الفصل الثالث كم مضى من عمري في اللاشيء؟

جلس الجميع في غرفة الأب ، ثم وضع الأب الحقيبة بجانبه.. تلك الحقيبة السوداء المصنوعة من الجلد والتي كانت بحوزة الفتى الذي يدعى الآن "عامر" والتي لا زال يصعب على الجميع فتحها أو معرفة لغزها.
صمت الجميع لعدة لحظات ثم قطعت "لانا" ذلك الصمت قائلة :
أبي..
سأذهب لأعد الشاي.. أرجوك لا تستجوبه إلا بعدما آتي ؛ لقد اتفقنا أن يكون الحديث بين ثلاثتنا ، لذا لا تتكلما بدوني..
أومأ الأب برأسه بالموافقة ، وذهبت "لانا" لاعداد الشاي.




وبينما كانت منشغلة بإحضار الاكواب ووضع الشاي ، شرد ذهنها بعيدا ، وأخذت تتحدث مع أفكارها بدون صوت ، كان فقط صوتها يتردد داخل عقلها متسائلا:
لماذا؟ لماذا هذا الشعور؟ أعني..أعلم أنه لاارادي ولكن!
أشعر أن هنالك شيئا مألوفًا يخص هذا الشخص ، أو ربما أنني ألفتُ صحبته لأنني بحاجة إلى عائلة وأصدقاء ، ربما لأنني لا أمتلك الكثير من الأصدقاء فأنا الفتاة غريبة الأطوار التي ينفُر منها الجميع.
أهو شعور بالرأفة؟ الشفقة؟ احساس بالغير من باب الانسانية لا أكثر أم تلك المشاعر هي مشاعر أكبر؟ ربما تتطور إلى مشاعر أكبر؟
آه كفاكِ حماقة.. شخصٌ لا تعرفينه أفاق للتو ، كانت تلك هي أول محادثة بينكما كيف لكِ أن تشعري بأي شيء تجاهه!
ولكن مع ذلك إذا كان هنالك مشاعر ، أو حتى تطورت المشاعر التي أشعر بها أيا كان نوعها... إلى أين اتجاه ستذهب؟ وإلى أي حال سأغدو؟
أستطيع تخمين أقرب شيء قد تشير إليه تلك المشاعر ، او ما قد تعنيه بمعنى أصح.. إنها مشاعر الاحتياج إلى الحنان.. مرت خمسة أعوام يا أمي.. على فراقك.. احتجت إلى الكثير من الحنان والدفء.. بالطبع أبي يحنو عليّ ولكن هناك شيء ينقصني.. الكثير من الأشياء تنقصني في غيابك يا أمي ، ربما لأنني لدي احساس كبير أن هذا الفتى قد فقد كل عزيز عليه.. بالإضافة إلى أنكِ كنت أقرب أصدقائي..
منذ خمس أعوام إلى الآن افتقرت إلى امتلاك صديقة مقربة ، فكل من أعرفهن وكل من أعرفهم في المدرسة هم فقط علاقات سطحية ، ليس لدي شخص مقرب..
أما عن أبي ، فلغة الحوار بيننا ليست بقوية ، لقد حاولت كثيرا ولكنني فشلت في تكوين علاقة صداقة قوية بيني وبينه..

وهذا الفتى..إنه حتى فاقد لذاكرته!.. ربما لهذا السبب أشعر بتعاطف نحوه وأشعر بحاجة إليه ، أريده أن يتقرب مني ويحنو عليّ.. فأنا مقتنعة تمام الاقتناع أن فاقد الشيء يعطيه... باختصار كلانا يحتاج إلى حب وحنان.. لابد أن يكون هذا الفتى صالحا ؛ لكي نصبح عائلة ، اشتقت كثيرا لهذا اللفظ في حياتي .. "عائلتي".
بينما كانت الحسناء غارقة بين أفكارها ، سمعت نداءا قويا من والدها : "لانا" لم كل هذا التأخير!!! سنبدأ الحديث من غيرك.،هيا أسرعي!
أسرعت "لانا" بصب الشاي وعادت إلى الغرفة..



جلست ثم قالت في هدوء :
اذا سمحت يا أبي ، أريد أن أبدأ بالحديث ؛ فلدي بعض المعلومات والنظريات المهمة ، أو دعنى أسميها "افتراضات".
كانت طريقة حديث "لانا" عقلانية بشكل كبير.. هي لم تبلغ من العمر سوى أربعة عشر عاما ولكنها ذكية وفطنة ، لماحة ومدققة ، وسابقة لسنها بكثير.. لبقة وتستطيع التحدث في الكثير من الامور الحياتية ، وخوض نقاشات وجدالات الكبار التي ليس لها نهاية.
في البداية أحب أن أوضح شيئا..
"قالتها لانا بثقة" ثم أشارت باصبعها نحو الحقيبة التي حيرت عقولهم وقالت :
تلك الحقيبة.. هي أخطر شيء يوجد هنا ، وربما أستطيع توقع سرها ، وسوف أوضح كل شيء ببعض الادلة التي توصلت إليها..
تلك الحقيبة تم غلقها بإحكام ، وتم منع حتى تمزيقها ، عن طريق تعويذة ما ، وهي بالطبع تحتوي على الكثير والكثير من الأسرار المهمة للساحر أو الساحرة التي ألقت عليها التعويذة ، وربما تكون معلومات خطيرة.

كان أبوها والفتى "عامر" ينظران إليها بتعجب شديد ، ولكنهما التزما الصمت إلى أن تكمل كلامها..فلربما يصلا إلى نقطة تفاهم مع هذه الأراء الغريبة.
صمتت "لانا" لثوان متفحصة وجهيهما ، وكما توقعت.. الكثير من علامات الاستفهام والتعجب تملأ عينيهما ، ولكن لا بأس..ستكمل نظرياتها على كل حال.
ثم استأنفت:
"نوفيس"
إنها البلدة التي وجدنا فيها "عامر" ، لقد وجدت كتابا هنا في منزلنا بين كومة الكُتب في مكتبتي بالطابق السفلي ..هذا الكتاب يتحدث عن بلدة "نوفيس" ، وكيف أنها بلدة الظلام والغموض.. وقد اشتهرت قديما بوجود الكثير من السحرة الأشرار والمشعوذين بها.
معظم من يسمع هذا الكلام يقول أنه مجرد أساطير وخرافات أو قصص رعب كانوا يخوفون بها الصغار ..أعني المتمردين والمشاغبين منهم بهدف تأديبهم.
ولكن إليكم معلومة مشوّقة..كاتب هذا الكتاب مات مشنوقا!
لم يتحدث عنه الكثير من الناس.. قال البعض أنه شنق نفسه.. وقال آخرون أنه قد قتل ، بالنسبة لي فأنا أرجح فكرة أنه قد قتل.
بالطبع يدور في أذهانكم الآن ألف سؤال وسؤال ، وأول هذه الأسئلة هو : كيف عرفتِ يا "لانا" أن الرجل مات او قُتل، ومن أين لك بهذه التفاصيل؟
لقد وجدت ورقة بداخل الكتاب.. طُبقت ووضعت بداخله.. كُتبت فيها هذه التفاصيل.
وكُتب أيضا أن هذا الشخص ربما تم اغتياله لأنه كان يعرف الكثير من الأسرار.ولم تؤثر فيه قوة تعديل الذكريات، أو مسح الذكريات..
هنا انقطع صمت الأب والفتى وصاح الاثنان في صوت واحد : الذكريات!!
-نعم الذكريات..
هناك أناس ذو دماء نادرة ، هكذا ذكر االكتاب..
دمائهم لا يؤثر فيها بعض السحر.. وكذلك جلودهم ، ولا يستطيع الساحر تنويمهم بطرقه الخاصة حتى وإن كان قويا..
بعض السحرة من عائلة ما ، لم يذكر اسمها في الكتاب ؛ لأن الكثير من الكلمات في الكتاب ممسوحة.. وبالمناسبة لا أظن أنها ممسوحة لأن الكتاب قديم أو ماشابه.. ما أعتقده هو : أنه يمكن أن تكون هناك تعويذة ألقيت على الكتاب.. عن بُعد لتمسح بعض معلوماته ، وتلك هي قدرة التعويذة.. كانت قوية لتمسح بعض الكلام، وضعيفة لابقاء الكثير من الكلمات والمعلومات المهمة في الكتاب.
ذُكرت كلمة "تعويذة عن بُعد" في الكتاب ، وهناك الكثير من الاحرف والكلمات التي لم أفهمها ولم أستطع قراءتها.. كلها موجودة في الكتاب.. أعتقد أنها تعاويذ ولكن لا أفهم ما غرضها ، وبالتأكيد لا يستطيع أحد القاءها سوى ساحر قوي أو ساحرة متمرسة في عملها.
ذكر الكتاب أيضا أن هذه العائلة مجهولة الاسم كان فيها الكثير ممن يستطيعون القاء تعويذات بهذه الطريقة.. ولكن بقدرات متفاوتة.
لم يُذكر في الكتاب ما إذا كان مؤلفه رجل أو إمرأة ، فلم يُكتب عليه شيء!!

أما عن الطريقة الغريبة التي نجا بها "عامر" فمن الممكن أن تكون تعويذة حماية.. من فعلها؟ من ألقاها عليه؟ هذا ما لا يمكنني توقعه ، أو حتى التفكير فيه.. ولكنه بالتأكيد شخص -أو ربما عدة أشخاص- يهتمون ببقاء "عامر" حيًا.
ثم ضحكت "لانا" وقالت مازحة :
لعلها فتاة ساحرة مُعجبة بك.

نظر إليها والدها نظرة تحذيرية... فاستأنفت حديثها عن توقعاتها ونظرياتها كأنها لم تلمح لشيء ، وكان "عامر" في هذه الأثناء يراقبها بنظرات باسمة ، وظهرت عليه شدة الاعجاب بلباقتها وذكاء فهمها للأمور.

- بالنسبة لفقدان الذاكرة.. فهناك اجتهاد شخصي مني غير مبني على أي دليل أو ما شابه ، وهو أن هذا الاسم من تأليفك.أطلقت على نفسك اسم"عامر" وأنت تملك اسما آخر،ولك تاريخ طويل.. وحياتك كانت صعبة ، ولكن شيء ما أجهله. شيء ما جعلك تفقد الذاكرة.. لا أعلم لماذا أتيت بذاكرة زائفة أو ربما ألفت شخصا من وحي خيالك.. اسمه عامر وقررت أن تعيش حياته ، أو من الممكن أن يكون هنالك شخص يدعى " عامر أمين" وانتحلت دماغك شخصيته.


لم يجب "عامر" ولم يحاول الدفاع عن نفسه ؛ فهو في قرارة نفسه لا يعلم شيئا ، ولا يعلم كيف كانت حياته من قبل ، وكيف أصبحت الآن ، وكيف وصل إلى هذه الحال..لا يعرف ما يحب وما يكره.. هو تماما كالطفل الذي لم ير في حياته أناس كثيرون ، أو لم ير في حياته أناس غير "لانا" وأبيها.
- أعلم أن هناك الكثير من الألغاز تخص قصتك يا "عامر" أو أيا كان اسم الحقيقي.. ربما أنت شخصيا لا تخفي عنا شيئا.. أنت فقط لا تمتلك ذاكرتك ، وربما يمتلكها شخص آخر.. لا دليل لدي على هذه الفرضية ، ولكن من الممكن أنك أيضا تمتلك ذاكرة شخص آخر.. اسمه عامر ويعيش في مدينة اسمها "بيني تاس " كما ذكرت من قبل.
من الأفضل أن نتأكد بأنفسنا ونذهب في رحلة إلى "بيني تاس" للبحث عن شخص اسمه عامر.. سنفعل هذا بعد جمع المزيد من المعلومات منه ( قالتها وهي تشير إلى "عامر").
آه أقصد ربما يحصل على بعض الذكريات في وقت لاحق.. ويزودنا بها ، أو يتذكر شيئا عن حياة هذا الشخص الذي يدعى "عامر".






كان الأب في هذه الأحيان شاردا..متعجبا من استنتاجات ابنته.. كان يقول لنفسه :
لو أن كلام ابنتي صحيح ، فنحن الآن نعيش قصة أغرب من الخيال.. قصة لا تحدث إلا في الأفلام الخيالية! إلى أين ستقودنا يا تٌرى!

أما عن "عامر" فكان في غاية السذاجة.. لا يفهم ما الذي يحدث ، ولا يعي بأهمية الأمر حتى وإن كان ما تقوله "لانا" من افتراضات حقيقيا!
في الحقيقة لم يكن يفكر سوى في أمر واحد.. مزاح "لانا" (الرقيق) معه عن الفتاة الساحرة التي تحميه والواقعة في حبه.. أخذ يفكر في تلك الكلمات ، وأحس أن "لانا" ستشعر بالغيرة اذا كانت من ألقت التعويذات امرأة ، وخصوصا لو كانت صغيرة في مثل عمره.. معنى ذلك أن "لانا" لديها مشاعر إعجاب تجاهه.

كان كالطفل الصغير.. لا يدرك خطورة الموقف ، ولا أهمية التركيز على ما تفترضه "لانا" وأخذه بعين الاعتبار. كان فقط كالطفل الجائع الذي يبحث عن الاهتمام والحنان ولا يهمه تعقيدات الأمور من حوله.


بدأ ثلاثتهم بشرب الشاي في صمت تام..
ثم قطع الصمت والد "لانا" قائلا :
لم أعرفك باسمي يابني.. أنا "رمزي بلايز" آه أقصد "رمزي صابر"..
نظرت إليه "لانا" في تعجب شديد وقد ضاقت عيناها في ارتياب ثم قالت :
من هو "بلايز" يا أبي!! أنسيت اسمك. هل أنت بخير؟

أجاب الأب في تعجب من نفسه :

لا أدري.. هل قلتُ "بلايز"؟ ثم أمسك برأسه متألما : آه أشعر ببعض الصداع لعل هذا هو السبب.

أحست "لانا" بخوف شديد من تصرف والدها الغريب ، ولم تنطق بكلمة..

ثم اسأنف الأب وكأن شيئا لم يكن :
أعمل محاسب في شركة مرموقة ، والأرض التي تحيط بالمنزل أزرعها من خيرات الله.. من الآن فصاعدا... أرجو أن تساعدني في أعمال الأرض ، بالاضافة لمساعدة "لانا" في أعمال المطبخ.
أنت فرد من العائلة الآن لك حقوق وعليك واجبات.. آمل أن نكتشف لغزك في يوم ما.. أراهن أنك أيضا تريد معرفة نفسك.

"قالها الأب ضاحكا"

ارتسمت البسمة على وجه "لانا" فور سماعها كلمة عائلة وتناست غرابة أبيها وكلامه الغير مرتب ونسيانه لاسمه، و ابتسم "عامر" لهما ، وأومأ بالموافقة على كلام الأب.

قرر الجميع أن يرتبوا أفكارهم ويمنحوا أذهانهم بعض الصفاء.. على أن يستأنفوا أحاديثهم الغريبة في الغد.. آملين أن ينام "عامر" ويستيقظ بذكريات وأفكار جديدة ، ومعلومات قد تفيدهم في أمر الوصول إلى أي شيء.









في المساء...

صعد الأب إلى غرفة "لانا" ليطمئن عليها ، كانت الفتاة في ذلك الحين تعزف على كمانها ؛ فتلك هي هوايتها المفضلة بجانب القراءة والاستكشاف...
كان لديه تساؤل يؤرقه.. عندما فتحت له ابنته الباب قال بدون مقدمات :

من أين لك هذا الكتاب؟


- لا أدري... وجدته في مكتبة الكتب في الأسفل.

= وهل رأيتِ هذا الكتاب في المكتبة من قبل؟ أعني قبل أن يشرفنا "عامر" في المنزل.

عقدت "لانا" حاجبيها في تعجب وشردت قليلا ثم أجابت :

لا.. لم أره قبل وجود عامر في المنزل!

زفر الأب في ضيق قائلا :

آه حسنًا، هذا لغز آخر!









ظلت "لانا" ماكثة وحدها في غرفتها بعد أن جمعت عشرات الكتب من المكتبة التي بالطابق السفلي ونقلت إلى الأعلى في غرفتها.. حتى أصبحت غرفتها بقعة فوضوية على غير العادة ، بعدما نام والدها في غرفته وتأكدت أن "عامر" قد غط في نوم عميق في الغرفة المجاورة لها ، أغلقت على نفسها غرفته بالمفتاح بإحكام ؛ لأنها كانت شديدة الحرص والحذر ، على الرغم من أنها ترى في هذا الشخص إنسان جيد ومطيع ، ولكنها ترى الغموض أيضا ، بالاضافة إلى أنها تشعر الآن وكأن بيتهما مسكون ، أو هناك أشياء غريبة ستحدث به ، لذلك يجب عليها الحذر من كل من في المنزل ؛ لأن تلك الحقيبة، ربما يكون لها تأثيرا على أي شخص ، وكلما تذكرت أبيها، وكيف أنه نسي اسمه ونطق باسم غريب.
"بٍلايز"! من يكون ياترى؟ وهل لتلك الحقيبة تأثيرا على عقله وأفكاره وذكرياته!ماذا يحدث لو أن الشخص المدعو "عامر أمين" يتنكر في شكل رجل طيب؟ ، ماذا لو أنه يتلاعب بنا؟ ، ماذا لو أنه ساحر وقام بسحر عقل والدي!ماذا لو غرست حوافر أفكاره الشريرة بأفكارنا! ماذا لو صنع مني أنا وأبي أرواحا شريرة تعبده؟ ، ماذا لو قتلنا! لن يكتشف أحد ما اقترف.. فهو غير مرئي...
من سيُلام! من سُيعاتب! ومن سيُحاسب ! إذا اقترف بنا أفعال شريرة..
أخذت أفكار ومخاوف "لانا" تُعذبها ، ولكنها لم تستلم وقررت أن تبحث في جبل الكتب الذي جلبته إلى غرفتها، عن أي شيء يدلها ، عن أي معلومة تسندها ، وتخلق بيدها حيلة للوصول إلى حل هذا اللغز اللعين!
عزمت الفتاة على أن تجد أي شيء عن تاريخ بلدها ، وتاريخ البلاد والمدن ، ستبحث في كل هذه الأشياء عن بلدة "بيني تاس" التي كان لفظها غريب على أذنها ، ولكنها افترضت أنه من الممكن أنها ليس لديها المعلومات الكافية ، أو لأنها لم تقرأ كثيرا في الآونة الأخيرة.. باختصار ألقت كل اللوم على نفسها..
أخذت تبحث وتبحث فلم تجد شيئا ، لم تجد أي معلومة مفيدة ، ولم يقابلها اسم "بيني تاس" بين كل تلك الصفحات ولا حتى اسم مشابه.
مرت عشرة أيام في اللاشيء وهي على تلك الحالة ، تبحث وتبحث وتبحث..
وتعاملها مع أبيها و"عامر" كان عاديا..حيث أنه لم يحدث أي شيء غريب من أي منهم خلال تلك الفترة.





مرّ شهر في لاشيء! ولم تجد أي معلومة عن "بيني تاس" ولم يبُح الفتى بأي معلومة جديدة ، فظنت أن الفتى يتآمر عليها ، وبدأت تشعر بالخوف منه وقررت أن تأخذ حذرها منه وعزمت على إخبار والدها بمخاوفها.
تكلمت مع والدها وتفهّم الأمر ، وأخبرها أنه يشك فيه أيضا ، وقرر والدها ان يسأل عن "بيني تاس" ليعرف أين مكانها ويذهب في رحلة إليها برفقة ابنته.

وبعد أن سأل أكثر من شخص ، تيقن أنه لا وجود لبلدة اسمها "بيني تاس" ، ليس على مقربة من العاصمة ولا في أي مكان أصلا! عندها تيقن الاثنان أنهما قد تم خداعهما، وأن هذا الـ "غير مرئي" ربما يدبر لهما مكيدة ، وأنها فقط مسألة وقت.. لعله يحاول كسب ثقتهما حتى يوقعهما في مصيدة أفعاله المُظلمة في يوم من الأيام...


لم يكن بيديهما أي حيلة.. حتى اقترحت "لانا" على أبيها طريقة قاسية نوعا ما لإجباره على الاعتراف.. اقترحت أن يشتري أبيها العديد من الأحبال السميكة القوية، ومنوّم قوي.. وتظاهرت "لانا" بأنها أعدت له العصير قبل موعد النوم مباشرة ، ووضعت المنوّم في العصير ، وبعد أن شربه.. غط في نوم عميق ، وأصبح لا حول له ولا قوة ، وقامت بنقله بمساعدة والدها إلى كرسي كبير وأجلساه عليه وهو نائم ، ثم قيده الاثنان بشكل مَحكم للغاية ، وقررا منعه من الأكل والشرب.. ولن يفكا قيده إلا إذا اعترف بكل شيء يعرفه.

يتبع........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي