ذروة المشاعر

ما زال الذهول مسيطر علية من رؤية النزيف وغير مستوعب لما حدث وصاح بيها قائلا : ما هذا؟ !!!!!كيف حدث.
-أجبيتة بكل هدوء فلا تريد نظرة الشفقة من أحدهم وبالأخص من ذلك المتعجرف الذي يعملها معاملة سئية، أخبرته بتعلثم قد حدث بالسكين عندما أحضر لحضرتك العشاء ، وما زال التعثر في حديثها كطائر مكسور الجناح فلديها كبرياء وشموخ يمنع من إظهار حاجتها وبالأخص لذلك المتعجرف، تناولت قطعة قماش موضوعه فوق السفرة لكتم النزيف وإيقافه واستمرت في وضع الطعام متجاهله من حدث .
جلس المتعجرف لتناول العشاء وكأن شئ لم يحدث ، نسي أمر يدها كأنها شخص عابر أمامه ، وابتسم عند تناول العشاء حيث تذكر مذاق طعام والدتة مُنذ سنوات العالق بفمه وذهنه ولم ينسى مدى مذاقه الحلو وهمس بداخلة يشبه طعامك الذي لم اتناولة منذ سنوات رحمة الله عليكي يا أمي وأدار بنظره إليها، قائلا.
-تسلم إيدك الأكل جميل، تستحقي كل الشكر والتقدير عن بارعة طهيكِ .
لأول مرة تسمع كلمة شكر منه وبدلته بإبتسامة متصنعة وزائفة .
-الله يسلمك، ومازالت واقفه كالصنم منتظرة أن يأذن لها بالمغاردة.
-مستفهمًا من وقفتها تكلمي ماذا تُريدي، سامعك..... واستمر في تناول الطعام بشكل ممتع كأطفال.
-أجابته بهدوء أريد الهاتف والذهاب لجامعتي كل يوم لم يتبقى الكثير علي الإمتحانات وأنك تعرف أهمية تلك الأيام خلال الدوام الدراسي عن غيرها ،هل من الممكن أن تسمح لي بالدوام ؟.
-ليرد عليها المتعجرف بكل سخرية ورافع جانب من شفتاه وحاجيبه تمنيت أن تقتله حينها، وما المقابل؟.
-تملكت أعصابها مستعجبة، مقابل! أنا أريد أن أكمل مستقبلي فلن أكون سجينة ليك وتلبية لطلباتك ، على الرغم ليس لي ذنب غير ولدُت في عائلة عبد السميع ،وكنت ضحية ليكم فربي لا يرضى الظلم وأنت تعلم يقينا ذلك، فلا تكون ظالم مثلهم ومُتبع عادات وتقاليد تموتني بالحياة فأنا تابعة لهم ولست مرتكبة الذنب، لأي مدى أتحمل تلك المأساة والمعاناة أخبرني هل ضميرك مستريح بما تفعله في حقي؟!.....
-وقف وصرخ في وجها بنبرة حادة، وأبي الذي قُتلا ما ذنبه؟ ما ذنبي أن يكون زواجي بالإكراة ويُسلب أبسط حقوقي، وأستقيظ كل يوم لأعلم أن ضعيف أخذت حق أبي بالزواج فأنتِ ليست الوحيدة ما تحمل الإرهاق الذي يهدر الروح. موافق لكن تجهزلي كل حاجة في البيت كونك مراتي يا ست هانم لحين معرفة اخرتها فلا أطيق وجودك في البيت وغادر .
-كانت المسكينة في قمة السعادة لتلبية رغبتها بموافقة وانشرح صدرها كأن الحلوي التي ينتظرها طفل من أمة بعد يوم عناء وبكاء للحصول عليها تملكها بيده، وبقيت مستمرة في تنظيف السفرة.
بعد ما يُقارب الساعتين أتى المتعجرف متعصبًا ويحمل بيده هاتف وضعه أمامها على سطح المكتب قائلًا.
-هذا هاتفك من الحين وكل خطوة لابد من معرفتها وإن خلفتي أمري لا تلؤمي إلا نفسك وقد أعذر من أنذر.
-تركت ما بيدها وهمت لأخد الهاتف بكل فرحة وابتسم عمر لمنظرها.
-متشكرة.
-لا شكر على واجب فلستُ ظالم كما تدعي.
-أعرف لكن......
تركها ولم يسمع حديثها ومما أزعجها ولكن مضوا في صمت وإنشغلت بالبيت و تنظف المطبخ على حين جلس أمام الحاسوب للانتهاء من بعض أعمال الكلية ومندمج جدًا في عملة.
انتهى اليوم لحد ما بسلام وأشرقت الشمس في سماء صافية لبداية جديدة على أبطال حكايتنا التي لم نعلم ما قَدر لهم وما مصيرهم.
و استيقظت نور على صوت منبها وبدأت في أداء فرضية ربها، واستكمال الروتين اليومي لها الذي يبدأ بتحضير الفطار.
دخل عليها عمر وهي واقفه في المطبخ قائلا إليها.
-نور إعملي حسابك سوف تأتي اليوم برفقتي إلى الجامعة .
-حاضر
تناولوا وجبة الفطور وكان عمر يختلس لها النظر ويتسأئل كيف الملامح البريئة يكون مصيرها ذلك، هل حقًا ظالم، ولما بدأت معاملتي تتغير لها، لما أفرح عندما أراها مبتسمة؟ هل يوجد لها مشا...
قطعت نور حديثه :سوف أحضر حالي فلن أتأخر ربع ساعة.
-حاضر يا نور.
سارت نور للمرحاض وهو ما زال يستكمل الفطار وحمد الله أنها قطعت حديثه فلا يعقل أن تكون لها مكانة في قلبه.
مجرد دخولهم الجامعة برفقتة كانت ضربات قلب نور تنبض فلا تعلم لماذا؟
وسمعت همسات بكلمات سوء عليها أثناء سيرها معه ولكن لم تصغي لهم فليس كل ما يُقال يُصدق.
-سنعود معنا عليك الإنتظار أمام المخرج الأمامي لجامعة.
-سوف أكون بإنتظارك الساعه الثالثة .
-لا تقلقي سأخرج في ذلك الموعد، انتبهي لمحاضراتك.
-حاضر وانصرف على مبنى أعضاء هيئة التدريس، ونور تسرع هربًا من أعين بعض الزملاء الثاقبة.
ولحين قبلت رفيقتها جريت بسرعة وارتمت في حضنها من بشاعة النظرات وتنهيدة خرجت تعبر عن تراكمات قلبي.
-استريحي يا صديقتي يكفي بكاء وهيا نفطر ونحضر المحاضرات ونشتري ملازم المراجعة واتركِ كل هذا، وفلم يتبقى الكثير على الإمتحانات ولا يوجد الأهم من مستقبلك ولا قيمة لحديثهم .
ومازالت غير قادرة على تخطي من حدث فلم أذق الطعام بعد رغم تعبي وتحذير الطيب لي، ولكن كلامه غير جدوى وانتهيت من اليوم لكن تشعر بالدوران ويسيطر عليها. وانتهى الدوام الجامعي وخرجت نور وأصبحت واقفة منتظرة قدومه على باب الخروج.
-كان عمر جالس بسيارته عندما لمحها فتح باب العربية وجلست بجواره، سمعت رنة الهاتف واذا برقم لا تعرفه نظرت إليه وفتحت لترد وإذا بصوت يرد عليها.
- سجلي الرقم أنا المتصل واذا حصل حاجه رني.
-من المتصل؟.
-عمر، انظرِ للخلف ستجدني جالس بالسيارة.
- بكل هدوء حاضر.
ذهبت بخطوات بطئية جدًا فلم تقدر على السير أكثر لكونها مرهقة و كانت تظن أن الوقت الراهن لمشاجرة تبدل فدوما يحدث معه ذلك خالف توقعها ولم يتفوه بكلمه. وبقي الصمت رفيقهم لحين وصلوا الشقة فلم تستطيع السيطرة بعد على حالتها الصحية ؛ فسقطت عند باب الشقه مغشيًة عليها، وانصدم جسدها بالأرض تمنيت أنا تكون الواقعه الأخيرة، فلم يستطيع إفاقها فلا يوجد حيلة أمامه غير الاتصال بالطيب الذي يسكن في الطابق العلوي وعندما حضر قام بفحصها .استغرق وقت في كشفه عليها وعمر واقف القلق ينهش قلبه خوفًا وقلق عليها، فلا يعلم كيف أصبحت ساكنة قلبه لو بأدني المشاعر، وظل يتحدث مع حالة متمني من الله ألا يرى فيها مكروه، هل مازال يريد الانتقام ام أحبها، ظلت المشاعر ترواده، لا يعقل تكون محبوبتي نور ما هي إلا صدفة انتقام من قاتل أبي فلا أرحمها مهما كلفني الأمر، وقد أفاق من شروده على كلام الطبيب قائلًا:المدام ضروري تتنقل المستشفى حالًا ممكن يكون في نزيف داخلي!،فلن يتضح الأمر هكذا الا تحت الفحص الطبي الازم،هيا أحملهالحين تصل سيارةالاسعاف،لكن كما استعجلنا كان في صالحنا،وعلينا أن نستغل الوقت في تلك اللحظات حتىللايحدث لها مضاعفات تؤدي إلىالوفاة لا قدر الله،أخبرك بذلك لتكون الصورةواضحة أمامك وهم الطبيب بجمع أعراضه الطبيبة،ووأطال عمر النظر في وجه نو غير مدرك ما حدث
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي