الفصل الرابع
الفصل الرابع
(أمنية مستحيلة لي)
بقلم. موني احمد.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
لم تستوعب أمنية ما قاله لها "مراد" ..فهو بمثابة اب اخر لها ،كيف يعقل ان يفكر بها كا زوجه و أن يطلب منها هذا الطلب، ظلت صامتة ولم تستوعب هذا الأمر .
نظر لها "مراد" راي الصدمه ترتسم علي ملامحها فحل الحزن عليه ،فهو يعلم ما يجول بخاطرها لكنه لم يكن بيده شي ء آخر .
اخذ نفس عميق ثم رفع عينه اتجاهها وهو يحاول ان يبسط لها الامر حتي تقتنع بكلامه :
بصي يا" موني" انا مش ها اكذب عليكي انا بعتبرك بنتي اللي مخلفتهاش لكن لو قلتلك انه دا طلب من "محمود " هيكون رأيك ايه…؟
هنا كانت الصدمه الاكبر لها عندما علمت ان هذا العرض مقدم من والدها فسألته بتردد عن هذا الكلام:
حضرتك بتقول ايه ...بقي ..بابا هو اللي قال كده مش ممكن..انا مش مصدقه اللي بسمعه ده ….
اقترب "مراد"منها قليلا وهو يسألها بترقب :
انتي مش مصدقاني ولا ايه …
هنا استوعبت ما قاله وتذكرت كلام والدها لها وردت عليه نافية
لا لا طبعا انا مصدقه حضرتك بس مش مستوعبه اللي حضرتك بتقوله …
لا لازم تستوعبِي بسرعه لاننا لازم نتجوز علي طول …
هنا خفق قلبها بخوف من كلامه وصمتت تفكر فيما قاله ،لكنه لم يترك لها مساحة كبيرة حتى لا تعترض ،فتحدث معها بي هدوء :
بصي يا حبيبتي لازم تعرفي انك هاتكوني بأمان معايا لاني لا يمكن اعمل حاجه تضرك ولا حتي "محمود" وانتِ عرفه كده كويس ..صح…
ثم اكمل "مراد" بترقب :
احنا لازم نتجوز علي طول ،يعني لازم دلوقتي اعرف رايك عشان مفيش وقت...
صمت تام من" أمنية" فهى لا تعى ماقاله اهو حلم ام كابوس لا انه كابوس ويجب ان تستيقظ منه لكن لا تعلم أنه بات امرا دائم فى حياتها كيف ترتبط بالزواج من رفيق والدها والذي هو بمثابة اب لها ….
(مراد الجيار رجل اعمال كبير يبلغ من العمر٥٤ عام ،صديق والدها .
يحبها جدا ويعتبرها ابنه أخرى له عوض الله عليه بها بعد ان فقد بناته منذ الصغر)
راي صدمتها فحاول ان يخفف عنها الأمر فلا مفر من المكتوب عليهم .
فعليه ان يقوم بحمايه صغيرته حتى لا يفقدها هى الأخرى فحاول توضيح الامر اها :
احنا ها نتجوز على الورق بس ارجوكى وافقى ده لمصلحتك
وسلامتك اولا بصى احنا هنكتب الكتاب بس هتعيشى معايا زى ما انتى لانك بنتى، بس محدش هيعرف حاجه خالص باللي بنا انا مش هاقدر أوضح دلوقت اكتر من كدا
كانت الصدمة تزداد عليها وهي تستمع الي باقي كلامه لكنها حاولت ان تعلم ما هو الشيء الذي دفعه الي قول هذا فسألته وهي تسأله بترقب من انتظار الاجابه
ممكن اعرف ليه طيب كل ده وايه اللي حصل وبابا ليه مجاش هو يقولي الكلام ده..
هو لا يريدها ان تعلم اي شيء الان ولا يريد ان يبوح لها بالسبب الحقيقي فرد عليها بغموض :
بصي يا "موني" انا مش ها اقدر اقولك غير ان ده طلب "محمود" وانا مش بعمل حاجه تخصك غير وهو علي علم بيها...
صدمها هذا الأمر فقد أكد لها هذا الكلام مرة أخرى ، لكنها تريد ان تعلم السبب الحقيقي وراء هذا القرار ، لكنها علمت من طريقه انها لن تصل لشئ منه ، فقد احست بغموض كلماته فلم تعلم ما هو القرار الصحيح ، فا احست بالضياع وهي تسأله بشرود عن كيفية التصرف :
طيب انا اعمل ايه دلوقت…
هنا وصل مراد اي النقطه الفاصله حتي ينهي الامر كله :
بصي "موني" احنا نكتب الكتاب دلوقتى بعد كده نشوف هنعمل ايه … ها موافقه
ظلت امنيه شاردة فى ماقاله وهى حزينه لكن بات الأمر مؤكد لا مفر منه ، كيف تجيب عليه وما هو الرد الذي يريده منها .
ظلت علي شردوها لم تجب عليه إلى أن فاقت من شرودها علي صوته وهو يريد ان يعلم قرارها فلم تجد مفر من الصمت فهي محاصرة فأمائت و هزت راسها بصمت ،ولم تقوي علي البوح له بالموافقة الصريحة.
تمسك بي هذا الكلام و تحرك سريعا حتي ينتهي من كل هذا الأمر .
وبالفعل تم كتب الكتاب ولم تفق من هذه الدوامة الى ان انتهي كل هذا وسمعت الجملة الشهيرة (بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير)
هنا احست بانها حبيسة داخل هذا العالم الكبير و الخوف يتملك منها فلم تقوى على التحدث .
ظلت تجلس بمفردها وهي ترى الكل من حولها يجوب الغرفة ذهاب واياب.
جلست في صمت تراقب ما يفعلون إلى أن اقترب منها "مراد" يعلمها بي انهم انتهو من كل شيء وسوف يذهبو بعد قليل الي ان ينتهي من بعض الأمور ثم تركها وانصرف حتى ينتهي من كل المطلوب…
كان يجلس في مكتبه وهو يفكر بها وبعيونها التى
سحرته و بشده ومع كل لقاء بينهم كان يزداد تعلقه بها لكن قطع تفكيره رنين هاتفه امسك هاتفه ثم قال حدث نفسه في صمت :
غريبه يعنى عمى" مراد " بيكلمنى دلوقت
فاجاب بقلق لعلمه أن عمه لم يهاتفه فى وقت العمل اللى ان كان الامر طارئ فأجاب عليه سريعا :
ايوه يا عمي فيه حاجه خير انت كويس..
حاول تهدئته اهدى يا ابني عشان اعرف اتكلم معاك متخفش مفيش حاجه ..
اعتذر "أسر" بحرج من تسرعه:
انا اسف يا عمي... اتفضل ..
، تفهم "مراد" ما قاله ابن اخيه و رد عليه بغموض :
انت قدامك كتير وترجع البيت…
عقد بين حاجبيه باستغراب وهو يجيب عليه :
لا مش كتير ..ليه فيه حاجه حصلت…
رد عليه بغموض :
اممممم كنت عايزك تروح بدري النهارده ، و متسالش ليه لما تيجي هاتعرف..
وقبل ان يعترض او يقول شيء اخر ،انهي معه المكالمة دون إضافة شيء….
ذهل من غموضه ولكنه جمع متعلقاته حتي يذهب
٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كانت لا تزال تتردد على مكتبه ولم تهتم بي معاملته السيئه لها اهم شيء هو أن تفعل ما تريد دون مراعاة الي احد نظرت الي رفيقتها وهي تقول لها:
هاروح اشوف الدكتور" اسر" ..
عندما قالت لها هذا قلقت "شاهى " مما سوف يحدث وحاولت ان تمنعها حتى لا تتمادى :
.يا بنتى استنى مش كده كل شويه تروحيله ايه مش تصبري لما نشوف هيعمل ايه ها يوافق علي الجواز ولا لا...
نظرت لها "مايا" بغضب وردت عليها بغرور :
انتى مفكره ان فى حد ممكن يرفض مايا الفهد انتى اكيد اتجننتى يا "شاهى"..
ذهلت "شاهي" من ردها عليها فا ردت عليها وهي تبتعد عنها :
خلاص اعملى الى انتى عايزاه انا ماشيه سلام …
لم تهتم "مايا" بما قالته وتحركت هي الأخرى باتجاه غرفة مكتبه
وهى فى غاية من السعادة ثم طرقت على باب الغرفه وانتظرت قليلا الي ان سمعت صوته وهو يسمح لها بالدخول.
دخلت اليه فراته انه يجمع اغراضه ,نظرت اليه بصدمة وهي تسأله :
وهو حضرتك ماشي …
عندما رأى أنها هذه الفتاة غضب من وجودها دوما هنا ،لكنه حاول التماسك أمامها فا رد عليها بجمود
اه ماشي يا انسه ... محتاجه حاجه ولا عندك اعتراض ...
توترت من طريقه كلامه لكنها لم تهتم كثيرا بما يقال ،فا ردت عليه وهي تتصنع البراءة:
لا ابدا بس كنت محتاجه من حضرتك تراجع معايا دول …
كانت تتحدث وهي تمد يدها بعض الأوراق له وهي تقول دون الاهتمام، لكن اعتذر "أسر" لها بهدوء حتي يخرج من المكتب ،خرجت والغضب يعتريها لكنه لم يهتم بما تفعله ،لكن حمل حاله وخرج بعدها حتى يعلم ما هو الشيء الذي يريده " مراد '' منه..
وفي مكان آخر.....
الأخوه ليست بالدم ،فالحقد من الممكن ان يكون بين الإخوة ، فلا تقدر على تغيير النفوس الحاقده .
كان عادل يجلس في صمت داخل المحال وهو يدون في بعض الاوراق الي ان سمع صوت من خلفه يسأله عن أحواله نظر خلفه فا رأى أنه شقيقه الأكبر فوقف سريعا يرحب به وهو يحثه علي الجلوس بجواره ،جلس" ابراهيم " بي جفاء :
ها يا"عادل " عامل ايه…
ابتسم له "عادل" وهو يجيب عليه بحب :
بخير يا خويا عامل ايه انت واخبار الولاد ايه طمني عنك …
وانت بتسال اوي علينا …
حل الحزن علي "عادل "من كلام اخيه وسأله بعتاب ولوم :
ليه بتقول كده يا"ابراهيم" بقي انا ما بسألش عليك امال مين اللي بيسأل.. وكمان بسمع كلام زي السم...
صمت قليلا وهو يري النفور علي وجه اخيه فلم يجد ما يقوله له فصمت بحزن علي اخيه ومعاملته له .
لم يهتم "ابراهيم" بنظرات الحزن التي في عين وكلمات اخيه فسأله عما يريد معرفته :
انت تعرف يا " عادل " ان اخوك بيضيع فلوسه علي كلام فاضي …
انتبه "عادل" الي كلامه وسأله عن الأمر بجهل :
ازاي يعني دا بيضيع فلوسه علي كلام فاضي ..وبعدين يعني "محمود" مبيعملش حاجه غير وهو عارف هو بيعمل ايه كويس ..
انتابه الغضب يجيب عليه :
لا طبعا لما يعمل مشروع وميدخلهوش عائد يبقي طبعا كلام فاضي ..
سأله عن هذا الامر :
انت تقصد ايه من كلامك ده .. وضح انا مش فاهم حاجه..
إجابة بحده :
ليه هو انت متعرفش أنه عمل دار ايتام باسم مراته وكاتب عليها "دار الحياة للأيتام"…
سعد" عادل" من هذا الكلام وأجاب عليه بسعاده :
بجد والله حاجه حلوه اوي .. ربنا يوفقه ويبارك له فيه وفى فلوسه و الخير اللي بيعمله دا…
حل الغضب عليه وهو يسمع تأييد اخيه اليه في كل شيء فنهره بحده :
يعني انت عجبك الكلام دا عجبك انه يضيع فلوسه علي الحجات دي .. وطول ماهو ماشي وراء ست الحسن.. وبنته الدلوعة.. مش هيفضل من فلوس الا ملاليم.... و ساعتها هتقول "ابراهيم" قال..
انصدم "عادل" من انفعال اخيه ومن كلامه وتفكيره ورد عليه بتأكيد:
يعجبني او ميعجبنيش دى فلوسه و هو حر فيها احنا ملناش دخل…وربنا يخليه لبيته ومراته.. مانشوفش فيه حاجه وحشه.. ليه بس الكلام اللي يوجع ده.. حرام عليك ...
رد عليه بغضب :
دلوقت بقت فلوسه مش هو برضه اللي فتحلك المحل دا اللي انت قاعد فيه ليل نهار ..
استغرب من كلام اخيه وطريقة التي تحمل الطمع فقط و رد عليه بعتاب موضحاً له الامره :
وفيها ايه يعني لما امسك محل لأخوك بما يرضي الله، ما انت كمان اخوك سايبلك المول تتصرف فيه زي ما انت عايز ،و بعدين انا يادوب باخد مصاريفي بس لا اكتر ولا اقل ..
حل الغضب علي "ابراهيم" من كلام أخيه ونهى الكلام معه باهانه:
الكلام معاك مش جايب همه ..وانا ها اخد ايه من واحد دافن نفسه بالحياة بعد موت مراته وبنته انا ماشي بلاش حرقه دم علي الصبح ...
خرج من عنده وترك اخيه ينظر اليه بذهول وصدمة وحزن من ردود أفعاله ، وظل يدعو لأخيه بكل خير وان يهديه ...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
ذهب بغضب والغضب يعتريه وهو يتجه إلى المحال الخاص به وهو يكاد يموت غضبا من كلام أخيه وتأييده له في كل شيء ظل يدور في المكان ذهابا و ايابا وهو يفكر كيف يتصرف في هذا الامر وكيف ينهي هذا الامر كله و يحمي ماله الذي يخيل له انه له فقط .
إلى أن وصل إليه ابنه فنظر إلى أبيه بستغراب من حالته إلى أن سأله عن السبب الذي جعله في هذه الحالة :
ايه يا حج"هيمه" مالك وايه اللى حصل ومزعلك اوي كده...
فا استغل "ابراهيم" سأله وانفجر فيه يلومه على ما حدث:
عجبك مش كان زمانك ماسك كل حاجه والتصرف تصرفك ..لو كنت سمعت كلامي من الاول ..لكن اقول ايه غبي من يومك ..
استغرب "علي" كلام والده وسأله بعدم فهم عن ما يقوله :
ايه الكلام ده لازمته ايه دلوقتي انا مش فاهم .. وايه اللي جد لدا كله….
اجاب "ابراهيم "علي ابنه بغضب:
ايوه اعمل فيها عبيط كمان يعني مش عارف ان عمك "محمود" عمل دار للأيتام..
صدم "علي " هو الآخر من هذا الكلام ورد عليه وهو يكاد يموت غيظ:
ايه بتقول ايه هي الفلوس اللي معاه ياما كده مش عارف يوديها فين ولا ايه …
رد "ابراهيم"عليه بإهانة:
ماتقول لنفسك يا اخي وتتصرف قبل كل حاجه ما تروح من ايدينا ….
تهجمت ملامح "علي"لما قاله ابيه و رد عليه بحده وهو يحاول التماسك:
طيب وانا اعمل ايه بس ما انا عملت كل حاجه ممكن تتعمل ،عشان ارتبط بيها او حتي تتعلق بيا لكن مفيش فايده برده رفضاني .. اعمل ايه تاني قولي…
رد" ابراهيم "عليه ببرود:
وانا برده اللي ها قولك ما أنت عارف كل حاجة اتصرف يا اخي …
لم يكن بيده شيء آخر غير ان يقول له هذا الكلام :
خلاص بقي انا عملت كل حاجه اعمل انت اللي شايفه صح .. سلام يا حاج….
تركه يموت غيظا وذهب الي حيث يريد، فكل شيء عمله لم يكن لصالحه ووالده يلومه عليه.
ازداد غضبه من تصرفات ابنه وجلس يفكر في ما سوف يحدث
يتبع...
(أمنية مستحيلة لي)
بقلم. موني احمد.
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
لم تستوعب أمنية ما قاله لها "مراد" ..فهو بمثابة اب اخر لها ،كيف يعقل ان يفكر بها كا زوجه و أن يطلب منها هذا الطلب، ظلت صامتة ولم تستوعب هذا الأمر .
نظر لها "مراد" راي الصدمه ترتسم علي ملامحها فحل الحزن عليه ،فهو يعلم ما يجول بخاطرها لكنه لم يكن بيده شي ء آخر .
اخذ نفس عميق ثم رفع عينه اتجاهها وهو يحاول ان يبسط لها الامر حتي تقتنع بكلامه :
بصي يا" موني" انا مش ها اكذب عليكي انا بعتبرك بنتي اللي مخلفتهاش لكن لو قلتلك انه دا طلب من "محمود " هيكون رأيك ايه…؟
هنا كانت الصدمه الاكبر لها عندما علمت ان هذا العرض مقدم من والدها فسألته بتردد عن هذا الكلام:
حضرتك بتقول ايه ...بقي ..بابا هو اللي قال كده مش ممكن..انا مش مصدقه اللي بسمعه ده ….
اقترب "مراد"منها قليلا وهو يسألها بترقب :
انتي مش مصدقاني ولا ايه …
هنا استوعبت ما قاله وتذكرت كلام والدها لها وردت عليه نافية
لا لا طبعا انا مصدقه حضرتك بس مش مستوعبه اللي حضرتك بتقوله …
لا لازم تستوعبِي بسرعه لاننا لازم نتجوز علي طول …
هنا خفق قلبها بخوف من كلامه وصمتت تفكر فيما قاله ،لكنه لم يترك لها مساحة كبيرة حتى لا تعترض ،فتحدث معها بي هدوء :
بصي يا حبيبتي لازم تعرفي انك هاتكوني بأمان معايا لاني لا يمكن اعمل حاجه تضرك ولا حتي "محمود" وانتِ عرفه كده كويس ..صح…
ثم اكمل "مراد" بترقب :
احنا لازم نتجوز علي طول ،يعني لازم دلوقتي اعرف رايك عشان مفيش وقت...
صمت تام من" أمنية" فهى لا تعى ماقاله اهو حلم ام كابوس لا انه كابوس ويجب ان تستيقظ منه لكن لا تعلم أنه بات امرا دائم فى حياتها كيف ترتبط بالزواج من رفيق والدها والذي هو بمثابة اب لها ….
(مراد الجيار رجل اعمال كبير يبلغ من العمر٥٤ عام ،صديق والدها .
يحبها جدا ويعتبرها ابنه أخرى له عوض الله عليه بها بعد ان فقد بناته منذ الصغر)
راي صدمتها فحاول ان يخفف عنها الأمر فلا مفر من المكتوب عليهم .
فعليه ان يقوم بحمايه صغيرته حتى لا يفقدها هى الأخرى فحاول توضيح الامر اها :
احنا ها نتجوز على الورق بس ارجوكى وافقى ده لمصلحتك
وسلامتك اولا بصى احنا هنكتب الكتاب بس هتعيشى معايا زى ما انتى لانك بنتى، بس محدش هيعرف حاجه خالص باللي بنا انا مش هاقدر أوضح دلوقت اكتر من كدا
كانت الصدمة تزداد عليها وهي تستمع الي باقي كلامه لكنها حاولت ان تعلم ما هو الشيء الذي دفعه الي قول هذا فسألته وهي تسأله بترقب من انتظار الاجابه
ممكن اعرف ليه طيب كل ده وايه اللي حصل وبابا ليه مجاش هو يقولي الكلام ده..
هو لا يريدها ان تعلم اي شيء الان ولا يريد ان يبوح لها بالسبب الحقيقي فرد عليها بغموض :
بصي يا "موني" انا مش ها اقدر اقولك غير ان ده طلب "محمود" وانا مش بعمل حاجه تخصك غير وهو علي علم بيها...
صدمها هذا الأمر فقد أكد لها هذا الكلام مرة أخرى ، لكنها تريد ان تعلم السبب الحقيقي وراء هذا القرار ، لكنها علمت من طريقه انها لن تصل لشئ منه ، فقد احست بغموض كلماته فلم تعلم ما هو القرار الصحيح ، فا احست بالضياع وهي تسأله بشرود عن كيفية التصرف :
طيب انا اعمل ايه دلوقت…
هنا وصل مراد اي النقطه الفاصله حتي ينهي الامر كله :
بصي "موني" احنا نكتب الكتاب دلوقتى بعد كده نشوف هنعمل ايه … ها موافقه
ظلت امنيه شاردة فى ماقاله وهى حزينه لكن بات الأمر مؤكد لا مفر منه ، كيف تجيب عليه وما هو الرد الذي يريده منها .
ظلت علي شردوها لم تجب عليه إلى أن فاقت من شرودها علي صوته وهو يريد ان يعلم قرارها فلم تجد مفر من الصمت فهي محاصرة فأمائت و هزت راسها بصمت ،ولم تقوي علي البوح له بالموافقة الصريحة.
تمسك بي هذا الكلام و تحرك سريعا حتي ينتهي من كل هذا الأمر .
وبالفعل تم كتب الكتاب ولم تفق من هذه الدوامة الى ان انتهي كل هذا وسمعت الجملة الشهيرة (بارك الله لكم وجمع بينكم فى خير)
هنا احست بانها حبيسة داخل هذا العالم الكبير و الخوف يتملك منها فلم تقوى على التحدث .
ظلت تجلس بمفردها وهي ترى الكل من حولها يجوب الغرفة ذهاب واياب.
جلست في صمت تراقب ما يفعلون إلى أن اقترب منها "مراد" يعلمها بي انهم انتهو من كل شيء وسوف يذهبو بعد قليل الي ان ينتهي من بعض الأمور ثم تركها وانصرف حتى ينتهي من كل المطلوب…
كان يجلس في مكتبه وهو يفكر بها وبعيونها التى
سحرته و بشده ومع كل لقاء بينهم كان يزداد تعلقه بها لكن قطع تفكيره رنين هاتفه امسك هاتفه ثم قال حدث نفسه في صمت :
غريبه يعنى عمى" مراد " بيكلمنى دلوقت
فاجاب بقلق لعلمه أن عمه لم يهاتفه فى وقت العمل اللى ان كان الامر طارئ فأجاب عليه سريعا :
ايوه يا عمي فيه حاجه خير انت كويس..
حاول تهدئته اهدى يا ابني عشان اعرف اتكلم معاك متخفش مفيش حاجه ..
اعتذر "أسر" بحرج من تسرعه:
انا اسف يا عمي... اتفضل ..
، تفهم "مراد" ما قاله ابن اخيه و رد عليه بغموض :
انت قدامك كتير وترجع البيت…
عقد بين حاجبيه باستغراب وهو يجيب عليه :
لا مش كتير ..ليه فيه حاجه حصلت…
رد عليه بغموض :
اممممم كنت عايزك تروح بدري النهارده ، و متسالش ليه لما تيجي هاتعرف..
وقبل ان يعترض او يقول شيء اخر ،انهي معه المكالمة دون إضافة شيء….
ذهل من غموضه ولكنه جمع متعلقاته حتي يذهب
٠٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
كانت لا تزال تتردد على مكتبه ولم تهتم بي معاملته السيئه لها اهم شيء هو أن تفعل ما تريد دون مراعاة الي احد نظرت الي رفيقتها وهي تقول لها:
هاروح اشوف الدكتور" اسر" ..
عندما قالت لها هذا قلقت "شاهى " مما سوف يحدث وحاولت ان تمنعها حتى لا تتمادى :
.يا بنتى استنى مش كده كل شويه تروحيله ايه مش تصبري لما نشوف هيعمل ايه ها يوافق علي الجواز ولا لا...
نظرت لها "مايا" بغضب وردت عليها بغرور :
انتى مفكره ان فى حد ممكن يرفض مايا الفهد انتى اكيد اتجننتى يا "شاهى"..
ذهلت "شاهي" من ردها عليها فا ردت عليها وهي تبتعد عنها :
خلاص اعملى الى انتى عايزاه انا ماشيه سلام …
لم تهتم "مايا" بما قالته وتحركت هي الأخرى باتجاه غرفة مكتبه
وهى فى غاية من السعادة ثم طرقت على باب الغرفه وانتظرت قليلا الي ان سمعت صوته وهو يسمح لها بالدخول.
دخلت اليه فراته انه يجمع اغراضه ,نظرت اليه بصدمة وهي تسأله :
وهو حضرتك ماشي …
عندما رأى أنها هذه الفتاة غضب من وجودها دوما هنا ،لكنه حاول التماسك أمامها فا رد عليها بجمود
اه ماشي يا انسه ... محتاجه حاجه ولا عندك اعتراض ...
توترت من طريقه كلامه لكنها لم تهتم كثيرا بما يقال ،فا ردت عليه وهي تتصنع البراءة:
لا ابدا بس كنت محتاجه من حضرتك تراجع معايا دول …
كانت تتحدث وهي تمد يدها بعض الأوراق له وهي تقول دون الاهتمام، لكن اعتذر "أسر" لها بهدوء حتي يخرج من المكتب ،خرجت والغضب يعتريها لكنه لم يهتم بما تفعله ،لكن حمل حاله وخرج بعدها حتى يعلم ما هو الشيء الذي يريده " مراد '' منه..
وفي مكان آخر.....
الأخوه ليست بالدم ،فالحقد من الممكن ان يكون بين الإخوة ، فلا تقدر على تغيير النفوس الحاقده .
كان عادل يجلس في صمت داخل المحال وهو يدون في بعض الاوراق الي ان سمع صوت من خلفه يسأله عن أحواله نظر خلفه فا رأى أنه شقيقه الأكبر فوقف سريعا يرحب به وهو يحثه علي الجلوس بجواره ،جلس" ابراهيم " بي جفاء :
ها يا"عادل " عامل ايه…
ابتسم له "عادل" وهو يجيب عليه بحب :
بخير يا خويا عامل ايه انت واخبار الولاد ايه طمني عنك …
وانت بتسال اوي علينا …
حل الحزن علي "عادل "من كلام اخيه وسأله بعتاب ولوم :
ليه بتقول كده يا"ابراهيم" بقي انا ما بسألش عليك امال مين اللي بيسأل.. وكمان بسمع كلام زي السم...
صمت قليلا وهو يري النفور علي وجه اخيه فلم يجد ما يقوله له فصمت بحزن علي اخيه ومعاملته له .
لم يهتم "ابراهيم" بنظرات الحزن التي في عين وكلمات اخيه فسأله عما يريد معرفته :
انت تعرف يا " عادل " ان اخوك بيضيع فلوسه علي كلام فاضي …
انتبه "عادل" الي كلامه وسأله عن الأمر بجهل :
ازاي يعني دا بيضيع فلوسه علي كلام فاضي ..وبعدين يعني "محمود" مبيعملش حاجه غير وهو عارف هو بيعمل ايه كويس ..
انتابه الغضب يجيب عليه :
لا طبعا لما يعمل مشروع وميدخلهوش عائد يبقي طبعا كلام فاضي ..
سأله عن هذا الامر :
انت تقصد ايه من كلامك ده .. وضح انا مش فاهم حاجه..
إجابة بحده :
ليه هو انت متعرفش أنه عمل دار ايتام باسم مراته وكاتب عليها "دار الحياة للأيتام"…
سعد" عادل" من هذا الكلام وأجاب عليه بسعاده :
بجد والله حاجه حلوه اوي .. ربنا يوفقه ويبارك له فيه وفى فلوسه و الخير اللي بيعمله دا…
حل الغضب عليه وهو يسمع تأييد اخيه اليه في كل شيء فنهره بحده :
يعني انت عجبك الكلام دا عجبك انه يضيع فلوسه علي الحجات دي .. وطول ماهو ماشي وراء ست الحسن.. وبنته الدلوعة.. مش هيفضل من فلوس الا ملاليم.... و ساعتها هتقول "ابراهيم" قال..
انصدم "عادل" من انفعال اخيه ومن كلامه وتفكيره ورد عليه بتأكيد:
يعجبني او ميعجبنيش دى فلوسه و هو حر فيها احنا ملناش دخل…وربنا يخليه لبيته ومراته.. مانشوفش فيه حاجه وحشه.. ليه بس الكلام اللي يوجع ده.. حرام عليك ...
رد عليه بغضب :
دلوقت بقت فلوسه مش هو برضه اللي فتحلك المحل دا اللي انت قاعد فيه ليل نهار ..
استغرب من كلام اخيه وطريقة التي تحمل الطمع فقط و رد عليه بعتاب موضحاً له الامره :
وفيها ايه يعني لما امسك محل لأخوك بما يرضي الله، ما انت كمان اخوك سايبلك المول تتصرف فيه زي ما انت عايز ،و بعدين انا يادوب باخد مصاريفي بس لا اكتر ولا اقل ..
حل الغضب علي "ابراهيم" من كلام أخيه ونهى الكلام معه باهانه:
الكلام معاك مش جايب همه ..وانا ها اخد ايه من واحد دافن نفسه بالحياة بعد موت مراته وبنته انا ماشي بلاش حرقه دم علي الصبح ...
خرج من عنده وترك اخيه ينظر اليه بذهول وصدمة وحزن من ردود أفعاله ، وظل يدعو لأخيه بكل خير وان يهديه ...
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
ذهب بغضب والغضب يعتريه وهو يتجه إلى المحال الخاص به وهو يكاد يموت غضبا من كلام أخيه وتأييده له في كل شيء ظل يدور في المكان ذهابا و ايابا وهو يفكر كيف يتصرف في هذا الامر وكيف ينهي هذا الامر كله و يحمي ماله الذي يخيل له انه له فقط .
إلى أن وصل إليه ابنه فنظر إلى أبيه بستغراب من حالته إلى أن سأله عن السبب الذي جعله في هذه الحالة :
ايه يا حج"هيمه" مالك وايه اللى حصل ومزعلك اوي كده...
فا استغل "ابراهيم" سأله وانفجر فيه يلومه على ما حدث:
عجبك مش كان زمانك ماسك كل حاجه والتصرف تصرفك ..لو كنت سمعت كلامي من الاول ..لكن اقول ايه غبي من يومك ..
استغرب "علي" كلام والده وسأله بعدم فهم عن ما يقوله :
ايه الكلام ده لازمته ايه دلوقتي انا مش فاهم .. وايه اللي جد لدا كله….
اجاب "ابراهيم "علي ابنه بغضب:
ايوه اعمل فيها عبيط كمان يعني مش عارف ان عمك "محمود" عمل دار للأيتام..
صدم "علي " هو الآخر من هذا الكلام ورد عليه وهو يكاد يموت غيظ:
ايه بتقول ايه هي الفلوس اللي معاه ياما كده مش عارف يوديها فين ولا ايه …
رد "ابراهيم"عليه بإهانة:
ماتقول لنفسك يا اخي وتتصرف قبل كل حاجه ما تروح من ايدينا ….
تهجمت ملامح "علي"لما قاله ابيه و رد عليه بحده وهو يحاول التماسك:
طيب وانا اعمل ايه بس ما انا عملت كل حاجه ممكن تتعمل ،عشان ارتبط بيها او حتي تتعلق بيا لكن مفيش فايده برده رفضاني .. اعمل ايه تاني قولي…
رد" ابراهيم "عليه ببرود:
وانا برده اللي ها قولك ما أنت عارف كل حاجة اتصرف يا اخي …
لم يكن بيده شيء آخر غير ان يقول له هذا الكلام :
خلاص بقي انا عملت كل حاجه اعمل انت اللي شايفه صح .. سلام يا حاج….
تركه يموت غيظا وذهب الي حيث يريد، فكل شيء عمله لم يكن لصالحه ووالده يلومه عليه.
ازداد غضبه من تصرفات ابنه وجلس يفكر في ما سوف يحدث
يتبع...