الفصل الثاني

الفصل الثاني

صحيت من شرودها ع صوت ابو سعاد عم يخبرها ان صار وقت رحلتها ابتسمت بحزن وشكرت ابو سعاد فتحت الشنطة لتعطيه حق التذكرة قام قال له يا بنتي الله يسامحك ويرحم اهلك غصت بعد كلمته وكمل انتي متل بنتي رجعي مصاريكي
وفتح جزدانو عطاها مبلغ مو كتير
رفضت هبة تمسكه وعم تبكي قلا لك يا عمي اقبليهن مني والله لو قدرتي اكتر ما بقصر معك هنن قلال بس بعينوكي وبيسندوكي لدبري امورك وربي الحامي يحميكي من ولاد الحرام مسكت المصاري وعم تطلع فيه بامتنان قالتلو والله يا عمي فضلك مارح انساه بحياتي
ضحكلها بحزن وقلا يلا عمي خفيها قبل ما حدا يشوفك هزت راسها ومشيت بخطوات سريعة واستقلت القطار دورت ع رقم كبينتها ودخلت بسرعة وقعدت لترتاح من التعب ومن خوفها يلي من مبارح عايشة فيه وعم تدعي يمشي القطار قبل ما يصير شي عليها او حدا يكشفها سمعت صوت صافرة القطار ارتعبت من الصوت بس لما مشي القطار اتنفست براحة وحمدت ربها ان انقذها من ايدين حامد و هي عم تدعي عليه وتتوعدو بالانتقام لعيلتها

رجع ابو سعاد ع بيته وهو حزين ع جاره وصديقه خليل وحزين اكتر على هبة خايف عليها وكمان خايف على نفسه كان بيتمنى يرافقها ليأمن عليها بس مو طالع بايدو شي تحسر على قلة الحيلة، عرف الحقيقة والظلم يلي تعرضتله عيلة هبة و ما بيقدر يحكي ولا يشتكي غير لرب العزة واكتفى بالدعاء لهبة يلي اعتبرها بمكان بنته ربي يحميها ويحفظها ويبعتلها اولاد حلال والغصة مالية حلقه وقرر يتكتم على القصة حتى لسعاد مارح يقلها
اما عند حامد كان متل الوحش عيونه حمرا من شدة الغضب عم يفتل بالمزرعة ويصرخ ع رجاله متل المجنون وخصوصي وقت دري من جواسيسه ان هبة قدرت تبعد عن البلد وطلعت بالقطار وقدرت تهرب منه من انتقامه من احضانه حرمته من متعته فيها والادهى ان صارت زوجته على اسمه يعني خانته وعنده عقاب الخيانة كتير كبير هي ملكه هي اله ومو من حقها تتركه وتتسبب بموت اهلها لهيك
عقابها اشد من عقاب اهلا بس بعد ما يلاقيها
ويشبع منها بعدين يعذبها ليشفي غليله

بالقطار سندت هبة راسها ع شباك القطار غمضت عيونها بركي بتنام شوي ليخف وجع راسها يلي ما فارقها وبتنسى وضعها الحالي بس النوم مجافيها سرحت بافكارها وعم تتذكر اهلها بهل وقت بتكون عم تجهز حالها للمدرسة وابوها عم يستناها ليوصلها
امها عم تحضرلها سندويشتها رجعت للبكي وهي عم تتنهد حسرة وقهر
لغفيت شوي من التعب والحزن صحيت ع صوت حركة غريبة حوليها و رجال عم يفتلو بالقطار عرفت انهم رجال حامد عم يدورو عليها ومعصبين كتير جلست
قعدتها ولفت الحطة منيح على راسها وخبت وجها بشكل منيح حتى ما تبين وهي الحركة طبيعية بالقرية عندهن ان الرجال يضلو حاطين حطة ع وجهن مشان الشمس والغبار
والتفتت للشباك راقبت خيالهن هنن وعم يطلعو بالناس بالذات ع البنات والحريم عم تتنفس بصعوبة ودموعها نازلة وعرق وجها من الخوف وعم تدعي ربها ما ينتبهو عليها وقفو عند كبينتها شوي اطلعو بالركاب بعدين حكا واحد من الرجال مو هون رجعو دورو منيح اياكم تفلت منكن
تنهدت هي وعم تحمد ربها ان ما عرفوها لوقت اختفو من ناحها رجعلها النفس وضلت حذرة طول الوقت وعم تخبي رجفة ايديها وعيونها ع خيال الشباك عم تراقب الحركة الي ما هديت

بعد كم ساعة توقف القطار معلن وصولو للمدينة بلشت الناس تنزل من القطار مشيت هبة و نزلت من القطار ورجليها دوبهن حاملينها تفاجئت برجال حامد عم يدورو حولين القطار وناس منهن واقفين عند باب نزول الركاب لفت لبعيد بعكس مكانهن وحاولت تمشي ببطئ حتى ما يشكو فيها مشيت مع الناس
و اختفت بينهن وعم تتلفت حولين
حالها مو عارفة وين تروح لاقت اغلب العالم عم يتوجهو لنفس الاتجاه مشيت مع هل عباد لوين ما بتعرف بس اكيد باب الخروج من المحطة بعد مابعدت بشكل اكبر لاقت في استراحة قعدت فيها لبين ما يمشو رجال حامد شافت بوفيه راحت واشترت سندويشة
و قنينة مي وقعدت ع الكراسي العامة وبلشت تاكل لان صرلها من مبارح العصر بدون اكل هي وعم تاكل والغصة بقلبها والدمعة بعينها عم تاكل وتتنهد
وهي عم تتذكر كيف امها وابوها واقعين ع الارض
والدم حوليهن بلش صوت بكاها يعلا شوي
حست على حالها هدت شوي لبين ما كملت اكلها ومشيت من المكان كلو و الي مريحها ان باينة شب مو بنت والا كانت انكشفت او تعرضت لمضايقات كتير بلشت تمشي بدون هدف بعد فترة تعبت من المشي وعم تحاكي حالها ياربي وين بدي روح بحالي خايفة اسأل حدا عن شي فندق ويطلع مو منيح يا رب ساعدني ولا تتخلا عني بعد تفكير قررت تسال عن شي حديقة تقعد فيها ترتاح شوي لتقرر وتفكر شو بدها تعمل وبالفعل كان في حديقة قريبة ومليانة ناس فاتت لجوا الحديقة وقعدت ع كرسي لعدة ساعات هي وشاردة مو حاسة بالوقت او حاسة بس بدها تمضي الوقت حست حالها لح تختنق من كتر التفكير والخوف والتعب فتحت اللفحة عن وجها لتاخد نفس وهي قاعدة عم تطلع بالناس والحسرة بقلبها هي وعم تراقب الي عم يضحكو والي عم يحكو والاطفال عم تلعب واهاليهن خايفين عليهن
ورجعت لذكرياتها مع اهلها لهيك طلعت من المكان بسرعة لان حست حالها لح تنهار وتبكي بصوت عالي وتكشف انها بنت وخافت حدا يسالها ليش متخفية ويفكروها حرمية لهيك طلعت ورجعت تمشي بضياع وبلش الخوف عندها لان بلشت الدنيا تعتم مرت بطريقها على مقبرة قالت بقلبها ياربي كيف ما مشيت وين ما تحركت عم شوف امي وابي قدامي او شي يذكرني فيهن يا رب صبرك فاتت ع المقبرة وصارت تطلع بالقبور وتتحسر على نهاية امها وابوها قرأت الفاتحة ع روح اهلها وجميع اموات الاسلام هي وعم تفكر يا ترى المجرم الحقير لح يدفنهن ولا يرميهن لوحوش سعرانة تاكلهن يا رب اهلي عاشو وحيدين وملتو وحيدين ما التقى حدا يقرالهن الفاتحة حتى انا انقتلو بوحشية وما بعرف شو مصيرهن الله يرحمهن
وما عاد حست الا بصوت بكاها عم يعلا وحمدت الله ان المقبرة خالية ما فيها ناس بهل وقت قعدت ع طرف حجر موجود ودعت بالرحمة لعيلتها يلي انحرمت منها ع بكير ومن حضنهن الدافي
وصفنانة بالضياع يلي هي فيه ولوين وصلتها الايام
حست بالارهاق والخوف وين بدها تنام هي تعبانة كتير و خايفة اتلفتت حوليها لمحت من بعيد بطرف المقبرة بزاوية مهجورة زرايع متعربشة ع الحيطان ومعبية المكان
هبة وعم تحاكي حالها .. والله مالي الا اتخبا ورا هل زرعات واذا غفيت ما حدا بيلمحني ليطلع الضو الصبح وبكرى بدبر حالي بس ييي والله بخاف كيف بدي نام هون مع الاموات اي بس في حارس المقبرة يعني معي حدا بعدين الخوف من البشر يلي عايشين وعم يخربو بها دنيا مو من الاموات
والله يا نومتي مع هل الاموات والمقبرة احسن من عيشتي مع الحقير وشوفة وجهو والنومة ع تختو لو كان من ريش النعام
رفعت عيونها للسما ودعت ربها من قلب محروق
يارب تحميني وتوقف معي يارب ما عاد الي حدا لا اهل ولا سند مالي غيرك يا خالقي يا ربي يا وكيلي
ومشيت بخطوات حزرة والخوف عم يعمل عمايلو فيها
اقتربت هبة من الزرع الممدود ع جدار المقبرة خافت يكون في حشرات متخبية وضوء القمر ساعدها شوي لتكتشف المكان تفاجئت بوجود قبر مهجور خافت ورجعت شوي لورى من القبر المفتوح استعاذت بالله ورجعت دور على مكان تاني تتخبى فيه لحتى يطلع الضو ودموعها ماعم تبطل توقف على حالها وخوفها ووحدتها بهيك مكان بس كمان وجودها بين الاموات اهون من البشر يلي بدهن ياذوها وينهشو لحمها لقت مكان منيح وبعيد عن عيون الناس استراحت ع الارض ولمت جسمها على حالها وطوت ركبها ولفت ايديها عليهن وسندت راسها على ركبها ومفتحة عيونها ع الاخير وعم تطلع حوليها وبلش الوهم يكبر براسها متمنية تغفا شوي جسمها متكسر صرلها يومين مو دايقة طعم النوم بس ماقدرت تغفا الخوف سرى بجسمها وصارت ترجف وافكار تاخدها وافكار تجيبها وتتذكر القصص يلي كانت تسمعها عن اهل القبور وعن الجن وخصوصي بوقت الليل وكل شي بخوف صار يترائ امامها وتفكر فيه كان الزمن وعقلها تكاتفو ضدها وخصوصي مع سماعها لصوت كلاب مو كتير بعيدة عنها استمرت بالتفكير بمخاوفها والوهم زاد عليها بالقبر المفتوح شوي وبتلاقي ميت عم يمشي ترجع تنفض راسها وكأنها عم ترمي هل تفكير عنها وجسمها عم يرجف ودموعها هي الي عم تخفف عنها لبدأ يطلع الضو وكأن طاقة القدر انفتحتلها وبدون شعور غابت عن الدنيا والخوف وغفيت على نفس جلستها
بعد فترة صحيت على اصوات تعلن بدء الزوار للمقبرة خافت كتير وقت تذكرت هي وين بس شو طالع بايدها هي وحيدة والمقبرة سترتها من شي متحرش او حرامية يا رب اليوم لاقي مكان نام فيه ولاقي شغل واهم شي دراستي وحلم اهلي وقفت ورجليها تعبانين من تكوير جسمها بس كمان
جسمها ارتاح حوالي ساعتين واستعادت نشاطها وخف وجع راسها وعيونها المنفوخة من البكا
لفت اللفحة على وجها وحملت شنتايتها ومشيت لتطلع من المقبرة تذكرت القبر المفتوح يلي ما نامت من خوفها منو وهي عم تتخيل الميت يلي فيه طالع منو عم يتفتل ويجي لعندها استعاذت بالله من الشيطان بس الفضول الي فيها وبما ان طلع الضو خلاها تتجرا تقرب منه لتتاكد بنفسها قربت وهي عم تقرا قران وتدعي وبسرعة نزلت راسها تفاجئت ان القبر فاضي ولافي اثر لميت مدفون والواضح ان القبر مهجور او منسي ارتاحت وضحكت على حالها من الافكار الي راودتها طول الليل وحاكت حالها ولك لعمش شو سخيفة انا وهل تفكير بس غريبة كيف هيك قبر مفتوح وما في ميت بس بربي اهون من البشر يلا ربي يرحم جميع الاموات ويرحم امي وابي ضحايا الندل الله ينتقم منه ويموت قتل كملت مشي لوصلت لباب المقبرة وهي طالعة سمعت زلمة عم ينده عليها ارتجفت من الصوت والتفت عليه حتى ما يبين خوفها وكان رجال كبير بالعمر
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي