الفصل الثالث
كانت فيري قد تجهزت بالكامل إرتدت فستان أبيض طعم بالألماظ الحر , جاء خصيصا لها من فرنسا , مع ذيل طويل بدت كأميرة من إحدي القصص وقد كانت كذلك , شعرا من حرير وفي منتصفه تاجا لامع ممسكا بطرحة , كانت تبدو إستثنائية بكل المقاييس غلب جمالها علي الفستان وقفت ومن أمامها مرتضي (روني ) يعدل من بعض الإضافات الأخيرة ويضيف لمساته الفنية علي وجهها أو شعرها , كم كان مهتما بأدق تفاصيلها فحرص أن تبقي إطلالتها في تلك الليلة المميزة أيقونة لكل عروسة من بعدها , كانت دينا قد دخلت لتوه بعد ان أرتدت هي الأخري فستانها وكان فستان سهرة من الطراز الرفيع قد إختارته لها فيري من قبل ولو أنها ما أختارته لحضرت دينا الفرح ببدلة شبابية وما كان ذلك ليشكل فارقا بالنسبة لها , ولكن فيري كانت مهتمة بكل التفاصيل لها ولمن حولها فهي تعلم طباع دينا , ولقد حرصت أن تكون رفيقته ومديرة أعمالها في أبهي حلة الليلة .
ما أن دخلت دينا ورأت فيري بالفستان الأبيض حتي صرخت من فرحتها وأنهالت دموعها حتي قبل أن تقترب منها , إلي أن روني وفيري ضحكوا علي ردة فعلها تلك ,
فيري : تمالكي نفسك يا دينا ألم تريني من قبل مرتدية فستان زفاف , أذكر لأني أرتديته عدة مرات في بعض الأفلام وانتي كنت معي ؟؟
دينا بتأثر : نعم رأيتك ولكني كنت أعلم أنه في الفيلم ولكن اليوم , هذا زفافك الحقيقي , أدرك أن كل ذلك ليس مصتنعا كالأفلام , ستكوني من اليوم زوجة وائل محسن .
فيري ضاحكة : تمهلي قليلا لن أكون سوي فيري , كنت فيري وسأبقي هكذا .
دينا وقد إقتربت لإحتضانها : تبدين جميلة في أي وقت حبيتي ولكنك أجمل اليوم , أتمني ألا يصيبك أحد بالعين وأن يتمم فرحتك .
روني مازحا : أنا أتمني أن يكون الزفاف القادم زفافك يا دينا لعلنا نتخلص منك
دينا وقد ضربته علي كتفه : تريد أن تأخذ مكاني , لن أعطاك إياه أبدا .
روني : بالأساس أنا مكاني أهم من مكانك بكثير ...
كانوا قد بدأوا في المشاجرة اللطيفة كعادتهم فصرخت بهم فيري ضاحكة كي يتوقفوا عما يفعلوه .
فيري : هل أنتم أطفال , الأن تاكدت أنكم بلا عقل تماما .
روني : من بلا عقل هو من وظفني معه بالتأكيد ,وما زال متمسكا بنا ؟؟
دينا : معك حق يا رفيق ..
فيري : جيد الأن أنتما تتفقان إذن ستكون هناك عقوبات ما ان أعود من شهر العسل , سأريكم العقل كيف يكون .
روني : تتحدثين عن شهر العسل كأنه شهر , لقد أصريتي علي أن يكون مجرد أسبوع واحد ؟؟أول مرة أسمع عن هذا شهر ؟
دينا : أس إمراة عاقلة لن تطيل البقاء برفقة رجل شهر كامل .
ضحكوا جميعهم , فلطالما لم يتعاملوا كمجرد عاملين معا بل أنهم عائلة واحدة وهذا ما ميزهم ثلاثتهم فكلا منهم يدعم الأخر بحب صادق نابع من القلب دون تزيف أو رياء .
طلبت إحدي المساعدات الشابات لدينا الدخول فسمحت لها فيري
الفتاة موجهة حديثها لفيري: هناك من يريد محادثتك بشدة
دينا : الأم أقل أن لا مكالمات اليوم مهم كان المتصل .
فيري : أخبريه أني مشغولة للغاية وبالتأكيد تهنئة للزفاف ردي بلطف عليه .
الفتاة : لقد فعلت ذلك بالفعل ولكنها فتاة وتقول أنها أختك
فيري بسرعة : هل فريال ؟؟ أعطيني الهاتف ؟
أعطتها الفتاة الهاتف الذي كانت تكتم صوته قبل أن تأخذه فيري , ألتقطت الهاتف سريعا وبلهفة بدأت حديثها :ألو هل أنتي يا فريال ؟؟
كانت فريال تجلس في الصالون وبجانبها جدها وأمها وفرح وكان فراس يجلس ليتابع من بعيد ,
فريال بحماس : كيف حالك أختي , ألف مبروك لكي , اتمني ان تحصلي علي كل السعادة التي في هذه الدنيا
كانت أمها درية تحاول جذب الهاتف منها كي تسمع صوت فيري وأن تحدثها ولو كلمات بسيطة .
فيري: حبيبتي , إشتقت لكم كثيرا وأفتقدكم بشدة .
كانت أمها قد أخذت الهاتف رغم أن المكالمة كانت علي مكبر الصوت ولكنها رغبت بأن تقترب أكثر من إبنتها لعل شوقها وحرقة قلبها تهدأ .
درية بدموع : هل أنتي بخير ..
ما أن سمعتها فيري حتي لم تستطع أن تخفي دموعها : ماما , أنا بخير ولكن ينقصني وجودك .
درية : هل أنتهيتي من التجهيزات كيف تبدين , بالتأكيد أنيت جميلة جدا يا فتاتي .
فيري : إجعلي فريال تتصل بي فيديو سأريكي الفستان وكيف أبدو .
درية : لقد حاولت ولكن لم يكن يرد أحد .
فيري: لا تقلقي الهاتف بيدي لن أتركه ,
عاودوا الإتصال بها وكانت فريال قد جلبت اللاب توب الخاص بها كي تكون الرؤية أوضح , كانوا جميعهم يتوقون لمشاهدتها بالفستان الأبيض , كانت دينا تحمل الهاتف وتقف مساعدة لفيري .
ما أن رأوها حتي أبدوا إعجابهم بجمال إطلالتها , وأنبهروا بها كأنهم رأوا حرية من البحر قد خرجت عليهم ...
الجد : هكذا هي إبنة العائلة تبدين رائعة يا صغيرتي ..
فيريوقد كانت تبكي : إشتقت إليك كثيرا جدي ...
محي الدين : لا تبكي حبيبتي , لا تفسدي فرحتك , تلك الدموع غالية حتي وإن كانت للفرح لا أريدها أن تنزل من عينيك أبدا .
مسحت فيري عيناها برفق : حاضر جدي , كيف حالكم جميعا ,
فريال : نحن بخير جميعا , كنا نريد رؤيتك في الزفاف ولكنك منعتي التصوير خلال الحفل , لا توجد أي صور , لقد بحثت كثيرا .
فيري : هل تريدون هذا حقا ..
محي الدين : بالطبع فتاتي ..
نادت فيري علي دينا التي تقف مقابلتها : إسمحي بدخول جميع الصحفيين وجهزي لبث مباشر علي صفحتي وليكن أفضل من طاقمنا يتابع نشرها فورا وأول بأول .
فريال : أثق أن معجبينك لو علموا أني السبب في تلك المفاجاة لهم , لشكروني ولزاد عدد متابعيني أضعاف ,منذ الصباح رأيت أكثر من ألف بوست يطالبون بصور زفافك , أنتي الحدث الأبرز والمنتظر من قبل الجميع .
ضحكت فيري: أختك دائما بالقمة يا فتاة , ثم ودعتهم ببطئ فلم تكن تريد أن تفارقهم وذلك لأن المعدين يخبروها بأن الوقت قد حان ودقت الطبول في القاعة معلنة بدأ الزفاف , ودعوها هم الأخرين علي عهد بأنهم يتابعون كل دقيقة وبأنهم يشاركونها في كل لحظة وأن تشعر بأنهم بجانبها وفرحين من أجلها , كان ذلك الإتصال بمثابة منعش الحياة بالنسبة لها ولهم , فزاد وجهها إشراقا وفرحا وما أن أغلقت معهم حتي دخل عليها وائل ليصطحبها للقاعة .
بدأ البث المباشر وهنا بدأت جماهير فيري ومتابعيها بالدخول علي البث , وكان بعد دقاقئ معدودة في قمة نتائج البحث فأنتشر سريعا بين مستخدمي الإنترنت , من بينهم يوسف المسكين الذي كان يجلس حزينا علي سريره , لا يأبه بشئ يحدق في الفارغ ولكنه امسك بهاتفه كي يقلب به باحثا عنها لعله يجد أي خبر عنها , بالفعل وجد مراده فبدأ بمتابعة البث كغيره من الناس وهو الذي تمني أن تكون عروسه وأن كون هو من يمسك بيدها إلي نهاية الحياة , مرت سنوات ولم ينساها ولم تتغير مشاعره تجاهها رغم أنه يعلم برأيها فيه وفي شخصه إلا أنه ظل متمسكا بأمل أن تحبه ذات يوم وتدرك أن قلبه ينبض من أجلها ولكنها كانت قاسية وأعلنت أنها تتزوج من ذلك النجم رفيقها وبأنها قد دمرت الأمل الذي كان يعيش عليه , ما أن ظهرت بالبث جتي ذرفت دموعا من عينيه , دموعا أخفاها لأيام حتي عن نفسه لم يشأ أن يظهرها ,كانت تنزل مع وائل ممسكة بيده علي سلالم عالية من خلفها يسير ذيل فستانها الأنيق مع إبتسامة خلابة منها تسحر العقل وتسرق القلب , وسط تهليل المدعوين والأنغام البادئة لحفل الزفاف ,كانت ممشوقة القوام رفيعة الرأس واثقة الخطي ...
كانت درية تدعو لها بأن يمنع عنها العين وبألا يصيبها أي عين حاسدة .
كان ناصر ما زال في مكتبه يجلس علي كرسيه عاقدا حاجبيه ساندا راسه للخلف ومسترخيا في جلسته كأنه في عالم أخر , يتهمونه بالجمود وهو الذي يعتصر ألما لأنه لا يرافق إبنته في هذا اليوم , هو الذي يلوم نفسه في كل مرة يعيدها خائبة الرجا , ولكن ماذا يفعل , لن يقبل أن يتناز أمامها ويسامحها بعد أن أختارت طريقها بعد ان فضلت الفن والغناء عليهم لن يسمح لقلبه بأن يتراجع أو يتهاون , إن أختارت طريقها فلتبقي فيه وإن كان علي قلبه سيكبله بألف سلسال حتي لا يلين لها وسيخيط شفتاه علي أن تنطق لها بأنه مسامحا فيما مضي .
كانت فيري قد وصلت للمنصة الخاصة بالزفاف وكان يجلس عليها مؤذونا ينتظر منذ وقتا بدأ العرس وحضور العروسين , جلست فيري علي احد جانبيه بينما جلس وائل علي الطرف الأخر , صمتت الأصوات وهدأت الأنفاس من أجل كتب الكتاب .
بدأ المأذون حديثه بكلمة إفتتاحية عن الزواج لم تكمل ثلاث دقائق ثم بدأ في المراسم الرسمية
كانت فيري هي وكيلة نفسها ولم تكن لتعطي أحد مكان أبيها الذي رفض إعطائها هذا الحق كإبنته, جلست هي وأمسكت بيد وائل الذي كان عقله يدور بين اليمين واليسار يراجع نفسه للمرة الأخيرة , يحتسب حسبته ويري كم سيكسب في كل جانب , ولقد حسم أمره .
كان الشيخ يطلب منه أن يردد خلفه عقد الزواج ولكنه نفض يده من يد فيري , ووقف في حزم , لتتفاجأ فيري ويبدي الذهول علي وجه المدعوين .
فيري بهدوء وبصوت منخفض بعض الشئ : ما بك يا وائل , هيا أجلس لم نبدأ بعد .
المأذون : أجلس يا بني ..
وائل بصوت عالي أسمع الحضور : أنا لن أقبل بالزواج منك أبدا يا فيري ..
تعالت الهمهات بالقاعة بينما فيري قد قامت من مجلسها : ما الذي تقوله يا وائل ؟؟
وائل : الذي أقوله أنني لن أسمح بأن تكوني زوجتي أبدا , أمام الجميع هنا أعلنها أنا لا يشرفني أبدا أن تكوني زوجتي , ولا أقبل أن يقترن إسمي بإسمك .
كانت لقطات فلاش الكاميرا طاغية وسط المكان فالجميع كان يلتقط الصور في مثل هذا الموقف , فيري كانت تقف لم تعلم ماذا تقول كانت مصدومة مما يحدث .
كان المنتج صالح يقف في الصفوف الأولي يتابع ما يحدث بإبتسامة باردة , فرحا با، ما أراده قد حدث ...
أم وائل فقد تقدم بضع خطوات مستعرضا مهاراته كممثل : نجمتكم المحبوبة , النجمة فيري تظنني أبله , تقيم علاقاتها هنا وهناك وتاتي لي كي أتزوجها .
هنا أرتفعت الأحاديث الجانبية بين الحضور بينما فيري توجهت إليه وجذبته بعنف , ومن ثم ضربته بيدها علي وجهه في صفعة جمعت فيها كل قوتها .
مع محاولات المصورين للأنقاض علي فيري يالتصوير الكثيف إقترب منها روني وأمر رجال حراستها بأن يحاوطوها من كل جانب بينما هو خلع جاكيته الخاص ومده علي كتفها وغادر بها من قاعة الفندق , وغادر بالطبع برفقتها بقية فريقها .
غادر وائل من بعدهم وبدأ الجميع في المغادرة .
ما أن شاهد يوسف هذا حتي جن جنونه فتحرك سريعا من غرفته وأخذ مفاتيحه وخرج من البيت بأكمله , بينما كانت الصدمة مؤثرة علي بقية الأفراد فسقط الجد محي الدين أرضا وتعالت الصرخات من قبل درية وفريال , فخرج ناصر من مكتبه ليري أبيه ممدا علي الأرض , ساعده فراس في حمل الجد وطلبت فرح الإسعاف وغادروا به إلي المشفي , إنتشر الخبر في كل مكان وأصبح هو العنوان الرئيسي في كافة وكالات الأخبار الإلمترونية والصحفية .
عادت فيري لجناحها وكانت تستشيط غضبا من الداخل , رفعت الجاكيت من علي كتفها ورمته أرضا , نازعة طرح الزفاف بعنف ومن قبلها التاج : هذا الحقير كيف يتجرأ علي هذا , يتسبب بالفضائح لي وسط الجميع .
روني : إهدأي يا فيري , سنحاول تصحيح الأوضاع ..
فيري :اهدأ ماذا ؟؟؟ كيف اهدأ في ذاك الموقف , أنا سأجن .. الجميع شاهد ما قاله , ثم إنتبهت : عائلتي ايضا بالتأكيد قد شاهدوه , إلتقطت هاتفها من دينا لتتصل علي اختها فريال التي أبلغتها بأنهم ذاهبين مع الجد محي الدين إلي المستشفي .
نزل الخبر كالصاعقة عليها وأمرت بأن يحجزوا لها أول طائرة للإسكندرية وبأن يجلبوا لها ملابس أخري .
أنتهي الزفاف الذي كان يحض له منذ شهور قبل أن يبدأ حتي , مازال كل شئ من التجهيزات لم تلمس من قبل احد ولم يلحق أحد حتي ان يصور القاعة باكملها , فما أخذ الفرح أكثر من عشر دقائق ولكن تباعاته ستبقي لسنوات قادمة.
ما أن دخلت دينا ورأت فيري بالفستان الأبيض حتي صرخت من فرحتها وأنهالت دموعها حتي قبل أن تقترب منها , إلي أن روني وفيري ضحكوا علي ردة فعلها تلك ,
فيري : تمالكي نفسك يا دينا ألم تريني من قبل مرتدية فستان زفاف , أذكر لأني أرتديته عدة مرات في بعض الأفلام وانتي كنت معي ؟؟
دينا بتأثر : نعم رأيتك ولكني كنت أعلم أنه في الفيلم ولكن اليوم , هذا زفافك الحقيقي , أدرك أن كل ذلك ليس مصتنعا كالأفلام , ستكوني من اليوم زوجة وائل محسن .
فيري ضاحكة : تمهلي قليلا لن أكون سوي فيري , كنت فيري وسأبقي هكذا .
دينا وقد إقتربت لإحتضانها : تبدين جميلة في أي وقت حبيتي ولكنك أجمل اليوم , أتمني ألا يصيبك أحد بالعين وأن يتمم فرحتك .
روني مازحا : أنا أتمني أن يكون الزفاف القادم زفافك يا دينا لعلنا نتخلص منك
دينا وقد ضربته علي كتفه : تريد أن تأخذ مكاني , لن أعطاك إياه أبدا .
روني : بالأساس أنا مكاني أهم من مكانك بكثير ...
كانوا قد بدأوا في المشاجرة اللطيفة كعادتهم فصرخت بهم فيري ضاحكة كي يتوقفوا عما يفعلوه .
فيري : هل أنتم أطفال , الأن تاكدت أنكم بلا عقل تماما .
روني : من بلا عقل هو من وظفني معه بالتأكيد ,وما زال متمسكا بنا ؟؟
دينا : معك حق يا رفيق ..
فيري : جيد الأن أنتما تتفقان إذن ستكون هناك عقوبات ما ان أعود من شهر العسل , سأريكم العقل كيف يكون .
روني : تتحدثين عن شهر العسل كأنه شهر , لقد أصريتي علي أن يكون مجرد أسبوع واحد ؟؟أول مرة أسمع عن هذا شهر ؟
دينا : أس إمراة عاقلة لن تطيل البقاء برفقة رجل شهر كامل .
ضحكوا جميعهم , فلطالما لم يتعاملوا كمجرد عاملين معا بل أنهم عائلة واحدة وهذا ما ميزهم ثلاثتهم فكلا منهم يدعم الأخر بحب صادق نابع من القلب دون تزيف أو رياء .
طلبت إحدي المساعدات الشابات لدينا الدخول فسمحت لها فيري
الفتاة موجهة حديثها لفيري: هناك من يريد محادثتك بشدة
دينا : الأم أقل أن لا مكالمات اليوم مهم كان المتصل .
فيري : أخبريه أني مشغولة للغاية وبالتأكيد تهنئة للزفاف ردي بلطف عليه .
الفتاة : لقد فعلت ذلك بالفعل ولكنها فتاة وتقول أنها أختك
فيري بسرعة : هل فريال ؟؟ أعطيني الهاتف ؟
أعطتها الفتاة الهاتف الذي كانت تكتم صوته قبل أن تأخذه فيري , ألتقطت الهاتف سريعا وبلهفة بدأت حديثها :ألو هل أنتي يا فريال ؟؟
كانت فريال تجلس في الصالون وبجانبها جدها وأمها وفرح وكان فراس يجلس ليتابع من بعيد ,
فريال بحماس : كيف حالك أختي , ألف مبروك لكي , اتمني ان تحصلي علي كل السعادة التي في هذه الدنيا
كانت أمها درية تحاول جذب الهاتف منها كي تسمع صوت فيري وأن تحدثها ولو كلمات بسيطة .
فيري: حبيبتي , إشتقت لكم كثيرا وأفتقدكم بشدة .
كانت أمها قد أخذت الهاتف رغم أن المكالمة كانت علي مكبر الصوت ولكنها رغبت بأن تقترب أكثر من إبنتها لعل شوقها وحرقة قلبها تهدأ .
درية بدموع : هل أنتي بخير ..
ما أن سمعتها فيري حتي لم تستطع أن تخفي دموعها : ماما , أنا بخير ولكن ينقصني وجودك .
درية : هل أنتهيتي من التجهيزات كيف تبدين , بالتأكيد أنيت جميلة جدا يا فتاتي .
فيري : إجعلي فريال تتصل بي فيديو سأريكي الفستان وكيف أبدو .
درية : لقد حاولت ولكن لم يكن يرد أحد .
فيري: لا تقلقي الهاتف بيدي لن أتركه ,
عاودوا الإتصال بها وكانت فريال قد جلبت اللاب توب الخاص بها كي تكون الرؤية أوضح , كانوا جميعهم يتوقون لمشاهدتها بالفستان الأبيض , كانت دينا تحمل الهاتف وتقف مساعدة لفيري .
ما أن رأوها حتي أبدوا إعجابهم بجمال إطلالتها , وأنبهروا بها كأنهم رأوا حرية من البحر قد خرجت عليهم ...
الجد : هكذا هي إبنة العائلة تبدين رائعة يا صغيرتي ..
فيريوقد كانت تبكي : إشتقت إليك كثيرا جدي ...
محي الدين : لا تبكي حبيبتي , لا تفسدي فرحتك , تلك الدموع غالية حتي وإن كانت للفرح لا أريدها أن تنزل من عينيك أبدا .
مسحت فيري عيناها برفق : حاضر جدي , كيف حالكم جميعا ,
فريال : نحن بخير جميعا , كنا نريد رؤيتك في الزفاف ولكنك منعتي التصوير خلال الحفل , لا توجد أي صور , لقد بحثت كثيرا .
فيري : هل تريدون هذا حقا ..
محي الدين : بالطبع فتاتي ..
نادت فيري علي دينا التي تقف مقابلتها : إسمحي بدخول جميع الصحفيين وجهزي لبث مباشر علي صفحتي وليكن أفضل من طاقمنا يتابع نشرها فورا وأول بأول .
فريال : أثق أن معجبينك لو علموا أني السبب في تلك المفاجاة لهم , لشكروني ولزاد عدد متابعيني أضعاف ,منذ الصباح رأيت أكثر من ألف بوست يطالبون بصور زفافك , أنتي الحدث الأبرز والمنتظر من قبل الجميع .
ضحكت فيري: أختك دائما بالقمة يا فتاة , ثم ودعتهم ببطئ فلم تكن تريد أن تفارقهم وذلك لأن المعدين يخبروها بأن الوقت قد حان ودقت الطبول في القاعة معلنة بدأ الزفاف , ودعوها هم الأخرين علي عهد بأنهم يتابعون كل دقيقة وبأنهم يشاركونها في كل لحظة وأن تشعر بأنهم بجانبها وفرحين من أجلها , كان ذلك الإتصال بمثابة منعش الحياة بالنسبة لها ولهم , فزاد وجهها إشراقا وفرحا وما أن أغلقت معهم حتي دخل عليها وائل ليصطحبها للقاعة .
بدأ البث المباشر وهنا بدأت جماهير فيري ومتابعيها بالدخول علي البث , وكان بعد دقاقئ معدودة في قمة نتائج البحث فأنتشر سريعا بين مستخدمي الإنترنت , من بينهم يوسف المسكين الذي كان يجلس حزينا علي سريره , لا يأبه بشئ يحدق في الفارغ ولكنه امسك بهاتفه كي يقلب به باحثا عنها لعله يجد أي خبر عنها , بالفعل وجد مراده فبدأ بمتابعة البث كغيره من الناس وهو الذي تمني أن تكون عروسه وأن كون هو من يمسك بيدها إلي نهاية الحياة , مرت سنوات ولم ينساها ولم تتغير مشاعره تجاهها رغم أنه يعلم برأيها فيه وفي شخصه إلا أنه ظل متمسكا بأمل أن تحبه ذات يوم وتدرك أن قلبه ينبض من أجلها ولكنها كانت قاسية وأعلنت أنها تتزوج من ذلك النجم رفيقها وبأنها قد دمرت الأمل الذي كان يعيش عليه , ما أن ظهرت بالبث جتي ذرفت دموعا من عينيه , دموعا أخفاها لأيام حتي عن نفسه لم يشأ أن يظهرها ,كانت تنزل مع وائل ممسكة بيده علي سلالم عالية من خلفها يسير ذيل فستانها الأنيق مع إبتسامة خلابة منها تسحر العقل وتسرق القلب , وسط تهليل المدعوين والأنغام البادئة لحفل الزفاف ,كانت ممشوقة القوام رفيعة الرأس واثقة الخطي ...
كانت درية تدعو لها بأن يمنع عنها العين وبألا يصيبها أي عين حاسدة .
كان ناصر ما زال في مكتبه يجلس علي كرسيه عاقدا حاجبيه ساندا راسه للخلف ومسترخيا في جلسته كأنه في عالم أخر , يتهمونه بالجمود وهو الذي يعتصر ألما لأنه لا يرافق إبنته في هذا اليوم , هو الذي يلوم نفسه في كل مرة يعيدها خائبة الرجا , ولكن ماذا يفعل , لن يقبل أن يتناز أمامها ويسامحها بعد أن أختارت طريقها بعد ان فضلت الفن والغناء عليهم لن يسمح لقلبه بأن يتراجع أو يتهاون , إن أختارت طريقها فلتبقي فيه وإن كان علي قلبه سيكبله بألف سلسال حتي لا يلين لها وسيخيط شفتاه علي أن تنطق لها بأنه مسامحا فيما مضي .
كانت فيري قد وصلت للمنصة الخاصة بالزفاف وكان يجلس عليها مؤذونا ينتظر منذ وقتا بدأ العرس وحضور العروسين , جلست فيري علي احد جانبيه بينما جلس وائل علي الطرف الأخر , صمتت الأصوات وهدأت الأنفاس من أجل كتب الكتاب .
بدأ المأذون حديثه بكلمة إفتتاحية عن الزواج لم تكمل ثلاث دقائق ثم بدأ في المراسم الرسمية
كانت فيري هي وكيلة نفسها ولم تكن لتعطي أحد مكان أبيها الذي رفض إعطائها هذا الحق كإبنته, جلست هي وأمسكت بيد وائل الذي كان عقله يدور بين اليمين واليسار يراجع نفسه للمرة الأخيرة , يحتسب حسبته ويري كم سيكسب في كل جانب , ولقد حسم أمره .
كان الشيخ يطلب منه أن يردد خلفه عقد الزواج ولكنه نفض يده من يد فيري , ووقف في حزم , لتتفاجأ فيري ويبدي الذهول علي وجه المدعوين .
فيري بهدوء وبصوت منخفض بعض الشئ : ما بك يا وائل , هيا أجلس لم نبدأ بعد .
المأذون : أجلس يا بني ..
وائل بصوت عالي أسمع الحضور : أنا لن أقبل بالزواج منك أبدا يا فيري ..
تعالت الهمهات بالقاعة بينما فيري قد قامت من مجلسها : ما الذي تقوله يا وائل ؟؟
وائل : الذي أقوله أنني لن أسمح بأن تكوني زوجتي أبدا , أمام الجميع هنا أعلنها أنا لا يشرفني أبدا أن تكوني زوجتي , ولا أقبل أن يقترن إسمي بإسمك .
كانت لقطات فلاش الكاميرا طاغية وسط المكان فالجميع كان يلتقط الصور في مثل هذا الموقف , فيري كانت تقف لم تعلم ماذا تقول كانت مصدومة مما يحدث .
كان المنتج صالح يقف في الصفوف الأولي يتابع ما يحدث بإبتسامة باردة , فرحا با، ما أراده قد حدث ...
أم وائل فقد تقدم بضع خطوات مستعرضا مهاراته كممثل : نجمتكم المحبوبة , النجمة فيري تظنني أبله , تقيم علاقاتها هنا وهناك وتاتي لي كي أتزوجها .
هنا أرتفعت الأحاديث الجانبية بين الحضور بينما فيري توجهت إليه وجذبته بعنف , ومن ثم ضربته بيدها علي وجهه في صفعة جمعت فيها كل قوتها .
مع محاولات المصورين للأنقاض علي فيري يالتصوير الكثيف إقترب منها روني وأمر رجال حراستها بأن يحاوطوها من كل جانب بينما هو خلع جاكيته الخاص ومده علي كتفها وغادر بها من قاعة الفندق , وغادر بالطبع برفقتها بقية فريقها .
غادر وائل من بعدهم وبدأ الجميع في المغادرة .
ما أن شاهد يوسف هذا حتي جن جنونه فتحرك سريعا من غرفته وأخذ مفاتيحه وخرج من البيت بأكمله , بينما كانت الصدمة مؤثرة علي بقية الأفراد فسقط الجد محي الدين أرضا وتعالت الصرخات من قبل درية وفريال , فخرج ناصر من مكتبه ليري أبيه ممدا علي الأرض , ساعده فراس في حمل الجد وطلبت فرح الإسعاف وغادروا به إلي المشفي , إنتشر الخبر في كل مكان وأصبح هو العنوان الرئيسي في كافة وكالات الأخبار الإلمترونية والصحفية .
عادت فيري لجناحها وكانت تستشيط غضبا من الداخل , رفعت الجاكيت من علي كتفها ورمته أرضا , نازعة طرح الزفاف بعنف ومن قبلها التاج : هذا الحقير كيف يتجرأ علي هذا , يتسبب بالفضائح لي وسط الجميع .
روني : إهدأي يا فيري , سنحاول تصحيح الأوضاع ..
فيري :اهدأ ماذا ؟؟؟ كيف اهدأ في ذاك الموقف , أنا سأجن .. الجميع شاهد ما قاله , ثم إنتبهت : عائلتي ايضا بالتأكيد قد شاهدوه , إلتقطت هاتفها من دينا لتتصل علي اختها فريال التي أبلغتها بأنهم ذاهبين مع الجد محي الدين إلي المستشفي .
نزل الخبر كالصاعقة عليها وأمرت بأن يحجزوا لها أول طائرة للإسكندرية وبأن يجلبوا لها ملابس أخري .
أنتهي الزفاف الذي كان يحض له منذ شهور قبل أن يبدأ حتي , مازال كل شئ من التجهيزات لم تلمس من قبل احد ولم يلحق أحد حتي ان يصور القاعة باكملها , فما أخذ الفرح أكثر من عشر دقائق ولكن تباعاته ستبقي لسنوات قادمة.