الفصل الثانى

دلفت اختها إلى غرفتها وهى ترمقها بنظرات غريبه
غرام :مالك
مرام :ابدا مفيش حاجه أنا ماشيه
اؤمأت لها غرام وهى تدعى الله :تروحى وترجعى بالسلامه
مرام :متخافيش عليا أن شاء الله هكلمك واطمن عليكى دايما
غرام :طيب
اكملت مرام :هبقى متفقه مع واحد معرفه يجبلك مبلغ كدا أخته بتشتغل معايا هناك هنزلهم معهاها
غرام :أن شاء الله
ذهبت مرام وهى تجر شنطتها خلفها وغادرت الشقه وصلت بعد فتره الى المطار وهى تجر شنطتها كان مديح يجلس فى السياره وهو يودعها لا يقدر أن ينزل بسبب انه قعيد لا يستطيع تحريك جسده
مرام :مع السلامه
مديح :أن شاء الله هجيلك قريب بس اطمن الاول على الأحوال هنا
مرام :أن شاء الله وأستردت اوعى تسنا غرام كل شهر ابعت لها حد يديها فلوس
مديح :متقلقش مش هنسى
ذهبت مرام خارج البلاد وهى تبدأ حياه اخرى لا تعلم ماذا سوف تفعل بها ولكن على اى حال اى شىء بعيد عن أيوب


عدا اليوم بسلام ليأتى بعد ذلك يوم اخر محمل بالكثير من الأشياء الجيده والسيئه للبعض الآخر
كان ايوب يقف وهو يودع أصدقاءه قبل صديقه مصطفى وبقيه أصدقاؤه بحفاوه وهو يودعهم ويوعدهم بأنه سوف يأتي لهم عن قريب حتى يزورهم
مصطفى :خود بالك من نفسك
أومأ له ايوب :على الله
خرج مصطفى بعد ان أنهى جميع اجرأته
رأى مرروان فى وجهه اقترب مروان منه وهو يقبله بحب وجرت ليلى عليه وهى تحتضنه بأشتياق شديد ف ايوب كان دواما يرفض رفض قاطع أن تذهب إليه وتجلس معه وكان يمنعها من ذلك ومروان كان ياكد على حديثه لانه يخاف عليها بشده ركب ايوب السياره وكان يتولى قياده السياره ابن عمه واخته تجلس فى الخلف وصلوا بعد فتره
نزل ايوب من السياره وهو ينظر الى البيت بأشتياق لا يصدق أنه سيدلف ال ذلك البيت ولاول مره دون أن يكون والدته فى الدخل نزلت من عيونه دمعه ومسحها بسرعه وهو ينظر أمامه بتجمد شديد ظهر على ملامح وجهه المخيفه بشده
مروان وهو يحدثه :يالا ندخل يا ايوب
حرك ايوب رأسه ودلف الى الغرفه وهو يتطلع إلى ذلك البيت الكبير تغير فيه الكثير والكثير منذ فتره غيابه
ليلى حتى تقطع ذلك الصمت :هروح اخلى الداده تحضر الغدا أكيد جعان
أومأ له ايوب برأسه بسكون
نظر مروان اليه وهو يسأله : مالك يا ابنى ساكت ليه
ايوب :عاوزنى اقول ايه
مروان :عادى اتكلم
ايوب :حاضر اخد بس على الجو
تناول ايوب الطعام وبعد ذلك استأذن حتى يصعد الى غرفته ويتناول طعامه دلف الى الغرفه بعد فتره قليله وهو ينظر إلى وجهه فى المرأة رأى رجل آخر غير الذى يعرفه فشعره كان غزير قليلا دقنه غزيره وكأنه يخرج من كهف وذلك الذى يعد وشم من اسفل حاجبه إلى تحت شفتيه بالطول دقق فيها يرى شكلها بشع لا يطيق أن ينظر لنفسه أكثر من ذلك فكيف بالبشر حوله مسك فنيه عطره وهو يحدفها حتى يختفى وجهه

ارتدى ايوب ملابسه وهو يقرر أن يذهب لتلك الخائنه سيجلب حقه حتى إن كان فى فم الأسد لن يتركها تعيش حياتها ابدا بعد أن دمرته وجعلته مسخ يكره النظر فى وجهه دخل الى المرحاض وغير ملابسه رأى نفسه مره اخرى فى المراه اقترب ببطى من المراه وهو يتحسس ذلك الجرح الذى سيبقى موجود فى وجهه مدى الحياه
جلب كمامه وهو يضعها على أنفه وفمه نظر إلى الجرح الذى اختفى أسفل الكمامه بقليل من الاطمئنان وهو يريد أن يشكر تلك القماشه الصغيره التى أخفت حرجه
نزل الى الأسفل جرت عليه ليلى :رايح فين يا ايوب
ايوب :عندى معياد مهم هخلصه وارجع
ركب ايوب سيارته لكن قبل ان يديرها رأى مروان يقف يوقف السياره ايوب :ابعد يا مروان
مروان :قول رايح فين
ايوب وبدء فى فقدان أعصابه :هتبعد ولا ادوسك واسترد حينما رأه لا يبتعد :على فكره انا بقيت رد سجون يعنى ممكن اقتلك دلوقت
مروان بضحك :انزل يا ايوب نتكلم مع بعض شويا وبعدين ابقى روح للمكان إلى انت عوزه
نزل ايوب من السياره وهو ينظر له :نعم
مروان :رايحلها اكيد صح
ايوب برفض وهو ينظر له باستغراب :هى مين
حمد مروان ربه :الحمدلله خلاص كمل اصل فكرت حاجه تانيه وفتح له سيارته
مروان بأرتباك وهو يتحدث له يحاول أن يخفف من حده الأجواء :اتفضل انا بس كنت بطمن عليك صحيح من بكره لازم تلتزم وتروح الشركه مش همسح بأى تقصير
نظر له ايوب وهو يركب سيارته ويديرها وهو يفكر ماذا سيفعل هو بالتأكيد سيذهب له هذا كل ما يريده أن ينتقم من تلك الخائنه سيدمرها سيجعلها ترى عذابه عذاب ايوب .

أما عند غرام كانت تجلس وهى ترى التلفاز أصبحت حياتها أكثر ملل بعد ما تركتها اختها لا تنكر أن يوجد فرق كبير لكن ملت بشده كانت تفكر أن تنزل حتى تعمل ولكن رجعت فى حديثها حينما تزكرت حديث اختها وهى من الممكن أن تموت
سمعت الباب وهو يدق نفخت بشده فالبتاكيد جارتها تلك السيده التى تريد أن تتدخل فى حياتها بمنظر يزعجها وتريد أن تزوجها ابنه قامت وهى تذهب وتفتح الباب
رأت فى وجهها رجل يقف وهو ينظر إلى عينها تحدثت غرام بدون ان ترى من الطارق وهى تدير وجهها بعد أن فتحت الباب :اتفضلى يا طنط
دلف ايوب الى البيت وقفل الباب خلفه بهدوء شديد مستغرب من تلك الفتاه التى ولاول مره يراها لكن وجهها ليس غريب عليه لاحظت غرام السكوت الذى عن المكان استغربت فتلك السيده لا تصمت ابدا نظرت ورأها وهى تشهق بخوف :انت مين
اقترب منها ببطى مخيف اتضحت الرؤيه لها وهى تراه تحدثت له بكل عفويه :انت مش كنت مسجون خرجت ازاى
ايوب بضحك :لا دا انتى كمان عارفه اهوه ياترى بقا انتى بردوا زيها
هزت غرام وجهها برفض شديد
اقترب ايوب منها :هى فين
غرام بخوف وهى ترجع إلى الخلف :مين
دق ايوب على المسدس الذى فى جيبه وهو يطمئن أنه فى جيبه :فين مرام
شعرت بطعن فى قلبها بعد كل هذا ويسأل عنه :مرام سافرت برا مصر
واقترب وهو يسألها ويرفع يده كعلامه على الإسراع فى الحديث :سافرت فين انطقى
غرام بجهل حقيقى :معرفش
ضحك ايوب بسخريه :شكلك هتتعبينى معاك وانا بحب التعب
غرام :قلت معرفش
اقترب ايوب منها وهو يمسك الفازه الموضوعه ويكسرها فى الحائط :انطقى الزفته دى فين
غرام بخوف من ما يفعله :معرفش وبعدين انت بتسال عليها ليه مش انفصلتوا
ايوب :أت ايه
غرام :انفصلتوا
ايوب :قصدك اختك خانتنى واستكمل :ما انتى اكيد عارفه وزيها
ابتعلت غرام ظلمه لها وهى تسأله :عاوز منها ايه
ايوب وهو يقترب منها ويهمس فى أذنها بجنون :عاوز اقتلها يالا قولى مكانها فين بدل ما تتقتللى انتى
غرام بجهل حقيقى فهى لا تعلم أكثر من أنها تركت البلاد هزت راسها كعلامات عن الجهل
ايوب :حلو يبقى انتى مكانها لحد ما تعرف وتيجى هى بنفسها تستلمك هتمشى بسكوت ولا بتحبى الفرهده
غرام :انت هتعمل ايه
اقترب ايوب وهو يمسك الشى الذى فى يده ويضعه على فمها بعد عده ثوانى حملها ايوب لينزل إلى الأسفل
الحجه سمره وهى ترى رجل ملثم يختطف غرام فزعت وهى تراه يحملها هكذا :ابعد عنها يا جدع انت شايلها كدا ليه
ايوب :ابعدى احسنلك
الحجه سمره وهى تقرر أن تصوت بسرعه حتى يأتي لها جميع السكان
فهم ايوب ما تفكر به :لو اتكملتى هدخل اجيب عيالك من جوك وهيبقوا مكانها اخرسى سامعه
اؤمأت له سمره وصمتت اخذها ايوب وغادر بالاسفل نزل ايوب الى الأسفل وهو يضعها فى سيارته
انطلق بها إلى مكان بعيد



كانت غرام طول الطريق تنظر له بخوف وهى تدعى الله أن لا يقتلها فكرت وهى تعلم أنها عاجلا ام آجلا ستموت إذا كان لم تموت بسبب ما سيفعله ستموت لأنها لم تاخد علاجهاا
وصل ايوب بعد فتره اقترب منها وهو يشير لها أن تصعد الى البيت كان البيت أشبه بالفلل التى تبدو وكأنها مسكونه مخيفه ترعب من ينظر لها صرخت غرام عل أحد يسمعها
لم تدرى الا وهو ينزل على وجهها بصفعه اشعرتها وان صف أسنانها سقط من مكانه
ايوب وهو ينزل إلى مستواها ويضع بأصباعه السبابه على فمها ويحدثها بهمس :ششششش مفيش حد هنا هيسمعك اصرخى براحتك بصى
نظرت غرام موضع يده :مفيش حد هيشوفك ولا يسمعك اصرخى براحتك
غرام :ليه بتعمل كدا حرام عليك انا ذنبى ايه
ايوب وهو يلوى فمه :وانا كمان مكنش ذنبى هى الحياه كدا صعبه شويا
نزلت غرام وهى تنظر خلفها رأت شارع امامها نظرت له وهى تفلت يده وترجرى بأقصى سرعه تمتلكها جرت وهى تطلق لرجليها للرياح فى اقل من ثلاث ثوانى كانت معلقه فى الهواء انتشالها ايوب من الأرض وهو يسبحها من مقدمه ملابسها
غرام :سيبنى
ايوب :اخرصى احسنلك انتى مش قدى
ضربته غرام على يده وهى تعضه بشده مسكت رجله وهى تحاول أن توقفه اخرج ايوب سلاحه نظرت غرام له وهى لا تصدق ما تراه سيتخلص منها بكل تلك السرعه
مسك ايوب المسدس وهو يضربها به فى مقدمه رأسها وقعت بين يده جسه هامده حملها وكأنها شوال خلف ظهره وهو يصعد بها الى الغرفه اوقعها من أعلى كتفه إلى الأرض
تألمت غرام وهى تسقط على يديها بشده
نظر لها ايوب وهو يجلس امامها ويعد على يده :لو اتحركتى لو حاولتى تهربى لو صوتك طلع هقتلك واظن دا مش بعيد عليا مش كدا ولا ايه
غرام :مش بخاف وهفضل اهرب منك لاخر لحظه
ايوب :يبقى اخترتى الاصعب
غرام ببكاء :سيبنى لو سمحت اروح
ايوب :اول ما اختك تيجى هسيبك يعنى استحمللى اسبوع اسبوعين هى أول ما تعرف انك هنا هتيجى علطول انا عارف انها بتحبك
حسنا كذبه اخرى من اكاذيب مرام فغرام تعلم جيدا أنها لا تحبها وبالتأكيد كل ما حدث مخطط له
ردت عليه بأنسكار بأن عليها :يبقى هفضل هنا العمر كله

فى صباح يوم جديد استيقظت غرام على يد شخص تهزها بعنف رأته ايوب يجلس امامها
غرام بخوف وهى تبتعد سريعا :فى ايه انت بتقرب كدا ليه
ايوب وهو ينظر لها بقرف :وهكون بقرب ليه انا اصلا مش طايق ابص فى وشك متقلقيش اختك كرهتنى فى صنف النسوان كله واسترد :المهم هتقومى دلوقتى علشان تروقى الفيلا وأشار بيده على تلك السجاد الذى يملئه التراب وذلك الاثاث الذى يبدو وأنها من مأته عام :زى ما انتى شايفه كدا البيت مس نضيف يالا همتك
غرام بخوف وهى تنظر إلى ما حولها :انت بتقول ايه انا مستحيل اعرف اعمل كدا دا
ايوب وهو ينظر له نظره قتلها حيه فى مكانها :هتسمعى الكلام ولا اموتك واخلص علشان انا مش طايقك اصلا
غرام وهو تومى له بخوف :هعمل والله
قامت غرام بسرعه وهى تحمل الكرسى وتنفضه تحت انظار ايوب الذى اخرج سيجارته وهو يستنشقها
كانت غرام تنظر له فى كل حين وهى تدعى الله أن يذهب الغريب أنها لم تشعر بتعب مثلما حكت له اختها بأنها ستموت كانت خائفه وهى تعمل بعد فتره قام ايوب واقترب منها نظرت له وهو يقترب منها
ايوب :تخلصى وتنزلى تعملى الغدا
اومات لها غرام بسكوت وهى تجبث أنفاسها بقوه
أنهت غرام ما فعلته ودخلت الى المطبخ فعلت الغداء وهى تبكى كانت تبكى على ما حدث لها جاء وقت اخذ علاجها لا تعلم ما تفعل اتقول له هزت رأسها برفض وهى تحكى لنفسها أنها من المستحيل أن تفعل ذلك وبعد ذلك حضرت الطعام وهى تضعه على الطاوله
جاء ايوب بعد فتره وكان لا يرتدى الكمامه رأته غرام ظلت تنظر له وهى تتطلع إلى كل انش فى وجهه
اقترب ايوب وهو يعلم أنها تنظر إلى جروح وجهه
ايوب بقسوه وهو يشير إلى وجهه :شايفه وشى دا
اؤمأت له غرام
اكمل ايوب وهو يشير إلى التشوه :شايفه دى اختك إلى عملتها عارفه بقا ليه هنتقم
غرام :حرام عليك
ايوب وهو يمسك رسغها بشده :ومش حرام إلى الكلبه اختك وعشقها الخاين عملوه
غرام :انا زنبى ايه
ايوب :ذنبك انك اختها وهاخد حقى عن طريقك انتى
غرام :مش هسامحك فى حياتى كلها
ايوب وهو يبتسم لها ويقترب يضع خصله متمرده على أذنها :انتى مش همانى انا كل إلى عاوزه اختك
لا تنكر أن تلك الكلمه جرحتها وبشده نظرت له وقد امتلئت عينيها بالدموع الشديده كانت تتمنى أن يتمناها مثلما تتمناه كانت تتمنى أن تعنى له شئ ولكن يبدو أن تلك الحياه عكسها تكرها بشده
تركها ايوب وغادر سريعا وهو يذهب الى بيته
فى فيلا ايوب كان يجلس مروان ومعه ليلى
مروان :روحى نامى يالا يابت علشان تلحقى تقومى بكرا بدرى
قامت ليلى وهى تتثاوب :ايوا انا خلاص هطلع انام بقا
دلف مروان إلى المطبخ حتى يفعل لنفسه كوب قهوه
دلف رأى فتاه تقف وهى تعطيه ظهرها
مروان وهو يتسال باتسغراب :انتى مين
نظرت جميله له وهى تتطلع إليه بكسوف شديد فقد كانت تضع وجهها فى الارضيه
جميله :انا بنت الداده ناديه
كان مروان يحاول أن يتفحص ملامحها التى تخفيها عنه
مروان :أها هى الداده فين
رفعت جميله وجهها وهى تخاف أن يطردها فهى جاءت حتى تفعل ما كانت تفعله والدتها
نظر مروان إلى وجهها وهو ينظر إلى كل انش فى وجهها بدايه من عينها إلى شعرها وشفتها وضع وجهه فى الارض وهو يستغفر ربه
جميله :أنا هنا علشان ماما تعبانه شويا وجيت انهارده علشان ترتاح
مروان وهو يحاكيها حتى يزيح هذا التوتر الذى تشعر به :طيب خايفه ليه كدا واسترد :ممكن تعمليلى فنجان قهوه لو مش هتعبك
جميله وهى تومئ له برأسها :أها اكيد قهوتك ايه
مروان :ساده
جلس مروان على الطاوله المتواجده فى المطبخ يقصد أن يتطلع لها قدمتها جميله بعد فتره وهى تعطيها له
ارتشف مروان القليل وهو يتذوقها بحب فرائحه يديها امتزجت مع الكوب
جميله بقلق بسسبب انه يقف عيناه :القهوه مش عجبتك اعملك غيرها
مروان برفض :لا تسلم ايدك
وغادر سريعا وهو يدلف الى غرفته


أما عند ايوب دلف الى غرفته وهو يرمى نفسه على سريره من تلك الأيام المرهقه بالنسه له نام بهدوء وصورتها وهى تبكى عالقه فى باله
عند غرام كانت تجلس وهى تحاول ان تخرج من ذلك البيت دخلت الى المطبخ حتى ترى إذا كان يوجد مكان تخرج منه ام لا رأت الباب بالفعل جرت عليه وهى تتمنى ان تخرج من تلك الفيلا قبل ان يعود ظلت أكثر من نصف ساعه وهى تبحث عن المفتاح لم تجده ف جلست وهى تبكى على ارضيه المطبخ بحزن
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي