الفصل الرابع
خرج حمزة من غرفتها بعدما ابتسم لها بحنان ثم التفت إلي ألاء التي كانت تجلس علي الأريكة في بهو المنزل، تفعل الشيء الذي تحبه مؤخراً وهو الكُروشيه، وتضع نظارتها الطبية كي تري الصوره بوضوح أكثر، ابتسم عندما رأها مندمجه، ثم مدد علي الاريكه واضعا رأسه علي قدميها، فتركت ما بيدها ثم أبتسمت بحنانها المعهود وهي تلعب في خصلات شعره، نظرت إليه من تحت نظارتها هاتفة:
_ ولو أُمك شافتك دلوقت!
ظهرت إبتسامة جانبية علي وجهه فهو يعرف غيرة والدته الشديدة عليه فأردف بعد صمت:
_ ما إنتِ كمان أُمي وبحبك،
اتسعت ابتسامتها وهي تضع قُبلة علي رأسه ونظرت إليه بحنان ثم هتفت بعدما شعرت بملامحه الخاوية:
_ مالك كدا!
تطلع إلي الشقف ثم زفر بضيق هاتفاً بحيرة من أمره:
_ مش عارف، حاسس أن زهقان، يومين هنا ويومين هناك، ومفيش أي حاجه جديدة،
ظهرت ابتسامتة جانبية علي ملامحها وهي تنظر إليه بطرف عيناها هاتفة:
_ طب ما تخطب!
ألتقت عيناه بعيناها التي تتلاعب بمكر فهتف بغيظ:
_ والله! دا الحل يعني!
أطلقت ضحكة رقيقة جعلته يغضب، هو يعرف سبب ضحكاتها جبداً وكلما تزداد ضحكاتها يزداد غضبه وهو يضع يديه علي وجهه ومن ثم يفرك بضيق بشعره هاتفا:
_ عمتو هتفضلي تضحكي؟ والله هقوم
وكان يعتدل بالفعل في جلسته لكنها قبضت علي كتفيه كي لا يقوم هاتفة بجدية:
_ طب خلاص خلاص أنا أسفة
هدأت ملامحه للحظة ثم أردفت وهي تغمزه بطرف عيناها:
_ طب ما تصاحب
هنا ضحك هذه المرة وهو يهز رأسه لا يكاد يصدق ما تتفوه به، فرغم تعديها الخمسون من عمرها إلا أنها تتحدث معه وكأنها من عمره،
كادت أن تخرج الكلمات من فمه لكنه تفاجأ بشخص يقترب منهما هاتفاً:
_ ياعمتو فين ...
وتنحنحت عندما رأته يجلس بأريحة ، فكان هو الأسرع من أن يعتدل من رقدته ويجلس بجانب عمته فتمتمت نغم بإعتذار:
_ أسفة ان دخلت كدا، بس رنيت الجرس والمفتاح في الباب كالعادة يعني
لم يجب هو وابتسمت الاء وهي تنظر اليها بمكر:
_ تعالي يانغم عادي يعني دا حمزة
نظرت إليهما نغم تحاول أن تكتم ضحكاتها لكنها لا تستطيع، أشاحب ببصرها بعيداً وصوت ضحكاتها يسمعونه فنظر إليه عاقداً حاجبيه بإستغراب وكذلك ألاء ثم تسألت عن سبب ضحكاتها فكان جواب نغم هو:
_أسفه والله بس للحظه تخيلت لو اللي دخلت مكاني خالتو رنا كان ممكن إيه اللي يحصل!
مجرد التخيل فقط جعله يبتسم وهو يبتعد عن عمته قليلا فبالتأكيد كانت ستخنق عمته
فتحدث أخيراً بجدية تامة:
_مش عارف هي ماما لي بتسير الرعب جواكم ؟
ردت علي حديثة بمرح:
_ لا رعب ولا حاجة هي اللي مفيش في دماغها غير حمزة حمزة ، لما الواحد..
قاطعت حديثها ألاء عندما شعرت أنها بدئت أن تتفوه بحديث غير مرغوب فيه وعندما صمتت نغم ،هتف هو:
_ لما زهقتم مني صح!
خفضت بصرها أسفل خجلاً من كلماتها التي كانت ستخرج عفويا، ثم وجهت الآء الحديث إليها تنتشلها من هذا الحرج قائله:
_كنتِ عاوزه روح صح!
أجابت نغم سريعاً:
_ أه اه
وعلي ذكر إسمها كانت تخرج مُرتديه فستاناً من اللون الجنزاري مع حجابها البسيط الهادي، جعلها تبدو نسخة مصغره من والدتها عندما كانت صغيره.
نظرت إليها الاء بإبتسامة، تستعيد من خلال مظهرها شبابها، لكنها كانت عكس ابنتها، كانت سعيدة ومع الشخص الذي تحبه، أما هي..
هتفت نغم بإعجاب:
_ الله الله إيه الشياكه دي علي فين ؟
أجابتها بإبتسامه علي مجاملتها الرقيقة:
_خارجه مع حمزه
أومأت رأسها متفهمه وهتفت تلقائياً:
_يابختك والله ياريت كان عندي أخ كدا زى حمزة لكن نقول إيه كان علي حظي مفيش غير بنات
انطلقت الضحكات بينهما فشعر هو بالإشفاق عليها ثم هتف بإبتسامة رقيقة:
_ طب البسي وهخرجك معاها
نظرت بذهول إليه ثم هتفت بإبتسامة :
_ شكرا ، انبسطو انتو أنا هنزل
ألقت الاء النظرات بينهما لثواني، ثم هتفت:
_انزلي البسي يانغم وحمزة هيكلم والدك وهيخرجك معاهم
وبعد إصرار من روح استجابت إلي حديثهمم ثم ذهبت كي تبدل ملابسها.
وقام هو الاخر يستعد الي الخروج، وأخر ما تفوهت به ألاء هو:
_عملت معاك واجب يارب نخرج بقي من موسم الصمت ده وننطق
وما كان منه إلا أنه ابتسم ولم يعلق .
……………………………………………………………………………………
كان ينفرد بمحبوبته، الفتاة التي سلبت قلبه أخيراً، يُعرف عنه أنه لا يحب التقيد ويعشق الحرية، والإنطلاق، شغفه لسباق الدرجات الناريه هذه،
حتي أن عمله مع أبيه وعائلته لا يحبه،يريد أن يستَقّل بنفسه، لذا أراد العمل مع والد خطيبته، علي الرغم من إنهما اقل ماديا منهما،
لكن أسِر وهذا ما يريده،
وعندما يضغط عليه والده انه يحتاجه، يذهب إليه يوم، إثنان، وينهي ما يريده ويعود إلي انطلاقه مرة اخري، هو الوحيد الذي ترك التعليم في هذه العائله
بالرغم من شدة ذكاءه، لكنه لم يستكمله، أراد أن يقتصر الطريق، فهو يعرف جيداً ان المال هو الذي يفعل كل شئ.
فعندما يتخرج سيبحث عن وظيفه كي يأخذ منها المال، حتي أن وظيفته لم تكن بشهادته، وهو إقتصر ذلك وعمل فترة من الزمن في شركتهما، اكتسب خبره أكبر مما اكتسبها أي شخص تعلم.
وبعدما اكتسب الأموال، أراد أن يستَقّل، ودخلت هي حياته كأي فتاة في البدايه، لكنها بخجلها وخبرتها جعلته يقع في غرامها، ومن ثم ارتبط بها وتم خِطبتهم ،حتي أن الجميع استغرب، فاشقيقة الأكبر لم يفعلها حتي الآن
لكن هو فعلها. واليوم هما يحددان موعد زفافهما.
نظر إليها مبتسما إلى ملامحها البريئه التي عشقها وهدوئها فهي سمائة
*سما المصري*
الفتاة التي تبلغ الثانية والعشرون من عمرها، التي ستتخرج من معهد النظم والمعلومات هذا العام
ترفع حاجبيها هكذا تستغرب ابتسامتة هاتفه:
_ بتبصلي ومبتسم أوي كدا ليه!
هتف تلقائياً:
_ مش مصدق إن خلاص هنتجور خلال شهر ونص
عقدت حاجبيها بتساؤل غريب:
_ شهر ونص! إحنا قولنا بعد الامتحانات
امسك يديها بهدوء وجااء أن يُقبلهما:
_مش قادر والله
سحبت يديها وهي تبتلع ريقها وحيرة من أةرها، هي تريد أن تكون معه حتي نهايه عمرها، لكنها تريد أن تنهي دراستها، ومع تفكيرها هذا كان هو يتحدث:
_علي فكره أنا حددت معاد الفرح أصلا مع والدك، يعني مش محتاج موافقتك
رفعت حاجبيها وملامحها يبدو عليها الغيظ فهتفت:
_لا والله
ضحك علي مظهرها ثم هتف بجديه:
_ تحبي نروح شرم ولا الغردقه ولا اسكندريه؟
ابتسمت علي سؤاله فهتفت:
_كنت مفكراك هتسفرنا بره مصر
عقد حاجبيه بإستغراب:
_ ليه حد قالك ان مليونير!
ثم أردف بجدية:
_بره مصر زي جوه مصر، مش مهم المكان فين، لكن الأهم إنك تستمتع بدا مع الشخص اللي بتحبه صح ولا ايه؟
تنهدت ثم هتفت:
_ عندك حق، طب ممكن نسافر تركيا، أو أي دوله عربية بس تكون بره
نظر إليها مطولا، يريد أن يفهم إصرارها علي ذلك، هو لا يحب دائما أن يُسَئ الظن في أي شخص، فما بال الشخص هذا هو كل حياته!
لذا تحدث بعد صمت تام يفكر في كل حرف سَيخْرج منه: _بصي ياسما، أنا مقدرتي حاليا تخليني أجهز شقتي واتجوزك وأعملك فرح ويادوب نسافر شويه،
ثم أردف بإبتسامة:
_ صدقيني أنا لو طولت أديكي عمري هديهولك،
لكن أنا مبحبش أستلف وأخد من أبويا عشان أسافر وأتفسح والناس تقول اللي سافر اهو، أنا دماغي مختلفه عن أي حد ممكن تعرفيه،
وبنبرة جادة سألها:
- عجبك جوزك يبق دماغه كدا! ،هتقدري تعيشي في المستوي اللي أنا بس فيه! مش اللي أهلي فيه؟
كانت تسمع كلماتة صامته، يعجبها تفكيره، لكنها تحب أن تكون طلباتها مُجابه، بعد صمتها هذا، تحدث وهو يتبسم يُطمئنها:
_كل حاجه نفسك فيها وفي مقدرتي أعملهالك، مش هتردد لحظه ياحبيبتي
هزت رأسها بإبتسامة متفهمه ثم هتفت:
_ ماشي ياحبيبي اللي تشوفه.
…………………………………………………………………………………
_ ياماما هو انتٍ مبتزهقيش!
جملة تفوه بها أدهم وهو ينظر إلي والدته ، التي تريده أن يتزوج، فقد تجاوز السادسة والعشرون، هو وشقيقتة
لكنهما الإثنان يعترضان علي ذلك،
وهي لا تتركهما، تأتي إليه بصور الفتيات تريد أن تقنعه، وهو عندما يرفض من البدايه تصيح به، ويهاودها ويختار ثم يخرج من هذا المأذق بكلمته الدائمه:
_مفيش ولا واحده عجباني
واليوم يحضرهما والده، *أدم صبري* الذي علي وشك الستين من عمره،
وينظر إليهمًا صامتًا غير راضي علي ما تفعله زوجته، لكنه يصمت يحترم رغبتها، لعلها تقنعه
وتهتف هي بحِدة:
_ أومال عاوز مين! أنا كل ما أجيبلك واحده مش عاجباك?
هنا تدخل آدم هاتفا:
_ طب اهدي ياروان مش كدا.
ثم وجه حديثه إلي ابنه هاتفاً:
_ياأدهم أنتَ ياحبيبي كبرت ومن حقنا نفرح بيك صح ولا لاء !
زفر أدهم بضيق ثم هتف بهدوء:
_ يابابا أنا أكيد هتجوز بس مش بالطريقه دي
قاطعتة والدته متسائلة :
_ امته؟ حازم وأكبر منك بشهور بس وخاطب، وأسِر أصغر منك وخطب
عدل من وضعيه نظارتة الطبية ثم سألها:
_وحمزة! اشمعنا هو مخطبش؟
جاءت أن تتحدث والدته، لكنه سبقها هاتفا:
_مش عشان حازم أو أسِر أو أيَّاً كان مين خطب يبق لازم أنا كمان أخطب ياماما
نظر إليه والده هاتفاً بعتاب:
_ مامتك مش قصدها كدا ياأدهم لكن هي عاوزه تفرح بيك وتشوف عيالك.
تنهد أدهم ثم هتف:
_ صدقني أنا ممكن يوم أجي أقولك عاوز أتجوز مش أخطب
سألته روان بضيق:
_ امته طيب!
هز كتفيه هكذا فهو لا يعرف:
_ مش عارف ، لمَّا ألاقيها، هي اكيد لسه مجتش بس يوم ما أتخطف هاجي وأقولكو
ابتسم أدم ونظر إلي روان التي لا تعرف بماذا تجيب،
فهو قطع عليها كل الطرق في أن تختار الأفضل اليه.
لكنها هتفت بتذمر :
_طالع لأبوك
ابتسم أدم وتحدث:
_دلوقت مش هتقدري تتكلمي طبعا،
ثم نظر إلي ابنة متحدثًا :
_بس متتأخرش ياأدهم متعملش زيي وصلت للتلاتين علي ما اتجوزت مامتك
هتفت بتلقائيه:
_ولو كنت اتجوزت قبل كدا يعني كنت هتتجوز غيري
قام أدهم من مكانه ثم حدث والده:
_استلم بقه النكد
ضحك بعبس وقهقا أدم ثم جاء أن يتحدث لكن الاخيرة تفوهت بحيررة وذهول :
_ نكد!
قام من مكانه يجلس بجانبها ثم أمسك يديها يُقبلهُما قائلاً :
_لا كنت أتمنيَ أقابلك قبل كدا بكتير، لو كنت قابلتك وأنا عندي 20 سنه مش 30 كنت اتجوزتك برضو، وكنت استمتعت بالعشر سنين دول وانا معاكي ياروان.
ظهرت ابتسامة علي شفتيها ثم هتفت هي الأخري بكلمة مازالت تحافظ عليها علي الرغم من كِبر سنهما:
_ بحبك
………………………………………………………………………………
انتهو جميعًا، لكن هي كعاداتها تتأخر،حتي تختار ما يناسب جنونها، وما يجعلها في غاية الجمال، تريد أن تظهر أجمل ما عندها، هي دائما هكذا ليس غرورًا بالنفس، لكنها هي نغم فقط.
انتظرها حمزه هو وروح في الأسفل تحديدًا عند جدتهما، أراد أن يأخذ بركتها، ويطمئن علي صحتها،
نظر إلي ساعته ثم زفر، يريد أن يلعن لسانه الذي تفوه وأخبرها أن تأتي،
هتفت روح عندما نظرت إلي الضيق الظاهر علي وجهه:
_ هتنزل دلوقت متقلقش
كاد أن يتحدث لكنها قد أتت تعتذر عن تأخيرها.
تطلع إلي ما ترتديه خلسة وهي منشغله عن تقبيل جدتها،
بنطالاً من اللون الاسود، وبلوزة تناسبه من اللون الغامق الذي لا يحبة الاصفر، ومن ثم حجاباً
هل هذا حجاباً!
فبعض من خصلات شعرها تظهرها كعادتها!
هل هي ستخرج معه هكذا! لا وألف لا
هتف بتلقائيه فهو يعرف كيف يستطيع أن يحرجها جيداً منذ أن كان صغيراً وتشتاط منه وتغضب :
_ ماشاء الله يانغم الحجاب غيرك 150 درجة
انتبهو إلي حديثة ونظرت إليه روح بإستغراب يشوبه الضحك هاتفة:
_ شكلك قصدك 180 درجه يابني!
هز رأسه يُجيبها بسخرية:
_ لا ماهو في 30 درجه برة الطرحة
جحظت عيناها لم يقوله، وبدأ وجهها يشتعل غضبًا وحرجاً،
ابتلعت ريقها بصعوبة وهو يشعرها الأن بإهتزاز ثقتها بنفسها لمجرد تعليقه السلبي هذا، فلم يتجرأ أحد علي الحديث معها بهذه الطريقة،
مجرد تعليق من!
تمتمت لنفسها بذهول مِن مَن؟
ابن عمها!
نجدتها جدتها معاتبة إياه:
_ حمزة حبيبي مش كدا
انفعل من رد فعله وحديثه الفظ وكذلك من تدخله بالأساس بحياتها الشخصية، لكن مظهرها حقاً استفز رجولته لذا تفوه بضيق:
_ حضرتك مش شايفه ياتيتا هي لابسة إيه؟ ومنظرها عامل ازاي!
ثم أردف وهو يشاور إلي ملابس روح هاتفاً:
_ ماهي روح أهي لابسه فستان وطرحه ومفيش في جمالها، لكن ليه لازم نلبس لبس مجسم وملفت للنظر و قصير ونطلع شعرنا عشان أي واحد مش محترم يعاكسها ف الشارع
وعلي جملتة الأخيرة هذه ارتفع صوته
وصدمةُ تليها الأخري وهي تسمع كلماته ومقارنته لها ولابنة خالها، اغروقت عيناها بالدموع وهي تنظر إلية لأول مره بهذه النظرة، تتمالك نفسها كي لا تتفوه بحديث قاسي له الآن لإحراجه لها أمام خالتها وجدتها لذا اكتفت بجملة بسيطة:
_وأنت مالك !
شعر أن دمائه ستغلي من برودها لذا هتف:
_ نغم اطلعي غيري هدومك وإلبسي لبس غير دا عشان نخرج
تابعت هي كلماتها تخبره أن لا شأن له ُبها:
_دي حاجه متخصكش أصلا، أنت مش واصي عليا عشان تتحكم في ألبس إيه وملبسش إيه!
أنهيَ حديثه بنبرة عناد:
_خلاص مش هتخرجي معايا
نظرت اليه مصعوقه من طريقتة وحقارته، فهو أبدا لا يعرف التعامل مع الانثي
ذهبت في إتجاه الباب، لكنها استدارت مرة أخري إليهم ثم وجهت بصرها إليه هاتفه :
_هي أصلا غلطتي إن وافقت اخرج مع واحد راجعي ومتخلف زيك
جحظ عيناه عندما تفوه لسانها بكلماتها البذيئة،ثم انطلق خلفها عندما صفعت هي الباب، حاولت روح أن تمنعه لكنه أبعدها ذاهباً للأعلي يريد أن يُعلمها درسا فلو كان منه ما تردد في أن يصفعها الأن كي تفوق.
مع صفعة الباب خلفها انتفضت والدتها علي مظهرها الباكي فهتفت بحسرة:
_مالك يانغم!
والأخيرة تركتها ذاهبه إلي غرفتها تُتمتم بكلمات غير مفهومه، ذهبت خلفها كي تعرف ماذا حدث، وجاءت شقيقتها هي الاُخري من غرفتها،
لكن طرقات علي الباب جعلت الأم تتجه إلي الباب، فدخل هو دون أن يلقي التحيه علي خالته،
هتفت نغم مستغربه وهي تري دخوله المفاجئ:
_ فيه إيه ياحمزة!
أجاب بإنفعال :
_ في إن بنتك ياخالتو بتشتمني
عقدت حاجبيها بدهشه ثم هتفت بذهول:
_ تشتمك! ليه
تحدث ومازال صوته مرتفعاً حتي أنها سمعته من الداخل، وأسرعت فهو هنا وستفتك به في النهايه
خرجت تهتف بإنفعال هادر:
_ انت جاي هنا ليه! اطلع بره
نظرت نغم اليها. وإلى حديثها الفظ فهتفت:
_ نغم عيب كدا
والأخير سيهتف هو الأخر وهي بينهما، لا تعرف ماذا بهما،
ومع صوت إرتفاعهما هذا وصراخ نغم إلي والدتها:
_ماما خليه يطلع احسن والله العظيم هرتكب جريمة
وبسبب الصوت الجهوري جاءت روح وندي، وانتفضت الاء وجاءت إليهم وبالاضافه الي رنا،
هتفت رنا بفزع:
_فيه إيه صوتكم عالي كدا ليه!
تحدثت نغم:
_ في إن ابنك مش محترم وبيدخل في شيء مالهوش دخل بية !
تفوه بغيظ من حديثها:
_ لا والله، يعني لما تلبسي كدا وتنزلي ونص شعرك باين وأقولك غيري لبسك يبق أنا كدا متخلف ومش محترم؟
تبادل الجميع النظرات إلي بعضهما البعض كادت الاء أو تقتله حقا، فهي حاولت أن تُسهل الأمر عليه، يأتي هو ويعقده بهذه الطريقة !
لكنهما تابعو الحديث بينهما صامتين، فمن الأساس لا تأتي الفرصه كي يتحدثو وكل واحداً منهما يصيح في الأخر،وكأنه سباق علي من سيفوز
تابعت هي حديثها تدافع عن نفسها:
_ أنا مش نازله بنص شعري وكمان أنا لابسة محترم ودي الموضه دلوقت،
صفق هو بكلتا يديه ثم هتف ساخرًا:
_ موضة! لا والله ولما واحد يبصلك ويعاكسك بقه يبق استفادنا ايه؟
ثم أردف بصوت مرتفع:
_ ملعون أبو الموضه اللي تخلي اللبس بالشكل دا
ألقت هي القنبله في وجهه:
_والله لو حد محترم مش هيبص،أما اللي هيبص وهيعلق هيبق مش محترم زيك كدا،
هنا وقد فاض به وحديثها هذا جعل بركاناً يشتعل بداخله وهو يهتف:
_ لا انتِ محتاجه تربيه لان عمي معرفش يربي..
حمزة
والمقاطعه هذه المرة كانت من والدها، وهو ينظر إلي هذا الموقف بعيون صارمه، وبجانبه شقيقه مازن، والأخير معتز
الذين أتَو لتوهم من عملهمم ، وصياحهما جعلهم يُسرعون إلي الداخل
ولا أحد يفهم أي شئ،
في لحظة كان الجو مشحوناً، لأول مرة في حياتهم يقفو بهذا المظه ، ويفضون اشتباكاً بين أحد من العائله،
نظر إلي عمه وصمت،
وإستفسار مازن كان:
_ صوتكم جايب أخر الشارع، فيه إيه!
بتشتمني
بيشتمني
_ ولو أُمك شافتك دلوقت!
ظهرت إبتسامة جانبية علي وجهه فهو يعرف غيرة والدته الشديدة عليه فأردف بعد صمت:
_ ما إنتِ كمان أُمي وبحبك،
اتسعت ابتسامتها وهي تضع قُبلة علي رأسه ونظرت إليه بحنان ثم هتفت بعدما شعرت بملامحه الخاوية:
_ مالك كدا!
تطلع إلي الشقف ثم زفر بضيق هاتفاً بحيرة من أمره:
_ مش عارف، حاسس أن زهقان، يومين هنا ويومين هناك، ومفيش أي حاجه جديدة،
ظهرت ابتسامتة جانبية علي ملامحها وهي تنظر إليه بطرف عيناها هاتفة:
_ طب ما تخطب!
ألتقت عيناه بعيناها التي تتلاعب بمكر فهتف بغيظ:
_ والله! دا الحل يعني!
أطلقت ضحكة رقيقة جعلته يغضب، هو يعرف سبب ضحكاتها جبداً وكلما تزداد ضحكاتها يزداد غضبه وهو يضع يديه علي وجهه ومن ثم يفرك بضيق بشعره هاتفا:
_ عمتو هتفضلي تضحكي؟ والله هقوم
وكان يعتدل بالفعل في جلسته لكنها قبضت علي كتفيه كي لا يقوم هاتفة بجدية:
_ طب خلاص خلاص أنا أسفة
هدأت ملامحه للحظة ثم أردفت وهي تغمزه بطرف عيناها:
_ طب ما تصاحب
هنا ضحك هذه المرة وهو يهز رأسه لا يكاد يصدق ما تتفوه به، فرغم تعديها الخمسون من عمرها إلا أنها تتحدث معه وكأنها من عمره،
كادت أن تخرج الكلمات من فمه لكنه تفاجأ بشخص يقترب منهما هاتفاً:
_ ياعمتو فين ...
وتنحنحت عندما رأته يجلس بأريحة ، فكان هو الأسرع من أن يعتدل من رقدته ويجلس بجانب عمته فتمتمت نغم بإعتذار:
_ أسفة ان دخلت كدا، بس رنيت الجرس والمفتاح في الباب كالعادة يعني
لم يجب هو وابتسمت الاء وهي تنظر اليها بمكر:
_ تعالي يانغم عادي يعني دا حمزة
نظرت إليهما نغم تحاول أن تكتم ضحكاتها لكنها لا تستطيع، أشاحب ببصرها بعيداً وصوت ضحكاتها يسمعونه فنظر إليه عاقداً حاجبيه بإستغراب وكذلك ألاء ثم تسألت عن سبب ضحكاتها فكان جواب نغم هو:
_أسفه والله بس للحظه تخيلت لو اللي دخلت مكاني خالتو رنا كان ممكن إيه اللي يحصل!
مجرد التخيل فقط جعله يبتسم وهو يبتعد عن عمته قليلا فبالتأكيد كانت ستخنق عمته
فتحدث أخيراً بجدية تامة:
_مش عارف هي ماما لي بتسير الرعب جواكم ؟
ردت علي حديثة بمرح:
_ لا رعب ولا حاجة هي اللي مفيش في دماغها غير حمزة حمزة ، لما الواحد..
قاطعت حديثها ألاء عندما شعرت أنها بدئت أن تتفوه بحديث غير مرغوب فيه وعندما صمتت نغم ،هتف هو:
_ لما زهقتم مني صح!
خفضت بصرها أسفل خجلاً من كلماتها التي كانت ستخرج عفويا، ثم وجهت الآء الحديث إليها تنتشلها من هذا الحرج قائله:
_كنتِ عاوزه روح صح!
أجابت نغم سريعاً:
_ أه اه
وعلي ذكر إسمها كانت تخرج مُرتديه فستاناً من اللون الجنزاري مع حجابها البسيط الهادي، جعلها تبدو نسخة مصغره من والدتها عندما كانت صغيره.
نظرت إليها الاء بإبتسامة، تستعيد من خلال مظهرها شبابها، لكنها كانت عكس ابنتها، كانت سعيدة ومع الشخص الذي تحبه، أما هي..
هتفت نغم بإعجاب:
_ الله الله إيه الشياكه دي علي فين ؟
أجابتها بإبتسامه علي مجاملتها الرقيقة:
_خارجه مع حمزه
أومأت رأسها متفهمه وهتفت تلقائياً:
_يابختك والله ياريت كان عندي أخ كدا زى حمزة لكن نقول إيه كان علي حظي مفيش غير بنات
انطلقت الضحكات بينهما فشعر هو بالإشفاق عليها ثم هتف بإبتسامة رقيقة:
_ طب البسي وهخرجك معاها
نظرت بذهول إليه ثم هتفت بإبتسامة :
_ شكرا ، انبسطو انتو أنا هنزل
ألقت الاء النظرات بينهما لثواني، ثم هتفت:
_انزلي البسي يانغم وحمزة هيكلم والدك وهيخرجك معاهم
وبعد إصرار من روح استجابت إلي حديثهمم ثم ذهبت كي تبدل ملابسها.
وقام هو الاخر يستعد الي الخروج، وأخر ما تفوهت به ألاء هو:
_عملت معاك واجب يارب نخرج بقي من موسم الصمت ده وننطق
وما كان منه إلا أنه ابتسم ولم يعلق .
……………………………………………………………………………………
كان ينفرد بمحبوبته، الفتاة التي سلبت قلبه أخيراً، يُعرف عنه أنه لا يحب التقيد ويعشق الحرية، والإنطلاق، شغفه لسباق الدرجات الناريه هذه،
حتي أن عمله مع أبيه وعائلته لا يحبه،يريد أن يستَقّل بنفسه، لذا أراد العمل مع والد خطيبته، علي الرغم من إنهما اقل ماديا منهما،
لكن أسِر وهذا ما يريده،
وعندما يضغط عليه والده انه يحتاجه، يذهب إليه يوم، إثنان، وينهي ما يريده ويعود إلي انطلاقه مرة اخري، هو الوحيد الذي ترك التعليم في هذه العائله
بالرغم من شدة ذكاءه، لكنه لم يستكمله، أراد أن يقتصر الطريق، فهو يعرف جيداً ان المال هو الذي يفعل كل شئ.
فعندما يتخرج سيبحث عن وظيفه كي يأخذ منها المال، حتي أن وظيفته لم تكن بشهادته، وهو إقتصر ذلك وعمل فترة من الزمن في شركتهما، اكتسب خبره أكبر مما اكتسبها أي شخص تعلم.
وبعدما اكتسب الأموال، أراد أن يستَقّل، ودخلت هي حياته كأي فتاة في البدايه، لكنها بخجلها وخبرتها جعلته يقع في غرامها، ومن ثم ارتبط بها وتم خِطبتهم ،حتي أن الجميع استغرب، فاشقيقة الأكبر لم يفعلها حتي الآن
لكن هو فعلها. واليوم هما يحددان موعد زفافهما.
نظر إليها مبتسما إلى ملامحها البريئه التي عشقها وهدوئها فهي سمائة
*سما المصري*
الفتاة التي تبلغ الثانية والعشرون من عمرها، التي ستتخرج من معهد النظم والمعلومات هذا العام
ترفع حاجبيها هكذا تستغرب ابتسامتة هاتفه:
_ بتبصلي ومبتسم أوي كدا ليه!
هتف تلقائياً:
_ مش مصدق إن خلاص هنتجور خلال شهر ونص
عقدت حاجبيها بتساؤل غريب:
_ شهر ونص! إحنا قولنا بعد الامتحانات
امسك يديها بهدوء وجااء أن يُقبلهما:
_مش قادر والله
سحبت يديها وهي تبتلع ريقها وحيرة من أةرها، هي تريد أن تكون معه حتي نهايه عمرها، لكنها تريد أن تنهي دراستها، ومع تفكيرها هذا كان هو يتحدث:
_علي فكره أنا حددت معاد الفرح أصلا مع والدك، يعني مش محتاج موافقتك
رفعت حاجبيها وملامحها يبدو عليها الغيظ فهتفت:
_لا والله
ضحك علي مظهرها ثم هتف بجديه:
_ تحبي نروح شرم ولا الغردقه ولا اسكندريه؟
ابتسمت علي سؤاله فهتفت:
_كنت مفكراك هتسفرنا بره مصر
عقد حاجبيه بإستغراب:
_ ليه حد قالك ان مليونير!
ثم أردف بجدية:
_بره مصر زي جوه مصر، مش مهم المكان فين، لكن الأهم إنك تستمتع بدا مع الشخص اللي بتحبه صح ولا ايه؟
تنهدت ثم هتفت:
_ عندك حق، طب ممكن نسافر تركيا، أو أي دوله عربية بس تكون بره
نظر إليها مطولا، يريد أن يفهم إصرارها علي ذلك، هو لا يحب دائما أن يُسَئ الظن في أي شخص، فما بال الشخص هذا هو كل حياته!
لذا تحدث بعد صمت تام يفكر في كل حرف سَيخْرج منه: _بصي ياسما، أنا مقدرتي حاليا تخليني أجهز شقتي واتجوزك وأعملك فرح ويادوب نسافر شويه،
ثم أردف بإبتسامة:
_ صدقيني أنا لو طولت أديكي عمري هديهولك،
لكن أنا مبحبش أستلف وأخد من أبويا عشان أسافر وأتفسح والناس تقول اللي سافر اهو، أنا دماغي مختلفه عن أي حد ممكن تعرفيه،
وبنبرة جادة سألها:
- عجبك جوزك يبق دماغه كدا! ،هتقدري تعيشي في المستوي اللي أنا بس فيه! مش اللي أهلي فيه؟
كانت تسمع كلماتة صامته، يعجبها تفكيره، لكنها تحب أن تكون طلباتها مُجابه، بعد صمتها هذا، تحدث وهو يتبسم يُطمئنها:
_كل حاجه نفسك فيها وفي مقدرتي أعملهالك، مش هتردد لحظه ياحبيبتي
هزت رأسها بإبتسامة متفهمه ثم هتفت:
_ ماشي ياحبيبي اللي تشوفه.
…………………………………………………………………………………
_ ياماما هو انتٍ مبتزهقيش!
جملة تفوه بها أدهم وهو ينظر إلي والدته ، التي تريده أن يتزوج، فقد تجاوز السادسة والعشرون، هو وشقيقتة
لكنهما الإثنان يعترضان علي ذلك،
وهي لا تتركهما، تأتي إليه بصور الفتيات تريد أن تقنعه، وهو عندما يرفض من البدايه تصيح به، ويهاودها ويختار ثم يخرج من هذا المأذق بكلمته الدائمه:
_مفيش ولا واحده عجباني
واليوم يحضرهما والده، *أدم صبري* الذي علي وشك الستين من عمره،
وينظر إليهمًا صامتًا غير راضي علي ما تفعله زوجته، لكنه يصمت يحترم رغبتها، لعلها تقنعه
وتهتف هي بحِدة:
_ أومال عاوز مين! أنا كل ما أجيبلك واحده مش عاجباك?
هنا تدخل آدم هاتفا:
_ طب اهدي ياروان مش كدا.
ثم وجه حديثه إلي ابنه هاتفاً:
_ياأدهم أنتَ ياحبيبي كبرت ومن حقنا نفرح بيك صح ولا لاء !
زفر أدهم بضيق ثم هتف بهدوء:
_ يابابا أنا أكيد هتجوز بس مش بالطريقه دي
قاطعتة والدته متسائلة :
_ امته؟ حازم وأكبر منك بشهور بس وخاطب، وأسِر أصغر منك وخطب
عدل من وضعيه نظارتة الطبية ثم سألها:
_وحمزة! اشمعنا هو مخطبش؟
جاءت أن تتحدث والدته، لكنه سبقها هاتفا:
_مش عشان حازم أو أسِر أو أيَّاً كان مين خطب يبق لازم أنا كمان أخطب ياماما
نظر إليه والده هاتفاً بعتاب:
_ مامتك مش قصدها كدا ياأدهم لكن هي عاوزه تفرح بيك وتشوف عيالك.
تنهد أدهم ثم هتف:
_ صدقني أنا ممكن يوم أجي أقولك عاوز أتجوز مش أخطب
سألته روان بضيق:
_ امته طيب!
هز كتفيه هكذا فهو لا يعرف:
_ مش عارف ، لمَّا ألاقيها، هي اكيد لسه مجتش بس يوم ما أتخطف هاجي وأقولكو
ابتسم أدم ونظر إلي روان التي لا تعرف بماذا تجيب،
فهو قطع عليها كل الطرق في أن تختار الأفضل اليه.
لكنها هتفت بتذمر :
_طالع لأبوك
ابتسم أدم وتحدث:
_دلوقت مش هتقدري تتكلمي طبعا،
ثم نظر إلي ابنة متحدثًا :
_بس متتأخرش ياأدهم متعملش زيي وصلت للتلاتين علي ما اتجوزت مامتك
هتفت بتلقائيه:
_ولو كنت اتجوزت قبل كدا يعني كنت هتتجوز غيري
قام أدهم من مكانه ثم حدث والده:
_استلم بقه النكد
ضحك بعبس وقهقا أدم ثم جاء أن يتحدث لكن الاخيرة تفوهت بحيررة وذهول :
_ نكد!
قام من مكانه يجلس بجانبها ثم أمسك يديها يُقبلهُما قائلاً :
_لا كنت أتمنيَ أقابلك قبل كدا بكتير، لو كنت قابلتك وأنا عندي 20 سنه مش 30 كنت اتجوزتك برضو، وكنت استمتعت بالعشر سنين دول وانا معاكي ياروان.
ظهرت ابتسامة علي شفتيها ثم هتفت هي الأخري بكلمة مازالت تحافظ عليها علي الرغم من كِبر سنهما:
_ بحبك
………………………………………………………………………………
انتهو جميعًا، لكن هي كعاداتها تتأخر،حتي تختار ما يناسب جنونها، وما يجعلها في غاية الجمال، تريد أن تظهر أجمل ما عندها، هي دائما هكذا ليس غرورًا بالنفس، لكنها هي نغم فقط.
انتظرها حمزه هو وروح في الأسفل تحديدًا عند جدتهما، أراد أن يأخذ بركتها، ويطمئن علي صحتها،
نظر إلي ساعته ثم زفر، يريد أن يلعن لسانه الذي تفوه وأخبرها أن تأتي،
هتفت روح عندما نظرت إلي الضيق الظاهر علي وجهه:
_ هتنزل دلوقت متقلقش
كاد أن يتحدث لكنها قد أتت تعتذر عن تأخيرها.
تطلع إلي ما ترتديه خلسة وهي منشغله عن تقبيل جدتها،
بنطالاً من اللون الاسود، وبلوزة تناسبه من اللون الغامق الذي لا يحبة الاصفر، ومن ثم حجاباً
هل هذا حجاباً!
فبعض من خصلات شعرها تظهرها كعادتها!
هل هي ستخرج معه هكذا! لا وألف لا
هتف بتلقائيه فهو يعرف كيف يستطيع أن يحرجها جيداً منذ أن كان صغيراً وتشتاط منه وتغضب :
_ ماشاء الله يانغم الحجاب غيرك 150 درجة
انتبهو إلي حديثة ونظرت إليه روح بإستغراب يشوبه الضحك هاتفة:
_ شكلك قصدك 180 درجه يابني!
هز رأسه يُجيبها بسخرية:
_ لا ماهو في 30 درجه برة الطرحة
جحظت عيناها لم يقوله، وبدأ وجهها يشتعل غضبًا وحرجاً،
ابتلعت ريقها بصعوبة وهو يشعرها الأن بإهتزاز ثقتها بنفسها لمجرد تعليقه السلبي هذا، فلم يتجرأ أحد علي الحديث معها بهذه الطريقة،
مجرد تعليق من!
تمتمت لنفسها بذهول مِن مَن؟
ابن عمها!
نجدتها جدتها معاتبة إياه:
_ حمزة حبيبي مش كدا
انفعل من رد فعله وحديثه الفظ وكذلك من تدخله بالأساس بحياتها الشخصية، لكن مظهرها حقاً استفز رجولته لذا تفوه بضيق:
_ حضرتك مش شايفه ياتيتا هي لابسة إيه؟ ومنظرها عامل ازاي!
ثم أردف وهو يشاور إلي ملابس روح هاتفاً:
_ ماهي روح أهي لابسه فستان وطرحه ومفيش في جمالها، لكن ليه لازم نلبس لبس مجسم وملفت للنظر و قصير ونطلع شعرنا عشان أي واحد مش محترم يعاكسها ف الشارع
وعلي جملتة الأخيرة هذه ارتفع صوته
وصدمةُ تليها الأخري وهي تسمع كلماته ومقارنته لها ولابنة خالها، اغروقت عيناها بالدموع وهي تنظر إلية لأول مره بهذه النظرة، تتمالك نفسها كي لا تتفوه بحديث قاسي له الآن لإحراجه لها أمام خالتها وجدتها لذا اكتفت بجملة بسيطة:
_وأنت مالك !
شعر أن دمائه ستغلي من برودها لذا هتف:
_ نغم اطلعي غيري هدومك وإلبسي لبس غير دا عشان نخرج
تابعت هي كلماتها تخبره أن لا شأن له ُبها:
_دي حاجه متخصكش أصلا، أنت مش واصي عليا عشان تتحكم في ألبس إيه وملبسش إيه!
أنهيَ حديثه بنبرة عناد:
_خلاص مش هتخرجي معايا
نظرت اليه مصعوقه من طريقتة وحقارته، فهو أبدا لا يعرف التعامل مع الانثي
ذهبت في إتجاه الباب، لكنها استدارت مرة أخري إليهم ثم وجهت بصرها إليه هاتفه :
_هي أصلا غلطتي إن وافقت اخرج مع واحد راجعي ومتخلف زيك
جحظ عيناه عندما تفوه لسانها بكلماتها البذيئة،ثم انطلق خلفها عندما صفعت هي الباب، حاولت روح أن تمنعه لكنه أبعدها ذاهباً للأعلي يريد أن يُعلمها درسا فلو كان منه ما تردد في أن يصفعها الأن كي تفوق.
مع صفعة الباب خلفها انتفضت والدتها علي مظهرها الباكي فهتفت بحسرة:
_مالك يانغم!
والأخيرة تركتها ذاهبه إلي غرفتها تُتمتم بكلمات غير مفهومه، ذهبت خلفها كي تعرف ماذا حدث، وجاءت شقيقتها هي الاُخري من غرفتها،
لكن طرقات علي الباب جعلت الأم تتجه إلي الباب، فدخل هو دون أن يلقي التحيه علي خالته،
هتفت نغم مستغربه وهي تري دخوله المفاجئ:
_ فيه إيه ياحمزة!
أجاب بإنفعال :
_ في إن بنتك ياخالتو بتشتمني
عقدت حاجبيها بدهشه ثم هتفت بذهول:
_ تشتمك! ليه
تحدث ومازال صوته مرتفعاً حتي أنها سمعته من الداخل، وأسرعت فهو هنا وستفتك به في النهايه
خرجت تهتف بإنفعال هادر:
_ انت جاي هنا ليه! اطلع بره
نظرت نغم اليها. وإلى حديثها الفظ فهتفت:
_ نغم عيب كدا
والأخير سيهتف هو الأخر وهي بينهما، لا تعرف ماذا بهما،
ومع صوت إرتفاعهما هذا وصراخ نغم إلي والدتها:
_ماما خليه يطلع احسن والله العظيم هرتكب جريمة
وبسبب الصوت الجهوري جاءت روح وندي، وانتفضت الاء وجاءت إليهم وبالاضافه الي رنا،
هتفت رنا بفزع:
_فيه إيه صوتكم عالي كدا ليه!
تحدثت نغم:
_ في إن ابنك مش محترم وبيدخل في شيء مالهوش دخل بية !
تفوه بغيظ من حديثها:
_ لا والله، يعني لما تلبسي كدا وتنزلي ونص شعرك باين وأقولك غيري لبسك يبق أنا كدا متخلف ومش محترم؟
تبادل الجميع النظرات إلي بعضهما البعض كادت الاء أو تقتله حقا، فهي حاولت أن تُسهل الأمر عليه، يأتي هو ويعقده بهذه الطريقة !
لكنهما تابعو الحديث بينهما صامتين، فمن الأساس لا تأتي الفرصه كي يتحدثو وكل واحداً منهما يصيح في الأخر،وكأنه سباق علي من سيفوز
تابعت هي حديثها تدافع عن نفسها:
_ أنا مش نازله بنص شعري وكمان أنا لابسة محترم ودي الموضه دلوقت،
صفق هو بكلتا يديه ثم هتف ساخرًا:
_ موضة! لا والله ولما واحد يبصلك ويعاكسك بقه يبق استفادنا ايه؟
ثم أردف بصوت مرتفع:
_ ملعون أبو الموضه اللي تخلي اللبس بالشكل دا
ألقت هي القنبله في وجهه:
_والله لو حد محترم مش هيبص،أما اللي هيبص وهيعلق هيبق مش محترم زيك كدا،
هنا وقد فاض به وحديثها هذا جعل بركاناً يشتعل بداخله وهو يهتف:
_ لا انتِ محتاجه تربيه لان عمي معرفش يربي..
حمزة
والمقاطعه هذه المرة كانت من والدها، وهو ينظر إلي هذا الموقف بعيون صارمه، وبجانبه شقيقه مازن، والأخير معتز
الذين أتَو لتوهم من عملهمم ، وصياحهما جعلهم يُسرعون إلي الداخل
ولا أحد يفهم أي شئ،
في لحظة كان الجو مشحوناً، لأول مرة في حياتهم يقفو بهذا المظه ، ويفضون اشتباكاً بين أحد من العائله،
نظر إلي عمه وصمت،
وإستفسار مازن كان:
_ صوتكم جايب أخر الشارع، فيه إيه!
بتشتمني
بيشتمني