الفصل ٦

جاء موعد عيد الاضحى وكان من المفترض ان اسافر الى بلدنا مع اخى حسام لنقضى العيد مع اسؤتنا حيث ابى وامى واخواتى ولكنى لم استطع كنت لا اتحمل ان ارى احدا من اخوتها ولا اتحممل ان ارى اى شئ منها بل لا اتحمل ايضا ان امر على بيتهم البيت الذى شهد كثير من ذكرياتنا معا فكثيرا اما كنت ازورها وكثيرا ما قضيت وقت طويل بجوارها فيه من اجل ذلك كان الهرب من الذكريات سببا فى عدم نزولى فى العيد الامر الذى سبب الم كبير لامى حيث قضت يوم العيد فى بكاء ونواح مما جعل ابى ياتى بها الى حتى تطمئن اننى بخير ولا يصيبنى مكروه .
ارتمت امى فى حضنى وهى تبكى وتردد. حسبى الله ونعم الوكيل فى اختى وفى بنت اختى , اغضبنى كلامها رجوتها ان تكف ولكنها لم تكف بكيت بصوت عال كالاطفال حتى سكتت امى كل ذلك ومبارك يضرب كفا على كف ويحوقل مره ويستغفر مره حاولت تهدئه امى واقسمت لها اننى بخير واننى ساعود الى بلدنا قريبا واستقر ايضا , حاولت امى تصديق كلامى واما حديث مبارك معها اقنعت حيث اكد لها مبارك اننى قضيت العيد فى القاهره من اجله حتى لا اتركه بمفرده وحينما سالته امى ولماذا لم تات معه , ابتهج مبارك وهلل مثل الاطفال مكررا على اذنى الفكره كانى لم اسمع وهو يسالنى فرحا: ايه رايك يا حسن انزل معاك البلد اتفسح وناكل من ايد ست الكل ونشوف اكلها , وهنا لم استطع ان اتمالك حيث قلت له امام امى : ده على اعتبار انك ماكلتش من ايد امى قبل كده ده انت مخلص الاكل كله والبط والحمام يشهد عليك .
ردد بصوت مظلوم وقال : انا ... انا
ضحكت امى ووعدته بزياره كبيره له بمفرده على شرط ان يقنعنى بان انزل زياره الى البلد .
فرح مبارك ووعدها.
الحقيقه اننى لم استطع النزول الى بلدنا ثانيه كلما اردت رؤيه احدا من اهلى ارسلت فى طلبه لياتى هو كذلك ولد لدى احساس بكراهيه والنفور من كل المناسبات التى ينتظرها الناس حيث كانت المناسبه وفرحه الناس بها تذكرنى بحزنى وتفتح على باب الذكريات الاليمه فكم عيدا مر على انا وجميله لازلت اذكر كيف كنا نقضى شهور رمضان بطواله سهرانين مع بعضنا البعض حتى الصباح زكيف كنا ناخذ العيديه من امى وامها وابويا وابوها مثل الاطفال ثم نلهو ونضحك ثم نخرج ونحتفل اسال نفسى يا هل ترى كل هذه الذكراياتتاتى على بال جميله الان ام محتها بالكامل وتفرغت لحياتها الجديده وزوجها.
ااااااااااااه كم اكره هذا الرجل لا اتحمل ان ينطق اسمه امامى حتى خطر على بالى سؤال مبارك لى هذا السؤال الذى انغرز فى قلبى غرزا حينما رانى احدق فى سقف الغرفه وانا اهمس باسمها فقال لى : ياحسن استغربك كيف لك ان تفكر بل تجعل كل تفكيرك فى امرأه انت تعلم انها بين احضان رجلا اخر , رجل يعتليها ربما كل يوم او حتى كل ساعه , وانت تترك راسك وقلبك لها ؟!
وقتها نهضت من مكانى وصفعت مبارك على وجهه , فزع مبارك من تصرفى تلك لكنه ثبت فى مكانه ولو يؤخذ نحوى اى رد فعل فقد ارتدى ملابس وخرج وبقيت انا فى غرفتى ابكى واتناول المهدئات ظننت ان بذلك التصرف والتطاول قد خسرت مبارك للابد لكنى فوجئت به فى الصباح يطرق الباب ويستعجلنى على موعد الشغل كعادته دون الحديث فيما حدث , خجلت من نفسى وقتها حاولت ان اعتذر لكنه قطع كلامى قائلا: لا يا حسن انت مش غلطان انا اللى غلطان يا صاحبى حقك عليا .
ارتميت فى حضنه وتماسكت حتى لا تسقط دموعى , ذهبنا الى مكتب الكاشف الذى كان فى انتظارنا على عكس عادته مما اقلقنى انا ومبارك , رحب بنا الكاشف ثم اخبرنا انه سيسلم لنا قضيه كبرى ومهمه بالنسبه له وعليه ان نكسبها باى شكل , نظر لى مبارك ونظرت له فاكمل الكاشف وهو ينفث فى سيجارته قائلا:من الاخر كده ياولاد القضيه دى تهمنى بشكل شخصى , دى قضيه نصب واحتيال قامت بها واحده كنت بحبها زمان وطلعت مش اد الحب ده ومحصلش بنا نصيب لفت الايام ودارت اتجوزت واحد نصاب نصب على كتير جدا من الناس وبعدين لما بقى كارت محروق استخدمها هى وخلاها تنصب معاه .
تكلم مبارك متعجبا: معقول ومين اللى قصد حضرتك انك ترفع عليها قضيه.
تحمحم الكاشف قائئلا: ناس كتير انا كنت برفض احتراما للعشره القديمه بينا زمان مره عشان عايز اقلب فى صفحات الماضى ولا احتك بيها من جانب لكن بعد الحاح المدعى الاخير وكتر زنه ماقدرتش ارفض وزى ماانتو عارفين احنا شغلتنا نرجع الحقوق لصاحبها بغض النظر عن اى مصالح شخصيه , احنا ربنا سخرنا لنصره المظلوم والوقوف معه وده اكل عيشنا ولا ايه.
التفت لمابارك ثم هززت راسى مؤكدا على كلام البيه الكاشف الذى مد يده بحزمه من الاوراق وقال : اهى كل المستندات والملفات معاكم عايزكم تعملوا احلى شغل انا عارف ان دى حاجه بسيطه بالنسبه لكم انتو الاتنين اثبتوا كفائتكم فى اكتر من حاجه وعرفت انكم جديرين بالثقه لذلك امنحها لكم .
اخذنا الملف من الكاشف وانصرفنا .
تعجبت من الزمان فى سرى هل من الممكن ان نكره شخصا كان فى يوم من الايام حبيبنا الاول بل يدفعنا كرهنا له الى اذيته والانتقام منه.
جاوبنى مبارك كانه مطلع على ما يدور فى خاطرى وقال:الحب هو اللى بيخلينا نؤذى الناس اللى حبيناهم احيانا البيه الكاشف لسه بيحب الست دى بس فقدها ولحد دلوقتى مش عارف يعوضها فبيخبط فيها باى حاجه علشان تلتفت اليه .
سألت مبارك وقولت:ياسلام وانت ايه عرفك التخمينات دى كلها يا ابو العريف .
ابتسم مبارك وهو يعدل لياقه بذلته مزهوا بنفسه وقال: عيب عليك انا محامى ولا لاعب تنس انا عملت اتصالات فى ساعتها عشان اعرف الحقيقه كلها وبصيت على الاوراق وما سكتش غير لما عرفت الحكايه من اولها لاخرها , الست دى بريئه مالهاش ذنب فى اى شئ هو صحيح جوزها نصاب ونصب على ناس كتير لكن هى لا والغريب بقا ان الكاشف مظبط الدنيا كلها عليها هى وناوى يحبسها هى .
فزعت من هذا الكلام وقولت مستنكرا:نعم , وانت ازاى توافق على القضيه دى يامبارك وانت عارف ان الشخص مظلوم .
رد مبارك الذى كان يلتهم سنوتش اخرجه من الحقيبه وقال: وانا وانت نملك نقول للكاشف على قضيه لا؟
رديت:اه نملك لو عرفنا ان القضيه كلها ظلم لواحده ست زى كده.
مبارك:يبقى انت كده عايز تقطع عيشك من هنا ياحسن اسمعنى كويس احنا لايمكن نرفض القضيه دى احنا خلاص اخدنا الورق من الكاشف ووافقنا لكن عايزك تعرف حاجه الكاشف عايز يذل الست دى يقولها ان رغم كل السنين دى كلها والايام الا انها لفت لفت ورجعتله تستسمحه وتخليه يعفو عنها ومش بعيد يكون الكاشف بيخطط انه ما يحبسهاش ويبان قدامها البطل الشهم المقدام وانه مكنش يعرف حاجه عن القضيه اللى عنده فى المكتب وان هو اول ما عرف اتدخل ودافع عنها وحماها من السجن اللى كان منتظرها.
تساءلت غير مصدقا عينى رغم اننى على درايه بالاعيب المحامين الكثيره والرخيصه وقلت: معقول ؟ الكاشف بجلاله قدره يسيب كل مشاغله ويكمل كده مع واحده كانت قصه حب قديمه زمان؟
مبارك : شوفت دنيا يا اخ حسن مفيش حبيب بيفض حبيب العمر كله اهى قلوب البشر اللى بيقلبها ربنا كما يريد لكن الناس عمى مش بيبصوا تحت رجليهم .
كنت اعرف ان مبارك يقصدنى انا بهذا الكلام ويقصد ان لا اتبع قلبى الذى تعلق باشياء قد ذهبت بالفعل لكنى تظاهرت بالغباء ولم اعلق على كلامه فقط كل ما يشغلنى هو طريقه تفكير الكاشف فى الانتقام من امراه كان فى يوم من الايام يحبها والله اعلم لماذا انفصلا اتساءل بينى وبين نفسى هل من الممكن ان ينتابنى هذا الشعور نحو جميله فى يوم ما؟! فرغم كل ماحدث ورغم كل هذا الالم الذى عانيته واعانيه لا اتحمل ان يذكرها احدا بسوء امامى ا حتى يوجه لها اللوم والعتاب بل الاغرب انى ادعو لها كل يوم بالسعاده وراحه البال لو اقسمت لهم على هذا لم يصدق احد لكنه الحب الحقيقى الذى تمكن من القلب هكذا بلا حول ولا قوه منا نحن البشر حيث يتسلل الى اعماقنا حتى يتمكن يتغلغل فى كل خليه فى جسدنا وكل محاوله لنزعه من داخلنا لا تعنى سوى تغلغله اكثر وتمكنه اكثر واكثر .
اخذنى من شرودى مبارك متسائلا بمكر وخبث وقال :تفتكر ياحسن ن البيه الكاشف اتعرض للخيانه من البنت دى اصل على ما اظن ان مفيش حاجه هتوجعه كده ومش هتخليه ينسى بالشكل ده غير لما يقون داق طعم الخيانه انت عارف الموضوع كد ايه مؤذى للرجاله ومؤلم بياخدوه على كرامتهم قوى.
الحقيقه ان مبارك كان يعرف قصه البيه الكاشف كامله فهو من بحث وهو من دور وعرف القصه من اولها لاخرها ويعرف ان كان السبب خيانه ام ماذا لكنه يحاول ان يستدرجنى انا لهذه النقطه يحوال ان ينتزع منى الاعترافات دون ان يسالنى بشكل مباشر , فضوله سيقتله ليعرف سبب انفصالنا انا وجميله عن بعضنا البعض وانا لا اتحدث فى هذا الموضوع على الاطلاق ليست سريه منى ومحاوله للكتمان لكن لعدم قدرتى على تحمل الالم , نعم انا اعيش فى وهم الذكريات اعيد على اذنى وعينى وفمى كل ماحدث بينى وبين جميله طوال اربعه اعوام بل منذ طفولتنا حينما وهبونا بعضنا لبعض لكن هذا الذى يسمونه الفراق وكيف انفصلنا لا استطع ان اعيده على نفسى او ان احكيه لمن حولى , اذكر ان احد الاطباء سالنى والح علي فى السؤال وحينما صمت صمت مخيف ولم استطع اجابته قال لى :حينما تقدر على سرد الاجابه يا استاذ حسن وقتها فقط تكن شفيت من المك واصبحت شخص معافى وسليم.
كان بودى ان اساله عن كيف يمكننى ان اتكلم فى الفراق او ماذا افعل ليحدث لكنى صمت دامعا.
*********************
كنت ممسكا بالهاتف كعادتى انتقل بين مواقع التواصل الاجتماعى اللعينه لمتابعه اخبارها فكنت اخرج من الواتس ادخل فى الفيس انتهى من الفيس ادخل على التلجرام اتأمل كل صوره جديده وضعتها واحاول ان اقرأ ما فى عينيها راودنى سؤال لم استطع عرضه على احد مما يعرفون اخبارها , مرت سنه على زواج جميله من غيرى يا هل ترى لم يرزقها الله فيها بأطفال؟ام رزقت ولم تخبر احدا ولم تكتب هى او زوجها شيئا من هذا على مواقع التواصل الاجتماعى .
معا كنا اتفقنا ان ننجب اربعه اطفال ولد وثلاثه بنات , الحقيقه اننى كنت اريد ان انجب منها اربعه بنات ليكونوا جميعا شبهها او يورثون جمالها المميز وشخصياتها المتفرده لكنها تمنت ان تنجب ولد وتركت لى الثلاث بنات هل لازالت جميله تتذكر اننا اتفقنا على تسميه الابناء وهل ياترى ستسمى اى منهم مع زوجها الان؟ ان فعلت ذلك فساعتبرها انا خيانه هذه الامنيات كانت من حقنا نحن الاثنين فقط اذا كانت اختارت رجلا اخر فلا تحقق امنياتى معه فلتصنع امنيات جديده اخرى خاصه به .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي