أسيرة لعشقه

HananDarwesh`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-17ضع على الرف
  • 60.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

أسيرة لعشقه
المقدمة

قيل قديما، أنت لست من تختار أن تحب أو لا، فالحب هو من يجدك، يصيبك بسهم العشق، أنت لا دور لك على الإطلاق أنت المتلقي فقط، سوف يسرق قلبك من بين أضلعك، تصبح خاسرا في معركة أنت لم تخضها مطلقا
هي
كلمات عشق لا تؤمن بها، غزل مائع لايليق بعقلها، هكذا هي ترى الحب والمحبين أيضاً، تراه أناس بلا عقل ارتضوا الرضوخ لقلب هاو غير محترف في معركة الحياة، بينما هي حسمت أمرها منذ البداية ، لا وجود للحب في عالمها، القلب يدق من أجل صخ الدم فقط ومواصلة تلك الحياة التعسة، فهل سوف يأت عليها يوم تدرك أن للقلب فائدة أخرى؟!!

*****************************************
هو
يرى أن العالم مكان جميل إن صنعت بيدك الجمال، الحب والعشق جائزان بشرط واحد أن تحسن الأختيار، هو مستعد للوقوع في الحب بكل تأكيد. لا مشكلة لديه في ذلك الأمر، فالحب هو قضاء وقدر، لكن عليك أن تختار كيف تنهيه، فأنا عشقك بستان يفوح بالسعادة فعليك أن تزرع المزيد منه، وإن كان صحراء قاحلة لا فائدة منه، فعليك بهجرانه، الكلمات دوماً سهلا، فكل ما عليك هو فتح فمك للحديث والنطق بما تريد قوله، بينما الأفعال تحتاج جهدا أكبر وهو يرى نفسه صالح لتلك الأفعال، فهل سوف يأت عليه الوقت الذي يرى نفسه حائرا، تائها، ليس بيده حيلة سوى مجرد كلمات يسردها ويتلوها

حنان درويش
*******************************************
قيل عنها، "موس دراسة" "دودة كتب" فما ذاك يهز شعرة واحدة من رأسها، هي لا تهتم لرأي أحد من هؤلاء الذين لا يملكون سوي الكلمات التي يتفهون بها من أفواههم، تستمع إلى حديثهم عنها ولا تبالي، لديها حلم واحد فقط وطريق تسير فيه من أجل تحقيق ذلك الحلم،هي تريد أن تكون من أهم إعلامي البلاد، والطريق كان نجاحها بتفوق، والنجاح والتفوق لا يكون بالمكوث في المنزل والدعاء فقط، بل أن تنهض من فراشك، تخرج من منزلك وتسعى لتحقيق حلمك وهي فعلت ذلك بكل تأكيد

المكان : جامعة القاهرة
الزمان: بداية العام الدراسي


فهل أسرد عليكم بعض التفاصيل، أم أخبركم بطريق موجزة جداً أن بطلة تلك القصة فتاة متفوقة دراسياً تذهب إلى جامعتها منذ بداية العام الدراسي الجديد
هي تعشق دراستها وتتفوق بها
وهل أزيدكم من البيت شعرا، هي لديها صديقة مقربة أو كما يقولون عنها "الأنتيم" خاصتها، وإذا أردنا أن نوصف تلك الفتاة سوف نقول شيئاً واحداً وهو أنها
على العكس من سارة، لدرجة أنك سوف تتعجب عند رؤيتك لهما وتتسأل عن ما قد جمع بين الاثنتين، فهل ذلك لأن الأضداد تتجاذب كما درسنا في مادة الفيزياء قديما؟! في درس المغناطيس تحديدا
حسنا هذا لا يهم، نحن سوف نصف تلك الأنتيم ببضع كلمات وهي تحب النوم والأنتخة، الدراسة أمر ثانوي لديها، وليس مسألة حياة أو موت كما تمثل إلى صديقتها واليوم هي تشعر بضيق شديد، أتدرون لماذا تشعر بذلك الضيق الشديد؟! لأنها أتت رغما عنها بصحبة تلك السارة إلى إلى الجامعة، في أول يوم دراسي بها، وهو ذلك اليوم الذي لا أحد يعيره إنتباها
سارة جعلتها تستقيظ مبكرا بعد أيام طويلة من السهر والنوم المتأخر كي تأمر بأن تستعد للذهاب معها للجامعة، وهي استجابت ولا تعلم لماذا استجابت لطلب صديقتها، أرتدت ملابسها ثم انتظرت منها أن تأت إلى منزلها كي تقلها بالسيارة، وصلتا إلى الجامعة، بدأت سارة بالسؤال عن جدول المحاضرات، ليدور بينهما ذلك الحوار، الذي بدأته رنا قائلة بنبرة مرحة مخبرة سارة

- أيوة يا معلم السنة الجديدة بدأت وهتبدي نحت من دلوقتي يا سارة صورصارة، يا دحيحة أنتي

لترد عليها سارة بنبرة موبخة وهي تضع أمام أعينها كفها كله، كدليل على الاستعاذ من الحسد بتلك الطريقة
المعروفة، قائلة لها

- :الله وأكبر في عنيكي ياشيخة، وبعدين أنا مش قولتلك بلاش سارة صورصارة دي يا رنا الجزمة

لترد رنا على كلماتها الزاجرة تلك بنبرة مرحة ممازحة إياها، تقر عليها بعض الحقائق قائلة لها

-:الله مش دي الحقيقه واحدة واخدة إمتياز في كل المواد ؟! وإيه كمان هي بتيجي من أول يوم في السنة الدراسية دي تبقي أيه ؟!

أجابت سارة على كلمات صديقتها المتسألة وأخبرتها بنبرة متسألة وساخرة قائلة لها

-: تبقي أيه يا أم العريف؟!

أجابت رنا على سؤال سارة الساخر
: تبقي موس مذاكرة، أيه مش بتزهقي خالص من الدراسة زينا كده إحنا الطلبة الطبيعيين ليه يا حبيبتي لا وكمان جايبنا من أول يوم في الدراسة ،تقولشي زويل في زمانه

رنا قالت تلك الكلمات الممازحة إلى صديقتها سارة لتجيبها سارة بنبرة ساخرة ومتهكمة قائلة لها

طبعا ما واحدة فاشلة زيك هتقول أيه غيرالكلام ده؟!! بطلوا حقد بقي على خلق الله

استمعت رنا إلى كلمات سارة الساخرة منها مما جعلها تشعر بالغضب والضيق، هي أخبرتها أنها فاشلة لا تصلح للدراسة، وأيضا هي تحقد على المتفوقين من أمثالها
ردت بعدها رنا على كلمات سارة تلك بنبرة موبخة قائلة لها عاتبة عليها ما قالته


-:بقي فاشلة وكمان حقودة ،طب والله لأوريكي يا صورصارة الحقد علي أصوله
قالت رنا تلك الكلمات لتميل بعدها على جسد سارة وتبدأ في لكزها بذراعها وتسديد بعض الضربات الخفيفة لها، دليلا على غضبها منها، لتصرخ سارة بصوت عال متاوهة من ضربات رنا لها، هي أخبرتها بنبرة موبخة وزاجرة قائلة لها

-:أي براحة يخرب بيتك مفيناش من ضرب يا مجنونة

قالت سارة تلك الكلمات التي جعلت رنا تغلي من الغضب وتخبرها بنبرة مهددة قائلة لها بصوت غاضب

- وكمان بتقولي عليا إن أنا مجنونة؟! طب أنا مش هضربك وبس أنا هعاقبك عقاب أكبر من كده بكتير يا سارة عارفة هعمل فيكي أيه

تسألت سارة بنبرة مرحة قائلة لها

- هتعملي أيه يا فالحة؟!

لترد رنا على سؤال سارة مخبرة إياها بنبرة غاضبة

- مش هجبلك الشاورما يا سارة، ها عارفاها؟! الشاورما اللي هي الأدمان بتاعك، وشوفي كده مين هيجبهالك تانى، ويأخدك عند محل عم حمدي اللي بتروحي تدبي خمسة شاورما من عنده

قالت رنا تلك الكلمات إلى سارة بنبرة متوعدة، لتخبرها سارة بنبرة مترجية ومتوسلة قائلة لها


- لا كله اللي الشاورما ،حقك عليا يابيضة إنتي صحيح مجنونة! بس أحلي مجنونة والله

استمعت رنا لتلك الكلمات المتحايلة من صديقتها سارة وأخبرتها بنبرة ساخرة ومتهكمة أيضاً قائلة لها

- أيوة يا أختي ثبتيني بالكلمتين دول عشان الشاورما بتاعتك
لتجيب سارة على سخرية رنا منها قائلة بنبرة راجية

-طيب يا ستي أنا هصالحك دلوقتي

تسألت رنا بنبرة متعجبة قائلة لها

-هتصالحيني إزاي ياصورصارة هانم، أنا عارفاكي دماغك مش هتيجب غير المذاكرة

أستمعت سارة لسؤال رنا بضيق زائف وأخبرتها بنبرة متوعدة قائلة لها

-:أنا هفوتهلك صورصارة دي دلوقتي، عايزة تعرفي أنا هصالحك أزاي
وضعت رنا يدها أسفل ذقنها كي تحكه بطريقة مرحة وتتسأل بنبرة حائرة قائلة لها

- هتعملي أيه بس فهميني؟!
لتقوم سارة بتشغيل الهاتف الخاص بها على أغنية تعشقها رنا، وتحب سماعها طوال الوقت،ثم تخبرها بنبرة مرحة قائلة لها

- بصي يا رينو دي أغنية مين؟! اللي بيحبها!! وبيموت فيها، أهي دي ،،،

سارة قالت تلك الكلمات إلى رنا التي أخذت تنظر ببلاهة وتعجب كبير إلى سارة التي قامت بتشغيل أغنيتها المفضلة على هاتفها المحمول، لتخبرها بنبرة متعجبة قائلة لها

- لا مش معقول عود البطل مرة واحدة وكمان سارة؟! لا لا مش طبيعي الحكاية دي!!

لتقول سارة إليها بنبرة مرحة ممازحة إياها

-أعمل ايه ما الشعنونة بتاعتي ما بتحبش غير الأغاني
دي، وأنا مضطرة أعمل كده عشان أعرف أصالحها

قالت سارة تلك الكلمات إلى رنا التي اختطفت منها الهاتف وقامت بتعلية الصوت على آخره، مما جعل سارة تنظر إليها نظرة مغتاظة ثم تخبرها بنبرة موبخة قائلة لها بزجر واضح

- ياستي بقولك إيه!! حطي السماعات في التليفون آه ربنا يسترك مش ناقصه فضايح هي، ويالا بينا نجيب الجدول بتاعنا

قالت سارة تلك الكلمات إلى رنا التي عقبت على حديث سارة الزاجر ذاك وأخبرتها بنبرة ساخرة ومتهكمة قائلة

- مش بقولك موس، عيب عليكي أنا حفظاكي يا حبيبتى اكتر من أي حد

أستمعت سارة لكلمات صديقتها الساخرة تلك ثم أخبرتها بنبرة متهكمة، وهي تشير نحو الهاتف المحمول الخاص بها والذي هو في حوزة رنا الآن، قائلة لها

- بس بس، أنتي مش تتكلمي خالص، خليكي في عود البطل بتاعك وأمشي معايا من سكات

لتذهبا الاثنتان إلى المبني الذي يتم تعليق الجدول الخاص بمحاضرات النصف الأول من العام الدراسي
كلية صحافة وإعلام، الفرقة الرابعة

لم يكن هناك الكثير من الطلبة في المكان فاليوم أول يوم دراسي وليس جميع الطلبة تداوم فيه، لذا لم يكن هناك أزدحام شديد في المكان، استطاعت سارة أن تجلب ذاك الجدول وتقوم بتدوينه بكل سهولة ويسر

بعدما أنتهت سارة من نقل جدول المحاضرات على المفكرة التي تحملها في يدها، مدت رنا يدها كي تلتقط تلك المفكرة وتلقي نظرة سريعة عليها، ثم صاحت هي بصوت عال وبنبرة مندهشة قائلة

-أوبا بصي يا بت يا سارة مين هيدينا السنة دي؟!

استمعت سارة إلى كلمات صديقتها رنا المتعجبة وسألتها بنبرة متهكمة قائلة لها

سارة :مين يافالحة اللي هيدينا؟!
أجابت رنا على سؤال سارة مخبرة إياها قائلة

:دكتور رامز المهدي، يا سارة أكيد عارفاه كويس

أومأت سارة برأسها موافقة إلى صديقتها رنا ثم أخبرتها بنبرة فرحة وسعيدة أيضاً قائلة لها


- قشطة !! دي هتبقى سنة حلوة حلاوة، دكتور رامز من أحسن الدكاترة هنا في الجامعة، ده حظنا جامد السنادي عشان يدينا دكتور رامز

تطلعت رنا إلى سارة بيأس شديد ثم أخبرتها قائلة لها بنبرة متهكمة وساخرة قائلة لها

-أيوة يا أختي ناس بتاعة مذاكرة صحيح، أول ما عرفتي أنه دكتور رامز بيدينا فرحتي على طول

تطلعت سارة إلى رنا بضيق زائف ثم أخبرتها بنبرة موبخة وزاجرة قائلة لها

-كبة !! كفاية قر ربنا يهدك ياشيخة، نازلة من الصبح قر عليا هو مافيش حد غيري تقري عليه يا حبيبتي

قالت سارة تلك الكلمات إلى صديقتها رنا ثم نظرت إليها بخيبة أمل قائلة لها

-ويالا بينا نروح، عشان النهاردة للأسف مفيش محاضرات خالص

استمعت رنا إلى كلمات صديقتها سارة تلك، ثم نظرت إليها بنظرات مغتاظة، قالت لها بنبرة ساخرة ومتهكمة على نفسها وحالها معها

- :ماشي يا أختي ما أنا تحت أمرك تعالى تعالي أمشي أمشي، لما مش عارفة أنا عروسة ماريولينت في أيدك ولا أيه بالظبط

لتجيبها سارة بعدما أستمعت إلى كلماتها الساخرة تلك قائلة لها بنبرة زاجرة كي تكف عن الحديث

- بطلي رغي بقى يا رنا، وخلينا نركب العربية ونتمشي بيها شوية، عشان الواحد زهقان النهارده ومش عارف يعمل أيه بالظبط، فقولت نلف بالعربية بتاعتي شوية

انصتت رنا لكلمات سارة التي أخبرتها بها لتصيح بعدها هاتفة بصوت عال مخبرة إياها قائلة

-:أيوة يا معلم أهو هو ده الكلام
لتخبرها سارة وهي تتهكم عليها وعلى أفعالها تلك، قائلة لها بنبرة متهكمة وساخرة

:تموتي في الصياعة أنتي!!

نظرت رنا إلى رنا نظرات مغتاظة ثم سألتها بنبرة ساخرة قائلة لها

- :يعني عاجبك الخنقه اللي بتبقي فيها دلوقت؟!!

لتجيب سارة عليها بنبرة هادئة قائلة لها

-:لا طبعا الدنيا هنا زهق فعلاً، يالا بينا نتمشي شوية
أخبرت سارة تلك الكلمات ثم أخذت تسير نحو الخارج متوجهة نحو المكان الذي كانت تصف سيارتها به
دقائق مرت حتى وصلتا الاثنتان إلى الموقع الذي تقبع فيه سيارة سارة التي قد جلبها لها والدها عند دلوفها إلى الجامعة، حتى لا تحتاج إلى استقلال سيارات الأجرة، هو في البداية أقترح عليها أن يجلب لها سائق لتلك السيارة لكنها هي رفضت أقتراحه ذاك ، أخبرته أنها تريد أن تعتمد على نفسها، لذا هو ألحقها بدورة تعلم السواقة وهي استطاعت أن تجتازها في النهاية
رغم المصاعب التي واجهتها في البداية، والآن هي تستطيع قيادة السيارة بكل مهارة
رنا تستغل ذلك من وقت لآخر، هي تطلب منها القيام بنزهات بسيارتها إلى بعض الأماكن، أحيانا ترفض ذلك وأحيان أخرى توافق على طلبها ذاك

أشارت سارة إلى رنا واخبرتها بنبرة مرحة قائلة لها

- أركبي بس يا أختي أركبي خلينا نلحق الصياعة من أولها على رأيك يا رينو، عشان بكده من أول الأسبوع الجاي، هتنسي الفسح والخروجات وكل الدلع ده، عايزاكي تجيبي تقدير السنة دي مش كل سنة جيد فاهمة يا حبيبتي

أومأت رنا إلى سارة موافقة ثم استقلت السيارة برفقة سارة، التي جلست على مقعد السائق بينما رنا جلست في المقعد المجاور لها
بعد أن انطلقت سارة بالسيارة مدت رنا يدها كي تدير مشغل الموسيقى الخاص بالسيارة ثم أدارتها على تلك الأغنية التي تعشقها ونالت إعجابها من أول مرة قد استمعت لها رغم سخرية سارة منها وأخبارها أنها أغاني هابطة لا ترتقي إلى مستوى الذوق الفني الرفيع
رنا تخبرها أنها تحبها رغم ذلك، وإن عليها أن تكف عن تقديم تلك النصائح لها
صدح صوت الاغاني العالية في السيارة، رنا تردد من خلف المغني الكلمات الخاصة بالأغنية، بينما سارة ترمقها بعدم رضا، هي أخبرتها بنبرة موبخة

- كفاية نشاز بقى، مش كفاية المطرب اللي صوته تعبان ده، هتغني أنتي كمان، حرام عليكي ارحمي وداني النهارده هيجلهم أنهيار منك ومن أغانيكي دي

نظرت رنا إلى سارة بسخط شديد ثم أخبرتها قائلة بنبرة بها بعض الغضب الزائف
- وبعدين معاكي أنتي، انا زهقت عمال تقطمي فيا لو مكنش عاجبك نزليني هنا واروح بيتنا، هناك اسمع أبو صوت تعبان، أبو صوت حران أنا وراحتي بقي اوف،،،

قالت رنا تلك الكلمات وهي تنظر إلى سارة بسخط وعدم رضا، بينما سارة تقهقه بصوت عال على أفعالها تلك التي تتسم بالصبيانية
نهاية الفصل
حنان درويش
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي