كريتشر

nashwaaboalwafa`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-20ضع على الرف
  • 20.2K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الرابع

استمرت ماجي في البكاء، لتقول من بين شهقاتها:
- كدت أموت رعبًا إيف، كان كل شيء يسير طبيعيًا، والسيدة شارلين تمزح معي كعادتها، وتخطط لاصطحابي معها إلى القطب الذائب لنمضي عطلة نهاية الاسبوع وكنا نختار الفندق الذي سنمضي به العطلة، بعد أن تم بناء المجمع السكني الدولي به بعد مدة طويلة من كونه مهجورًا، وفجأة تجمدت الضحكة على وجهها ليحل محلها نظرة جامدة الملامح، وصمتت تمامًا، وأنا أسألها ماذا بكِ سيدة شارلين؟ وهي لا تجيب ثم تحولت نظرتها لي إلى نظرة ذئب جائع قد وجد فريسته المنشودة وبدأت تقترب مني تريد التهامي وأنا أصرخ وأحاول الدفاع عن نفسي، لقد كانت بالضبط كأولئك الموتى الأحياء اللذين نشاهدهم في فقرات البث الحي، حاولت أن أقتلها كما نرى السفليين يفعلون فلقد لمحت السكين على طاولة المطبخ الرخامية فهرعت نحوها لاستلها من مكمنها، وحاولت قتلها لكن لم أستطع وفجأة توقفت وجحظت عيناها، أعتقد ساعتها كانت شريحة ال(كت) قد تفعلت، لكن لماذا تأخرت كل هذا لقد قالوا أنها تعمل فور ظهور الطفرة، كيف تتأخر هكذا؟ لقد كدت أن اقتل وعلى يد من؟ السيدة التي أمضيت كل حياتي بخدمتها، لا أدري إيف، كيف سأعمل لدى غيرها؟
- ستعملين ماجي وستعتادين، إنتِ تعلمين جيدًا إنك إن رفضت العمل ستطردين من المستقر، وإنتِ يا قطعة البسكوت الهشة لن تستطيعي الصمود في العراء خارج المستقر ولو لدقيقة واحدة، إما ستقعين فريسة لأحد الموتى الأحياء القليلين بالخارج، أو سيأسرك أحد كائنات الكريتشر لاستخدامك في التوالد، وإن نجوت من هذا أو ذاك فلربما أمسك بك أحد السفليين.
- يا ويلي يا ويلي، لقد نجوت بأعجوبة، لكن أين ستعتقدين أنهم سيرسلونني للعمل؟
- لا يهم يا ماجي المهم ألا يحدث ما يدعوهم لطردك من المستقر.
لحظات وصدح صوت الهاتف المرئي ليعلن عن اتصال قادم من المقر الدولي لأبحاث الطفرات وتجيب إيف على المتصل الذي لم يكن سوى آدم، لتظهر صورة آدم في وسط الفراغ ويحدثهما:
- هل أنت بخير ماجي، هل أنت على ما يرام إيف؟ هل أصابكما أي مكروه، لقد أخبرني مايكل بما حدث.
ردت إيف:
- اطمئن نحن بخير.
- هذا جيد لقد أصبت بالفزع ما أن علمت.
قالت ماجي:
- أشكرك آدم لاهتمامك.
- لا داعي ماجي، لا داعي المهم أنك بخير، أرجوكما توخيا الحذر، من الأفضل أن يكون في متناولكما سلاح تستطيعان الدفاع به عن نفسيكما، تذكرا الطعنة للميت الحي يجب أن تكون في منتصف الجبهة.
- حسنًا.
قالتها إيف.
- سأنهي الاتصال الآن، باستطاعتك إيف الانصراف مبكرًا اليوم لترافقي ماجي لدائرة التوزيع، يجب ادراجها اليوم بقوة العمل وإلا ستطرد بالغد.
- حسنًا، نحن ذاهبتان الآن.
أغلق الاتصال وقالت ماجي:
- إن آدم حقًا صديق عزيز، ما زال يذكر طفولتنا معًا ويعتني بنا رغم اختياره لينضم لصفوف الصفوة، لا أدري ما الذي كنا لنصبحه لولا تدخل آدم وعنايته بنا إيف.
- بالطبع إن آدم يعتني جيدًا بنا ويسهل لنا الكثير من العقبات بمركزه الذي وصل له، والآن هيا بنا اسرعي لكي يتم توزيعك قبل الصباح.
وخرجت الفتاتان متوجهتان لدائرة التوزيع، وكل من يقابل ماجي يواسيها فماجي منذ نعومة أظافرها وهي تعمل لدى السيدة شارلين، فهي بمثابة والدة لها.
دخلت الفتاتين إلى مقر التوزيع ، انتظرت إيف بالخارج فلا يسمح بالدخول إلا لمن سيتم توزيعه فقط لتغيير شريحة التوزيع والبيانات وزرع شريحة جديدة.
دخلت ماجي وهي تلعن كل تلك الحظوظ السيئة التي تكالبت عليها من موت شارلين إلى وجوب توزيعها مرة أخرى وخضوعها لعملية زرع جديدة بكل ما فيها من ألم.
بعد نصف ساعة خرجت ماجي والدموع متجمعة في عينيها، اقتربت منها إيف بسرعة تربت عليها قائلة:
- تحملي قليلًا سيزول ألم الزرع بعد ثوانِ معدودة.
قالت ماجي بصوت متهدج:
- ليس هذا ما يضايقني إيف.
سألتها إيف:
- إذن ماذا بكِ؟ لا تثيري هلعي هل طردتِ؟
- خمني يا صديقتي العزيزة إلى أين تم توزيعي؟
ضحكت إيف رغمًا عنها وقالت:
- وكيف سأعلم هل أعمل في خط بيانات السيرفر أيتها الذكية؟
زمت ماجي شفتيها وقالت وهي تزفر بحزن واضح:
- تم إلحاقي بالعمل لدي الجنرال زافير جيكوب وليس في المنزل حيث تتواجد مجسات السلامة بل في معتقل المستقر.
اتسعت عينا إيف رعبًا وقالت:
- يا إله السماوات! ما هذا الحظ السيء ماجي، هل دعست على قدم أرنب أيتها المنحوسة؟ المعتقل وزافير جيكوب سويًا.
هزت ماجي راسها بأسى وهي تقول:
- لا أدري! حقًا لا أعلم ما هذا الذي يحدث لي؟ يبدو أن كل الراحة التي نلتها في حياتي سابقًا ستزول الآن، إن جنرال زافير جيكوب هو أبغض إنسان في كل العاصمة الدولية، لا يوجد فتاه تستمر في العمل لديه أكثر من إسبوع إلا وتتعرض لمشكلة ما وتختفي، أما المحظوظات اللاتي لم يختفين قد طردن للعراء، أعتقد أنني يجب أن أتخذ قراري إيف بأن أمتنع عن العمل.
صرخت إيف بحدة بها قائلة:
- لا ماجي أمنعك من ذلك أنتِ تفكرين برعونة وتسرع الآن نتيجة صدمتك، تريثي قليلًا، وفكري جيدًا.
- أفكر في ماذا إيف؟ أخبرك أني سأعمل لدى الجنرال زافير، زافير يا إيف! أنت تعلمين أنه صرح لي بمنتهى الوضوح عن رغبته بالحصول عليّ، وأنا لا أطيق النظر لوجهه، فكيف أعمل هناك؟
- يجب ان تتحلي بالحكمة ماجي، هل تظلين هنا وحولك خطر محدق واحد هو زافير جاكوب، أم تخرجين للعراء وحولك خطر الموتى الأحياء والكريتشر والسفليين بنوعيهما، أخبريني ماذا تختارين؟
- زافير يمثل خطر كبير إيف لربما كان العمل لديه في المنزل أكثر أمنًا لكنني سأعمل تحت إمرته في المعتقل وأنتِ تعلمين جيدًا ما الذي يقال عن المعتقل وما يحدث به، المعتقل يخضع لزافير خضوعًا تامًا ولا يتم تصوير ما يحدث به وفقًا لتعليمات المايند الأعظم شخصيًا.
- سنفكر في حل لمعضلة عملك لدى الجنرال زافير لتنعمي بالراحة هنا في المستقر والعاصمة، سأطلب من آدم أن يحادث زافير ليتم نقلك للعمل معي.
- أتظنين أن ذلك سينجح؟ أنتِ تعلمين أنه لا يطيقه.
- سنحاول ماجي، سنحاول، لا مفر أمامنا سوى المحاولة، لا أريد فقدانك عزيزتي.
دخلت إيف وماجي عبر بوابة المستقر وعبرتا من خلال ممر الفحوصات الطبية الحيوية الذي تجتازانه يوميًا مرتان ليعلن خلوهما من أي طفرة أو تلوث خارجي ثم توجهتا لغرفتهما المشتركة فإيف وماجي تقيمان في غرفة واحدة منذ أن دخلتا المستقر وهما في العاشرة من عمرهما وها هما الآن أصبحتا على مشارف الخامسة والعشرين، وقفت إيف أمام المرآه تمشط شعرها الطويل الأسود فأم إيف تعود لأصول هندية تمتاز بشعرها الطويل وعينيها الساحرتين بلونهما الأزرق الذي ورثته عن جدها روسي الأصل، ذات جسد ممشوق وبشرة بيضاء، أما صديقتها العزيزة ماجي فهي ذات أصول إفريقية مجعدة الشعر تجعله دائمًا قصيرًا يصل لبداية كتفيها وجسدها متوسط.
بعد أن مشطت إيف شعرها كانت ماجي قد خرجت من دورة المياه بعد أن نعمت بحمام منعش يزيل عنها عناء ما قاسته في يومها وما تعرضت له.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي