفع يا أبو رامي، بنتك تتصل بيك وتقولك أنها خارجة مع سارة وأنا متكلمنيش ؟!! هو أنا مش أمها ولا أيه بالظبط؟!
نظر سلامة إلى ابنتها نظرة عتاب زائف ثم أخبرها بنبرة موبخة قائلاً لها
- كده يا رنا متتصليش بأمك وتقوليلها أنت رايحة فين؟! تاني مرة لازم تكلميها قبل ما تروحي مكان
أومأت رنا إلى والدها برأسها موافقة على حديث والدها الذي وجدته يغمز لها بعينه ثم يقول لها بنبرة هادئة وصوت عال
- يالا بقى تعالي حبي على رأس ماما واعتذري ليها على اللي عملتيه النهارده
ابتسمت رنا إلى والدها ووالدتها ثم خطت نحو والدتها بخطوات سريعة، اقتربت منها ثم عانقتها بقوة كبيرة، ابتعدت عنها كي تضع على رأسها قبلة حنونة وتخبرها بنبرة متوسلة وراجية قائلة لها
- حقك عليا يا ماما يا حبيبتي، مش هعملها تاني والله
نظرت والدة رنا لها بحب كبير ثم أخبرتها قائلة بنبرة هادئة وحنونة
- يا حبيبتي أنا بشد عليكي كده عشان الدنيا مبقتش أمان زي الأول، وأنتي بنت وأنا بخاف عليك، عايزاكي تحطي ده في دماغك، ومتفتكريش إني بشد عليكي كده والسلام، فاهمة يا حبيبتي
ابتسمت رنا إلى والدتها ثم أومأت برأسها متفهمة الأمر هي أخبرتها بنبرة دافئة بعدها قائلة لها
- فاهمة يا ماما يا حبيبتي، وأنا الحمدلله فاهمة حدودي كويس وعمري ما هتطخطاها ابدا
ابتسمت سمية إلى ابنتها رنا بدفء وود ثم سألتها بنبرة هادئة قائلة لها
- ها هتتعشي دلوقت ولا لسه شوية تاني؟!
أشارت رنا إلى والدتها بيدها نافية الأمر ثم أخبرتها قائلة بنبرة متعبة
- لا أنا مش جعانة دلوقت للأكل خالص ، أنما جعانة لحاجة تانية خالص
نظرت سمية إلى ابنتها بتعجب كبير ثم سألتها قائلة لها
- حاجة أيه التانية اللي جعانة ليها؟!
ابتسمت رنا إلى والدتها ثم أخبرتها بنبرة مرحة
- جعانة نوم يا ماما، عن أذنك أنا رايحة أنام
قالت رنا تلك الكلمات إلى والدتها ثم خطت نحو غرفتها الخاصة بها هي وشقيقتها ريهان كي تنعم بذلك النوم الذي كانت تتمناه
بينما والدتها كانت تشيعها بتعجب تام وهي تضرب كفا بكف وضحكات زوجها تصدح في المكان على فعلة ابنته رنا تلك التي أثارت تعجب والدتها
*************,********************,******,*
أسبوع مر على بدء الدراسة، سارة ورنا كلتاهما انتظمتا في حضور المحاضرات، سارة كعادتها تفعل ذلك طوال سنوات دراستها، ورنا تريد الحصول على تقدير عال هذا العام، هي تريد الالتحاق بوظيفة جيدة بعد الانتهاء من الدراسة وتقدير تخرجها سوف يساعد في ذلك على العكس من سارة التي كانت شهرة أبيها تمنح لها فرصة كبيرة كي تلتحق بأي وظيفة تريدها
كانت تفكر في تلك الأفكار عندما استمعت إلى تهامس إحدى الفتيات إلى زميلتها والتي تجلس بجوارها في المدرج الجامعي، حول الأستاذ الجامعي الذي ألقى المحاضرة وكان على وشك الخروج من قاعة المحاضرات، كانت الفتاة تتغزل بالأستاذ الجامعي وتعدد مزياه أمام صديقتها الأخرى، أثار الأمر تعجب رنا من فعلتها تلك ونظرت إلى سارة التي توشك على غلق حقيبة يدها بعدما وضعت قلمها بداخلها، فهي قد انتهت من تدوين تلك المحاضرة التي ألقاها الأستاذ الجامعي، رنا قامت بلكز سارة في مرفقها وأشارت إليها بعيناها كي تنصت إلى حديث تلك الفتاة، رفعت سارة حاجبها متعجبة من حديث الفتاة، وأشارت إلى رنا أن لا تهتم للأمر مما جعل رنا تسألها بنبرة متعجبة
- عايزاني أكبر دماغي ليه يا سارة، على فكرة هي عندها حق هو شكله وسيم جدا وعمره خمسة وتلاتين سنة، كمان سمعت أنه عنده مكتب خاص بيه للدعاية والإعلان يعني مناسب من كل ناحية
تقطيبة متعجبة ظهرت بين حاجبي سارة من حديث رنا لها، وهي تصف وتعدد مزايا أستاذهما الجامعي رامز الذي كان يلقي عليهما للتو محاضرة، هي أخبرتها بنبرة غير مبالية قائلة لها
- يا بنتي وأنا مالي بكل ده؟! إنا يهمني أنه دكتور كويس، وشرحه مفهوم ، لكن حكاية وسيم وعنده ومش عنده دي متهمنيش في حاجة، وأسكتي بقى خلينا نسمع هو بيقول أيه دلوقت
أخبرت سارة صديقتها رنا بتلك الكلمات، ثم زجرتها كي تنتبه لحديث أستاذ رامز في مكبر الصوت وهو يقول
"دلوقت أظن أنكم فهمتم المحاضرة كويس، المطلوب منكم دلوقت عمل بحث عن ظاهرة مهمة في المجتمع أثرت فيكم بشكل كبير، كمان تقترحوا ليها حلول مناسبة، الأبحاث هتتسلم بعد أسبوع من دلوقت، المركزين الأول والتاني هيأخدوا شهرين تدريب في المكتب. بتاعي، وأظن كلكم سامعين عنه، مستني أبحاثكم وعايزة أشوف أفكار جديدة ومبتكرة"
قال رامز تلك الكلمات إلى الطلبة الذين يلقي عليهم المحاضرة ثم أغلق مكبر الصوت، لملم حاجياته وتوجه بخطوات سريعة نحو الباب الخاص بالأساتذة
بينما كانت سارة تشيعه وعلى وجهها بسمة عريضة، فتلك هي فرصتها كي تثبت نفسها وتحصل على فرصة للتدريب في أفضل مكان وعلى يد أستاذ عظيم مثله
*******************************************
بعد انتهاء المحاضرات واليوم الدراسي كانت سارة تحادث رنا بينما هي توصلها إلى المنزل بسيارتها، كانت رنا تتسأل بنبرة قلقة قائلة إلى سارة
- بقولك أيه يا سارة، حكاية البحث دي قلقاني، أنا مش عارفة أختار اي ظاهرة في المجتمع، كمان دا هو. طالب حلول ليها مبتكرة، طب أنا أجيب له منين حلول مبتكرة وجديدة كمان
رفعت سارة حاجبها متعجبة من حديث صديقتها رنا ثم أخبرتها بنبرة موبخة قائلة لها
- مالك يا بنتي مقلقة ليه، وبعدين ما هو المجتمع مليان بلاوي اختاري أي حاجة وأتكلمي عنها، وفكري يا رنا يا حبيبتي في حلول ليها، ها فكري
قالت سارة تلك الكلمات إلى رنا ثم عادت لتنتبه إلى الطريق، كي توصل رنا إلى منزلها
*******************************************
طوال عشرة أيام كانت سارة قد اختارت الظاهرة التي توجد في المجتمع وقد أثرت بها، ثم حاولت أن تضع لها بعض الحلول المبتكرة والغير شائعة، بعد أن انتهت من ذلك هي قدمت البحث لأستاذها ثم أنتظرت النتيجة الخاصة بالبحث بقلق كبير فهي تريد أن تحصل على فترة التدريب تلك عند أستاذ رامز
واليوم كان موعد إعلان النتيجة كما أخبرهم أستاذ رامز، هو أنهى ألقاء المحاضرة ثم أخرج الأبحاث من حقيبته الخاصة، أنتقى منها بحثان وأخذ يقرا الاسم الذي دون أعلى كل واحد منهما، سارة أخذت تترقب الأمر ، ثم حمدت ربها أنها قد جاءت في المركز الأول حينما على صوت رامز في مكبر الصوت، أمر الفائزان بالعروج على مكتبه الخاص بعد قليل، مما جعلها تشعر بقلق شديد وتتسأل لما هو أراد رؤيتها في مكتبه الخاص بعد قليل
هي نفذت ما طلبه الاستاذ منها، وها هي الآن تتوجه إلى مكتبه الخاص، سارت في الممر الخاص بمكاتب الأساتذة ثم بدأت تبحث عن غرفةالمكتب التي يعلو اسمه عليه حتى وجدته، دقت على الباب عدة طرقات فأتاها صوته وهو يطلب منها الدلوف إلى المكتب، وهي فعلت ذلك حيث فتحت الباب وعبرت من خلاله، سارت نحوه ووقفت أمام المكتب الخاص به، بدأت تتحدث قائلة له بصوت هادئ قائلة
-خير يادكتور رامز حضرتك طلبت تشوفني ليه؟!
تطلع رامز إلى الفتاة التي تقف أمامه والتي تدعى سارة، لقد أعجبه البحث الخاص بها وكذلك أشاد لها بالحلول التي ابتكرتها لمعالجة هذه الظاهرة، فكر في نفسه أنها فتاة مجتهدة ويبدو عليها التفوق، هو سوف يمنحها فرصة التدرب في مكتبه الخاص وهو متيقن من أنها سوف تحسن استغلال تلك الفرصة جيدا
لذا هو اجاب على سؤالها ذاك قائلا لها بنبرة هادئة
- كنت عايز أحييكي على البحث الجميل اللي عملتيه هو فعلا يستحق المركز الأول، بس هو فيه سؤال حبيت أسأله ليكي بخصوص الظاهرة موضوع البحث
تطلعت سارة إلى أستاذها الجامعي ثم سألته قائلة بنبرة هادئة، وسألته
- خير يا دكتور، حضرتك عايز تسأل أيه ؟!
أبتسم رامز على سؤالها ذاك، ثم أخبرها بنبرة متسألة ومتعجبة قائلا لها
- أنا كنت عايز أسألك ليه أختارتي موضوع الإدمان بالذات يا سارة؟!
أجابت سارة على سؤال رامز قائلة له بنبرة هادئة
:لأن هو أكبر مشكلة موجودة بين الشباب في مصر وأغلب الشباب دلوقتي بيأخدوا مخدرات غير الحبوب التانية وبكدا شباب مصر بيقيوا من غير وعي ولا عقل وده آثر علي إقتصاد مصر ،دا غير المشاكل التانية اللي بتيجي من وراه
أستمع رامز لكلماتها تلك ثم أخبرها بنبرة هادئة
عظيم ,أنا معجب برأيك وتفكيرك وعشان كدا أنا طلبت أشوفك عشان أناقش معاكي أنك هتبدأي تدريب عندي في المكتب ،طبعا إنتي عارفة بخصوص المكتب بتاعي
أومأت سارة برأسها له على كلماته تلك هي أخبرته قائلة بنبرة فرحة
حضرتك بتقول ايه أنا أكيد سمعت عن مكتب حضرتك دا أنا مش مصدقه نفسي أني هكون عند حضرتك بجد وسعيدة جدا أنك بتطلب مني أنا كدا
أبتسم رامز لسارة التي يبدو عليها الحماس الشديد ثم أخبرها قائلا بنبرة هادئة
-أيوة متأكد وعارف أنك تستحقي ،وكمان عارف بمستواكي الدراسي وعايزك تحافظي عليه
أومأت سارة برأسها موافقة إليه ثم أخبرته قائلة بنبرة هادئة وفرحة
- حاضر يا دكتور ،عن إذنك يا دكتور
أخبرت سارة ذلك لرامز ثم أستأذنت بالرحيل وهو أذن لها أن تفعل هي ذلك
نهاية الفصل
"بداية الحكاية"
النزهة انتهت بسلام في النهاية، أوصلت سارة إلى منزلها ثم عادت هي إلى منزلها الخاص، صفت سيارتها أمام الڤيلا ثم دلفت إليها، فوجئت بوجود المربية الخاصة بها في انتظارها في بهو الڤيلا، ابتسمت سارة لها ثم خطت نحوها بخطوات متمهلة، بينما المربية وجهت إليها سؤالاً بنبرة موبخة قائلة لها
- كنتي فين يا سارة لحد دلوقت، وأوعي تقولي كنتي في الجامعة، عشان إحنا بقينا المغرب، وأكيد مفيش محاضرات النهارده عشان تقعدي ليها لحد دلوقت
أجابت سارة على سؤال المربية الخاصة بها وهي على وجهها ابتسامة دافئة، أخبرتها بنبرة مرحة قائلة لها
- عندك حق يا دادة كوثر، هو مكنش فيه محاضرات النهارده، فأنا ورنا روحنا لفينا شوية بالعربية وبعدين دخلنا مطعم واتغدينا فيه، وأهو أديني قدامك
أبتسمت كوثر إلى سارة وأخبرتها بنبرة هادئة
- طب يا حبيبتي تعيشي وتتفسحي براحتك، بس أنا عاتبة عليكي مش كنتي اتصلتي بيا وقولتلي إنك هتتأخري برة ومش جاية على الغدا
تكشيرة ظهرت على وجه سارة، هي شعرت بالأسف لأنها فوتت ذلك الأمر من ذهنها، لذا هي أخبرتها بنبرة معتذرة قائلة لها
- معلش يا دادة كوثر حقك عليا، أنا المفروض فعلا إني كنت اتصل بيكي
قالت سارة تلك الكلمات لكوثر معتذرة لها عن عدم اتصالها بها مما جعل كوثر تبتسم لها بدفء وود ثم أخبرتها بنبرة حنونة
- خلاص يا حبيبتي حصل خير، بس المرة الجاية أبقى أفتكري تتصلي
أومأت سارة برأسها موافقة إلى كوثر مما جعل الأخيرة تبتسم لها بود شديد ثم تقترب منها وتضع قبلة على رأسها، أخبرتها بعدها بنبرة حنونة
- ربنا يخليكي يا حبيبتي ويكرمك بابن الحلال اللي يريح بالك ويطمن قلبك
نظرت سارة إلى كوثر بوجه مبتسم ثم أخبرتها بنبرة مرحة قائلة لها
- تاني يا دادة حكاية العريس ده؟! وبعدين مش أنا قولتلك قبل كده القلب ده بيضخ دم وبس ملوش دعوة بالحب والجواز والكلام ده!!
تقطيبة متعجبة ظهرت بين حاجبي كوثر من حديث سارة الذي طالما كررته لها، هي أخبرتها بنبرة جادة
- تاني وتالت ورابع كمان، لما القلب ملوش دعوة بالحب والجواز أمال أيه اللي دعوة؟!! أنا لولا عارفة قلبك وطيبته كنت قولت عنك إن قلبك من حجر
ضحكات عالية خرجت من فم سارة على حديث كوثر المتعجب ذاك، لطالما تجادلوا في الأمر كثيراً وكلا منهما يظل على رأيه في النهاية، لذا هي رأت أنه لا فائدة من الجدال فأخبرت كوثر بنبرة هادئة قائلة لها
- بقولك أيه يا دادة أنا هموت وأنام، عن أذنك بقى أروح أنام لأني قمت النهارده من الصبح بدري عشان الجامعة، ما أنتي عارفة أني بحب أول يوم قوي
أبتسمت لها كوثر بحب ودفء ثم أخبرتها قائلة بنبرة هادئة وحنونة
- اطلعي نامي يا حبيبتي، ولما تصحي أبقي انزلي عشان أحضرلك العشا
ابتسمت سارة إلى كوثر بحب كبير ثم أومأت إليها برأسها موافقة، خطت بعدها نحو الدرج العريض وبدأت في تسلقه بخطوات متمهلة بينما كانت كوثر تشيعها بحب كبير ثم أخذت تدعو لها قائلة
- ربنا يهديكي يا حبيبتي ويبعتلك اللي يغير ليكي دماغك الناشفة دي ويعدلهالك، آمين يارب
قالت كوثر تلك الكلمات ثم سارت نحو غرفة الطهي كي تبدأ تحضير العشاء من أجل رب منزلها بمساعدة العاملين معها
**********,*********************,**********
عادت رنا إلى المنزل بعدما قامت سارة بسيارتها، صعدت بالمصعد إلى الطابق الذي به شقتهم الخاصة بعائلتها، دلفت إلى الشقة وفوجئت بوالدتها تنتظرها وهي على وجهها علامات الغصب، سألتها بنبرة حادة قائلة لها بصوت عال
- كتي فين يا فالحة، كل ده ؟! المغرب بيقول الله أكبر وأنت لسه فاكرة تيجي دلوقت!!
شعرت رنا بخوف شديد من كلمات والدتها لها، علمت في داخلها أنه على وشك تلقي علقة ساخنة على يدها
هي حاولت التبرير لها فأخبرتها بنبرة خائفة
- والله يا ماما اتصلت ببابا واستاذنت منه، قولته أنا وسارة رايحين نتمشى بالعربية، عشان مفيش محاضرات النهارده
أخبرت رنا والدتها بتلك الكلمات فوجدته تضيق عيناها بتفكير ثم أخبرتها بنبرة موبخة ولائمة
- يعني أنتي تتصلي ببابا وتأخدي الأذن منه، وبالنسبة للست اللي قاعدة في البيت مستنياكي على نار، مفكرتيش تتصلي بيها تطمنيها عليكي
شعرت رنا أن والدتها على حق، هي كان لابد لها أن تحادثها وتخبرها أنها سوف تخرج بصحبة سارة، كادت تخرج من فمها بعض الكلمات عندما فوجئت بوالدها يخرج من الداخل ويهتف بصوت عال قائلا لهما
- فيه أيه يا جماعة، أيه الصوت العالي والدوشة اللي أنا سامعها دي؟!!
بدأت سمية والدة رنا بالحديث حيث هي أخبرت زوجها شاكية له ابنته قائلة بنبرة عاتبة
- هو ينفع يا أبو رامي، بنتك تتصل بيك وتقولك أنها خارجة مع سارة وأنا متكلمنيش ؟!! هو أنا مش أمها ولا أيه بالظبط؟!
نظر سلامة إلى ابنتها نظرة عتاب زائف ثم أخبرها بنبرة موبخة قائلاً لها
- كده يا رنا متتصليش بأمك وتقوليلها أنت رايحة فين؟! تاني مرة لازم تكلميها قبل ما تروحي مكان
أومأت رنا إلى والدها برأسها موافقة على حديث والدها الذي وجدته يغمز لها بعينه ثم يقول لها بنبرة هادئة وصوت عال
- يالا بقى تعالي حبي على رأس ماما واعتذري ليها على اللي عملتيه النهارده
ابتسمت رنا إلى والدها ووالدتها ثم خطت نحو والدتها بخطوات سريعة، اقتربت منها ثم عانقتها بقوة كبيرة، ابتعدت عنها كي تضع على رأسها قبلة حنونة وتخبرها بنبرة متوسلة وراجية قائلة لها
- حقك عليا يا ماما يا حبيبتي، مش هعملها تاني والله
نظرت والدة رنا لها بحب كبير ثم أخبرتها قائلة بنبرة هادئة وحنونة
- يا حبيبتي أنا بشد عليكي كده عشان الدنيا مبقتش أمان زي الأول، وأنتي بنت وأنا بخاف عليك، عايزاكي تحطي ده في دماغك، ومتفتكريش إني بشد عليكي كده والسلام، فاهمة يا حبيبتي
ابتسمت رنا إلى والدتها ثم أومأت برأسها متفهمة الأمر هي أخبرتها بنبرة دافئة بعدها قائلة لها
- فاهمة يا ماما يا حبيبتي، وأنا الحمدلله فاهمة حدودي كويس وعمري ما هتطخطاها ابدا
ابتسمت سمية إلى ابنتها رنا بدفء وود ثم سألتها بنبرة هادئة قائلة لها
- ها هتتعشي دلوقت ولا لسه شوية تاني؟!
أشارت رنا إلى والدتها بيدها نافية الأمر ثم أخبرتها قائلة بنبرة متعبة
- لا أنا مش جعانة دلوقت للأكل خالص ، أنما جعانة لحاجة تانية خالص
نظرت سمية إلى ابنتها بتعجب كبير ثم سألتها قائلة لها
- حاجة أيه التانية اللي جعانة ليها؟!
ابتسمت رنا إلى والدتها ثم أخبرتها بنبرة مرحة
- جعانة نوم يا ماما، عن أذنك أنا رايحة أنام
قالت رنا تلك الكلمات إلى والدتها ثم خطت نحو غرفتها الخاصة بها هي وشقيقتها ريهان كي تنعم بذلك النوم الذي كانت تتمناه
بينما والدتها كانت تشيعها بتعجب تام وهي تضرب كفا بكف وضحكات زوجها تصدح في المكان على فعلة ابنته رنا تلك التي أثارت تعجب والدتها
*************,********************,******,*
أسبوع مر على بدء الدراسة، سارة ورنا كلتاهما انتظمتا في حضور المحاضرات، سارة كعادتها تفعل ذلك طوال سنوات دراستها، ورنا تريد الحصول على تقدير عال هذا العام، هي تريد الالتحاق بوظيفة جيدة بعد الانتهاء من الدراسة وتقدير تخرجها سوف يساعد في ذلك على العكس من سارة التي كانت شهرة أبيها تمنح لها فرصة كبيرة كي تلتحق بأي وظيفة تريدها
كانت تفكر في تلك الأفكار عندما استمعت إلى تهامس إحدى الفتيات إلى زميلتها والتي تجلس بجوارها في المدرج الجامعي، حول الأستاذ الجامعي الذي ألقى المحاضرة وكان على وشك الخروج من قاعة المحاضرات، كانت الفتاة تتغزل بالأستاذ الجامعي وتعدد مزياه أمام صديقتها الأخرى، أثار الأمر تعجب رنا من فعلتها تلك ونظرت إلى سارة التي توشك على غلق حقيبة يدها بعدما وضعت قلمها بداخلها، فهي قد انتهت من تدوين تلك المحاضرة التي ألقاها الأستاذ الجامعي، رنا قامت بلكز سارة في مرفقها وأشارت إليها بعيناها كي تنصت إلى حديث تلك الفتاة، رفعت سارة حاجبها متعجبة من حديث الفتاة، وأشارت إلى رنا أن لا تهتم للأمر مما جعل رنا تسألها بنبرة متعجبة
- عايزاني أكبر دماغي ليه يا سارة، على فكرة هي عندها حق هو شكله وسيم جدا وعمره خمسة وتلاتين سنة، كمان سمعت أنه عنده مكتب خاص بيه للدعاية والإعلان يعني مناسب من كل ناحية
تقطيبة متعجبة ظهرت بين حاجبي سارة من حديث رنا لها، وهي تصف وتعدد مزايا أستاذهما الجامعي رامز الذي كان يلقي عليهما للتو محاضرة، هي أخبرتها بنبرة غير مبالية قائلة لها
- يا بنتي وأنا مالي بكل ده؟! إنا يهمني أنه دكتور كويس، وشرحه مفهوم ، لكن حكاية وسيم وعنده ومش عنده دي متهمنيش في حاجة، وأسكتي بقى خلينا نسمع هو بيقول أيه دلوقت
أخبرت سارة صديقتها رنا بتلك الكلمات، ثم زجرتها كي تنتبه لحديث أستاذ رامز في مكبر الصوت وهو يقول
"دلوقت أظن أنكم فهمتم المحاضرة كويس، المطلوب منكم دلوقت عمل بحث عن ظاهرة مهمة في المجتمع أثرت فيكم بشكل كبير، كمان تقترحوا ليها حلول مناسبة، الأبحاث هتتسلم بعد أسبوع من دلوقت، المركزين الأول والتاني هيأخدوا شهرين تدريب في المكتب. بتاعي، وأظن كلكم سامعين عنه، مستني أبحاثكم وعايزة أشوف أفكار جديدة ومبتكرة"
قال رامز تلك الكلمات إلى الطلبة الذين يلقي عليهم المحاضرة ثم أغلق مكبر الصوت، لملم حاجياته وتوجه بخطوات سريعة نحو الباب الخاص بالأساتذة
بينما كانت سارة تشيعه وعلى وجهها بسمة عريضة، فتلك هي فرصتها كي تثبت نفسها وتحصل على فرصة للتدريب في أفضل مكان وعلى يد أستاذ عظيم مثله
*******************************************
بعد انتهاء المحاضرات واليوم الدراسي كانت سارة تحادث رنا بينما هي توصلها إلى المنزل بسيارتها، كانت رنا تتسأل بنبرة قلقة قائلة إلى سارة
- بقولك أيه يا سارة، حكاية البحث دي قلقاني، أنا مش عارفة أختار اي ظاهرة في المجتمع، كمان دا هو. طالب حلول ليها مبتكرة، طب أنا أجيب له منين حلول مبتكرة وجديدة كمان
رفعت سارة حاجبها متعجبة من حديث صديقتها رنا ثم أخبرتها بنبرة موبخة قائلة لها
- مالك يا بنتي مقلقة ليه، وبعدين ما هو المجتمع مليان بلاوي اختاري أي حاجة وأتكلمي عنها، وفكري يا رنا يا حبيبتي في حلول ليها، ها فكري
قالت سارة تلك الكلمات إلى رنا ثم عادت لتنتبه إلى الطريق، كي توصل رنا إلى منزلها
*******************************************
طوال عشرة أيام كانت سارة قد اختارت الظاهرة التي توجد في المجتمع وقد أثرت بها، ثم حاولت أن تضع لها بعض الحلول المبتكرة والغير شائعة، بعد أن انتهت من ذلك هي قدمت البحث لأستاذها ثم أنتظرت النتيجة الخاصة بالبحث بقلق كبير فهي تريد أن تحصل على فترة التدريب تلك عند أستاذ رامز
واليوم كان موعد إعلان النتيجة كما أخبرهم أستاذ رامز، هو أنهى ألقاء المحاضرة ثم أخرج الأبحاث من حقيبته الخاصة، أنتقى منها بحثان وأخذ يقرا الاسم الذي دون أعلى كل واحد منهما، سارة أخذت تترقب الأمر ، ثم حمدت ربها أنها قد جاءت في المركز الأول حينما على صوت رامز في مكبر الصوت، أمر الفائزان بالعروج على مكتبه الخاص بعد قليل، مما جعلها تشعر بقلق شديد وتتسأل لما هو أراد رؤيتها في مكتبه الخاص بعد قليل
هي نفذت ما طلبه الاستاذ منها، وها هي الآن تتوجه إلى مكتبه الخاص، سارت في الممر الخاص بمكاتب الأساتذة ثم بدأت تبحث عن غرفةالمكتب التي يعلو اسمه عليه حتى وجدته، دقت على الباب عدة طرقات فأتاها صوته وهو يطلب منها الدلوف إلى المكتب، وهي فعلت ذلك حيث فتحت الباب وعبرت من خلاله، سارت نحوه ووقفت أمام المكتب الخاص به، بدأت تتحدث قائلة له بصوت هادئ قائلة
-خير يادكتور رامز حضرتك طلبت تشوفني ليه؟!
تطلع رامز إلى الفتاة التي تقف أمامه والتي تدعى سارة، لقد أعجبه البحث الخاص بها وكذلك أشاد لها بالحلول التي ابتكرتها لمعالجة هذه الظاهرة، فكر في نفسه أنها فتاة مجتهدة ويبدو عليها التفوق، هو سوف يمنحها فرصة التدرب في مكتبه الخاص وهو متيقن من أنها سوف تحسن استغلال تلك الفرصة جيدا
لذا هو اجاب على سؤالها ذاك قائلا لها بنبرة هادئة
- كنت عايز أحييكي على البحث الجميل اللي عملتيه هو فعلا يستحق المركز الأول، بس هو فيه سؤال حبيت أسأله ليكي بخصوص الظاهرة موضوع البحث
تطلعت سارة إلى أستاذها الجامعي ثم سألته قائلة بنبرة هادئة، وسألته
- خير يا دكتور، حضرتك عايز تسأل أيه ؟!
أبتسم رامز على سؤالها ذاك، ثم أخبرها بنبرة متسألة ومتعجبة قائلا لها
- أنا كنت عايز أسألك ليه أختارتي موضوع الإدمان بالذات يا سارة؟!
أجابت سارة على سؤال رامز قائلة له بنبرة هادئة
:لأن هو أكبر مشكلة موجودة بين الشباب في مصر وأغلب الشباب دلوقتي بيأخدوا مخدرات غير الحبوب التانية وبكدا شباب مصر بيقيوا من غير وعي ولا عقل وده آثر علي إقتصاد مصر ،دا غير المشاكل التانية اللي بتيجي من وراه
أستمع رامز لكلماتها تلك ثم أخبرها بنبرة هادئة
عظيم ,أنا معجب برأيك وتفكيرك وعشان كدا أنا طلبت أشوفك عشان أناقش معاكي أنك هتبدأي تدريب عندي في المكتب ،طبعا إنتي عارفة بخصوص المكتب بتاعي
أومأت سارة برأسها له على كلماته تلك هي أخبرته قائلة بنبرة فرحة
حضرتك بتقول ايه أنا أكيد سمعت عن مكتب حضرتك دا أنا مش مصدقه نفسي أني هكون عند حضرتك بجد وسعيدة جدا أنك بتطلب مني أنا كدا
أبتسم رامز لسارة التي يبدو عليها الحماس الشديد ثم أخبرها قائلا بنبرة هادئة
-أيوة متأكد وعارف أنك تستحقي ،وكمان عارف بمستواكي الدراسي وعايزك تحافظي عليه
أومأت سارة برأسها موافقة إليه ثم أخبرته قائلة بنبرة هادئة وفرحة
- حاضر يا دكتور ،عن إذنك يا دكتور
أخبرت سارة ذلك لرامز ثم أستأذنت بالرحيل وهو أذن لها أن تفعل هي ذلك
نهاية الفصل