حب محرم

So11`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-25ضع على الرف
  • 40.8K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

1

تساقطت بتلات الزهور الوردية بفعل تلك الرياح العاتية التى كانت تضرب الغابة بأكملها ، بينما كانت تلك الافعى البيضاء تتحرك بين اغصان الاشجار و هى تصدر فحيحا غريبا حتى توارت خلف تلك الصخرة الضخمة التى تتوسط الغابة ..

خرجت من خلف الشجرة فتاة ترتدى فستان ابيض و شعرها الطويل الذى يشبه سواد الليل يتدلى منسدلا خلفها ، اصبحت تردد بضع كلمات غريبة بينما كانت مغمضة عيناها حتى ارتفعت عن الارض و كأنها تحلق فى السماء ..

اصبح كل شئ حولها ابيض اللون حتى ارتفعت ادخنة سوداء حولها من كل حدب و صوب ، رفعت عيناها باتساع عندما شعرت بتلك الادخنة تتجمع حولها ثم بدأت تلك الادخنة تتكون على شكل اذرع طويلة تربطها من يداها و قدماها و خصرها بينما هى كامت تتلوى ألما محاولة التملص من تلك الاشياء الغريبة التى تقيدها بينما تصرخ صرخات قوية

ابتعدت عنها تلك الادخنة و تلاشت ببطء مكونة ورقة سوداء عليها بعض النقوش التى كانت مضيئة ، لتتهاوى ارضا و هى تحاول التشبث بأى شئ حتى لا تسقط ، فتحت عيناها فجأة و وجدت ان كل شئ قد اختفى و كأنه لم يكن ، هى فقط كانت تحلق بعيدا عن ارض الغابة و لكن خارت قواها فجأة فسقطت ارضا و هى تصرخ بتألم حتى اقتربت شقيقتها من جسدها الهزيل و ضمتها لصدرها

_ هيرا
رددت بصوت واهن و هى تنظر لشقيقتها
_ شقيقتى سيرينا
رددت هيرا و هى تضع يدها على وجهها و علامات القلق تسيطر على وجهها

**
سيرينا ..

لقد راودتنى تلك الرؤية مجددا ، لقد تأملت لمدة مائة عام ان الخلود فى متناول اليد و ان كل شئ سيصبح افضل و ستعيش الكائنات فى سلام معا مجددا و لكن لا شئ مما اعتقدته تحقق ابدا ، انا لا يمكننى اختراق الجدار مجددا

خلعت ذلك الفستان الابيض الذى كان يغطى جسدى ثم تقدمت بخطى ثابتة نحو تلك البحيرة التى تتوسط ذلك المضيق من الجبال بكل جهة ، شعرت ببرودة المياه تسرى داخل جسدى مع تلك الرجفة التى تسللت لكل خلية داخلى مستسلمة لذلك الشعور بالاندماج و الراحة وسط المياه ..

تقدمت اختى سيرينا منى ثم وضعت يدها على كتفى فانتفضت بذعر
_كل شئ سيسير على ما يرام
قالت هيرا بهدوء محاولة مواساتى
_ هناك شيئا مفقودا هيرا ، لماذا كلما اقترب هناك شيئا ما يحاول ابعادى ؟ هناك شيئا غريبا للغاية ..
قلت و انا اخرج من البحيرة و قد التقطت فستانى الابيض الملقى على الارض و ارتديته ببطء و انا احاول تفسير كل ما يحدث و لكن بلا فائدة ..
_ هناك فراغا بقلبى ، هناك شيئا مفقودا ، فى كل تلك الفوضى ، ما هو الشئ الذى افتقر إليه ؟
قلت و انا اسير امام البحيرة فى محاولة اخرى للتركيز

خرجت هيرا من المياه ثم وقفت امامى و خلعت ذاك الدبوس الذى كان بشعرها ، لقد كان مصنوعا من احجارا كريمة و كان غاليا للغاية عند إيرلا
_ خذى هذا
قالت هيرا و هى تمسكه بين يداها
_ احتفظى به لقد كنتِ دائما تخشين عليه و لم تسمحى لى ابدا ...
لم اكمل جملتى حتى قاطعتنى

_ سأسمح الان ، لقد كان لكِ بعد كل شئ
رددت اختى و قد وضعته بين يداى
_ لقد كانت وصية امى ان اعطيه لكِ عندما يحين الوقت قالت هيرا و هى تبتسم لى بحنان
_ امسكيه بقوة
امرت هيرا فشددت يداى حوله لاجد اشعة من النور تخرج منه و رياح قوية تتحرك حولى ، ارتفعت تلك الاشعة المضيئة بالسماء ثم هوت مجددا لتخترق جسدى بينما انا كانت عيناى متسعة مما يحدث الان لى ؟ !

****

منذ مائة عام

فى وقت متأخر من سلالة چيلنور سادت الفوضى
و الشياطين سادت العالم ، الامبراطور تاق للسلطة و الحياة الابدية و لكنه كان غير قادر على تحقيق تلك الرغبة و ذلك كان يزيد غضبه ، لذلك جعل چنراله يصطاد كل الثعابين و الشياطين ليستخلص منهم اكسيراً للحياة الابدية ... لإطعام قواه الضارية ..

دخلت سيرينا القصر الملكى و كانت متنكرة بزى احدى الخادمات وقفت بهدوء بذلك الصف الطويل من الخادمات اللاتى تمسكن بعض الاوانى ، لقد كان القصر يبدو وكأنه ساحة معركة ..

هناك جنود و محاربين بكل مكان يسيرون ذهابا و ايابا و هم يحملون سيوفهم و على اهبة الاستعداد للقتال تسللت من خلف الخادمات و اختبأت خلف تمثال ضخم للامبراطور ..

ركضت بخفة و تخلصت من ملابس الخادمات التى كانت تقيدها تلك ثم قفزت للطابق العلوى من القصر لكل خفة و بساطة ، توقف تخلف الجدار و هى تكتم انفاسها عندما شعرت بأحد الجنود قادما من بعيد
اخرجت خنجرها ببطء و ظلت مترقبة حتى اقترب اكثر و عندها مررت الخنجر على رقبته بسرعة البرق فـ ارتد ارضا سابحا بدماؤه ..

ركضت بسرعة كبيرة للغاية على اطراف اصابعها حتى لا يلاحظ وجودها او سيرها احد المحاربين ثم توجهت نحو غرفة ما و كان بحرس تلك الغرفة محاربين ضخام البنية و يحمل كلا منها رمحا بيده ، اخرجت سيفها و قبل ان يستوعب احدهما ما يحدث كانت قد انهت حياة الاثنان بطرفة عين ..

احدثت ثقبا صغيرا بـ باب الغرفة بإصبعها الذى اشتعل ، و اقتربت لترى ما يحدث بالداخل
كان هناك رجلا يتوسط الغرفة و يعطيها ظهره يرتدى ملابسا سوداء و قلنسوة تغطى شعرى و رأسه
يتمتم بكلمات غريبة و هناك اضواء بنفسجية تبدو كألسنة من اللهب تحيط به من كل جهة و كأنه يقيم طقوسا ما
_ قوة الظلام تدفقى ، و تجمعى
صاح الرجل بقوة بينما اتسعت عين سيرينا التى كانت تشاهده عبر ذلك الثقب

_ انشرى قوتك بجميع ارجاء الارض
ردد مجددا بتلك الكلمات الغريبة
اخرجت سيرينا ذاك الدبوس من شعرها ثم اطلقته من ذلك الثقب ليطير فى الهواء متوجها نحو الامبراطور الذى كان فى منتصف طقوسه الغريبة
_ قوة الظلام تدفقى و تجمعى ، انشرى قوتك بجميع انحاء الارض
صاح صوته مجددا و قبل ان يخترق الدبوس رقبته توقف تماما فى الهواء و كأن قوى غريبة سيطرت على حركته

ظهر رجل ملثم من اللامكان و دفع بجسدها بتلك الرياح التى تحكم بها بيده حتى اندفعت سيرينا للخلف ثم سقطت على ركبتيها على الارض
_ قاتل ، هناك قاتل
صرخ ذلك الرجل و الذى يكون الجنرال
_ امسكوا بها
صاح مجددا و هو يشير للحراس عليها و لكنها سرعان ما نهضت من على الارض لتحاول الهروب

ركضت بقوة و لكن كان الجنود يحاوطونها من كل حدب وصوب
_ اتبعوها الان
صرخ الجنرال بينما هناك صفا من الجنود وقفوا امام غرفة الامبراطور حتى يقوموا بحمايته
_ التزموا بمواقعكم
صرخ الجنرال ثم هبط امام سيرينا تماما و حرك ملابسه لتخرج من عباءته قطع زجاج تناثرت بالجو و كادت تجرح جسد سيرينا التى تفادت كل ذلك بسرعة

بدأت قطع الزجاج الحادة تتحرك نحوها وهى تحاول التملص بكل طاقتها راكضة هنا و هناك حتى تتفادى تلك الضربات ، توقفت على حافة احد مبانى القصر ثم بدأت تحرك يدها حتى عاد دبوس الشعر مجددا ملتصقا بباطن يدها ..

حرك الجنرال يده مخرجا ادخنة سوداء كثيفة متوجهة نحو سيرينا التى خرج من دبوس شعرها ضوء اخضر يشبه الليزر يعاكس قوة الجنرال ، الاثنان يحاولان بكل طاقتهما و لكن قوتها متساوية تماما و كلما يتراجع احدهما للخلف يعود مجددا ..

كانت ذاك الشعاع الاخضر يمتص قوى الظلام التى يرسلها الجنرال نحوها و بدأ جسده يتراجع للخلف و لكنه فى لحظة حرك يده الاخرى حتى تضاعفت قوته و تكونت كرة مضيئة خضراء امام دبوس شعرها و اصبحت تتراجع للخلف حتى اندفعت فجأة نحو ذاك البحر الذى كان خلفها و تهاوى جسدها داخل اعماقه بينما تمسك دبوس شعرها بين يداها بٱحكام ..
_ جدوها و اللعنة
صرخ الجنرال و هو يشير نحو البحيرة لجنوده

***
شهقت سيرينا بقوة و نهضت من مكانها بسرعة جلست مكانها للحظات تتأمل تلك الغرفة حولها و ذاك الكوخ الخشبى البسيط الذى كانت نائمة به ...

نظرت حولها تتفحص كل ركن بالمكان ، النوافذ المهترئة و ادوات الصيد الملقاة بكل ركن بالغرفة و تلك الاوانى الموضوعة فوق بعضها البعض نهضت بسرعة البرق و وقفت بمنتصف الغرفة و هى على اهبة الاستعداد للقتال هى لا تعرف اين هى او ما الذى تفعله هنا ؟

اختبأت خلف احدى الستائر عندما شعرت بخطوات تتقدم نحو باب الكوخ ، حتى ظهرت امرأة عجوز تمسك بعض الاوانى الخشبية بيده وتضعها جانبا نظرت على الفراش ولكنها لم تجدها ابدا
_ اين هى ؟
سألت السيدة العجوز ثم نظرت حولها بالكوخ حتى وجدت شعر سيرينا الاسود ينسدل و يظهر من خلف الستار
_ ها انت ذا !!
قالت السيدة بابتسامة
فاندفعت سيرينا نحوها بغضب و هى تضع يدها امامها مستعدة للقتال
_ من انتِ ؟ اين انا ؟
قالت سيرينا فابتسمت المرأة مجددا
_ انه عالم مخيف ، و لكنك بأمان هنا
قالت السيدة العجوز و هى تشير لها ان تهدأ
_ أين نحن ؟
سألت سيرينا و قد ابعدت يداها بعد ان تأكدت ان تلك السيدة لن تؤذيها
_ قرية صائدى الثعابين
اجابت السيدة و بدأت تضع بغض الاشياء بتلك الاوانى التى اتت بها منذ قليل

_ ما الذى يجب ان انعتك به ؟ من اين انتِ ؟
سألت السيدة بفضول
كادت سيرينا تتحدث و لكنها لم تتذكر اى شئ شعىت بالفراغ يحيط برأسها و كأنها ولدت اليوم لا تتذكر من هى و من اين اتت و كيف انت الى هناك ؟

تقدمت نحو النافذة وهى تنظر نحوها بخوف حتى تقدمت منها السيدة ثم وضعت يدها على كتفها بحنان
_ ما الخطب ؟
سألت السيدة ثم اردفت مجددا
_ انتِ لا تتذكرى اى شئ ؟
سألت عندما علمت من تعابير وجه سيرينا انها لا تعرف شيئا عن نفسها ..

لم تصر عليها فى السؤال مجددا حتى قاطع صمتهم صوت بعض الشباب بالاسفل
_ انهم صائدى الثعابين ، الشاب سيڤاك هو الذى انقذك
قالت السيدة بابتسامة و هى تشير نحو سيڤاك

اومأت سيرينا ثم نزلت مع السيدة من الكوخ و بدأت تريها المدينة التى كانت محاطة بالجبال من كل جهة و خلف الجبال غابات كثيفة للغاية ، اشجار الكرز الزهرية كانت تملء القرية بأكملها تعطى شعورا جميلا و تضفى مظهرا خلابا يزيد جمال تلك القرية الهادئة
_ نصطاد الثعابين من اجل لقمة العيش و من اجل ان نبنى منازلنا
قالت السيدة و هى تبتسم و تنظر للجبال
_ نعيش بهذه الطريقة لان الغابات و الجبال ممتلئة بالوحوش البرية و الشياطين كذلك
قالت السيدة بينما اصبحت تسير على الجسر الخشبى المعلق بالهواء و سيرينا تسير خلفها تماما

.. ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي