الفصل.الحادي والعشرين

فلاش باك عودة إلى الخلف
وضعت فريال حقيبتها أرضا و فتحت نافذة المنزل لتسمح للهواء بأن يجدد رائحة الغبار وزوجها مراد يقول خلفها
اعدك بأن كل شئ سيعود كما كان
القت نظرة متخوفة ونظرت لطفلها الذي يلهو بأحد الالعاب وزفرت باستلام واعقبت
يجب أن تذهب للطبيب الأمر لم يعد يستهان به
بتر عبارتها بتقبيل يدها
الأمر كذلك بالفعل انا اباشر جلسات مع طبيبان نفسي وعضوي لاجتياز الأمر بطريقة أسرع لقد افتقدتك انت ومنذر خلال الأشهر الماضية كانت ايام صعبة وحادة في غيابك أنت وطفلي
رفعت طفلها وقبلته ثم قالت مراد لن ننظر للخلف مرة ثانية. سنبدأ من جديد
هز زوجها رأسه بالايجاب ثم تابع على أن أذهب الآن فلدي اعمال كثيرة لإنجازها
وضع يده بملابسه ثم أخرج كومة من النقود وضعها أمامها وهو يقول
اشتري ملابس جديدة لك ولمنذر طفلنا اشتري كل ما ينقصك انت وهو وما ينقص البيت من الآن فصاعدا ستلبى جميع اوامراكم انت وطفلي
نطقت فريال بكلمات الحمد وهي تشاهد زوجها مراد يغادر المنزل لقد كانت ايام مظلمة حالكة عصفت بكيانها وأحدثت خلل بالبيت الآمن
اتجهت فريال لأعمال تنظيم وتنظيف المنزل وبعد عدة ساعات رافقت طفلها لتبتاع ما نقص من موارد البيت. توقفت امام صيدلية الدكتور عوني الذي خلع نظارته لينظر لها والى الطفل قائلا في نبرة صوت فشلت فريال أن تحدد هل هي حزينة أو مسرورة في عودتها
"كانت عودتكم الآن هي حقا ما يحتاجه مراد أنه يبلى حسنا بجلسات العلاج اقل من شهر ويتعافى.
ابتسمت فريال لكلمات الصيدلي صديق زوجها الحميم قبل أن تغادر وهي تعتذر بلطف
أعتذر منك لقد أهلكت النهار بالتسوق على أن اعود إلى المنزل سريعا
لم يعقب الدكتور عوني مما دفع فريال لسرعة الاتجاه للمنزل.
حين عودتها استقبلها رنين الهاتف الاسود بزاوية المنزل يعلن سخطه بعدم الإجابة عن رنينه الدولي رفعت فريال سماعة الهاتف وهي تضع الاغراض جانبا بجوار طفلها
مرحبا
مرحبا فريال انا درية
اهلا درية
أخبرني مراد بعودتكم واردت التهنئة والمباركة والاطمئنان على منذر . لقد كنت متابعة من الخارج لجلسات العلاج.
هتفت فريال في سعادة
الأمور تسير للأفضل درية كل شئ بخير .
أغلقت فريال الهاتف وهي تشعر بالفرح درية شقيقة مراد الوحيدة المهاجرة مع زوجها منذ سنوات في لبنان أن صوتها المستبشر يخبرها أن الأمور استقرت اخيرا لقد عادت الأمور لصورتها الأولى وزوجها اقلع عن الادمان وخير فعل فلقد تعافى منه بأول مراحل ولم يتغلل به وعادت الحياة لتبتسم لها ولأسرته من جديد أو هكذا كانت كانت تظن
كانت الساعة تشير لمنتصف الليل وفريال يفتك بها القلق والخوف تحدث ذاتها في رهبة
درجة حرارة منذر لا تنخفض بكمادات الماء ولا يزال مراد بالخارج
التقطت وشاحها الاسود واحتضنت الصغير وهي تجري صوب الصيدلية الوحيدة الموجودة بالمكان توقفت بمنتصف الصيدلية المفتوحة على مصراعيه الخالية من الطبيب فهتفت بصوت عال وهي تستجدي حضور الطبيب حتى لتطمئن ذاتها
دكتور عوني من فضلك
سمعت صوت وشوشة خافتة بالداخل قبل أن يخرج الطبيب من المعمل قائلا بحذر
كنت على وشك الإغلاق
لم تفهم فريال المغزي ولكننا تجاهلت الاستفسار قائلة
منذر تداهمه حمى وانا قلقة عليه
بترت جملتها وهو يضع يده على جبين الطفل ثم غاب بالداخل بضع دقائق وعاد حاملا حقنة صغيرة قائلا آمرا إياها في غلظة
امسك بالطفل جيد.
بعد أن أنهى اعطاء الحقنة لمنذر أردف بلهجة فظة
سيكون بخير في الصباح
سمعت صوت ارتطام اشياء بالمعمل فأشار عوني لها بيده إلى الخارج في أسلوب أشبه بالطرد
يمكنك أرجاء الحساب للغد مع فريد
تمتمت فريال بكلمة شكر وهي تنسحب من الصيدلية وضعت يدها على رأس منذر الذي أخفاه في كتفها متمتمة بهدوء
ستكون بخير يا صغيري.لا بأس
تنهدت بعمق وهي تتذكر معاملة الطبيب تبدو تصوفاته رغم فظاظتها مريبة ربما هناك فتاة بالداخل ولكن هذا العطر الذي استنشقته أنه كولونيا 555 الذي يستخدمها الرجال.

منذر اياك وان تعبث بمقتنياتي مرة أخرى أبتعد عن الأدراج
وضعت فريال ةطعام الإفطار على المائدة وذهبت لتحتضن منذر الذي انفجر باكيا هددهت بلطف الطفل الذي يرتجف من الخوف جراء الصوت العالي قبل أن تنظر والى مراد زوجها الذي أعقب بلهجة مبررة في ضجر
هذا الإدراج بها أوراق خاصة بالعمل
أستنكرت
فريال أنه مجرد طفل.ليس رجل حتى تتبع معه هذا الأسلوب
أعترض مراد قائلا وهو يمشي في أرجاء الغرفة
منذ أن صار يمشي وهو يعبث بكل ما تطاله يده لقد أصبح شقي جدا
اتم عبارته ثم اغلق الدرج بالقفل مما جعل فريال تقول في ضيق
لقد صرت عصبي المزاج هذا الايام
برر مراد في ضيق
مشاكل كثيرة عالقة بالعمل
اتجه مراد للباب فتساءلت فريال في دهشة
ألن تتناول افطارك
اغلق الباب خلفه دون أن يجيب فاتجهت فريال لأحد الغرف بالشقة وهي تشير لمنذر حتى يذهب خلفها
هنا عالمنا الخاص. الآن سأرسم لك لوحة. نبدأ بها اليوم.
كانت الساعة تشير للثانية ظهرا حين دوى صوت ضجة بالحي وصوت أبواق لسيارات الشرطة وهتاف أحد المارة بالشارع وهو يصيح
القو القبض على الطبيب عوني
كادت فريال أن تفتح النافذة لتكتشف الأمر ولكن صوت الطرقات على الباب جعلها ترجأ ذلك ليطالعها وجه مراد المضطرب
غريب عدت مبكرا من العمل ؟
هتف مراد وهو يدلف مسرعا إلى الداخل
لقد شعرت بألم حاد بالرأس ولم اكمل اليوم كان الصداع مثل فأس صدئة في دماغي
هتفت فريال وهي تنظر في اتجاه النافذة
هناك ضجة بالخارج
ولكن مراد تجاهل كلماتها ليدلف للغرفة فتحت النافذة ونادت بهدوء
مراد أنظر هناك سيارات الشرطة تأخذ عوني الطبيب الصيدلي
شعرت فريال بالصدمة وهي تشاهد عوني وهو يستقل سيارة الشرطة في ثبات وهدوء ورأس مرفوع في غرور
أغلقت النافذة ومراد يتساءل
"أي تهمة يواجهها الصيدلي عوني أنه طبيب وهادئ
صمتت فريال لحظات قبل أن ترد في حذر
منذ عدة أيام ليلا كنت اريد خافض حرارة لمنذر كان هناك شئ مريب بالمعمل الخاص به كان هناك رجل آخر حرص الطبيب عوني على الإ أشعر بجودة وربما عدة رجال. ربما الطبيب يمارس تجارة مشبوهه أو أدوية مهربة
انتظرت فريال أن يؤكد تخمينها ولكن مراد تساءل بحيرة
اين طفلي الحبيب منذر
همست فريال في حذر وهي تضع يد على فمها
الامير الصغير نائم.
هنا قال مراد زوجها
أنتم تحتاجون نزهة سنذهب غدا لأحد الحدائق
هزت فريال رأسها بالايجاب وهي تفكر ما هي الأطعمة التي يجب أن تفعله ليلا لتستعد للصباح
حمل مراد حقيبة المأكولات والمشروبات الغازية ليضعها على أرض الحديقة ضاحكا
هل سنهاجر أنها بضع ساعات
ابتسمت فريال وهي تضع المفرش ذو الالوان المبهجة ليجلس زوجها وطفلها عليه وشرعت برص الأطعمة نظرت للحديقة وهي تشاهد مجموعات من الأسر يفترشون الأرض وقف سمير فنظرت له فريال بلهجة متسائلة فقال مراد ساتجول بضع دقائق واعود
تابعت فريال خطوات زوجها الذي اتجه بخطوات واثقة لمنتصف الحديقة سرعان ما اعترض طريقة أحد الأشخاص الذي صافحه بهدوء وابتسم مما جعل فريال تتابع الأمر عن مسافة ليست بعيدة
واستطاعت أن تقرأ بحركة الشفاة
ما يقول
أثق أنك ستتولى زمام الأمور
قال مراد وهو يجلس جوارها بعدأن أشار إلى صديقه بتحية وداع نظر إلى فريال وأشار إلى بطنه قائلا
أرغب ببضع الشطائر
حاولت فريال أن تسأله عن هوية الشخص الذي أوقفه من يكون ولكن مراد وضع الشطيرة بين يده وعيناه تشع جوع
قضم من الشطيرة بنهم وضع يده على رأس منذر قائلا في توضيح قبل أن تسأله زوجته
أنه صديق قديم لم التق به منذ زمن بعيد
هزت فريال رأسها في تفهم ولكنها شعرت بقلق. قلق وهواجس متعبة فشلت أن تعرف مصدرها لهذا نأت أفكارها وهواجسها جانبا ونظرت إلى الحديقة والأشجار حولها
بعد مرور شهر.
منذر من أين ءاتيت بكل تلك الأقراص
تساءلت فريال وهي تضع أحد المعالق بمكانها قبل أن تضع اصبعها على فمها بلهجة تحذيرية
هذا خطأ كبير
قلبت شريط الاقراص بيدها وهي تمني ذاتها الإ تكون نفس الأقراص التخديرية التي أقلع عنها فريد ولكن العبوة تبدو حديثة وإغلاقها ينبئ أنها لم تستخدم بعد هل هي عبوة قديمة أغفل فريد عن التخلص منها خرجت من المطبخ يتبعها منذر وهي تسأل دون أن تنتظر جواب
أين وجدتها
كانت تبحث بعينها بأرجاء الشقة عن أي أثر آخر اتجهت لغرفتها وهي تشاهد درج الخاص وقد أظهر نصفه عن محتوياته فتحت الدرج بنهايته بيد ترتعش لتشاهد مئات من العبوات مكدسة تحمل نفس الأسم وتحمل ذات الصفة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي