الفصل الرابع

أفقت من نومى فى التاسعة صباحا وجلست على سريرى أحاول أن أرتب تلك الكابوس فقد ايقنت تماما أن ما أحلم به مربوط بالواقع الذى اعيشه ، تذكرت بعدها تلك الكتاب الذى قام خالد بشرائه لكى نقرأه أيكون هذا الكتاب هو حل لتلك اللغز ، كنت أحس فى تلم الوقت بصداع يتملك من النصف الأيمن من وجههى قمت من سريرى واعددت فنجان القهوة وذهبت يعدها إلى الحمام غسلت جسدى من اثار العرق الذى يلاحقنى فى القترة الأخير حينما أنام، وبعدها جلست لكى أفكر وانا اشرب قهوتى ، هل يمكن أن يكون هذا الكتاب هو السبب فى كل شئ ، ولكنى قررت فى النهاية أن أتى بتلك الكتاب لكى اعرف ماذا يحدث ، ارتديت ملابسى وذهبت إلى منزل خالد وجدت باب المنزل غير مغلق مان معى مفتاحا كنت قد أخذته من قبل فميدالية مفاتيح خالد معى ، ولكن لماذا أجد الباب هكذا من الذى بالداخل ، حركت الباب ببطئ شديد وكانت نبضات قلبى على عكس ذلك البطئ الذى بحركة يدى فتحت الباب بالمشاحة التى يمكننى. رؤية الشقة من الداخل لكننى لم ارى أحدا إمامى أدخلت قدمى الأولى داخل الشقة وانا يملؤنى الرعب والخوف فأنا لا اعرف ما الشئ الذى انا قادما عليه ، دلفت إلى الشقة نظرت على المكان ولكنى لا أرى شيئا ، فى هذا الوقت حاولت أن أقنع نفسى بانه قد تركنا الباب مفتوحا وذهبنا حينما كنا بالمنزل قى المرة الاخيرة منذ يومان ذهبت مسرعا إلى غرفة خالد بحثت بها حتى رأيت ذلك الكتاب فتحت هاتفى ونظرت فى محادثات الواتساب فوجدت نفس الغلاف الذى قد ارسله لى خالد من ذى قبل امسكت بالكتاب وخرجت من الغرفة كان ريقى قد جف من أثر التفكير فى تلك الأشياء فقررت أن أذهب إلى المطبخ لكى أتناول بعض الماء ، فتحت صنبور المياه ولكنه لم ينزل بالماء كان هناك شيئا عجيبا وقفت امامه قليلا حتى جائت المياه مرة أخرى فتركت الكتاب جانبا وبدأت فى غسل يداى لكى أشرب ولكن حدث ما جعل قلبى يتوقف عن النبض وكاد ان ينهى بحياتى وتذهب إلى خالقها فى تلك اللحظة فقد سمعت صوتا خلقى

_ أنت مين

أنفزع قلبى رجفة وجسدى ايضا حتى ارتطمت رأسى بتلك الدولاب الذى يعتلى حوض المياه فوقعت ارضا من اثر تلك الاصطدام ، لم أحس بنفسى ولا بشئ فى تلك الوقت حتى فتحت عيناى فوجدت نفسى على كنبة الصالون جسدى مفرود ويقف امامى عينان لا اعرفهما صرخت خينما رأيتهما وانفعدت بجسدى للخلف حتى أن سمعت صوتا اعرفه جيدا ، نعم كان تلك الصوت لعم بكرى جار خالد بالشقة المقابلة هدئت قليلا مع صوته

_ أهدى يا بنى اهدى ياحسبن أنا عمك بكرى

هدئت قليلا وكانت عيناى قد اتسعت وبدت لى الرؤية واضحة لكى يتثنى لى معرفة من يقف امامى كان يقف العم بكرى ومعه امراة فى اواخر الثلاثينات من عمرها يبدو من هيئتها أنها من اهل الريف البسطاء نظرت الى عم بكرى ثم اردفت سايلا إياه

= فى ايه يا عم بكرى إيه اللى حصل

_ معرفش يابنى انا سعاد جت خبطت عليا وقالتلى انها بعد ما روقت الشقة زى ما بتعمل كل اسبوع لقيت حد فى المطبخ ولما سالته هو مين اغمى عليه ، حيت نعاه عشان اشوف لقيتك أنت شيلناك حبناك هنا على الكنبة وفوقناك

أدركت بعدها كنية تلك المرأة يا لتفكيرى الذى أصبح يملأوه الرعب والخوف ولو لم يكن تفكيرى بتلك الطريقة لما حدث كل ذلك ، قمت بالأعتذار للعم بكرى عما حدث منى

= معلش يا عم بكرى أنا بس اعصابى بايظة الفترة دى معلش ازعحتك

_ ولا يهمك يابنى أنت بعتبرك ابنى أنت والمرحوم


نظرت بعدها إلى سعاد تلك المرأة التى لم اراها حينما دخلت إلى البيت من أين أتت لا اعلم

= بس أنا يا سعاد لما حيت مكنتيش موجودة

_ كنت موجودة يابيه بس أنا مسمعتش حد دخل أنا خلصت ترويق وتنضيف ودخلت استحمى ولما طلعت لقيت نور المطبخ والع فدخلت اطفيه لقيتك ورعبتنى باللى حصلك

= معلش يا سعاد أنا آسف

_ ولا يهمك يابيه المهم انك بخير

= يعنى أنتى معاكى مفتاح للشقة وانا اللى كنت فاكر أن الباب بقاله كام يوم مفتوح

_ اه معايا الست الله يرحمها كانت عطيانى مفتاح الشقة عشان اجى كل سبت انضف ومعرفتش بانها اتوفت غير من عم بكرى لما خبطت عليه عشان يلحقنى

= طيب يا سعاد خليكى زى ما انتى نضفى الشقة برضو كل اسبوع متسيبيهاش ، وانا هبقى احسبك زى ما كانت تيتة بتدفعلك ، انا همشى دلوقتى ولما تخلصى أقفلى الشقة بالمفتاح

قمت من جلستى ودخلت إلى المطبخ مرة اخرى أخذت تلك الكتاب الذى اتيت لكى اجلبه وشربت بعض الماء وخرجت تذكرت أنه يجب على أن ادفع لسعاد اجرتها قتحرك بأتجاهها واخرجت مبلغ من جيبى لكى اعطيه لها

_ خدى يا سعاد دا حسابك والأسبوع الجاى لو ملقتينيش هتلاقينى سايبلك الفلوس فى الشقة هنا

كانت سعاد لا نظر لى وكانت تنظر للكتاب الذى بيدى ومبحلقة به اعدت النداء عليها

_ سعاد .. يا سعاد

= ها ايه يابيه معاك ، شمرا يابيه على كرمك

تعجبت من سرحان سعاد ولكن لربما كانت تسرح فى ذلك الكتاب لانها من الممكن ان تكون تذكرت شيئا يخص حياتها لم ابالى بتلك الأمر أخذت الكتاب وعدت به مرة أخرى إلى بيتى ثم دخلت إلى غرفتى ووضعت الكتاب بها وبعدها وجدت هاتفى يرن نظرت به كانت أمى

_ الو ايه يا ماما

= انت فين يا حسين

_ أنا فالبيت

= فالبيت أزاى أنا قبل ما أنزل بصيت عليك فى اوضتك ملقتكش قولت نزلت شغلك


تذكرت حينها أننى لم اذهب إلى العمل منذ أربعة أيام ولم أبلغ أحدا بما امر به لربما اوقفونى عن العمل يجب على ان أخبرهم

_ لا أنا نزلت احيب حاجة ورجعت

= يطب يا حبيبى احنا هندفن جدتك بعد الضهر فجهز نفسك يلا عشان فاضل نص ساعة على الضهر

_ حاضر ياماما


اغلقت بعدها المكالمة وتفحصت هاتفى وجدت أن هناك اكثر من عشرة مرات قام فيهم مدريرى بالأتصال ولكنى لم اجيب عليه تيقنت تماما أنه تم ايقافى ولكن يجب على أن احدثه واخبره بما أنا به ، فقمت على الفور بمحادثته واخباره بكل شئ كان فى البداية يشع غضبا ولكنه بعدما علم بحالتين الوفاة اللتان حدثا لى تفهم الموقف وقام بتعزيتى وبعدها اعطانى ثلاثة ايام أخرى اجازة وبعدهم اعود إلى العمل ، اغلق المكالمة ونزلت إلى الشارع تحركت بدراجتى متجها إلى المشرحة وصلت إلى هناك لم يكن هناك احدا اعرفه سوى امى ومعها بعض الأشخاص الذين لم أراهم من قبل ولكن يبدو أن امى تعرفهم ويبدو هذا من ملامح الغضب التى تظهر عليها وهى تنظر إليهم، ذهبت لكر أقف بجانب امى وبعدما لاحظت الغضب يزداد بداخلها قررت أن أسألها عن هوية تلك الأشخاص

_ مين الناس دول اللى عمالة تبصى عليهم

= ملكش دعوة بيهم يا حسين ولو حد منهم كلمك متردش عليه

_ ايوا يعنى دول قرايبنا يعنى ولا ايه

= قولتلك ملكش دعوة بيهم يعنى ملكش دعوة بيهم فهمت

_ أهدى طيب ياماما خلاص مفيش حاجة مليش دعوة بيهم خلاص

= معلش يا حبيبى أنا اعصابى تعبانة بس دول قرايبنا من بعيد بس ناس مش كويسة عشان كدا مش عيزاك تتعامل معاهم

_ اللى أنتى عيزاه ياماما خلاص


كان الفضول يأخذ بعقلى ذهاباً وايابا لكى اعرف عوية تلك الأشخاص ولماذاغضبت امى هكذا حينما سألت عنهم يبدو الأمر مريبا جدا ، سأحاول فهمه فيما بعد وليس الأن

خرجت بعدها جثة جدتى وبعدها وضعت الجثة بسيارة الاسعاف وركب بها شخصان ممن تقول عليهم امى اقاربنا وهذاحعل أمى تزداد غضبا أكثر تحركنا نحن اياض والباقيين استقلوا سياراتهم ، لكن وجدت أمى واقفة أمام سيارتها لم تركب تحركت باتجاهها

_ ايه ياماما فى حاجة ولا ايه

= حسين سيب الموتوسيكل بتاعك وتعالى سوق العربية عشان مش قادرة اسوق خالص

_ خاضر ياماما اركبى طيب جنبى وارتاحى


ذهبت وقمت بتقييد دراجتى وبعدها عدت وركبت سيارة امى وتحركنا بأتجاه المقابر وبعدما وصلنا أمام المقابر وقفت امى بطريقة غريبة كانت عيناها تتسعان امثر فأكثر كانت تنظر إلى شخصا ما ينظر هو اياض إليها تبدو على ملامحه ابتسامة خفيفة لا يلاحظها إلا من دقق النظر فيه نظرت إلى أمى مرة اخرى وقلت


_ ماما انتى بتبصى للراجل دا كدا ليه


لم تحب امى على كلماتى وكانها شردت بشيئا ما فعاودت الحديث مرة اخرى وأنا احاول ان احركها بيدى

_ ماما .. ماما ، انتى تعرفى الراجل دا

= لا معرفوش بس شبه حد كدا افتكرته هو

_ اها ماشى

فى تلك الوقت أحسست أن هناك الغازا كثيرة فى حياة امى لا اعرفها خاصة فى انقطاعها عن جدتى وهالتى فمنذ أن قامت بذلك وهى تمنعنى من الذهاب إليهم ولكنى كنت أذهب بدون علمها وحينما تعلم كنت اتحجج باننى ذهبت لكى اخذ شيئا ما من خالد ولكن الان يجب على معرفة السبب وراء ذلك هناك ابوابا امامى تجعل من رأسى محطة شحن للأسئلة فكلما مرت على دقيقة وجدت عشرات الأسئلة تطرح بداخل رأسى

انتهينا من الدفن وتحركنا بعدها أنا وأمى وعدنا إلى البيت مرة اخرى دلفت إلى غرفتى كنت واضعا الكتاب بها على المكتب المتواحد بالغرفة ، ظللت أنظر إليه كثيرا ، هل هذا هو حل اللغز ام ماذا ، بعدها تذكرت دراجتى أنها متواجدة الآن أمام المشرحة كنت انوى النزول لكى احضرها ولكن تثاقل جسدى قليلا ولا اعرف السبب فقررت ان افرده على سريرى وارتاح وبعدها أذهب لكى أحضره فالمساء

كان بمجرد ان تذهب عيناى فى النوم هو نقلة بحياتى إلى العالم الاخر الذى لا اعرفه ولكنى اصبحت معتادا على ذلك بعدها أنام ، وجدت نفسى فى قصر كبير حدا وعاليا لكن لا يوجد به أي قطعة من الأساس تحركت بقدماى للامام كنت أرى اشخاصا يركضون بالممرات ذهابا وايابا تحكموا فى عقلى ونظرى انجذب إليهم ، ظللت اتقدم حتى وحدت حجرة على يمينى لم يكن لها بابا نظرت إلى الحجرة فوحدت بها امراة من ظهرها ممسكة بمشرط وتسلخ لحم انسانا شعرت بالتقيئ ولكن لكنى منعت نفسى فصدر منى صوتا حعل تلك المرأة تنتبه فألتفتت إلي لأجد أن تلك المراة هى خالتى ويا للهول فالرجل المتواجد على السرير وتقوم بسلخ لحمه هو زوجها أدرت وجهى سريعا للجهة المقابلة لاجد غرفة أخرى وبتلك الغرفة ملقة مريم على صليب من يدها وارجلها يأكل فى لحمها ثلاثة اشخاص لا أعرفهم وحينما نطقت باسمها ألفت إلى الأشخاص وفجاة ظهر بابا لتلك الغرفة وقاموا بأغلاقه فى وجهى اعتدلت فى نسارى واكملت التقدم لأجد إمامى جدتى تقف هى وخالد وكلا منهم ممسكا برقبة الأخر يحاول خنقه وحينما احسوا بوجودى تركوا بعضهم وتحركوا بأتجاهى كان خالد يتحرك وهو ينظر فى عينى ويقول


_ وديت الكتاب فين يا حسين

= كتاب ايه

_ الكتاب اللى معاك

= فالبيت عايز منه ايه

_ أوعى تفتح الكتاب يا حسين ، لو فتحته هتيجى هنا ومش هتعرف تخرج

= الكتاب دا فيه ايه

كان يتقدم خالد نحوى حاولت أن ارجع للخف ولكن وحدت خلفى حائط يمنعنى من الحركة لا أعلم من أين أتى تلك الحائط ولكن اصبحت غير قادرا على الحركة حتى وقف امامى خالد وأمسكنى بيده من عنقى ثم همس فى أذنى

_ قولتلك أوعى تفتح الكتاب يا حسين فاهم

= انا لازم أفهم فى ايه

_ كنت أنقذت مريم بدل ما تفهم

= الكتاب فى ايه يا خالد

صرخ بعدها بعدها خالد بصوتا عال وزاد من خنقى وبدأ يزداد وانا اترجاه ان يمتنع

لم احس بنفسى إلا وأمى تحاول ايقاظى وتنادى ايضا على وجدت نفسى بغرفتى وعلى سريرى ولكنى احاول بيدى خنق نفسى وأنا انادى على خالد كى تركنى ، حتى احسست بالمكان وبامى فادمعت عيناى من تلك الذى يحدث لى ضمتنى أمى إلى حضنها وظلت تزيد من احتضانى حتى بدات فى الحديث

_ قولتلك لازم تبعد يابنى عنهم وأنت اللى مكنتش راضى تسمع الكلام انا خابفة عليك ياحسبن أنا مليش غيرك ومش عايزة يحصلك زيهم أبعد والنبى عن أى حاجة تخص جدتك او حتى خالد وحتى مريم مش عيزاك تزورها خلينا نكمل حياتنا بخير مش عبزاك تروح منى يابنى


لم أفهم لماذا أمى تقول هذا ولكنى تيقنت أن أمى تعرف ما لا اعرفه ولم أفهمه لابد وأن الأمر سنتهى بالحل من أمى ، ولكنها دائما ما تمتنع عن التحدث معى حاولت ان اطمئنها واهدئ مما هى عليه وأعرف ماذا يحدث فيما بعد فالحالة التى بها امى الأن لا تسمح لها بان تجيب على شئ مما أريد

= متخافيش يماما أنا هبعد عنهم كلهم ، انا كل اللى تعابنى الفترة دى هى الكوابيس دى

_ الكوابيس دى عشان هما عايزينك معاهم لكن لو أنت بعدت كل حاجة هتتحل ، يابنى أنا بعدت عن الكل واختارتك أنت واختارت أكمل حياتى معاك بعد موت أبوك، اخدتك ابنى وصاحبى وسندى وخليت حياتى كلها عشانك ودلوقتى بقيت مشاء الله راجل كبير يعتمد عليه مينفعش بعد العمر دا كله وأنى حاولت على قد ما اقدر احافظ عليك تضيع منى وتسيبنى لوحدى ، انا هقدر أحل الموضوع دا قريب بس بحد ما يتحل والكوابيس دى تروح لازم تسمع كلامى يا حسين

= ايه بقى اللى يتحل وايه اللى مخبياه عليا وليه مش عيزانى اعرف مين الناس اللى كانوا فى المشرحة والراجل الغريب اللى قعدتى تبصيله فى الترب وكان بيبتسملك كل دول مين انا مش قادر اقتنع فعلا باى كلمة من كلام ومش هقتنع غير لما أعرف الحقيقة فيا تقولى ياماما ياما تسيبينى بقى اعرفها بطريقتى

_ مقدرش أتكلم يابنى مقدرش

= خلاص يبقى أنا هعرفها لوحدى

قمت بعدها من جلستى وتحركت من السرير كنت بملابسى كما هى لم ابدلها قبل أن انام ثم اخذت ميدالية مفاتيحى كانت امى تنادينى ولكنى لم أبالى ةلم أرد تركتها وخرجت اجول فى الطرقات والشوارع ولا أعرف شيئا ما هو السر الذى تخفيه على أمى ولماذا كانت لا تتحدث مع حدتى وخالتى ، ومن هم تلك الأشخاص الذين كانت تنظر إليهم ولماذا انتحر خالد وبعدها بيوم تقوم مريم بقتل جدتى ظللت هكذا أفكر وافكر كانت رأسى تكاد ان تنفجر من كثرة التكفير فى تلك الأمر أريد حلا لما انا به اريد فقط أن اعرف لماذا يحدث معى كل ذلك لماذا انا الشخص الذى يواجه كل هذا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي