الفصل العاشر

وقفت مروه امام فارس وهى تترجاه الا يفعل ذلك فهذا محل والدها ومنزله ايضا وان والدها قد تعب كثيرا حتى فعلهم ولنهم مصدر رزقه فلا يأخذه بذنبها ولكنه اخبرها انه قام بشرائه ولم يعد لها هنا مكانا بعد الان فلقد اصبحوا ملكا له وقال لها بعصبيه : الم اقل لكى اننى كل يوم ساندمك طيلة حياتك ولن اجعلك ترتاحين او تنامين ابدا كما فعلتى بساره عندما تركتها وذهبتى بلا شفقه او رحمه
فقالت : ولكن هذا منزل ابى ومحله كيف تستطيع فعل ذلك ما ذنبه هو اذا كنت انا من اذنبت اتركه ارجوك وخذ انتقامك منى انا امامك الان اقتلنى لو اردت
فضحك بتهكم وهو يقول : ذنبه ان لديه ابنه مثلك لا تكترث بحياة الاخرين هل تستطيعى اعادة ساره هل فكرتى بها لافكر انا بوالدك ايتها القاتله الحقيره
بكت مروه وهى تقول بعصبيه : اذا كنت تريد الانتقام فانتقم منى انا امامك ولكن ارجوك ابى يصارع الموت وهذا كل ما تبقى لديه فلا تجعله يحزن وهو فى هذا الموقف
فقال : لا تحاولى ساخذ منك كل شئ لن اترك لك شئ حتى تصبحى مثلى وتعانين كما اعانى حتى تشعرى بما فعلتى بساره وبى ثم قام بتكسير كل شئ امامه وهى تصرخ بقوه الا يفعل ذلك وتتشبث به فى محاوله منها لابعاده ولكنه طرحها ارضا وهو يصرخ بها انه لن يترك لها اى شيئا حتى ذكرياتها وماضيها
اخذها فارس الى خارج المنزل ورماها ارضا وهو يقول هذا المكان لم يعد لقد
لا اريد رؤيتك هنا ابدا هل تفهمين هيا اخرجى حالا لم يعد لك اى اشياء هنا
فى ذلك الوقت اتى كريم ولكنه نظر من بعيد فرأى فارس وهو يفعل ذلك بمروه
فاختبأ ولم يستطع فعل شئ فقد خشى ان يراه فارس ويعلم صلته بمروه ومن قم ينتقم منه او يعلم انه هو القاتل
دخل فارس واغلق الباب وهى بالخارج تصرخ مع سماعها صوت تحطيم المنزل والمحل وجميع ذكرياتها واحلامها معهم كان فارس يدمر كل شئ بقوه يبث فيها غضبه عليها وحنينه الى ساره التى يظن انها قتلتها وهربت ظلت مروه تدق الباب وتحاول الدخول حتى تمنعه مما يفعل حتى استطاعت الدخول اليه وهو يحطم كل شئ وعندما حاولت منعه قذفها بشده فوقعت ارضا وخبطت رأسها بشده ببعض الانقاض واغمى عليها هذا كله وكريم يراقب كل شئ ولم يستطع الدخول وانقاذها او منع فارس عما يفعل
افاق فارس عندما نظر اليها ووجد الدماء تخرج من رأسها بشده من اثر وقعتها واصطدامها بالارض فاقترب منها بسرعه وحاول مساعدتها فقد شعر انه قد يفعل بها ما يمكن ان يخشاه فلو حدث لها مكروها لن يختلف عنها كثيرا فهو ينتقم منها على قتلها لساره وبالمثل سيصير قاتلا مثلها
لم يستطغ كريم الاقتراب مع رؤيته لها على هذه الحاله خوفا من ردة فعل فارس معه ان علم بصلة القرابه بينهما وضع فارس يده على رأسها لايقاف الدماء التى تنزل منه بغزاره ثم حملها فارس بسرعه وهو يخرج من المنزل وهنا وصل اليه حمزه وهو ينزل من السياره وساعده فى ادخال مروه بها وفارس ممسك برأسها حتى لا تخرج الدماء منه نظر كريم الى ما يحدث دون التحرك او فعل شئ

عند نيره عندما تركها فارس بمفردها فى المطعم ظلت تجلس وهى فى قمة عصبيتها بم قذفت الطعام من امامها كيف يتركها هكذا كيف استطاع جرح كرامتها فاتصلت بعمها واخبرته بما حدث فكبت غيظه من ابنه وحاول مراوغتها بالكلام حتى تهدأ واخبرها انه لابد وانه مازال تحت تأثير الصدمه فلتعطه فرصه بعض الوقت ولكنه عندما انتهى من محادثتها قذف الهاتف ارضا وهو يلعن ولده فبسببه سيخسر اسهم الشركه التى يطمع بها والتى تمتلكها نيره وستصبح بيده فور زواج فارس منها

فى المستشفى حيث اخذ فارس مروه الى هناك بمساعدة حمزه قام الاطباء باسعافها على الفور وتضميد جرحها وربط بعض الضمادات عليه نظر حمزه الى فارس وقال : لماذا فعلت بها ذلك يا فارس نهره فارس ان يتركه لحاله ولكن حمزه رفض وهو يقول : ولكن لما انقذتها واتيت بها الى هنا اساسا ان اعرفك واعرف ان قلبك ليس بهذا السوء ولذلك لم تتركها
فنظر له فارس وهو يقول : كيف تقول ذلك الفتاه كانت تنزف بشده وانا لست قاتلا لاتركها فقد حدث ذلك بسببى
هذه الفتاه لا يمكن ان تفعل شيئا كهذا لقد اثرت الفتك بحياتها على تحطيم صور عائلتها كيف ان تقتل ولديها ذلك القلب

افاقت مروه وهى تتألم وعندما فتحت اعينها وجدت كريم بجوارها فقالت بضعف : كريم هل انت هنا ماذا حدث لى
هل انت من انقذتنى اليس كذلك فقد ظنت انه من انقذها واتى بها الى هنا
فقال : انت استريحى الان ولا تتحدثى
ولكن عندما شعر كريم بخطوات خارج الغرفه اختبأ بسرعه وكان هذا بالفعل فارس الذى دخل عليها الغرفه فوجدها نائمه لا تشعر بشئ فاقترب منها وهو يقول : لم اعد اعلم شئ هل انتى فعلا من تركتى ساره تصارع الموت وهربتى مع رؤيتك لها ام انك الانسانه التى حاولت التضحيه بحياتها من اجل اسرتها وبيتها لم تستمع مروه لكلماته فقد مانت نائمه ولكن كريم سمعه من مخبأه فقد كان يكتم انفاسه حتى لا يعلم فارس بوجوده
القى عليها فارس نظره اخيره ثم تركها
وانصرف خرج كريم من مخبأه بعد انصراف فارس وهو فى قمة توتره فلقد لاحظ من كلمات فارس انه بدأ يتشكك فى امر مروه و ان كانت هى من فعلت الحادث ام لاوهذا بالفعل سيهدد موقفه ويعرضه لضياع كل شئ سعى له
انطلق فارس بسيارته بعد خروجه من المستشفى ودفع فاتورة علاج مروه لانه اعتبر نفسه مسىؤلا عما حدث لها

ذهب فارس الى مكان منعزل ولكنه كان مندهشا من نفسه لقد ظل يفكر فى مروه كثيرا ما الذى يحدث لما تخطر بباله هكذا
اهذا شعورا بالذنب تجاهها ام ماهذا الشعور لا يدرى نظر امامه مطولا ثم ذهب الى السياره بسرعه وذهب الى والده فى المنزل وحين رأه بادره بعصبيه
: ابى لماذا اخفيت عنى خبر خروج هذه البنت من السجن الى الان
فقال ادهم بلا مبالاة : هذا من اجل مصلحتك وان كانت هناك اية مشاكل فانا ساحلها لا تهتم وان ارت الانتقام منها فهى امامك اذهب وخذ انتقامك منها لا احد يمنعك حتى ان اردت اجعل احد رجالى يخلصك منها وانت بعيدا تماما
نظر له فارس بتحدى وقال : ارجو منك الابتعاد انت ورجالك عن طريقى هذا
شأنى انا وانا فقط من عليه التصرف
فابتعدوا عن طريقى افضل ثم تركه وهو متعصب وانصرف
نظر له ادهم وهو ينصرف ثم زفر بضيق : هذا الولد حتما سيدفعنى للجنون بتصرفاته تلك المجنونه

عند مروه فى المستشفى عندما افاقت
حاولت النهوض ولكنها صرخت صرخه متكومه من اثر الالم الذى الم بها وهى تتحسس رأسها فاسرعت اليها الممرضه واخبرتها بعدم النهوض لانها يجب ان تستريح ولا ترهق حالها فاخبرتها مروه انها تريد الذهاب لرؤية والدها فورا والاطمئنان عليه ولكن الممرضه اخبرتها ان الطبيب لن يسمح لها بذلك سألت مروه الممرضه عن الشخص الذى اتى بها الى هنا فقالت لها الممرضه
انه انصرف منذ قليل بعد الاطمئنان عليها فظنت مروه انه كريم ولكن الممرضه كانت تقصد فارس بحديثها هذا وليس كربم كما تظن مروه

عند فارس ذهب للاعتذار من نيره بعدما تركها هكذا فى المطعم وذهب وعندما جلس معها فى منزلها قال : نيره اننى اعتزر ارجو منك الا تغضبى منى
فقالت : لا يا فارس انا اتفهم موقفك جيدا واعلم انك لم تتجاوز محنتك بعد
فقال : انا لهذا احبك كثيرا لانك تتفهمين دائما موقفى انت دائما كنتى صديقه وشقيقه اعتز بها دائما
توترت نيره من وصفه لها بشقيقته وقالت : انا دائما معك لا تقلق يمكنك اللجوء الي وقتما تشاء

عند كريم عندما ترك مروه ذهب بسرعه الى المحامى وطلب منه بتقديم بلاغ ضد فارس بمحاولة قتله مروه وطلب لاستدعائه على الفور ثم ذهب الى مروه وطلب منها الاعتراف بان فارس هو من دفعها ارضا وحاول قتلها ولكن مروه قالت : لا يا كريم لن اعترف عليه لن اقول انه هو من فعل ذلك لن ادينه ابدا نحن قتلنا حبيبته وتركناها وهو فعل ذلك بى مقابل ذلك لا لن اتهمه بشئ اخر وارجو منك الا تطلب منى ذلك مره ثانيه انا لم اتوقع منه غير هذا ابدا من كان فى موقفه سيفعل ذلك بالتأكيد
فقال كريم بتعجب : انا اراكى تدافعين عنه لماذا تفعلين ذلك معه لقد كاد ان يقتلك الا تفهمين
فقالت : انا اشعر بالذنب دائما لا استطيع النوم ابدا ارى الفتاه فى احلامى وهى تصرخ علي لانى تركتها مع انى لم ارها لو كنت رأيتها ما تركتها ابدا
نظر لها كريم بشفقه وقال : لا تفعلى بنفسك هذا يا حبيبتى لقد كان خطئا نحن لم نقصد ذلك بالطبع هل اردنا قتلها نحن حتى لم نرها
فقالت : لو كنت انت مكانه كنت ستفعل ذلك بالتأكيد فقالت له انت من انقذتنى اليس كذلك لقد قالت لى الممرضه انك كنت قلقا علي للغايه
بلع كريم ريقه وقال بمكر : طبعا كنت بجوارك ولن اتركك ابدا

استيقظ فارس صباحا على اتصال هاتفى من حمزه يخبره به انهم اصدروا قرار باعتقاله بتهمة محاولة قتل مروه
فقال فارس : ماذا تقول كيف حدث هذا
فقال حمزه : مثل ما قلته لك وايضا لقد طلب وكيل النيابه بحراسه امام غرفتها حتى لا تستطيع التحدث معها اغلق فارس الهاتف وهو ينطق فى حنق : لن اصمت عن هذا وسيرى الجميع ذلك وسأصل لها حتما لابد ان اعلم منها الحقيقه

ظل كريم يحاول اقناع مروه بالابلاغ عن فارس لمحاولتة قتلها ولكنها اصرت على الرفض وقالت انه ان اراد قتلها كان فعلها ولن ينتظر حتى يوقعها هكذا وان رأسها ضرب بالارض ولم يكن له ذنبا بذلك ابدا
فقال : مروه ارجو من تفهم الامر هذا الرجل سيظل وراءك دائما فيجب عليك ابعاده قانونيا حتى لا يستمر فى اذيتك الم تقولى انه قام بتدمير محل والدك ومنزله فلتكبى هذا ضده على الاقل
فرفضت مروه باصرار وقالت انها لن تتهمه بشئ غضب منها كريم وقال : لقد حاولت مساعدتك ولكنك لا تفهمين ذلك ساترك حراسه امام الحجره لم يعد بيدى غير ذلك لاقدمه لك بعد الان

خرجت مروه من حجرتها بعد ان امر الطبيب بخروجها من المستشفى وذهبت لدفع فاتورة حسابها ولكنها عندما سألت عنها وجدتها مبلغا كبيرا لا تستطيع دفعه فتركت لهم بعض مصاغها لحين احضار النقود فى اليوم التالى

عند كريم عندما وصل مكتبه طلب من رجال الشرطه استدعاء فارس على الفور فهو كان من مصلحته ابعاد فارس عن مروه حتى لا يستطيع الايقاع به فى يوم من الايام ويعلم انه هو من كان يقود السياره تلك الليله التى قتلت بها ساره

خارج المستشفى كان ينتظر حمزه كما طلب منه فارس ان ينتظر ويراقب الوضع حتى يعرفوا الى اين ستذهب مروه بعد خروجها من المستشفى
خرجت مروه بصحبة رجال الشرطه التى عينهم كريم لحراستها على مرأى من حمزه الذى كان يختبأ بعيدا عنهم والذى سار ورائهم بسرعه بسيارته كما امره فارس بملاحقتها ومعرفة الى اى مكان سيأخذونها
ذهب محامى شركة السيوفى بسرعه واخبر ادهم ان فارس قد طلبه وكيل النيابه للتحقيق معه فانفعل ادهم وقال : كيف ذلك الا يعلمون من هو فارس السيوفى كيف يحدث ذلك لن اممر ذلك الامر ابدا فعلم ادهم ان فارس قام بتحطيم المنزل وانه كاد ان يقتل الفتاه
فصرخ : هل جن هذا الولد كيف يفعل هذا
لم اعد اعلم ماذا افعل معه ولكنه عندما سأل وعلم من هو وكيل النيابه هذا علم انه كريم فابتسم وقال : أنه ولد طموح واظن اننى سأستطيع التفاهم معه انا اعلمه جيدا واعلم عشقه للأموال والجاه فلنحاول معه اولا

اوصلت الشرطه مروه الى المستشفى التى يقيم بها والدها وكان حمزه فى اثرها عندما دخلت على والدها نظر لها والدها وهو يبكى لم يستطع التحدث بسبب ما حدث له ولكنه اخذ يجوب بنظراته فوق رأسها المصاب فنظرت له مروه وهى تقبل يده وتطمئنه انها بخير وانه حادث بسيط ومر بخير فلا يقلق
ابلغ حمزه فارس على الفور عن مكان تواجد مروه فطلب منه فارس اعطاؤه عنوان المستشفى والانتظار حتى يذهب اليه على الفور
عندما اقفل هاتفه وجد اتصالا من والده
فقال فارس : ماذا تريد يا ابى ارجوك انا
لدى موعد هام الان لا استطيع محادثتك
انفعل عليه ادهم وهو يقول : ماذا فعلت مجددا لستدعيك الشرطه بهذه الطريقه هل اقدمت حقا على قتل الفتاه بل وحطمت منزلها ايضا انت حتما ستنهينى
وستحطم هذه الشركه انت ستهدم هذه العائله
تهكم عليه فارس وهو يجيب : اى عائله انت لا تعرف فى حياتك سوى نفسك فقط ادهم السيوفى فقط لا ينظر سوى لنفسه فقط هل تظن اننى لا اعلم انك من اخرجت تللك الفتاه من السجن رغم انك تعلم كيف اعانى بعدما فقدت حبيبتى هل شعرت بألمى يوما هل انت فعلا مثل اى والد يحمى ابناءه لا اظن ذلك ومن الان سافعل ما يحلو لى وانت ظل
الان سافعل ما يحلو لى وانت ظل هكذا
فكر دائما فى مصلحتك الشخصيه فقط

ظلت مروه جالسه بجوار والدها تحدثه وهو لا يستطيع الرد عليها ولكنه يجيبها بنظرات عينيه وكأنها تفهم حديثه

هاتف ادهم السيوفى كريم وطلب منه
ان ياتى الى الشركه لان هناك حديثا هاما يريد ان يحادثه به ولكن كريم ارتاب بالامر فطلب منه ان يأتى اليه فى مكتبه بالنيابه فأخبره ادهم ان الامر سرى ومن مصلحة كريم عدم معرفة احد بما يريده منه فوافق كريم رغما عنه ولانه كان يعلم جيدا من هو ادهم السيوفى وقرر الذهاب اليه لمعرفة ما يريده منه
عندماجلس كريم فى مكتب ادهم وهو منفعل ثم قال : ماذا تريد منى لماذا ارسلت فى طلبى الى هنا
ابتسم ادهم بخبث وهو يقول : ان هناك حديثا لم يستكمل بيننا اليس كذلك اننى اعرف جيدا اننا يمكننا التفاوض معا اليس كذلك ثم قام بفتح حقيبه مليئه بالتقود ووضعها امام كريم نظر كريم للحقيبه بجشع وقال : ما هذه نقود
فقال ادهم : هذا مقابل خدماتك لى انا طلبت منك المساعده فى الحكم على هذه الفتاه وانت قمت بذلك فهذا من حقك اذا فقال كريم : ولكننى اظن ان هذا الامر سيتكرر مره اخرى لن تتوانى عن طلب الخدمات منى
ضحك ادهم بشده وهو يقول : هكذا نظرتى لا تخيب ابدا منذ رأيتك للمره الاولى وانا اعلم جيدا اننا سنتعاون معا
وهذه النقود بالطبع لن تكون الاخيره بل هى بدايه للتعاون المشترك بيننا اليس كذلك الا تعلم ان مصالحنا مشتركه واهدافنا واحده
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي