السرداب الملعون

Ghada saeed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-03-17ضع على الرف
  • 63.4K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

البارت الاول

في مساء الخامس والعشرون من تشرين الاول..  في ليلة شديدة البرودة مليئة بالأمطار والعواصف رن هاتف المنزل فإذا به اتصال غير مسبوق من بيت والد مايسه.. 
( مايسه بتكون والدة ادم من ساعه ما اتجوزت والد ادم و متعرفش حاجه عن باباها لأنه مقاطعها بسبب جوازها من عمر والد ادم )
ادم اول ما مامته ردت على التليفون سامعها وهي بتصرخ وما كانش فاهم اي حاجه من كلامها.. كان واقف ساعتها في الشباك بيشاهد الامطار والعواصف في بيتهم الصغير وكان منتظر والده انه يرجع من الشغل لانه بيشتغل عامل باليوميه وما بيرجعش غير بالليل خالص .. و بيجيب لهم الاكل معه لان ظروفهم صعبه جدا ...
لما سمع صوت مامته جري عليها ادم ساعتها كان عنده حوالي عشر سنوات
ادم :  مالك يا ماما .. في ايه اللي حصل انت بتعيطي..
مايسه : ما فيش يا ادم جاء لي خبر وحش شويه..
ادم : خبر ايه يا ماما في حاجه ..
مايسه : ايوه بابايا مات يا ادم انا لازم اروح على بيته دلوقت حالا ..
ادم : باباكي !! غريبه قوي انا اول مره اعرف ان باباكي عايش اصلا هو احنا ما كناش بنروح له  ليه
مايسه : ده موضوع كبير يا ادم لما تكبر شويه هابقى احكي لك .. احنا لازم دلوقتي نستنى بابا لحد لما يرجع وهاخدك ونروح على بيت بابايا ...
ادم : هو بيت باباكي بعيد قوي عن هنا يا ماما يعني هنخرج من القريه دي اخيرا ..
مايسه : ايوه يا ادم بعيد وللاسف هنسافر .. بعد اذنك سيبني دلوقتي لوحدي عشان انا تعبانه ....
مامه ادم ما كانتش عارفه تمسك نفسها قدامه وقعدت تعيط بصوت عالي ما كانش يعرف انها بتعيط لانها بقى لها سنين كثير قوي ما شفتش باباها .... حاولت تكلمه بعد ما اتجوزت كذا مره لكن هو رفض انه يكلمها لانها خرجت عن طوعه وهربت مع عمر واتجوزته غصب عنه  ....
ادم : طيب يا ماما هو مين اللي كلمك بلغك بخبر الوفاه ده هو انت مامتك عايشه كمان ...
مايسه : لا يا ادم ماما ماتت من زمان قوي من وانا صغيره اللي كلمتني و بلغتني دي تبقى الجليسه اللي عايشه مع والدي ب ترعاه... مش عارفه جايبه رقمي منين ...
ادم : طيب يا ماما هو ما كانش عايش معنا ليه..
ميسا : وبعدين معاك بقى يا ادم مش كفايه اسئله سيبني في حالي دلوقتي لو سمحت ...
دخلت مايسه اوضتها وقفلت عليها الباب وادم كان واقف بره عمال يسمع الصوت بتاعها وهي عماله تعيط بصوت عالي ... وكانت بتقول كان نفسي اشوفك قبل ما تموت بس انت اللي قفلت الباب في وشي كثير ...
بعد حوالي ساعه وصل باباها على البيت ...
ادم : تعال يا بابا بسرعه ادخل عند ماما عشان عماله تعيط ..
عمر : لي يا ادم ايه اللي حصل هو انت زعلتها في حاجه ولا ايه ...
ادم : لا والله يا بابا ما زعلتهاش ولا عملتلها اي حاجه بس ماما باباها مات ..
عمر على وشه علامات التعجب ... مين اللي قال لك الكلام ده ..
ادم : جلها  تليفون بيقول ان والدها مات ... انا اول مره اعرف ان جدي عايش اصلا ... دخل عمر بسرعه على ميسا الاوضه وكانت منهاره من كثر العياط ..
ميسا : بابا مات يا عمر .... بابا مات وهو مش راضي عني ولا عاوز يشوفني .. الممرضه كلمتني وقالت لي انتي لازم تيجي عشان تخلصي اجراءات الدفن لان هو ما كانش عنده اولاد غيرك وانا كده مهمتي خلصت لحد هنا ... انا هاخذ ادم واسافر مش هاقدر اسيبلك ادم هنا عشان انت معظم الوقت مش موجود في البيت وما ينفعش نسيب الولد لوحده في البيت ...
عمر : كنت عاوز  اجي معاكي يا مايسه بس انا لو جئت معاكي هاسيب الشغل خالص ومش هيرضو يرجعوني ثاني انا ماصدقت لقيت الشغل ده ...
مايسه : عارفه يا عمرو و مقدره كلامك ده بس انا لازم اتحرك الفجر من البيت عشان الحق .. مش معقول هاسيب بابا ميت كل ده من غير ما اخلص اجراءات الدفن ..
عمر : طيب قومي جهزي حاجتك عشان اوصلك على محطه القطر قبل ما انام شويه عشان انزل ثاني الشغل .. قامت مايسه تجهز شنطه هدومها وهدوم ادم اللي كان لاول مره بيسافر معاها .. وبعد الفجر اول ما النهار طلع وصلهم عمر لحد ما محطة القطار ..
ادم كان طول الطريق عمال يبص في شباك القطر وكان مستغرب جدا لانه اول مره في حياته يسافر .. مامته كانت في دنيا ثانيه خالص كانت بتفكر في باباها اللي راح منها في لحظه وما كانتش عامله حساب اليوم ده خالص .. كانت مستنياه يكلمها بنفسه ويقول لها تعالى انا سامحتك وعاوزه اشوفك ..
ادم : هو احنا ليه يا ماما ما كناش بنروح عند جدو خالص   .. ليه ما عرفتنيش اني عند جد ..
مايسه : هابقى احكي لك عن كل التفاصيل دي بس مش دلوقتي يا ادم خالص .. عشان انا تعبانه دلوقتي ومش قادره اتكلم .. لما تكبر شويه هتفهم كل حاجه لوحدك ..
ادم : طيب انتي زعلانه يا ماما عشان باباكي مات .. مايسه : ايه الاسئله دي يا ادم .. ايوه طبعا يعني انت مش هتزعل عليا لما اموت ؟
ادم : هازعل طبعا يا ماما  .
مايسه : طب يلا نام شويه عشان الطريق طويل ..
ادم : بس انا فرحان قوي وعاوز افضل باصص من الشباك كده عشان انا ما بخرجش من البيت خالص .. ادم كان باصص من ازاز القطر وغلبه النوم بعد ساعه .. فضل نائم لحد ما وصلوا على البلد الثانيه نايم حوالي 9 ساعات .. ومايسه عنيها مغفلتش .. لحظه كانت بتفكر في ايام زمان لما كانت عايشه في بيت اهلها .. مايسه من عيله كبيره جدا وليهم اسمهم وسمعتهم .. كانت بتحب عمر وهو ابن الجنايني .. بعد ما خلص تعليمه وجه اتقدم لها باباها رفض  .. لكن مايسه حاربته وقالت له انها مش هتتجوز غيره وهي بتحبه   ..
باباها قال لها : مش هينفع يا مايسه لان احنا عيله كبيره الناس تقول عليا ايه !  بنتي بتحب ابن الجنايني مستحيل اوافق على الموضوع ده .. وما كانش يعرف انها متفقه معاه ان لو باباها رفض هياخدها ويهربوا ويتجوزوا بعيده يبدأوا حياتهم من اول وجديد .. باباها اول لما لقاها هربت مع ابن الجنايني من البيت جاله صدمه جابت له جلطه ما بقاش قادر يتحرك من السرير خالص .. مايسه كانت بتبعت له جوابات كل شويه وبعثت له صور ادم حفيده .. لكن هو ما حنش لحظه ولا وافق انها تيجي تقابله .  كانت بتترجاه كثير جدا عشان يوافق انها تيجي وتقابله   .. لكن هو بيرفض تماما بقى لها حوالي 11 سنه ما شفتش باباها ..
وصلت على البلد اللي باباها ساكن فيها صحت ادم من النوم وقالت له : يلا يا ادم عشان هننزل ناخد تاكسي لحد بيت بابا ..
ادم خرج من القطر و قعد يبص حواليه على العمارات الكبيرة و كان اول مره يشوف مدينه حلوه كده ..
ادم : هو جدو كان ساكن هنا بجد ..
مايسه : ايوه يا ادم متتفاجئش انا بابا كان رجل اعمال كبير جدا ..
ادم : طيب احنا ليه ما روحناش نعيش معاه في المكان الحلو ده ..
مايسه : بطل اسئله شويه يا ادم عشان انا مش هارد عليك دلوقت خالص  .. وقفت تاكسي وقالت له على العنوان ..
صاحب التاكسي قال لها : حضرتك عاوزه تروحي على بيت عصام البسيوني انا سمعت انه اتوفى امبارح هو حضرتك تعرفيه  ..
مايسه : ايوه انا بنته  ..
سواق التاكسي وقف بالتاكسي وقال لها : انتي بنته اللي هربت مع ابن الجنايني .. كل البلد هنا بتتكلم عليكي من ساعتها  .. مايسه بصت له بحده وقالت له : لو سمحت بطل كلام شويه وشوف شغلك وصلني على المكان لو مش عاوز توصلني خلاص نزلني هنا بعد اذنك .. بس انا مش عاوزه اتكلم في الموضوع ده ثاني .. سواق التاكسي ما ردش عليها خالص وكمل طريقه لحد بيت باباها اول ما وصلوا قالت لادم يلا يا ادم انزل احنا وصلنا ..
ادم : وصلنا فين يا ماما هو فين بيت جدو ..
مايسه شاورتله على البيت الكبير بتاع باباها وقالت له : هو ده بيت جدك يا ادم ..
ادم : انتي بتقولي ايه يا ماما ده بيت جدو بجد ده حلو قوي يا ماما .. حرام عليكي انت ما كنتيش بتخلينا نيجي هنا نقعد معاه ليه   .. ومقعدينا في بيت صغير .. مايسه : يلا يا ادم ورايا .. دخلت مايسه على البيت و هي قلبها مقبوض وقعدت تبص حواليها وتفتكر ايام طفولتها اللي قضيتها في البيت ده وانها حكمت على نفسها انها تمشي وتسيبه للابد ..
خبطت على الباب وفتحت لها الداده اللي مربياها من وهي صغيره ..
مايسه قعدت تعيط وحضنتها و اعتماد حضنتها وقالت لها : حمد لله على السلامه يا مايسه ربنا يصبرك يا بنتي يا رب .. والله هو كان نفسه يشوفك بس عزه نفسه كانت مانعاه .. انتي ما جيتيش ليه يا مايسه وكنتي شوفتيه .. والله هو قلبه طيب جدا ..
مايسه : خوفت يا داده يطردني من البيت .. ادخل يا ادم ..
داده اعتماد :  ده ابنك ما شاء الله تعالي يا حبيبي ادخل .. هو كان كل يوم يمسك صوره ابنك اللي انت بعتهاله ويقعد يعيط ويحضنه ويقول لى : نفسي اشوفه بس مش هاقدر .. ادم كان بيسمع الكلام ده وهو مش فاهم اي حاجه من اللي بيقولوه خالص .. ودخل قعد في الصالون الفخم بتاع بيت جده ..
مايسه : هو فين بابا يا داده انا عاوزه اشوفه لاخر مره ..
داده اعتماد : انا ما رضيتش اجيب المغسل ولا اعمل اي حاجه قبل ما توصلي بالسلامه .. وكده كده الجو برد و الجثه مش هيجرى لها اي حاجه في الجو ده ..
مايسه : معلش يا داده اعتماد خليكي مع ادم بره ماتخليهوش يدخل الاوضه بتاعة بابا .. انا عاوزه ادخل اشوفه لاخر مره ..
اعتماد : بس شدي حيلك يا بنتي عشان الولد الصغير .. ده .. مايسة دخلت اوضه باباها وهي ايديها بتترعش فتحت الباب لقيته نائم على السرير كان شكله كبر خالص في السنين اللي عدت دي .. لكن لسه زي ما هو وشه بشوش وبيضحك .. اول ما شافته جريت عليه وقعدت تبوس ايده وتقول له : سامحني يا بابا انا غلطت .. منفذتش اللي انت قلت لي عليه .. كان نفسي توافق اني اتجوز الانسان اللي بحبه  .. بس انت ما وافقتش ما كنتش عاوز تكلمني ولا تسمع مني اي حاجه .. سامحني يا بابا انا غلطت و دلوقت بتحمل نتيجه غلطي انك تموت وانا بعيد عنك .. دي اخر مره اشوفك فيها هتوحشني قوي يا بابا .. قعدت تحضن وتبوس في ايده وتعيط .. واول ما بصت عليه لقت دمعه نازله على خده .. كانها دي دمعه الوداع  .  قعدت تقول بابا عايش لسه ما ماتش يا داده اعتماد هاتي الدكتور بسرعه .. والله بابا نزل دمعه من عينه بابا مش ميت  .. اعتماد طلعت تجري وتقول لها : ايه اللي انتي بتقوليه ده يا بنتي الدكاتره كلها اكدوا انه ميت .. مايسه : والله يا دادا لسه منزل دمعه دلوقت قدامي   .. من فضلك اطلبيلي الدكتور دلوقت حالا .. راحت اعتماد تكلم الدكتور مع انها كانت واثقه انه ميت لكن عشان تريح قلبها .. وصل الدكتور على البيت ..
مايسه : بعد اذنك يا دكتور انا عاوزه اعرف هو بابا ميت فعلا لاني متاكده انه نزل دموع من عينه و اتحرك .. الدكتور كشف عليه وقال لها : للاسف هو فعلا ميت بس هو ممكن يكون بيتهيالك مش اكثر .. مايسه قعدت تعيط وتقول في نفسها اكيد بابا كان حاسس بيا و تلوم نفسها انها ما جتش زارته كل السنين دي حتى لو كان طردها من البيت بس كان لازم تيجي وتشوفه بنفسها .. بعد ما الدكتور مشي اعتماد قالت لها : احنا لازم نجيب المغسل لان عدي وقت كثير وكده حرام و اكرام الميت دفنه ..
مايسه : شوفي اللي مناسب لبابا واعملي يا دادا هو كان بيحبك من زمان وعارف انك طول عمرك شايلانا .. اعتماد راحت اتصلت على المغسل اللي جاء بعد نصف ساعه بالضبط وبدا يغسله وراحوا على الدفنه .. وادم كان معها في كل الاحداث دي ما كنش فاهم هو ايه اللي بيحصل بالضبط لكن كل اللي كان فاهمه ان مامته كانت مخبيه عليه اسرار قديمه وما كنتش قائله له على حاجات كثير قوي .. واكيد مع الوقت هو هيعرف .. روحوا على بيت جده اللي بيبات فيه لاول مره في حياته .. وثاني يوم الصبح داده اعتماد قالت ليه مايسه : انا هامشي بقى يا بنتي هاروح على بيتنا لي اولادي ما بقاش لي لزوم قعادي في البيت ده .. اللي كنت قاعده عشان اخلي بالي منه راح عند ربنا ..
مايسه :  اوعي تقولي الكلام ده يا داده اعتماد .. ده بيتك و تيجي هنا في اي وقت وهخلي معك نسخه من المفتاح كمان ..
داده اعتماد : انا فاهمه طبعا الكلام ده يا بنتي بس في حاجه قبل ما امشي .. باباكي قبل ما يموت كان موصيني اني اقول لك ان فيه في الخزنه بتاعته ورقه لك .. ووصاني ان ما حدش يفتح الورقه دي غيرك انت .. بس انا ما اعرفش ايه هو رقم الخزنه ولما سالته على الرقم قال لي : مايسه لما تيجي اما اموت اكيد هتعرف الرقم لوحدها .. انا يا بنتي كده خلصت ضميري وده اخر يوم ليا هنا سلام عليكم .. وده رقمي لو احتاجتيني في اي حاجه كلميني على طول ..
مايسا : مع السلامه يا داده اعتماد هاكلمك اكيد هتيجي ثاني واشوفك .. دخلت مايسه على اوضه المكتب بتاعه باباها وقالت لادم انه يقعد جنبها بصت على الخزنه وقعدت تفكر في كلام اعتماد وقالت يا ترى بابا كان يقصد ايه اني هاقدر افتحها يبقى انا عارفه الرقم السري اكيد .. قعدت تفكر وتطلب كذا رقم عشوائي لكن الخزنه ما كنتش بتفتح واول ما كتبت تاريخ ميلادها الخزنه اتفتحت على طول كان فيه فلوس كتير اوي جواها و لقت من فوق  الورقه اللي داده اعتماد قالت لها عليها .. واول ما فتحتها اتصدمت لما قرت الكلام الي فيها ..
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي