الفصل الثاني

في الخارج كان حازم يذهب إلى مكتبه فانتبه إلى صوت هاتفه فأخرجه من سترته، يتطلع إلى المتصل ثم ابتسم قائلا:
_ إزيك ياحبيبتي
هتفت نسمة بخجل وهي تستمع إلى لفظ حبيبتي:
_الحمد لله أنت عامل إيه
تحدث بابتسامة:
_الحمد لله لسه خارج من عند بابا ولقيت الجماعة وصلوا قولت أسيبهم يكملوا كلام وما صدقت خلعت أنا.
ضحكت فهي تحب هذه العائلة وتجمعاتها وحتى أنها لم تفهم ما صلة القرابة إلى الآن إلا أنها تحبها
ثم أردف بتلميح:
_ وعمو مازن بيسألني هتتجوز إمتى ف قولتله مش لما تتعرف عليكم الأول دي كل شويه تتلغبط
ضحكت بخفة ثم هتفت بخجل:
_ لا والله أنا بس ببقى مستغربة الترابط الغريب دا .
ابتسم ثم تفوه شارحاً باختصار:
_ قولتلك إن بابا اتجوز ماما وخالو آدم متجوز طنط روان اللى هي أم يُسر صحبتك
وطنط روان تبقى أُخت عمو معتز و يبقى متجوز أُخت مازن يعني عمو مازن يبقى أخو عمو حمزة وطنط آلاء
وعندك طنط آلاء قولتلك متجوزة عمو معتز اللى هي أخته تبقى طنط روان وطنط فريدة
حمزة متجوز طنط نغم اللى هي تبقى أخت طنط رنا مرات عمو مازن
هتف اخيراً عندما شعر أنه تاه ولم يفهم بماذا يتفوه :
_ ها فهمتي حاجة؟
انفجرت ضاحكة فهي تاهت كما تتوه كل مرة وتقسم أنه هو الآخر تاه، فهتفت:
_ أنا بس هقولك حاجة، أنت فاهم أنت قولت إيه؟!
رقّ قلبه بسبب ضحكتها هذه فهتف بابتسامة:
_الصراحة لا توهت
صمتت لبرهة، و بعد ذلك هتفت:
_أما كل اللى فهماه إن والدك متجوز أُخت أونكل آدم اللى هي مراته تبقى طنط روان
والمشكله كلها بتبدأ بقى من طنط روان والعيلة دي كلها
بس اللي قدرت أفهمه بقى؛ إن والدك بيحبهم جداً
ابتسم فهو يعرف مدى حب والده لهذه العائلة فأكد حديثها قائلا:
_جداً هو دايما بيقول إنهم طوق نجاته وإنهم عيلته عشان كدا تلاقينا دخلناها واحنا مش منهم أصلًا
هتفت بابتسامة:
_ربنا يخليكم لبعض يارب
أجابها بابتسامة ونبرة عاشقة:
_ يارب ويخليكِ ليَ ويجمعني بيكِ
هتفت بخجل قبل أن تودعه:
_ اللهم امين
…………………………………………………………………………

دَلف إلى منزلهم بمرحه المعهود، ويذهب أولًا يومياً إلى شقة العائلة -كما يلقبونها- بحديقتها الخارجية حيث جدته يُقبل يديها كما يفعل دائما، ويشاكسها و ردة فعلها المعتادة؛ الضحك على مزاحه، فهي تكن له معزة خاصة..
هتفت وهي تنظر إليه بابتسامة:
_ آسِر عامل إيه ياحبيبي؟
أجابها وهو يمسك يديها هذه ويقبلها بحنان:
_الحمد لله ياتيتا زي الفل
نظرت إلى هيئته ثم هتفت معاتبة إياه:
_ ايه اللي انت لابسه دا!
رفع وجهه إلى السقف ثم تنهد قائلا:
_ هو أنا أخلص من عمو حمزة هتطلعي انتِ ياتيتا
دي الموضة هفضل أقول لغاية إمتى ياجماعة
وعلى دخول خالته ندى هتف:
_ ولا إيه يا ندوش مش دي الموضة
ضحكت ندي هاتفة:
_ اه يا حبيبي الموضة
ثم وجهت حديثها إلى سهى قائلة:
_ سبيه يا خالتو دي أيامهم بلاش نِكبتهم
اقترب منها هكذا يقبل مقدمة رأسها قائلا:
_ والله ما فيه فى البيت دا كله غيرك انتِ ياقمر
ثم أردف بأسف مصطنع:
ياريتك كنتِ اُمي
ضحكت ندي علي تعليقه ثم هتفت بمرح:
_ أمك بتعملك إيه وأنا أوصيها عليك!
هتف بتذمر:
_ زي ما أنتِ شايفة معندهاش غير حمزة،
وحمزة راح حمزة جه
حمزة راجل، حمزة مبيعملش كدا، حمزة بيسمع الكلام ومطيع
طب أنا ذنبى إيه أن أخويا الكبير طالع ذو شخصية وكاريزما زى عمه !
ثم غمز خالته بشقاوة ووجه حديثه إلي جدته:
_ وأنا روش زى خالى معتز
هتفت سهى مسرعة بإستنكار:
_ معتز! أنت هتقارن نفسك يا واد بخالك، هو فيه زى معتز!
ضحك آسر فهو كان يعلم أنها ستتذمر هكذا لكنه سألها بمرح:
_ طب بذمتك مش أنا دمي خفيف زيه وبجمع شمل العيلة؟
هنا ابتسمت الجدة؛ ففي هذا هو محق جدا؛ لذا تفوهت بصدق:
_ صح يا حبيبي بس هو كان عاقل ورزين فى تصرفاته أما أنت مش عارف طالع لمين
أردفت ندى قائلة:
_ واخد جنون أبوه بعد ما اتجوز رنا،
ضحك آسر ثم علق على حديث خالته:
_ هو فيه زي مازن بيه العاشق الولهان لأختك
أنا خايف أتجوز والله ومراتي في يوم تقعد تعايرني وتقولي شوف أبوك بيعامل أمك إزاي شوف بيحبها وأنت مبتحبنيش.
وضعت جدته يديها علي صدرها من كثرة الضحك، هو دائما يأتى كي يغير مزاجها هذا ويجعل الضحكة لا تفارق وجهها
هتفت وهي تتطلع إلى هيئته وهو خارجا:
_ ربنا يحميك يا حبيبي
ثم تدريجيا ذهب إلى شقة حمزة وطرقات على الباب هي تعرفها جيداً
ذهبت نغم مسرعة إلى الباب ثم فتحته قائلة بابتسامة:
_ قلب خالتو يا ناس
أخذها في أحضانه:
_ حبيبة آسر ياناس مراة عمي اللى مربياني
ضربته نغم على كتفيه قائلة:
_ مراة عمك، وبالنسبة لإني خالتك إيه النظام؟
ضحك آسر :
_ما إنتو اللي عيلة غريبة حد عاقل يتجوز عمي حمزة برضو
ثم أردف قائلا بمشاكسة:
_ وحد عاقل برضو يتجوز اُختك
والصوت كان من والدته التي كانت تسمعه بالأعلي فهتفت بصوت يسمعه:
_سمعااك يا قليل الأدب يا ***
انتفض على إثر صوتها فكتمت نغم ضحكتها وهي تنظر إليه ثم أغمص عين وفتح الأخرى يستكمل باقي حديثه بصدر رحب هاتفاً
_ حبيبة قلبى جايلك أهو بسلم على خالتو
هتفت رنا ومازال صوتها مرتفعاً كعادتها مؤخراً:
_ والله يا آسر ما حد هيجيب أجلي غيرك
ماهو لو كنت زى حمزة ربنا يهديهولى طول عمره بيطعنى وبيسمع كلامى
والأخير يُلحن كلماتها مثلما تقولها بالضّبط دون أن يغير شيئا كأنها غنوة حفظها
نظرت نغم إلية ثم انفجرت ضاحكة:
_ مش معقول أنت مشكله يا آسر
شعر بالغيظ مما يراه من والدته فهتف:
والله العيلة دى كلها هتخليني أنا وحمزة نخسر بعض من كتر المقارنة دي
مازالت تضحك على حديثه ثم سألته:
_ طب وبالنسبه لعادل! دا أخوكو برضو
ضحك قائلا بمشاكسة:
_ لا عادل آخر العنقود معرفوش يربوه أصلا
كانت تسمع حوارهما وعلي وجهها ابتسامة وهتافها كان:
_ والله ما في حد مترباش غيرك أنت يا قليل الأدب
أكمل آسر :
_ يا سافل يا الي مش نافع يا الي هتموتني ناقصة عمر
انطلقت الضحكات من أفواههما ثم ترك خالته هاتفاً:
_ هطلعلها بدل ما أسمع شتايم تاني
كانت تضع يديها حول وسطها وكأنها تنتظر مشادة بينهما
وقف أمامها يحاول أن يجد حلاً كى يفلت من لسانها
ووقفتها هذه ونظراتها يعرفها جيداً وكأنها علي مشارف العراك معه، نظر إلى ملامحها وجسدها الذي خف بعض الشيء، وكأنه وجد الشئ الذى يتحدث عنه
علي الرغم من ملامحها التى كبرت مع تربيتهم لكنها مازالت تحافظ على شبابها فهو يعرف جيداً أنها وأبيه يخشيان الكبر لذا غمزها قائلا:
_ أيه القمر دا شكلك صغرتي ييجي عشرين سنة
رفعت حاجبيها باستهجان هاتفة :
_ اه كل بعقلي حلاوة ياواد !
هتف وهو يضغط علي وترها الحساس:
_ لا وحاسك خسيتي شوية
نظرت إلى جسدها وهتفت بتلقائية:
_ بجد يا آسر
أكد على حديثه ثم تحدث غامزاً:
_ اه وكمان أحلى من أبويا وأصغر منه دا أنا حتى كل ما حد يشوفك معايا يقولى هى دى اختك الصغيرة!
عقدت حاجبيها فهى تعرف أسلوبه جيداً، جنون والده ومراوغاته
أما هي فتميل إلى الهدوء الذى يشبهها حمزة وحده
وكأنه يقرأ أفكارها فهتف بعتاب مصطنع:
_ نفسي تحبينى زي ما بتحبى حمزة ابنك كدا
ابتسمت وهي تسمح له بالدخول أخيرا:
_ أنت عارف إني بحبكم كلكم زي بعض وكلكم عندي غلاوة واحدة
أنا بحب حمزة عشان هادي وتربيته كانت سهلة ، لكن أنت وأبوك جننتوني
ضحك آسر ثم أمسك خديها كما يفعل دائما هاتفا:
_ ماله بقه أبويا بيحبك وكل يوم والتانى دهب ومخلصة على البيت كله
ضربته بخفه على كتفيه:
_ بس ياولد
ثم أردفت متسائله:
_ حمزه هييجي امته!
تفوه بدون وعي:
_ بليل
انتفضت هاتفه بفرحة:
_بجد! يالهوي أنا معملتش الأكل اللى بيحبه ولا روقت أوضته
لعن نفسه علي ذلة لسانه هذه لكنه هتف:
_ياستي أنتِ بتصدقي أي حاجة
هو لسه مش مسافر من كام يوم لحق يعنى أنا بهزر معاكِ
نظرت إليه صامته تعرفه عندما يكذب أما هو فأشاح بوجهه بعيدا حتى لا تضغط عليه، لكنها كانت أذكى منه فهتفت وهي تضيق عليه المسافة:
_طب اتصلّي عليه
تنهد قائلا:
_ياماما أنتِ عارفة إنه معندهوش شبكة وبعدين أنا جاى تعبان وعاوز أنام.
تركها وذهب إلى غرفته لكنه لبَّى طلبها عندما سمعها تهتف: والله يا آسر لو ماسمعت الكلام لهشغل المكنسة وأروق وأفتح الشبابيك وماهتنام
وهكذا هي تعرف نقط ضعفه عندما يذهب إلى النوم الشيء الوحيد الذي يقدسه بعد خطيبته
وعلى الناحية الأخرى فى شمال سيناء تحديداً فى العريش فهي مدينة تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط فى شمال شرق سيناء وبجانبها مدينة أُخرى تسمى الشيخ زويد وما بعدها رفح
التي هو فيها الآن هنا في الصحراء
يقف هو ويصوب كل تركيزه علي الضربة التي سيُخرجها من سلاحه، فلا بد أن تأتي في منتصف الزجاجة التي هناك بعيدة،
رداؤه الميري الذي يرتديه الآن يجعل منه شخصاً هاماَ مسئولا عن وطن كامل
والهاتف بعيداً عنه يتركه في المكان الذي يحاول أن يلتقط الشبكة بسبب هذه الصحراء العجيبة
يأتى شخصاً آخر ويُقدمه له قائلا:
_ تليفون حضرتك بيرن يافندم !
ويوقف هو الضربة المصوبة هناك ويهتف:
_ ماشى
ثم أخذ منه الهاتف قائلا
_ السلام عليكم
والإجابة.. كانت منها ودقة قلب أُم حنونة تشتاق ابنها وتخاف عليه من هذا العمل الذي يحبه
_ وحشتني ياحمزة هتيجي إمتى بقى
وابتسامة ظهرت تدريجياً على ملامح وجهه ونبرة هادئة تحدث بها:
_ إزيك ياماما أنا الحمد لله ياحببتي ، ها حد من العيال مزعلك قوليلي لو حد بس فكر يضايقك وأنا رصاصة واحده بس أخلصلك عليه
تحدثت وقد رق قلبها عندما سمعت صوته:
_ آسر مزعلني ياحمزة وأبوك كمان
ضحك حمزة ثم تحدث يقلق:
_ طب آسر وهقدر عليه أنا هعمل في بابا إيه دا ممكن يخلصنى أنا ويعاقبني ويودينى أحارب فى ليبيا
ابتسمت أخيرًا:
_ خلى بالك من نفسك ياحبيبى وكل كويس وتقل عشان متبردش
ظل آسر ينبهها وهو يضع يديه علي كتفيها:
_احنا ف الصيف ياماما يتقل ايه بس
ثم ارتفع صوته:
_ مصر أمانة فى ايدك ياحضرة الظابط ياللى مشرفنا ورافع راسنا
ضحك حمزة عندما سمع تعليقه ثم هتف قبل أن ينهي المكالمة :
_كل سنة وانتِ طيبة ياماما النهاردة عيد ميلادك وعقبال مليون سنة وهديتك هجيبهالك وأنا جاى إن شاء الله
وضع آسر يديه علي وجهه يهتف بصوت منخفض:
_اااخ دلوقتي هتمسكنا
تحدثت رنا بحنان:
_ أنتَ الوحيد اللى افتكرت عيد ميلادي، أنتَ اللى مهنينى ربنا يرضى عنك ياحبيبى مش الكلاب اللى أنا مربياهم
أخذ آسر منها الهاتف قائلا وهو يبتعد عنها ذاهبا إلى غرفته: _ _ نفسي مرة تعامليني زي ما بتعاملي ابنك حمزة
وسمعها تتحدث ولكنه لم يجيب وأكمل حديثه مع أخيه وهو يطمئن عليه:
_ عامل ايه عندك
أجابه حمزة بتنهيدة:
_الحمد لله ،
ثم أردف بتحذير
_ بطل ترخم على أُمك يا آسر
ضحك آسر هاتفاً:
_ والله ما بعمل حاجة هي مفيش في دماغها وقلبها غيرك وتحس إنك ابنها الوحيد وإحنا جيبانا من الشارع
ثم أردف يسأله:
_ها هاتعرف تيجي النهارده?
هتف مؤكدا:
_أيوة إن شاء الله أنا ظبطت مع الواد اللى معايا وهخلص شغل وأرجع،
وأغلق معه الهاتف والتفت الى عمله مرة اخري.
وهو الشاب الذي أصبح في السابع والعشرين من عمره ذو عينين سوداء وملامحه التي كانت تشع بياضا لكن بسبب عمله هذا أصبحت ملامحه تميل إلى القمحية وجسده الرياضي الذى يحافظ عليه،
هادئا كوالدته أو بالأصح نسخة مصغرة من عمه حمزة الكبير، يعشق المغامرة التي هو فيها الآن فقد كان كل أمله أن يدخل الكلية الحربية ويتخرج منها واليوم أصبح
النقيب (حمزة مازن خيرت)
وخمس سنوات مرت عليه وهو هنا في العريش لكنه يخبر والديه أنه قريبا منهما في الإسماعليه حتى لا يقلقان، تنقسم أيامه هكذا خمسة عشر يوما بجانب أُسرته وخمسة عشر فى عمله،
بإستثناء فترة الاختبارات التي يكون فيها في القاهرة.
اليوم مختلف لديه وحاول بقدر الإمكان أن يكون بجانبها فهو ميلادها الرابع والخمسون ولا بد أن تتجمع العائلة فالكل يعلم جيدا مدى غرام والده بها منذ أن كان شابا وعليه أن يدللها كما يفعل دائما.
………………………………………………………………………

بداخل جامعة الإعلام بالقاهرة هناك الطلبة فى كل مكان وتأتى من بعيد فتاة فى الثالثة والعشرين تُدعى
*نغم حمزة خيرت* بحجابها الذى يظهر بعض من خصلات شعرها التي تترك لها الحرية وبشرتها الناعمة والإحمرار الطفيف على صدغيها يجعل لها رونق جذاب وعيونها العسلية التي تأخذها من والدتها،
فتاة كل ما يقال عنها أنها عنيدة لا غير ذلك، وقراراتها صارمة فى بعضها كأبيها، أما البعض الاخر فهو طائش كوالدتها،
حتى أن أصدقائها محددين لا تريد الاختلاط والجميع يلقبونها بالفتاة المتكبرة لكنها تخشى الاقتراب من الناس.
خليط هائل من والدها ووالدتها، بين الصرامة والعناد والتعقل والطيش والطيبة والشراسة، بالإضافة الى سذاجتها أحيانا في أنها تثق في أغلب الأشخاص لكن وجود والدها بجانبها يعطيها هو النصائح الدائمة.
تُلقي نظرة على خصلاتها التى تأتى على عيناها وتزفر بقوة فلولا تشّدد والدها ما كانت ارتدت الحجاب من الأساس، لكنها مُجبرة فهي تُحب الحرية وتكره أن يجبرها شخصا على أى شيء ، ولولا وجود والدتها لكانت اليوم ترتدى النقاب فهى كلما ترتدي بنطالا يثور ويغضب، لكنها تخبره بكل برءة وعناد أن هذا الزمن غير زمنهم وأنها تحافظ علي نفسها من الفتنة ويهدأ هو قليلا وهذه هي حياتها بالنسبة لشخصيتها.
واليوم تأتى كي تعرف هل ظهرت نتيجتها وأصبحت معيدة كحلمها منذ الصغر أم لا?
حدثتها إحدى صديقاتها التى تُدعى فرح:
_ النتيجه هتظهر إمتى يابنتي
زفرت نغم بضيق:
_ معرفش والله دي حاجه تزهق ولا كأنهم بيعملولنا كشف هيئة
ضحكت فرح غامزة:
_ياريت والله هياخدوكِ ساعتها معيدة ،وأبوكِ دكتور وابن عمك القمر ظابط وعندكو شركة
وضعت نغم يديها أمام وجهها هاتفه:
_ خمسة منك ياشيخة هتحسدي أبويا والعيلة
ضحكت فرح:
_ ياشيخه أنتو عيلة غريبة ماحد عارف يظبطها
بادلتها نغم الضحك ثم أوضحت لها:
_يابنتي احنا بيتنا دا واخدينه تقريبا من أول ما كنا بنبدأ نمشي كدا متخيلة عمر كامل كانت لسه مدينتي دى أصلا بيبدئوا فيهاا
ساعتها بابا وخالو وعمو قالو احنا لازم نفضل واحد واخدو العمارة دي
هتفت فرح بحقد مصطنع:
_عمارة ياجبارين
وكزتها نغم هاتفه:
_ يابنتي زمان كان الدنيا رخيصة، دلوقت الشقه اقل حاجه 2 مليون جنية ولا حاجة، انا بتكلم عن 17 سنه فاتو
سألتها فرح باستفسار:
_طب وانتو واخدينها كلها ليه!?
أجابتها:
_ما هو تيتا وخالتو قاعدين ف الأول واحنا أهو وعمو مازن وكمان خالو معتز وخالتو فريدة وكمان خالتو روان،
عقدت فرح حاجبيها بإستغراب ثم هتفت:
_ إيه دا كله!
ابتسمت نغم ثم حاولت أن تبسط إليها الأمر وهي تسرد تفاصيل هذه العائلة منذ زمن بعيد:
_بصي يافرح
زمان جدو عادل وجدو رشاد دول أصلا إخوات ، وكانوا بيحبوا بعض جدا وكانوا متجوزين تيتا نهى وتيتا سهى ودول كانوا إخولت برضو
جدو عادل خلف ماما وخالتو رنا وخالتو ندى
وجدو رشاد خلف خالو معتز وخالتو روان وخالتو فريدة
ها حلو كدا!
اجابتها فرح بتركيز:
_ أيوة كملي بس يارب متوهش
ابتسمت نغم ثم اردفت قائلة:
_خالو معتز وخالتو ندى قد بعض ورضعو على بعض ف بالتالي هما اخوات ف الرضاعه وكذلك خالتو رنا وخالتو روان
يبقى كدا كلهم إخوات ف بعض
ابتسمت فرح فهي تعشق هذا النوع:
_ حاجه حلوة والله
ضحكت نغم قائلة بغمزة:
_ استني لسه الحلو جاي احنا أصلا كنا قاعدين ف البلد وخالو معتز كان بيشتغل ف القاهرة ف نقلنا عشان شغله وهناك كان خالو ليه صحاب هناك وصحابه دول اللي هما دلوقتي مين ياستى
بابا وعمو مازن وعمتو آلاء
بابا حب ماما واتجوزوا وعمو مازن من اللى بيحكوه زمان كان مجنون بخالتو رنا كدا وخالو معتز اتجوز عمتو آلاء
تحدثت فرح بعد تفكير:
_ يعني التلاتة إخوات خدو الأختين وابن عمهم اللي هو اخوهم
هتفت بابتسامة:
_ أيوة شاطرة يابت وياستي خالتو فريدة اتجوزت عمو مالك دا قريبنا من بعيد وأصلا كان صاحب بابا وليهم صاحب كمان اللي هو عمو آدم ودا ليه اخت ماشي مركزه
اجابتها بتفكير:
_ اممم أيون خالتك اتجوزت مالك وروان اتجوزت آدم
هزت نغم رأسها ثم أردفت:
_وعمو آدم ليه أخت اسمها أميرة اتجوزت مين بقى
ظلت فرح تفكر وتحدثت بتلقائية :
_مين بقه حد طلع من العيلة!
ضحكت نغم:
_ لا لا دا حد تاني خالص دا ابن صاحب الشركة اللي خالو معتز وعمو مازن كانوا بيشتغلوا فيها زمان ف بعد ما باباه مات هما وقفو جنبه كتير وبعدين بقى واحد من العيلة والشركة بقت بتاعتهم كلهم
باس ياستي
ثم تذكرت هاتفه:
_لا نسيت أقولك..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي