الفصل الرابع
" توهان "
تصل ندى لباب المدرسة تسمع صوت أحدهم ينادي اسمها ندى ندى تلتفت ندى خلفها لتشاهد رامي يقف مبتسما حاملًا بيده كيس ورقي يملأوه الشوكولا
تمشي ندى نحوه .
ندى : أهلاً يارامي ، أخبرني ماذا تفعل هنا أمام مدرستي ؟! ، كيف عرفت أني أدرس هنا أنا لم أخبرك
قهقه رامي ضاحكاً
رامي : ليست بالقضية الصعبة ، نسيتي أنها مدرسة ليان أيضاً وأنت تدرسين معها
ندى : أها لم يخطر هذا ببالي
رامي : تفضلي هذه لك
ندى : أنا أحب الشوكولا ، شكراً لكن أنا أتبع حمية
رامي : هذه هدية مني ألم تعلمك أمك ألا تردي الهدية
ندى : بلى علمتني ولكن علمتني أيضاً أن لاأقبلها من الغرباء وأنا لا أعرفك جيداً ، أعتذر علي الدخول للصف تأخرت
يشعر رامي حينها بالإحباط ، كان يرجو منها رداً غير هذا
يكمل طريقه وهو يخفي لوعة صدره خوفاً أن يستشعرها أحد.
تدخل ندى الصف لتستقبلها رنيم ، تقف أمامها شارعة أكتافها بالعرض .
ندى : ابتعدي ، أريد الدخول
رنيم : لا ياحلوة ألفظي اسمي أولاً بأدب ثم أدخلي .
رنيم حاقدة على ندى منذ يوم الحفل للفظها اسمها بطريقة ساخرة .
ندى تحاول هنا ابعاد رنيم تدفعها إلى طرف الباب لترد عليها رنيم بصفعة وتهاجمها تتشاجر الفتاتين ، ندى تحاول الدفاع عن نفسها ، تصل الموجهة التربوية وسط محاولة أبعادهما عن بعض من قبل الفتيات
الموجهة نبيلة بصوت صارخ : توقفوا ، ماهذا ؟ أجيبو هيا
رنيم : هي دفعتني للحائط وأنا دافعت عن نفسي فقط
ندى : كاذبة دفعتها لأنها وقفت بوجهي ولم تسمح لي بالمرور وهي من بدأت بالضرب
نبيلة : هيا ورائي لغرفتي
تصل الفتاتين لغرفة نبيلة
نبيلة : مالمشكلة يارنيم ؟ لماذا تختلقين المشاكل دائما !
رنيم : تحكمين علي دون أن تسمعي حتى وتوجهين الكلام لي فقط
نبيلة : ياحبيبتي أنا لست ضدك ، أنتن جميعا مثل بناتي ، فقط أبلغوني بعض الفتيات تستقبالك لندى في أول يوم لها ، من فضلك أحسني التصرف ، لا أريد أتخاذ أي قرار لايعود عليكي بالنفع ، يمكنك الانصراف الآن .
لم تستطع رنيم حينها تدارك حرجها انسحبت دون أن تنطق كلمة واحدة
ندى : هل يمكنني الأنصراف أنا أيضاً ؟
نبيلة : لم أنتهي بعد ، سأخبرك شيئا ، رنيم تعيش مع جدتها تخلى عنها والدايها بعد أنفصالهم عن بعض ، هي تعاني من بعض الأضطرابات النفسية جراء هذا الأمر بحسب ماأخبرتني المرشدة النفسية بالمدرسة ، لذا أرجوك حاولي تجنبها لاأريد فصلها من المدرسة لأني حقا أشعر بالآسف عليها .
تخرج ندى من غرفة نبيلة ، تعاطفت حينها مع رنيم لم تكن تعلم سبب عدائيتها إلا بعد هذا ربما كل هذا الحطام بداخلها جعلها تبدو قاسية للحظة لم تكن هذه الحياة عادلة معها ، ليس علينا الحكم بما نراه في الفترة الأولى من التعرف بأي شخص بل مانلمسه في النهاية أما أن تتأكد حقيقة ماأبصرناه أو تتلاشى .
تدخل ندى الصف وكان حقا قد بدأ الدرس تلتفت لرنيم
بتحنن لتبادلها رنيم نظرة سخط ثم تشيح نظرها .
___
يحاول رامي وطلال الاتصال بأحمد محاولين فهم سبب تغيبه عن المدرسة اليوم لكن دون جدوى لايوجد رد منه .
طلال : غريب هذا الشاب وتصرفاته لامبالية ، هذه السنة الثانية له في البكالوريا هو لايدرس ويتغيب فوق هذا يجب أن يكون مسؤول أكثر
رامي : تغير كثيراً بعد وفاة والدته لم يكن يتصرف بهذا الشكل
طلال : هي متوفية من أربع سنوات ألم يحن له بعد النسيان
تعجب رامي من كلام طلال
رامي : وهل هناك شخصاً ينسى والدته ؟!
طلال : بالطبع لا ، لكني أقصد نسيان تلك الصدمة وتعايشه مع الوضع الحالي
رامي : ربما جو المنزل لم يساعده ، والده متغرطس ودائم السخط عليه
طلال : ربما بسبب تهاونه في بعض الأمور
رامي : منذ أن توفت زوجته وتزوج غيرها يتصرف هكذا ، أحمد كثير المشاحمة مع زوجة أبيه وهي
وضيعة تنخر رأس زوجها دائما ضده
طلال : يكن الله في عونه ، أحزنتني حقا
رامي : لابأس لاتحزن ، أنت تعرفه منذ عامين فقط أما أنا أعرفه منذ الصغر
طلال : اليوم عند أنتهاء المدرسة ، ندهب إليه ونطمئن مارأيك؟
رامي : بالطبع ، أتفقنا
___
أحمد يجلس أمام الكمبيوتر ، يقضي وقتا طويلاً في اللعب بالألعاب الإلكترونية وهذا ماكان يثير أستياء رنا
رنا : يكفي إلى هذا الحد ، هيا أنهض حضرت لك قهوة كي تحتسيها وتهم بالدراسة
أحمد : أذهبي ليس لي همة بالدراسة
تقترب رنا منه بغضب ، تغلق الكمبيوتر ، تمسك يده وتجره لطاولة الدراسة
أحمد : ماذا تفعلين هل تظنين أني طفل ؟
رنا : لا ولكنك لاتتبع مصلحتك وعلي تذكيرك بها
أحمد : فقط لأنك رنا وغالية على قلبي لن أرد على تصرفك هذا
يستلقي أحمد على سريره وينطوي في غطائه ، مما يزيد أستياء أخته تخرج من الغرفة وتطبق الباب خلفها بغضب
كان الفراغ المظلم في حياته يسيطر عليه ، عجز عن إيقافه ربما شعور أن تفقد عزيز قاسي لدرجة لاتسطيع تعريفه لنفسك رغم محاولته الكثيرة العيش إلى جانب هذا الشعور.
___
تنصرف رنيم من مدرستها في طريق عودتها للمنزل تعاود الاتصال بأحمد ، دون وجود جواب منه ، تتصل بطلال
طلال : أهلاً رنيم
رنيم : أهلاً ياطلال ، اتصلت بأحمد كثير لايرد على هاتفه من يوم الحفل ، هل هو بجانبك ؟
طلال : لا لم يحضر اليوم للمدرسة
رنيم : أريد أن اطمأن عليه
طلال : نحن أساسا في طريقنا إليه لاتقلقي
رنيم : أنا في أنتظار اتصالك
طلال : بالتأكيد
___
يصل طلال ورامي لمنزل أحمد ، يدق رامي جرس المنزل
تفتح زوجة والده ( لمى )
لمى : أهلاً كيف أساعدكم ؟
رامي : نحن أصدقاء أحمد هل هو في المنزل نريد الاطمئنان عليه
ترد عليهم متصنعة اللطافة على غير عادتها
لمى : هو جيد وبغرفته أمهلوني دقيقة وسأخبره أن يحضر
لمى انتهزت فرصة ذهاب رنا للجارة ، تدخل على أحمد وهو نائم على سريره تداعب شعره وتنادي بصوت منخفض : أحمد أحمد هيا أستيقظ أصدقائك
يفزع أحمد منها
أحمد : كيف دخلتي للغرفة دون أن تطرقي الباب
لمى : بلى طرقته ولكنك لم تسمع ، أصدقائك في الخارج
أحمد : أخرجي ، أخبريهم إني قادم
يخرج أحمد إليهم
أحمد : أهلاً بالأصدقاء الغاليين
رامي : أين أختفيت يارجل ؟ لاترد على اتصالاتنا قلقنا عليك
طلال : ورنيم سألتني عنك
أحمد : فقط مزاجي غير جيد ، هيا تفضلوا للمنزل
رامي : لا ربما في المرة القادمة ، فقط رغبنل بالاطمئنان عليك.
يودعان أحمد ، يكملان طريقهم للعودة إلى المنزل .
___
في المساء تمسك رنيم هاتفها وتتصل بطلال كي يطمئن قلبها على أحمد .
رنيم : ألو مرحبا ، كيف حالك طلال
طلال : أهلاً ، جيد وأنت ؟
رنيم : لست جيدة ، هل أستطعت الوصول لأحمد
طلال : بالطبع ، وهو جيد لاتقلقي فقط مزاجه معكر وليس لديه طاقة لفعل أي شيء
رنيم : فهمت قصدك ، شكراً لك وداعاً
طلال : وداعاً
حيرتها تقلباته المفاجئة دائما ربما هذا ماجعلها ترغب به أكثر ، نحن في طبيعتنا البشرية نتعلق بمن يرفضنا حتى لو لم يكن هذا حباً ، ربما حاجتنا لهذا الشخص .
___
عودة لعائلة مروان
سهى : مايا وندى حبيباتي هيا تجهزوا حان وقت الذهاب للنادي
مايا : بشرط ياأمي أن تحضري معنا اليوم
ندى : أجل منذ فترة بعيدة لم تهتمي بنفسك ، أنت جميلة وتحتاجين فقط أن تهتمي بنفسك قليلاً
قهقت سهى ضاحكة ، اعتادت مزاح بناتها
سهى : أسلوبكم مقنع ، إذاً هيا بنا نجهز نفسنا قبل أن نتأخر .
ندى ومايا بصوت واحد : هي هي هي في الحال
وصلوا للنادي تدخل سهى وتبدأ الكوتش أعطائها بعض الملاحظات مع التدريبات بينما ندى ومايا يبدأن بالتدريب
يصل رامي للنادي يلاحظ وجود ندى لكن لايكترث ويحاول تجاهلها كما تجاهلته في الصباح
تلاحظ ندى وصوله للنادي دون أن يلقي السلام عليها أو حتى يتودد منها كعادته يصبها الفضول هنا ، بعد مرور نصف ساعة من التدريب تذهب وتحضر زجاجتين من الماء ، تقترب منه وتعطيه واحدة .
ندى : مرحباً ، تفضل متاكدة أنك عطش
ليرد عليها رامي بسخط
رامي : لا شكراً لاأقبل شيئاً من الغرباء
ضحكت ندى مازحة
ندى : إذن العين بالعين
رامي : والبادي أظلم
يتغافل عنها ويكمل تدريبه ، تنسحب هي أيضاً وتكمل تدريبها .
سهى بعد أن قدمت مجهود كبير وكابرت على نفسها
تعبت ولم تعد قادرة على التدريب أكثر من هذا
سهى : هيا يابنات لم يعد لي طاقة هل أنتهيتم ؟
مايا : ليس بعد ياأمي ألا تستطيعي أنتظارنا قليلاً في الصالة الخارجية
سهى : إذن أنا في الخارج أنتظركم
يخرج رامي إلى الصالة يفتح لخزانة يحضر منشفة نظيفة له ، تنتبه له سهى وتشعر أنه مألوف عليها
سهى : أنت ياولد أين رأيتك سابقاً ؟
رامي : أهلاً خالة لكني لست ولد كما ترين .
ضحكت سهى
سهى : كما تشاء لكن أخبرني ابن من أنت ؟
رامي : أنا رامي لحاج ابن توفيق
سهى : للأسف ، لم أتعرف عليك ولكني متأكدة أن سبق ورأيتك ، سأتذكر فيما بعد
ضحك رامي ، لم تعلم بعد أنه جارها في العمارة
رامي : ههههه ، أنا جاركم في الطابق الرابع
سهى : أها والآن عرفت أين لمحتك سابقاً
رامي : إذا أحتجتي أي شيء أنا في الخدمة خالة ، وبمثابة ابن لك
سهى : شكراً لك ، تبدو لي شابا مهذباً ، بارك الله في تربيتك .
تصل ندى ومايا في هذا الوقت ، ويتفاجئان من تبادل أمهم الحديث مع رامي
ندى : مرحبا ياأمي ، هل تعرفتم؟
سهى : بالطبع هو جارنا
مايا : نحن قد تعرفنا عليه سابقاً في حفل صديقة ندى.
تشعر سهى بالغضب لأنهم أخفوا عليها حقيقة أن الحفل كان مختلط ، لكن تحاول كتمان غضبها ريث عودتهم للمنزل كي توبخهم على انفراد .
وهو في طريقهم للمنزل لم تتفوه والدتهم أي كلمة معهم مما جعلهم يتسائلون عن تغير مزاجها المفاجئ
وصلوا للمنزل تدخل سهى للحمام كي تستحم ومايا وندى ينتظران دورهما في الاستحمام لحظة انتهائها في غرفة الجلوس ، تنتهي سهى من الحمام ، تخرج لغرفة الجلوس تجلس بجانبهما .
سهى : في يوم من الأيام أخبرتكم أن العلاقة الناجحة لايوجد بها أسرار ، وعملت جاهداً أن أكون صديقة لكم وتبقى علاقتنا مرنة ماذا يحدث الآن هل يمكنكم الشرح لي أنتظر تفسير منكم؟
ندى : عن ماذا تتكلمين ياأمي لم أفهم قصدك؟
مايا : نعم ياأمي أخبرينا بشكل واضح
سهى : لم تخبراني أن الحفل مختلط ، أنا لاأرتاح لمثل هذه الأجواء مازلتم صغار وأخشى عليكم من نسمة الهواء
ندى : صدقيني ياأمي لم أكن أعلم تفاجئت عند وصولي .
مايا : وأنا فقط رافقت ندى
سهى : كان يتوجب عليكم أخباري عند عودتكم من الحفل ، الذي حصل حصل لكن أرجو عدم تكرار مثل هذا الأمر .
ندى : أعدك ياغالية لن يتكرر
مايا : نعم لن يتكرر ياأمي
تقترب سهى من بناتها وتحتضنهما بكل عاطفتها .
كانت في كل مرة تحتضنني أمي فيها أشعر بالطمائنينة ، قلبها كان أكبر من حبي لها حتى كان ملجأي الوحيد ، حتى خوفها وحرصها الزائد كان هبة من الله قد حماني حقاً من الأخطاء الكثيرة .
___
عودة لرامي
يعود رامي للمنزل يشتم عند دخوله روائح زاكية كانت والدته تعد المحاشي طلبت منه الاتصال بأحمد ودعوته للعشاء ، فهي وجبته المفضلة و زوجة أبيه لاتجيد الطبخ جيداً
قمر : هيا يابني اتصل بأحمد ، عشر دقائق ويجهز الطعام
رامي يتصل بأحمد : ألو مرحبا ياصديقي عندي أخبار تسعدك ، والدتي طهت لنا المحاشي ، هيا تعال بسرعة لاتتأخر
أحمد : يمي يمي ، خمس دقائق وسأكون حاضرً .
يصل أحمد لمنزل رامي يدق جرس المنزل
أحمد : مرحباً جميعاً
رامي : أهلاً يا صديقي ، هيا تفضل السفرة جاهزة ونحن في أنتظارك
يتناولون العشاء ثم يلعبون طاولة الزهر ويقضون الكثير من الوقت الممتع ، تأخر الوقت وحان الآن موعد عودة أحمد لمنزله .
أحمد : أنا خارج شكراً على كل شيء
قمر : العفو يابني هذا المنزل منزلك وأي طعام يشتهيه نفسك أخبرني فقط به أنا بمثابة والدتك
أحمد : بالتأكيد وأكرر شكري لك ، محظوظ رامي بك
تصبحون على خير .
لطالما كان باب قمر مفتوح لكل طارق ، كل من عرفها أحبها لنقاء نفسها ، أما عن قلبها كان لين شديد الرحمة والود ، دائما ماكان الجميع أفضل بوجودها.
ينزل أحمد لدرج يصل للطابق الأرضي يتجه نظره في الحال لمنزل ندى يقف دقيقة وهو ينظر له ثم يكمل طريقه ، تفتح ندى باب المنزل قاصدة البقالة المجاورة ، تغلق الباب فيسمع صوت إغلاقه يلتفت ورائه وإذ هي تنظر له فيبتسم لها ، تبادله نفس الابتسامة ظنت للحظة أنه سيقترب ويحدثها لكنه دار ظهره وتركها خلفه دون أي ينطق أي كلمة .
ندى تحدث نفسها : ياله من مغرور لكن لما ابتسم لي ، ترى هل أعجبه ؟ لاتنسي ياندى لديه حبيبة ويحبها ولايهمه أمرك ، حسناً وأنا لاأهتم لأمره .
كابرت ندى على نفسها وأدعت عدم أهتمامها به ولكن قلبها منذ اللقاء الأول به تاه مغروما كان في كل مرة يترك أثره فيها ، وكيف لاتغرم بذلك الوسيم الشديد .
......
تعود ندى للمنزل تخرج للحديقة الخلفية تمسك كتابها تحاول التركيز في الدراسة ، تشعر بثقل قطعة الشوكولا التي سقطت على ظهرها ، فجأة ترفع رأسها للأعلى ، تشاهد رامي يضاحكها .
قهقه رامي مازحاً
رامي : أرجو أن تقبليها هذه المرة ، قطعة شوكولا صغيرة لن تؤذي جسدك أو تزيد وزنك
ندى : ههههه ، أقبلها لكن في المرة القادمة أحضرها بالكراميل
رامي : من داعي سروري .
اطمئنت ندى لرامي كانت هذه أول خطوة تجمعهما في ذلك الطريق
نعم تحيا تلك الصدفة التي تجمع شخصين مختلفين كل ما تسير الأيام بهم تجعلهم روح واحدة ويد واحدة .
___
في صباح اليوم التالي
تخرج ندى للمدرسة تشاهد رامي يجلس على رصيف المقابل للمبنى تقترب منه وتلقي السلام
ندى : صباح الخير
ينهض بسرعة من مكانه لايصدق مايحدث معه
رامي : صباح النور ، تذهبين للمدرسة مبكراً أنت فتاة نشيطة
ندى : وأنت أيضاً نشيط أستيقظت قبلي حتى
لم تكن تعلم أن رامي أستيقظ فقط لرؤيتها قبل خروجها فهو يعلم جيداً أنها تخرج مبكرا
رامي : شكراً لك
ندى : إذا هل نصبح أصدقاء ؟
لايعلم رامي ماذا يفعل الآن هو مغروم بها وهي تناشده بالصداقة لكنه يحاول ضبط مشاعره لوقت أخر
رامي : بالتأكيد
ندى : من الآن أنت صديقي والأيام ستختبرك لي أما أن تعمر تلك الصداقة أو تهدم ، وداعاً .
رامي : وداعاً .
تتم ندى طريقها بعد أن لخبطت إدراكه لكن رامي كعادته صلب ، يسعى لتجميع نفسه ، يلتقط أنفاسه ثم يكمل طريقه .
يتبع ...
تصل ندى لباب المدرسة تسمع صوت أحدهم ينادي اسمها ندى ندى تلتفت ندى خلفها لتشاهد رامي يقف مبتسما حاملًا بيده كيس ورقي يملأوه الشوكولا
تمشي ندى نحوه .
ندى : أهلاً يارامي ، أخبرني ماذا تفعل هنا أمام مدرستي ؟! ، كيف عرفت أني أدرس هنا أنا لم أخبرك
قهقه رامي ضاحكاً
رامي : ليست بالقضية الصعبة ، نسيتي أنها مدرسة ليان أيضاً وأنت تدرسين معها
ندى : أها لم يخطر هذا ببالي
رامي : تفضلي هذه لك
ندى : أنا أحب الشوكولا ، شكراً لكن أنا أتبع حمية
رامي : هذه هدية مني ألم تعلمك أمك ألا تردي الهدية
ندى : بلى علمتني ولكن علمتني أيضاً أن لاأقبلها من الغرباء وأنا لا أعرفك جيداً ، أعتذر علي الدخول للصف تأخرت
يشعر رامي حينها بالإحباط ، كان يرجو منها رداً غير هذا
يكمل طريقه وهو يخفي لوعة صدره خوفاً أن يستشعرها أحد.
تدخل ندى الصف لتستقبلها رنيم ، تقف أمامها شارعة أكتافها بالعرض .
ندى : ابتعدي ، أريد الدخول
رنيم : لا ياحلوة ألفظي اسمي أولاً بأدب ثم أدخلي .
رنيم حاقدة على ندى منذ يوم الحفل للفظها اسمها بطريقة ساخرة .
ندى تحاول هنا ابعاد رنيم تدفعها إلى طرف الباب لترد عليها رنيم بصفعة وتهاجمها تتشاجر الفتاتين ، ندى تحاول الدفاع عن نفسها ، تصل الموجهة التربوية وسط محاولة أبعادهما عن بعض من قبل الفتيات
الموجهة نبيلة بصوت صارخ : توقفوا ، ماهذا ؟ أجيبو هيا
رنيم : هي دفعتني للحائط وأنا دافعت عن نفسي فقط
ندى : كاذبة دفعتها لأنها وقفت بوجهي ولم تسمح لي بالمرور وهي من بدأت بالضرب
نبيلة : هيا ورائي لغرفتي
تصل الفتاتين لغرفة نبيلة
نبيلة : مالمشكلة يارنيم ؟ لماذا تختلقين المشاكل دائما !
رنيم : تحكمين علي دون أن تسمعي حتى وتوجهين الكلام لي فقط
نبيلة : ياحبيبتي أنا لست ضدك ، أنتن جميعا مثل بناتي ، فقط أبلغوني بعض الفتيات تستقبالك لندى في أول يوم لها ، من فضلك أحسني التصرف ، لا أريد أتخاذ أي قرار لايعود عليكي بالنفع ، يمكنك الانصراف الآن .
لم تستطع رنيم حينها تدارك حرجها انسحبت دون أن تنطق كلمة واحدة
ندى : هل يمكنني الأنصراف أنا أيضاً ؟
نبيلة : لم أنتهي بعد ، سأخبرك شيئا ، رنيم تعيش مع جدتها تخلى عنها والدايها بعد أنفصالهم عن بعض ، هي تعاني من بعض الأضطرابات النفسية جراء هذا الأمر بحسب ماأخبرتني المرشدة النفسية بالمدرسة ، لذا أرجوك حاولي تجنبها لاأريد فصلها من المدرسة لأني حقا أشعر بالآسف عليها .
تخرج ندى من غرفة نبيلة ، تعاطفت حينها مع رنيم لم تكن تعلم سبب عدائيتها إلا بعد هذا ربما كل هذا الحطام بداخلها جعلها تبدو قاسية للحظة لم تكن هذه الحياة عادلة معها ، ليس علينا الحكم بما نراه في الفترة الأولى من التعرف بأي شخص بل مانلمسه في النهاية أما أن تتأكد حقيقة ماأبصرناه أو تتلاشى .
تدخل ندى الصف وكان حقا قد بدأ الدرس تلتفت لرنيم
بتحنن لتبادلها رنيم نظرة سخط ثم تشيح نظرها .
___
يحاول رامي وطلال الاتصال بأحمد محاولين فهم سبب تغيبه عن المدرسة اليوم لكن دون جدوى لايوجد رد منه .
طلال : غريب هذا الشاب وتصرفاته لامبالية ، هذه السنة الثانية له في البكالوريا هو لايدرس ويتغيب فوق هذا يجب أن يكون مسؤول أكثر
رامي : تغير كثيراً بعد وفاة والدته لم يكن يتصرف بهذا الشكل
طلال : هي متوفية من أربع سنوات ألم يحن له بعد النسيان
تعجب رامي من كلام طلال
رامي : وهل هناك شخصاً ينسى والدته ؟!
طلال : بالطبع لا ، لكني أقصد نسيان تلك الصدمة وتعايشه مع الوضع الحالي
رامي : ربما جو المنزل لم يساعده ، والده متغرطس ودائم السخط عليه
طلال : ربما بسبب تهاونه في بعض الأمور
رامي : منذ أن توفت زوجته وتزوج غيرها يتصرف هكذا ، أحمد كثير المشاحمة مع زوجة أبيه وهي
وضيعة تنخر رأس زوجها دائما ضده
طلال : يكن الله في عونه ، أحزنتني حقا
رامي : لابأس لاتحزن ، أنت تعرفه منذ عامين فقط أما أنا أعرفه منذ الصغر
طلال : اليوم عند أنتهاء المدرسة ، ندهب إليه ونطمئن مارأيك؟
رامي : بالطبع ، أتفقنا
___
أحمد يجلس أمام الكمبيوتر ، يقضي وقتا طويلاً في اللعب بالألعاب الإلكترونية وهذا ماكان يثير أستياء رنا
رنا : يكفي إلى هذا الحد ، هيا أنهض حضرت لك قهوة كي تحتسيها وتهم بالدراسة
أحمد : أذهبي ليس لي همة بالدراسة
تقترب رنا منه بغضب ، تغلق الكمبيوتر ، تمسك يده وتجره لطاولة الدراسة
أحمد : ماذا تفعلين هل تظنين أني طفل ؟
رنا : لا ولكنك لاتتبع مصلحتك وعلي تذكيرك بها
أحمد : فقط لأنك رنا وغالية على قلبي لن أرد على تصرفك هذا
يستلقي أحمد على سريره وينطوي في غطائه ، مما يزيد أستياء أخته تخرج من الغرفة وتطبق الباب خلفها بغضب
كان الفراغ المظلم في حياته يسيطر عليه ، عجز عن إيقافه ربما شعور أن تفقد عزيز قاسي لدرجة لاتسطيع تعريفه لنفسك رغم محاولته الكثيرة العيش إلى جانب هذا الشعور.
___
تنصرف رنيم من مدرستها في طريق عودتها للمنزل تعاود الاتصال بأحمد ، دون وجود جواب منه ، تتصل بطلال
طلال : أهلاً رنيم
رنيم : أهلاً ياطلال ، اتصلت بأحمد كثير لايرد على هاتفه من يوم الحفل ، هل هو بجانبك ؟
طلال : لا لم يحضر اليوم للمدرسة
رنيم : أريد أن اطمأن عليه
طلال : نحن أساسا في طريقنا إليه لاتقلقي
رنيم : أنا في أنتظار اتصالك
طلال : بالتأكيد
___
يصل طلال ورامي لمنزل أحمد ، يدق رامي جرس المنزل
تفتح زوجة والده ( لمى )
لمى : أهلاً كيف أساعدكم ؟
رامي : نحن أصدقاء أحمد هل هو في المنزل نريد الاطمئنان عليه
ترد عليهم متصنعة اللطافة على غير عادتها
لمى : هو جيد وبغرفته أمهلوني دقيقة وسأخبره أن يحضر
لمى انتهزت فرصة ذهاب رنا للجارة ، تدخل على أحمد وهو نائم على سريره تداعب شعره وتنادي بصوت منخفض : أحمد أحمد هيا أستيقظ أصدقائك
يفزع أحمد منها
أحمد : كيف دخلتي للغرفة دون أن تطرقي الباب
لمى : بلى طرقته ولكنك لم تسمع ، أصدقائك في الخارج
أحمد : أخرجي ، أخبريهم إني قادم
يخرج أحمد إليهم
أحمد : أهلاً بالأصدقاء الغاليين
رامي : أين أختفيت يارجل ؟ لاترد على اتصالاتنا قلقنا عليك
طلال : ورنيم سألتني عنك
أحمد : فقط مزاجي غير جيد ، هيا تفضلوا للمنزل
رامي : لا ربما في المرة القادمة ، فقط رغبنل بالاطمئنان عليك.
يودعان أحمد ، يكملان طريقهم للعودة إلى المنزل .
___
في المساء تمسك رنيم هاتفها وتتصل بطلال كي يطمئن قلبها على أحمد .
رنيم : ألو مرحبا ، كيف حالك طلال
طلال : أهلاً ، جيد وأنت ؟
رنيم : لست جيدة ، هل أستطعت الوصول لأحمد
طلال : بالطبع ، وهو جيد لاتقلقي فقط مزاجه معكر وليس لديه طاقة لفعل أي شيء
رنيم : فهمت قصدك ، شكراً لك وداعاً
طلال : وداعاً
حيرتها تقلباته المفاجئة دائما ربما هذا ماجعلها ترغب به أكثر ، نحن في طبيعتنا البشرية نتعلق بمن يرفضنا حتى لو لم يكن هذا حباً ، ربما حاجتنا لهذا الشخص .
___
عودة لعائلة مروان
سهى : مايا وندى حبيباتي هيا تجهزوا حان وقت الذهاب للنادي
مايا : بشرط ياأمي أن تحضري معنا اليوم
ندى : أجل منذ فترة بعيدة لم تهتمي بنفسك ، أنت جميلة وتحتاجين فقط أن تهتمي بنفسك قليلاً
قهقت سهى ضاحكة ، اعتادت مزاح بناتها
سهى : أسلوبكم مقنع ، إذاً هيا بنا نجهز نفسنا قبل أن نتأخر .
ندى ومايا بصوت واحد : هي هي هي في الحال
وصلوا للنادي تدخل سهى وتبدأ الكوتش أعطائها بعض الملاحظات مع التدريبات بينما ندى ومايا يبدأن بالتدريب
يصل رامي للنادي يلاحظ وجود ندى لكن لايكترث ويحاول تجاهلها كما تجاهلته في الصباح
تلاحظ ندى وصوله للنادي دون أن يلقي السلام عليها أو حتى يتودد منها كعادته يصبها الفضول هنا ، بعد مرور نصف ساعة من التدريب تذهب وتحضر زجاجتين من الماء ، تقترب منه وتعطيه واحدة .
ندى : مرحباً ، تفضل متاكدة أنك عطش
ليرد عليها رامي بسخط
رامي : لا شكراً لاأقبل شيئاً من الغرباء
ضحكت ندى مازحة
ندى : إذن العين بالعين
رامي : والبادي أظلم
يتغافل عنها ويكمل تدريبه ، تنسحب هي أيضاً وتكمل تدريبها .
سهى بعد أن قدمت مجهود كبير وكابرت على نفسها
تعبت ولم تعد قادرة على التدريب أكثر من هذا
سهى : هيا يابنات لم يعد لي طاقة هل أنتهيتم ؟
مايا : ليس بعد ياأمي ألا تستطيعي أنتظارنا قليلاً في الصالة الخارجية
سهى : إذن أنا في الخارج أنتظركم
يخرج رامي إلى الصالة يفتح لخزانة يحضر منشفة نظيفة له ، تنتبه له سهى وتشعر أنه مألوف عليها
سهى : أنت ياولد أين رأيتك سابقاً ؟
رامي : أهلاً خالة لكني لست ولد كما ترين .
ضحكت سهى
سهى : كما تشاء لكن أخبرني ابن من أنت ؟
رامي : أنا رامي لحاج ابن توفيق
سهى : للأسف ، لم أتعرف عليك ولكني متأكدة أن سبق ورأيتك ، سأتذكر فيما بعد
ضحك رامي ، لم تعلم بعد أنه جارها في العمارة
رامي : ههههه ، أنا جاركم في الطابق الرابع
سهى : أها والآن عرفت أين لمحتك سابقاً
رامي : إذا أحتجتي أي شيء أنا في الخدمة خالة ، وبمثابة ابن لك
سهى : شكراً لك ، تبدو لي شابا مهذباً ، بارك الله في تربيتك .
تصل ندى ومايا في هذا الوقت ، ويتفاجئان من تبادل أمهم الحديث مع رامي
ندى : مرحبا ياأمي ، هل تعرفتم؟
سهى : بالطبع هو جارنا
مايا : نحن قد تعرفنا عليه سابقاً في حفل صديقة ندى.
تشعر سهى بالغضب لأنهم أخفوا عليها حقيقة أن الحفل كان مختلط ، لكن تحاول كتمان غضبها ريث عودتهم للمنزل كي توبخهم على انفراد .
وهو في طريقهم للمنزل لم تتفوه والدتهم أي كلمة معهم مما جعلهم يتسائلون عن تغير مزاجها المفاجئ
وصلوا للمنزل تدخل سهى للحمام كي تستحم ومايا وندى ينتظران دورهما في الاستحمام لحظة انتهائها في غرفة الجلوس ، تنتهي سهى من الحمام ، تخرج لغرفة الجلوس تجلس بجانبهما .
سهى : في يوم من الأيام أخبرتكم أن العلاقة الناجحة لايوجد بها أسرار ، وعملت جاهداً أن أكون صديقة لكم وتبقى علاقتنا مرنة ماذا يحدث الآن هل يمكنكم الشرح لي أنتظر تفسير منكم؟
ندى : عن ماذا تتكلمين ياأمي لم أفهم قصدك؟
مايا : نعم ياأمي أخبرينا بشكل واضح
سهى : لم تخبراني أن الحفل مختلط ، أنا لاأرتاح لمثل هذه الأجواء مازلتم صغار وأخشى عليكم من نسمة الهواء
ندى : صدقيني ياأمي لم أكن أعلم تفاجئت عند وصولي .
مايا : وأنا فقط رافقت ندى
سهى : كان يتوجب عليكم أخباري عند عودتكم من الحفل ، الذي حصل حصل لكن أرجو عدم تكرار مثل هذا الأمر .
ندى : أعدك ياغالية لن يتكرر
مايا : نعم لن يتكرر ياأمي
تقترب سهى من بناتها وتحتضنهما بكل عاطفتها .
كانت في كل مرة تحتضنني أمي فيها أشعر بالطمائنينة ، قلبها كان أكبر من حبي لها حتى كان ملجأي الوحيد ، حتى خوفها وحرصها الزائد كان هبة من الله قد حماني حقاً من الأخطاء الكثيرة .
___
عودة لرامي
يعود رامي للمنزل يشتم عند دخوله روائح زاكية كانت والدته تعد المحاشي طلبت منه الاتصال بأحمد ودعوته للعشاء ، فهي وجبته المفضلة و زوجة أبيه لاتجيد الطبخ جيداً
قمر : هيا يابني اتصل بأحمد ، عشر دقائق ويجهز الطعام
رامي يتصل بأحمد : ألو مرحبا ياصديقي عندي أخبار تسعدك ، والدتي طهت لنا المحاشي ، هيا تعال بسرعة لاتتأخر
أحمد : يمي يمي ، خمس دقائق وسأكون حاضرً .
يصل أحمد لمنزل رامي يدق جرس المنزل
أحمد : مرحباً جميعاً
رامي : أهلاً يا صديقي ، هيا تفضل السفرة جاهزة ونحن في أنتظارك
يتناولون العشاء ثم يلعبون طاولة الزهر ويقضون الكثير من الوقت الممتع ، تأخر الوقت وحان الآن موعد عودة أحمد لمنزله .
أحمد : أنا خارج شكراً على كل شيء
قمر : العفو يابني هذا المنزل منزلك وأي طعام يشتهيه نفسك أخبرني فقط به أنا بمثابة والدتك
أحمد : بالتأكيد وأكرر شكري لك ، محظوظ رامي بك
تصبحون على خير .
لطالما كان باب قمر مفتوح لكل طارق ، كل من عرفها أحبها لنقاء نفسها ، أما عن قلبها كان لين شديد الرحمة والود ، دائما ماكان الجميع أفضل بوجودها.
ينزل أحمد لدرج يصل للطابق الأرضي يتجه نظره في الحال لمنزل ندى يقف دقيقة وهو ينظر له ثم يكمل طريقه ، تفتح ندى باب المنزل قاصدة البقالة المجاورة ، تغلق الباب فيسمع صوت إغلاقه يلتفت ورائه وإذ هي تنظر له فيبتسم لها ، تبادله نفس الابتسامة ظنت للحظة أنه سيقترب ويحدثها لكنه دار ظهره وتركها خلفه دون أي ينطق أي كلمة .
ندى تحدث نفسها : ياله من مغرور لكن لما ابتسم لي ، ترى هل أعجبه ؟ لاتنسي ياندى لديه حبيبة ويحبها ولايهمه أمرك ، حسناً وأنا لاأهتم لأمره .
كابرت ندى على نفسها وأدعت عدم أهتمامها به ولكن قلبها منذ اللقاء الأول به تاه مغروما كان في كل مرة يترك أثره فيها ، وكيف لاتغرم بذلك الوسيم الشديد .
......
تعود ندى للمنزل تخرج للحديقة الخلفية تمسك كتابها تحاول التركيز في الدراسة ، تشعر بثقل قطعة الشوكولا التي سقطت على ظهرها ، فجأة ترفع رأسها للأعلى ، تشاهد رامي يضاحكها .
قهقه رامي مازحاً
رامي : أرجو أن تقبليها هذه المرة ، قطعة شوكولا صغيرة لن تؤذي جسدك أو تزيد وزنك
ندى : ههههه ، أقبلها لكن في المرة القادمة أحضرها بالكراميل
رامي : من داعي سروري .
اطمئنت ندى لرامي كانت هذه أول خطوة تجمعهما في ذلك الطريق
نعم تحيا تلك الصدفة التي تجمع شخصين مختلفين كل ما تسير الأيام بهم تجعلهم روح واحدة ويد واحدة .
___
في صباح اليوم التالي
تخرج ندى للمدرسة تشاهد رامي يجلس على رصيف المقابل للمبنى تقترب منه وتلقي السلام
ندى : صباح الخير
ينهض بسرعة من مكانه لايصدق مايحدث معه
رامي : صباح النور ، تذهبين للمدرسة مبكراً أنت فتاة نشيطة
ندى : وأنت أيضاً نشيط أستيقظت قبلي حتى
لم تكن تعلم أن رامي أستيقظ فقط لرؤيتها قبل خروجها فهو يعلم جيداً أنها تخرج مبكرا
رامي : شكراً لك
ندى : إذا هل نصبح أصدقاء ؟
لايعلم رامي ماذا يفعل الآن هو مغروم بها وهي تناشده بالصداقة لكنه يحاول ضبط مشاعره لوقت أخر
رامي : بالتأكيد
ندى : من الآن أنت صديقي والأيام ستختبرك لي أما أن تعمر تلك الصداقة أو تهدم ، وداعاً .
رامي : وداعاً .
تتم ندى طريقها بعد أن لخبطت إدراكه لكن رامي كعادته صلب ، يسعى لتجميع نفسه ، يلتقط أنفاسه ثم يكمل طريقه .
يتبع ...