البارت الثاني

البارت الثاني
فتحت الورقه لقت مكتوب فيها كلام ليها بدأت تقرأ الكلام ودموعها تنزل  ..
كان مكتوب فيها : ابنتي العزيزة عندما تقرأين هذه الرساله فمعني هذا اني اصبحت غير موجود داخل العالم الخاص بك .. والله يا ابنتي لم اقصد ان اقسو عليك يوما ما ولكنك اضطرتيني لفعل هذا .. لطالما نمت ووسادتي تغرقها الدموع اشتياقا لك .. كنت اقول في نفسي انك سوف تأتي غدا كي اراكي و اخذك بين ذراعي لكنك لم تأتي خوفا مني ... رسائلك و صورك هي التي كانت تصبرني علي مرور الايام..  يشهد الله يا ابنتي اني اسامحك عن اي خطأ ارتكبتيه في حقي واوصيكي ان يصبح هذا المنزل لحفيدي ادم في المستقبل الذي طالما تمنيت ان أراه و يوجد مبلغ مالي داخل الخزنه خذيه يا ابنتي و ابدأي به حياتك .. ابنتي العزيزه مايسه نلتقي في جنه الخلد ان شاء الله ..
مايسه بعد ما قرات الرساله قعدت تعيط بصوت عالي وادم ما كانش فاهم اي حاجه .. ما كانش عارف يعمل ايه كان بيقول لها :  مالك يا ماما هي الورقه دي فيها ايه .. انتي بتعيطي ليه ..  لكن هي ما كانتش بترد عليه خالص .. وكل تفكيرها انها ندمانه عشان ما جتش زارت باباها في كل السنين اللي فاتت دي .. و كانت فاكره انه مش عاوز يشوفها لكن طلعت غلطانه في الاخر .. ادم بص جوه الخزنه لقي فيها فلوس كثير ..
ادم : هي ايه الفلوس دي كلها يا ماما هي الفلوس دي بتاعتنا ..
مايسه : ايوه يا ادم دي فلوس بابا سايبها لي و هناخذها معنا .. وعارف البيت ده كله لما تكبر هيبقى بتاعك ..
ادم : بجد يا ماما طيب ده بيت كبير قوي عليا انا عاوز ابيعه ويبقى معي فلوس كثير ..
مايسه : البيت ده مش هيتباع يا ادم حتى لو هنشحت ومش هيبقى معنا فلوس .. لان دي وصيه بابا الله يرحمه ان البيت ده يبقى بتاعك انت لكن ماتبيعوش .. هابقى افهمك الكلام ده لما تكبر شويه .. ادم بص على البيت وكان فرحان قوي انه هياخد البيت الحلو ده .. مايسه اخذت الفلوس في شنطه وقالت لي ادم يلا يا ادم عشان نروح على بيتنا ثاني .. عشان بابا مستنينا هناك ..
ادم : طيب ما تخلي بابا يجي يقعد معنا هنا ونعيش في البيت ده ..
مايسه : مش هينفع يا ادم البيت ده هيتقفل لحد لما انت تكبر .. ادم وهو ماشي كان زعلان قوي عشان مش هيقعد في البيت ثاني  .. ركبوا على القطر وروحوا علي بيتهم وباباه كان هناك نائم لانه كان تعبان جدا من الشغل ... صحي من النوم على صوت ادم ومايسه كان الحزن مخيم على وجهها .. ادم قال له : بابا بيت جدو حلو قوي هو احنا ليه ما كناش بنروح هناك خالص  .. ماما من ساعه ما روحنا هناك وهي عماله تعيط مش عارف ليه .. بس على فكره يا بابا بيت جدي طلع جميل قوي وماما بتقول انه هيبقى بيتي لما اكبر ..
مايسه : ادخل جوه يا ادم الاوضه بتاعتك وبطل كلام شويه .. دخل ادم الاوضه ومايسه قعدت هي وعمر ..
عمر : عارف إنك دلوقتي حاسه احساس وحش جدا ومش عاوز ازود عليكي  ..  ربنا يصبرك علي الإبتلاء ده ..
مايسه : كنت غلطانه يا عمر بابا كان مستني اني اروح واشوفه ... انا كنت غلطانه اني ما سمعتش كلامك انت دائما كنت بتقول لي روحي وتكلمي معاه   .. باباكي ما فيش احن منه ده كبرني وعلمني لكن انا كنت خايفه من رد فعله يا ريتني كنت رحت يا عمر وسمعت كلامك .. وراحت مطلعه الورقه من جيبها اديتها لعمر قعد يقراها وهو حزين جدا لان كلام بابا مايسه بيدل انه  كان مستنيها انها تيجي تشوفه .. لكن هي اللي ما رحتش  .. مايسه ندمانه دلوقت ندم عمري ومش هاقدر اريح ضميري خالص .. انا عاوزه اموت ..
عمر : بلاش الكلام ده يا مايسه انتي عندك طفل صغير محتاجلك ومحتاج لى حضنك ... استهدي بالله وان شاء الله كل حاجه هتبقى كويسه .. مش انتي كان اهم حاجه عندك انك تبقى عارفه انه راضي عنك والكلام ده بيدل انه راضي عنك ومسامحك وما فيش اي حاجه من قلبه ناحيتك ... استهدي بالله كده يا مايسه وان شاء الله كل حاجه هتتصلح    ..
مايسه : الي انكسر عمره ما هيتصلح يا عمر .. دخلت مايسه عشان تغسل وشها وعمر كان بيبص على الشنطه الكبيره اللي معاها اللي كانت مليانه فلوس .  دخل عليها وقال لها : ايه الفلوس دي كلها يا مايسه ..
مايسه : دي فلوس بابا سيبها لي قال لي ابدا بها حياتي واعمل اي مشروع عشان اكيد عارف ظروفنا .
عمر : انا مش هاخد اي فلوس .. الفلوس دي بتاعتك انتي   .. شوفي انت عايزه تعملي بها ايه واعمليه .. مايسه : ما احنا لازم نعمل مشروع كويس يا عمر الشغل اللي انت بتشتغله ده يادوبك بيجيب لنا الاكل والشرب بالعافيه واحنا كده هنعمل ايه .. وبعدين بابا موصيني ان البيت بتاعه الكبير ده ما ينفعش ابيعه ويبقى ل ادم ابننا لما يكبر وانا عمري ما هاخالف وصيه بابا ابدا  ..
عمر : ايوه طبعا عندك حق اوعى تخالفيها وسيبي البيت للولد لما يكبر ... بس ادم هيعمل ايه بالبيت ده كله لوحده  ..
مايسه : يعمل اللي يعمله بقى يا عمر اهم حاجه بابا يكون راضي عني .. واقفل موضوع البيت ده خالص احنا هنعيش هنا عادي زي ما احنا نكمل حياتنا لحد لما ادم يكبر ولو عاوز يروح البيت ده يعيش فيه براحته .. وممكن نبقى ساعتها نروح نعيش معاه .. بس لما يكبر عمر : بصي يا مايسه اي حاجه تقوليها انا معك فيها انا الحاجات دي اصلا مش من حقي اني اتكلم فيها .. ده بيت باباكي ودي فلوسه  .. شوفي انتي عايزه تعملي ايه وقولي لي وانا معك في اي حاجه .. دخلت مايسه غيرت هدومها وكانت عايشه في اسبوع كله اكتئاب وما كانش في حاجه جديده بتحصل ... عمر بيصحى يروح الشغل وادم قاعد في البيت وعمال يسالها في اسئله وهي مش عارفه ترد عليه و لا تقول له ايه خالص .. وبعد اسبوع مايسه قالت لعمر : احنا لازم نعمل مشروع عشان اللي احنا فيه ده مش هينفع   .. الفلوس موجوده شوف لنا مشروع كويس نعمله ..
عمر : بس انا عاوزك انتي تشوفي المشروع عشان دي فلوسك وانت اللي تقدرى تتحكمى فيها كويس ... انا ما ليش دعوه بالموضوع ده  ..
مايسه قالت له : انا هسال هند صاحبتي لانها بتعمل مشاريع كويسه جدا هخليها تشوف لي احسن مشروع ونعمله نكسب منه عشان احنا لو فضلنا نصرف فيه الفلوس دي هتخلص ومش هنبقى استفادنا حاجه وانا معيش غيرها  ..
عمر : اللي تشوفيه يا مايسه انا بره الموضوع ده خالص عشان لو حصل اي حاجه ما تضايقيش مني وبعدين انا اكثر واحد متضايق عليكي عشان حاسس ان اللي حصل ده كله بسببي  ..
مايسه : ما تقولش كده يا عمر انا عمري ما ندمت على اختياري لك انا باحبك يا عمر زي ما انا زمان .. وانت ما لكش دعوه بالموضوع ده خالص ..
عمر : يعني مش بتقولي كان زماني متجوزه واحد غنى ومعه فلوس  .
مايسه : انت احسن من اي واحد غنى ومعاه فلوس كفايه انك شايلني وشايل البيت وما بتنامش عشان توفر لنا الاكل اللى بناكله ... ربنا يخليك لي يا عمر ..
عمر : ويخليكي لي يا مايسه  .. دخلوا عشان ينامو وادم هو كمان نام وهو نائم كان كل تفكيره في بيت جدو الكبير اللي مامته قالت له انه هيبقى بتاعه بعد لما يكبر و كان بيدعي ربنا انه يكبر بسرعه عشان يروح يسكن في البيت الكبير ده ويعيش في المدينه ويمشي من القريه للابد .. ثاني يوم الصبح مايسه اخذت ادم وراحت عند صاحبتها هند  .. خبطت على الباب .. هند فتحت لها ..
هند : مالك يا مايسه شكلك متضايق قوي في حاجه حصلت ولا ايه ..
مايسه : بابا اتوفى اول امبارح يا هند  ..
هند : هو انتي باباكي كان عايش اصلا .. اصلك عمرك ما قلت لي انك رايحه تزوريه ولا اي حاجه .. الله يرحمه ويغفر له يا رب .
مايسه : ده موضوع طويل قوي مش هاقدر اتكلم فيه دلوقت بس انا جايه لك عشان موضوع ثاني .. انا عاوزه يا هند اعمل مشروع طلع لي مبلغ كويس جدا من بابا وخايفه انه يتصرف .. تقترحي علي اعمل مشروع ايه   ..
هند : في مشروع حلو قوي لسه كنت باتكلم فيه انا و واحده ثانيه كانت هتدخل معي فيه  .. ايه رايك تدخلي انتي بدالها مشروع مضمون ومكسبه جميل جدا مايسه : مشروع ايه ده ؟
هند : مشروع تربيه دواجن هنجيب الفراخ والبط وهو صغير خالص بمبلغ بسيط وعندي واحد بشتري منه الاكل مش غالي خالص وفي خلال 40 يوم الفراخ بتكبر وبتتباع باكثر من ثلاث اضعاف سعرها يعني في 40 يوم بالضبط هيكون عندك ثروه كويسه ..
مايسه : طيب والله ده مشروع كويس جدا هاتكلم مع عمر فيه و هابقى ارد عليكي ..
هند : بس ردي عليا بكره بالكثير عشان انا مش فاضيه و الست الثانيه دي عاوزه تدخل معي بس انتي اولى طبعا ..
مايسه : خلاص انا معك من دلوقت وشوفي انت عاوزه كم وهاديه لك  .. هند صاحبتها طلبت مبلغ كبير تقريبا ثلاث تربع الفلوس اللي معها ..
مايسه : طب انتي ضامنه المشروع ده يا هند .
هند : ايوه طبعا ضمناه اكثر من مئه في المئه كمان هاتي بس الفلوس وما لكيش دعوه  .. مايسه روحت البيت وقالت لعمر على الكلام ده وقالت له انها مقتنعه بكلام بتاع هند جدا وحاسه انه مشروع كويس ..
عمر : طالما انتي مقتنعه خلاص شوفي اللي انتي عاوزاه واعمليه .  مايسه ثاني يوم الصبح اخذت الفلوس اللي هي طلبتها منها واديتها لها ووصيتها انها لازم تكون مخليه بالها كويس لان دي الفلوس اللي معها ومش هتعرف تجيب غيرها ثاني . هند اخذت الفلوس وبالفعل اشتريت الدواجن واجرت مكان المزرعه في خلال اسبوع كان عندهم مزرعه الدواجن وبدات الفراخ تكبر و بعد 20 يوم حصل ماس كهربائي في المزرعه وكل اللي فيها اتحرق هند ما كانتش مصدقه نفسها ومايسه كان هيجرى لها حاجه ..
هند : غصب عني والله يا مايسه دي حاجه مش بإيدي الخساره عليا وعليكي   .. الماس الكهربائي ده حاجه مش بارادتنا   .. قولي الحمد لله ان احنا كويسين وعيالنا كويسين   ..
مايسه : الحمد لله على كل حال .. رجعت مايسه على البيت وهي كلها يأس مين اللي حصل وكانت بتقول الحمد لله ان ادم وعمر وهي كويسين وكان ممكن الماس الكهربائي ده يحصل في بيتهم وكلهم يموتوا وساعتها الفلوس ما كانتش هتنفعهم ... رضيت بقضاء ربنا وقالت لعمر : هنعمل ايه دلوقت الفلوس اللي معنا راحت ..
عمر : احنا كنا طول عمرنا عايشين من غير الفلوس يا مايسه   .
مايسه : على العموم في مبلغ صغير ثاني هصرفه على تعليم ادم و هعوض ربنا في باقي الفلوس يلا الحمد لله ... عدت السنين وادم كان بيكبر قدام عينيهم ودخل الجامعه واتخرج بتقدير كويس جدا و بلغ سن الرشد وجيه الوقت اللي مامته لازم تصارحه بالسر اللي كانت مخبياه عليه من زمان لانه نسي ان البيت الكبير ده هيبقى بتاعه ويعيش فيه .  لانه بمجرد بعد شهر من وفاه جدو كان ادم نسي البيت وناسي الكلام ده كله .. في يوم كانت مامته قاعده معاه قالت له : انا عاوزه اتكلم معك با ادم في موضوع ...
ادم : خير يا ماما  ..
مايسه : جدك سايبلك بيت و كان موصيني انك لما تكبر انت اللي تقعد في البيت ده  .. شوف يا ابني لو عاوز تقعد فيه او عاوز تقعد معنا هنا انا ما عنديش مشكله ..
ادم : انا فاكر زمان اني رحت بيت كبير جدا و فاكر الكلام ده  .. بس مش فاكر البيت خالص ولا مكانه .. هو انتي ليه ما ودتنيش هناك ثاني يا ماما ..
مايسه : دي وصيه جدك يا ادم .. ان البيت يتقفل لحد ما انت اللي تفتحه بنفسك وتقعد فيه .. هتعمل ايه بقي
ادم : ماشي يا ماما قولي لي على المكان وانا هسافر ابص على البيت و هاشوف هاعمل ايه وبعد كده هابقى اقول لك هنعمل ايه .. بس اكيد لو قعدت هناك انتي وبابا هتيجوا تعيشوا معي   ...
مايسه : ماشي يا ادم لو ارتحت في المكان هناك ابقي قول لنا و هنيجي لك  ... روح بس اقعد كم يوم وده مفتاح البيت يا ادم اللي انا كنت شايلهولك من 11 سنه و الورقه دي فيها عنوان البيت ... اخد ادم الورقه والمفتاح وثاني يوم الصبح كلم صديقته المقربه ايتن عشان يقول لها علي اللي حصل  .. كانت متضايقه جدا انه هيسافر لكن هو قال لها انه هيروح يومين ويرجع على طول  .. حجز ادم القطر ووصل على المدينه اللي فيها بيت جده  .. اول ما اوصل كان قلبه مقبوض جدا لان البيت باين عليه انه قديم قوي ومهجور  .. مقفول من زمان فتح باب البيت اللي كانت معشش عليه خيوط العنكبوت واول ما فتح البيت ودخل لقي ..
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي