الفصلالرابع

فاق جاسر من خياله على صوت ضرب نار عالي فنظر لجده بدهشه ومراد كذلك
ثم قال الدسوقي / لا ده الموضوع زاد عن حده قوي يلا بينا نخرجلهم برا ..

وبالفعل خرج الدسوقي ومعه ابنه عزمي وحفيديه مراد وجاسر لكنهم اتصدموا من منظر عائلة المحمدي الكبير لكن الدسوقي لم يتاثر بعددهم ووقف وبدا يتحدث بصوت عالي : انا لحد دلوجت مش مصدك انكم جيتوا اهنااا لبيت العمده بالشكل ده متخيلين ان انا اللي خطفت عروسه ابني طب ليه هاعمل كده ليه هاقوم الحرب مره تانية ..

المحمدي والد روح / امال مين هيبقى ليه  يد في خطف بنتي يا عمده دي لسه واصله النهارده ما بقالهاش كام ساعه وما تعرفش حد اهنا ولا حد كمان يعرفها .

في اللحظه دي حس  جاسر انه لابد يتحدث لكي يعلم الجميع انه جاسر الدسوقي حفيد الدسوقي وانه لم يسمح باهانه جده او توجيه له الحديث بستهزاء وبالفعل وقف جاسر بجانب جده بثقة و شموخ  وقال للمحمدي بحده /  انا مقدر جدا انك مش لاقي بنتك واكيد دي حاجه قلقاك بس لازم تفهم كويس قوي ان انت واقف قدام دوار العمده وانك بتتكلم مع العمده يبقي لازم تراعي كلامك وتاخذ بالك من كل لفظ بتقوله لاننا مش هنقبل ابدا الاهانة ،
اما  بقى بنتك فاحنا ما اعرفش عنها حاجه بس عشان احنا هنبقى اهل فبامر مني انا  كل الرجاله اللي في الدوار و في البلد كلها هيدوروا عليها .


المحمدي بدا يشعر بقلق من نبره جاسر  الحادة
فبرغم انه يعرفه جيدا ويسمع عنه كثير عن شخصيته القويه و صلابته وانه من اشهر رجال الاعمال لكنه لم يتوقع انه بهذا الجبروت في حديثه وبهذه الثقه الذي كان يتمتع بها والده
محمدي فكر ان يتحدث لكي يبرر موقفه لكنها وجد اخيه يقترب منه ويقوله / بجي ده  جاسر اللي متربي في مصر هو ده حفيده كبير انا مصدوم بجد ده الواد نسخه من جده علي صغير .

الدسوقي شعره بوجود حديث بين عيله المحمدي وانهم  انبهروا من كلام جاسر وثقته بنفسه فرح الدسوقي و وضع يده علي كتف جاسر ونظر له  بفخر وكانه يعتز بانه حفيده
وقال صوت في نوعا من الصمود / وانا مش هانزل كلمه حفيدي الارض كل الرجاله اللي في البلد دي هتدور على روح بنت المحمدي بس انا عندي طلب لان جاسر في الصعيد ولا انه صعب يجيء ثاني لانه عنده شغل كثير في اول ما نلاقيها نكتب الكتاب على طول ، ولا ايه رايح يا صالح .

صالح المحمدي / هو انا هرفض بردو يا عمده ، نلاقيها و في نفس اليوم هنكتب الكتاب .

وبالفعل انصرف عائلة محمدي و امر  الدسوقي كل الغفر والرجاله انهم بيدوروا في البلد على روح وفي نفس ذات الوقت اصدر جاسر القرار بعدم الاقتراب من الجنينه الخلفيه للدوار او اسطبل

في الدوار عند جاسر و مراد ..

جاسر كان يشتغل غضبا من قرار جده امام عيلة المحمدي واتفاقه  على زواجه بدون علمه
لكن مراد كان  يقف بجانبه  يحاول ان يخفف عنه غضبه .

مراد / ما خلاص بقى يا جاسر اللي حصل حصل وانت عارف كده كده لان جدك متفق مع عائله المحمدي في مش هتفرق كثير .

جاسر بحدة/ لا طبعا تفرق ، تفرق بالنسبه ليا ان جدك ماعمليش اي احترام لكلامي و قراري   وفي عز ما انا كنت باقوله لا مش هاتجوزها واقف قدام الرجاله بيقول لهم فرح ابني اول ما الاقيها طب ان شاء الله ما يلقوها يارب ... و بعدين انت التاني واقف معايا ليه غور من قدامي ..

مراد تصنع الصدمة من كلام جاسر برغم انه يعلم جيده ان اخيه متقلب المزاج / يعني انت مش قادر علي جدك فقولت تزعقلي انا عموما تشكر يا كبير ..

و بالفعل تركه مراد و صعد الي غرفته منعا لحدوث بينهم اشتباك لكنه بمجرد ما دخل غرفته وجد هاتفه
يصدر صوتا فاقترب منه ووجد ان اسامة يتصل به

مراد / الو يا اوس اوس  والله ليك وحشة ، ايه هو كل اللي يشتغل مع جاسر كدة ينسي صحابه ولا ايه

اسامة / مراد انا مكلمك دلوقتي علشان  كنت محتاج   اقولك علي اللي حصل لان ضميري هيموتني
بص   فيروز جاتلي النهارده البيت وبدات تتكلم ثاني على اللي كان بينا و حبنا لبعض  وانا ما بقيتش عارف اعمل ايه .

مراد / بني ادمة فعلا حقيره ، بص مش انا اللي كنت باقولك ما تقولش لجاسر لانه ممكن يتهمك انت بالكذب وان شكله بيحبها بجد وانها ممكن تكون فعلا اتغيرت ..... لكن لاء يا اسامه جاسر  لازم يعرف والنهارده قبل بكره و  البنت دي لازم تخرج من حياته باي ثمن انا بجد مابقتش مستحمل اني اشوف اخويا مخدوع في خطيبته .

اسامة/  عندك حق يا مراد بس هاقولك حاجه ما تقولوش عن فيروز اي حاجه لحد ما اجي الصعيد وانا هاجي بكره اتفقنا. 

مراد / خلاص اتفقنا ...

و بالفعل  اغلق اسامة هاتفه مع مراد وجلس في غرفته يبحث عن اي ادلة كانت تثبت العلاقة بينهم وبالفعل وجد  جميع الرسائل التي كانت تتبادل بينهما وتحذيره لها انها تبعد عنه والا سوف يخبر جاسر بكل شيء و جلس علي الكرسي الخاص به و بدا يتكلم مع ذاته / خايف اوي يا جاسر انك تحس ان انا خدعتك ، بس يعلم ربنا اني عملت كده عشان خاطر مصلحتك انت لكن دلوقت جيء الوقت انها تخرج من حياتك ومن حياتنا كلنا
الوداع يا فيروز و للابد كمان

و قام اسامة و جهز شنطه للسفر  وقرر انه يخلد في النوم لكي يسافر غدا الصعيد وحاول ان يهدئ من اعصابه و من توتره  لانه يعلم جيدا انه غدا سوف يدخل في صراع شديد مليء بالحقائق وبالصدمات


في ملهي ليلي كانت تجلس فيروز مع اصدقائها يشربون البعض من الخمور ..

دهب / انا مش مصدقة ان فيروز خطيبه جاسر الدسوقي قاعده معانا هنا ، انت يا بنت مش خايفه منه ده لو عرف ان انت معانا اصلا هيقلب الدنيا .

فيروز/ اولا جاسر مش في مصر جاسر في الصعيد مع البهائم والناموس والحاجات البيئة قوي دي
وبعدين هو بيثق فيا جدا وعارف ان عمري ما هاعمل حاجه هو بيرفضها صح ولا ايه .. و بدات فيروز تضحك بتريقة و استمتاع ..

سامح بضحك / ايوه طبعا انا مصدقك .. بقولك ايه يا فيروزتي ما تيجي نرقص مع بعض بقي احتفالا بعلاقتك الجميلة الصادقة مع جاسر . يلا يا قمر

و بالفعل اخذ سامح فيروز و بداوا يرقصوا لكن حركاتهم و طريقتهم مع بعض في الرقص كانت طريقة ملفته و فيها نوعا من التحرش بينهم
لكن في نفس الوقت دخل عمار و خالد نفس الملهي الليلي و جلسوا علي طرابيزة ..

عمار / الحق يا خالد مين هناك مش دي برده فيروز خطيبة جاسر..

خالد بص ناحيتهم وبالفعل وجدهم يرقصون معا لكنه اشمئز من منظر ملابسها ومن منظر رقصهما وقال لعمار/ ايه القرف ده ايه اللي هي لابساه ده هو جاسر يعرف انها هنا

عمار بضحك / اكيد لا يعني انت عبيط .. باقولك ايه طلع الموبايل وصورها ، مالك يا عم اتصدمت كدة ليه طلع بس الموبيل و صورها

خالد / حاضر يا عمار لما اشوف اخرتها معاك ايه وبالفعل اخرج خالد هاتفه وبدا يصور فيروز اكثر من مره

عمار /اخرتها فل باذن الله . يلا بقى نمشي من هنا احسن تشوفنا، انا عايز اسافر البلد دلوقت حالا نفسي اشوف شكل جاسر قوي وهو مضحوك عليه وهو قال ايه عاملي فيها الحفيد الكبير .

خالد تحدث بحدة / عمار قلتلك اكثر من مره انا ما باحبش طريقتك في الكلام دي وبعدين اكيد جاسر ما يعرفش ان هي اخلاقها كده وطريقتها كده
باقولك ايه، يلا يلا نمشي انا مش طايق نفسي

خرج عمار وخالد من هذا المكان قبل ان تراهم فيروز وكان خالد يحمل بداخله كثير من الشفقه اتجاه ابن عمه لانه كان يعلم جيدا ما هو شعور الخزلان وخصوصا من اقرب الاشخاص لهم اما عمار فهو كان سعيد للغايه لانه شعر لاول مره ان جاسر ضعيف .


في الصعيد ..

في الجنينة الخلفيه ذهب جاسر للاسطبل ودخله بهدوء تام لكي يتطمن على روح ووجدها مغمى عليها كما تركها. فاحتل الخوف والفزع قلبه واقترب منها وبدا في افاقتها لكنها لم تستجيب معه فشعر في هذه اللحظه بانه سوف يفقدها و هذا الشعور جعل قلبه يتمزق لكنه سرعان ما فاق من احزانه و ذهب خارج الاسطبل و احضر ماء و بدا يحاول مره اخري في افاقتها و بالفعل في هذه المره استجابت له و فاقت لكن خوفها كان مسيطر عليها واول ما فاقت ووجدته أمامه تشبثت بيه بخوف و ظلت تتحدث بكلام غير مفهوم و اخد جاسر يحرك يده علي راسها و ظهرها لكي تهدا و بالفعل بدات في السكون ...

جاسر بصوت يغلبه الخوف / انتي كويسة مش كدة
هو انتي اغم عليكي ليه ، هو انتي تعبانة او بتخافي من الضلمة او حاجة

روح نظرت له بخوف / لا بخاف من الحصنة جدا وعندي فوبيا منهم و انت سبتني معاهم و خرجت

و بدات روح في هذه اللحظة تستوعب الوضع و انها تجلس في حضنه لكنها نظرت له بحدة و زقته بعيدا و قامت و حاولت تخرج من الاسطبل لكن جاسر مسك ايدها بقوة / هو انتي فاكره انك هتخرجي من هنا بسهولة اوي كدة ، اترزعي اقعدي علشان حصلت كارثة ولازم نتصرف فيها يا بنت صالح المحمدي

روح بزعر / انت عارف بابا ولا ايه يا ابني انت. .

جاسر بتريقة / ابنك.  بقي انا جاسر ..

روح بتريقة علي اسلوبها و تقلد طريقته / بقي انا جاسر الدسوقي هبقي ابنك ، دول لو شفوكي جمبي في الشارع هيفتكروكي بنتي .. ها مش ده اللي كنت هتقوله برضو ولا ايه يا استاذ جاسر .

جاسر اتصدم من طريقتها ومن تقليدها له وابتسم غصب عنه وقال / انت عرفتي ازاي ان انا هاعمل كده ولا انت بقيتب خلاص تحسي بيا و غمزلها

روح اتوترت جدا من نظرته و من مغزي كلامه لكنها حاولت انها تتصنع الحدة /  لاء يا لذيذ لكن عشان انت مغرور وشايف نفسك واكيد كنت هتعمل كده وهتقول الكلام بتاعك ده،  على فكره بقى انا مش فاضيه ليك اصلا ولازم امشي من هنا حالا .

جاسر / قصدك تهربي من هنا حالا قبل ما رجاله ابوك يلاقوكي  مش كده،  انا عايزه افهم ازاي تبقي بنت  المحمدي ومش عارفه ان انتي لو فكرتي تهربي  ابوك هيقلب  البلد كلها عليكي لحد ما يلاقيكي .

روح/  يا اخي مالكش دعوه بيا  .. انت كل اللي عليك انك تخرجني من الاسطبل ده وسيبني وانا هاهرب لمصر وانا اصلا غلطانه اني جيت هو ضحك عليا وقالي انه تعبان عشان كده جئطيت لكن لو كنت اعرف انه عايزني اتجوز الكائن اللي واقف قدامي ده ما كنتش جيت .

جاسر مسك ايديها جامد/  كائن اللي واقف قدامك هو انت اصلا تطولي اني ابصلك،  وبعدين يا حضره الدكتوره ابوكي جيه عند جدي وافتكر ان احنا خطفناكي و مكنشي يعرف ان بنته المحترمة اوي هربت و سابت بيته .. وقعد يزعق وبعدها انا امرت الرجالة انهم يدوروا عليكي في البلد كلها .

روح بعصبية /  يا نهارك اسود ومنيل انت ازاي تعمل كده ما انت عارف اني عندك في الاسطبل وعارف ان انا عايزه اهرب ،  انت بتعمل كدة عشان تاذيني صح.

جاسر/  لا عشان انا قررت انك تبقي حرم جاسر الدسوقي يا روح ..

وفجاه جاسر ضرب روح بدماغه وهي اغمي عليها وشالها وخرجها من الاسطبل وخرج من باب الخلفي ودخل الدوار وكانه انقذها ... و دخل بيها الدوار لكنه وجد ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي