الفصل العشرين
تبادل منذر وفاطمة نظرة صامتة ثم قال وهو يحاول أن يوضح لها الخلاف الذي حدث
الأمر يبدو معقد بعض الشئ
نظرت فاطمة إلى شيرين في تعاطف كبير كانت شيرين جالسة بجوار المذياع شاردة الذهن
كل منكم غاضب وهذا يجعل الأمور أكثر سوء ربما عليك أن تنفض رداء الغضب حتى ترى الحقائق كاملة الغضب مثل هالة من النار تتراقص على جدار غير متزن تكاد شررها يتطاير في كل مكان وتصيب ناس دون ذنب
هكذا علمني والدي وأخبرني أن الغضب يمكن أن يدفع الإنسان إلى جرائم وظلم وجور وأشياء غير محببة إلى الله
أطرق منذر لحظة يفكر في كلمات فاطمة فتابعت وهي تقصد شيرين بكلماتها
أنها تتألم أيضا هذا يجعل الأمر أصعب
أراد منذر يريد أن ينهض ويعتذر ل شيرين ولكنه اغمض عينيه لحظة وهو يفكر بها أنها وفيه الى ذكرى زوجها هذا يجعل ما بينهم على حد من نار ترفض هي أن تمس رشاد كلمه منه ولما لا ورشاد هو زوجها الذي ظلت في نعيمة سنوات وسنوات الشخص الذي عاشت في كنفه من كان لها عون وسند في غربة ايامها لا ريب أنها تكن لي كراهية ومقت شديد منذ اللحظة الأولى التي شاهدتها بها وأنا أجد نفسي عاجز عن فهم دفة مشاعري تجاهها وكيف تتدرج بهذا الشكل كيف لها أن ترتفع وتنخفض ثم تتبدل في ارتباك أدهشني أنا شخصيا في البداية اصطدام مشاعر بها أجل اصطدام تمنى كثير أن يفهم لماذا يتلمكه غضب وسخط من رؤيته لها. ثم تحول هذا الغضب إلى اعجاب شاهد منها من قوة عزم وتصميم ما جعل عقله يعجب بها ثم هدأت مشاعره دفعة واحدة حتى يجد من الأوقات ما يجعله يشرد بها تحتل جزء كبير من أفكاره وتقتحم أحلامه والان مشاعر غيرة تجتاح فؤاده أجل غيرة على من كتبت لهم الأقدار أن يلتقيا حتى يصلحا الماضي والحاضر معا ما حدث به منذر ذاته ربما من الأفضل أن أترك الأمور بعض الوقت ثم نعود لترسو العلاقات على مرفأ سلام
همست فاطمة وهو تحاول أن تلفت نظر منذر إلى ضرورة قراءة يوميات فريال
بعض الأشياء لا يجب أن نؤجلها. هناك رسائل قد أرسلت لك منذ فترة ولقد حان الوقت حتى تستلم الرسائل
هز منذر رأسه بالايجاب وهو ينظر إلى الطفلة في حب و ود حقيقي أن عيناها تخبره أن كل شئ سوف يكون بخير وأن الأيام العصيبة مضت وابدا لن تعود. وما صبرك على الصعاب الا يقينك أن اليسر قد أقترب واقترب وبشائر أنفراج الأزمات ترفرف حولك في زغاريد فرح
أن الوقت قد أصبح الآن معد حتى تفتح أوراق الماضي وتنظر بها. هذا هو ما حدث في البارحة
يسرد عليك منذ البداية يسطر أمام عيناك حتى تقرا وتضع الأمور في نصابها السليم والصواب حين يعود لك الماضي
وتشفى جراحك عليك أن تعرف أنك لا تزال في زحام النعم تسير
كم من فرد قسى عليه الوقت وتسرب من قبضته الماضي
فلم تسنح له فرصة حتى يستعيد لحظة منه ولم يقوى على مواجهه أيامه خسر عمره وأيامه وصاحب الحظ الوفير
من عاد له الأمس ب هدية
حتى يلمس في لطف على أوجاعه فيزيلها الذكريات أيضا نعمة من الله على من تكاثرت عليه المحن
فتح منذر أول ورقة في يوميات فريدة كانت مكتوبة بخط أسود كبير و واثق بدءتها بكلمة منذر مراد سمير ولدي الحبيب وريحان قلبي وشمس عمري
وضياء أيامي منذر
تمنى منذر كثير أن تكون فريال على قيد الحياة في هذا اللحظة حتى تسرد له مشاعرها في غيابه وهو يتوسد أضلع قلبها
ويستمع الى دقات قلبها الفرحة بقدومه تمنى كثيرا أن يتوقف الزمن عند لحظة تجمعه بها
ثم ينتهى كل شئ ويمضي
طفلي الذي اشتاق له كثير ولا يبارح يقظتي أو منامي كل دقيقة بل كل ثانية يزداد شوقي اليك أكثر من الدقائق التي مرت وقلبي يلتاع حزن أكاد أفقد صوابي كل يوم الف مرة ولكن ما يجعلني اعود إلى الثبات والعزيمة من جديد هو ثقتي أن سوف يأتي اليوم والقاك به
منذ أن تم اخذك مني وانا أعلم أنك سوف تعود لي لاني أؤمن بالعدالة وليس هناك اعدل من أن تعود لي فإنعم بالسلام كنت احدثك كثير وانت لا تزال نطفة في حناياي تعلق بك القلب والعقل قبل أن اراك كنت لي صديق لكل وقت صعب عانيت فيه من زواجي من مراد لم يكن يخفف عني تردى المعيشة وشظف العيش ومزاج والدك المتقلب الا وجودك في حياتي
لم اكن أتخيل يوم اني سوف أعيش وجزء مني مبتور كيف نحيا بنصف قلب ونصف عقل وكيان مهترئة من كثر الجراح إن دمعي يا صغيري لم ينضب يوم
عايشت شعور من فقدت طفلها فتم دفنها هي أجل لقد تذوقت الموت في غيابك أجل لقد تم خداعي في كثير من الأوقات من والدك وكنت أستطيع أن اتجاوز كل هذا ولكن تلك اللطمة القوية من والدك هي من افقدتني صوابي وجعلت عقلي بين أراجيخ الهذيان لقد كان انتقامه مني قاسيا بل كثير القسوة يكاد يكون مثل انتقام وحوش الضارية بفريسة لها به من العنف ما جعل كل جزء مني يشيخ ويهرم ربما إذا عادت بي الأيام إلى الخلف ما كنت سمحت لكل هذا أن يحصل ولكنه قدري الذي كتب على أن أراه واعيشه. وانت عني بعيد
رزقت بطفلة من زوجي الثاني رزقت بليا لها نفس طباعك وحركاتها وايماءاتها تكاد تكون أنت أحدث ليا كثير عنك يا طفلي الحبيب أخبرها أنها تمتلك شقيق اكبر واخبرها دائما انك حنون لين القلب حاد الذكاء قوي البنية وسيم الطلة أتتذكر يا منذر يوم أمسكت فرشاة ألواني ولطخت بها وجهي ثم أبتسمت اعلم انك ستغدو رسام ماهر خطوط يدك اليمين العريضة تقول هذا. متباعدة اعلم أيضا واصابعك النحيلة تؤكد ذلك انك سوف يكون لك خطوة واثقة ناجحة في الحياة خطوة تعرف جيدا أين تضع رحالها والى أين تتجه في مسيرتها
أعلم طباعك جيدا لقد تمنيت كثير أن تلمس يدي يدك ولا املك غير الدعاء بعد أن تعبت خطواتي جراء البحث عنك وتم أقصاءك وتمت هزيمتي على يد والدك ما أرجوه أن يتحقق
ما أتمناه كل لحظة وأخرى أن تعود لي يوما ويكتمل شمل أسرتي الحبيبة مع زوجي رشاد أجل هذا ما يحدثني به زوجي أيضا أنه نعمة من الله لي ولك يوم أن التقى به سوف تدرك جيدا لماذا اخترته حتى أكمل معه حياتي لقد عبر من صحراء التعب والوهن إلى رقعة ءامنة بها من السلام ما كنت اطمح يوم أن أنال هذا الهدوء النفسي الذي لا يعكره سوى عدم حضورك فيه
لقد كانت ايامي الماضية بها من العذاب ما يكفي هربت بك من جحيم التجربة الأولى حتى لا تجني أنت ثمارها ولكن والدك أبى إلا أن تتقاسم معي ثمار المر وحنظل الحرمان وشوك البعاد
الأمر يبدو معقد بعض الشئ
نظرت فاطمة إلى شيرين في تعاطف كبير كانت شيرين جالسة بجوار المذياع شاردة الذهن
كل منكم غاضب وهذا يجعل الأمور أكثر سوء ربما عليك أن تنفض رداء الغضب حتى ترى الحقائق كاملة الغضب مثل هالة من النار تتراقص على جدار غير متزن تكاد شررها يتطاير في كل مكان وتصيب ناس دون ذنب
هكذا علمني والدي وأخبرني أن الغضب يمكن أن يدفع الإنسان إلى جرائم وظلم وجور وأشياء غير محببة إلى الله
أطرق منذر لحظة يفكر في كلمات فاطمة فتابعت وهي تقصد شيرين بكلماتها
أنها تتألم أيضا هذا يجعل الأمر أصعب
أراد منذر يريد أن ينهض ويعتذر ل شيرين ولكنه اغمض عينيه لحظة وهو يفكر بها أنها وفيه الى ذكرى زوجها هذا يجعل ما بينهم على حد من نار ترفض هي أن تمس رشاد كلمه منه ولما لا ورشاد هو زوجها الذي ظلت في نعيمة سنوات وسنوات الشخص الذي عاشت في كنفه من كان لها عون وسند في غربة ايامها لا ريب أنها تكن لي كراهية ومقت شديد منذ اللحظة الأولى التي شاهدتها بها وأنا أجد نفسي عاجز عن فهم دفة مشاعري تجاهها وكيف تتدرج بهذا الشكل كيف لها أن ترتفع وتنخفض ثم تتبدل في ارتباك أدهشني أنا شخصيا في البداية اصطدام مشاعر بها أجل اصطدام تمنى كثير أن يفهم لماذا يتلمكه غضب وسخط من رؤيته لها. ثم تحول هذا الغضب إلى اعجاب شاهد منها من قوة عزم وتصميم ما جعل عقله يعجب بها ثم هدأت مشاعره دفعة واحدة حتى يجد من الأوقات ما يجعله يشرد بها تحتل جزء كبير من أفكاره وتقتحم أحلامه والان مشاعر غيرة تجتاح فؤاده أجل غيرة على من كتبت لهم الأقدار أن يلتقيا حتى يصلحا الماضي والحاضر معا ما حدث به منذر ذاته ربما من الأفضل أن أترك الأمور بعض الوقت ثم نعود لترسو العلاقات على مرفأ سلام
همست فاطمة وهو تحاول أن تلفت نظر منذر إلى ضرورة قراءة يوميات فريال
بعض الأشياء لا يجب أن نؤجلها. هناك رسائل قد أرسلت لك منذ فترة ولقد حان الوقت حتى تستلم الرسائل
هز منذر رأسه بالايجاب وهو ينظر إلى الطفلة في حب و ود حقيقي أن عيناها تخبره أن كل شئ سوف يكون بخير وأن الأيام العصيبة مضت وابدا لن تعود. وما صبرك على الصعاب الا يقينك أن اليسر قد أقترب واقترب وبشائر أنفراج الأزمات ترفرف حولك في زغاريد فرح
أن الوقت قد أصبح الآن معد حتى تفتح أوراق الماضي وتنظر بها. هذا هو ما حدث في البارحة
يسرد عليك منذ البداية يسطر أمام عيناك حتى تقرا وتضع الأمور في نصابها السليم والصواب حين يعود لك الماضي
وتشفى جراحك عليك أن تعرف أنك لا تزال في زحام النعم تسير
كم من فرد قسى عليه الوقت وتسرب من قبضته الماضي
فلم تسنح له فرصة حتى يستعيد لحظة منه ولم يقوى على مواجهه أيامه خسر عمره وأيامه وصاحب الحظ الوفير
من عاد له الأمس ب هدية
حتى يلمس في لطف على أوجاعه فيزيلها الذكريات أيضا نعمة من الله على من تكاثرت عليه المحن
فتح منذر أول ورقة في يوميات فريدة كانت مكتوبة بخط أسود كبير و واثق بدءتها بكلمة منذر مراد سمير ولدي الحبيب وريحان قلبي وشمس عمري
وضياء أيامي منذر
تمنى منذر كثير أن تكون فريال على قيد الحياة في هذا اللحظة حتى تسرد له مشاعرها في غيابه وهو يتوسد أضلع قلبها
ويستمع الى دقات قلبها الفرحة بقدومه تمنى كثيرا أن يتوقف الزمن عند لحظة تجمعه بها
ثم ينتهى كل شئ ويمضي
طفلي الذي اشتاق له كثير ولا يبارح يقظتي أو منامي كل دقيقة بل كل ثانية يزداد شوقي اليك أكثر من الدقائق التي مرت وقلبي يلتاع حزن أكاد أفقد صوابي كل يوم الف مرة ولكن ما يجعلني اعود إلى الثبات والعزيمة من جديد هو ثقتي أن سوف يأتي اليوم والقاك به
منذ أن تم اخذك مني وانا أعلم أنك سوف تعود لي لاني أؤمن بالعدالة وليس هناك اعدل من أن تعود لي فإنعم بالسلام كنت احدثك كثير وانت لا تزال نطفة في حناياي تعلق بك القلب والعقل قبل أن اراك كنت لي صديق لكل وقت صعب عانيت فيه من زواجي من مراد لم يكن يخفف عني تردى المعيشة وشظف العيش ومزاج والدك المتقلب الا وجودك في حياتي
لم اكن أتخيل يوم اني سوف أعيش وجزء مني مبتور كيف نحيا بنصف قلب ونصف عقل وكيان مهترئة من كثر الجراح إن دمعي يا صغيري لم ينضب يوم
عايشت شعور من فقدت طفلها فتم دفنها هي أجل لقد تذوقت الموت في غيابك أجل لقد تم خداعي في كثير من الأوقات من والدك وكنت أستطيع أن اتجاوز كل هذا ولكن تلك اللطمة القوية من والدك هي من افقدتني صوابي وجعلت عقلي بين أراجيخ الهذيان لقد كان انتقامه مني قاسيا بل كثير القسوة يكاد يكون مثل انتقام وحوش الضارية بفريسة لها به من العنف ما جعل كل جزء مني يشيخ ويهرم ربما إذا عادت بي الأيام إلى الخلف ما كنت سمحت لكل هذا أن يحصل ولكنه قدري الذي كتب على أن أراه واعيشه. وانت عني بعيد
رزقت بطفلة من زوجي الثاني رزقت بليا لها نفس طباعك وحركاتها وايماءاتها تكاد تكون أنت أحدث ليا كثير عنك يا طفلي الحبيب أخبرها أنها تمتلك شقيق اكبر واخبرها دائما انك حنون لين القلب حاد الذكاء قوي البنية وسيم الطلة أتتذكر يا منذر يوم أمسكت فرشاة ألواني ولطخت بها وجهي ثم أبتسمت اعلم انك ستغدو رسام ماهر خطوط يدك اليمين العريضة تقول هذا. متباعدة اعلم أيضا واصابعك النحيلة تؤكد ذلك انك سوف يكون لك خطوة واثقة ناجحة في الحياة خطوة تعرف جيدا أين تضع رحالها والى أين تتجه في مسيرتها
أعلم طباعك جيدا لقد تمنيت كثير أن تلمس يدي يدك ولا املك غير الدعاء بعد أن تعبت خطواتي جراء البحث عنك وتم أقصاءك وتمت هزيمتي على يد والدك ما أرجوه أن يتحقق
ما أتمناه كل لحظة وأخرى أن تعود لي يوما ويكتمل شمل أسرتي الحبيبة مع زوجي رشاد أجل هذا ما يحدثني به زوجي أيضا أنه نعمة من الله لي ولك يوم أن التقى به سوف تدرك جيدا لماذا اخترته حتى أكمل معه حياتي لقد عبر من صحراء التعب والوهن إلى رقعة ءامنة بها من السلام ما كنت اطمح يوم أن أنال هذا الهدوء النفسي الذي لا يعكره سوى عدم حضورك فيه
لقد كانت ايامي الماضية بها من العذاب ما يكفي هربت بك من جحيم التجربة الأولى حتى لا تجني أنت ثمارها ولكن والدك أبى إلا أن تتقاسم معي ثمار المر وحنظل الحرمان وشوك البعاد