الفصل الرابع

الفصل الرابع

قد فقدت الحياة برحيل جزء من قلبها والدتها الحبيبة٬فقد ذبلت وشحب وجهها وشقيقتها الصغرى بسمة فقد ماتت قهرا تبكِ فقط دون طعام او شراب٬لن تعلم كيف تجعلها تعود للحياة مرة اخرى٬فكيف لها أن تواسيها وهى تحتاج من يواسيها فكانت تلك السيدة كل شيء بالنسبة لهما فقد كانت تجمعهما دوما٬وتحاول التخفيف عنهما قدر المستطاع ولا تتركهما ألا إذا رأت ابتسامتهما كانت بالمقابل تبتسم لها الحياة٬لن تقو علي النواح والعويل أكثر من هذا وشقيقتها تحتاج لها٬

نهضت من الفراش توجهت صوب الباب وأتجهت للخارج ومضت وقادتها قادميها لصغيرتها بسمة صاحبة العشر أعوام والحزن مرتسم علي محياها وسبق سنواتها العشر,دلفت غرفة الصغيرة وجدتها ممسكة بصورة والدتهيما وتبكِ بحرقة شديدة فكانت دموعهما كالشلالات٬طوقتها هدير بذراعيها تخفف عنها وهي من تحتاج لذلك٬تشبثت بسمة بها بقوة وقالت من بين شهقاتها:

-أبلة هدير ماما خلاص مش هترجع تانى انا مش قادرة اعيش من غيرها مين هيعمللي الأكل الحلو بعد كدة ويسرحنى ويعمللي الضفائر الحلوة وياخذنى في حضنه لما اشوف كابوس

شعرت هدير بنصل سكين حاد يمرر علي قلبها يقطعها أربا فحديث الصغيرة يقطع نياط القلب٬ضمتها بقوة شديدة تربت علي ظهرها بحنو قائلة:

-وابلة هدير راحت فين يا شقية يلا قومى عشان تاخذى شاور واعملك احلي ضفائر حبيبة هدير

عبست الصغيرة وقالت :

-مش هتكون زى بتاعت ماما انا عايزة ماما

تفوهت بذلك الحديث وأنفجرت باكية تصرخ وتطالب بامها وراحت تقطع شعرها من شدة انهيارها٬راحت هدير تحاول تهدئتها ولم تفلح ورأحت تصيح علي اخيها الذى اتى لتوه ممسكا بالصغيرة معانقا إياها بقوة يربت علي ظهرها بحنان قائلا:

-اهداى يا صغنن ماما راحت عند ربنا وهتزعل منك كدة لما تلقيكى بتعيطى

هدأت قليلا٬فيما رأحت هدير تبكى علي حال صغيرتها لطالما اعتبرتها ابنتها وليست شقيقتها فحسب٬ظلت الصغيرة بحضن أخيها قائلة من بين شهقاتها :

-عايزة ازور ماما يا ابيه ودينى عندها اقرالها قران زى ما ميس نيرة قاللتلنا اننا نقرا قران ﻷموات وبيوصلله يلا يا ابيه نروحللها

ظل يهدأها وقبل جبنيها قائلا بحنو:

-عيونى يا بسبس ياقلبى روحي مع إبله هدير وخذى دوش عشان تنامى ويوم الخميس هنروحللها كلنا واخليكى تتكلمى معاها هي معاكى يا صغنن دلوقتى وحاسة بيكي يا عمرى
*********
دلف مؤمن غرفة صغيره٬كادت أميرة أن تدلف هي آلاخرى برفقته ألا انه اوقفها قائلا:

-حبيبتى ممكن تسيبنى مع مصطفي انتظرينى في غرفتنا ومش أتأخر عليكى يا جميلتي

علمت حينها بأنه سيحدثه بما حدث بالأسفل واحترمت رغبته وغادرت من فورها٬بينما أكمل مؤمن سيره مقتربا من صغيره الذى كان جالسا علي فراشه٬وامامه اسكتش الرسم خاصته يرسم والديه٬بمجرد ان راى والده يقف أمامه لململم أسكتش الرسم ووضعه جانبا علي الكامود ٬حاول مؤمن مشاكسته قليلا قائلا:

-بطلى الجميل كان بيرسم ايه

حاول مصطفى مراوغته لن يشاء أخباره بأنه كان يرسمهما وقال:

-مفاجاة يا بابى هتشوفها بعد ما اخلصها

ربت مؤمن علي شعره بحنان قائلا:

-موافق يا بطل بابا انا زعلان منك يا بابا عارف كدة

هز راسه بالنفى٬وظل والده يطالعه بهدوء تام يحاول أفهمه بطريقة تناسب عمره٬فراح يربع ساقيه علي الفراش واشار له علي قدميه,ففهم مصطفى مقصد والده ورأح يجلس علي قدميه ٬وظل يحادثه كم هو بطل خارق وجميل جدا وبغته قائلا:

-تعرف يا بابا انك غلطت النهاردة وانا زعلان منك اوى اوى هو احنا علمنك انك ترد علي اللى اكبر منك ينفع ترد علي نانا وتقوللها انك بتاخذ اوامرك مننا بس كان ممكن تقولها معلش يا نانا انا عندى مذاكرة ومش عايز العب في الجنينة رد بلباقة صح كدة ومين قالك ترد علي اللى اكبر منك كدة

شعر مصطفى بالخجل الشديد وتلعثم قائلا:

-مامى اللى قاللتى مسمعش غير كلامكم انتوا بس

شعر مؤمن بالغضب الشديد وراح يجالسه علي فراشه وعدا إياه بأنه سيعد له بعد قليل٬مضى مؤمن بخطواته نحو غرفتهما وجد اميرة تلقم أظافرها بطلاء ذهبى ومندمجة للغاية٬حتى لم تنتبه لدلوف زوجها لتو ٬أقترب مؤمن منها بعدما حافظ علي رباطة جاشه قائلا:

-أميرة

أستغربت من مناداته لها بدون ألقاب محببة لقلبها كأميرتى وجميلتى وما شابه٬وراحت تطالعه بأندهاش وقالت بانزعاج :

-مالك يا مؤمن انت متعصب كدة ليه اول مرة أشوفك بالحالة دى

اقترب منها وجلس قبالتها ممسكا بيدها لطالما لن يعتاد علي مخاطبتها بذاك الاسلوب الفج هذا٬وراح يحادثها بهدوء تام قائلا:

-حبيبتى انتى ازاى تقولي ﻷبننا انه ميسمعش غير كلامنا بس اللي عمله النهاردة غير مقبول مش عايزاه يطلع بجح ابننا مش كدة

طرقت علي جبينيها بخجل شديد قائلة:

-والله فهم غلط أفتكرت فاكر لما كنا فى النادى وعمره ست سنين عشان تمارينه وخلص التمرين وحاولنا ندور عليه ملقنهوش ونريمين قاللتى شفته ماشى مع راجل كبير ناحية الباب وجرينا عشان ناخذه ولما لقيناه وبساله روحت معاه ليه قاللي هو قالي هوديك عند ماما وبابا وساعتها فهمته بدون قصد أنه ميسمعش كلام حد غيرنا انا وانت ومحطتش في دماغي الموضوع دا لكن مكنتش في بالى خالص انه ميسمعش كلام اللي اكبر منه وطبعا سلوكه غير مقبول كنت اقصد الغرباء مش احنا او معارفنا او اى حد في العائلة

طرق مؤمن جبنيه بقهر شديد ومضى بخطواته نحو غرفة صغيره٬طرق الباب سمح له بالدخول٬دلف بخطوات مخزية مما حدث باﻷسفل٬واقترب منه وجده يبك بشدة كفف مؤمن دموعه التى كانت كالنصل السكين الحاد قائلا بحنان:

-ليه يا حبيب بابا زعلان مامى مكنتيش قصدها نانا وجدو وقرايبنا ساعة ما قاللتك الكلام دا كانت تخص الغرباء فاكر عمو اللى كان هيخطفك وانت عندك ست سنين وأنت كنت عايزانا مامى كان تقصد عمو الشرير متسمعش كلام الغرباء لكن اللى نانا تقولك عليه تسمعه حتى لو انت مش حابب تعمل الحاجة دى تفهمها بهدوء أنك مش عايز تعمل كدة وبكدة تكون ردت عليها بتهذيب يا بابا ودلوقتى هتروح تعتذر من نانا وتقوللها أنا اسف يا روح بابا تمام

هز الطفل رأسه وركض من الغرفة ومضى بخطواته نحو غرفه جدته ليعتذر منها علي ما بدر منه من سلوك خاطئ غير مقبول البتة
*********
بينما كانت هدير تجلس علي فراشها تطالع السقف بشرود تام٬لن تنبه حين طرق الباب٬فيما راحت زمردة لم تسمع اﻷذان بالدخول٬دلفت بخطوات مهزوزة وجدت صديقة دربها شاردة الذهن,أقتربت منها وجلست بجوارها هزت كتفها بهدوء قائلة:

-وبعدين يا حبييتى كدة طنط هتكون مش مرتاحة وهى شايفكى قهرة نفسك وبسمة محتاجالك بقيتى الام لها دلوقتى لما أنتى تضعفى مين هياخذ باله منها يا حبيبة قلبي وأنتى عارفة ومتاكدة أنها مش هتكون بخير طول من أنتى مش بخير يا روح قلبى

ألقت هدير بذاتها في احضان رفيقتها تستمد منها القوة التى تحتاجها لتستطيع الاكمال وتقو علي القادم فرقيقتها محقة فأضحت صغيرتها أبنة لها لتكمل دراستها وتتم ما لن تستطع والدتها أكمله٬فالموت قد خطفها بأكرا٬فيما رأحت زمردة تقترح عليها بأن ينهضا ويذهبا المطبخ ليطهوا الغذاء فقد جلبت أبنها عاصم برفقتها الذى هو بعمر شقيقة رفيقتها الوحيدة ٬وافقت هدير علي أقتراحها ومضا سويا بأتجاه المطبخ٬

فيما كان الصغير عاصم يتحدث لبسمة ويحاول يلقي عليها النكات البايخة٬فيما ألقته بسمة بالجهاز التحكم عن بعد وصرخت في وجهه قائلة:

-نكتك بايخة يا رخم أنت

ظلا يلعبا سويا لعبة السلم والثعبان ويضحكان بصخب شديد٬فكان ذاك الماكر الصغير يعلم جيدأ اصول اللعبة ويحاول أكسبها ككل مرة تحاول أن تكسبه ألا أن محاولاتها بأت بالفشل الذريع٬ظلا هكذا يحاول أبعادها عن الحزن المستوطن بداخلها قائلا بحنان:

-انتى جميلة يا بسبس متعرفيش كدة ولا ايه

رأحت بسبس تقف متخصرة قائلة بشراسة:

-أبيه رائد بس اللي يقوللي كدة بس انا داخلة انام وانت لم اللعبة واستننى لما اصحى نكمل لعب انا جعانة انت مش جعان اخلى ابلة هدير تعملنا شندوتشات جبنة بالخيار يا عاصم

هز عاصم راسه واضعا ساقا فوق الاخرى ٬اغتظت منه بسمة بشدة لطالما تمقت عنجهيته وغروره ذلك لن تعيره أهتماما وذهبت واستدرات قائلة:

-قوم يا سى السيد هات لنفسك انا رايحة أنام
********

ظل حيدر منتظرا مكالمة من مختطفى جميلته ٬لن يهاتفه البتة ولم يستدل قاسم علي هؤية المتصل فكانت الشريحة لن تكن مسجلة باسماء٬ظل يذرع غرفته ذهايا وايايا ٬لن يصل لحل من مختطفى أبنة عمه فمن له عداء معه ليخطف قطعة من روحه٬

علي الجانب آلاخر كانت جميلة تجلس في أحد الغرف ذات الاثاث الفخم ٬وأحداهم تجلس أمامها تحاول تشتت عقلها بألقاء الكلمات المسممة بأن حيدر سيقتلها كما قتل والدتها٬رغم يقينها بأن من قتل والدتها والدها٬ولكن ظلا يعطينها ادوية هلاوس وجعلها تصدق ما يقال٬فراحت تلك المستبدة تطالعها بحقد قائلة:

-هو اللي قتل يا حبييتى امك وكان حابسك عشان يقتلك انت كمان بحقنة هواء عشان يخلص منك تفتكرى انه بيحبك تؤتؤ بيحب فلوسك وبيحاول يعمل المستحيل ليتخلص منك

عمل الدواء مفعوله التى تناولته قبل قليل وظلت تصرخ بهستيريا وتنكمش علي ذاتها متمتمة:

-متموتنيش لا اوعى تموتنى انا همشى خلاص

ظلت هكذا تصرخ يهستيريا والاخيرة تستمتع بنوبات صراخها حتى حقنتها بحقنة وراحت علي أثرها بسبات عميق٬فيما راحت الاخيرة تضحك ضحكة رنانة وغمزت ﻷحدهم وخرجت من الغرفة...

في احد الغرف في الطابق الأسفل كان يجلس علي مكتبه رجل في عقده الخامس يدخن سيجاره الفخم ويهز قدميه بحركة انفعالية٬وكانت تلك طريقته عندما يشعر بالغضب الجم من شئ ما٬

دلفت أحداهم الغرفة لتجده كما تركته من الصباح مرتدية فستان مفتوح من عند الصدر وقبل الركبة٬اقتربت منه رويدا رويدا ورأحت تسكب لهما كأسين واعطته خاصته قائلة بدلالال:

- مالك يا لورد مزاجك متعكر اليوم أيه رايك اعملك مساج هترتاح

نفث اللورد سيجاره دون أن يعيرها أهتماما فمزاجه اليوم لن يكن مسموح له بالتحدث مع أحدهم فباله مشغولا بتلك المصيبة التى حلت علي رأسه من تلك الفتاة التى تنام باﻷعلى٬

وقفت تلك الفتاة خلف ظهره تدلك عنقه برفق شديد وذاك الرجل مستسلما للمساتها ٬فهى تعلم جيدا كيف تخرجه من حالة الاعياء التى تتلبسه دوما٬فراحت تدلكه وكلما ارتاح عنقه كلما بدا جسده بتراخى ورأح يغمض عينيه قائلا:

-ليه حصل كدة مكنتش عايز اللي حصل دا يحصل

ظلت تريح عنقه وتستمع لثرثرته فما بداه من المستحيل أن يتراجع او يستسلم رأحت تحثه علي الحديث علها تقو علي جعله يخرج ما في جعبته٬فكان ذاك اللورد حريص علي عدم التفوه بحديث يدينه أو يجعل احداهم يمسك عليه شئ ﻷبتزازه فيما بعد٬طالبها بألابتعاد بعدما شعر بالراحة ونهض من جلسته ومضى بخطواته المثقلة نحو غرفته لينال قسط من الراحة بدلا من التفكير فيما مضى...
*********
كانت تغريد تجلس بالصالة تتابع التلفاز بعدما طهت كما علمتها والدتها٬كيف تطهو فوالدتيهما لن تقو علي فعل شئ بعدما أنهكاها المرض وبأت ملازما لها٬فمنذ أن اتها مرض السكر وبأتت لا تقو علي عمل شئ ٬فتغريد أبنتها اضحت عكازا لها ترتب المنزل وتطهو الطعام فكفى والدتها بأنها كانت تخدميهما طيلة السنوات المنصرفة٬تذكرت دواء والدتها وحقنها مضت بخطواتها نحو المبرد جلبت الحقن والمسكنات لتعطيها إياهم ٬

طرقت علي غرفة أمها لن تجيبها٬علمت بأنها لا زالت نائمة اقتربت منها وايقظتها بهدوء تام قائلة:

-ماما حبيبتى يلا عشان تاخذى العلاج وتاكلي ياقلبي

أستفقت والدتها وأنتصبت جالسة ٬مدت يدها تتناول ألادوية من أبنتها٬وضعت المسكن بفمها وارتشفت القليل من المياه٬واعطتها تغريد حقنة الانسولين٬وراحت تجلب لها الطعام لتتناوله٬وقبل أن تخطو عدات خطوات نحو المطبخ استمتعت لنقوس٬

اتجهت صوب الباب لتفتحه وجدت امامها شاب طويل القامة ذو شعر بنى مجعد وبشرته بيضاء لا تشوبه شائبة ومستندا بمرفقيه علي الباب تنحنح قائلا:

-السلام عليكم منزل المقدم حيدر

تغريد بخفوت:

-ايوة منزل المقدم حيدر حضرتك مين

أجايها قاسم بهدوء تام قائلا:

-الرائد قاسم البشبيشى زميل المقدم في العمل

فسحت له مجال بالدخول وأجلسته في الردهة وأستئذانته تنادى لشقيقها من الداخل٬هز رأسه موافقا واضعا قدم علي اﻷخرى وراح يعبث بهاتفه قليلا٬حتى ياتى رفيقه٬لن تمضى عدات دقائق حتى اتى حيدر سلم عليه بحرارة شديدة وجلسا بجانب بعضهم البعض٬فراح قاسم يتلاعب بأصبيعيه بتوتر بالغ علي محيياه٬فيما راح حيدر يحثه علي الحديث قائلا:

-مالك يا قاسم أتكلم يا أبنى

حاول قاسم التماسك قدر المستطاع غير قادرا علي التفوه فما اتى اليه صعب للغاية٬نهض من جلسته وحاول يعطيه شئ الأ أنه صوت الصراخ حال دون ذلك...
*********
مضت هدير نحو غرفة شقيقها تستاذنه أن تذهب لمقابلة مؤمن٬فهو قد هاتفها وطالبها بأن يتقابلا لأمر هام٬دلفت غرفة شقيقها وجدته يحادث خطيبته٬استاذن رائد من سمر خطيبته ليحادثها فيما بعد٬ اقتربت هدير من شقيقها وجلست بجواره قائلة:

- مؤمن اتصل بيا وعايز يقابلنى يا رائد ايه رايك

ضمها لصدره مربتا علي ظهرها قائلا:

-يجى يقابلك هنا يا حبيبتى انا اخاف ياذيكى يا ديرو


أطاعته وذهبت الي غرفتها تهاتف مؤمن تخبره بأن ياتى لمنزلهما ٬بينما بطريقها وجدت والدها يجلس بالردهة اتى لتو من عمله أقتربت منه قائلة:

-ازيك يا بابا احضر لحضرتك الاكل

كان والدها شارد الذهن ولم ينتبه لها٬رأحت تربت علي ساقيه قائلة بحنان:

-هون علي نفسك يا بابا وادعيلها بالرحمة والمغفرة حبيبى اكيد في مكان احسن دلوقتى ربنا يجعل مواها الجنة يا بابا

كان والدها يتألم من قدميه٬فهمت هدير ألمه دون أن يتفوه رأحت تنزع من قدميه الحذاء والجوارب٬وذهبت الي المرحاض جلبت ماء دافى بصحن بلاستيك ووضعت قدماى والدها به ورأحت تدلكها له برفق شديد لطالما كانت أمها من تفعل هذا بحب شديد٬وتخفف ألمه ...فيما رأح والدها يمرر يده علي راسها داعيا لها بصلاح الحال وقبل رأسها قائلا:

-ربنا يرجعلك بنتك بحضنك ثانى يابنتى حنينة زى المرحومة وملمس ايدك نفس لمساتها الحنونة يا قلب ابوكى ربنا يباركلى فيكى يا حبيبتى
**********
طرق الصغير غرفة جدته سمحت للطارق بالدخول ظننا منها انها مربية الصغيرة,دلف الصغير بخطى مضطرية حتى وصل اليها يفرك يداه بتوتر بالغ قائلا:

-أنا اسف يا نانا مش هعمل كدة ثانى

حفظت عاليا علي هدوئها ورأحت تطالعه بنظرات نارية طالبته بالاقتراب منها٬ونفذ الصغير حديثها وأقترب منها وصفعته على وجنتيه قائلة بغضب جم:

-القلم دا عشان قلة ادبك علي وامشى من اوضتى واوعى تدخل اوضتى ثانى يا عديم الرباية يا بتاع امك انت

بك الصغير وراح يشهق متمتما :

-حاضر يا نانا أنا اسف مش هجى ثانى لحضرتك

غادر الصغير وازادادت شهقاته وارتفعت عاليا واضعا يده علي وجنتيه من أثر الصفعة...واثناء ما كان ذاهبا غرفته وجدته أمه يبك بشدة شهقت من هيئته هكذا وبمجرد أن وجدها أمامه رأح يعانقها بشدة...وظل يشهق بقوة ..
*********
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي