سوبر ستار

DaliaHassan98`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-07-01ضع على الرف
  • 60.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

في التاريخ هناك لحظات لا تنسي , لحظات تخلد في الأذهان وتعلق في وجدان الكثيرين , من منا لم يري حفل زفاف الأميرة ديانا أو من منا لم يتعلق بنجم أحبه وهواه , النجم يستمد قوته وشهرته من معجبيه ومحبيه , ولا شئ مضمون فبين لحظة وضحاها يمكن أن تكون بالقمة وتهوي إلي القاع أو أن ترفع من سابع أرض إلي السماء , تلك هي الحياة .
الحدث المنتظر منذ شهور وأيام سيحدث اليوم , مصر كلها بل الوطن العربي منتظر , الجميع مترقب والإستعدادت ضخمة والتفاصيل والأخبار كثيرة والشائعات أكثر , الكل يشاهد , زفاف أسطوري ينتظره الناس أن يحدث وكيف لا , ومن ستتزوج هي النجمة فيري تلك الفتاة الشقية الجميلة المحبوبة والمغنية التي ألهبت حماس الجماهير لسنوات بأغانيها التي تصدرت نتائج المشاهدات , منذ أن كانت في الثامنة عشر والجميع يشير إليها علي أنها ولدت لتكون نجمة والأن بعد أن غرقت في الفن والغناء لسنوات طويلة إقتربت من الخمسة عشر سنة , ها هي قلبها يدق وتقبل الزواج من نجم أخر يقارب علي شهرتها , اليوم زفاف النجمة فيري والنجم وائل محسن .
في فندق ضخم علي شاطئ النيل , إصطف المصورين والمراسلين من أجل أن يدخلو لتغطية حفل الزفاف رغم علمهم بأن فيري لم تسمح للصحافة بالإقتراب من حفل الزفاف وأنها أرادت أن يكون شئ خاص لها ولكن الكل قد أتي ينتظر اللحظة المواتية كي يتسلل , هؤلاء هم الصحفين والمراسلين لا ينتظرون إذنك لنقل أخبارهم , فيعتبرون ذلك حقا لهم والمبدأ الصحفي أن الصحفي الجيد ينشر الخبر قبل أن يحدث حتي لا تسألني كيف فالصحافة تصنع الخبر يا صديقي وليس الحقيقة .
قاعة ضخمة بداخل الفندق كانت قد إمتلئت بالورود فالعروسة فيري من محبي الورد بصفة عامة واللافندر والياسمين بصفة خاصة فحرص مصممي الزفاف علي الإكثار منهم بناء علي طلب العروسة , أكبر مطربي ونجوم البلد كانوا قد دعوا إلي الحفل والجميع أكد حضوره لهذا الحدث الجلل ومن منهم لا يرغب أن يكون تحت الأضواء .
بأحد الأجنحة الراقية بالفندق , كانت تستعد بها فيري ومعها طاقمها المتخصص في الميكاب والشعر كلهم من يعملون معها في المعتاد , أمام المرآة كانت تجلس فتاة شابة ممشوقة القوام تشبه عارضات الأزياء ذات شعر ذهبي وهو الشعر الذي تعتمده منذ مدة طويلة تقرب من الخمس السنوات فذاك المظهر يعطيها راحة وثقة ويليق عليها نظرا لأنها تمتلك ملامح أوربية بعض الشئ , فبشرتها فاتحة مع حمرة خفيفة علي وجنتيها وعيونها واسعة إشتهرت هي بهم وبلونهم العسلي الفاتح , كانت تلك هي فيري , تجلس في ثبات وهدوء تنظر لجنبات وجهها بعد أن أتمت مكياجها .
رجل الميكاب : هل تريدين تغير شئ يا فيري , أنا أري أنك هكذا رائعة جدا .
فيري بهدوء : أنا دوما رائعة ...ما الجديد في ما قلته
الميكاب مان مبتسما لها فالسنوات الطويلة التي جمعته بها لن تجعله ينتظر ردا غير ذلك منها , : بالطبع أنتي جميلة ولكن ما أقصده أنك تبدين أكثر روعة من أي يوم مضي .
فيري وهي تشير لجانب وجهها : أنظر إلي هذا , يبدو هذا الجانب أكثر نحافة من الجانب الأخر , لا يبدوان متنساقان معا .
الميكاب مان : شئ بسيط ولن يلاحظه أحد ..
فيري : لقد لاحظته أنا , إذن بإمكان أي أحد أن يلاحظه غيري .
زفر بإبتسامة تنم عن حبه لتلك المشاغبة : أتذكرين أول يوم تقابلنا به يا فيري كانت تلك كواليس أول حفلة لكي يومها جلست هكذا أيضا وأنتي تأمرين هنا وهناك , حينها قلت ما هذه الفتاة المغرورة التي اتوا بها لنا .
رفعت فيري حاجبها : أعلم أن شعورك ما زال هكذا تجاهي يا مرتضي.
الميكاب مان غاضبا بتلطف : ألم أخبرك أن تنسي هذ الإسم ولا تناديني به مرة أخري ناديني ب روني كما يناديني الجميع .
فيري بإبتسامة صغيرة : كلما تغضبني سأغضبك , كن حذرا بشأن هذا , هيا أصلح هذا الخطأ .
مرتضي : لا تتركين حقك أبدا ,
فيري : ولماذ أتركه يجب أن أخذه أول بأول تعلم أني لا أحب تأجيل الأشياء , وأيضا غير هذا الروج أريد أخر صارخا يجب أن تلفت لي العيون رغما عنها .
مرتضي : كنت أعلم هذا ولذلك طلبت من باريس ما أثق بأنه سيعجبك , تفضلي , ذاك لم يعلن عنه حتي لقد إتفقت مع الشكة الفرنسية إنك ستكونين أول وجه يعلن عن منتجهم وبهذا ستصدرين الصحف العالمية ايضا .
فيري : لهذا أحبك دائما ما تكون جاهزا بما يسعدني يا روني .
مرتضي ضاحكا : الأن أعلم أنك راضية عني .
أجواء مشاغبة تجمع بين فيري ومرتضي فهو كان من أول من عملوا معها وهي مجرد بادئة في ذلك المجال ومن يومها وهما مرافقان لبعضهما , تثق به في العمل وكصديق تأخذ كثيرا بأرائه في مختلف ما يواجهها .
قطع حديثهم دخول إمراة في الأربعين من عمرها , ترتدي ملابس طفولية بعض الشئ لا تليق بإمرأة في عمرها كانت تلك هي دينا مديرة أعمال فيري وصديقتها ورفيقتها الدائمة في كل المناسبات ..
نظرت لها فيري من أسفل لأعلي : لماذا لم تبدلي ملابسك حتي الأن ..
أستندت دينا بظهرها علي الترابيزة المواجهة لفيري وكان يبدو عليها التعب والإرهاق وهذا ليس بجديد عليها ولكنها تبدو متعبة اكثر من أي يوم مضي ..
فيري : ما بك ؟؟
دينا : أعلمي أنك ستكونين السبب في موتي يوما ما ؟؟
فيري ضاحكة عليها : ما الأمر , هيا اخبريني مما ستذمرين الأن .
دينا : أنا من تتذمر , أم أن هناك من يتعبني دوما ويطلب مني ألف طلب في الدقيقة الواحدة .
مرتضي بتعجب إستهزائي : هل تقصدين فيري بذلك , لا أبدا لا يمكن أن أصدق هذا , فيري أكثر من تراعي من هم معها .
فيري ضاحكة : أنتما إتفقتم معا علي , ليكن بعلمكم ما أن أغيب يوما واحدا عنكم ستندمون علي كل ذلك الكلام وتعلمون أني لا أعوض .
دينا مندفعة بعض الشئ: فقط خذي إجازة ليوم واحد , لقد هلكت .
فيري : أذن ماذا فعلت , ألم أخبركم أني سأذهب بشهر العسل وأنتم يمكنكم الإستجمام .
مرتضي مستهزءا: بالفعل سنستجم ألم توكلي إلينا أن نجهز لجولتك القادمة في اوروبا وبأنه يجب أن يكون كل شئ جاهز علي عودتك .
دينا : ألم تطلبي ان نتابع مع شركات الإنتاج من أجل ألبومك القادم وبأن أجهز الملابس التي ستختاريها لحفلاتك القادمة وبأن أتواصل مع وكالات الإعلان من أجل حملتك الإعلانية القادمة , يكفي هذا أم أكمل طلباتك , تلك ابدا ليست بإجازة يا فيري , الإجازة التي أذكرها منذ زمن لم تكن أبدا هكذا , هذا ظلم كبير لنا .
فيري : ذكرتيني , هل عاودت شركة صالح الأتصال بك .
دينا : كلا , منذ أن تحدثت معهم بالأمس لم أتواصل مع أحدا منهم ولكنهم أكدوا في المرة الماضية أن صالح سيحضر حفل الزفاف .
فيري : هذا جيد بإمكاني الحديث معه حينها .
دينا غاضبة : أنتي مجنونة حقا ستتركين الإحتفال بزفافك وتتحدثين مع المنتج من أجل العمل , هذا كثير يا فيري ,الأيام القادمة كثيرة بإمكانك الحديث معه في اي وقت .
فيري : لا يجب تأجيل شئ , أن تراخيا كثيرا وأهملنا عملنا سننتهي , يجب أن نكون بالمقدمة , هل هناك أخبار عن ألبوم تلك المغنية الجديدة التي يدعمها صالح ؟؟
دينا : كلا ولكنها ترافق صالح بكل مكان وسمعت بعض الإشاعات أنها حبيبته الجديدة .
فيري : وما الجديد في هذا صالح يرافق كل فتاة تأتي للعمل معه , لو لم يحدث هذا لكنت قد تعجبت من الأمر .
مرتضي : ليس كلهم أنتي الوحيدة التي فلتت من بين يديه , أتذكر إلي الأن كم المشاجرات التي نشبت بينكم ولكنك دوما ما كنتي تتفوقين عليه .
دينا : لا تتفاخر هكذا , فخلافاتها معه جعلته يبحث دوما عن من تأخذ مكانها , رغم أنه المنتج الرئيسي لألبومات فيري ولكن ما أن تأتي فرصة له سيخسف بنا الأرض وسيعمل بكل جهده علي أن نخسر أمامه .
فيري: لا تلقي بالنا له , أنا معي الجماهير لم يستطع طيلة السنوات الماضية أن يؤثر علي , أتي بالكثيرات ولم تستطع إحداهن أن تقف أمامي وتستمر , سأبقي بالقمة دوما , إذن دعونا من هذا الأن سنصلح كل الأمور فيما بعد , هل وصل فستان الزفاف من باريس .
دينا : نعم وصل منذ قليل , وسيكون هنا بعد ساعة من الأن لقد أخبرت الفريق بأن يصعدوا به إلينا فور وصوله , ولكنه كلفنا أكثر مما إتفقنا عليه .
فيري : لا باس بهذا سيكون هذا واجهة الصحف للأيام القادمة بل الأسابيع ويجب ان يكون باهظا , هل سمحتوا لأحد من الصحافة أن يدخلوا إلي قاعة الزفاف ؟؟
دينا : كلا , مثلما طلبتي ستكون الصور حصرية لنا وبعد ذلك سنبيعها للقنوات والوكلات التي قدمت عروضا جيدة لنا من قبل .
فيري : لا تتراخي معهم , فهم سيجنون أكثر بكثير مما سنأخذ منهم , ولا تدخلي المال في حسابي بل قدميه للجمعيات الخيرية الخاصة بالأطفال كما هو المعتاد , لا أريد أن ينقصهم شئ .
دينا باسمة : لا تنسين أبدا .
فيري وهي تنظر إليها : حتي إن نسيت يجب ألا تنسي أنتي , هل وائل بجناحه؟؟
دينا : نعم أخبروني أنه إستيقظ منذ قليل , وسيكون جاهز في الموعد المحدد .
فيري : تابعي معهم , وائل كسول ولا يهتم بشئ سوي راحته , لا أريد أي شئ أن يسير بشكل خاطيء اليوم .
دينا : كما تريدين يا فيري ولكن هناك شئ يجب أن تريه ..
فيري : ما الأمر ؟؟
دينا : لقد وصلت لكي العديد من الهدايا وباقات الزهور وبالأخص من اللافندر والياسمين كما تحبين .
فيري يعدم إهتمام : هذا هو المتوقع , خذي الهدايا القيمة وضعيها بالخزنة وسجلي كل من أرسل هدية كي نردها فيما بعد والأزهار ضعيها بالغرفة أريد أن أشم عطرها أكثر .
دينا : لقد فعلت كل هذا ولكن هناك هدية وصلت مع وردا لم أستطع الإقتراب منها , أعتقد أنك ستحبي ان تريها .
فيري وقد بدت مهتمة الأن : من أرسلها ؟؟
مضت دينا للغرفة الرئيسية للجناح وحملت منها بوكيه من الورود الجميلة وعادت بها لفيري : ها هي ..
أخذتها فيري وما أن رأت الزهور البنفسجية حتي علمت من أرسلها
فيري : من امي ؟؟؟
دينا بإبتسامة بسيطة : نعم
إستأذن مرتضي (روني ) ودينا من جانبها لعلمهما بأن تلك هي لحظة خاصة بالنسبة لها وبأنها تفضل بأن تكون وحدها في تلك الأثناء .
ضمت فيري الورود إليها وأخذت تستنشقها بحب وتمعن حتي وجدت الكارت الموضوع عليها فأخذته وبدأت في قرأته وكان يحمل كلمات قليلة ولكنها قريبة من قلبها ( فريدتي , أنتظرت يوم زفافك بفارغ الصبر وحلمت به كثيرا , أتمني أن تكوني سعيدة وكم وددت أن أكون بجانبك , أتمني أن ترتدي العقد الذي أرسلته مع الورود لأشعر بأن جزرا مني نال ما لم أستطع نيله )
هربت بعض الدموع من عيني فيري إلي خدها : لم يناديني أحدا بهذا منذ زمن , إشتقت لكي أكثر مما إشتقتي لي أمي , هل صعب ان تأتي إلي في يوم زفافي , ولكني اعلم أن لو الأمر بيدك لما تركتيني لحظة ولكن بالتأكيد أبي يمنعك من هذا ,يستمر في معاقبتي , ألا يكفيه السنوات الماضية ويستمر في هذا دون أن يرحمني , كما طرقت بابكم وكم أغلقه هو في وجهي , هل كل هذا لأني ركضت في طريقي وأردت تحقيق حلمي , كيف له أن يكون بتلك القساوة وأن يستمر علي رأيه كل تلك السنوات , ثم جففت دموعها , ولكني يا أمي أعدك سيأتي اليوم الذي يجتمع شملنا به وأن تبقي معي ولا تفارقيني أبدا .
ثم مدت يدها لعلبة من القطيفة الخضراء كانت تبدو ثمينة فتحتها فإذا بعقد من الألماظ اللامع ينير داخل العلبة , حملته وأخذت تقبله بتأثر : بك رائحة أمي , كنت معها , نلت ما لم احظي به أنا , يا لك من محظوظ أكثر مني .
علي الجانب الأخر في قصر فخم طلت شرفاته علي البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد علي أطراف مدينة الإسكندرية في أحد أحيائها الراقية منذ زمن بعيد , وقفت سيدة أنيقة تجاوز عمرها الخمسين تنظر للبحر الواسع أمامها تمسح برفق دمعات تساقطت منها وغلبتها .
تتنهد ببطئ وتزفر بضيق نم عن إكتساء صدرها بالأحزان والندبات ...
ليقطع شرودها صوت شابة مرحة أتية من خلفها تتمايل في خطواتها مترنحة بين اليمين واليسار , لتحتضنها من ظهرها وتميل عليها لتقبل وجنتها اليسري ..
الشابة : جميلة الجميلات تقف حزينة هكذا لم ؟؟؟
السيدة وهي تمسح علي يدها وتحاول أن تبدو طبيعية أمامها : لا شئ حبيبتي , فقط أخذني البحر والهواء المنعش .
الشابة : سأتصنع أني صدقت هذا , أبي يريدك بالأسفل , فالجميع ينتظرك من أجل تناول الغداء .
السيدة : تناولوه أنتم , أنا لست جائعة ..
الشابة وهي تقف أمامها : وهل تظنين أني أقدر علي الوقوف أمام ناصر العزايزي وأخبره بأن زوجته الجميلة درية ترفض الحضور , أنا لا يمكنني أبدا فعل هذا .
درية : تتحدثين وكأنه ليس أباكي الذي يجلب لكي كل شئ وأنك سره ..
الشابة : هذا شئ وذاك شئ أخر , أبي لن يتقبل هذا مني وأنا أعلم قدراتي أمامه لن أجازف وأخبره أنا .
درية : فريال الشقية تختار جانبها بعناية .
فريال ضاحكة : بالطبع لا يمكنني أن أخطأ في هذا .
درية وقد صمتت قليلا وبدا الحزن عليها .
فريال : ماذا بك أمي , هل أنتي حزينة من أجل أختي ؟؟
درية : لا تذكري هذا أمام أحد يا فريال ولكن علي من سأحزن إن لم يكن من أجلكم , أختك اليوم في زفافها ستكون وحدها .
فريال : تتحدثين وكأنها مغمورة لا يعرفها أحد , ألاف الناس يتمنون حضور هذا الزفاف غير المصورين ووكالات الأخبار بالتأكيد ليست وحدها وستكون في أقصي سعادتها
درية : ليس منهم أحد من دمها , ليس هناك أحدا من عائلتها كيف ستكون سعيدة يا تري , ألم تنشر صورها بفستان الزفاف بعد .
فريال : كلا يا أمي , أبحث عن أي أخبار منذ الصباح ولم يظهر لي شئ هي متكتمة جدا عما يدور في زفافها .
درية : أستمري بالبحث وما أن تنزل الصور اريني إياها أريد أن أراها بالفستان الأبيض .
فريال : حاضر ولكن الأن دعينا ننزل للاسفل فأبي منذ الصباح يغضب علي هذا وذاك , ولا يتقبل كلمة من أي أحد أنتي الوحيدة من يمكنها التفاهم معه وهو في تلك الحالة .
درية : هو غاضب بسبب زفاف فريدة منذ أن كانت صغيرة وهو يحلم بهذا اليوم , ولقد أتي بعد مدة طويلة وأيضا ليست معنا ولا يمكننا أن نكون معها , ليس هناك ما هو أصعب علي اي أب من أن تتزوج فتاته وهو ليس له شأن بالأمر كأنه غريب عنها .
فريال: هذا ما حدث ولا يمكننا تغيره .
درية : معك حق , هيا أنزلي وسأبدل تلك الملابس وأتي من خلفك .
فريال : إذن سأخبرهم با، يضعوا الطعام علي الطاولة وسنكون بإنتظارك لا تتأخري أمي .
درية : حسنا سأتي سريعا .
غادرت فريال وتركت أمها درية تقف عند الشرفة فرفعت يديها للسماء وظلت تدعو الله بأن يسعد فريدة وأن تكون بخير وأن تسعد بحياتها القادمة وبأن يلين الله قلب زوجها وسصفح عن فريدة وتعود العائلة معا من جديد بعد إفتراق طال بينهم , ولم تكن بدعوات جديدة فلقد إعتادت علي ذلك منذ زمن بعيد قارب الخمسة عشر عاما , لم تكل بهم ولم تمل ولم تتهون في دعوتها أبدا لعل الله يغير قدر تلك العائلة ويجمع شملهم .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي