الفصل الثالث

بعدما ذهبت إلى المستشفى ووجدت أمى نائمة على السرير المجاور لسريرى ، ولا يوجد اى يشئ يوحة بانها افاقت من نومها ولم تجدنى قررت أن أعود إلى سريرى مرة أخرى وكأن لم يحدث شيئا

ظللت جالسا على سريرى افكر فى ما حدث فى تلك الأيام الثلاث التى مرت ، كنت احاول أن أربط الخيوط ببعضها ولكن كل هذا لم يوصلنى إلى شئ ، ظللت هكذا لعدة ساعات حتى افاقت أمى من نومها وجلست قليلا وبعدها قامت بسؤالى

_ ايه ياحبيبى أنت صاحى من بدرى

= لا مبقاليش ساعة كدا

_ طيب طمنى عليك أنت أحسن دلوقتى

= اه أحسن قومت اتمشيت ولقيت نفسى تمام مفيش حاجة ياريت بس نخلص الإجراءات ونخرج عشان زهقت من قعدة المستشفى

_ ماشى ياحبيبى هشوف الدكتور طيب


جلست بعدها أفكر قليلا لابد وان اصل لشئ يحل لى تلك اللغز ظللت أفكر حتى اتى الدكتور وقطع على تفكير قام بفحصى قليلا وبعدها كتب لنا إذن الخروج

تحركت انا ووالدتى من المستشفى واتجهنا إلى بيتنا ، طوال الطريق كانت تنظر إلى أمى وانا فى حالة شرود تام وهى لا تعلم سبب تلك ، حتى أنها ظنت أنها بسبب فقدى لجدتى ولخالد ، ولكن ما بداخلى غير ذلك تماما فبرغم حزنى على موت خالد ولكنى أسعى لمى اعرف الحقيقة فحتى الأن لا أرى ما السبب وراء ذلك وكيف يبصح خالد فى ليلة وضحاها منتحرا هل هذا بسبب ما كان يفكر فيه قبل مشاجرتنا أم ماذا أرهق التفكير عقلى واتبعنى كثيرا حتى وصلت إلى البيت لم اقدر على أن اجلس مع أمى فكنت مرهقا جدا بسبب خروجى من المستشفى ليلا وذهابى إلى المصحة والمشرحة وما رأيناه ، تذكرت حينها أنه يتوجب علي أن أذهب إلى مراد لكى اعرف ما توصل إليه فنظرات مراد لى بالامس تدل على أنه لن يترك هذا الأمر وسيظل يبحث وراءه ، كان جسدى متثاقل كشخص شرب كمية كبيرة من الخمور جعلته لا يقوى على الوقوف على قدميه وكان هذا من كثرة المحاليل التى وضعت بجسدى والأرهاق الذهنى الذى اتعرض إليه ولكنى قاومت كل ذلك وكنت اكابر مع نفسى لعلى احل تلك اللغز

ذهبت إلى غرفتى اخرجت ملابسى من دولابى واخذتها ودلفت إلى الحمام لكى أغسل جسدى من صدأ التعب الذى احاطه به خلعت ملابسى وجلست على حافة الحوض الخاص بالأستحمام كنت أهشى أن أجلس بداخله فأنام ، فقررت أن اجلس على تلك الحافة ، بدات فى فتح المياة وجلعتها باردة تماما كى لا يخمل جسدى أكثر من ذلك وبعدما تحممت وانشفت جسدى ، ارتديت ملابسى وخرجت كانت أمى تنتظرنى بالخارج وقد أعدت لنا الطعام جلست معها وتناولنا الطعام وبعدها ذهبت إلى المطبخ واعدت كوبا من القهوة لكى يلملم ما تبقى من رأسى وأحاول الأستيقاظ اكثر ، وبعدها جلست اتناوله

وبينما ارتشف القهوة جاءت إلى أمى واخبرتنى بأنه لن نقوم بدفن جدتى اليوم فلازالت التحقيقات مستمرة ، تذكرت ما رايته بالأمس بالمشرحة وما ان فكرت فى الامر وكان هناك شئ يربط بينى وبين مراد الذى قام بالأتصال بى فى تلك الوقت ذهبت إلى الشرفة لكى أجيب عليه بعديا عن امى

_ الو ايه يا مراد فى جديد

= حسين انا مش عارف اقولك ايه بجد

_ مراد أنا اعصابى سايبة لوحدها وهموت وانام فهمنى فى ايه ضرورى

= الصبح جه الدكتور اللى بيستلم من مجدى الساعة عشرة الصبح لقى مجدى قاعد برا المشرحة وبرا مكتبه سأل مجدى فمجدى ارتبك ومعرفش يرد وبعدها دخل معاه ولما بدأ الدكتور يدخل عشان يشتغل دخل معاه مجدى عشان يساعده قبل ما يمشى لقى الجثة موجود فيها الطعنات زى ما هى مش زى ما شوفناها امبارح

_ مراد أنا حاسس أننا فى طريق صعب أوى نوصل فيه لحاجة وهنأذى نفسنا

= جمد قلبك بس أنت ومتقلقش انا بحاول أطمن نفسى عشان أوصل للحقيقة

_ طيب انا هجيلك أقعد معاك فى المصحة انهاردة ونشوف هنعمل ايه

= خلاص تمام أنا بستلم الساعة ٠١ بليل

_ ماشى سلام


أغلقت بعدها المكالمة ووقفت لأكمل القهوة وانا يدور برأسى مأئة سؤال كيف للجثة ان يتغير شكلها هكذا كيف نراها ليلا لا يوجد بها خدش واحد والأن تعود مرة أخرى لمنظرها السابق ، سرحت قليلا مع تلك الأمر حتى وجدت يدا توضع على كتفى فزعت من تلك الأمر ووقع من يدى فنجان القهوة ارضا ألتفت فى خوف شديد ، ولمنها كانت أمى التى فزعت ايضا من ردة فعلى تنفست الصعداء حتى هدئت قليلا وهدئت أمى ايضا التى سالتنى

_ مالك يابنى فى ايه اتخضيت كدا ليه

= مفيش يامام كنت سراحات بس شوية واتخضيت لما حطيتى ايدك على كتفى

_ انا كنت بس عايزة اقولك خش ريح شوية عشان حرام عليك اللى بتعمله فى نفسك كدا انت جسمك محتاح يرتاح


نظرت فى ساعتى فوجدتها قد تخطت السادسة مساءا قررت أن استريح ساعتين وبعدها اذهب لمقابلة مراد ، ذهبت إلى غرفتى وما أن وضعت جسدى على السرير حتى انغمرت عيناى فى النوم


وجدت نفسى مرة أخرى فى ذلك المكان المخيف ولكن هذه المرة كان ما أراه مختلفا فكنت ارى جدتى تجلس على كرسى أشبه بكرسى الملك ولكنه كبيرا جدا ويبدو جسدها بحجم اكبر بكثير مما اعرفه يكاد ان يكون ليس بجسد بشرى ، نظرت حولها كان هناك اشخاصا يجلسون من حولها بأجساد انس ولكن رؤوسهم تشبه رؤوس الفئران كان المنظر بشع حدا لم اقدر على النظر إليهم دققت النظر طويلا فوجدت خالد يجلس بجوار جدتى متكأ على ركبتيه بجوارها وفى الجهة المقابلة وجدت مريم مكتفة الأيدى مصلوبة على شئ أشبه بالصليب ولكنه لم يكن كذلك ظللت هكذا قليلا حتى اشارت جدتى إلى شخصا ما أن يتحرك بدأ هذا الشخص التحرك ووقف أمام مريم ، ثم اخرج سيفا كبيرا يشبه بأنحنائه القوس ويوجد به فتحتين بالأعلى مكتوب عليه كلمات لم أفهم معناها ، رفع هذا الشخص سيفه عاليا من ثم بطح به رأس مريم ووقعت ارضا اغرقتنى الدماء ولا اعرف كيف وصلت إلى صرخت بكل ما اوتييت من قوة باسمها ظللت انادى على مريم حتى نظرت إلى رأسها الملقية ارضا كانت عينان مريم ينظران إلى فى حزنا شديد وكانت تبكى وينزل منها دماءا بدلا من ماء الدمع ، وفجأة تبدلت تلك الملامح على وجهها وتحولت إلى ملامح غضب وجدت الرأس تتحرك بأتجاههى وحدها حتى أقربت منى وفجأة أنتهشت تلك الرأس رقبتى صرخت فى تلك الوقت

أستيقظت من نومى على تلك الصرخة ولكن اطمئن قلبى حينما أفقت من ذلك الكابوس ، لا اعلم لماذا تطاردنى تلك الكوابيس ولماذا دائما أرى مريم هى الأقرب إلى ، هل يعنى ذلك ان مريم من تعرف حل تلك اللغز نظرت إلى ساعتى فوحدها الثانية عشرا ليلا هممت من سريرى مسرعا واخذت مفاتيح دراجتى ونزلت من بيتى متجها إلى المصحة وصلت امامها ودخلت إلى مراد الذى جلس لكى يتحدث معى

_ مراد انا لازم بأى طريقة أتكلم مع مريم

= مينفعش يا حسين لو حد من الممرضين بلغ عن اللى بيحصل أنا هترفد

_ مراد أنا متأكد من ان الحل عند مريم ساعدنى على اننا نوصل للحل

= طيب يا حسين يلا بينا نشوفها يمكن نوصل لحاجة


تحركت انا إلى الغرفة التى بها مريم ودخلنا عليها وكأنها كانت تنتظرنى كانت عيناها أشبه بالعينين اللذان رأيتهما بالكابوس اطالت مريم النظر إلى ولكن لم يقوى لسانى على الكلام فى تلك الوقت فقد شرد ذهنى مع تلك النظرة وجد مريم تتحدث بنرة غريبة لم اسمعها منها من قبل

_ إيه هو اللى بعتك

= هو مين يا مريم

_ امال ايه اللى حابك طالما لسة مش عارف

= اللى جابنى عايز أعرف قتلتى جدتك ليه

_ كان لازم تموت عشان نعرف نكمل هو اللى قالى كدا

= هو مين خالد ولا مين

لم ترد علي مريم وبدأت تتحرك حركات غريبة لا يمكن أن يتحرك هكذا انسانا عاديا فكانت عظامها تتكسر مع كل حركة منها هدئت بعدها مريم قليلا ونظرت إلى ثم نظرت إلى الزجاج واعادت النظر إلى مرة أخرى فإذا بالزجاج يطير باتجاههى أنا ومراد ابتعدنا عنه فوقع ارضا وأصبح مفتفتا

سحبنى مراد فى هدوء وهو ينظر إلى مريم حتى خرجنا من الغرفة وذهبنا إلى مكتبه جلست بجوار مراد وأنا افكر كثيرا فقال مراد مراد

_ حسين أحنا لازم نقفل الموضوع دا وأنا لازم أكتب تقريرى وكأننا مشفناش حاجة

= مراد لو أنت عايز تبعد أبعد أنا مكمل لغاية ما أوصل للحقيقة

_ تكمل ايه ياحسين أنت مش شايف مجرد بس ما فكرنا فى الموضوع بيحصل إيه


أشتعل غصبى فى ذلك الوقت فلم يكن مراد يشعر بما أشعر به انا ، لم يحلم بتلم الكوابيس التى تطاردنى كلما غفلت عيناى ، تلك الكوابيس التى أفيق منها يوميا متصبب العرق من كل قطعة بجسدى وكانى كنت أركض لعدة ساعات لم يشعر مراد بذلك فلذا يتحدث بتلك الهدوء ويريد أن ينهى كل شئ

= بقولك ايه يا مراد لو عايز تبعد أبعد أنا خلاص عرفت انى مش هخلص من الكوابيس دى غير لما أنهى كل حاجة أو على الأقل أفهم السر دا

_ بص يا حسين انا مش بقولك أنى مش حاسس بيك ولا أنا خايف ولكن أنا شايف أن عواقب الموضوع هتبقى صعبة

= عايز تكمل يا مراد ولا لأ

_ هنكمل مع بعض واللى يحصل يحصل


جلست بعدها انا ومراد وقصصت عليه الكابوس الذى رأيته بالأمس والذى دفعنى إلى أن اتى اليوم لمريم وبعدها حاول مراد ايضا أن يفهم ماذا يحدث ولكنه أجاب على بشيئا اخر جعلنى افكر فى الأمر اكثر

_ أنت مش ملاحظ حاجة

= حاجة ايه

_ أنك كل ما بتتحرك حركة بتحلم بشئ مربوط بيها أو بيوصلك ليها

= ودا معناه إيه دا معناه أننا بنتحرك بناءاً على كوابيسك مش بناءا على الأسباب اللى قدامنا

_ وأنت شابف الحل ايه طيب

= الحل الوحيد المتاح أننا نعرف خالد كان بيعمل ايه الفترة اللى فاتت وايه اللى يخليه ينتحر دى بداية الموضوع غير كدا مش هنوصل لحاجة

_ وهنعرف دا ازاى ، الوحيدة اللى تقدر تفهمنا اى حاجة هى مريم وزى منت شايف تقريبا مريم فى حد ملازمها والعياذ بالله ودا اللى مخليها مش عارفة تتكلم

= اتا لاحظت دا المرة اللى فاتت ولكن اتاكدت دلوقتى ان فعلا فى حد بيمنعها من انها تتكلم

_ طب والحل

= انا هتابع مريم لغاية ما الاقى وقت متاح للكلام معاها وغالبا الوقت دا هيبقى الصبح مش بليل فهتكلم معاها ولو قدرت اوصل لحاجة هبلغك

_ تمام ، انا هتحرك دلوقتى عشان أمى متقلقش لأنها من بعد الحادثتين وهى اعصابها بايظة خالص

= ربنا يكون فى عونها يا حسين إذا كنت أنا اللى بعيد عن عيلتكم اعصابى باظت مابالك هى

_ خلينا نتابع بعض على التليفون ، وحاول كدا تتكلم مع صاحبك يمكن يقدر يوصل لحاجة المفروض اننا هندفن تيتة بكرا

= مع أنى الرعب اللى شوفته عليه دا غريب بس برضو هحاول معاه

_ ماشى سلام


تحركت بعدها من المحصة واتجهت إلى البيت أمسكت بهاتفى وجلست اتصفح بعض المواقع وبعض الأشياء حتى تذكرت خالد وفتحت المحادثة الخاصة به وظللت أنظر فيها حتى وجدت شيئا غريبا هو أن خالد كان يطلب منى قبل وفاته بعدة أيام أن اذهب معه إلى المقابر فهو يخشى دائما الذهاب إليها بمفرده ، هل من الممكن أن يكون خالد ذهب إلى المقابر أو الأمر متعلق بشئ أشبه بذلك ، لأننى كلما رأيته كان بشئ أشبه بمقبرة من الداخل ، ظلت تلك الأفكار تدور برأسى وتصول حتى ارهقنى التفكير والنعاس وقررت النوم




ذهبت فى نومى والكمعتاد وكأننى ابدا فى حياة اخرى حينما أغمض عيناى وجدت نفسى بمكان أشبه بذلك المكان الذى كنت اراه من قبل ولكن هذه المرة لم ارى شيئا حولى فجأة ظهر امامى شعاع من النور ينتهى اخره بشئ مربع لا أستطيع أن أراه جيدا أقتربت منه قليلا كحتى رأيته واضحاً إمامى كان هذا الشئ المربع هو كتابا لا يوجد على تلك الكتاب من الخارج جملة واحدة فقط بعض قطرات الدم تنسال منه من الاعلى ، ظللت أنظر إليه وكأننى احاول ان اتذكره ، فجأة ظهر بجوارى خالد ووضع يده على كتفى ثم اردف بقوله

_ أوعى تفتح الكتاب يا حسين اوعى تفتح اللعنة

= كتاب إيه يا خالد

كان خالد يبتعد عنى اكثر فأكثر ةلكنى ظللت انادى عليه واكرر

= خالد رد عليااااا ، كتاب ايه دا ، خالد

وقف خالد وادار وجهه لى ثم نظر إلى تلك الكتاب الملقى ارضا وبعدها اعاد النظر إلى وقال

_ لازم تتخلص منه بسرعة

أختفى بعدها خالد مرة أخرى وظللت وحدى بتلك المكان ولا يوجد ضوء سوى الضوء المسلط على تلك الكتاب تحركت ببطئ شديد باتجاهه وكلما أقتربت انخفضت نسبة الضوء حتى وصلت امامه كان الصوء يكاد يرينى مكان الكتاب فقط ، أومأت بضهرى لكى أقترب منه ظرت إليه قليلا ثم مددت يدى لكى أمسك به وبعدما لمسته لم يحدث شئ فقررت أن امسكه بيدى كان الكتاب ثقيلا جدا عكس حجمه الذى اراه به ، رفعت الكتاب بيدى وإذ يتحول الكتاب إلى رقعة جمر أمسكها بيدى وبدات يداى فى الذوبان من تلك النار الى بها ظلت يداى تذوب ويقع الجلد أرضا حتى أننى حاولت أن ألقى بالكتاب ارضا ولكنه لا يريد أن يبتعد عن يداى صرخت عاليا كى انادى على خالد حتى أفقت من نومى مرة اخرى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي