الفصل الرابع إيڤاندار بِلايز

مرت أكثر من عشرة ساعات ولم يستيقظ الفتى ، غفت "لانا" على السرير المجاور للكرسي الذي قُيد عليه الفتى في غرفته ، أو بمعنى أصح الغرفة التي خصصها الأب له منذ أن سكن معهم..
كان الأب يجلس على الكرسي المقابل ، يقاوم النوم.. وقد جحظت عيناه من شدة الارهاق ، نظر إلى ابنته المسكينة المتعبة التي نامت منذ ساعتين فقط ، ولا يتوقع أن تفيق في وقت قريب. هو بالطبع لا يريد أن يغفو ويتركها فريسة لهذا الغير مرئي فلربما استيقظ في أي وقت! على الرغم من تقييده المُحكم ، كان يخاف أن ذلك الغريب ربما يخفي قوة خارقة ويمزق الأحبال أو يكسر الكرسي الذي يجلس عليه، أصبح الأب والابنة يتوقعان أي شيء عجيب الآن.
مرت ساعة أخرى ولم يتمالك الأب نفسه ، وسافر إلى نوم عميق...
مضت ساعة أخرى ، وبدأ الفتى يحرك أجفانه دون أن يفتحها، وظهرت على وجهه علامات الانزعاج، وكأنه يحلم بكابوس...
وفجأة استيقظ الفتى ليجد نفسه مُقيدًا بأحبال سميكة، على كرسي غير مريح بالمرة، لم يستطع الحركة ؛ فقد كان لاحول له ولا قوة. شعر بالضعف الشديد ، لا يستطيع المقاومة ولا حتى الحركة الطفيفة تحت تلك الأحبال.. نظر أمامه فوجد "رمزي" مسندا رأسه إلى ظهر الكرسي المقابل وقد ذهب في نوم عميق.
نظر إلى شماله فوجد "لانا"، ظل محدقًا في ملامحها ما يقرب من عشر دقائق، وكأنه يرى ملاكا من السماء ، تذوب لجماله العقول ، وتسرح في هيئته العيون.. أراد أن يعاتبها على فعلتها هي وأبوها ولكنه لم يستطع الكلام، لا يقوى حتى على إخراج صوتا من حنجرته!!
كان صوته مبحوحًا وكأن ذلك بسبب صراخ شديد ، ثم تذكر أنه كان يصرخ في كابوسه ، ويقاوم ويعترض على الكثير من الأشياء، ولكن كيف لبحّة صوته أن تتحول إلى حقيقة! لا بد أن هناك تفسير لهذا!
وبينما هو يحاول استخدام حنجرته ، أفاقت "لانا" على صوت أنفاسه بجانبها.. قامت الفتاة مذعورة فقد كان ينظر إليها ، نهضت من على السرير دون أن تتحدث له، وأسرعت إلى أبيها لتوقظه.

"أبي أبي لقد استيقظ عامر استيقظ بسرعة أرجوك"

صرخت "لانا" محاولة ايقاظ أبيها..

استيقظ الأب فَزٍعا ثم قام ليواجه ذلك "الغير مرئي" ، وكان الفتى لا زال يحاول إخراج صوته..
قال الأب بجدية :
لن أفك قيدك قبل أن تخبرني بقصتك ، وكل شيء عنك ، هل أنت ساحر أم تتعاون مع سحرة؟ هل أنت محتال وتحاول الاستخفاف بنا؟ آه "بيني تاس"
قالها في سخرية..
- أتحاول اختراع مكانا ليس له وجودا لتستخف بعقولنا أم أنك أردت حبك أحداث قصة من وحي خيالك لكي تكسب ثقتنا.. ماذا تريد منا هيا انطق!!
نظرت "لانا" إليه وقد لان قلبها قليلا ، كانت تنظر إليه بشفقة وهو يحاول التحدث ولا يقدر ، يحاول الدفاع عن نفسه ولا يستطيع..
أشارت إلى أبيها قائلة : أبي.. دعنا نفك قيده ، سوف يموت ، إنه لا يستطيع الكلام..
- إنه فقط بارع في التمثيل ، دعيه يكمل تمثيليته حتى يمل، فإذا مل وأرهقته الحبال بالفعل سيتكلم!

صمت الجميع لعدة ثوان ، وأخيرا استطاع الفتى أن يتكلم ، وكانت كلماته غير مرتبة وتسارعت أنفاسه بشكل مروع فأخذ يقول :
أأأ.. لانا أرجوك.. أرجوك يا سيد رمزي.. آه.. أرجوك فك أسري ودعنا نتحدث ، أرجوك لا أستطيع التنفس، لانا أرجوك.. أريد كوبا من الماء فحسب.

حينها سمح الأب بفك قيده ، وبدأ بالفعل في حل العُقد التي ربطها بالأمس بمساعدة ابنته ، ثم تراجع عدة خطوات إلى الخلف وكانت "لانا" متشبثة بذراعه ، مبتعدة معه خوفا من "عامر".
بدأ "عامر" في البكاء بحرقة فقد تعرض لظلم شديد ، لا يعرف ما الذي اقترفه لكي يعاملانه بهذه الطريقة ، لا يعرف إذا كان هناك مأوى له إذا حتى قاما بإخلاء سبيله خارج منزلها ؛ هو غير مرئي لأي شخص سواهما، فماذا يفعل؟
سكبت "لانا" كوبا من الماء وقدمته لـ "عامر" قائلة :
تفضل.. واهدأ أرجوك حتى نستطيع الكلام والتفاهم..
تناول "عامر" الكوب" وأخذ رشفة منه ، ثم بدأت أنفاسه تهدأ شيئا فشيئا.
لقد رأيت كابوسًا ، وهذه هي المرة الأولى التي أحلم فيها منذ أن استيقظت ووجدتكما ، أو أعني.. وجدت نفسي هنا.. لن أخفي عليكما شيئا ، أنا مثلكما أريد أن أعرف سري الخطير ، وأريد أن أعرف من أنا ، ولكنني لا أتذكر شيئا ، وهذا الاسم الذي سميت نفسي به ، لم اخترعه.. أنا فقط لا أتذكر أن لي اسما غيره ، ولا أتذكر أنني سكنت إلا في "بيني تاس" واتضح لكما الآن أنها غير موجودة أصلا ، ولكن هذا ليس غريب بالنسبة لشخص لا يراه أحدا..
قال الفتى تلك الكلمات بنبرة ملأتها خيبة الأمل ، وأجفان غسلتها الدموع..
قال الأب :
إذن أخبرنا ماذا رأيت في كابوسك!

أخذ الفتى رشفة أخرى وكانت دموعه بدأت أن تجف ، ثم اعتدل قليلا في جلسته وقال : رأيت رجلًا يجلس على كرسي ، كان مقيدا تماما مثلي ، ولكن الكرسي كان من حديد.. كان الرجل يحاول الصراخ ولا يُحدث أي صوت ، لا أعلم لماذا بدا هذا الرجل مألوفا لي ، أشعر أنني رأيته من قبل. ولكنني كرهته في منامي ، لا أعلم ما السبب ، ربما كرهته في حياتي السابقة ، قبل فقداني لذاكرتي.. أخذت أصرخ وأصرخ ، لم أكن طالبا للنجدة بل كنت مستاءًا من هذا الرجل ، كانت رؤيته تخيفني وتؤلمني ، كنت أًصرخ بكل جوارحي ، صدقوني أنا أحاول أن أتذكر هذا الرجل ، ولماذا أكرهه هكذا ولا أستطيع ، هو أيضا كان يتألم ، ولكني لم أتألم لتألمه ، كنت أصرخ لأنني رأيته ، تمنيت لو أنه يموت أو شيء من هذا القبيل، ولكنه ظل حيا يستغيث أمامي ، وكان مقيدا بسلاسل من حديد أيضا بالمناسبة.

زفر الأب في خيبة أمل ونظر إلى ابنته متسائلا :

هل تصدقين هذا الهراء؟

أجابت بنبرة حرص ممزوجة بالرجاء :

اسمع يا أبي.. أرجوك دعنا نعطيه فرصة ، أنا واثقة بأن هذا المنام له دلالة قوية سنفهمها فيما بعد ، وخصوصا أنه يقول أنه لم يحلم منذ أن أتى إلى هنا ، أو ربما كان يحلم ولكنه لا يتذكر احلامه ، ربما يتذكر كل أحلامه لاحقا..
أتدري؟ أشعر أن سبب عدم تذكره أي شيء هو أننا تناسينا أن هذا أمر مهم ، ولم نتكلم معه في الأمر مرة ثانية.. انصت لي يا أبي أرجوك ، دعنا نعطيه فرصة أخرى ، سنقوم ببعض التدريبات لتحفيز ذاكرته ، وسنصل إلى نقطة تفاهم ، وأنا متفائلة بأنه سيتذكر كل شيء قريبا.. علينا فقط أن نجعل الوضع ميسرًا له ، لو كان خطيرا لقاوم ودافع عن نفسه أو حاول أن يؤذينا ، ولكن كما رأيت هو فقط من تأذى..
بدأ " رمزي" يقتنع بكلام ابنته وصمت قليلا ثم قال:

يمكننا أن نعطيه فرصة أخرى ، ولكن اذا اجتهدت في البحث يا بنيتي ، أنا واثق بثقافتك وبحثك ، أسرعي وجدي حلولا ونظريات توصلنا إلى حل لهذا اللغز ، وشيء آخر.. عليك أن تخفي الحقيبة عن عينيه
(قالها مخفضا صوته وهو يتحدث إلى "لانا" )

هزت الفتاة رأسها موافقة على شروط والدها ، وطلبت الاذن منه أن يتركها وحدها مع "عامر" ؛ فلديها طرق ماهرة في الكلام والاستجواب، هي الآن تظن ان "عامر" مستاءا من والدها ولن يتحدث أمامه.



جلست الفتاة على الكرسي المقابل للفتى ، وأخذت ترمقه بنظرات العطف والشفقة ، ثم سحبت منديلا وقامت بمسح دموعه ، اقتربت منه قليلا ونظرت في عينيه قائلة في تودد :
أنا آسفة.. لأنني تعاونت مع أبي في ذلك ، ولأن فكرة تقييدك كانت في الأساس فكرتي ، وآسفة بالنيابة عن أبي.. سامحني.

نظر الفتى إلى عينيها الجميلتين وقد أدرك أنه حصل على بعض نقاط الضعف ؛ فعينيها الجميلتين ولمستها الحانية ورفقها به أصبحوا الآن نقاط ضعفه ، على الرغم من التعذيب الذي رآه أدرك أنه ليس بيديه حيلة إلا أن يسامحها ؛ فهي عائلته التي لم يعرف غيرها.. على الأقل إلى الأن ، أو أن هذا ما تبقى في ذاكرته.

تنفس الفتى بعمق وكأن جبلا قد انزاح من فوق صدره وقال لها بابتسامة :
لا عليكِ سأسامحك.. بشرط أن تساعديني في استعادة ذاكرتي ، أنا واثق تمام الثقة في ذكائك وقدرتك على أن تصلي إلى حل لكل هذا. ثقي بي وفي ذكرياتي ، أرجوك صدقيني حتى نجد حلا!

أمسكت بيديه في حنان وقالت :

سأساعدك لا تقلق.. أنا الآن متفائلة ؛ فهناك أحداث جديدة حدثت ، أولها هذا الكابوس الذي رأيته أثناء نومك.. أنا متأكدة أنه يحمل دلالة على شيء ما ، وذلك الرجل الذي كرهته في منامك والذي كان مُقيدا ، من الممكن أنه شخص ما كنتَ تعرفه في حياتك السابقة أو في ذكرياتك القديمة ، سأعمل جاهدة لنصل إلى تلك الذكريات، لا تحمل همًا.





قالت تلك الكلمات وهي مبتسمة ، ونظر الاثنين إلى بعض في صمت لعدة ثوان ، وفجأة.. قطع هذا الصمت صوت "رمزي" وهو يصرخ صرخة دوت في أرجاء المنزل كله ، ورنت في جميع طوابقه بشكل مخيف ، بصوت مخيف مختلف عن صوت "رمزي" الحقيقي ، ولكن هو بالفعل من كان يصرخ!

فزعت "لانا" على أثر الصوت وأسرعت إلى الأسفل برفقة "عامر" ، وجد الاثنان أن الأب ملقى على الأرض ومغشي عليه! أسرعت "لانا إليه وأخذت تهز فيه ليستفيق قائلة : أبي أبي ماذا حدث لك! أبي أفق أرجوك لا تتركني..

أخذت "لانا" تصرخ وتبكي وكان "عامر" بجانبها ، حاول جاهدا تهدئتها ولكنه لم يقوى على ذلك ؛ فقد أخذت تصرخ وقبل أن تقرر أن تستغيث بأحد من الجيران أوقفها "عامر" بعد أن رأى شيئا! الحقيبة التي كانت برفقته والتي عجزوا عن فتحها ، كانت ملقاة على بعد عدة خطوات من أبيها..
التقطت "لانا" الحقيبة فوجدتها ساخنة بشكل رهيب ، سخونة لا يتحملها جلد بشر.. فأسقطتها أرضا وأسرعت الحمام لتغسل يديها ، ولكن في طريقها وجدت أن مكان الاصابة في يدها قد شفي تماما، ولن تحتاج للتداوي!
عادت ثانيه إلى أبيها و"عامر" فقال لها عامر : إن أبيك بخير ؛ فهو يتنفس ونبضه معتدل، ولا أثر لأي جرح على يديه.
قالت "لانا" في ذهول وهي تشير إلى أصابعها : وأنا أيضا!!
استأنف "عامر" : وانظري ماذا وجدت، هذه الورقة كانت بجانب الحقيبة ، أتوقع أنها كانت بداخلها ، معنى ذلك أن والدك استطاع فتح الحقيبة. للأسف لم أستطع فتحها الآن، حاولت ولم أستطع، ولكن الشيء الغريب هو أن الحقيبة ليست ساخنة على جلدي ، ولم تصبني! "لانا".. ما الذي يحدث!
التقطت "لانا" الورقة من يد "عامر" وهي تحدق بها قائلة: هل قرأتها؟
أجاب في حين كانت تتفقدها "لانا": لا ، ليس بعد.
خبأت "لانا" الورقة في جيبها وقالت: علينا أن ننقذ أبي أولا ثم نقرأها هيا!
أخذت "لانا" تبكي وتصرخ بجانب أبيها حتى استيقظ ، فاحتضنته بقوة قائلة: أبي.. لقد خفت عليك كثيرا ، أرجوك لا تتركني.. أرجوك قل لي ما الذي حدث؟
كان أبوها هادئا ، على غير عادته.. تنفس بعُمق وأخذ يتأمل وجه "لانا" ويمرر أصابعه بين خصلات شعرها الحريري الأصفر قائلا :
ابنتي الجميلة ، لقد كنت فقط نائما.. لماذا كل هذا الخوف وقبضة الصدر!

- نائما!! أبي لقد كنت ملقي على ظهرك هنا على الأرض ، الأرض ليست مكانا للنوم ، وقبل أن يُغشى عليك صرخت صرخة مخيفة بصوت غريب ، وكأن شخص ما قام بضربك أو بتعذيبك! أرجوك يا أبي حاول أن تتذكر ماذا حدث.

نظر "رمزي" حوله في تعجب وقال :

هذا صحيح.. كيف لي أن انام على الأرض في مثل هذا المكان! ياترى ماذا كنت أفعل قبل أن أنام هنا!
قالها متسائلا...

ثم قال وقد بدأت علامات القلق والهلع ترتسم على وجهه: يا إلهي! لقد تذكرت ، لقد كنت أحاول نقل الحقيبة في مكان ما ، كنت احاول أن أخفيها كما قلت لكِ ، ولكنها كانت ساخنة جدا ، في الحقيقة لم تزعجني سخونتها فقد كنت أركز على أن أحاول فتحها ونجحت في فتحها بالفعل ، ثم أخرجت ورقة ما، أين هي أي هي الورقة؟
- أرجوك يا أبي لا تفكر في الورقة الآن ، أكمل القصة أرجوك!
=آه حسنا.. لم يتبقى الكثير في القصة ، فبمجرد أن لمست الورقة شيء ما دفعني إلى الرغبة في حرقها ، فأحضرت الكبريت ، ها هو ( ثم أشار بيده نحو كبريت ملقي على الأرض).. صدقوني لا أعرف لماذا أردت حرقها ، أنا حتى لم أقرأ ما فيها! ثم بعد ذلك ، احترقت يدي وتألمت بشدة، ولا أتذكر أي شيء بعدها..









ازدادت حيرة "لانا" ، وأخذت تفكر.. ثم أخرجت الورقة من جيبها وبدأت في قراءتها:

كُتبت بتاريخ الرابع من مايو عام 1993..
إيڤاندار بلايز ، الفتى البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما.. هذا الفتى عنيد ومتمرد وحاد الذكاء ، اسم إيفاندار يعني الرجل الجيد.. لم أختر له هذا الاسم ، على الرغم من أنه ابني الوحيد لم تتاح لي الفرصة ان أسميه ، على كل حال.. هو لا يهمني ، أو بمعنى أصح لم يعد يهمني.. سأكون صريحا بشكل أوضح ، أنا لم أهتم في حياتي بأي شخص سوى نفسي ، ولدي إحساس قوي ان هذا الطفل سيجلب لي الشر ، وللعائلة.. لا أهتم بالعائلة في الواقع ، وسأبذل كل ما بوسعي لأقضي عليها ولن يسطير أحد غيري ، ولن يتجبر أحدا غيري ، سأحصل على كل شيء.. السيطرة والمُلك والخلود...
لم يعجبني اسم إيڤاندار على الاطلاق ، في أول أعوامه كان لدي أمل أن يكون هذا الفتى أملا لي ويطيعني ، ولكنه خالف توقعاتي كلها ، فهو لم يحبني على الاطلاق منذ صغره ، وعلى الرغم من أنني حاولت كثيرا أن أتقرب منه ، كان الطفل الصغير ذكيا أو لديه حدسا خارقا كافيا ليعرف أن مشاعري تجاه زائفة ، وأنني لم أنجبه في المقام الأول إلا لإرضاء مصالحي..
إيڤاندار يشبه والدته كثيرا له شعر بني ناعم وبشرة فاتحة شاحبة ، وعينان واسعتان لونهما عسلي ، ولا شك أنه سيكون طويل القامة في المستقبل ، لأن طوله الآن يكبر سنه.. بالنسبة لطفل تافه في عمر الثانية عشر...

ملامحه متحدية نادرة البشاشة ؛ فقد أخذ الكثير من حزن أمه المحفور في قلبها ، وبكل فخر ودون ذرة إحساس بالذنب.. أنا السبب في كل هذا الحزن والأسى..
أنا "ستيڤ بِلايز" أعظم شخص على الإطلاق ، سأسيطر على العالم وستكون لي السيادة والملك ، بعيدا عن هذه العائلة المريضة ، وبعيدا عن تلك المرأة الضعيفة وابنها..
منذ ثلاثة أشهر كانت تأتيني الكثير من الكوابيس ، بسبب العيش مع اولئك الحمقى.. مع الأسف الشديد كنت بحاجة إلى أن أرى طبيبا نفسيا ، لأتأكد أنني على ما يرام ، وبرغم من قوتي الهائلة.. فقد احتجت بالفعل لمضادات الاكتئاب لذلك ذهبت لأرى الطبيب.
حينها قال لي الطبيب أنني مصاب بجنون العظمة والسادية ، وأنني أحمل الكثير من الاضطرابات النفسية داخل شخصيتي وعقلي..
لم أصدقه ، ولم أرد أن أعرف أي شيء كهذا حتى وإن كان صحيحا ؛ فأنا لن أعترف أبدا بهذا، أنا فقط لدي بعض الاكتئاب وأحتاج أدوية بسيطة.
لأول مرة أكون بحاجه أدوية بشرية غبيه! لم أكن بحاجة إلى أن أحكي له شيئا أو أن أسمع رأيه العلمي الغبي ، ومع ذلك ظل يتحدث ويتحدث إلى أن لكمته لكمة في وجهه وأرغمته على كتابة بعض مضادات الاكتئاب والمهدئات لي ، ثم مسحت ذكرياته ببساطة ، أنا لست مريضا بل جميكم مرضى وحمقى ولا تملكون حتى نصف قوتي.



يتبع......
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي