الفصل السادس الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل السادس
ضد اللمس الجزء الثاني

لا تقع في الأثم بكل سهوله و انت يمكن ان تتريث حتي تشيل عندك الحرج و تبتعد عن الخطأ

كان يجلس ايهم في الكافيه الخاص بمهاب و هو معه في انتظار كنان الذي تأخر للغايه لينفذ صبر ايهم و من ثم قال :
قولتلك ده مالوش كلمه انا همشي

جذبه مهاب ليجيب :
اصبر يا عم الحاج مش كده الغايب حجته معاه

- غياب كل ده و مايتصلش حتي ، مهاب انا اصلا شاكك في الموضوع ده بجد .

- يا عم ماتقلقش انت لازم تشك بس هو مصلحته اكبر بكتير من مصلحتنا فاهدي كده لحد ما يجيي .

صمت ايهم يهزر رجله بقوة و من ثم نهض بتافف ليقول :
بجد انا مضغوط عليا فمن فضلك سبني امشي .

مهاب لن يعوقه لكن ما اوقف ايهم هو رنين هاتفه لغرام ، رفع هاتفه ليقول :
الو

اتاه صوتها فقالت :
ايهم بابا سجي و اخوها اتحبسوا

- ايه ليه ؟

معرفش سجي منهاره اوي و هي اصلا كانت لوحدها لانهم راحوا بيتهم عشان يحجزوا عليه .

طب اقفلي دلوقتي .

اغلق الهاتف و من ثم رفعه مره اخرج و انتظر الاجابه ليقول :
انتي فين ؟

اتاها صوتها الباكي لتقول :
ايهم بابا و كنان اتحبسوا و انا مش عارفه اعمل ايه .

اغمض عينه محاولا الثبات ليقول :
انا جايلك انتي فين ؟

- في البيت بحاول الم حاجاتي .

- تمام سلام .

اغلق و من ثم قال لمهاب :
اتقبض علي كنان و ابوه و سجي لوحدها هناك في البيت عشان هيحجزوا عليه .

ارسلت له غرام رساله نصيه و كانت الاتي :
" ايهم روح لسجي و النبي عشان هي لوحدها ومامتها قافله تليفونها "

تحرك ايهم قائلا :
انا رايحلها

- و انا جاي معاك يلا بينا

ليرسل لغرام مطمئنا اياها انه في طريقه لها .

اما في شركه سائر
تقدم عبد الله من مكتب ابنه ليقول بقوه :
قولي انت السبب في الي حصل لمنصور ؟

اماء له بكل تأكيد و ثقه ليقول سائر بارتياح :
اينعمم كنت لازم اعرفهم اني اقدر اعمل كتير

- بس كده غلط

- لا مش غلط و الي حصل حصل و مهما يحصل مش هتراجع و لا هعرف اتراجع اصلا .

نظر له عبد الله لبعض دقائق و من بعدها قال :
ربنا يستر بجد ربنا يستر

تركه و ذهب اما سائر فوضع قدماه علي المكتب بسعاده لا توصف فها هو اول انتصار حقيقي له

عن مؤمن
تقدم عوض والد جميله حيث مكتبه ليسمح له بالدخول سريعا مرحبا به و قبل ان يجلس قال عوض :
اسمع يا ابني انا سمعتي علي المحك بسببك

نظر له قاطب حاجبيه ليكمل عوض بقوله :
ايه الي اتكتب في الجرايد ده ؟

علم مؤمن ما يريد لينهض ساحبا احدي الجرائد ليجيبه و هو يعطيها له :
يا عمي حصل سوء فهم و انا صدقني شديت ودانهم حتي بص .

نظر لما يريده ان ينظر له ليجد خبر اعتذار من مؤمن و سائر ايضا بل اتهام غرام برغبتها في الايقاع برجال الاعمال الشباب حتي يخروجوها من الفقر و القحط هذا .

وضع الجريده جانبا ليقول عوض بتساؤل :
قولي بقي الحوار ايه ؟

تنهد ليتصنع المسكنة و من ثم قال :
يا عمي فجأه لقينا قضيه و س و ج و حوار و قال ايه اغتصلنا و الله يا عمي ده افتري معلش يعني انا اسف في الي هقوله لو عاوزين اي حاجه في بنات اد كده شغلانتهم كده صح و لا لا ، انا واحد في حالي و كمان عايز اكمل نص ديني و اتجوز .

فكر قليلا للاسفل و من بعدها قال :
ماشي يا ابني كله هيبان .

قال كلمته و نهض ليدب الرعب قلب مؤمن .

عوده لسجي التي ما ان وجدت ايهم امامها حتي اسرعت خطاها لتقول ببكاء :
شوفت ايه الي حصل ؟

- ممكن ماتعيطيش كل حاجه هتعدي صدقيني

- يا ايهم معملوش حاجه بابا و الله راجل محترم مالوش في كل ده .

تنهد ايهم ليذهب مهاب حيث احد المتواجدين لكي يستفسر عما حدث

استغل ايهم الفرصه ليقول لها بصوت حاني :
عشان خاطري ماتعيطيش مافيش حاجه مستهله

نكست رأسها لاسفل اما هو فلمح حقيبتها الكبيره التي كانت تحاول ان تحميلها و تهبط بها الدرج ليذهب حاملا اياها و من بعد ذلك قال :
يلا هتروحي لمامتك صح ؟
اماءت له ليقول مره اخري :
طيب في حاجات تاني ؟

حركت راسها بلا و هي تحاولت تهدئه ذاتها فقالت :
لا حاولت الم الحاجات المهمه .

مال براسه بتفهم ليأتي اليهم مهاب قائلا :
عليهم ضرايب طتير اوي شركه و البيت كمان عشان كده اتحجز علي كل حاجه لان السيوله الي معاهم ماتجبش المبلغ ده للدفع .

تنهد ايهم ليقول :
طب يلا نمشي

سار و مهاب يتقدمه لتتبعهم سجي التي سارت و عيونها معلقه مع المكان و كأن روحها تخرج من جسدها

لا تصدق ان طفولتها و عمرها بأكمله يروح هباءا ، لا تعلم لما كل هذه الامور تحدث بشكل سريع دون مقدمات بل و بهذه الطريقه البشعه بالنسبة لها
تحدثت هامسه لذاتها :
مع السلامه انا هرجع تاني عشان انت بيتي و انا مقدرش اخرج منك للابد بالطريقه دي .
لتكمل سيرها


اما في النيابه
فكان وكيل النيابه معهم يستجوبهم سويا ليقول كنان :
يا فندم انا ذات نفسي مطلع علي الاوراق الي تثبت موقفنا من الضرايب و انه سليم و دافعين صدقني

اجابه بكل منطقيه :
طيب حلو اوي فين الورقه دي ؟

اجابه سريعا :
قلبت عليها الدنيا مش لقيها يا فندم في حد ورا الموضوع ده عشان يوقعنا

تقدم بجزعه العلوي ليسأل :
ايوه مين بقي ؟

- سائر مدكور

- ابن عبد الله مدكور اصحاب شريكات الاستراد و التصدير ؟

اماء له ليكمل وكيل النيابه :
تمام اوي معاك ما يثبت ؟

حرك رأسه بلا بكل اسف ليطيل وكيل النيابه النظر له اما منصور فصامت لا يتحدث ، نظر وكيل النيابه بجانبه ليقول :
قررنا نحن حبس المتهمين اربعه ايام علي ذمه التحقيق علي ان يراعي التجديد .

نظر له كنان ليقول :
نعم هو مش حجزتوا علي الشركه و القصر و العربيات كمان ايه لزمته الحبس ؟

اجابه وكيل النيابه بكل بساطه :
ماكملوش و غير كده في عقوبه للتهرب من الضرائب

ضرب الجرس بجانبه و من ثم قال بعدما دلف العسكري:
خدهم

تقدم منهم ليقودهم فيسير معه منصور باستسلام تام .


اما عند سجي
فوضعها ازداد سوءا لان والدتها طلن تجدها فتعلم من الخادمه انها سافرت لبيت والدها الاهر المتواجد في الاسكندريه منذ يومين فارادت ان تظل بمفردها

انتهي المطاف علي الذهاب معهم حيث المنزل لتجلس كع غرام التي ما ان وجدتها امامها حتي ارتمت بين احضانها تبكي بقوه :
يا غرام انا خلاص بقيت لوحدي يا غرام انا مش عارفه اعمل اي بجد

- اهدي بس و كل حاجه هتبقي كويسه صدقيني

اما زينب باردفت :
يا بنتي صلي علي النبي انا هقوم اعملك لمون تهدي بيه اعصابك

بالفعل نهضت ليقول ايهم المتواجد معهم و مهاب ايضا :
ممكن تي العياط مش هيرجع حاجه .

- و النبي اعملوا حاجه
نظرت لمهاب لتقول :
مش انت محامي و النبي اتصرف و الله مظلومين .

اماء لها لينهض ايهم سريعا و مهاب خلفه فقال :
انا هساعدهم

نظر له مهاب بقوه ليقول :
ازاي معقول ؟

- ابو سجي قبل كده ساعد غرام لما تعبت في غيابي و كنان كان هيساعد ز غير كل ده انا مش قادر اشوفها كده .

اومأ له مهاب بتفهم ليقول :
تمام يلا بينا نروح نشوف الدنيا ايه و هل معاهم محامي و لا لا و الله المستعان

انصاع له ليقوموا بترك المنزل


اما عند مؤمن
فتقدم من والدته قائلا :
ابو جميله شاكك و مش مقتنع باي كلمه قولتها

نظرت له بثقه فقالت :
ما يتفلق جميله بقت مراتك يا حبيبي يعني لازم يصدق .

تأفف واضعا يده علي خصلاته بتفكير و من ثم قال :
انتي شوفتي الخبر صح ؟

- ممم شوفته بس لازم يتشال

- ليه يا امي ؟

نظرت له بقوه ليقول :
يا قلب امك ده هيزود الموضوع و هيخلي السمعه تبقي في النازل و احنا بنلم الموضوع كان كفايه الاعتذار بس

- كان لازم اعمل كده عشان ابو جميله

اجابته بانفعال :
يا اخي يخربيت جميله علي بيت ابوها ماتخرجنيش عن شعوري انت ايه اناني ما تهدي كده و تفكر عدل انت في ايه فوق انت عامل مصيبه و بتعمل كل ده كمان و هتزود الطينه بلا انا خلاص تعبت ارحمني و سبني اسوف شغلي بقي

قالت كل هذه الامور لتتركه صاعده لغرفتها اما هو فتافف و لا يعلم ماذا يفعل


تقدم مهاب طالبا بزياره ليوافق وكيل النيابه لانه محامي خاص بهم كما فهمهم

تقدم كنان و منصور لهم ليتفاجؤا من تواجدهم ليبادر ايهم بقوله :
ماتتفجاش انا بعمل كده عشان خاطر سجي ولو انت مذنب و بتضحك عليا ربنا هيكشفك ، المهم دلوقتي هل فعلا اتهربتوا من الضرايب ؟

حرك راسه كنان نافيا ليقول بقوه :
لا و الله ما حصل و حاسس ان سائر ورا كل ده انا شوفت الورق الي ياكد موقفنا السليم من الضرايب

تحدث مهاب تلك المره :
مين المسؤول عن الموضوع ده في الشركه

- عباس مدير الحسابات و معاه المحامي كمان

- لو انت متأكد يبقي هما متواطئين معاه

تحدث ايهم تلك المره :
هنشوفم احنا بس خلي بالكم سجي عندنا في البيت و والدتك في اسكندريه و قافله تليفونها

نظر له كنان مع صمت منصور التام :
انا مش عارف اقول ايه بجد ليك انت ابن ناس و الله احنا مظلومين بس حاولوا تطلعونا باي طريقه ان شا الله بابا بس المكان تحت محدش يستحمله و هو كبير ما يستحملش

اماء له ايهم قائلا :
ماتقلقش .

علموا ان الوقت انتهي لينهضوا و لكن و ما ان نهض منصور حتي سقط مغشي عليهم ليرتفع صوت ولده هابط لديه


تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي