7

**
وجهها يزداد شحوبا ، ونظراتهما المعلقة تخبأ الكثير من الكلام ، ولكنه الان مخير بينها ام بين كل ما عمل طويلا على بناؤه ، لازال لم يصل للذة الانتقام ، لنشوة النصر ، بل يذوق اقصى انواع الالم الان ، قلبه يرتجف خوفا وكأنه على وشك التوقف ، الرجفة الاخيرة تعنى الموت المحتم
" فك وثاقها اولا وعندها سأنفذ ما تطلب " قال إيدين
" ألقى بسلاحك ارضا " قال كوك ليفعل إيدين كما امر ، سمعوا ضجة بالاسفل كان كال ورجاله يبرحون رجال كوك ضربا ..

وجه كوك مسدسه مجددا نحو ليزا ، التقط إيدين سلاحه مجددا ووجهه نحو كوك
" ان تقدمت خطوة اخرى ستكون نهايتها " قال كوك
" انت تريد نهايتك انت حتما " قال إيدين ليصوب على قدم كوك ليسقط ارضا ويأخذ منه المسدس ، اقتحم كال و هارولد الغرفة فى تلك اللحظة كان إيدبن يفك وثاق ليزا ، اخذها بين ذراعيه
" اعتنوا بهذا الوغد لاجلى " قال إيدين ونزل بـ ليزا للاسفل ، صعد الى السيارة ووضعها على المقعد الخلفى بينما هى تشبثت بذراع قميصه
" لا تتركنى " همست بها بينما تفقد وعيها ببطء ، ضمها اليه اكثر وقبل رأسها بحنان ، " انا لن اتركك ابدا .. " قال محاولا طمئنتها ولكن قلبه الصريع يعصف الان ألما ..
كيف اوصلها الى ما هى فيه الان بسببه ؟! ، هى تتعرض للخطر مرارا ويكون هو السبب الاول بكل ذلك لم يعلم يوما ان وجوده خطر على الكثيرين ولكنه الان موقن على الاقل ان وجوده بجانبها بهذا السوء لها ، له كنقطة ضعف ولها بتعريض حياتها للخطر ، كوك لن يتوقف بالطبع و هو لا يمكنه قتله ، لقد كان صديقا له يوما ، وهو ليس خائنا لتلك الدرجة التى يقتل بها صديقه ، وصل الى ذلك المنزل الجبلى الذى اعطاه كاى مفتاحه ، ووضعها على الفراش الذى يتوسط غرفة النوم ، مزق كم قميصها الابيض وعض شفتيه بندم عندما عقدت حاجبيها بتألم ، لازالت لم تتألم بعد هو يعلم ان القادم اصعب بالنسبة لكلاهما ..
" ابى ، امى ، مين لااا " صاحت بها بينما تهمهم بدون وعى ، ليضع إيدين قطعة قماش على جبينها ماسحا قطرات العرق التى تتصبب منها ، اصبح يخرج الرصاصة ببطء بعد ان اعطاها مخدرا قويا حتى لا تتألم ، ربط لها ذراعها جيدا ثم قبل جبينها مجددا
" اسف لاننى بهذا السوء " همس عند جبينها ثم احكم تغطيتها وغادر الغرفة ..
*
احكمت ليزا قبضتها على الغطاء وعقدت حاجبيها عندما شعرت بحرارة الشمس تصطدم بجبينها ووجهها ، فتحت عيناها ببطء محاولة الاعتياد على الضوء ، ولكنها وجدت التنين جالس على كرسي خشبى فى احد اركان الغرفة نائما ولا تخلو من وجهه علامات الارهاق والشحوب ، لقد كان يوما عصيبا على كل منهم وخاصة هو ، لانه يتحمل كل شئ وحده بدون مشاركة احد يتحمل الالم وحده والمسؤلية وحده كذلك ، وهذا مرهق للغاية ، تأوهت بصوت خفيض عندما نهضت من السرير ، لازال جرح كتفها جديدا وستتألم لايام على الارجح ، انخفضت لمستواه عندما تقدمت نحوه واصبحت تتأمل ملامح وجهه ، كيف يكون بتلك البراءة وهو التنين الاسود الذى يصنع اقوى القنابل ويبيد الناس ؟ ... قلبها اصبح يخفق بقوة و بدون سبب ، فتح عيناه ووجدها امامه لتتسع عيناها بصدمة لم تكن تتوقع هذا ، لما نومه خفيف لتلك الدرجة ؟ ، هى الان فى موقف محرج للغاية ، انتظرت تعليقا ساخرا منه ولكنه نظر اليها مطولا ثم شعرت بذراعيه يحاوطان خصرها بحنان ، كان باستطاعتها سماع نبضاته المضطربة وتكاد تجزم انه بالفعل يشعر باضطرابها ايضا ، عانقها مطولا ، وكأنها على وشك الاختفاء من هذا العالم ، ابعدته بذراعها السليم ببطء ، هى لا تريد ان تنجرف و هذا الجرف نهايته الموت ..
" أنتى بخير صحيح ؟ " سأل وهو يبعثر خصلات شعره الحمراء ، وكم بدا لطيفا حقا فى هذه اللحظة ..
" انا بخير ، شكرا لك " اجابت ليومأ لها ..
" سأحضر الافطار " قال إيدين بابتسامة
" انا اريد المغادرة للمنزل ، اظن ان كوك هذا انتقم منى الان لقد اصابنى فى كتفى كما فعلت معه لذا اظنه لن يلاحقنى مجددا أليس كذلك ؟ " قالت وكأنها ألقت احد قنابله فى الغرفة ، ستغادر ترددت تلك الكلمة فى ذهنه مرارا ..
حاول تصنع ابتسامة جيدة " اظن ذلك ، حسنا سأطلب من كال او هارولد تحضير منزل آمن لك " قال إيدين
" شكرا لك جزيلا ، سأحاول الا تتشابك طرقنا مجددا " قالت وهى تبتسم بتألم ، رغم ما تقوله الان الا انها تريد ان تبقي معه وبجانبه
*
فتح كوك عيناه ببطء متأملا ما حوله ، انها غرفة صغيرة فى كوخ جبلى خشبى ، ليس منزله على الارجح ما الذى اتى به لهنا ، مدد ذراعيه للامام والخلف ، ولكن الما عاصفا شمل جميع اطرافه ، تذكر الان كل شئ وكم ابرحه رجال إيدين ضربا ، وبعدها تركوه فى وسط الغابة ولكن ما يشغل تفكيره اكثر ، لما لم يقتله إيدين ؟! ، لقد واتته الفرصة اكثر من مرة ولكنه فى كل مرة يتركه حيا ، حتى عندما حاول العبث مع فتاته ، ألا يظل يعتقد انهما اصدقاء ؟ إيدين الغبى؟! ..
" واللعنة ، يظل صديقا وفيا حتى بعد ان صرنا اعداء واللعنة انه يشوشنى " همس كوك بسخرية ..
" اظن انك بخير الان ، بما انك تبتسم " سمع صوت يتحدث فالتفت ووجد فتاة ما تتكأ على باب الغرفة
" من انتى ؟! " سأل كوك ..
" اسمى چولى ، وجدتك بالامس فى الغابة تنزف من كل حدب وصوب ظننت انك ستموت ولكن ها انت حى ترزق " قالت وهى تتقدم نحوه ، ولكنه امسك احد ذراعيها ووضعه خلف ظهرها ... " اى عصابة ارسلتك لتنتقمى منى ؟ " سأل بجدية
" يا الهى يبدو انك غبى ، انا اقول اننى انقذتك ألا تفهم ؟ " قالت وهى تتألم بسبب امساكه لذراعها ..
" وهل تعتقدين اننى سأصدق تلك الكذبة السخيفة اى فتاة تذهب الى الغابة فى هذا الوقت ؟ " سأل وهو يمسك ذراعها بقوة اكبر ... " ليس ذنبى انك عنصرى وتظن ان النساء لا يفعلن شيئا فى هذه الحياة ، واللعنة ستكسر ذراعى " صرخت فى نهاية الجملة فترك ذراعها
" اذا كنت اود قتلك لكنت فعلت وانت فاقدا لوعيك فى الغابة ، ألا تفهم ؟ " صاحت بوجهه ..
حك مؤخرة رأسه " واللعنة ؟! " قال بصوت عال ..
" أهكذا تعتذر عن سوء الفهم ؟ " قالت بغضب ، نظر اليها بغضب
" أتريديننى انا .. ان اعتذر لك ؟ " قال بتلعثم
" يبدو انك بلا اخلاق حقا .." قالت بغضب ، زفر بقوة
" حسنا لقد اخطئت ، أليس هذا كافيا ؟ " قال بحدة ..
" يكفى الان ، لقد حضرت الفطور " قالت ثم توجهت للخارج وهو يتبعها ، جلس الاثنان حول المائدة ..
" أهذا الطعام مسموم " سأل بينما ينظر لها
" واللعنة هل تعانى من متلازمة الضحية ، لما تظن ان الجميع يريد قتلك ؟ " قالت بغضب لينظر كوك للطعام ..
" لان جميع من اعرفهم حاولوا قتلى " قال كوك بينما يطالع الطبق امامه ...
*
منذ الصباح و إيدين ليس في المنزل ، ارسل هارولد لها ليأخذها لمنزلها مجددا ، كل شئ حولها يجعلها تظن انه لا يرغب برؤيتها مرة اخرى ، وهذا ما كان يريد توصيله لها ، ان حمايته لها كل ذلك الوقت ليس ضعف منه او لانه يحمل مشاعر لها حتى ، هو فقط لم يكن يريد تعريض المزيد من الابرياء للخطر بسببه ، اوقف هارولد السيارة امام المبني الذى تسكن به ، انحنت له ثم ترجلت من سيارته الباهظة ثم صعدت الدرجات القليلة لشقتها التى كان ضوئها مشتعلا ، فتحت الباب بهدوء لتجد ذلك الرجل ذو المعطف الاسود يجلس علي كرسي مكتبها
" هل مهمتك انتهت بتلك السرعة ؟ " قال الرجل بصوت عميق
" ليس هذا ما فى الامر .. " قالت وقد كسا التوتر صوتها .. " لم استطع الحصول علي الشريحة ، ولكن اظن انها ربما فى حاسوبه النقال لانه الوحيد الذى اخذه عندما هرب من المنزل قبل هجوم كوك .. " قالت وهى تحاول ترتيب الكلمات ..
" واللعنة اذن لما تركتي منزله مالم تحصلي عليها بعد ؟ " قال بغضب وضرب المكتب بقبضة يده لترتعد اوصالها
" لقد ظننت انه سيشك بأمرى حيث انه لم يعد يطاردني اى احد بسببه " قالت بهدوء محاولة الثبات اكثر ، ابتسم الرجل بشدة ..
" فتاتى الصغيرة ، لقد فاقتني دهاء " قال بسعادة وهو يلمس خصلات شعرها
" جدى طريقا لاقتحام حياته مجددا ، حاسوبه النقال انا اريده وعندما تحصلين عليه ، عليك التخلص من التنين " قال لتتسع عيناها بصدمة .. " أتقصد ان اقتله ؟ " قالت بتعلثم سائلة اياه
" اعلم انك لم تقتلي قبلا ولذلك يجب ان تكون مرتك الاولي مميزة " قال بجدية ثم احكم تغطية وجهه وتوجه نحو الباب ...
*
فتحت چيناه عيناها ببطء ، نظرت حولها بغرابة ، كانت تتوسط غرفة واسعة وفراش كبير ، ربما هى في قصر ما ، سمعت طرقات بسيطة علي الباب وبعدها دخل احدهم ، لم يكن سوى كال ، وضعت يدها على رأسها فور رؤيته ..
" يا الهى ، لم يكن حلما اذن " قالت وهى تتراجع للخلف
" انا ، انا لن اخبر اى احد ابدا بما رأيته بالامس ، اقسم لك " قالت چيناه بتعلثم ، ليقهقه كال بشدة على ملامحها المرتعدة ..
" حتى وان اخبرتى احدا لن يصدقك حتما " قال وهو يبتسم بخبث ويقترب منها تراجعت اكثر للخلف وهى تبتلع رمقها .. " انت لن تقتلنى صحيح " همست بتوتر ، ولكنه لن يفعل حقا لقد انقذها بالامس من رصاصات كوك ورجاله الطائشة ...
" يا الهى كم انتي ساذجة ؟؟ " همس وقد ارتسمت ابتسامة لطيفة علي شفتاه ثم ابتعد عنها
" اذا كنتى تودين العودة لمنزلك ، عليك اتباعي " قال وغادر الغرفة ..
*
" واللعنة ليزا ما كان هذا ؟! انت متورطة مع اكثر رجل عصابات مطلوب فى العالم !! " صاحت چيناه وهى تجلس على المكتب بجانب ليزا ، كان يوم عمل جديد ، حياتها الرتيبة عادت مجددا ..
" يااه اخفضى صوتك ستكشفين امرنا " قالت ليزا لتضع چيناه يدها على فمها ، وهى تطالع حولها
" فقط ابتعدى عن كل تلك الامور ، ارجوكى ليزا لا تعرضي نفسك للمزيد من الخطر " قالت جيناه بصدق وهى تطالع عينا الاخرى ، امسكت ليزا يدها بهدوء ..
" سأكون بخير لا تقلقى .." قالت
" أتعرفين ؟ جون من القسم المجاور ، كان دائما يسأل عنك عند اختفاءك تلك الفترة ، اظن انه معجب بك " قالت چيناه وهى تغم
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي