الفصل السابع و العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السابع و العشرون
ضد اللمس

الطريق الخاطئ الذي يغضب الله ما ان خط احدهم اول خطوه له و كأنه خطى خطوه للجحيم ، و لا طريق للعوده للنعيم ... فكان الخيار قائم فيما بين الخير و الشر و بما ان الانسان خلقه الله ذو عقل يفكر به كان عليه اختيار الصواب لكنه تتبع خطوات الشيطان و استسلم لوسوسته ، ليجد الشيطان ذاته منضر بانصياع احدهم لرغباته ، فما اجمل طريق الله و لما اروع الطريق الي الله و لا راحه قلب و لا بال و سبيل للسعاده سوى مع الله و تحت مظله الخالق و معرفة للذة الا و كان ورائها رضى الله ....

انتهي دوامهن لتتوقف سجي نازرة لغرام بتعجب لتسألها غرام قائله :
مالك بتبصيلي كده ليه ؟

- غرام انتي مخبيه عني حاجه ؟
قطبت غرام حاجبيها مجيبه :
لا بتقولي كده ليه ؟

- انتي مش بتكلميني خالص ، طب انا عملتلك حاجه ؟

نكست غرام رأسها بحزن علي حالها لترفع رأسها ناظره اليها لتقول بصدق :
انا مش عارفه اتكلم يا سجي ، حقيقي مش عارفه اقول ايه علي الي حصل امبارح و اول امبارح الدنيا بتتلغبط و انا مش عارفه الصح من الغلط .

لكن سجي قالت شئ اخر غير التي تقوله الاخري :
حاسه سكوتك ده بسبب ايهم او يعني انك تتناقشي معايا عليه صح كده ؟

تنهدت غرام مجيبه :
لا بس انا مضايقه عارفه لو كونا في ظروف تانيه كنت ممكن اقولك اني هعمل المستحيل عشان اخلي العلاقه دي تكمل بس حاليا حقيقي مش عارفه بين نارين و هو كمان كده و اكيد انتي كمان كده .

اخذت سجي نفس عميق و من ثم قالت :
خلاص خلاص انسي بقي ، يلا عشان اروحك .

تبسمت غرام لتقول :
ماشي بس هتقعدي عندي شويه و مش هأخرك .

- ماشي بس نص ساعه مش اكتر انتي فاهمه الي حصل .

اماءت لها غرام بتقبل لتقول :
موافقه جدا المهم تقعدي معايا ده انا خمرت بيتزا و يا دوب علي التسويه بس لازم تدوقي منها .

اتسعت ابتسامه سجي لتقول :
اووووه الشيف بوراك اذا كان كده يبقي تمام جدا ، يلا بينا .

ذهبا سويا حيث صدفه صادمه .

استطاع سائر و من معه الفرار قبل ان تأتي الشرطه ، فنن الجمع الذي تجمع حول الحادث هاتف الشرطه لتأتي و التي اخذت اقوال الجميع ليظهر ان ايهم اكثرهم اصابه فهم لن يكونوا يركزون علي أحد سواه .

قرر مهاب ان يغلق المكان ليعيد اصلاحه و ان يذهب الجميع لبيوتهم اجازه مدفوعه  حتي اعداد المكان من جديد .

قرر مهاب ان يصطحب ايهم لمنزله ليسير به بسيارته حسب وصف ايهم له الذي وجد صعوبه في السير ليساعده مساند اياه حتي يستطيع صعود الدرج للوصول لمنزله

دق الباب لتفتح غرام و التي لم يمر علي وصولها سوى خمس دقائق فقط .

ما ان فتحت حتي شهقت بخفه قائله بفزع :
يا خبر اده في ايه ؟

افسحت المجال لكي يدلفوا ليهدأها ايهم بقوله :
ماتخافيش يا حبيبتي حاجه بسيطه

- حاجه بسيطه ايه انت مضروب و لا ايه ؟

صوتها جعل كلا من زينب و سجي و ادم يأتون ليصدموا مما رأوه ... تفاجا ايهم من تواجد سجي ، اما ادم فتحدث متسائلا:
مين عمل فيك كده ؟

اجابه بعدما جلس متوجعا :
مافيش بقولك خناقه وراحت لحالها .

اسرعت غرام لتجلب علبه الاسعافات الأولية لتقول زينب بنواح :
اه تلاقيهم هما السبب حسبي الله و نعم الوكيل .

لفت انتباه سجي حديث والدته ليدب الدمع عيونها لتأتي غرام سريعا جاثيه علي ركبتيها لتقوم بمعالجه جروحه ، لاحظ ايهم عبرات سجي لينزعج و من ثم قال :
انتي بتعيطي ليه ؟

انتبهوا جنيعا لهذا الحوار لتجسب سجي ببكاء :
مين عمل فيك كده ؟

تنهد مجيب و لاول مره يطيل النظر لها فقال :
ماتخافيش اخوكي مش منهم .

- يبقي سائر

- بردو بتعيطي ليه ؟
اقتربت خطوه لتقول :
انت كويس ؟

اغمض عيونه مره ليجيب بنبره مطمئنه :
الحمد لله مانقلقيش .

لن تهدا بل زادت من بكائها لتقول :
انا اسفه

- بتتأسفي ليه دلوقتي ؟
اجابته وسط شهقاتها :
سائر عمل كده عشاني و عشان هو تخيلاته المريضه مصوراله اني هقبل بيه ، مايعرفش اني كرهاه بسبب الي عمله معايا .

كانت غرام في هذه الاثناء تتابع و هي تعالجه و كان لا يشعر بالوجع فوجع دمعاتها التي تسقط تحرق قلبه بقوه .

- كان بيعمل ايه ؟
كان سؤاله السريع الذي جعلها تدرك انها قالت شئ لا تستطيع قوله ، لن تجيب لتحرجها غرام من هذا المأذق بقولها :
مش مهم بقي با ايهم و ركز معايا ... ليه عمل معاك كده عشان امبارح و لا ايه ؟

القي علي شقيقته نظره قبل ان يجيب مختصرا :
اكيد ... و استني و ماتوهيش ، قوليلي يا سجي كان بيعملك ايه ؟

لا تجيب ثانيا ليعيد السؤال ثالثا لكن والدته اوقفته بقولها :
ما خلاص انت مالك اصلا .

القت نظره علي مهاب لتقول :
اسفين يا ابني اول مره تدخل بيتنا و يحصل كده ، اتفضل اقعد .

جلس بجانب ايهم ليقول :
ماتقوليش كده حضرتك اهم حاجه ايهم بخير .

نظر ايهم لمهاب بخجل فقال :
أنا مش عارف اقولك ايه بجد انا اسف انا هحاول اصلح الخساير الي حصلت في المكان .

- مالكش دعوه اصلا انا السبب مقدرتش استحمل يكلمك كده كنت لازم اوقفه عند حده .

حرك رأسه ايهم بعدم موافقه ليقول :
لا هما جايين متحفزين و جايين عشاني عشان امبارح ضربته .

انهت غرام عملها لتقول زينب لها :
قومي يا غرام شوفي الاستاذ يشرب ايه .

اجابها مهاب بهدوء و احترام :
شكرا يا امي مش قادر و الله اهم حاجه اطمن علي ايهم و اطير

لكنها اصرت عليه بقولها :
و الله لتشرب حاجه ... يلا يا غرام .

اماءت له لتسير تحت نظرات هذا الضيف فاصبحت منذ تلك اللحظه غرامه .
اما ايهم فكان في حوار صامت بين اعينه و اعين تلك الباكيه .


منزل مؤمن
بعدما اخبره سائر بما فعل كان عليه ان يأتيه بعدما تهبط والدته لمكتبها فقد اصبحت في الاونه الاخيره تتردد عليه باستمرار .

ما ان وجد وجهه يحتوي علي عده كدمات حتي وضع كفه ارضا فقال مؤمن بتعب :
انا حقيقي تعبت منك و بعدين معاك يا سائر لحد امتي هقولك تبطل الي بتعمله ده وتبطل تصرفاتك دي الي بتعملها من غير ما تفكر ... انت هتودينا في داهيه مره .

جلس سائر غير مباليا لحديثه فقال :
اهدي عليا بس عشان انا لو ماكنتش عملت كده حقيفي كنت هموت و اهوه اديني خدت حقي .

دقق مؤمن النظر عبي وجهه و قال و هو قاطب حاجبيه :
هو انت كده خدت حقك ؟

نظر له سائر بعدم فهم ليكمل متلعثما :
لا اصل يعني ملامح وشك ماتقولش كده يعني .

اخذ سائر نفسا عميق و اعاد رأسه للخلف فقال :
بقولك ايه اسكت ده بس نقطه في بحر من الي حصله ، المهم تعالي قولي حددت فرحك امتي ؟

جلسبجواره و هو يضرب كفا علي اخر بقله حيله فاجاب :
اه بعد عشر ايام .

ضحك ساير بقوه متعجب ليقول :
في حد يدخل النار برجليه .

- نار ايه يا عبيط انت ... بص انا كنت بفكر زيك كده بس بصراحه الحب غيرني يا باشا .

القي عليه نظره ذات مغزي ليقول :
مممم حب بردو تمام .

- قصدك ايه بقي ؟

اجابه سائر :
يا سيدي مقصديش .

اعاد مؤمن ظهره للخلف مريحا إياه ليقول :
ارتاح بقي انا مواريش اي مصالح خالص .

- طب و عضو البرلمان ؟

نظر له مؤمن بتقزز ليقول :
انت عبيط يا ابني اجوز عشان مصلحه انا ممكن امشي معاها و خلاص .

قهقه سائر علي صديقه فقال :
العبها علي حد تاني مش عليا اقطع دراعي من هنا ان ماكنتش جسيت نبضها و عرفت انها مش بتاعه كده ... المهم انا نفي اسهر حقيقي من ساعه الليله اياها و احنا ماسهرناش .

ضرب كفه علي ركبته بخفه ليقول :
حلوه الفكره دي موافق و صحيح نقول كنان كمان .

- ماتجبليش سيره الكائن كل اما افتكر اني عصرت علي نفسي لمونه عشان اروحله و عمل كده اتعصب .

ضرب كف علي اخر تاني ليقول بتعجب :
يا بني انت مجنون رايح تقول ع اخته كده ايه يخدك بال حضن ده انت لو كنت رايح تقول شكل للبيع مش هيبقي بالطريقه دي .

لوح بيده في الهواء كدليل علي عدم الاكتراث و من ثم قال بتأفف :
يا عم خلاص فكك ... عايز تجيبه تجيبه و هسكت خالص .

- يا رب تسكت خالص فعلا .


منزل غرام
أعدت غرام و والدتها الغذاء اما سجي فكانت ترغب بشده ان تعود لمنزلها لكن غرام منعتها لتجعلها في غرفتها حتي تعود .

جلس ايهم مع مهاب في الخارج علي طاوله الطعام و غرام مع صديقتها في غرفتها يتناولون الغداء و زينب مع ادم ولدها في غرفته مع ايهم .

كان الحديث قائم بين ايهم و مهاب و الذي بدأه الاخير بقوله الممازح :
اموت و اعرف انت ازاي عندك اعداء نفسي افهم .

ضحك ايهم بسخريه ليجيب :
مش عارف اقولك ايه بس الحمد لله بقي و الله الواحد ماشي جمب الحيط و مافيش فايده .

تنهد مهاب صامتا لكن ايهم شعر انه لديه سؤال فقال ايهم :
حسك عايز تقول حاجه .

تردد ايقول ام لا لكن بنهايه المطاف لا يستطيع ان يصمت فقال :
اه بصراحه ... هي الي كانت بتعت دي مش اختك صح ؟

حرك ايهم رأسه بلا و ترك الملعقه ليقول بتنهيده :
صاحبه اختي غرام .

اماء مهاب برأسه فقد فهم ما دار ليؤكد له ايهم المعلومه بقوله :
اكيد فهمت يعني .

- ممم بس سايبك براحتك طبعا احنا مابقلناش وقت طويل نعرف بعض عشان تحكي حاجه و انا اكيد عزرك و اكيد مش هتطفل علي حياتك و الس جواك ، فسكت و لو انا يعني كمهاب مش هيهمني اعرف كله عشانك .

اجابه ايهم بعدما نظر له باهتمام فقال :
انت بعد الي عملته انهارده ده خلتني احس كأني اعرفك من زمان .... تعرف يا مهاب انت مثال للمدير الي علي حق جوه الشغل بينا و بين بعض ننده باسمك عادي قدام الناس نحترمك و بره الشغل كأننا زمايل و صحاب ، و حقيقيعمري ما كان عندي صاحب قريب مني لدرجه اني ادخله بيتي اصلا .

اتسعت ابتسامه مهاب ليقول :
يعني الي افهمه اني خدت الشرف ده .

اجابه ايهم بصدق :
انا الي خدت الشرف اني اعرفكو انك تبقي في بيتي و تاكل معايا حقيقي شكرا

- ما تقولش كده انا فعلا الي استريحتلك جدا ، انا عندي صحاب كتير اوي بجد و معارف كتير بس حد قريب مني لا مافيش ، و بالمناسبه اول مره اروح بيت حد .

ضحك الاثنين و من ثم صمتا ، لحظات و قال ايهم باستسلام :
بتحبني و متعلقه بيا و ماينفعش لازم اخليها تنساني ، بس هي صاحبه اختي بتشوفني كتير فماقدميش حل غير اني اعملها بجفا .

قطب مهاب حاجبيه ليقول :
جفا ؟ انت كده عاملتها بجفا كان ناقص في المشهد الي شوفته من شويه ده كلمه بحبك و يكمل السيناريو .

تنهد ايهم مجيب :
مش نافع هي لسه صغيره يعني اكيد اعجاب مراهقه مش اكتر غير اني محلتيش حاجه خالص و هي بنت راجل اعمال كبير ، و الله ما نافعه .

صمت مهاب يحاول التفكير في الامر ليعيد النظر لايهم ثانيا فقال :
بقولك ايه انت معاك بكاليريوس تجاره صح ؟

اماء له ليتبسم معاب له دون حديث .


اما في الغرفه المقابله لهم كانت غرام تحاول ان تطعم سجي الرافضه للطعام لتقول :
يا ست الحسن لازم تكلي مش منزلاكي غير لما تاكلي مش كفايه مشروع البيتزا الي اضرب .

حركت رأسها رافضه لتقول بحزن :
مش عارفه اقولك ايه يا غرام نفسي مسدوده ، سائر مش هيجيبها لبر مع ايهم و كله اكيد بسببي .

- علي فكره و بسببي انا كمان .

اجابتها بمنطقيه :
انتي اخته لكن انا ليه و بعدين من ناحيه ايهم اه بسببك لكن من ناحيه سائر بسببي انا ده واحد جبار مايعرفش العيب و لا الغلط .

تنهدت غرام لتقول :
الموضوع عامل زي كل واحد و ليه دوره ، يعني سائر دوره جه فايهم ردها يقوم سائر يضرب تاني فالدور دلوقتي علي ايهم ... بس انا هقنعه يهدي اللعبه انه يروح يعمل اثبات حاله و ياخد شهود من الكافيه و يقدم المحضر في القضيه و ده هيفيد و اعتقد ده هيهدي ايهم من الزفت ده .

تنهدت سجي باقتناع لتقول غرام في نهايه المطاف :
يلا بقي كلي عشان انا هموت من الجوع و الله .

اماءت برأسها منصاعه للحديث لتلتقط الملعقه ، تبسمت غرام لتفعل مثلها .


اما في الغرفه الثانيه
فكانت زينب شارده في الامر كانت تري كل شئ حتي نظرة مهاب لغرام التي احزنت قلبها كون مستقبلها اصبح علي المحك بسبب تلك الحادث ، ماذا ان ارادها ماذا ستفعل يا للحظ ، حاي ولدها يعشق فتاه لا امل في الزواج بها .

الامهات و ما يحتويه عقولهن يتمثل في حاله زينب تلك ، يضعون سيناريوهات غريبه مريبه لا تأتي علي عقول غيرهم .

استفاقت علي هتاف ادم الذي قال :
السرحان ده قالني .

نظرت له بقوه لتقول:
بس يا واد انت و ركز في الاكل .

ترك الملعقه ليقول ممازحا :
مالك يا زوزو بس كل ده عشان حبيب القلب اضرب

اتسعت مقلتيها لتجيب :
زوزو في عينك و اه حبيب قلبي اضرب بس هو كمان ضرب بردو ... يووه بس بقي يا ادم مش ناقصه .

تقدم منها محتويها بين ذراعيه مقبل رأسها ليقول :
خلاص يا ماما اخدي كده ايهم مايتخفش عليه .

- يا ادم احنا ناس في حالنا ماشيين جمب الحيط و هو واخد الدنيا بره كده ، انا زي اي ام لازم اخاف علي ابنها انا ماليش غيركوا و لو حد حصله حاجه هموت مش كافيه الي حصل لاختك و الحسره الي هعيشها بعد كده هنبقي في معاناه يا ادم و الله

نعم يعلم كل هذه الامور و لكنه صامت ، نعم هو الاصغر بينهم لكنه متجنبا الحديث مع احد حتي لا يثور امامهم حتي ان حدثت لديه مشكلات بالمدرسه لا يقول فيكفي اهله ما هم فيه و خاصه ايهم ذلك الاب الذي عوضه الله به بدلا من ابيه رحمه الله ، و كأن الله يهون عليه و علي شقيقته بهذا الاخ الحنون ، تبسم ما ان تذكر افعاله ليتنهد قائلا لوالدته :
انا خلاص يا امي كبرت و تقدري تعتمدي عليا مع ايهم ، كفايه عليه كده لازم هو يستريح شويه او علي الاقل نشيل من عليه حمل حد ... انا قررت اشتغل .
لتتسع مقلتيها متعجبه مما قال .


عند كنان
كان في مكتبه ينهي بعض الاوراق ليدق بابه معلنا عن رغبه احدي العملاء بمقابلته حسب الموعد المتفق عليه

سمح لها بالدخول ليدلف الحذاء الخاص بها الذي يضرب الارض يعطي صوتا يشعرك و كأنها وحدها من تملكها .. نهض ليقابل تلك العيون الحاده و النظ الثاقبه حتي خصلاتها تترنح برزانة و عدم هوجائيه ، تقدمت صاحبة الطول الفارغ لينهض كنان و الذي هو بالطبع يطيل عنها بعده سنتيمترات .

صافحته ليفعل هو الاخر فقالت :
نادين عثمان صاحبه شركه عثمان للبلاسيتك .

اهلا بحضرتك معروفه طبعا اتفضلي

جلست نادين واضعه قدم علي اخري ليرحب بها كنان بقوله :
اهلا بحضرتك تشربي ايه ؟

- ممم ممكن قهوه مظبوط
رفع هاتف الشركه ليطلب القهوه الخاص بها و من ثم اغلق لتقول نادين :
طبعا حضرتك مش منصور بيه ؟

ضحك ليجيب :
لا انا كنان ابنه .

قطبت حاجبيه متعجبه من هذا الاسم لتقول :
كنان ؟ غريب و جديد .

- ممم اصل جدتي ام امي عندها عرق تركي فاصرت انها تسميني .

اماءت بتفهم لتقول :
تمام ندخل في الشغل

- ياريت

اخذت نفس عميق لتقول:
بابي قالي اني اتفق مع حضرتك و لو تمام انا الي هوقع معاك مش هو ... تقدر تقول انها اول صفقه هعملها لوحدي بابي بيخليني اعتمد علي نفسي نوعا ما و يبقي ليا البيزنس الخاص بيا .

اتسعت ابتسامه كنان ليقول :
دي حاجه حلوه جدا و تحترم طبعا و انا معنديش مشكله بس الاول قوليلي مع احترامي للخصوصيه انتي كام سنه .

اجابته بكل كبرياء :
لا و لا يهمك ... ٢٥ سنه

اماء برأسه دون حديث ناظرا في الاوراق قائلا :
حلو اوي ... يلا نبدا .

بدا هو بالفعل اما هي فشردت قليلا .



في المساء
و حسب الموعد اجتمع كلا من مؤمن و سائر بعدما رفض كنان ان يجيب اتصالهم حتي .

تقدموا و الجميع في هذا المكان يعرفونهم حق المعرفه رجال و نساء ، مكان يطرد من رحمه الله بمن فيه ، يمتلئ بكل المحرمات تقريبا و افظع الكبائر و اعظمهم عند الله ، قدم مؤمن و سائر بمرح ليقوم سائر باصطحاب احداهن لتجلس معهم علي طاولتهم ليامرون النادل باحضار مشروب يذهب العقول

و ها هما يزيدوا في محرماتهم و كبائرهم و كأنهم يضربون بكلام الله عرض الحائط اعوذ بالله ، لحظه هم اصلا لن يقرأوه و لو دقيقه .

غافلين علي تلك التي ما ان رأتهم حتي حاولت ان تخبئ ذاتها بين الحضور و ها هي الان لديها ما سيسحقهم و هم لا يعلمون .


عوده لمنزل كنان ليلا و بعدما وجد الهدوء ساكن المكان ، صعد الدرج و كان ان يذهب لغرفته ليجد الضوء الخاص بغرفه اخته مشتعل ليقرر ان يدق عليها و يدلف .

بالفعل دق بابها بهمس لتاذن للطارق بالدخول و ما ان وجدته اخيها حتي تبسمت ليقبل عليها مقبلا حبينها و من ثم جلس ليقول :
ساعه ١٢ ايه الي مانيمكيش لحد دلوقتي ؟

تنهدت ناكسه رأسها قائله بنبره يشوبها الحزن :
حصل موقف انهارده ضايقني اوي .

- موقف ايه ده

اجابت سارده ما حدث :
كنت عند غرام و دخل علينا ايهم مضروب و طلع ان سائر راحله الشغل و عمل كل ده و بهدل المكان و انا عارفه اني السبب .

قطب كنان حاجبيه بتساؤل :
ليه بتقولي انتي السبب ؟

اجابته سريعا :
اولا سائر مستقصدني ثانيا حاسس ان بيني و بين ايهم حاجه عشان كده بينخرب وراه .

- بينخرب ؟
تعجب من الكلمه لتضحك بهم قائله :
دي كلمه غرام .

علي ذكر الاسم تبسم ليشرد قليلا ، لاحظت اخته فتبسمت قائله :
الضحكه دي بضحكها لما بتيجي سيره ايهم .

استفاق علي حديثها و حاول ان يظهر طبيعيا ليقول بعدما تنحنح :
ايهم قولتيلي .... و انتي بقي بتحبيه ؟

دبت حمره الخجل وجنتها لتميل بنعم فتبسم قائلا :
هو انا المفروض ازعل بس مش هعمل كده ، عايزين نبقي صحاب عايز اعوضك عن الفتره الي بعدت عنك فيها دي .

- موافقه بس تجكيلي انت كمان عشان شكلك وراك حوار .

نظر للاسفل حتي لا تفضحه عيناه و من ثم رفع رأسه متنهدا :
لازم الاول اوقف سائر عشان كده كتير و بعدين كل حاجه تيجي بقي .

استفاق علي رنين هاتفه ، تعجب من هويه المتصل ليجيب سريعا :
الو !

اجابه الاخر فقال :
عارف انك ممكن تكون نايم الاول عارف انا مين ؟

اجابه كنان بدرايه :
طبعا يا احمد بيه اتفضل .

تنهد احمد ليجيب :
حققنا في المستشفي و كلع كل الي قولته غلط ماظهرش في الطاميرات مين الي دخلها المستشفي اصلا حتي الي كانت موجوده في الوقت ده في الاستقبال قالت انها جت لوحدها اصلا .

صدم كنان مما قاله وكيل النيابه ليكمل:
كنت مممن احضرك رسمي بس انا فضلت اكلمك لسبب .

ترقب كنان معرفه الامر ليقول :
حاسس انك عندك حق ، مافيش حاجه عندنا بالاحساس بس قررت امشي ورا الي حاسه لحد اما نشوف النهايه .... بكره الصبح تكون عندي ضروري .

اماء ليقول منهي الحديث بيأس :
حاضر شكرا لحضرتك جدا ... سلام .

اغلق الهاتف و نظر لاخته التي ترقبت ملامحه و مما هو فيه علمت ان هناك امر سيئ ، نظر لها بحزن فقال :
التحقيقات مش في صالحي خالص يا سجي .


اما في منزل غرام
فتقدمت غرام من غرفه اخيها كالمعتاد لتطمئن علي صحته فقالت :
فان ديزل بتاعنا عامل ايه ؟

ضحك علي حديثها لتتقدم منه تفحصه بعينيها و من ثم قال :
كويس يا دكتوره بفضلك .

جلست علي حافه الفراش لتقول بتمني :
دكتوه ؟ يسمع من بوقك ربنا ياااا رب .

قالتها و هي ترفع يدعها في هيئة الدعاء ليجيبها :
ربنا يحققلك يا حبيبتي كل الي تتمنيه باذن الله .

تنهدت غرام بهم لتقول :
كنت اتمني حاجه بس مش عارفه ، لدرجه اني اتمنيت ان اخو سجي يكون فعلا ماعملش حاجه عشان خاطرك .

قطب حاجبيه بتعجب من قولها و لكنه اعتدل في جلسته متسائل بجديه :
هو لو فعلا بريء شعورك هيبقي ايه ؟

- ممم مش عارفه انا مش عارفه افكر بس هو لو بريء اكيد هيقلل الي جوايا شويه ، و ساعتها مش هفكر بانانيه خالص و ممكن القي طريقه اقربك من سجي .

حرك راسه بقله حيله ليقول :
انسي مش هتحصل .

كادت ان تجيب ليأتيه هاتف من بسام الذي تعجب من توقيت اتصاله لكنه اجاب بترقب :
الو !

اتاه قوله فقال :
للاسف الواد ده طلع بيكدب و شكله متورت .

نظر للتي هي امامه بشفقه ليجيب ايهم :
هاجي بكره ان شاء الله اشوف الجديد .

اغلق الهاتف و نظر لها ليقول :
تمنيكي غلط و طلع مش بريئ ... انسي يا غرام .

لتصمت دون حديث


تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي