الفصل الثانى
ثم قال المحقق اريد الجنايني اريد ان احقق معه و استجوبه ثم حضر الجنايني و هو خائف و يرتجف ليستجوبه المحقق
و دخل عليه و نظر اليه المحقق وجده يرتعش من الخوف و يظهر في عينه القلق و التوتر فنظر اليه المحقق نظره طويله فكاد الجنيني هل يغشى عليه من الخوف ثم بعد ذلك قال له المحقق تفضل بالجلوس و تماسك اعصابك
لماذا انت خائف هكذا و لما كل هذا القلق
و التوتر انت هنا لاستجوابك و لا يوجد شيء لا اتهامك و لا يوجد شيء حتى الان يدينك فلا داعي للقلق و الخوف وطلب له المحقق كوب ليمون مثلج فورا و قال له اشرب هدا و بعد ذلك نتكلم شويه
ثم هدا الجنايني قليلا و اطمئن بعض الشيء و شرب كوب الليمون المثلج وصبر المحقق عليه حتى هدئت نفسه و سكنت الرعشه مين يديه و بعد ذلك ساله المحقق هل انت بخير الان قال نعم الحمدلله
قال المحقق هل انت مستعد للاستجواب قال نعم و تبسم المحقق في وجهه ابتسامه رقيقه ليطمئن
ثم قال له السؤال الاول ؟ ما اسمك قال اسمي بسطاويسي محمد عبد التواب
السؤال الثاني : كم عمرك ؟ قال 50 عام السؤال الثالث : منذ متى و انت تعمل في فيلا رستم قال بستويسي منذ 15 عام قال المحقق اين كنت ساعه و قوع الجريمه قال له الجنينى انا لا اعلم متى و قعت الجريمه قال له في ذلك اليوم عندما صرخت الخادمه قال الجنايني يا بيه انا كنت في الحديقه قال المحقق هل اتيت قبل حضور الخادمه ام بعد حضورها ؟
اجابه الجنينى بسطاويسى. يا بيه انا جنيني و لي حجره في الحديقه و بحكم عملي استيقظ في الفجريه و اصلي الفجر وافطر
و اخرج من حجرتي على الحديقه اسقي الزرع و اساوى الشجر و اقص الزوائد من جذور الورود و الاشجار و بهتم بالبستان
و بروح و بروح اخر الحديقه لاجني الفواكه الطازجه للباشا كل يوم بحسب فاكهه الموسم لان الباشا كان زارع فواكه لكنها في اخر البستان انها حديقه كبيره و تحتاج الى وقت و مجهود طول اليوم قال المحقق :
هل رايت الخادمه عندما صرخت في ذلك اليوم قال نعم من الممكن ان ارى احدا الخدم من الفيلا و هم ياتون كل يوم و لكن ليس باستمرار قال المحقق ماذا تعني بليس باستمرار قال الجنيني يعني اقصد ان الحديقه كبيره و بها بستان و بها اشجار
و فواكه بعيدة عن باب الفيلا و عندما اكون هناك لاقطف هذه الفواكه لا اعرف و لا ارى من الذى اتى و من خرج فهذا من اختصاص الغفير الذي يوجد على باب الفيلا و له حجرة هو الاخر خارج الفيلا يدخل فيها فتره عمله هنا قال المحقق هل هو الاخر يسافر البلد لاهله كل شهر ثم يعود قال الجنايني نعم فقال المحقق من اذن الذي يمسك مكانه في الحراسه فترة غيابه؟
سكت الجنيني قليلا ثم تلعسم فى الكلام
و توتر قليلا ثم فال انا يا باشا انا اكون في الحراسه مكانه هنا لحين ان ياتي
قال المحقق : هل الغفير كان موجود في ذلك اليوم
قال الجنايني : اي يوم
قال المحقق :
يوم وقوع الجريمه اليوم الذي حدثت فيه الجريمه يا بسطويسي اصحى معايا لماذا تتوتر
انزعج بسطاويسي الجنايني و قال و الله يا باشا ما عملت حاجه انا عايش بضمير
و بحاسب على لقمه عيشى و الله ما عملت حاجه
في هذه اللحظه انفعل عليه المحقق شفيق
و قال له بصوت عالي و انفعال
لم أ وجه لك اي اتهام اريدك ان تجاوب على الاسئله فقط قال بسطاويسي خدامك يا باشا انا تحت امرك وهو يلتقط انفاسه من الفزع و الخوف ثم قال اعذرني يا باشا انا اول مره ادخل قسم بوليس و ظابط يسالني و في ايه جريمه قتل !
جريمه قتل يا باشا :
انا بتعامل مع الزرع و الشجر ما ليش دعوه بالقتل و الدم ده انا من ساعه الموضوع ده خائف ادخل حجرتي يطلع لى العفاريت
قال له المحقق اهدا و الا ادخلتك الحجز
خليني اخلص التحقيق ده على خير
قال له حاضر يا باشا انا خائف قصدي انا
اسف
ثم قال له المحقق :
كيف كانت معامله رستم باشا معك؟
و كيف كانت صلتك به؟
هل هي علاقه عمل فقط ام كانت ليها صلة ود و ليها عشرة اكثر من علاقة عمل
قال بسطاويسي : يا بيه رستم باشا ده رجل من الناس القليله كان بيعاملني و كاني اخوه لو تعبت بيسال عني و يعطيني اجازه حتى استريح و اشفى و عندما امرض يحضر لى ا لطبيب لحد حجرتي ليكشف على
و يشتري لي الدواء و يقوم بلكل الالتزامات و يخصص لي احدا من موظفين الفيلا يقوم بخدمتي و يسهر على راحتي حتى اتعافى وكاني من اهله يابيه بصراحه انا من ساعه ما علمت بالخبر ده و انا مش علي بعضي
و مش مصدق وخائف و مش عايز ادخل الاوضه بتاعتي
رستم باشا ده راجل مافيش زيوه ابدا انا كنت افديه بروحي مين ده الذي جرؤ على قتله انا حتى الان مش قادر اصدق يا بيه انا حتى الان باقول يمكن رستم باشا بيهزر معانا علشان يعرف غلاوته عندنا او عشان يبسطنا
عند هذه الجمله كان المحقق شفيق استعجب من قول الجنايني ونظر اليه نظره طويله للتامل فيه اهذا رجل له عقل ثم قال له في تعجب و استياء يا بسطويسي الراجل هيدبح نفسه و يسيح دمه علشان يهزر معاك و يعرف غلاوته ده مات يا بسطويسي مات روح روح روح يا بسطويسي روح يا سيدى
ثم بكى بسطاويسي و قال اعذرني يا بيه الصدمه شديده علي و انا كنت بحبه جدا
و مشي بسطاويسي و انهى المحقق شفيق التحقيق معه لحين يظهر شيء جديد و امر باحضار الغفير
وجلس المحقق شفيق ليفكر في هذه القضيه و في الزوايا المعقده فيها هذا رجل محبوب و كل من حوله يحبه و له سيره طيبه و من الظاهر لا يوجد ان بينه عداء مع احد حتى الان فما دافع القتل اذن يا ترى
و كان يجلس على كرسيه و هو يفكر من الذى قتله و هو يلتف بالكرسى يمينا
و يسارا ثم دق باب المكتب و قال ادخل دخل العسكرى و قال : الغفير حضر يا فندم
فقال له المحقق شفيق دعه يدخل و كان يكلمه و هو جالس على كرسيه و ظهره للباب و وجهه للحائط و مستغرق فى التفكير و من المجرم فدخل الغفير و رمى السلام
حتى حين استدار. المحقق وجد امامه رجلا
طويلا عريضاضخما له عين واسعة جاحزة حمراء بعض الشئ انفه ذات منخر ذو فجوة واسعة و انفه عريضة تقع بين الخدين و فمه كبير و له شفايف غليظة و ذو بشرة سوداء
فزع المحقق شفيق مما راى فجاءة ذلك المنظرالذى وجده امامه لانه كان يجلس يفكر فى المجرم الذى قتل وما شكله و ما اوصافه
ثم فى هذه اللحظة طرق الباب و دخل الغفير
ووجده امامه بهذا الشكل ففزع من منظره
و لكنه تماسك و ضرب الجرس لاحضار العسكري و قال له خليك واقف هنا لاني هعوزك
ضرب العسكري قدميه على الارض بقوة
و ضرب سلام و قال بصوت عالي تمام
يافندم ففزع مره ثانيه المحقق لان تفكيره كان مشدود مع شكل الغفير و قال المحقق للعسكرى اصبر على ايهى الاحمق عندما اعيش فسوف اريك ايام مظلمة وضحك فى نفسه على ما حدث له
ثم قال للغفير : تفضل اجلس ماذا تشرب
قال الغفير بصوته الغليظ : لا العفو يا بيه حينها صرخ المحقق بصوتا عالي و كله هيبقى و وقار و انتقام و غيظ و قال له لا لا و الله لازم تشرب حاجه انت عند الحكومه هنا
عند الحكومه .
قال الغفير خلاص يابيه اشرب قهوة سادة
فنظر اليه المحقق و سكت قليلا ثم قال له ليه قهوة سادة ليه قال الغفير هذا مشروبى
و طلب له القهوة و طلب لنفسه قهوة مظبوط
ثم بدا التحقيق واول سؤال ما اسمك؟
اجابه الغفير اسم بيومي مخيمر عبد الرازق قال المحقق كم عمرك قال الغفير 50 سنه قال المحقق منذ متى وانت تعمل غفير في الفيلا قال الغفير بيومي منذ ما كانت الفيلا لسه قطعه ارض قال المحقق يعني من كم سنه قال الغفير من 20 عام قال المحقق ماذا كانت علاقتك بالمجنى عليه ؟
قال بيومي : علاقه خير .
قال المحقق ماذا تعني بعلاقه خير ؟
قال بيومي : يعني كل خير .
قال المحقق ماذا تعرف عن رستم باشا ؟
قال الغفير : انا مش فاهم يعني ايه .
قال له المحقق : يعني رستم باشا بيحب مين بيكره مين اخلاقه ايه طبعه جيد و لا سيئ بيزعق بيتخلق صبور طيب حاجات من هذا القبيل رد الغفير بكل سذاجه و قال يا باشا انا كنت شغال عنده احرس الفيلا مش اراقبه
اغتاظ المحقق شفيق من رد بيومي عليه وقال له : رد يا بيومي رد كويس وعايز رد على قد السؤال والا هنزل لك الحجز يابيومي
قال بيومى : اعمل ايه في الحجز يا بيه
طفح الكيل عند المحقق شفيق
و قال له : في تريقه هتحرصو يا بيومي هانزلك الحجز تحرسه يابيومى
ثم قال له المحقق : هترد و لا لا يا بيومي قال له بيومي : انا برد اهو يا بيه
قال له المحقق : يعني هتجاوب على الاسئله
ثم قال بيومي : اسال و انا اجاوب يا بيه من هنا شعر المحقق ان بيومي يعرف شيء عن الجريمه و يحاول اخفاءه و قال في نفسه
و ربما يكون بيومي هو الفاعل و تحدث مع نفسه و قال و لما لا انه الغفير الذي يحرس الفيلا و يعرف من جاء و من مشي و يعرف متى تكون الفيلا خاليه من الناس فركز كثيرا في التحقيق مع بيومي
ثم قال له : اطلب لك كوب شاى معايا اخر يا بيومي شايك ايه قال له ساده يا بيه مثل القهوه فجاء العسكري بالشاي
لبيومي و المحقق و شرب اول رشفه من الشاى ثم قال له المحقق اين كنت ساعه
و قوع الجريمه و قبل ما تسال و تقول مش فاهم يعنى ساعه ما رستم اتقتل وصرخت عليه الخادمه مسرات المفروض ان انت الغفير و انا على حد علمي ان الجريمه حدثت و مسرات صرخت و الخدم تجمعوا واتصلوا بينا واحنا حضرنا وانت ما كنتش موجود اين كنت يا بيومي
ثم اجاب بيومي الغفير وقال رستم باشا بي كان طالب مني عسل ابيض اصلي من مناحل البلد لا مؤاخذه يا بيه و بلاص مش
و جبنه قديمه وحبه بتاو و قال لي عايزهم على اعلى مستوى لانهم رايحين زياره لواحد صاحبي و انا كنت مكلم قرايبي في البلد يحضروا لي الطلبات و روحت انتظرهم عند المحطه لما يجو بالقطار و بعد ذلك حضروا ومعهم الطلبات اخذتها منهم ورجعت سمعت باللي حصل ده
قال له المحقق : ما هو الذي حصل يا بيومي ؟
قال بيومي: جريمه القتل دي
قال له المحقق : يعني ما تعرفش مين جاء في اليوم ده قال له لا يا بيه انا مشيت من الفجريه
قال له المحقق : فين الزياره يا بيومي سكت بيومي قليلا ثم كرر المحقق عليه السؤال مره ثانيه
و قال : اين الزياره يا بيومي ثم اجاب بيومى : عندي في البيت يا فندم لو عايز تشوفها موجوده
بيومي كان حريص جدا فى اجوبته و ذلك ما اثار شكك المحقق شفيق
و قال له : على العموم طبعا هاجي اشوف الزياره و انا مشدد الحراسه على الفيلا لحين انتهاء التحقيق و امرت ما حدش يدخل الفيلا حتى لو كانوا عياله الا باذن منى لحين ما نعرف من الجاني و سال المحقق شفيق الغفير بيومي و قال له كيف كانت علاقه رستم باشا مع اولاده هل كانوا متفقين و متفهمين ام كان يحدث بينهم خلافات ؟
قال الغفير : رستم باشا ده انسان عايش علشان غيره و كان بيحب عياله حب كبير جدا و ما كانش بيرضى يزعل حد منهم
و علمهم تعليم عالي كل واحد فيهم معاه شهاده كبيره و كل واحد فيهم بيه كبير ليه مركزه
قال المحقق شفيق : ما تعرفش اذا كان فيهم حد زعلان منه او كان على خلاف قال الغفير الصراحه لا ما عنديش علم
قال المحقق : و لا مره سمعت ان واحد منهم زعل من والده او والده زعله
قال الغفير : ما فيش غير مره سمعت فيها حكايه كده
قال المحقق : ايه هي تكلم بسرعه رد الغفير و قال بس الكلام ده بقاله كثير
قال المحقق : قل يا بيومي عايز اعرف كل حاجه ده فى مصلحه القضيه و في مصلحه رستم باشا
قال الغفير : ان هشام بيه ابنه الصغير كان عايز يتجوز واحده كان بيحبها و رستم باشا رفض الجواز منها و مارضيش منعا باتا
قال له المحقق : لماذا رفض والده انه يزوجها له
قال الغفير : الباشا قال له كانت متجوزه قبل كده و مش هتنفعك و مش بتحبك و بتلعب عليك انا عارفها ساعتها صوتهم علي و زعل هشام بيه من ابوه رستم باشا و خرج
و ركب عربيته و مشي و بعد كده جاء بالليل و بعد كام يوم صالح ابوه و سمع كلامه
و خلاص و رجعت الامور ثاني زي ما هي
و بعد فتره قصيره زوجه والده من بنت باشا صديقه و اشترى له فيلا كبيره وعاشوا
و انتهى الموضوع على كده
قال المحقق شفيق طب يا بيومي روح انت دلوقت و بلاش تسافر البلد اليومين دول
و ما تروحش في اي حته :
قال الغفير حاضر يا بيه و مشي
و دخل عليه و نظر اليه المحقق وجده يرتعش من الخوف و يظهر في عينه القلق و التوتر فنظر اليه المحقق نظره طويله فكاد الجنيني هل يغشى عليه من الخوف ثم بعد ذلك قال له المحقق تفضل بالجلوس و تماسك اعصابك
لماذا انت خائف هكذا و لما كل هذا القلق
و التوتر انت هنا لاستجوابك و لا يوجد شيء لا اتهامك و لا يوجد شيء حتى الان يدينك فلا داعي للقلق و الخوف وطلب له المحقق كوب ليمون مثلج فورا و قال له اشرب هدا و بعد ذلك نتكلم شويه
ثم هدا الجنايني قليلا و اطمئن بعض الشيء و شرب كوب الليمون المثلج وصبر المحقق عليه حتى هدئت نفسه و سكنت الرعشه مين يديه و بعد ذلك ساله المحقق هل انت بخير الان قال نعم الحمدلله
قال المحقق هل انت مستعد للاستجواب قال نعم و تبسم المحقق في وجهه ابتسامه رقيقه ليطمئن
ثم قال له السؤال الاول ؟ ما اسمك قال اسمي بسطاويسي محمد عبد التواب
السؤال الثاني : كم عمرك ؟ قال 50 عام السؤال الثالث : منذ متى و انت تعمل في فيلا رستم قال بستويسي منذ 15 عام قال المحقق اين كنت ساعه و قوع الجريمه قال له الجنينى انا لا اعلم متى و قعت الجريمه قال له في ذلك اليوم عندما صرخت الخادمه قال الجنايني يا بيه انا كنت في الحديقه قال المحقق هل اتيت قبل حضور الخادمه ام بعد حضورها ؟
اجابه الجنينى بسطاويسى. يا بيه انا جنيني و لي حجره في الحديقه و بحكم عملي استيقظ في الفجريه و اصلي الفجر وافطر
و اخرج من حجرتي على الحديقه اسقي الزرع و اساوى الشجر و اقص الزوائد من جذور الورود و الاشجار و بهتم بالبستان
و بروح و بروح اخر الحديقه لاجني الفواكه الطازجه للباشا كل يوم بحسب فاكهه الموسم لان الباشا كان زارع فواكه لكنها في اخر البستان انها حديقه كبيره و تحتاج الى وقت و مجهود طول اليوم قال المحقق :
هل رايت الخادمه عندما صرخت في ذلك اليوم قال نعم من الممكن ان ارى احدا الخدم من الفيلا و هم ياتون كل يوم و لكن ليس باستمرار قال المحقق ماذا تعني بليس باستمرار قال الجنيني يعني اقصد ان الحديقه كبيره و بها بستان و بها اشجار
و فواكه بعيدة عن باب الفيلا و عندما اكون هناك لاقطف هذه الفواكه لا اعرف و لا ارى من الذى اتى و من خرج فهذا من اختصاص الغفير الذي يوجد على باب الفيلا و له حجرة هو الاخر خارج الفيلا يدخل فيها فتره عمله هنا قال المحقق هل هو الاخر يسافر البلد لاهله كل شهر ثم يعود قال الجنايني نعم فقال المحقق من اذن الذي يمسك مكانه في الحراسه فترة غيابه؟
سكت الجنيني قليلا ثم تلعسم فى الكلام
و توتر قليلا ثم فال انا يا باشا انا اكون في الحراسه مكانه هنا لحين ان ياتي
قال المحقق : هل الغفير كان موجود في ذلك اليوم
قال الجنايني : اي يوم
قال المحقق :
يوم وقوع الجريمه اليوم الذي حدثت فيه الجريمه يا بسطويسي اصحى معايا لماذا تتوتر
انزعج بسطاويسي الجنايني و قال و الله يا باشا ما عملت حاجه انا عايش بضمير
و بحاسب على لقمه عيشى و الله ما عملت حاجه
في هذه اللحظه انفعل عليه المحقق شفيق
و قال له بصوت عالي و انفعال
لم أ وجه لك اي اتهام اريدك ان تجاوب على الاسئله فقط قال بسطاويسي خدامك يا باشا انا تحت امرك وهو يلتقط انفاسه من الفزع و الخوف ثم قال اعذرني يا باشا انا اول مره ادخل قسم بوليس و ظابط يسالني و في ايه جريمه قتل !
جريمه قتل يا باشا :
انا بتعامل مع الزرع و الشجر ما ليش دعوه بالقتل و الدم ده انا من ساعه الموضوع ده خائف ادخل حجرتي يطلع لى العفاريت
قال له المحقق اهدا و الا ادخلتك الحجز
خليني اخلص التحقيق ده على خير
قال له حاضر يا باشا انا خائف قصدي انا
اسف
ثم قال له المحقق :
كيف كانت معامله رستم باشا معك؟
و كيف كانت صلتك به؟
هل هي علاقه عمل فقط ام كانت ليها صلة ود و ليها عشرة اكثر من علاقة عمل
قال بسطاويسي : يا بيه رستم باشا ده رجل من الناس القليله كان بيعاملني و كاني اخوه لو تعبت بيسال عني و يعطيني اجازه حتى استريح و اشفى و عندما امرض يحضر لى ا لطبيب لحد حجرتي ليكشف على
و يشتري لي الدواء و يقوم بلكل الالتزامات و يخصص لي احدا من موظفين الفيلا يقوم بخدمتي و يسهر على راحتي حتى اتعافى وكاني من اهله يابيه بصراحه انا من ساعه ما علمت بالخبر ده و انا مش علي بعضي
و مش مصدق وخائف و مش عايز ادخل الاوضه بتاعتي
رستم باشا ده راجل مافيش زيوه ابدا انا كنت افديه بروحي مين ده الذي جرؤ على قتله انا حتى الان مش قادر اصدق يا بيه انا حتى الان باقول يمكن رستم باشا بيهزر معانا علشان يعرف غلاوته عندنا او عشان يبسطنا
عند هذه الجمله كان المحقق شفيق استعجب من قول الجنايني ونظر اليه نظره طويله للتامل فيه اهذا رجل له عقل ثم قال له في تعجب و استياء يا بسطويسي الراجل هيدبح نفسه و يسيح دمه علشان يهزر معاك و يعرف غلاوته ده مات يا بسطويسي مات روح روح روح يا بسطويسي روح يا سيدى
ثم بكى بسطاويسي و قال اعذرني يا بيه الصدمه شديده علي و انا كنت بحبه جدا
و مشي بسطاويسي و انهى المحقق شفيق التحقيق معه لحين يظهر شيء جديد و امر باحضار الغفير
وجلس المحقق شفيق ليفكر في هذه القضيه و في الزوايا المعقده فيها هذا رجل محبوب و كل من حوله يحبه و له سيره طيبه و من الظاهر لا يوجد ان بينه عداء مع احد حتى الان فما دافع القتل اذن يا ترى
و كان يجلس على كرسيه و هو يفكر من الذى قتله و هو يلتف بالكرسى يمينا
و يسارا ثم دق باب المكتب و قال ادخل دخل العسكرى و قال : الغفير حضر يا فندم
فقال له المحقق شفيق دعه يدخل و كان يكلمه و هو جالس على كرسيه و ظهره للباب و وجهه للحائط و مستغرق فى التفكير و من المجرم فدخل الغفير و رمى السلام
حتى حين استدار. المحقق وجد امامه رجلا
طويلا عريضاضخما له عين واسعة جاحزة حمراء بعض الشئ انفه ذات منخر ذو فجوة واسعة و انفه عريضة تقع بين الخدين و فمه كبير و له شفايف غليظة و ذو بشرة سوداء
فزع المحقق شفيق مما راى فجاءة ذلك المنظرالذى وجده امامه لانه كان يجلس يفكر فى المجرم الذى قتل وما شكله و ما اوصافه
ثم فى هذه اللحظة طرق الباب و دخل الغفير
ووجده امامه بهذا الشكل ففزع من منظره
و لكنه تماسك و ضرب الجرس لاحضار العسكري و قال له خليك واقف هنا لاني هعوزك
ضرب العسكري قدميه على الارض بقوة
و ضرب سلام و قال بصوت عالي تمام
يافندم ففزع مره ثانيه المحقق لان تفكيره كان مشدود مع شكل الغفير و قال المحقق للعسكرى اصبر على ايهى الاحمق عندما اعيش فسوف اريك ايام مظلمة وضحك فى نفسه على ما حدث له
ثم قال للغفير : تفضل اجلس ماذا تشرب
قال الغفير بصوته الغليظ : لا العفو يا بيه حينها صرخ المحقق بصوتا عالي و كله هيبقى و وقار و انتقام و غيظ و قال له لا لا و الله لازم تشرب حاجه انت عند الحكومه هنا
عند الحكومه .
قال الغفير خلاص يابيه اشرب قهوة سادة
فنظر اليه المحقق و سكت قليلا ثم قال له ليه قهوة سادة ليه قال الغفير هذا مشروبى
و طلب له القهوة و طلب لنفسه قهوة مظبوط
ثم بدا التحقيق واول سؤال ما اسمك؟
اجابه الغفير اسم بيومي مخيمر عبد الرازق قال المحقق كم عمرك قال الغفير 50 سنه قال المحقق منذ متى وانت تعمل غفير في الفيلا قال الغفير بيومي منذ ما كانت الفيلا لسه قطعه ارض قال المحقق يعني من كم سنه قال الغفير من 20 عام قال المحقق ماذا كانت علاقتك بالمجنى عليه ؟
قال بيومي : علاقه خير .
قال المحقق ماذا تعني بعلاقه خير ؟
قال بيومي : يعني كل خير .
قال المحقق ماذا تعرف عن رستم باشا ؟
قال الغفير : انا مش فاهم يعني ايه .
قال له المحقق : يعني رستم باشا بيحب مين بيكره مين اخلاقه ايه طبعه جيد و لا سيئ بيزعق بيتخلق صبور طيب حاجات من هذا القبيل رد الغفير بكل سذاجه و قال يا باشا انا كنت شغال عنده احرس الفيلا مش اراقبه
اغتاظ المحقق شفيق من رد بيومي عليه وقال له : رد يا بيومي رد كويس وعايز رد على قد السؤال والا هنزل لك الحجز يابيومي
قال بيومى : اعمل ايه في الحجز يا بيه
طفح الكيل عند المحقق شفيق
و قال له : في تريقه هتحرصو يا بيومي هانزلك الحجز تحرسه يابيومى
ثم قال له المحقق : هترد و لا لا يا بيومي قال له بيومي : انا برد اهو يا بيه
قال له المحقق : يعني هتجاوب على الاسئله
ثم قال بيومي : اسال و انا اجاوب يا بيه من هنا شعر المحقق ان بيومي يعرف شيء عن الجريمه و يحاول اخفاءه و قال في نفسه
و ربما يكون بيومي هو الفاعل و تحدث مع نفسه و قال و لما لا انه الغفير الذي يحرس الفيلا و يعرف من جاء و من مشي و يعرف متى تكون الفيلا خاليه من الناس فركز كثيرا في التحقيق مع بيومي
ثم قال له : اطلب لك كوب شاى معايا اخر يا بيومي شايك ايه قال له ساده يا بيه مثل القهوه فجاء العسكري بالشاي
لبيومي و المحقق و شرب اول رشفه من الشاى ثم قال له المحقق اين كنت ساعه
و قوع الجريمه و قبل ما تسال و تقول مش فاهم يعنى ساعه ما رستم اتقتل وصرخت عليه الخادمه مسرات المفروض ان انت الغفير و انا على حد علمي ان الجريمه حدثت و مسرات صرخت و الخدم تجمعوا واتصلوا بينا واحنا حضرنا وانت ما كنتش موجود اين كنت يا بيومي
ثم اجاب بيومي الغفير وقال رستم باشا بي كان طالب مني عسل ابيض اصلي من مناحل البلد لا مؤاخذه يا بيه و بلاص مش
و جبنه قديمه وحبه بتاو و قال لي عايزهم على اعلى مستوى لانهم رايحين زياره لواحد صاحبي و انا كنت مكلم قرايبي في البلد يحضروا لي الطلبات و روحت انتظرهم عند المحطه لما يجو بالقطار و بعد ذلك حضروا ومعهم الطلبات اخذتها منهم ورجعت سمعت باللي حصل ده
قال له المحقق : ما هو الذي حصل يا بيومي ؟
قال بيومي: جريمه القتل دي
قال له المحقق : يعني ما تعرفش مين جاء في اليوم ده قال له لا يا بيه انا مشيت من الفجريه
قال له المحقق : فين الزياره يا بيومي سكت بيومي قليلا ثم كرر المحقق عليه السؤال مره ثانيه
و قال : اين الزياره يا بيومي ثم اجاب بيومى : عندي في البيت يا فندم لو عايز تشوفها موجوده
بيومي كان حريص جدا فى اجوبته و ذلك ما اثار شكك المحقق شفيق
و قال له : على العموم طبعا هاجي اشوف الزياره و انا مشدد الحراسه على الفيلا لحين انتهاء التحقيق و امرت ما حدش يدخل الفيلا حتى لو كانوا عياله الا باذن منى لحين ما نعرف من الجاني و سال المحقق شفيق الغفير بيومي و قال له كيف كانت علاقه رستم باشا مع اولاده هل كانوا متفقين و متفهمين ام كان يحدث بينهم خلافات ؟
قال الغفير : رستم باشا ده انسان عايش علشان غيره و كان بيحب عياله حب كبير جدا و ما كانش بيرضى يزعل حد منهم
و علمهم تعليم عالي كل واحد فيهم معاه شهاده كبيره و كل واحد فيهم بيه كبير ليه مركزه
قال المحقق شفيق : ما تعرفش اذا كان فيهم حد زعلان منه او كان على خلاف قال الغفير الصراحه لا ما عنديش علم
قال المحقق : و لا مره سمعت ان واحد منهم زعل من والده او والده زعله
قال الغفير : ما فيش غير مره سمعت فيها حكايه كده
قال المحقق : ايه هي تكلم بسرعه رد الغفير و قال بس الكلام ده بقاله كثير
قال المحقق : قل يا بيومي عايز اعرف كل حاجه ده فى مصلحه القضيه و في مصلحه رستم باشا
قال الغفير : ان هشام بيه ابنه الصغير كان عايز يتجوز واحده كان بيحبها و رستم باشا رفض الجواز منها و مارضيش منعا باتا
قال له المحقق : لماذا رفض والده انه يزوجها له
قال الغفير : الباشا قال له كانت متجوزه قبل كده و مش هتنفعك و مش بتحبك و بتلعب عليك انا عارفها ساعتها صوتهم علي و زعل هشام بيه من ابوه رستم باشا و خرج
و ركب عربيته و مشي و بعد كده جاء بالليل و بعد كام يوم صالح ابوه و سمع كلامه
و خلاص و رجعت الامور ثاني زي ما هي
و بعد فتره قصيره زوجه والده من بنت باشا صديقه و اشترى له فيلا كبيره وعاشوا
و انتهى الموضوع على كده
قال المحقق شفيق طب يا بيومي روح انت دلوقت و بلاش تسافر البلد اليومين دول
و ما تروحش في اي حته :
قال الغفير حاضر يا بيه و مشي