3
و اذ بأنجيلا يعلو صوتها أكثر فأكثر مما دفع أمير بأن يركض نحوها ، ليرى ماذا حدث بها و عندما وصل اليها وجدها تقف على المنضدة في المطبخ و تفاجئ من رأيتها بهذه الوضعية فلقد كانت تبدو و كأنها طفلة ذو سبع أعوام و كانت تهذي و تشير في يدها نحو الأرض ، اقترب منها و لقد كان في حيرة شديدة من امره فما الذي دفع انجالي الى الوقوف مثل المجانين في هذه الطريقة و كأنها فرّت من المشفى الخاص بالأمراض العقليين ثم بدأ يسألها و هو يضحك و يقهقه بسبب حالتها المجنونة تلك
أمير : ماذا هناك يا انجيلا ههه
أنجيلا : كفاك ضحك يا سيد أمير فهناك شيء سوف يميتك من الرعب أيضاً
أمير : اخبريني ماذا هناك
انجيلا تتمتم و تتئتئ في كلامها : صصصرصور ر ر ر
بدأ أمير يشعر في سخافة الموقف ثم قطب حاجباه و بدأ بتوجيه سؤاله الى انجيلا
أمير : و هل خفتي من صرصور يا انجيلا انظري فالمسكين هو من خاف منك
انجيلا : مماذا ا ا ا ، ما هذا بحق السماء حتى في هذا الموقف سوف تبدأ بإلقاء النكت المضحة
صفن قليلاً ، ثم تذكر شمس فدائماً ما كانت تخاف من الصراصير و كانت دائماً ما توبخ أمير على نكته السخيفة و المضحكة في مثل هذه المواقف و بعد مرور لحظات من صفنته تلك استيقظ منها على صوت انجيلا التي كانت تناديه من اجل ان يرمي بذلك الصرصور بعيداً ، ذهب في اتجاه الصرصور و أمسك به و رماه خارجاً ثم توجه الى غرفته دون اي كلمة ..
ذهب و بدأ يهيأ و يجهز مفسه من اجل الخروج مع عائلته على العشاء ، و بعد ان انتهى نظر الى صورتها التي كانت معلق على الحائط و أخبرها بأنه سوف يخرج قليلاً و يعود فأمير لا يزال حتى الآن معتاد على اخبارها في كل شيء و الاستئذان منها دائماً كيف و لا و قد كانت ملكة قلبه حيث كان و لا يزال ممتلئ و مكتفي بها فقط ، لقد تملكت شمس قلبه و عقله و روحه ..
و بعد ذلك خرج من غرفته و توجه الى الأسفل حيث الطابق الأرضي و قاعة الاستقبال ، ثم اقبل الى ميرا توأمه و والدته ميلا و ذهبوا معاً الى العشاء ..
في مكان آخر حيث سعد فلقد كان يجلس في عرغته و يحتسي قهوته و يبدأ في تذكر لحظاته مع ميرا ، ميرا التي لطالما أحبها من قلبه و في المقابل قدمت له ميرا الحب أيضاً لكنه لم ينعم في ذلك الحب فلقد خدعها و خانها و غدر بها و مع ذلك الى الآن يبقى على ذكرياتها و لحظاتهما معاً في الماضي ، لقد مرّ عامان على التمام و تزوج من روزاليا بعد ان قتل ميرا في نظره و لكنه لا يعلم في ذلك الأمر الا و هو بأنها لا تزال على قيد الحياة لقد كان يتذكر جميع لحظاته معها فلقد كان سعد يبدو كالطفل الصغير في وجودها و عندما يكون في قربها و لكن لم يكتفي بذلك و لم يكتفي بالسعادة التي كان يشعر بها في أثناء وجودها و لذلك قام بالتخلي عنها و قتلها دون أي رحمة او شفقة ، دون سابق انذار لقد أوهماها بحبه الكاذب و الخادع و أنهاها و دمر حياتها فقط من اجل المال فلقد كان سعد يظن بأن سعادته سوف تكمن في وجود المال فقط ، الا انه كان مخطئ فليس كل شيء يشترى بالمال ..
وصلت ميرا برفقة أمير و و ميلا والدتها و دخلو الى المطعم ، كان مطعماً كبير و فاخر على الطراز الفرنسي و كان مطعماً راقٍ جداً و كان أثاث ذلك المطعم متناسق جداً ، ذهبوا الى الطاولة التي حجزتها ميرا سابقاً عبر الانترنت ثم جلسوا ليأتي النادل حالاً ممسك في يديه قوائم الطعام و الشراب و كافة المأكولات و الحلويات ثم قدم النادل كل تلك القوائم اليهم و وضعها على طاولتهم الخاصة ، ثم بدأوا في اختيار وجبات الطعام التي يفضلونها ، فلقد اختارت ميرا السباكيتي اليابانية اما والدتهما ميلا فلقد اختارت طبق الجبن الاسباني اما أمير فلقد اختار وجبات شمس المفضلة كعادته فلقد اعتاد على وجبات شمس و لقد كان يشعر دائما في وجودها عندما يتناول اطعمتها المفضلة فلقد اختار أمير الهمبرغر و البيتزا و بعد ان قرروا و اختاروا الاطعمة التي قرروا تناولها ، طلب أمير من النادل ان يحضر جميع متطلباتهم و أطباقهم التي اختاروها و بعد القليل من الوقت عاد النادل برفقة باقي الموظفين و قاموا باحضار جميع ما طلبوه ثم بدأت ميرا و أمير و ميلا والدتهما في تناول الطعام و بعد مرور القليل من الوقت انتهوا من تناول طعامهم و لذلك طلبو بعض المقبلات و الحلويات و العصائر ، ثم امضوا وقتهم في ذلك المطعم حتى الساعة العاشرة مساءاً ثم عادوا الى قصرهم و عندما وصلوا ذهبت ميرا الى غرفتها و جلست على سريرها و عادت لتكمل كتابة روايتها الخاصة بها ..
جلست في البرندا الخاصة في غرفتها بعد ان غيّرت ملابسها و ارتدت بيجاما خاصة من اجل النوم حيث كانت سوداء اللون أيضاً و تركت شعرها الطويل منسدل بينما كان وجهها مغطى بسبب بعض خصلات شعرها التي كانت تتطاير و تصطدم على وجهها بسبب نسائم الهواء العليل و البارد و بدأت تكتب في روايتها قائلة :
انا قصة لم انتهي بل انا جرح عميق في أثرٍ دفين لا يعرف الخلاص او الرحيل ، انا قصة جريح ذُرف دمه من أجل سعادة الآخرين انا قصة لم تنتهي بل انا أمل حزين وسط الهوم شهيد و بين الدموع غريق انا قصة لم تنتهي..
و بعد مرور ساعتان على الأغلب ذهبت من اجل ان تخلد الى النوم ثم توجهت اولاً الى خزانتها و أخذت بوشاح هلى والدتها الراحلة ثم اميكت به و عانقته عناق الود و الشوق و الحنين ثم ضمّته الى قلبها و ذهبت الى فراشها من اجل ان تنام ..
اما امير فلقد كان يجلس في زاوية غرفته على الأريكة يناظر ظلام الليل و نور النجوم من النافذة التي في جانبه ، كان يبحث عن نجمة ما تشبه شمس ليتكلم معها ، لكنه لم يستطع ذلك و لهذا أمسك في يديه بصورة شمس و بدأ يتشاطر معها أطراف الحديث لعلها تسمعه و تجاوبه لكن ما من مجيب فهي راحلة و الراحل لا يعود..
و هكذا مضت تلك الليلة بين حنين مكسور و شوق مدفون بين ألم مرير و جرح عميق بين الحطام و الركام بين ثغرات الماضي و رماده فكل شخص كان يحمل في قلبه امنية مكسورة الجناحان و حلم منتهي من احتمالات التحقق و التحول الى واقع ، لقد كانت تلك الليلة عبارة عن ليلة افتتاح الجروح المدفونة لقد كانت تلك الليلة عبارة عن فضح الألم المختبئ خلف الوجوه..
ثم حلّ الصباح و أقبل نور الصباح و عادت الشمس الى موقع اشراقها ، ثم استيقظت ميرا و ذهبت حالاً و أخذت حمام منعش و بعدها قامت في اختيار ملابسها فلقد اختارت فستان ضيق و سادة اللون فلم يكن به أي اضافات فلقد كان ضيق و تبرز انحناءات جسدها المثالي و لقد كان لونه أسود أيضاً مثل عادتها فلقد هجرت جميع الألوان و تعايشت مع اللون الأسود فقط ، و بعد ان ارتدت ذلك الفستان سرحت شعرها و قامت في جعله يبدو مثل زيل الحصان لكنها رفعت شعرها قليلاً بخلاف روتينها المعتاد و بعد ذلك وضعت بعض المساحيق التجميلية و اضافت الكحل الأسود الى عينيها الخضراوتان ، و بعدها وضعت من عطرها المفضل كما في السابق انه عطر الياسمين الذي لطالما كان يذكرها في غربتها في الوطن الذي عاشت و ترعرت فيه و بعد ذاك ارتدت حذاء عالٍ أسود من النوع الكلاسيكي ثم أخذت جزدانها الأسود الناعم و أمسكت به في يدها و ذهبت الى الاسفل حيث قاعة الاستقبال من اجل ان تنتظر امير و ذلك كي يرافقها في طريق ذهابها فهما يعملان معاً في نفس الشركة التي أسساها معاً هنا في باريس ، فلقد أسسوا تلك الشركة من الصفر و غملوا عليها بشكل مكثف و هذه هي حصيدة و ثمار حصدهم و تعبهم فلقد أصبحت اول شركة عالمية تدعم الكتّاب و المؤلفين مما جعلها من أفضل الشركات في السوق و أرباحها لا تعد و لا تحصى ، فلقد كانت فكرة ميرا من البداية و هاهي الآن تقف اليوم ككاتبة و مديرة أعمال في آن واحد لكن في اسمها المستعار " ميارا رايتشند " لكنها سوف تصل في يوم ما الى هدفها و مرادها و مبتغاها و حينها و في ذلك الوقت في التحديد سوف تكشف عن اسمها الحقيقي و تعيش حياتها في سلام و أمن و أمان بعيداً عن معاركها الذاتية و معاركها مع أعدائها و المتسببين في انهيار و تحطيم حياتها ، سوف تحصل على السلام الداخلي في يوم من الايام و سوف تكون أسعد لحظاتها فما من لذة تفوة لذة النصر و النجاح و تحقيق الهدف و المراد ، حينها فقط سوف تتمكن من الخلود الى النوم و اغلاق عينيها في سلام ، فهي الآن متشوقة للحصول على طعم النصر و التغلب بحكمة على اعدائها و كل من تسبب في دمار حياتها و انهيارها و تحطيمها ، هي الآن تتوق من اجل ان تقوم في الاحتفال و التشييد في نصرها هي تتوق للذة النصر ..
انتظرت أمير لبضع دقائق فقط ثم أقبل اليها و ودّعا والدتهما بعد ان اوصوها من اجل ان لا تعمل و ذلك من اجل الحفاظ على صحتها و سلامتها ثم عانقاها معاً عناق ثلاثي مليء بروح العائلة و الانتماء و الاحتواء ثم توجها الى سيارتهما و بدأ امير في قيادة السيارة متوجهاً نحو الشركة الخاصة بهما و التي هي من ملكهما الشخصي ، و بعد ان وصلا الى الشركة نزلا من السيارة و اقبلا الى الشركة من اجل ان يعبرا بوابة الشركة و بعد ان دخلا معاً ذهبت ميرا الى مكتبها اما امير فذهب الى المكتب العام حيث يعمل باقي الموظفين على القطاع التدقيقي حيث هم من يقومون في العمل على التدقيق اللغوي عن طريق كتابة المؤلفين و الكتّاب و قام أمير في مراقبة عملهم و أشار الى أهمية بعض الامور التي تخصهم في عملهم و بعد ذلك توجه الى مكتبه من اجل ان يبدأ في عمله ..
في مكتب ميرا حيث عادت الى اكمال كتابتها الخاصة فلقد كانت روايتها تتحدث عن طفلة صغيرة عاشت لوحدها في ميتم صغير و قديم و بالي ، كانت تلك الفتاة الصغيرة مجبرة بشكل دائم على العمل لساعات طويلة في الميتم فلقد كانت أكبر سناً من باقي الاطفال ، كانت ميرا تروي احداث تلك الفتاة بوجع و ألم فلقد كانت تلك الفتاة ذو قلب طيب مملوء بالرحمة و الطيبة و لقد كانت تتنازل دوماً عن نصيبها من الطعام من أجل باقي الاطفال الموجودين في ذلك الميتم و كانت هي من تسهر عليهم في وقت مرضهم و ألمهم لقد كانت بلسماً ملائكياً في هيئة طفلة صغيرة الى ان يشاء القدر و يأتي شخص ليتبنى تلك الفتاة لكنها ترفض ذلك و تصر على بقائها في الميتم من اجل باقي الاطفال ثم يأخذها ذلك الرجل دون رضاها و تحت الاجبار و اثناء طريقهما كانت تحاول التفكير في طريقة ما تستطيع بها الهرب من ذلك الرجل فهي لم ترتح له ابداً ثم تجد طريقة ما و فعلاً تنجح في هربها من ذلك الرجل و تبدأ في شق طريقها في نفسها فهي لا يمكنها ان تعود الى ذلك الميتم لأنها ان عادت سوف يعلم ذلك الرجل في وجودها و سوف يعود من اجل اخذها معه ، فيا ترى ما هي الصعوبات التي سوف تواجهها و التي هي في انتظارها بالفعل و كيف سوف تتخطاها و كيف سوف تكون رحلتها بعد ان قررت شق طريقها بنفسها بحثاً عن وجهتها بسبب بصيص الأمل الذي تشعر به ..
بعد ان انتهت ميرا من كتابة الفصل الاول من روايتها الجديدة ذهبت من اجل تناول الطعام فلقد حان موعد تناول الطعام من اجل الجميع و بينما كانت تفتح باب المكتب كي تخرج و اذ باحد ما اغلق باب مكتبها من الخارج و هنا بدأت تحاول فتح الباب و شد مقبض الباب لكن دون جدوى و بعد ذلك احد ما عاد و فتح باب مكتبها من اجل ان تخرج ، لقد كانت ميرا غاضبة جداً من ذلك التصرف و خرجت في قمة غضبها و انزعاجها من تلك الفعلة و اذ هناك ورود حمراء تملئ الممرات ثم توقفت ميرا قليلاً بعد ان تفاجئت بسبب وجود كل تلك الورود و الأزهار الحمراء ثم اكملت سيرها نحو الطابق السفلي و بعد ان نزلت الى الاسفل لم تجد اي احد من الموظفين او المستخدمين ، حتى انها لم تجد أمير أيضاً و لذلك بدات في الشك و الخوف من ان تُكشف هويتها الحقيقية امام الجميع و بعد مرور القليل من اللحظات ظهر جميع الموظفين و العمالة و المستخدمين في رفقة آلبيرت و بدأوا في رمي الأزهار عليها و اشعلوا الالعاب النارية و اقبل آلبيرت الى ميرا حاملاً في يده قالباً من الحلوى و جمعت عليه عدة شموع ملونة و بدأ الجميع في غناء و قول كلمات اغنية عيد الميلاد ، ثم لتنفجر ميرا من الغضب أكثر ثم امسكت بقالب الحلوى في يدها و ألقت به على الأرض ، خافوا الموظفين و العمالة و المستخدمين من ردة فعلها لكن اغلبهم كان مدرك بأن ردة فعلها سوف تكون على هذا النحو..
فما هو السبب يا ترى؟
يتبع..
أمير : ماذا هناك يا انجيلا ههه
أنجيلا : كفاك ضحك يا سيد أمير فهناك شيء سوف يميتك من الرعب أيضاً
أمير : اخبريني ماذا هناك
انجيلا تتمتم و تتئتئ في كلامها : صصصرصور ر ر ر
بدأ أمير يشعر في سخافة الموقف ثم قطب حاجباه و بدأ بتوجيه سؤاله الى انجيلا
أمير : و هل خفتي من صرصور يا انجيلا انظري فالمسكين هو من خاف منك
انجيلا : مماذا ا ا ا ، ما هذا بحق السماء حتى في هذا الموقف سوف تبدأ بإلقاء النكت المضحة
صفن قليلاً ، ثم تذكر شمس فدائماً ما كانت تخاف من الصراصير و كانت دائماً ما توبخ أمير على نكته السخيفة و المضحكة في مثل هذه المواقف و بعد مرور لحظات من صفنته تلك استيقظ منها على صوت انجيلا التي كانت تناديه من اجل ان يرمي بذلك الصرصور بعيداً ، ذهب في اتجاه الصرصور و أمسك به و رماه خارجاً ثم توجه الى غرفته دون اي كلمة ..
ذهب و بدأ يهيأ و يجهز مفسه من اجل الخروج مع عائلته على العشاء ، و بعد ان انتهى نظر الى صورتها التي كانت معلق على الحائط و أخبرها بأنه سوف يخرج قليلاً و يعود فأمير لا يزال حتى الآن معتاد على اخبارها في كل شيء و الاستئذان منها دائماً كيف و لا و قد كانت ملكة قلبه حيث كان و لا يزال ممتلئ و مكتفي بها فقط ، لقد تملكت شمس قلبه و عقله و روحه ..
و بعد ذلك خرج من غرفته و توجه الى الأسفل حيث الطابق الأرضي و قاعة الاستقبال ، ثم اقبل الى ميرا توأمه و والدته ميلا و ذهبوا معاً الى العشاء ..
في مكان آخر حيث سعد فلقد كان يجلس في عرغته و يحتسي قهوته و يبدأ في تذكر لحظاته مع ميرا ، ميرا التي لطالما أحبها من قلبه و في المقابل قدمت له ميرا الحب أيضاً لكنه لم ينعم في ذلك الحب فلقد خدعها و خانها و غدر بها و مع ذلك الى الآن يبقى على ذكرياتها و لحظاتهما معاً في الماضي ، لقد مرّ عامان على التمام و تزوج من روزاليا بعد ان قتل ميرا في نظره و لكنه لا يعلم في ذلك الأمر الا و هو بأنها لا تزال على قيد الحياة لقد كان يتذكر جميع لحظاته معها فلقد كان سعد يبدو كالطفل الصغير في وجودها و عندما يكون في قربها و لكن لم يكتفي بذلك و لم يكتفي بالسعادة التي كان يشعر بها في أثناء وجودها و لذلك قام بالتخلي عنها و قتلها دون أي رحمة او شفقة ، دون سابق انذار لقد أوهماها بحبه الكاذب و الخادع و أنهاها و دمر حياتها فقط من اجل المال فلقد كان سعد يظن بأن سعادته سوف تكمن في وجود المال فقط ، الا انه كان مخطئ فليس كل شيء يشترى بالمال ..
وصلت ميرا برفقة أمير و و ميلا والدتها و دخلو الى المطعم ، كان مطعماً كبير و فاخر على الطراز الفرنسي و كان مطعماً راقٍ جداً و كان أثاث ذلك المطعم متناسق جداً ، ذهبوا الى الطاولة التي حجزتها ميرا سابقاً عبر الانترنت ثم جلسوا ليأتي النادل حالاً ممسك في يديه قوائم الطعام و الشراب و كافة المأكولات و الحلويات ثم قدم النادل كل تلك القوائم اليهم و وضعها على طاولتهم الخاصة ، ثم بدأوا في اختيار وجبات الطعام التي يفضلونها ، فلقد اختارت ميرا السباكيتي اليابانية اما والدتهما ميلا فلقد اختارت طبق الجبن الاسباني اما أمير فلقد اختار وجبات شمس المفضلة كعادته فلقد اعتاد على وجبات شمس و لقد كان يشعر دائما في وجودها عندما يتناول اطعمتها المفضلة فلقد اختار أمير الهمبرغر و البيتزا و بعد ان قرروا و اختاروا الاطعمة التي قرروا تناولها ، طلب أمير من النادل ان يحضر جميع متطلباتهم و أطباقهم التي اختاروها و بعد القليل من الوقت عاد النادل برفقة باقي الموظفين و قاموا باحضار جميع ما طلبوه ثم بدأت ميرا و أمير و ميلا والدتهما في تناول الطعام و بعد مرور القليل من الوقت انتهوا من تناول طعامهم و لذلك طلبو بعض المقبلات و الحلويات و العصائر ، ثم امضوا وقتهم في ذلك المطعم حتى الساعة العاشرة مساءاً ثم عادوا الى قصرهم و عندما وصلوا ذهبت ميرا الى غرفتها و جلست على سريرها و عادت لتكمل كتابة روايتها الخاصة بها ..
جلست في البرندا الخاصة في غرفتها بعد ان غيّرت ملابسها و ارتدت بيجاما خاصة من اجل النوم حيث كانت سوداء اللون أيضاً و تركت شعرها الطويل منسدل بينما كان وجهها مغطى بسبب بعض خصلات شعرها التي كانت تتطاير و تصطدم على وجهها بسبب نسائم الهواء العليل و البارد و بدأت تكتب في روايتها قائلة :
انا قصة لم انتهي بل انا جرح عميق في أثرٍ دفين لا يعرف الخلاص او الرحيل ، انا قصة جريح ذُرف دمه من أجل سعادة الآخرين انا قصة لم تنتهي بل انا أمل حزين وسط الهوم شهيد و بين الدموع غريق انا قصة لم تنتهي..
و بعد مرور ساعتان على الأغلب ذهبت من اجل ان تخلد الى النوم ثم توجهت اولاً الى خزانتها و أخذت بوشاح هلى والدتها الراحلة ثم اميكت به و عانقته عناق الود و الشوق و الحنين ثم ضمّته الى قلبها و ذهبت الى فراشها من اجل ان تنام ..
اما امير فلقد كان يجلس في زاوية غرفته على الأريكة يناظر ظلام الليل و نور النجوم من النافذة التي في جانبه ، كان يبحث عن نجمة ما تشبه شمس ليتكلم معها ، لكنه لم يستطع ذلك و لهذا أمسك في يديه بصورة شمس و بدأ يتشاطر معها أطراف الحديث لعلها تسمعه و تجاوبه لكن ما من مجيب فهي راحلة و الراحل لا يعود..
و هكذا مضت تلك الليلة بين حنين مكسور و شوق مدفون بين ألم مرير و جرح عميق بين الحطام و الركام بين ثغرات الماضي و رماده فكل شخص كان يحمل في قلبه امنية مكسورة الجناحان و حلم منتهي من احتمالات التحقق و التحول الى واقع ، لقد كانت تلك الليلة عبارة عن ليلة افتتاح الجروح المدفونة لقد كانت تلك الليلة عبارة عن فضح الألم المختبئ خلف الوجوه..
ثم حلّ الصباح و أقبل نور الصباح و عادت الشمس الى موقع اشراقها ، ثم استيقظت ميرا و ذهبت حالاً و أخذت حمام منعش و بعدها قامت في اختيار ملابسها فلقد اختارت فستان ضيق و سادة اللون فلم يكن به أي اضافات فلقد كان ضيق و تبرز انحناءات جسدها المثالي و لقد كان لونه أسود أيضاً مثل عادتها فلقد هجرت جميع الألوان و تعايشت مع اللون الأسود فقط ، و بعد ان ارتدت ذلك الفستان سرحت شعرها و قامت في جعله يبدو مثل زيل الحصان لكنها رفعت شعرها قليلاً بخلاف روتينها المعتاد و بعد ذلك وضعت بعض المساحيق التجميلية و اضافت الكحل الأسود الى عينيها الخضراوتان ، و بعدها وضعت من عطرها المفضل كما في السابق انه عطر الياسمين الذي لطالما كان يذكرها في غربتها في الوطن الذي عاشت و ترعرت فيه و بعد ذاك ارتدت حذاء عالٍ أسود من النوع الكلاسيكي ثم أخذت جزدانها الأسود الناعم و أمسكت به في يدها و ذهبت الى الاسفل حيث قاعة الاستقبال من اجل ان تنتظر امير و ذلك كي يرافقها في طريق ذهابها فهما يعملان معاً في نفس الشركة التي أسساها معاً هنا في باريس ، فلقد أسسوا تلك الشركة من الصفر و غملوا عليها بشكل مكثف و هذه هي حصيدة و ثمار حصدهم و تعبهم فلقد أصبحت اول شركة عالمية تدعم الكتّاب و المؤلفين مما جعلها من أفضل الشركات في السوق و أرباحها لا تعد و لا تحصى ، فلقد كانت فكرة ميرا من البداية و هاهي الآن تقف اليوم ككاتبة و مديرة أعمال في آن واحد لكن في اسمها المستعار " ميارا رايتشند " لكنها سوف تصل في يوم ما الى هدفها و مرادها و مبتغاها و حينها و في ذلك الوقت في التحديد سوف تكشف عن اسمها الحقيقي و تعيش حياتها في سلام و أمن و أمان بعيداً عن معاركها الذاتية و معاركها مع أعدائها و المتسببين في انهيار و تحطيم حياتها ، سوف تحصل على السلام الداخلي في يوم من الايام و سوف تكون أسعد لحظاتها فما من لذة تفوة لذة النصر و النجاح و تحقيق الهدف و المراد ، حينها فقط سوف تتمكن من الخلود الى النوم و اغلاق عينيها في سلام ، فهي الآن متشوقة للحصول على طعم النصر و التغلب بحكمة على اعدائها و كل من تسبب في دمار حياتها و انهيارها و تحطيمها ، هي الآن تتوق من اجل ان تقوم في الاحتفال و التشييد في نصرها هي تتوق للذة النصر ..
انتظرت أمير لبضع دقائق فقط ثم أقبل اليها و ودّعا والدتهما بعد ان اوصوها من اجل ان لا تعمل و ذلك من اجل الحفاظ على صحتها و سلامتها ثم عانقاها معاً عناق ثلاثي مليء بروح العائلة و الانتماء و الاحتواء ثم توجها الى سيارتهما و بدأ امير في قيادة السيارة متوجهاً نحو الشركة الخاصة بهما و التي هي من ملكهما الشخصي ، و بعد ان وصلا الى الشركة نزلا من السيارة و اقبلا الى الشركة من اجل ان يعبرا بوابة الشركة و بعد ان دخلا معاً ذهبت ميرا الى مكتبها اما امير فذهب الى المكتب العام حيث يعمل باقي الموظفين على القطاع التدقيقي حيث هم من يقومون في العمل على التدقيق اللغوي عن طريق كتابة المؤلفين و الكتّاب و قام أمير في مراقبة عملهم و أشار الى أهمية بعض الامور التي تخصهم في عملهم و بعد ذلك توجه الى مكتبه من اجل ان يبدأ في عمله ..
في مكتب ميرا حيث عادت الى اكمال كتابتها الخاصة فلقد كانت روايتها تتحدث عن طفلة صغيرة عاشت لوحدها في ميتم صغير و قديم و بالي ، كانت تلك الفتاة الصغيرة مجبرة بشكل دائم على العمل لساعات طويلة في الميتم فلقد كانت أكبر سناً من باقي الاطفال ، كانت ميرا تروي احداث تلك الفتاة بوجع و ألم فلقد كانت تلك الفتاة ذو قلب طيب مملوء بالرحمة و الطيبة و لقد كانت تتنازل دوماً عن نصيبها من الطعام من أجل باقي الاطفال الموجودين في ذلك الميتم و كانت هي من تسهر عليهم في وقت مرضهم و ألمهم لقد كانت بلسماً ملائكياً في هيئة طفلة صغيرة الى ان يشاء القدر و يأتي شخص ليتبنى تلك الفتاة لكنها ترفض ذلك و تصر على بقائها في الميتم من اجل باقي الاطفال ثم يأخذها ذلك الرجل دون رضاها و تحت الاجبار و اثناء طريقهما كانت تحاول التفكير في طريقة ما تستطيع بها الهرب من ذلك الرجل فهي لم ترتح له ابداً ثم تجد طريقة ما و فعلاً تنجح في هربها من ذلك الرجل و تبدأ في شق طريقها في نفسها فهي لا يمكنها ان تعود الى ذلك الميتم لأنها ان عادت سوف يعلم ذلك الرجل في وجودها و سوف يعود من اجل اخذها معه ، فيا ترى ما هي الصعوبات التي سوف تواجهها و التي هي في انتظارها بالفعل و كيف سوف تتخطاها و كيف سوف تكون رحلتها بعد ان قررت شق طريقها بنفسها بحثاً عن وجهتها بسبب بصيص الأمل الذي تشعر به ..
بعد ان انتهت ميرا من كتابة الفصل الاول من روايتها الجديدة ذهبت من اجل تناول الطعام فلقد حان موعد تناول الطعام من اجل الجميع و بينما كانت تفتح باب المكتب كي تخرج و اذ باحد ما اغلق باب مكتبها من الخارج و هنا بدأت تحاول فتح الباب و شد مقبض الباب لكن دون جدوى و بعد ذلك احد ما عاد و فتح باب مكتبها من اجل ان تخرج ، لقد كانت ميرا غاضبة جداً من ذلك التصرف و خرجت في قمة غضبها و انزعاجها من تلك الفعلة و اذ هناك ورود حمراء تملئ الممرات ثم توقفت ميرا قليلاً بعد ان تفاجئت بسبب وجود كل تلك الورود و الأزهار الحمراء ثم اكملت سيرها نحو الطابق السفلي و بعد ان نزلت الى الاسفل لم تجد اي احد من الموظفين او المستخدمين ، حتى انها لم تجد أمير أيضاً و لذلك بدات في الشك و الخوف من ان تُكشف هويتها الحقيقية امام الجميع و بعد مرور القليل من اللحظات ظهر جميع الموظفين و العمالة و المستخدمين في رفقة آلبيرت و بدأوا في رمي الأزهار عليها و اشعلوا الالعاب النارية و اقبل آلبيرت الى ميرا حاملاً في يده قالباً من الحلوى و جمعت عليه عدة شموع ملونة و بدأ الجميع في غناء و قول كلمات اغنية عيد الميلاد ، ثم لتنفجر ميرا من الغضب أكثر ثم امسكت بقالب الحلوى في يدها و ألقت به على الأرض ، خافوا الموظفين و العمالة و المستخدمين من ردة فعلها لكن اغلبهم كان مدرك بأن ردة فعلها سوف تكون على هذا النحو..
فما هو السبب يا ترى؟
يتبع..