الفصل الرابع والعشرين

إلى هنا توقفت يوميات فريال التي تمت كتابتها بخط يدها فقط قرا منذر الورقة الأخيرة بخط رشاد كتب بها
إلى هنا أنتهى حبر كلماتك يا فريال الى هنا انتهت رحلة الاوجاع كم كان العمر جميل وقصير معك وعذرا لك على عدم تنفيذ وعدي معك لم تحظي قط برؤية صغيرك منذر لم تنعمي بلحظة اطمئنان من أجل الصبي المختطف حتى يوم أن زفت لك درية بشرى رؤية منذر التي سوف تتم عن قرب بعد أن ذهب طليقك مراد الهارب إلى شقيقته في لبنان وبرأت نار قلبك بعض الشئ أختارك الموت سريعا ولم يكتف بك وحدك بل أخذ ليا معك. كم هي وحدتي موحشة بعد رحيلك وكم يؤلمني أن ترفض درية أن تعهد لي بطفلك منذر بعد وفاتك وتبرر لي حقها في أبن أخيها خاصة أنها لم ترزق بطفل ولديها من الثراء ما يسد كل احتياجات منذر ويكفي أيضا
نفقات علاج والده أجل دخل مراد في صراع مع كثير من الامراض بعد رحيلك ووهن جسده وانقطعت عني أخبار منذر ولم يعد لي أمل في أن انعم بأي عائلة حتى الفرع الأخير الذي كان من جذورك أنتمى إلى درية
أنهى منذر القراءة ثم نظر إلى فاطمة التي تراقبه في صمت التقط أحد الأقلام من أمامه ثم كتب
لقد عدت يا أمي الآن في نفس المنزل الذي تمنيت كثير أن أكون موجود به أصبحت كل الحقائق واضحة مثل الشمس بعد أن أنهت دوائر الأكاذيب حولي
لقد مات والدي وانا في عمر الخامسة عشر بعد أن أخبرني أن زوجك الثاني من جعلك تتخلصين مني. وبعد رحيل عمتي درية كانت قبل أن ترحل قد كتبت لي كل ما تملك فعدت إلى القاهرة وانا أرجو أن المس شي من اثرك سوف أعتذر لزوجك الثاني عن سؤء معاملتي واترك الشركة كلها ل شيرين
عسى هذا أن يخفف قبح ما فعلت
حين رحل منذر لم ترد شيرين تحية المساء خلفه بل تجاهلت الأمر واتخذت قرار أن تكون المعاملة عن بعد أفضل
في اليوم التالي كانت ماهي على أول الحاضرين إلى الشركة حدثت شيرين عن رغبتها بالاستحواذ على تصميم
من تصميمات فريال وعدم ارتداء اي عارضة أزياء له خلال العرض لانه سوف يكون خاص بحفلة خطوبتها لم تعقب شيرين على كلمات ماهي فقط اكتفت بايماءة من الرأس كانت تتابع خط سير المصنع
وتتابع الوان التصميمات وتقترح في لطف على ماهي بعض الحلي أو الحقائب الجلدية أو بعض الوان الأحذية المواكبة للتصميم
أخبرتها ماهي أن بعض من الازياء التي صممها منذر سوف تشارك في العرض وأن منذر أبدى رغبة قوية أن تحتضن موهبتة موهبة أمه في هذا اليوم وأنه يشعر أن روحها ترفرف حوله وأنها سعيدة لم تجب شيرين ولم تحاول أن تفتح اي حوار يخص منذر يكفيها الم منه يكفيها ما عانت لهذا الأمر كانت الايام تمر في سرعة والكل مشغول في اهتمام بعرض الازياء وتفادت شيرين أي لقاء يجمعها لمنذر وشكرت الله أن كل الايام كان هو على بعد حين جاء يوم العرض كان يوم عيد الحب حرصت شيرين أن تكون هي وفاطمة من الحاضرين في الصفوف الأولى كانت الملابس تعبر عن ذوق رفيع ومستوى عال من الأناقة ووجد الكثير صعوبة في التفرقة بين تصميمات فريال وتصميمات منذر ولكن شيرين استطاعت أن تعرف أن تصميمات منذر تميل إلى أن تتألف من قطعتين مثل تنورة وجاكت أو فستان بلا اكمام وجاكت أو بنطال وسترة. في حين كانت تصميمات فريال تميل إلى الفساتين ذات القطعة الواحدة
وربما عاد هذا إلى وقع خطوط الموضة في عصر فريال
بعد أن انتهى العرض تفاجئت شيرين بأن كل ما تم عرضه تم تهافت دور الأزياء والمصانع على شراءه ولقد أعلن منذر أن البيع سوف يتم عن طريق قطعة قطعة مما يزيد من أرباح شركة السحب الزرقاء وأعرب عن سعادته وامتنانه ل ماهي التي دعمته بكل الأوقات ومع دهشتها وجه لها منذر الشكر والتقدير أيضا عبر مكبرات الصوت وهو يدعوها إلى الوقوف إلى جواره قائلا
شريكتي في العمل. تمتلك صفة محاربين.كل وافر المودة الصادقة لها لهذا أؤكل لها إدارة أمر شركة السحب الزرقاء كاملة واكتفي بأن أكون داعم لها في اي وقت تريد
لم تجب شيرين في حين ضج القاعة بالتصفيق وصيحات الاعجاب ومع احتضان ماهي لها
شعرت شيرين بأنها لم تعد تفقه ماذا يقصد منذر هل يريد أن يقول لها أن أمر خطوبته من ماهي هو بمثابة انتهاء الأمور بينهم يريد أن ينسحب من الصراعات حتى يهنأ لعروسة
هل هذا ما يقصد
جذب أحد الصحفيين ذراع منذر وبعدها أشار الى ماهي في حين اعتذرت عن الوقوف أمام الكاميرات واسرعت تهبط من المسرح الذي يمتلأ بالعارضات أمسكت بيد فاطمة واتخذت طريق الخروج. كانت تبكي طوال الطريق أشعر أنها منبوذة و وحيدة جدا لا تعرف ماذا تفعل منذر يقول لها في كل صراحة سوف أغادر حياتك الى الابد .لماذا علينا أن تربط مصائرنا بمن لا يهتمون بنا لماذا كان على قلبي أن يخفق لمنذر
إن الأمر تزداد سوء في غيابه وليس العكس هكذا اخبرت شيرين ذاتها إن الهوى في غرابته و نوادره قد غزا قلب شيرين أجل عرفت طعم الهوى وذاقت ويلاته ولعنت الغرام أن كتب عليها أن تغرم ب منذر غريمها الذي أضحى وجوده في حياتها كل المنايا والان أصبح
خروجه من حياتها أمر من أصعب ما تمر به ثقيل على النفس والقلب تقبله ولكن
كما هي عادتك يا شيرين كل أحبتك في رحيل عنك
ومع تساؤلات فاطمة عن سبب بكاء شيرين كان على شيرين أن تكفف دموعها وتصمت حتى لا تشعر الطفلة باي أيذاء نفسي من حزن شيرين لهذا بررت لها أن بعض الأوقات لا نفهم ما هي مشاعرنا وماذا نريد وحين نفهم نود أن لو عدنا إلى عدم معرفة ماذا تقول المشاعر
ولكن الوقت قد فات
فاطمة لم تعقب كانت تشعر بمدى عمق وكلمات شيرين
كانت تستطيع أن تلمس جرح شيرين جيد تعلم أن شيرين عانت في كل مراحل عمرها وتمنت لها لحظات كثيرة من السعادة تمحو كل هذا المقدار من التعاسة الذي يظلل على روحها وكيانها المتعب وحين وصلوا إلى المنزل وصعدت شيرين إلى غرفتها رن جرس الهاتف فلم تجب ونصحت فاطمة قائلة
أرجوك صغيرتي أتركي الهاتف وشأنه لم اعد بحاجة إلى المزيد من الأمور المتعلقة المتاعب النفسية
نامت شيرين بعد فترة أرق كبيرة نامت وهي تشعر بالالم والمرض يجتاح جسدها الغض وما زاد من احساسها بالوحدة هو انتهاء فترة إقامة فاطمة معها يجب أن تعود فاطمة في الغد إلى والدها مساء سوف يصل في تمام الساعة السادسة وفاطمة تترقب في لهفة لحظة عودة والدها التي تشتاق له كثير وشيرين لا تملك سوى أن تستجيب لما تريد فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي