22

نزل الامبراطور من المحفة بهدوء ، لقد كانت طلته مهيبة و مخيفة للغاية كان رجلا ذو عضلات ضخمة و يرتدى ثيابا فاخرة كان وجهه غاضبا و عيناه تشعان غضبا و خبثا فى نفس الوقت ..
_ انا ارى ثعبانا ضخما هنا
قال الامبراطور بنبرة غاضبة و هو ينظر نحوى
_ الحقيقة هى انك شيطان ، فكيف نعلم ان هذه ليست خدعة شيطانية ؟
ردد الامبراطور مجددا و هو ينظر حوله
_ ايها الامبراطور ، انت يجب ان تدافع عن السلام ، لا ان تسبب كارثة " قال لاسڤير باندفاع

فاحكم الامبراطور ربط الحبل حول سيڤاك و رفعه للاعلى ، مما جعل قلادته تسقط و بدأ يتحول الى هيئته الثعبانية ..

_ انه شيطان ، انهم شياطين جميعا
قال الامبراطور يصياح و هو يشير نحو ريون و سيڤاك و هيرا ..
_ نعم ، و لكن من يهتم حقا ؟ كوننا شياطين او لا هذا لا يغير شيئا
سأل سيڤاك بحدة و هو يحاول الافلات من تلك الحبال التى تقيده و لكن كل ذلك بلا فائدة ..

شهق اهل القرية جميعا و هم ينظرون الى سيڤاك الذين اكتشفوا للتو انه شيطان رغم انه كان يعيش معهم طوال الوقت و لم يكتشفوا شيئا و يشيرون نحوه و يرددون
' شيطان '
' انه سيڤاك شيطان '

_ ما زلت انا سيڤاك ، لقد ركضت اليكم هنا الان حتى احذركم جميعا
صرخ سيڤاك و لكن الناس كانت تبتعد عنه بخوف .. فهو بالنسبة لهم الان شيطان مخيف و لا اكثر ..
_ ڤيلاس فى حالة خراب و هذا المكان هو التالى ، علينا الهرب جميعا
صاح سيڤاك بأقصى طاقته و هو يحذرهم خوفا ان تتدمر القرية التى تربى بها طوال حياته ..
" اسمعوا ، عليكم ان تركضوا الان ، ستتدمر القرية تماما و لن يظل احد على قيد الحياة
صاح سيڤاك يحذرهم مجددا ، فرغم انهم يكرهوه جميعا الان الا انه لن يتخلى عمهم مهما حدث
_ انت شرير ، انك شيطان شرير
ردد اطفال القرية ثم اختبؤا خلف اهلهم بسرعة و يغمضون اعينهم بخوف ..
_ شيطان ضعيف بلا فائدة ، حتى قريته التى تربى بها لا تتقبله
سخر الامبراطور فاندفع سيڤاك صارخا
_ كل هذا بسببك من البداية ، لقد خاطرت بحياتنا جميعا .. لقد جعلتنا نصطاد الثعابين لتغذية طاقتك و لتجديد خلودك ، انت من جعلتنا نظن طوال الوقت انهم وحوش يقتلون الثعابين دون ان يتعرضوا للاذى بسببهم ..
صرخ سيفاك مقهورا بسبب افعال الامبراطور الانانية
_ لقد اجبرت سيرينا على التحول الى ثعبان ايها اللعين قال سيڤاك بصراخ
_ سأقتلك و اللعنة ، سأثأر لكل شيطان مات بسببك صرخت هيرا و هى تحاول الافلات من تلك الحبال التى تقيدها ، فضحك الامبراطور بسخرية و هو ينظر لـ هيرا ،
_ تلك الصغيرة مضحكة للغاية
قال الامبراطور بسخرية و هو يقهقه على آلامهم

سمعوا صراخ من الغابة و الطيور ابتعدت عن الاشجار مهاجرة فى اسراب كبيرة مما يوضح ان سيرينا قد اقتربت ، نظر الامبراطور نحو الغابة بعيون خائفة .. و حينها صرخ سيڤاك عاليا
_ انها هنا ، يمكننى جعلها تتوقف ، يمكننى انقاذنا .. افلتنى الان و اللعنة ، سنتدمر جميعا ان لم تفعل
صاح سيڤاك بغضب و هو يحاول الافلات من تلك الحبال التى تقيده ..
_ لما لا ؟ انطلق
قال الامبراطور ببساطة و تعتلى وجهه ابتسامة خبيثة ثم بعدها ابعد تلك الاحبال المضيئة عن جسد سيڤاك ، هو كان يعلم ان سيرينا سوف تقتله حتما لذا هو سيوفر وقته و طاقته فى قتل سيرينا فقط و اخذ قوتها بدلا من قتلهما معا ..

افلته الامبراطور فـ ركض سيڤاك نحو الغابة بينما كان ريون يحاول الافلات هو و هيرا من قبضة الامبراطور ، كانت سيرينا فى هيئتها الثعبانية الضخمة تزحف بين الاشجار هنا و هناك و كل حيوانات الغابة تهرب من حولها خوفا ..

وقف سيڤاك امام سيرينا و صاح مرددا اسمها بخوف
_ سيرينا ، سيرينا توقفى
ردد سيڤاك فتوقفت سيرينا امامه و نظرت نحوه بغرابة ، هو مألوف بالنسبة لها و لكنها لا تتذكر شيئا حوله
_ سيرينا فى فيلاس كان عليك مواجهة هؤلاء الجنود ، انت لا ترغبين ان تؤذيهم سيرينا
ردد سيڤاك و عندما وجد سيرينا هادئة بدأ يكمل حديثه
_ لكنى اخبرك انه رغم اصطيادهم للثعابين ، انهم حقا ابرياء لقد اجبرهم الامبراطور على ذلك ، لا تحولى القرية الى ڤيلاس اخرى سيرينا من فضلك هذا ليس ذنبهم فى النهاية
ردد سيڤاك و بدأت الدموع تتكون بعيناه بينما قلبه كان يخفق بقوة رهيبة لقد كان خائفا ان تتعرض سيرينا للقرية و تدمرها تماما فهى لا تتحكم بنفسها الان على الاطلاق ..

فارتفعت سيرينا عن الارض و صرخت به بفحيح الافاعى المخيف هذا ثم تحركت من امامه و ضربته بخفة بذيلها و اكملت الطريق غير مبالية بأى كلمة مما تفوه به للتو ..
سيڤاك لم يرغب ان يستخدم قواه عليها فـ الى جانب انه ليس متمكنا بعد باستخدام قواه ، ايضا هو لا يريد ايذاء سيرينا الى جانب ان مهاجمته اياها لن تغير اى شئ ، قفز الى صخرة ضخمة كانت بجانبه و هو يتنفس بصعوبة ثم نظر نحو الوجهة التى تزحف اليها سيرينا ، انها قريته
' قرية صائدى الثعابين ' و لن يسمح ان تتدمر ابدا ، ذكرياته و عائلته الوحيدة التى يعرفها ..

ركض بأقصى سرعته و لحسن الحظ انه اصبح سريعا للغاية حتى و هو بهيئته البشرية ، ركض حول سيرينا فى حركات دائرية و بدأت بتلات حقل الازهار الذى يركض به تتطاير حولهم بكل مكان و ذلك جعل ثعبان سيرينا يتشتت للغاية ، ارتفعت سيرينا عن الارض و صرخت بفحيح فى وجه سيڤاك ، الذى صعد اعلى تلك الصخرة مجددا حتى يلفت نظرها ..

_ سيرينا
صاح سيڤاك بأسمها فاقتربت منه زاحفة مجددا و عما اصبحت امامه قال
_ سيرينا ، استمعى الى فحسب
_ لقد تحولت الى واحد منكم
ردد تلك الجملة و عندها اتسعت حدقتان الثعبان و اخفض دفاعته و تلك الحراشف التى كانت برأسه اختفت
_ لقد اصبحت شيطانا الان ، الان كلانا شياطين
قال سيڤاك بابتسامة متألمة ، فقد كان يريد ان يخبرها بهذا الخبر عندما تكون بهيئتها البشرية و كان يرغب ان برؤية ردة فعلها و سعادتها بأنهما سيكونان سويا أخيرا ..
_ على الرغم من اننا لا نموت ، لا يهم .. يوجد عالم شاسع هنا ، مملوء بكل العجائب و الغرائب ،  لذا فمن يهتم ما الذى يبدو عليه جسدك ،  سيرينا .. على الرغم من اننى الاضعف من نوعك و لم اعرف جميع قواى بعد الا اننى سأبذل قصارى جهدى لحمايتك و ان لم يقبلونا ، سنذهب فقط الى نهايات الارض ، لدينا مكان هناك بالتأكيد .. علينا فقط العثور عليه ، نحن لن نستسلم ابدا سيرينا
تحدث سيڤاك بشجاعة رغم تلك الدموع التى تسكن محجريه ، و حدقان سيرينا كانت تزداد لمعانا و اتساع و انفاسها بدأت تصبح اكثر اضطربا ، لقد كانت بالداخل تسمعه و سعيدة بما يقوله و لكن هيئتها الثعبانية كانت هى المسيطرة الان و هى كانت ضعيفة للغاية بالنسبة لها ..

_ زوج من الشياطين ، معا و احرار لا يهمنا شئ فقط سوف نكون سويا و نحقق كل ما نرغب به ..
قال سيڤاك اخر جملة بهدوء ثم رفع يده بالهواء و بدأت تلك الافعى البيضاء تقترب منه بهدوء و هى تصدر صوتا غريبا حتى لامست مقدمة رأسها يد سيڤاك و اغمضت عيناه وسط ابتسامة سيڤاك الواسعة ، حتى اصطدم بها رمح اسود ضخم جعل جسدها يسقط وسط صرخاتها
_ سيرينا
صرخ سيڤاك بخوف و قد سقط جسده ارضا من اعلى الصخرة اثر ارتداده للخلف بعد سقوط سيرينا

ركض سريعا نحو جسدها الذى كان عليه عدة رماح ضخمة للغاية باللون الاسود تعود الى الامبراطوار و قبل ان يتحول سيڤاك سقط عليه رمح مماثل ثبته بالارض و جعله غير قادر على التحرك ..
_ سيرينا ، سيرينا .. استيقظى من فضلك
صرخ سيڤاك و هو ينظر نحوها علها تفتح عيناها المغلقتين و لكنه لم يجد اى استجابة منها
حتى سمع صوت هيرا تصرخ بـ
_ اختى ، سيرينا
صاحت هيرا و يبدو انها تحررت من قبضة الامبراطوار و لكن قبل ان تتقدم هناك رمح اخر ثبتها ارضا ..

بدأت تلك الرماح يتحول لونها لابيض الجليدى و كأنها تتجمد و تتحول الى صخر ثابت فوق اجسادهم
وجد الامبراطور ينزل من تلك الالة الدائرية المضيئة و يقف اعلى الصخرة و هو يبتسم ابتسامة شيطانية مخيفة ثم قال
_لقد كان هناك ثعبان فعلا بعد كل شئ ، آسف لاننى لم اصدقك يا صغير
ردد الامبراطور بابتسامة ساخرة و هو ينظر نحو سيڤاك الساقط ارضا خائر القوى و لا يمكنه فعل شئ
_ اشكرك على هذا ايها الشيطان الصغير
قال الامبراطور بنفس ضحكاته المستفزة هذه
_ انت ايها اللعين
صرخ و هو يجاول الخروج من اسفل الرمح و لكن بلا فائدة لقد كان يزداد ضغطا على جسده
_ انا حقا شاكر لك بدونك ، لم اكن لاجهز هذا الفخ
قال بضحكات شريرة ثم اشار الى ذلك القرص الذى كان يركبه ، فارتفع فى الهواء و بدأ بنشر حولهم اشعة غريبة و رموز لم يعرفها احد مكونا قفصا حولهم لا يمكن لاحد اختراقه ...

بدأت تتكون فوق رؤسهم دائرة سوداء تشبه الثقب الاسود و تقوم بشفط كل شئ داخلها
_ و الان سوف يتم القضاء عليك جسدا و روحا
صرخ الامبراطور وسط ضحكاته الشريرة
كل شئ فى تلك البقعة اصبح يموت تدريجيا ، الازهار و الاشجار و الحشائش الخضراء و بدأ يخرج من اجساد ثلاثتهم ضوء ذهبى غريب و كأنه يقوم بسلب ارواحهم منهم تدريجيا
_ ماذا ؟ ما الذى تفعله بنا يا لعين ؟
صرخ بها سيڤاك و قد كان يفقد طاقته و التعب بدأ يتمكن من جسده ...
يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي