انشطار

Doaa123`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-26ضع على الرف
  • 60.3K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل ١

كان القطار يتحرك و راسى يرج مع حركته ينتشر الباعه انتشار الجراثيم فى الهواء لا اميز شيئا من كلامهم وان كان صوتهم يضرب اذنى كصفير القطار لازلت متعبا لازلت اشتهى النوم عينى تغمض وسرعان ما تفتح من علو الاصوات المتداخله من حولى طلبت من بائع الشاى كوبا نظر لى حسام مستنكرا لانى ممنوعا من الشاى و من كافة المنبهات ولو قليل منها بأمر من الطبيب تغاضيت عن نظرته كنت فى حاجه ماسة لاى شئ يخفف من ثقل الرأس و من زغللت العين تجرعت الشاى على مرتين او ثلاث متناسيا سخونته كانى اتجرع دواءا مر ثم اسندت راسى على المقعد وسرحت بنظرى للنافذه كانت البيوت والاشجار هى من تجرى لا القطار مما زاد من زغللة عينى ودوران رأسى فأغمضت عينى من جديد بدأ كل شئ مظلما لكى لا اميز ان كنت نائما او مستيقظا ربما كنت نائما ومستيقظا فى آن واحد حيث كانت حواسى كلها خامله ما عدا ذلك الوغد الذى يقبع فى جمجمتى ولا يكف عن جلدى بالاسئله لا اعرف كم من الوقت مر وانا مغمض عينى فقد حينما فتحت ابتسم لى حسام ابتسامه واسعه قائلا : واضح انك نمت شويهز
هززت راسى بالايماء لعدم وجود رغبه عندى فى الكلام فأكمل:الحمدلله انا مستبشر بالدكتور الجديد ده خير وكتفائل بكلامه ثم نظر فى هاتفه وقال :باقى ساعه او اقل ونوصل القاهره وتبدا حياه جديده سعيده هناك عمك فهمى ظبط لنا كل حاجه
رديت باقتضاب :كويس
وصلنا القاهره قاصدين احدى شوارع حى الحلميه كان عمى فى انتظارنا خصنى بالترحيب واكثر فيهكانه لا يرى حسام حتى ونحن نصعد السلالم واخيرا قال:حمدلله على سلامتك يابطل هنا الحياه مختلفه تماما عن الصعيد عايزك تنبسط وتنسى كل اللى مضايقك .
جمله عمى نفسها كانت ماده للضيف منذ فتره ليست بعيده كنت اعانى من ان كل من حولى لا يعترفون بمرضى ويعتبرونه ضعف وربما تدليل وميوعه من الولد الذى لايصبح رجلا ابدا ام الان صرت اعانى ان كل من حولى يعرفوت بمرضى ويشفقون على وفى عيونهم نظرات حسره على الشب ذو الطول والعرض الذى سقط مريض جراء مشاعره الفياضه .
سحبنى حسام من شرودى وصعدنا لنرى الشقه كانت شقه متواضعه امكانياتها محدوده الوانها داكنه متاكله فى بعض الغرف وقد اوصانى الطبيب بالجلوس قى مكان ذات الوان هادئه فاتحه لاتعافى سريعا كذلك كانت ارضيتها بلاط قديم متهالك وعفشها قديم غير متناسق كل ذلك لا يهمنى ما دامت شقه واسعه وكان هذا رجائى حيث عنت اريد ان انم فى غرفه خاصه بى بعيدا عن حسام لاستقل بنفسى وانفرد بتعبى ولا اقلق حسام معى ثانيه يكفى ما لاقاه معى فى بيتنا فى البلد.
بدا حسام فى تنظيف الشقه وترتيب حقائبنا حاولت مساعدته لكنه رفض بشده فهو يعرف اننى لازلت متعبا غير قادر على فعل شئ يئكر فجلست بجوار عمى الذى كان ينتظرنا فى الصالون ابتسم عمى حينما رانى مقبلا عليه بل قام من من مقعده الذى يجلس عليه وجلس على نفس الكنبه التى اجلس عليها ونظر لى بعيون حانيه ثم قال:انا كلمت لك محامى كبير ومعروف وهو صديق ليا قال من بكره تنزل تشتغل معاه وعايزك تجمد كده وتشرغنى قدامه.
هززت راسى اى نعم دون كلام.
فعلق قائلا:لا.... شغلانه المحاماه دى بالذات اهم حاجه فيها لسانك يعنى لو هتشتغل بهز الراس كده يبقى ترجع البلد من تانى .
انفرجت شفتاى وانا اقول :انا متشكر لكل اللى عملته معايا يا عمى بجد انا تعبتك معايا جدا ... انا تعبت كل الناس معايا...
قاطعنى عمى وهو يربت على يدى قائلا:ماتقولش كده ياعبيط انت ابنى وغلاوتك من غلاوه ولادى وبعدين ده ابوك اللى صرف على تعليمى واتسبب انى اعيش هنا يعنى كله من خيره انا بس عايزك تنشف شويه كده يوم ليك يوم عليك ما ينفعش تقع فى اليوم اللى عليك عشان تعرف تاخد اليوم اللى ليك.
عدت لصمتى وهز راسى من جديد مما استفز عمى فقال:يا واد انا معرفش انت جايب الفاهه والخفه دى من اين يا واد انشف ده انا وانا فى سنك كنت سفاح بنات كل يم كانت لى ضحيه كنت .... قاطعه حسام من الداخل قائلا:يا عمى يا عمى بابا على التليفون عايزك تكلمه.
اعرف ان حسام يريد ان ينهى عنى كلامه معى فى هذا الموضوع واعرف انها تعليمات الطبيب وعمى نفسه عرف ذلك لذلك قام مودعا وهو يقول :لا انا ماشى ابقى اكلمه انا من تليفونى وانتو خلوا بالكم من نفسكم ولو احتجنوا اى حاجه ولو جد اى جديد كلمونى وابقى طمنى علي اخوك يا حسام.
ذهب عمى وبقيت انا وحسام فى الشقه الجديده جلس حسام على المقعد المجاور لى وهو يتنفس الصعداء نافخا فى الهواء وهو يقول:اخيرا.... خلصت ترتيب انا جوعت اقوم اسخن اكل وناكل.
وكنا نحمل معنا طعاما جاهزا قد اعددته امى لنا مسبقا من البلد يكفى لوقت طويل لمعرفتها اننا لا نجيد الطبخ دقائق معدوده مرت حتى عاد حسام حاملا اطباق الطعام وضعها امامى قائلا:مد ايدك بسم الله .
لم استطع بل لا رغبه لى فى الاكل.
ذكرنى حسام ان منذ يومين كاملين مرا دون ان ادخل فى معدتى شيئا يذكر وان ذلك سبب ضعفى وهزلتى اعرف ذلك لكنى لا اعرف له حلا ترجانى حسام ان اكل اى شئ ولو غصبا عنى كى اسند طولى .
تناولت لقيمات بعد الحاحه لكن سريعا ما انتابنى شعورا بالتقيؤ فامتنعت معتذرا.
كانت الساعه الحادية عشر مساءا بعد ساعات سفر وارهاق متواصل كنت امل ان انم فقمت لغرفه نومى الجديده التى نظفها حسام لتغرى جسدى منهك متعب كجسدى ..ارتميت على الفراش اشعر اننى ملقى من الطابق العاشر كل عظمه فى جسدى كانت تؤلمنى دخل خلفى حسام ومعه علب الادويه الخاصه بى وزجاجه ماء ذكرنى باخذ الدواء افرغت حبه من شريط (سيكو دال) وبلعتها واخرى من شريط (بروزاك) ثم امتنعت عن اخذ الباقى موضحا لحسام اننى اؤجل اخذهم تحسبا لتهيج معدتى ثم وضعت راسى على الوساده بوهن واطفئ حسام كل الانوار اغمضت عينى وانتظرت النوم لكن لا شئ لا شئ يظهر بوضوح وتتسع له الرؤيه سوى صورتها وهى فى فستانها الزهرى المتناسق مع جرافته الزهرى تنظر له وتبتسم وينظر لها ويبتسم وبينهما بوكيه من الورد الابيض والزهرى.
انفض راسى كى تسقط هذه الصوره لكن عبثا فعلت اعتدلت فى جلستى اضاءت نور الاباجوره وبحثت عن علب الادويه اخذت حبه من شريط (زاناكس) واخرى من (نايت كالم ) ثم عدت لوضع راسى على الوساده واغمضت عينى من جديد , دقت الساعه الثانيه عشر مساءا ثم الواحده صباحا ...الثانيه صباحا..زحتى بزغ الفجر وزقزقت العصافير واصفر قرض الشمس وانا لا نوم لى فقط بكره خيط من ابذكرايات تكر فى راسى وفى كل محاوله منى لبترها او حتى لتوقفها ما هى الا اعاده للكر من البدايه وصوتا خبيث مزعج يعد الخيبات ويكررها داخل راسى لدرجه لا تسمح باغماض عينى لاكثر من دقيقه كنت فى حاجه لدخول دوره المياه فقمت من فراشى ةراسى مثقل للحد الذى جعل جسدى لا يتحمله فكنت اترنح .
مددت يدى اتحسس الحوائط والاثاث كما يفعل كفيف ليعرف طريقه حتى اصل سمعت صوت شخير حسام هل يحسد المرء على صوت شخيره ؟ الان انا افعل مع حسام.
قضيت حاجتى ثم وضعت راسى تحت صنبور الماء ثم عدت لفراشى لاواصل محاولاتى فى العثور على النوم او حتلا للاسترخاء بدون ذلك الصوت الخبيث لكن هيهات.
دخل على حسام فى الثامن صباحا شعرت بحركته لكنى كنت عاجزا عن اصدار اى حركه توحى له باننى مستيقظ خرج على اطراف اصابعه ظنا منه اننى نائم فلا يريد ازعاجى.
لكن سرعان ما عاد الى بعدما سمع صوت سعالى وكحتى لا اعرف كيف بدات له هيئته لكن عندما اضاء النور ورانى هلل قائلا:الحمدلله.
شكلك نمت كويس يا حسن مش بقولك انا متفائل بالقاهره.
هززت راسى تصديق على كلامه كنت اريد ان ازيح همى من كل عاتقه حسام اخى الاصغر يصغرنى بعامين لكنه يتولى امرى منذ ان مرضت وكانه ابى يتالم لالمى ويحزن لحزنى ويبذل قصارى جهده من اجل راحتى اقترب من فراشى وهو يمزح بالكلام وعلى وجهه ابتسامه عريضه سرعان ما زابت عندما رأى شريط المنوم والمهدئ ينقصه اربع حبات وهذا يعنى اننى ابتلعت من كل شريط ثلاث حبات زياده عن امر الطبيب .
تحجر الابتسامه وجحظت عيناه قائلا:حسن....انت لك جرعه محددها الدكتور لو زادت او نقصت يبقى بتاذى نفسك حتى لو نمت.
قلت بوهن:ماتقلقش انا كويس هعمل حاجه اشربها وانزل اروح لعمك فيه معاد بيننا النهارده عشان يعرفنى على صديقه المحامى اللى هيشغلنى معاه . سألنى حسام بتشكك:حسن انت كويس؟ حاسس بدوخه او صداع او اى حاجه تعباك لو كده بلاش مشاوير وخليك فى السرير ترتاح.
هززت راسى مرددا:انا كويس.
كانت الارض تدور بى سقف الغرفه تاره من تحتى وتاره من فوقى وكذلك ارضيتها بل كنت ارى الشخص الذى احدثه اثنين هو وصوره باهته منه لا اميز من كلامه سوى كلمات مبعثره منفصله احاول لضمها وتخمين مقاصدها وهو يقول:بيعمل....ثوانى...الباشا....وتدخل.
اومات براسى الذى كاد ان ينفجر من قله النوم ومن سراديب النمل التى تمشى على مهل داخله وهى تعد وتقنط وتكرر على الاشياء والاشياء الخاصه بها هى فقط بحه صوتها الحانى الهادئ وهى مستيقظه من النوم وتنطق اسمى مبعثر قائلا:ح...ن.
قفلت عينها وهى تضحك ملئ فمها حينما انطق كلمه
بالانجليزيه خطأ.(My angel)
  طريقه نقرها باظافرها الطويله الجميله على هاتفى ليفتح عنوه بعدما تمنعت من اعطاؤها كلمه السر الخاصه بى.
انفاسها التى كانت تعلو وتتلاحق كلما لمستها . النمل لا يكف وراسى لا يتحمل.
ندمت اننى لم احضر علب الادويه معى ربما تمر هذه المقابله بسلام لا اعرف ماذا افعل فيها اذنى لا تسمع الكلام جيدا وعينى لا ترى الاشياء جيدا وراسى لا يتسع الا للنمل
جلست وطالت جلستى حيث غاب الرجل ذو الكلمات المبعثره ونسيا الثوانى المتفق عليها بيننا وددت ان ارحل وليذهب هو مدير العمل للجحيم فكل ذلك الانتظار والتجاهل ومديره صديقا لعمى ؟ شيئا وحيدا منعنى من الرحيل ان الم راسى لا يساعدنى على الوقوف على قدمى باتزان خاصه بعد جهدى ومحاولاتى الفاشله لطرد النمل.
باستسلام وضعت راسى على يد الكنبه الجلد التى انتظر عليها ولم اشعر الا بصوت رجل الكلمات المبعثره وهو يهزنى قائلا:يا استاذ ....
يااستاذ ما ينفعش كده ده مكتب معمم الناس داخله خارجه منه والكاميرات هتجيب صورتك للباشا جوه.
فتحت عينى بصعوبه عليه كان لازال شخصين فى واحد هو ةالصوره الباهته منه اكمل غاضبا حد ينام بالشكل ده فى مكتب البيه برضو؟
حاولت ان استكشف الشكل الذى يلومنى عليه وجدنى انم على الكنبه بطولى اخذا وضع الجنين لا اعرف كيف تحولت سنده راسى على يد الكنبه لذلك المنظر سريعا اعتدلت فى جلستى وبتشكك سالته:هو انا نمت؟
نمت اي وزفت ايه ح يعمل كده فى مقابله بتحدد اكل عيشه ثم همس لرجلا اخر بجواره قائلا:شباب الايام دول معندهمش ادنى احساس بالمسؤوليه ابدا.
تعليقه الجم لسانى لو يعرف هذا الرجل ان لها نوم لى على مدار شهور سوى دقائق متفرقه واننى تركت بلدنا حيث ابى وامى وتغربت فى القاهره لا لشئ سوى البحث عن النوم واننى حرفيا اشترى النوم بالمال ولا اجده لو يعرف ما امر به وما اعانيه ويضفئ على النور.
مسحت وجهى بيدى وهندمت ملابسى وعدت لانتظارى من جديد نويت استعجل رجل الكلمات لكنى فضلت ان اهاتف عمى واخبره ان صديقه يتجاهلنى , سالنى عمى هل اخبرته انك ابن اخى ؟ صمت لاتذكر وتقريبا لم اخبره .
نهرنى عمى قائلا:لا فالح يا حسن قول لصلاح السكرتير انك ابن اخويا وانا هكلم الاستاذ ممدوح حالا وعايزك تركز معاه وتكلمه كويس.
اومات براسى فاكمل عمى:سامعنى يا حسن ولا بتهز راسك.
قولت :حاضر ياعمى
هو فيه حد يبقى واسطه ويسيب نفسه للقاعده دى؟
قالها ومد يده معرفا نفسه:مبارك حسنى مبارك ماجيستير فى القانون العام ومحامى لدى محاكم الجنايات والجنح والمحاكم العسكريه والمدنيه والاسره ومجلس الدوله معنديش غير حلم واحد ... انى اشتغل هنا فى مكتب (ممدوح بيه الكاشف).
نظرت ليده الممدوده مستغربا لم الاحظ وجوده من قبل ولا اعرف اين كان جالسا ولا من اين اتى وكانه سقط على من سثق المكتب قطع نظرتى وقبض على يدى مستسمحا وقال:شكلك شاب طيب وابن حلال ارجوك افتحلى باب رزق وقول انى تبعك علشان ادخل معاك للاستاذ ممدوح انا بقالى اسبوع اجى يوميا ومش عارف ادخله من رخامه السكرتير ده ارجوك...
لم ينته من كلامه ونادى باسمى السكرتير الرخم قائلا:الاستاذ ممدوح بيقولك اتفضل وانا بقولك ماتعطلوش علشان وقته من ملكه .
نظرت لمبارك لازلت فى عينيه نظرات رجاء لم استطع ردها فأومات براسى مرددا:تمام.
وقفت ليجتمع على راسى النمل من جديد كدت اسقط لولا مسانده مبارك لى بقيت لثوان لاستعاده توازنى ثم صرنا معا نحو اللباب اوقفه السكرتير معنفا:رايح فين يا استاذ انا سمحتلك .
رددت انا:معايا الاستاذ معايا.
معاك ازاى انت تعرفه ولا يعرفك ده راجل لبط ماكلش دعوه بيه وبعدين حتى لو معاك هو اى حد معاك يدخل؟الاستاذ مبارك قال حسن الصعيدى بس يدخل بس نطق كلمه بس مطولا وبشكل عال ليحسم الجدل.
رد مبارك الذى خرج عن شعوره بعد ان كان يصمت متمثلا الهدوء وقال:فيه ايه يا استاذ صلاح مكتوب على وشك شطبنا ليه احنا لينا شغل مع بعض ثم ان الاستاذ مش قادر يمشى وانا
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي