الفصل.الخامس.والعشرين

رن جرس الهاتف مرتين في منزل شيرين صباحا مرة أجابت فاطمة منذر وأخبرته أن شيرين نائمة ومتعبة بعض الشئ وأضافت له
هناك شئ تحتاج له شيرين في الأيام القادمة ليس الشركة والعمل وحين سألها منذر
ما هو
أجابت فاطمة في هدوء
سوف أعود إلى أبي واظن ما تحتاجه شيرين هو دفء عائلة
حين رن جرس الهاتف المرة الثانية كانت المتصلة هي عبير

كانت شيرين قد وابلغتها أن تتولى أمر الشركة في غيابها مع العم راضي وأنها متعبة بعض الشئ وفي حاجة إلى راحة كبيرة.وغياب آخر ذهبت شيرين اولا بفاطمة إلى أبيها شكرها العم رضوان في عرفان بالجميل
وكان عناق فاطمة لأبيها ما جعل شيرين تبكي ثم أتجهت إلى المقابر وجلست إلى جوار قبر زوجها حدثته قائلة
كل شي ليس بخير لست سعيدة وأعاني كثير
لوحت شيرين عن بعد إلى فاطمة
حين عادت شيرين إلى المنزل كانت تعد حقائبها وقد عقدت النية على السفر الى الإسكندرية حتى تهدأ الأمور جرس الهاتف كان يدق في تصميم وماهي خلفا بإدرتها قائلة
انتظرك منذ الصباح هل نسيت أن أمر خطوبتي هو اليوم
همست شيرين في تبرير
أعتذر منك يا ماهي ولكن حقا غير قادرة لقد تملك مني المرض
أنهت شيرين المحادثة وهي تشعر بقلبها ينشطر نصفين
كيف يمكنني المجئ ورؤية منذر وهو يضع خاتم الخطبة في يدك
حملت حقيبتها واتجهت صوب الباب حتى تقوم ب فتحه كان منذر يقف صامتا همست والحقيبة تقع من يدها
أنت هنا
هز منذر رأسه بالايجاب ثم قال
.أجل أنا هنا ولقد طلبت من رجل الأمن عدم اخبارك بوجودي
نظر إلى الحقيبة ثم قال.
إلى أين سوف تذهبين وما كل هذا الفرار. لا يروق لك ترك الشركة لك أليس هذا ما كنت تطمحين له
همست شيرين في ضعف شديد
لماذا تركت لي الشركة
همس منذر وهو يغلق الباب خلفه
لانك تستحقينها يا شيرين
انحدرت دمعة من عين شيرين فشلت أن تحبسها وقالت
ولماذا انت هنا لماذا تركت يوم خطوبتك
نظر لها منذر في دهشة وقال
خطوبتي أنا ليس اليوم هو يوم خطوبتي
شعرت شيرين بالفرح الممزوج بالدهشة هل ينفي خبر ارتباطه ب ماهي ولكن كيف هتفت في صوت منخفض
وماهي ماذا عن ماهي
هز منذر رأسه قائلا
هي خطبة ماهي ورجل الأعمال ياسين الفاجومي. أجل ماهي صديقة منذ الطفولة. ولكنها ليست فتاة احلامي
خفق قلب شيرين عاليا وهي تستمع إلى تصريحات منذر الذي قال
هل هذا هو سبب هروبك هل هذا هو سبب كل تصرفاتك الغريبة الايام الماضية
لم تجب شيرين مما جعل منذر ينظر لها في تحدي قائلا
أخبريني الآن يا عاجية التصرفات يا صاحبة كبرياء الاميرات
ابتسمت شيرين مما جعل منذر يقول
لن أتنازل عن تلك البهجة بعد اليوم طوال عمري
همست شيرين
منذر أنت صادق في كلماتك أليس كذلك أن ما نمر به حقيقي رغم غرابته
زفر منذر في ارتياح ثم أضاف
لقد تجاهلت مشاعري كثير يا شيرين بل حاربتها ولكن في النهاية انتصرت مشاعري على حربي التي أشنها على ذاتي واعلنت عن كامل حضورك داخلي
همست شيرين وهي تبكي
ولماذا لم تخبرني بمشاعرك
مسح منذر دموعه برفق ثم قال
لاني كنت أخشي الحب يا شيرين أخشاه بعد رحيل امي وأبي وعمتي ولكن الآن ما عاد يجدي الخوف نحن بحاجة إلى بعضنا البعض انا احتاجك احتاج أن تكون لي أسرة تعوض كل ما مررت به من حرمان ومنزل آوي إليه وانا أدرك علم اليقين أن حبيبتي بداخله. من تهتم لأمري وتهواني،
رفع منذر ذقن شيرين بيده إلى أعلى وتساءل
الأمر كذلك أنت تهوين منذر
هزت شيرين رأسها بالايجاب فتابع منذر
لقد تساقطت أوراق الخريف السوداء التي امتدت قسوتها في ربيع عمري وحان الوقت أن ينتهى كل الألم وتبدأ رحلة الفرح والسعادة
هتف منذر في أستنكار وقد تذكر للتو
لقد نسيت ما جعلني ءاتي،مسرعا إلى هنا لقد أخبرتني ماهي انك مريضة جدا ولا تستطيعين الذهاب لحضور حفل الخطبة
ابتسمت شيرين وتابعت
لقد كانت كذبة
نظر لها منذر وقال في مرح
لم تقوي على فكرة مواجهه ارتباطي بأخرى
هزت شيرين رأسها بالايجاب فقال منذر
ولكن يجب أن تحضر حفل خطوبة ماهي ما رأيك أن نعلن خطبتنا أيضا اليوم سوف يكون هذا أمر جيد وممتع وجميل
هزت شيرين رأسها باستنكار وقالت لي تصميم
لا أكيد لا أن اليوم هو يوم ماهي المميز. يجب أن تكون هي الملكة. سوف نحضر خطبتها ونبارك لها وسوف تكون اول من يعلم يأمرنا سرا ولكن ليس اليوم
فلنترك أضواء اليوم وحديث الصحافة كله لماهي يا منذر أنها فتاة لطيفة وهي تستحق
وافق منذر على فكرة شيرين ثم نظر في أرجاء المنزل هتفت شيرين
ما الأمر
تردد منذر لحظة ثم قال
بعد الزواج هل تريدين العيش هنا
فهمت شيرين ما يعنيه منذر هو يعلم أنه منزلها ولكنه يرغب في العيش فيه أجل يحق لها أن تطلب منزل آخر ولكنه يريد أن يعيش في ذات الاماكن التي أحبتها فريال همست شرين
أجل سوف نعيش هنا هذا المكان يجب أن يشهد الفرح كفاه كل تلك الأوقات التي نطقت جدرانه بها من الحزن والألم
تساءل منذر
أين فاطمة
أجابت شيرين
عادت إلى حضن والدها
تابع منذر
إن تلك الطفلة ما بها من براءة قد جعلتني أدرك أن كل شئ قابل للتغيير للأفضل
أكدت شيرين
هي ملاك حارس لي في أوقات كثيرة كانت صعبة لهذا لا أتخيل أن يمر عمري وفاطمة غير موجودة به
في المساء أوقدت الانوار. وارتفعت فلاشات الكاميرات في قاعة السوسنة الزرقاء حيث حفل خطوبة ماهي التي اكتظت برجال الفن والمشاهير دلفت شيرين مع منذر إلى حيث تقديم التهنئة والتبريكات إلى العروس الفاتنة التي أبدت سعادتها وفرحها الشديد بوجود شيرين في الحفل قال منذر وهو يهمس لها في غفلة عن ياسين خطيبها
سوف أبلغك بأمور كثيرة ولكن ليس اليوم ربما الغد
نظرت ماهي إلى شيرين وقالت في مرح
أظنني أعرف ما هو الشئ الذي جعل شيرين تتماثل بالشفاء وتأتي إلى خطبتي ولكنني لن أبوح به في تلك اللحظات
أبتسمت شيرين وقالت
أرأيت إن اليوم مقدس لها
همست ماهي
ولكن هذا لن يمنعني أن أقول لكم أني سعيدة من أجلكم
حين وضع ياسين خاتم الخطبة في يد ماهي لتصدخ الموسيقي بصوت عال اتخذ كل زوجين مكانهم في جوار العروس حتى يراقصا رقصة هادئة همس منذر
تصميم خاتم الزواج قد أنتهيت منه سوف أرسله إلى مجوهرات شعيل في لبنان حتى يتم تنفيذه
وفستان الزفاف أيضا
.تساءلت شيرين
متى أنهيت كل هذا
اجاب منذر في بساطة
منذ شهر كنت افكر فيك وفي كل أمر يتعلق بنا
تساءلت شيرين
لن يكون هناك اشهر خطوبة
قال منذر وهو يقترب من أذنها
لا لن تكون هناك اشهر خطبة سوف يكون زفافنا الاسبوع المقبل ماذا تتوقعي من رجل مثلي
حين تناثرت وريقات الورد البيضاء على رؤس العروس ومن حولها كانت الأغاني الجميلة ترتفع عبر مكبرات الصوت تصف حال الكثير في الحفل في مقدمتهم
منذر وشيرين
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي