الفصل الثالث
هى حالة لن تتكرر
عاصفة هوجاء لا تهدأ
ونسمة باردة فى ليل حار
هى امرأة المتناقضات
هى المفعمة بالحياة وهى البائسة
طائر يشدو كل صباح ليصدر اعذب الالحان وفى المساء يرثى احلامه
امرأة ان قابلتها لا تتركها
فهل من العقل ان تترك امرأة تتقن كل الادوار
فى الصباح طفلة تضيف البهجة الى روحك تنعش القلب بخفة ظلها
وفى المساء عاشقة تعلمك فنون الحب
وما بينهم انثى تجيد الرقص على اوتار قلبك
هى شغف لا يتوقف وحالة لن تتكرر فا اغتنمها
امرأة بطعم الحياة
ولكن الصدمة ألجمت لسانها
فلقد طالعها شاب فى اوائل عقده الثالث طويل القامة على الرغم من طول قامتها الا انها شعرت بجانبه بالتضئل ، صاحب جسد رياضي متناسق للغاية و بشرة حنطيه منحته سحر خاص خصوصا مع عينيه وشعر اسود لامع لم تتبين بقية ملامحه فقد كان فى وضع حميم للغاية ، مع فتاة تعرفت عليها فور هروبها و مرورها من جانبه بعد اقتحامها لمكتبه انها سكرتيرة الخاصة .
تمالكت نفسها وهتفت فى حده و انفعال خصوصا بعد ما شاهدت منذ دقائق ، و ازداد بداخله شعور الغضب و الحنق عليه بعد رؤيته له فى ذلك الوضع المغزى ، الذى زاد من حالة النفور تجاه و رغبتها فى الحديث بسرعة عن سبب ايقاف الاجازة الخاصة بها ، بجانب الاشمئزاز من تلك التى قبلت على نفسه وضع كهذا .
- ممكن اعرف اجازة وقفت ليه
اكتفى ادم بتمعن فى النظر الى وجهها و منه الى منحنيات جسدها لم يترك شبر بها إلا و وجه له نظرات فاحصة متأنية احست انه جرده من ملابسها بتلك النظرات اشتعل فتيل الغضب بداخلها وهتفت عاليا بكلمات لم تكن مترابطة و لكن تعبر عن الغضب و الانفعال الذى تمر به فى تلك اللحظة .
- انتا انتا حيوان و قليل الادب و مش محترم رفعت ذراعها وهمت تصفعه
و لكن هو كان الاسرع فى ردت فعله فما كان منه سوى ان امسك يدها قبل ان تهبط على وجه لوى ذراعه للخلف و قربها اليه ، حتى اصبحت فى احضانه ظهرها فى صدره و نزل برأسه لتكون قرب اذنها وهمس لها و انفاس ملتهبة غاضبة
- لو عايزه تشوفي قلة الادب انا مستعد خليك تشوفيها عامله ازاى و تعجبك اوووى و ايدك دى اللى رفعت عليه هعرف دفعك تمنها كويس اوووى .
حررها بعد ان شعر بانتفاضة جسدها تحت يديه بعد حديثه لها .
ظلت لغة العيون هى المسيطرة على المشهد ، عيون حوا الغاضبة و المشتعلة بحقد و توعد و عينيه التى تحولت نظراتها من الغضب الى التسلي و الغرور .
خصوصا مع وقوفه امامها نظراته منصب عليها يضع يديه داخل بنطال فى انتظار حديثها اللاذع له على مدار فترة عملها التى استمرت نحو ثلاثة اشهر شغلت تفكيره بهدوئه الشديد و تصرفاتها المتزنة حتى صار متشوق ليرى الوجه الاخر لها و هى غاضبة و مشتعلة ، الان بعد ان شاهدها على تلك الحالة مشتعلة متوهجة اثارت داخله الرغبة فى بقاءها هنا الى جانبه .
قطع هذا التواصل حواء عندما عادت تتحدث من جديد بعد ان استعادة نفسها لتكون ند له ليشعر بقوتها و ان حديثه لم يأثر بها فى شئ .
- طلب الاجازة عندك تقبله او ترفضه مش فارق معايا اعتبر انى مستقيلة استحالة اشتغل مع همج زيك .
و فى اقل من ثانية كانت محتجزة بين احضانه و يديه تنغرس فى خصرها بتملك يقربها منه بشدة و انفاسه الساخنة تلهب بشرتها .
- شكل حضنى عجبك و عايزه تجربيه و انا مش ممكن ازعلك او ارفض لك طلب .
مال حتى صار قريب من وجهها و قد منا نفسه بالحصول على قبلة من تلك الشفاه التى شغلت تفكيره ، كيف سيكون مذاقه و لكن فى منتصف تخيله توقف يتألم بصوت مسموع فقد تفاجأ من تصرف حوا فقد قامت بضربه بين ساقيه جعلته يبتعد عنها بعض انشات سمحت لها بالابتعاد عنه الى نهاية المكتب ، خرجت من لسانه سبة لها لكن لم تصل الى سمعها ، حاول ادم التحكم فى حجم الالم الذى يشعر به حتي لا تراه بتلك الحالة ، لكن لم يستطيع الضربة كانت قوية بما يكفي ظل يتلوى من الالم غير قادر على الاعتدال .
اما عنها منحت حوا نظرة احتقار و بصقت عليه و خرجت بعدها من مكتبه دون ان تتحدث إليه او توجه له كلمة واحدة يكفي ما فعلت به خرجت شامخة مرفوعة الراس ، و عند مرورها بمكتب مساعدته الشخصية توقفت ثوانى امامها و نظرت لها نظرة اشمئزاز و احتقار و الاخرى تتحرك بعينيها فى كل اتجه هربا من نظرات حوا لها لا تعرف ان كان خجلا او خوف من الفضيحة .
خرجت من الشركة بأكملها لما تستمع الى نداء رحمة عليها كانت فى عالم اخر ، وصلت الى منزلها ، ظلت حبيسة غرفتها ، تحاول التفكير فى رد فعل مديرها بعد ما قامت به معاه ظلت تفكر كثيرا و تتوقع اسوء السيناريوهات الممكنة ، و تضع كل الاحتمالات حتى و لو كانت مستحيلة ، بدأت بالبحث المكثف عنه و استعانة برحمة لتعرف عنه اكثر لم تتحدث معاها بشكل مباشر و لكن الاخرى ، وجدت اخيرا فرصة للحديث و الثرثرة ولاول مرة تعطيها حوا المجال
اتصلت حوا على رحمة تعتذر منها على تصرفها المرة الاخيرة لها فى الشركة
- الووو ايوه يا رحمة عامله ايه ايه اخبارك
تحدثت رحمة بصوت منزعج ظهر جليا لتعرف رحمة انها مازالت غاضبة منها من موقفها الاخير
- الحمد لله و انتى
- الحمد لله بخير انا بتصل اعتذر منك على موقفي اخر مرة بس كان غصب عنى كنت متعصبة
- خلاص مفيش حاجه بس كنت متعصبة ليه خير
على الرغم من علم حوا ان رحمة تعلم سبب غضبها و لكن قررت ان تجاري الاخرى فى كذبه و تدعي الجهل هى الاخرى و تقص عليها ما تريد ان توصل لرحمة ، حتى تخبرها الاخرى ما تريد ان تعرفه عن ادم ، و نتيجة طبيعة رحمة الفضولية و حبها الثرثرة بجانب معرفتها للكثير من المعلومات عن الكثير ممن يعمل فى الشركة ، فهى تعمل بالشركة منذ اكثر من ثمانية اعوام عملت خلالهم سكرتيرة مكتب ادم لمدة عام كامل ، بعدها طلبت نقلها الى الاستقبال بناء على طلب منها .
- اتبعت ليه انذار بالفصل و لما جيت الشركة اتكلم مع مستر عادل قال ان الموضوع بقي فى ايد مستر ادم مش فاهمة ازاى رئيس مجلس الادارة يبقي هو المسئول عن الغاء اجازة موظفة فى مجموعته للدرجة دى فاضي .
لم تكمل باقى حديثها حتى تحث الاخرى على الحديث عن ادم دون تدخل منها و حتى لا تظهر فى الصورة مهتمة بمعرفة اخباره
- هههههههههههههههه بقال كتير مش ضحكت كده انتى لحد دلوقتى مش فاهمة ده انا قلت انك ذكية جدااا و اكيد فهمت طبيعة مستر ادم او حتى نشوى كلمتك عنه ماهى اشتغلت فى مكتبه .
- علاقتى بنشوى مش كويسة لدرجة انها تتكلم معايا ده كويس انها بتقول صباح الخير ، مش عارفه هى اخده مني موقف ليه ، و اول مرة اعرف منك انها اشتغلت سكرتيرة فى مكتبه قبل ما تتنقل اتش ار .
- طبيعي تكون دى طريقة معاملتها معاك لانها اخده الم فى نفسها ، و انها اجمل واحدة فى الشركة و لحد دلوقتى ليها صلاحيات غير اى حد ، و انتى بعد ما شافتك خافت على الامتيازات دى لا تروح منها و خصوصا انك اجمل .
- انا فهمت دلوقتى هى ليه اخدت موقف منى ، ثانيا انا جايه اشتغل و بس لا عايزة صلاحيات و لا امتيازات من حد .
- طب هتعمل ايه دلوقتى لازم تروح مكتب مستر ادم و تتكلم معاه .
- انا روحت فعلا مكتبه بس السكرتيرة رفضت تدخلني مكتبه عشان كده كنت خارجه متعصبة و جات فيك انتى حبيبتى .
- ازاى غريبة دى ده لو عرف يخرب بيتها خصوصا انتى و لا اقولك تلاقيه خايفة على مكانها اصل مستر ادم بغير كل شوية سكرتيرة مكتبه و كمان المساعدة الشخصية ليه .
- ليه خصوصا انا مش فاهمة و كمان ليه بغيرها دى مجموعه اقتصادية كبيرة و اكيد مصلحة الشغل تهمه .
- يا حوا انتى ازاى مش عارفه قيمة نفسك يا بنتى انتى عامله انقلاب فى الشركة كلها من اول يوم حتى مستر ادم بعت طلب ملفك عنده فى مكتبه من اول يوم دخلت فيه المجموعة ، ثانيا مستر ادم فى الشغل حاجه تانية جاد جدااااا و ذكى جدااا بيعرف يقسم وقته كويس ، المجموعة دى قبل ما يستلم ادارة كانت تخسر و كانت على وشك اشهار إفلاسها لغاية لما مسكها هو اتغيرت و بقت من اقوى الكيانات الاقتصادية فى الشرق الاوسط ، و فى وقت قياسي جداااا عشر سنين .
- غريبة اوووى انا توقعت ان حد تانى هو اللى ماسك الادارة معاه طالما هو بتاع ستات بالطريقة دى اكيد فاشل فى شغله ، و المفروض ان الشكل مش اهم حاجه يا رحمة .
- لاء مستر ادم جد اوووى فى شغله بس ده مش يمنع انه يروق على نفسه ، ثانيا الشكل اهم حاجه و انتى عندك كل حاجه شكل و حضور و كاريزما خاصة بيك ده كفاية انك من نظرة بتقدر توقف اللى قدامك مكانه و يقرر انه عمره ما يقرب منك تانى ده انتى جبارة .
- ههههههههههههههه اول مرة اعرف ان انا بخوف اوووى كده ، خلينا نتكلم جد انا مش عارفه اعمل ايه دلوقتى ارجع الشركة ازاى و لا اعمل ايه مبلغ التعويض كبير جداااا عمرى ما اقدر ادفع .
- من بكره ترجع الشركة و تروح مكتب مستر ادم و تصمم انك تقابل و تتكلم معاه و انتى و شطارتك .
- يعنى ايه انتى و شطارتك .
- انتى ازاى خام اوووى كده اقصد انك تهتم بنفسك شوية بلبس ، تروح مكتبه تتكلم معاه بطريقة لطيفة ، و تانى يوم هتكون مديرة مكتبه ده هو بيعمل كل ده عشان تروحي له .
- اه و ابقى من ضمن حريم ادم البحيرى
- و ماله اهو كفاية اللى تاخدي من وراه و الترقية و المرتب اللى هيبقى اضعاف .
- وانتى تنصحينى ليه ما تعمل انتى كده .
- عشان عارفه انى خلاص كارت محروق عند مستر ادم ، و ان اخدت فرصة و معرفتش استغلها صح عشان كنت لسه صغيرة و غبية .
- للدرجة دى ندمانه على ايه كل ده .
- يظهر انك وش فقر يا حوا ، ده ادم البحيرى بجلالة قدره يعنى فلوس و نفوذ و جمال و شباب ، ده حلم نص بنات مصر ، عموما انا نصحتك و انتى حرة فكرى فى كلامى ، الفرصة لسه قدامك و مش بتيجي غير مرة واحدة و المرة دى مختلفة عن اى حد قبلك هو هيموت عليك يعنى تدلل و تاخد كل اللى عايزه .
اغلقت حوا الهاتف من رحمة ،. وبدأت ترسم خطتها للايام المقبلة ، حتى تكون مستعد لخطوته القادمة فهى تعلم انه لن يمرر اهانته بسهولة .
مر اسبوع امتنعت فيه حوا عن العمل و كانت خلاله قررت خطواتها القادمة بوضوح و بدات فى التنفيذ
حتى ذلك اليوم اتخذت اول خطوة ، ذهبت الى مقر عملها وصلت الى مكتبها ولكن وجدت خطاب انه تم نقلها الى الدور العاشر لتكون السكرتيرة الخاصة به و مساعدته الشخصية .
توقعت حوا هذا الاحتمال لم يكن مبدع فى تفكيره ولكنه اتبع الاسلوب التقليدى ابتسمت فهى تعرف خطته و تسبقه بخطوة .
غادرت حوا الشركة متجهة الى منزلها مرة اخري
بدء والديها الاعتياد على الوضع الجديد و غياب فيروز الدائم .
ولكن حوا الوحيدة التى لم تعتاد على غيابها بعد لازال يشكل صدمة يحاول عقلها تداركها ، فمازالت تشعر بها و تعيش وجع فراقها ما تبعه من حقائق لا احد يعلمها سواها .
فى اليوم التالى كان بداية يوم جديد فى حياة حوا تنازلت حوا عن بعض من مبادئها فهى فى حرب تعلم ان كل شئ فيها مباح .
انهت صلاتها وظلت تدعو و تتضرع إليه
( اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا )
ظلت تردد هذا الدعاء فهى تعلم انها وضعت نفسها فى مأزق مع اكبر اباطرة عالم الاقتصاد فى البلد و باستطاعته ان يمحوها فى طرفة عين ولكن هى حوا .
ارتدت حوا حلة سودا واسفلها قميص اسود لامع وعقصة شعرها وتركت بعض الخصلات تحتضن وجهه ووضعت بعض من مستحضرات التجميل
فكانت هادئة و راقية غير مبتذلة .
توجهت الى عملها وهى تعلم انها بداية الحرب
وصلت الى مكتبه طرقت الباب ودخلت بهدوء يتنافى مع مشاعرها .
- صباح الخير يا فندم .
تجمد ادم مكانه للحظات وقد خاب توقعه بعد هدوئه .
تحدث ادم بلهجة رسمية حادة ظن منه انها استجدى عطفه باستخدام جمالها
- صباح الخير اتفضل خلى السكرتيرة اللى بره تعرفك طبيعة شغلك هنا هتبقى ازاى .
تحدثت حوا بهدوء و رزان اثارة اعجاب
- حضرتك انهارده عندك اجتماع مع شركة (...)
ومراجعة المناقصة الجديدة
ومعاد فى بنك (....)
وقف ادم غير مستوعب لما تمليه عليه من جدول اعماله لليوم و سؤال واحد يدور فى خلده ، كيف عرفت مواعيده و متى ، و هى تسلمت خطاب النقل وانصرفت فورا كما ابلغ احد الموظفين ، ولكنه تدارك نفسه .
- عايز فنجان القهوة بتاع حالا .
- قهوة حضرتك لسه كمان 10دقايق .
- قلت حالا .
انصرفت بهدوء وبعد 10دقائق طرقت باب مكتبه و تقدمت تحمل صنية عليها فنجان من القهوة و كوب من الماء و وضعته على مكتبه وانصرفت دون حديث و قبل ان يطلب منها امر اخر .
تركته يستشيط غضبا منها
توالت الايام وتتبع حوا نفس النهج هدوء فى التعامل انضباط فى العمل .
لم يجد ادم اى ثغرة فى ممارستها لعملها مما زاد غضبه اكثر منها و من نفسها كان يظن انها باقتراب منه قد حصل عليها لينعم بالجنة و لكن مازال ملقي بالنار .
مرت عدة ساعات على بداية مواعيد العمل فتوقع ادم عدم حضورها وتوعد لها فى حالة عدم حضورها ان ترى منه وجه اخر لم تعرف ، لقد اتقنت لعبة القط و الفأر معه الى جانب انها مثيرة الشغف ولكن ما لا تعرفه ان الملل اذا تسرب الى الصياد سوف ينهى اللعبة باسهل الطرق.
لم تكن غافلة عن طبيعة شخصية ادم فلقد جمعت عنه بعض المعلومات منذ بداية حربها عليه و ما قصته عليها رحمة ، الى جانب معرفته بنوعية امثاله من اصحاب الغرور ، لعبت على كل الاوتار الى جانب الصدف التى خدمتها .
دخلت الى سرح العملاق وهى تشهر بعض من اسلحتها لبداية مرحلة اخرى من المرواغة
عاصفة هوجاء لا تهدأ
ونسمة باردة فى ليل حار
هى امرأة المتناقضات
هى المفعمة بالحياة وهى البائسة
طائر يشدو كل صباح ليصدر اعذب الالحان وفى المساء يرثى احلامه
امرأة ان قابلتها لا تتركها
فهل من العقل ان تترك امرأة تتقن كل الادوار
فى الصباح طفلة تضيف البهجة الى روحك تنعش القلب بخفة ظلها
وفى المساء عاشقة تعلمك فنون الحب
وما بينهم انثى تجيد الرقص على اوتار قلبك
هى شغف لا يتوقف وحالة لن تتكرر فا اغتنمها
امرأة بطعم الحياة
ولكن الصدمة ألجمت لسانها
فلقد طالعها شاب فى اوائل عقده الثالث طويل القامة على الرغم من طول قامتها الا انها شعرت بجانبه بالتضئل ، صاحب جسد رياضي متناسق للغاية و بشرة حنطيه منحته سحر خاص خصوصا مع عينيه وشعر اسود لامع لم تتبين بقية ملامحه فقد كان فى وضع حميم للغاية ، مع فتاة تعرفت عليها فور هروبها و مرورها من جانبه بعد اقتحامها لمكتبه انها سكرتيرة الخاصة .
تمالكت نفسها وهتفت فى حده و انفعال خصوصا بعد ما شاهدت منذ دقائق ، و ازداد بداخله شعور الغضب و الحنق عليه بعد رؤيته له فى ذلك الوضع المغزى ، الذى زاد من حالة النفور تجاه و رغبتها فى الحديث بسرعة عن سبب ايقاف الاجازة الخاصة بها ، بجانب الاشمئزاز من تلك التى قبلت على نفسه وضع كهذا .
- ممكن اعرف اجازة وقفت ليه
اكتفى ادم بتمعن فى النظر الى وجهها و منه الى منحنيات جسدها لم يترك شبر بها إلا و وجه له نظرات فاحصة متأنية احست انه جرده من ملابسها بتلك النظرات اشتعل فتيل الغضب بداخلها وهتفت عاليا بكلمات لم تكن مترابطة و لكن تعبر عن الغضب و الانفعال الذى تمر به فى تلك اللحظة .
- انتا انتا حيوان و قليل الادب و مش محترم رفعت ذراعها وهمت تصفعه
و لكن هو كان الاسرع فى ردت فعله فما كان منه سوى ان امسك يدها قبل ان تهبط على وجه لوى ذراعه للخلف و قربها اليه ، حتى اصبحت فى احضانه ظهرها فى صدره و نزل برأسه لتكون قرب اذنها وهمس لها و انفاس ملتهبة غاضبة
- لو عايزه تشوفي قلة الادب انا مستعد خليك تشوفيها عامله ازاى و تعجبك اوووى و ايدك دى اللى رفعت عليه هعرف دفعك تمنها كويس اوووى .
حررها بعد ان شعر بانتفاضة جسدها تحت يديه بعد حديثه لها .
ظلت لغة العيون هى المسيطرة على المشهد ، عيون حوا الغاضبة و المشتعلة بحقد و توعد و عينيه التى تحولت نظراتها من الغضب الى التسلي و الغرور .
خصوصا مع وقوفه امامها نظراته منصب عليها يضع يديه داخل بنطال فى انتظار حديثها اللاذع له على مدار فترة عملها التى استمرت نحو ثلاثة اشهر شغلت تفكيره بهدوئه الشديد و تصرفاتها المتزنة حتى صار متشوق ليرى الوجه الاخر لها و هى غاضبة و مشتعلة ، الان بعد ان شاهدها على تلك الحالة مشتعلة متوهجة اثارت داخله الرغبة فى بقاءها هنا الى جانبه .
قطع هذا التواصل حواء عندما عادت تتحدث من جديد بعد ان استعادة نفسها لتكون ند له ليشعر بقوتها و ان حديثه لم يأثر بها فى شئ .
- طلب الاجازة عندك تقبله او ترفضه مش فارق معايا اعتبر انى مستقيلة استحالة اشتغل مع همج زيك .
و فى اقل من ثانية كانت محتجزة بين احضانه و يديه تنغرس فى خصرها بتملك يقربها منه بشدة و انفاسه الساخنة تلهب بشرتها .
- شكل حضنى عجبك و عايزه تجربيه و انا مش ممكن ازعلك او ارفض لك طلب .
مال حتى صار قريب من وجهها و قد منا نفسه بالحصول على قبلة من تلك الشفاه التى شغلت تفكيره ، كيف سيكون مذاقه و لكن فى منتصف تخيله توقف يتألم بصوت مسموع فقد تفاجأ من تصرف حوا فقد قامت بضربه بين ساقيه جعلته يبتعد عنها بعض انشات سمحت لها بالابتعاد عنه الى نهاية المكتب ، خرجت من لسانه سبة لها لكن لم تصل الى سمعها ، حاول ادم التحكم فى حجم الالم الذى يشعر به حتي لا تراه بتلك الحالة ، لكن لم يستطيع الضربة كانت قوية بما يكفي ظل يتلوى من الالم غير قادر على الاعتدال .
اما عنها منحت حوا نظرة احتقار و بصقت عليه و خرجت بعدها من مكتبه دون ان تتحدث إليه او توجه له كلمة واحدة يكفي ما فعلت به خرجت شامخة مرفوعة الراس ، و عند مرورها بمكتب مساعدته الشخصية توقفت ثوانى امامها و نظرت لها نظرة اشمئزاز و احتقار و الاخرى تتحرك بعينيها فى كل اتجه هربا من نظرات حوا لها لا تعرف ان كان خجلا او خوف من الفضيحة .
خرجت من الشركة بأكملها لما تستمع الى نداء رحمة عليها كانت فى عالم اخر ، وصلت الى منزلها ، ظلت حبيسة غرفتها ، تحاول التفكير فى رد فعل مديرها بعد ما قامت به معاه ظلت تفكر كثيرا و تتوقع اسوء السيناريوهات الممكنة ، و تضع كل الاحتمالات حتى و لو كانت مستحيلة ، بدأت بالبحث المكثف عنه و استعانة برحمة لتعرف عنه اكثر لم تتحدث معاها بشكل مباشر و لكن الاخرى ، وجدت اخيرا فرصة للحديث و الثرثرة ولاول مرة تعطيها حوا المجال
اتصلت حوا على رحمة تعتذر منها على تصرفها المرة الاخيرة لها فى الشركة
- الووو ايوه يا رحمة عامله ايه ايه اخبارك
تحدثت رحمة بصوت منزعج ظهر جليا لتعرف رحمة انها مازالت غاضبة منها من موقفها الاخير
- الحمد لله و انتى
- الحمد لله بخير انا بتصل اعتذر منك على موقفي اخر مرة بس كان غصب عنى كنت متعصبة
- خلاص مفيش حاجه بس كنت متعصبة ليه خير
على الرغم من علم حوا ان رحمة تعلم سبب غضبها و لكن قررت ان تجاري الاخرى فى كذبه و تدعي الجهل هى الاخرى و تقص عليها ما تريد ان توصل لرحمة ، حتى تخبرها الاخرى ما تريد ان تعرفه عن ادم ، و نتيجة طبيعة رحمة الفضولية و حبها الثرثرة بجانب معرفتها للكثير من المعلومات عن الكثير ممن يعمل فى الشركة ، فهى تعمل بالشركة منذ اكثر من ثمانية اعوام عملت خلالهم سكرتيرة مكتب ادم لمدة عام كامل ، بعدها طلبت نقلها الى الاستقبال بناء على طلب منها .
- اتبعت ليه انذار بالفصل و لما جيت الشركة اتكلم مع مستر عادل قال ان الموضوع بقي فى ايد مستر ادم مش فاهمة ازاى رئيس مجلس الادارة يبقي هو المسئول عن الغاء اجازة موظفة فى مجموعته للدرجة دى فاضي .
لم تكمل باقى حديثها حتى تحث الاخرى على الحديث عن ادم دون تدخل منها و حتى لا تظهر فى الصورة مهتمة بمعرفة اخباره
- هههههههههههههههه بقال كتير مش ضحكت كده انتى لحد دلوقتى مش فاهمة ده انا قلت انك ذكية جدااا و اكيد فهمت طبيعة مستر ادم او حتى نشوى كلمتك عنه ماهى اشتغلت فى مكتبه .
- علاقتى بنشوى مش كويسة لدرجة انها تتكلم معايا ده كويس انها بتقول صباح الخير ، مش عارفه هى اخده مني موقف ليه ، و اول مرة اعرف منك انها اشتغلت سكرتيرة فى مكتبه قبل ما تتنقل اتش ار .
- طبيعي تكون دى طريقة معاملتها معاك لانها اخده الم فى نفسها ، و انها اجمل واحدة فى الشركة و لحد دلوقتى ليها صلاحيات غير اى حد ، و انتى بعد ما شافتك خافت على الامتيازات دى لا تروح منها و خصوصا انك اجمل .
- انا فهمت دلوقتى هى ليه اخدت موقف منى ، ثانيا انا جايه اشتغل و بس لا عايزة صلاحيات و لا امتيازات من حد .
- طب هتعمل ايه دلوقتى لازم تروح مكتب مستر ادم و تتكلم معاه .
- انا روحت فعلا مكتبه بس السكرتيرة رفضت تدخلني مكتبه عشان كده كنت خارجه متعصبة و جات فيك انتى حبيبتى .
- ازاى غريبة دى ده لو عرف يخرب بيتها خصوصا انتى و لا اقولك تلاقيه خايفة على مكانها اصل مستر ادم بغير كل شوية سكرتيرة مكتبه و كمان المساعدة الشخصية ليه .
- ليه خصوصا انا مش فاهمة و كمان ليه بغيرها دى مجموعه اقتصادية كبيرة و اكيد مصلحة الشغل تهمه .
- يا حوا انتى ازاى مش عارفه قيمة نفسك يا بنتى انتى عامله انقلاب فى الشركة كلها من اول يوم حتى مستر ادم بعت طلب ملفك عنده فى مكتبه من اول يوم دخلت فيه المجموعة ، ثانيا مستر ادم فى الشغل حاجه تانية جاد جدااااا و ذكى جدااا بيعرف يقسم وقته كويس ، المجموعة دى قبل ما يستلم ادارة كانت تخسر و كانت على وشك اشهار إفلاسها لغاية لما مسكها هو اتغيرت و بقت من اقوى الكيانات الاقتصادية فى الشرق الاوسط ، و فى وقت قياسي جداااا عشر سنين .
- غريبة اوووى انا توقعت ان حد تانى هو اللى ماسك الادارة معاه طالما هو بتاع ستات بالطريقة دى اكيد فاشل فى شغله ، و المفروض ان الشكل مش اهم حاجه يا رحمة .
- لاء مستر ادم جد اوووى فى شغله بس ده مش يمنع انه يروق على نفسه ، ثانيا الشكل اهم حاجه و انتى عندك كل حاجه شكل و حضور و كاريزما خاصة بيك ده كفاية انك من نظرة بتقدر توقف اللى قدامك مكانه و يقرر انه عمره ما يقرب منك تانى ده انتى جبارة .
- ههههههههههههههه اول مرة اعرف ان انا بخوف اوووى كده ، خلينا نتكلم جد انا مش عارفه اعمل ايه دلوقتى ارجع الشركة ازاى و لا اعمل ايه مبلغ التعويض كبير جداااا عمرى ما اقدر ادفع .
- من بكره ترجع الشركة و تروح مكتب مستر ادم و تصمم انك تقابل و تتكلم معاه و انتى و شطارتك .
- يعنى ايه انتى و شطارتك .
- انتى ازاى خام اوووى كده اقصد انك تهتم بنفسك شوية بلبس ، تروح مكتبه تتكلم معاه بطريقة لطيفة ، و تانى يوم هتكون مديرة مكتبه ده هو بيعمل كل ده عشان تروحي له .
- اه و ابقى من ضمن حريم ادم البحيرى
- و ماله اهو كفاية اللى تاخدي من وراه و الترقية و المرتب اللى هيبقى اضعاف .
- وانتى تنصحينى ليه ما تعمل انتى كده .
- عشان عارفه انى خلاص كارت محروق عند مستر ادم ، و ان اخدت فرصة و معرفتش استغلها صح عشان كنت لسه صغيرة و غبية .
- للدرجة دى ندمانه على ايه كل ده .
- يظهر انك وش فقر يا حوا ، ده ادم البحيرى بجلالة قدره يعنى فلوس و نفوذ و جمال و شباب ، ده حلم نص بنات مصر ، عموما انا نصحتك و انتى حرة فكرى فى كلامى ، الفرصة لسه قدامك و مش بتيجي غير مرة واحدة و المرة دى مختلفة عن اى حد قبلك هو هيموت عليك يعنى تدلل و تاخد كل اللى عايزه .
اغلقت حوا الهاتف من رحمة ،. وبدأت ترسم خطتها للايام المقبلة ، حتى تكون مستعد لخطوته القادمة فهى تعلم انه لن يمرر اهانته بسهولة .
مر اسبوع امتنعت فيه حوا عن العمل و كانت خلاله قررت خطواتها القادمة بوضوح و بدات فى التنفيذ
حتى ذلك اليوم اتخذت اول خطوة ، ذهبت الى مقر عملها وصلت الى مكتبها ولكن وجدت خطاب انه تم نقلها الى الدور العاشر لتكون السكرتيرة الخاصة به و مساعدته الشخصية .
توقعت حوا هذا الاحتمال لم يكن مبدع فى تفكيره ولكنه اتبع الاسلوب التقليدى ابتسمت فهى تعرف خطته و تسبقه بخطوة .
غادرت حوا الشركة متجهة الى منزلها مرة اخري
بدء والديها الاعتياد على الوضع الجديد و غياب فيروز الدائم .
ولكن حوا الوحيدة التى لم تعتاد على غيابها بعد لازال يشكل صدمة يحاول عقلها تداركها ، فمازالت تشعر بها و تعيش وجع فراقها ما تبعه من حقائق لا احد يعلمها سواها .
فى اليوم التالى كان بداية يوم جديد فى حياة حوا تنازلت حوا عن بعض من مبادئها فهى فى حرب تعلم ان كل شئ فيها مباح .
انهت صلاتها وظلت تدعو و تتضرع إليه
( اللهم لا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا )
ظلت تردد هذا الدعاء فهى تعلم انها وضعت نفسها فى مأزق مع اكبر اباطرة عالم الاقتصاد فى البلد و باستطاعته ان يمحوها فى طرفة عين ولكن هى حوا .
ارتدت حوا حلة سودا واسفلها قميص اسود لامع وعقصة شعرها وتركت بعض الخصلات تحتضن وجهه ووضعت بعض من مستحضرات التجميل
فكانت هادئة و راقية غير مبتذلة .
توجهت الى عملها وهى تعلم انها بداية الحرب
وصلت الى مكتبه طرقت الباب ودخلت بهدوء يتنافى مع مشاعرها .
- صباح الخير يا فندم .
تجمد ادم مكانه للحظات وقد خاب توقعه بعد هدوئه .
تحدث ادم بلهجة رسمية حادة ظن منه انها استجدى عطفه باستخدام جمالها
- صباح الخير اتفضل خلى السكرتيرة اللى بره تعرفك طبيعة شغلك هنا هتبقى ازاى .
تحدثت حوا بهدوء و رزان اثارة اعجاب
- حضرتك انهارده عندك اجتماع مع شركة (...)
ومراجعة المناقصة الجديدة
ومعاد فى بنك (....)
وقف ادم غير مستوعب لما تمليه عليه من جدول اعماله لليوم و سؤال واحد يدور فى خلده ، كيف عرفت مواعيده و متى ، و هى تسلمت خطاب النقل وانصرفت فورا كما ابلغ احد الموظفين ، ولكنه تدارك نفسه .
- عايز فنجان القهوة بتاع حالا .
- قهوة حضرتك لسه كمان 10دقايق .
- قلت حالا .
انصرفت بهدوء وبعد 10دقائق طرقت باب مكتبه و تقدمت تحمل صنية عليها فنجان من القهوة و كوب من الماء و وضعته على مكتبه وانصرفت دون حديث و قبل ان يطلب منها امر اخر .
تركته يستشيط غضبا منها
توالت الايام وتتبع حوا نفس النهج هدوء فى التعامل انضباط فى العمل .
لم يجد ادم اى ثغرة فى ممارستها لعملها مما زاد غضبه اكثر منها و من نفسها كان يظن انها باقتراب منه قد حصل عليها لينعم بالجنة و لكن مازال ملقي بالنار .
مرت عدة ساعات على بداية مواعيد العمل فتوقع ادم عدم حضورها وتوعد لها فى حالة عدم حضورها ان ترى منه وجه اخر لم تعرف ، لقد اتقنت لعبة القط و الفأر معه الى جانب انها مثيرة الشغف ولكن ما لا تعرفه ان الملل اذا تسرب الى الصياد سوف ينهى اللعبة باسهل الطرق.
لم تكن غافلة عن طبيعة شخصية ادم فلقد جمعت عنه بعض المعلومات منذ بداية حربها عليه و ما قصته عليها رحمة ، الى جانب معرفته بنوعية امثاله من اصحاب الغرور ، لعبت على كل الاوتار الى جانب الصدف التى خدمتها .
دخلت الى سرح العملاق وهى تشهر بعض من اسلحتها لبداية مرحلة اخرى من المرواغة