الفصل الثاني
الفصل الثاني
سجين القلب
بقلمـ / ندى ممدوح
هناك أملاً يتجدد بفؤادها بعدما ألقى ذاك الظابط السلام والأمان بـ روعها لقد وعدها بالبحث عن الحقيقه وأظهارها مهما كلفه الأمر ، ناظرة بالفراغ أمامها باسمة الثغر مشرقة المحيا تُصلى على الحبيب المصطفى متيقنة أن الله سينجدها ستخرج حتمًا مما هي به ، كانت تتحلى بالصبر تلهمه بروعها عسى أن تطمئن تمر أيامها ولياليها ولا يرقأ لها دمع ولا تكتحل بنوم
خرج من المنزل بعجالة وصعد سيارته وأنطلق مسرعًا گ سرعة البرق وما شابه ... وصدى صوتها لا يفارق ذهنه يُقسم أنه سيفعل ما بوسعه لأنقاذها ان كانت بريئة ، وأنه سيُدفع الثمن غالي لمن تسبب لها بتلك الحالة ، لا يدري ما ذاك الشعور الذي يشده تجاهها وانها بريئة من هذه التهمة رغم الأدلة ولكن هذا عمله وعليه اكتشاف الحقيقة .
[ ] وصل حيث وجهته ؟؟ أمام أحدى الفنادق المشهورة لكمال الشامي ثم ترجل بملامح مبهمة وأغلق الباب خلفه وتنهد تنهيدة طويله محملة بالأثقال وظل مكانه يتفحص المكان حوله بعينيه ِ ، طقطق رقبته تزامناً وهو يحرر يديه من جيب بنطاله ويتحرك بخطوات ثابتة واثقة غامضة للداخل...
[ ] مصعب موجهًا حديثه لموظفي الإستقبال :
- السلام عليكم .. ممكن أقابل أبناء الأستاذ كمال الشامي ؟
[ ] الموظف ببسمة هادئة :- أستاذ حسن و بدر على وصول .. تفضل حضرتك يمكنك أن تنتظرهما.
[ ] أنهى حديثه مشيرًا إليه للجلوس على احد المقاعد المتراصه جانبًا.
[ ] في حين أسترق مصعب نظرة لما أشار ثم عاد ناظرًا له وهو يقول بصوته الرخيم تزامناً وهو يدس يده بجيبه مخرجًا كرنيه ورفعه بوجهه :
[ ] -المقدم مصعب الحاوي .
هم الموظف بالحديث ليقاطعه مصعب متابعًا حديثه بحدة :
- لقد أمسكت هذه القضية بدل توًا واريدك حالًا أن تدلني للغرفة التي قُتل بها السيد كمال.
[ ] قاطعه الموظف بأعتراض :
- ولكن يا فن..........
ابتلع باقي حروقه وحلقه الجاف حينما صاح مصعب جازً على اسنانه :
- ليس هناك ولكن .. ستتفذ حالًا ما طلبته ؟
جحده بنظره لا تقبل النقاش ليهرول الموظف بعدما اشار لزميلة كي يقف بدلاً عنه ، واتجه للاعلى مع مصعب فاتحًا له باب احدى الغرف وتنحى جانبًا دون كلمة ، ليدلف مصعب بهدوء واخذ بفحص كل ركن بالغرفة حتى النوافذ والشرفه.....
وحينما أنتهى من فحصهُ أتجهَ للموظف قائلاً بنبرة هادئِة :
- غرفة كاميرات المراقبة أين ؟
أشار الموظف باسطًا كفه له وهو يغلق الباب :
- تفضل معي يا فندم.
انصرفوا إلى غرفة كاميرات المراقبة ، ليفرغوا له هنالك الكاميرات ويجلس منسجِمًا أمام الحاسوب يشاهدُ وقت دخول كامل الغرفةِ وما يَليهِ. منِصبًا همهُ وأهتمامهُ بالشاشةِ أمامهُ.
فجأة أنتصب واقفًا وهو يحمل الحاسوب موجهًا شاشته إلى العامِلاً :
- هذا حسن ابن كمال ولا بدر.
تقدم أحداهما خطوتين وأشار بسبابته للشاشة وهو يرفع بصره بـِ مصعب :
- هذا السيد حسن بن كمال بيه الله يرحمه.
بشرودٍ وتفكيرٍ أغلق مصعب الحاسوب و وضعه على الطاولة و وضع يديه في جذعه وهو يتسائل متنهدًا في غموض :
- حسن أليس هذا المتزوج ولديه ثلاث ابناء ويعمل منفردًا عن والده ؟
اومأ العاملاً سريعًا مؤكدين سؤاله ليتابع هو بذات الغموض الذي يطالعهم به :
- وهو أيضًا الذي أفلست شركته قريبًا، أليس كذلك ؟
اؤما العاملاً ليزفر مصعبُ بضيق ويخرج من الغرفه متوجهًا ناحية الذين يشرفون على الغرف والطعام وكُل من له حديث مع كمال.
ظل يسئل بضع اسئلة لكل من يجده فلم يجد إلا البشاشة منهن والثناء على كمال وحسن خلق مرام الجميع يحبها ويكنُ لها معروفًا وحبً ، إذداد همًا على همًا فلم يتوصل لشيء إلى الآن.. ولكنهُ تحلى بالأمل وأستبشر خيرًا.
تنبه لصوت فتاة تقول له وهي تشير خلفه :
- هذه سلمى التي تُقبل علينا هذه تكون صديقة مرام المقربة يارب تستطع أن تستفاد منها في شيء وسأدعوا أن تُثبت براءة مرام سريعًا لأني على يقين أنها بريئة.
أستدار كليًا للخلف لتطالعه فتاة ذات هيئة قصيرة وجسد ممتلئ وبشرة سمراء تقدم إليها قائلاً وهو يصافحها :
- معاكِ المقدم مصعب الحاوي المسؤل عن قضية قتل كمال.
اذدردت سلمى حلقها الجاف بتوتر وتوجست خفية قليلاً وقالت وهي تمد يدها للمصافحه :
- وأنا سلمى
اومأ مصعب وهو يسحبُ مقعد من خلفه وجلس وهو يتمتم :
- سلمى صديقة مرام المقربه، أليس كذلك ؟
اومأت سلمى وقد بلغ بها الخوف ذروته ، فخامرةُ الشك تجاهها وجحدها بغموض واعين مفعمه بالشك والريب وهو يغمغم :
- ما بكِ لا أراكِ بخير، هل ثمة شيء ؟.
هزت رأسها نفيًا :
- لا..لا يوجد شيء ، طبيعي أن يتوتر المرء في موقف كهذا .
أومأ دون أهتمامه وما زال يخامرةُ الشك ولكنه اشار لها قائلاً :
- لماذا لم تأتي لزيارتك صديقتك ؟
تمعن بأعيونها التي أكُتظت بالدموع ثم سرت علىٰ وجنتيها وهي تردد بتحريك شفتيها فقط وأستطاع هو بمهارة معرفة ما تتمتم به حيث تُوردد "سامحيني يا مرام سامحيني حبيبتي "
فـ تسائل مُصعب بدهش وهو يهب واقفًا :
- تسامحك على ماذا ؟.
أمعن النظر بها بتروي في حين نظرته هي بوجل وجاءه الرد من الخلف من صوتًا لم يعرفه "لأن والدتها كانت مريضة "
ألتفت برأسه ليقول برفع حاجب :
- ورد كامل الجبالي .. ما هذهالفرصة الجميلة ؟
ربتت ورد على منكب سلمى وببشاشة ردتُ على مُصعب:
- أنا اسعد يا أستاذ مُصعب.
مد مُصعب يدهُ قائلاً ببسمة :
- أنتِ تعرفيني إذن.
نظرة له ببسمة وأعين معتذرة :
- لا أصافح .. أنا محامي الدفاع لـ مرام.
أؤمأ مُصعب وهو يتنهد بعمق :
- أعلم طبعًا .. المحامية ورد الجبالي لم تخسر أي قضية خاضتها قبلًا.. لكن ماذا عن عن قضية مرام؟
أشارة له ورد على الجلوس :
- تعالىٰ نجلس اولًا ..
أومأ مُصعب وجلسا على احد الطاولات وطلبا قهوة صمتَّ ورد هنيهة قبل أن تقول في ثقه وهي تعقد ذراعيها على الطاولة :
- و هذه القضية سأكسبها أيضًا ان شاء الله، أتعلم لماذا ؟
رجع بظهره لظهر المقعد وهو يهز رأسه بتعجب :
- لماذا ؟ جل الأدلة والشهود تدل على مرام !
لوت ورد شفتيها وهي تقول بنبرة واثقه مزهوة :
- لا، أتركك من الشهود والأدلة المظلوم دائماً وابدًا معه الله وما نحن إلا ما نحن إلا أسباب سخرنا الله لِهم فـ لهذا أأكَد لك أن مرام ستخرج لأنها بريئة والظالم مصيره أن يقع ويذر دليل وراه لهذا أنا هنا ؟ يجب أن أجد هذا الدليل مهما كلفني الأمر والبحث لأني لن أرتاح قبل أن أخر مظلومًا من غياهب الجب.
تبسم مُصعب بأعجاب لا غرو منه وبفخر قال :
- ما شاء الله سمعت عنك كثيرًا ولكن ذادني شرفٌ مقابلتك لأني لاقيتك أفضل مما حكوا عنك.
مال بجذعه على الطاولة وهو يتابع :
- طريقنا واحد فلماذا لا نتفق ما قولك ؟
همت بالأجابة ولكن شُخص بصرها على شيئًا ما بالخلف ونهضت وهي تقول :
- سنبدأ حالًا بدر يقبل علينا .
ألتفت مُصعب وهو ينهض وقال موجهًا حديثه لها وبصره على بدر الواقف مع أحدٍ ما :
- المشتبه الأول حسن لأنه أخر من خرج قبل مرام.
ورد بشرود :
- الحقيقة لا بد لها أن تظهر سيستبين كل شيء.
ثم تقدما ناحية بدر الذي صافح مُصعب ورحب بهما إلى مكتبهِ وبعدما جلسا تسائل بدر بتعجب:
- متى المحاكمة الم تقبضوا على القاتل والأدلة اثبتت إدانته .
وبغُل و وحرٍ ملأ فؤادهِ تمتم :
- أريد أن أرَ حبلُ المشنقة ملفوفٌ حول عنقها
بُتر كلماته مُصعب مقاطعًا إياه :
- ولماذا أنت متأكد لهذه الدرجة أنها القاتل،نحن ما زلنا نبحث .
بإنفعال نهض بدر قائلاً بغضب :
- ماذا كيف ما زالتوا تبحثُ وقد قبضتم عليها بجوار جثة أبي
# صوتك لا يعلُ عليَّ يا هذا حادثني كما احادثك
قالها مُصعب بغضبٍ هادر يكاد يحرق من أمامه ، ليهدأ بدر وأغلق عينيهِ لثوانٍ وقال معتذرًا وهو يشير له بالجلوس :
- أنا أعتذر من حضرتك .. تفضل بالجلوس أعذرني رجاءً .. أنا شخصٌ قُتل والده وابي كان كل أهلي وأن يموت مقتلولًا شيء يُفلت الأعصاب ويصيب بالجنون
أومأت ورد وردت بدلٍ مُصعب :
- حصل خيرٌ .. على العموم لنتس ونتحدث فيمَ جئنا .
بدر بهدوء :
- طبعًا تفضلي.
اعتدلت ورد بجلستِها وقالت بجديه :
- نود أن نأخذ من حضرتك بعد الأجوبة في خصوص حسن أخيك.
بدر مضيقًا عينيه بعدم فهم :
- ما به حسن اخويا؟
زفرت وعد ثم ألقت سؤالها سريعًا :
- حسن أكثر شخصٌ يستفيد من موت والده، وخاصةً بعد أفلاس شركته
قاطعها بدر ضاحكًا بإستهزاء :
- بدر مستحيل ان يكون قاتل ابي، ماذا تقولا بالله .. هل تفقهون ما تتفوهان به ؟
مُصعب بغموض :
- وماذا عن تواجده في غرفة والده حين تم قتله بدقائق وقد دخلت مرام خلفه وجدت والدك مقتولًا، ماذا تعتقد في هذا ؟
بدر مقترحًا :
- ولماذا حسن قد يقتل أبي ؟ من الأرجح مرام فتاة فقيرة اي نعم أبيها صديق ابي لكنها قد فتاة وقد تفعل اي شيء من أجل النقود؟
مُصعب بمؤيدة :
- يجوز ذلك ولكني أريد تحركات حسن أخيك في يوم قتل والدكما كل شيء بالتفصيل دون مواربة.
أومأ بدر وقد خامرهُ الشك تجاه أخيهِ وبدأ بقص لهم ما على علمٍ به من مشاحنات بين حسن و والدهم وطال الحديث والاسئلة.
داهمها دوار حاد جعلها تستشعر أنها في لُعبة تدورُ بها بلى هوادة ، خفق فؤادها وأخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة ، تُحس أن روحها تنسحب منها ولا تدري كيف النجاة ولا بِمن تستغيث ، أغلقت جفنيها قليلاً ثم تساندت على ذاتها وعلى الجدار وهي تنهض علها تلوذ بأحد ينقذ روحها التي تُنسحب بالبطيء وهواءها الذي قَل فجأة ، فما أن وقفت مرام حتى أسودت الحياة أمامها كأنها داخل قبر حقًا ثم سقطت مغشيًا عليها.
لمَ يمضِ طويلاً وكانت قد تم نقلها في المشفى ، حيث أحتُجزت هنالك بسبب الهبوط الحاد وضيق التنفس الذي اصابها وخُضعت للعلاج ، باليومُ الثاني ما ان بُزغت الشمس وتوسطت السماء حتى ضجت المشفى بالحركة والأصوات بين أفراد الشرطة الراكضون بـِ كُل ركنٍ بها باحثون عن مرام التي أختفت على حين بغته.
ولج داخل المشفى ركضًا وأمسك بذراع أحد العساكر الذي كاد بالمرور من جانبه وتسائل بقلبًا هلوعًا :
- ما حدث... هل حدث شيء؟
العسكري بإحترام وعجالة :
- المتهمة هربت يا فندم،مرام الدسوقي لا يوحد لها اثر.. ؟
يُتبع...
ــــــــــــــــــــــــــ
#سجين_القلب
#ندى_ممدوح
سجين القلب
بقلمـ / ندى ممدوح
هناك أملاً يتجدد بفؤادها بعدما ألقى ذاك الظابط السلام والأمان بـ روعها لقد وعدها بالبحث عن الحقيقه وأظهارها مهما كلفه الأمر ، ناظرة بالفراغ أمامها باسمة الثغر مشرقة المحيا تُصلى على الحبيب المصطفى متيقنة أن الله سينجدها ستخرج حتمًا مما هي به ، كانت تتحلى بالصبر تلهمه بروعها عسى أن تطمئن تمر أيامها ولياليها ولا يرقأ لها دمع ولا تكتحل بنوم
خرج من المنزل بعجالة وصعد سيارته وأنطلق مسرعًا گ سرعة البرق وما شابه ... وصدى صوتها لا يفارق ذهنه يُقسم أنه سيفعل ما بوسعه لأنقاذها ان كانت بريئة ، وأنه سيُدفع الثمن غالي لمن تسبب لها بتلك الحالة ، لا يدري ما ذاك الشعور الذي يشده تجاهها وانها بريئة من هذه التهمة رغم الأدلة ولكن هذا عمله وعليه اكتشاف الحقيقة .
[ ] وصل حيث وجهته ؟؟ أمام أحدى الفنادق المشهورة لكمال الشامي ثم ترجل بملامح مبهمة وأغلق الباب خلفه وتنهد تنهيدة طويله محملة بالأثقال وظل مكانه يتفحص المكان حوله بعينيه ِ ، طقطق رقبته تزامناً وهو يحرر يديه من جيب بنطاله ويتحرك بخطوات ثابتة واثقة غامضة للداخل...
[ ] مصعب موجهًا حديثه لموظفي الإستقبال :
- السلام عليكم .. ممكن أقابل أبناء الأستاذ كمال الشامي ؟
[ ] الموظف ببسمة هادئة :- أستاذ حسن و بدر على وصول .. تفضل حضرتك يمكنك أن تنتظرهما.
[ ] أنهى حديثه مشيرًا إليه للجلوس على احد المقاعد المتراصه جانبًا.
[ ] في حين أسترق مصعب نظرة لما أشار ثم عاد ناظرًا له وهو يقول بصوته الرخيم تزامناً وهو يدس يده بجيبه مخرجًا كرنيه ورفعه بوجهه :
[ ] -المقدم مصعب الحاوي .
هم الموظف بالحديث ليقاطعه مصعب متابعًا حديثه بحدة :
- لقد أمسكت هذه القضية بدل توًا واريدك حالًا أن تدلني للغرفة التي قُتل بها السيد كمال.
[ ] قاطعه الموظف بأعتراض :
- ولكن يا فن..........
ابتلع باقي حروقه وحلقه الجاف حينما صاح مصعب جازً على اسنانه :
- ليس هناك ولكن .. ستتفذ حالًا ما طلبته ؟
جحده بنظره لا تقبل النقاش ليهرول الموظف بعدما اشار لزميلة كي يقف بدلاً عنه ، واتجه للاعلى مع مصعب فاتحًا له باب احدى الغرف وتنحى جانبًا دون كلمة ، ليدلف مصعب بهدوء واخذ بفحص كل ركن بالغرفة حتى النوافذ والشرفه.....
وحينما أنتهى من فحصهُ أتجهَ للموظف قائلاً بنبرة هادئِة :
- غرفة كاميرات المراقبة أين ؟
أشار الموظف باسطًا كفه له وهو يغلق الباب :
- تفضل معي يا فندم.
انصرفوا إلى غرفة كاميرات المراقبة ، ليفرغوا له هنالك الكاميرات ويجلس منسجِمًا أمام الحاسوب يشاهدُ وقت دخول كامل الغرفةِ وما يَليهِ. منِصبًا همهُ وأهتمامهُ بالشاشةِ أمامهُ.
فجأة أنتصب واقفًا وهو يحمل الحاسوب موجهًا شاشته إلى العامِلاً :
- هذا حسن ابن كمال ولا بدر.
تقدم أحداهما خطوتين وأشار بسبابته للشاشة وهو يرفع بصره بـِ مصعب :
- هذا السيد حسن بن كمال بيه الله يرحمه.
بشرودٍ وتفكيرٍ أغلق مصعب الحاسوب و وضعه على الطاولة و وضع يديه في جذعه وهو يتسائل متنهدًا في غموض :
- حسن أليس هذا المتزوج ولديه ثلاث ابناء ويعمل منفردًا عن والده ؟
اومأ العاملاً سريعًا مؤكدين سؤاله ليتابع هو بذات الغموض الذي يطالعهم به :
- وهو أيضًا الذي أفلست شركته قريبًا، أليس كذلك ؟
اؤما العاملاً ليزفر مصعبُ بضيق ويخرج من الغرفه متوجهًا ناحية الذين يشرفون على الغرف والطعام وكُل من له حديث مع كمال.
ظل يسئل بضع اسئلة لكل من يجده فلم يجد إلا البشاشة منهن والثناء على كمال وحسن خلق مرام الجميع يحبها ويكنُ لها معروفًا وحبً ، إذداد همًا على همًا فلم يتوصل لشيء إلى الآن.. ولكنهُ تحلى بالأمل وأستبشر خيرًا.
تنبه لصوت فتاة تقول له وهي تشير خلفه :
- هذه سلمى التي تُقبل علينا هذه تكون صديقة مرام المقربة يارب تستطع أن تستفاد منها في شيء وسأدعوا أن تُثبت براءة مرام سريعًا لأني على يقين أنها بريئة.
أستدار كليًا للخلف لتطالعه فتاة ذات هيئة قصيرة وجسد ممتلئ وبشرة سمراء تقدم إليها قائلاً وهو يصافحها :
- معاكِ المقدم مصعب الحاوي المسؤل عن قضية قتل كمال.
اذدردت سلمى حلقها الجاف بتوتر وتوجست خفية قليلاً وقالت وهي تمد يدها للمصافحه :
- وأنا سلمى
اومأ مصعب وهو يسحبُ مقعد من خلفه وجلس وهو يتمتم :
- سلمى صديقة مرام المقربه، أليس كذلك ؟
اومأت سلمى وقد بلغ بها الخوف ذروته ، فخامرةُ الشك تجاهها وجحدها بغموض واعين مفعمه بالشك والريب وهو يغمغم :
- ما بكِ لا أراكِ بخير، هل ثمة شيء ؟.
هزت رأسها نفيًا :
- لا..لا يوجد شيء ، طبيعي أن يتوتر المرء في موقف كهذا .
أومأ دون أهتمامه وما زال يخامرةُ الشك ولكنه اشار لها قائلاً :
- لماذا لم تأتي لزيارتك صديقتك ؟
تمعن بأعيونها التي أكُتظت بالدموع ثم سرت علىٰ وجنتيها وهي تردد بتحريك شفتيها فقط وأستطاع هو بمهارة معرفة ما تتمتم به حيث تُوردد "سامحيني يا مرام سامحيني حبيبتي "
فـ تسائل مُصعب بدهش وهو يهب واقفًا :
- تسامحك على ماذا ؟.
أمعن النظر بها بتروي في حين نظرته هي بوجل وجاءه الرد من الخلف من صوتًا لم يعرفه "لأن والدتها كانت مريضة "
ألتفت برأسه ليقول برفع حاجب :
- ورد كامل الجبالي .. ما هذهالفرصة الجميلة ؟
ربتت ورد على منكب سلمى وببشاشة ردتُ على مُصعب:
- أنا اسعد يا أستاذ مُصعب.
مد مُصعب يدهُ قائلاً ببسمة :
- أنتِ تعرفيني إذن.
نظرة له ببسمة وأعين معتذرة :
- لا أصافح .. أنا محامي الدفاع لـ مرام.
أؤمأ مُصعب وهو يتنهد بعمق :
- أعلم طبعًا .. المحامية ورد الجبالي لم تخسر أي قضية خاضتها قبلًا.. لكن ماذا عن عن قضية مرام؟
أشارة له ورد على الجلوس :
- تعالىٰ نجلس اولًا ..
أومأ مُصعب وجلسا على احد الطاولات وطلبا قهوة صمتَّ ورد هنيهة قبل أن تقول في ثقه وهي تعقد ذراعيها على الطاولة :
- و هذه القضية سأكسبها أيضًا ان شاء الله، أتعلم لماذا ؟
رجع بظهره لظهر المقعد وهو يهز رأسه بتعجب :
- لماذا ؟ جل الأدلة والشهود تدل على مرام !
لوت ورد شفتيها وهي تقول بنبرة واثقه مزهوة :
- لا، أتركك من الشهود والأدلة المظلوم دائماً وابدًا معه الله وما نحن إلا ما نحن إلا أسباب سخرنا الله لِهم فـ لهذا أأكَد لك أن مرام ستخرج لأنها بريئة والظالم مصيره أن يقع ويذر دليل وراه لهذا أنا هنا ؟ يجب أن أجد هذا الدليل مهما كلفني الأمر والبحث لأني لن أرتاح قبل أن أخر مظلومًا من غياهب الجب.
تبسم مُصعب بأعجاب لا غرو منه وبفخر قال :
- ما شاء الله سمعت عنك كثيرًا ولكن ذادني شرفٌ مقابلتك لأني لاقيتك أفضل مما حكوا عنك.
مال بجذعه على الطاولة وهو يتابع :
- طريقنا واحد فلماذا لا نتفق ما قولك ؟
همت بالأجابة ولكن شُخص بصرها على شيئًا ما بالخلف ونهضت وهي تقول :
- سنبدأ حالًا بدر يقبل علينا .
ألتفت مُصعب وهو ينهض وقال موجهًا حديثه لها وبصره على بدر الواقف مع أحدٍ ما :
- المشتبه الأول حسن لأنه أخر من خرج قبل مرام.
ورد بشرود :
- الحقيقة لا بد لها أن تظهر سيستبين كل شيء.
ثم تقدما ناحية بدر الذي صافح مُصعب ورحب بهما إلى مكتبهِ وبعدما جلسا تسائل بدر بتعجب:
- متى المحاكمة الم تقبضوا على القاتل والأدلة اثبتت إدانته .
وبغُل و وحرٍ ملأ فؤادهِ تمتم :
- أريد أن أرَ حبلُ المشنقة ملفوفٌ حول عنقها
بُتر كلماته مُصعب مقاطعًا إياه :
- ولماذا أنت متأكد لهذه الدرجة أنها القاتل،نحن ما زلنا نبحث .
بإنفعال نهض بدر قائلاً بغضب :
- ماذا كيف ما زالتوا تبحثُ وقد قبضتم عليها بجوار جثة أبي
# صوتك لا يعلُ عليَّ يا هذا حادثني كما احادثك
قالها مُصعب بغضبٍ هادر يكاد يحرق من أمامه ، ليهدأ بدر وأغلق عينيهِ لثوانٍ وقال معتذرًا وهو يشير له بالجلوس :
- أنا أعتذر من حضرتك .. تفضل بالجلوس أعذرني رجاءً .. أنا شخصٌ قُتل والده وابي كان كل أهلي وأن يموت مقتلولًا شيء يُفلت الأعصاب ويصيب بالجنون
أومأت ورد وردت بدلٍ مُصعب :
- حصل خيرٌ .. على العموم لنتس ونتحدث فيمَ جئنا .
بدر بهدوء :
- طبعًا تفضلي.
اعتدلت ورد بجلستِها وقالت بجديه :
- نود أن نأخذ من حضرتك بعد الأجوبة في خصوص حسن أخيك.
بدر مضيقًا عينيه بعدم فهم :
- ما به حسن اخويا؟
زفرت وعد ثم ألقت سؤالها سريعًا :
- حسن أكثر شخصٌ يستفيد من موت والده، وخاصةً بعد أفلاس شركته
قاطعها بدر ضاحكًا بإستهزاء :
- بدر مستحيل ان يكون قاتل ابي، ماذا تقولا بالله .. هل تفقهون ما تتفوهان به ؟
مُصعب بغموض :
- وماذا عن تواجده في غرفة والده حين تم قتله بدقائق وقد دخلت مرام خلفه وجدت والدك مقتولًا، ماذا تعتقد في هذا ؟
بدر مقترحًا :
- ولماذا حسن قد يقتل أبي ؟ من الأرجح مرام فتاة فقيرة اي نعم أبيها صديق ابي لكنها قد فتاة وقد تفعل اي شيء من أجل النقود؟
مُصعب بمؤيدة :
- يجوز ذلك ولكني أريد تحركات حسن أخيك في يوم قتل والدكما كل شيء بالتفصيل دون مواربة.
أومأ بدر وقد خامرهُ الشك تجاه أخيهِ وبدأ بقص لهم ما على علمٍ به من مشاحنات بين حسن و والدهم وطال الحديث والاسئلة.
داهمها دوار حاد جعلها تستشعر أنها في لُعبة تدورُ بها بلى هوادة ، خفق فؤادها وأخذت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة ، تُحس أن روحها تنسحب منها ولا تدري كيف النجاة ولا بِمن تستغيث ، أغلقت جفنيها قليلاً ثم تساندت على ذاتها وعلى الجدار وهي تنهض علها تلوذ بأحد ينقذ روحها التي تُنسحب بالبطيء وهواءها الذي قَل فجأة ، فما أن وقفت مرام حتى أسودت الحياة أمامها كأنها داخل قبر حقًا ثم سقطت مغشيًا عليها.
لمَ يمضِ طويلاً وكانت قد تم نقلها في المشفى ، حيث أحتُجزت هنالك بسبب الهبوط الحاد وضيق التنفس الذي اصابها وخُضعت للعلاج ، باليومُ الثاني ما ان بُزغت الشمس وتوسطت السماء حتى ضجت المشفى بالحركة والأصوات بين أفراد الشرطة الراكضون بـِ كُل ركنٍ بها باحثون عن مرام التي أختفت على حين بغته.
ولج داخل المشفى ركضًا وأمسك بذراع أحد العساكر الذي كاد بالمرور من جانبه وتسائل بقلبًا هلوعًا :
- ما حدث... هل حدث شيء؟
العسكري بإحترام وعجالة :
- المتهمة هربت يا فندم،مرام الدسوقي لا يوحد لها اثر.. ؟
يُتبع...
ــــــــــــــــــــــــــ
#سجين_القلب
#ندى_ممدوح