الفصل الثالث عشر

و بصوت كالفحيح قال وهو يقترب من الباب باقتراب مسفر و كأنها أمامه و كأنها تقترب هي منه لتكون بين أحضانه و كأنه يشتم عبق جسدها المغري و هكذا نطق بصوت مخيف جدا جعلها ترتعد :



_ ما هذا الحظ يا صغيرة ، كلّ مرّة بتهربي مني و تحت درسي ولكن وعد مني في المرّة الجايه ارهنك اني هوصلك عشان تكوني بين أيدي وفي حضني اشم ريحتك برحتي و اخد منك اللي انا عوزه منك كلة .

أتسعت عينيها بخوف و تسارعت دقات قلبها بشدّة و هي تستمع الي تلك الكلمات المخيفة التي تهز سلامها النفس تخترق تلك الهالة الطلبة التي رسمتها حولها هي قوية هي تقدر علي مواجهته الصعاب هي سوف تكون قادرة علي مواجهة كل ما يتعرض لها و كل ما يقف أمامها و لكن ما بها تشعر أنها سوف تموت في تلك اللحظة سوف تموت من الشعور الذي احتل أوصالها شعور مميت بالخوف شعور يجعل أوصالها ترتعد .
تذكرت كل شيء مر معها منذ موت أبيه لقد تعبت ، كثير و هي تواجه و الان لقد خارت قواها بأكملها و تمنت أن ينتهي كل هذا و أن تكون في حلم أو ما شابه .

لقد تولي بركات الأمر بأكمله و أمر وكيل النيابة بالتحقيق معه و انتظار تقرير الطب الشرعي ، كانت حور و حورية و معهم حمزة في قسم الشرطة ينتظرون هنا خرج بركات و تكلم مع حمزة حيث قال بكل جدية :
- تقدروا يا حمزه. بيه تتاخد مدام حورية و حور و تروحوا ترتاحوا في أي اوتيل و انا هعرف حضرتك كل حاجه اول باول متقلش .
نظر حمزة إلي حورية فوجد بوادر التعب فنظر إلي بركات من جديد و هو رأسه بموافقه ثم سار باتجاه أمه و حور و قال بنبرة هادئة :
- يله نروح نرتاح و بركات هيتابع كل حاجه و يقولي علي اي جديد .
هنا هزت حورية رأسها بموافقة ثم قامت وقفت و نظرت إلي حور التي لم تتكلم فسارت فنظرت إلي حمزة و قالت بنبرة هادئة :
-  يله اصلا حور شكلها تعبانة .
هنا نظر حور إليهم و قالت بنبرة هادئة حزينة :
-  انا عوزه اروح عند بابا .
كادت حورية أن تتكلم و لكن عندها قالت حور بنبرة قاطعه :
-  عمتو بعد اذنك ، عوزه اروح عند بابا .
شعر بها... فهي حزينة و بشدة ، هنا قال و هو يشير إلي والدته و هتف بنبرة هادئة :
-  تمام يا ماما ، مفيش مشكلة .
نظرت له بنظرة ممتنه ، فهي لا تستطيع الان أن تجادل عمتها هي تريد ان تذهب الي ابيها فقط ، تريد أن تتكلم معه و تشعر بذلك الشعور أنه يسمعها ، هي في أمس الحاجه لهذا الشعور ، و ما هي إلا دقائق عده و كانوا يقفون أمام المقبرة حين نظرت حور إلي تلك المقبرة التي يرقد بها و الدها ، و دمعت عيناها و هي تتذكر كل ما كان يفعله من أجلها هي فقط من أجل أن تظل هي سعيدة ، هنا ابتعدت حمزة و حورية عنها لتقترب هي الي المدفن ثم قالت بنبرة حزينة و عيناها تمتلئ بالدموع الفياضة :
كده يا بابا ، مكنش ده اتفقنا انك تسبني و تمشي ، انا كنت عوزك تفضل معاية ، تفضل حاميني من اي حد تفضل سندي و ظهري ، انت كنت شايل عني كتير اوي يا بابا ، انت يا بابا خلفت وعدك مع حور ، بس انا عارفه أن كله أمر ربنا ، بس يا بابا ربنا ميرضاش أن يحصل فيه كل ده ، اعمل ايه يا بابا مش عارفه انا حسه أن انا ماشيه في طريق مش بتاعي حسه أن مجبوره علي كل الحياة دي ، و اه الذكريات اللي كنت سيبها ليا احترقت ، راحت يا بابا كله راح ، حسه أن قلبي أنا اللي اتحرق ، انا ممكن اكون فرط في ذكرتنا لما سبت البيت و مشيت بس و الله كان غصب عني سامحني يا بابا ، سامحني ارجوك .
بكت بحرقة و الدموع سالت من عينيها البريئة ، و لم تشعر بأي شيء و حولها الا بيد عمتها التي وضعتها علي كتفها لتواسيها و هي تقول بحنان أخاذ :
-  ادعي ليه يا حور ، احسن من العياط و اللي انت عمله في نفسك ده .
هنا التفت إلي عمتها فاحتضنها الاخرة فأخذت تبكي بحرقه شديده تقسم أنها لا تستطيع العيش في تلك الدنيا بدون ابيها .
.... .... ... ... .....
مسكت هاتفها و اخذت تتصل به عددت مرات و لم يجيب عليها ، كيف يفعل هذا ، يذهب إلي الإسكندرية دون أن يخبرها باي شيء ، هل هي أصبحت مهمشه إلي تلك الدرجة ، هو يفعل ما يريد دون أن يرجع لها و هنا قالت بنبرة غاضبه و بشدة :
-  بردك ما بيردش ماشي يا حمزة ، برحتك خالص .
أكثر ما يوجعها ، و ينهش في قلبها هو أنه ذهب مع امها و تلك التي تدعي ابنه خاله و هي هنا ، جالسه لا تعرف اي شيء ، و عليها أن تنتظره حين عودته و تأخذه بالأحضان أعادت من جديد الاتصال و لكنه لم يجب أيضا فرمت الهاتف بغضب ، ثم نظرت حولها و قالت بإصرار :
-  طيب يا حمزه انا هوريك .
..... .... .... ....
لم يتوقع أن تتصل به عندما قرأ ، اسمها علي الهاتف كان يظن أنه يحلم نورهان علام تتصل به هل يعقل هذا الأمر ، اسرع و فتح الهاتف ليستمع إليها و هي تقول له بنبرة هادئ :
-  هاي يا ممدوح اخبارك ايه .
أخذ قلبه يدق بسرعه لا يصدق ما يحدث هي تتصل به بنفسها و تتلكم معه هنا قال بلهفه :
-  هاي يا نورهان الحمد لله تمام ، انت عامله ايه .
سكتت لبرة ثم قالت بنبرة مصطنعة :
-  انا كويسه الحمد لله ، كنت عوزك في موضوع .
هنا قال بلهفه و بسرعه في ان واحد فكيف تريد هي اي شيء و ام ينفذ :
-  اتفضلي ، امريني .
سكتت لبرة من الوقت ثم قالت بنبرة مرحة :
-  مش هينفع نتكلم في التليفون ، ممكن نتقابل .
هل هو يحلم بالطبع لا فهو مستيقظ إذا فما هذا الذي يحدث كيف هذا و بسرعه كان الرد عليها .

-   اكيد طبعا عوزه نتقابل فين .
اخذت وقت كبير ، ثم قالت بنبرة هادئة :
-  ممم ممكن في النادي كويس .
ابتسم بسعادة بالغه ثم قال بنبرة مقصودة :
-  كويس جدا جدا .
هي تعلم أن حمزة سوف يصل إليه خبر أنها تقابلت مع ممدوح و لهذا اختارت النادي حتى يصل إليه هذا لأمر بسرعه فالعين بالعين و السن بالسن و البادي اظلم .
.... .. … …. …..
تلك الفكرة التي فكر بها حسام اعجب بها و بشدة عندما قال لهم أن يدخلوا إلي تلك الشقة و يقوموا بعمل حريق و هذا ما سوف يجلبها الي هنا و بعد أن خرج من النيابة اتجهت إلي صديقة الذي أخبره أنهم يسكنون في أحد الفنادق علي البحر فذهب الي هناك و هو يبتسم فالأمر كان مضحك بنسبه له فهو يعرف أنه سوف يخرج منها و عنده ادله كثيره لذلك و الان يجب أن يذهب إلي حلوته ليفعل ما ينوي عليه سوف يطلبها للزوج هنا ابتسم في نفسه ودخل إلي داخل الفندق و طلب ملاقات السيدة حورية .. كانت تجلس في غرفتها هي و حور عندما اتي إليها خبر من الاستقبال أن هناك أحدهم يريدها في هذا الوقت تعجبت و بشدة نظرت إلي حور التي كانت تستعد إلي النور فلم تقل لها شيء سوا أنها ذاهبه لأمر ما :
-  حور انا نزله تحت الرسبشن و جايه .
هزت رأسها بموافقه في اعتقادها انها سوف تذهب لحمزة و هنا قالت بنبرة عادية :
-  ماشي يا عمتو .
نزلت إلي تحت و هي تنظر هنا و هناك ظن منها أنه بركات و لكنه وقفت بمكانها عندما و جدت هذا الشخص أمامها هل لديه الجرئة ليأتي الي هنا ، لا تصدق هذا الأمر كان يبتسم و بشدة في حين قالت هي بتفاجئ :
-  ايه ده انت .
..... .... .... ..... ....
نظر إلي هاتفها فوجد نورهان اتصلت به عددت مرات ، غضب من نفسه لأنه لم يتصل بها فكيف فعل هذا ، و هنا أخذ هاتفه و رن عليها في الوقت نفسه و كانت هي تجلس مع ممدوح في النادي ابتسمت حين لاحظت رنين هاتفها المتواصل ، و قالت في نفسها :
-  كده بقي بدأنا يا حمزة ، انا هوريك خليهم ينفعوك اوي .
و بعد عددت اتصالات كانت يتصل دون انقطاع ، قامت بفتح الخط دون أن يلاحظ ممدوح ، لاحظ حمزة أن الخط قد فتح و هنا استمع إلي صوت ممدوح و هو يضحك بشدة و يتحدث معها فاحمرت عينه من الغضب الشديد كيف هذا نورهان تجلس مع ممدوح و بسرعه قام بطلب احدي الارقام فوجد أحدهم يرد بسرعه و كان السائق الخاص بنورهان فقال بنبرة مسرعة :
-  نعم يا حمزة بيه ، تحت امرك .
هنا تكلم بغضب و بسرعه شديدة و قال :
-  انتم فين حالا .
ابتلع الرجل ريقه بتوتر و قال بنبرة مسرعه :
-  احنا ف النادي .
هنا ضيق حمزة عينه ، و قال بنبرة مقصوده :
-  نورهان هانم قاعده مع الشلة .
سكت الرجل قليلا ثم قال بخوف و تردد :
-  نورهان هانم ، قاعده مع ممدوح بيه يا بيه .
قفل هاتفه بغضب كبير ثم وقف و سار عددت مرات ، ثم اسرع لغرفة والدته و دق بسرعه ، استمعت إلي دقات الباب فظنت أنها عمتها فأسرعت لتفتح فوجدت حمزة أمامها نظرت إليه باستغراب فقال بنبرة متسائلة :
-  ماما فين يا حور .
نظرت باستغراب و قالت بنبرة مستغربه :
-  عمتو نزلت الرسيشن معرفش ليه انا بحسبها معاك.
رفع عينيه بتعجب شديد ، لماذا نزلت أمه في هذا الوقت اسرع بالنزول إلي أسفل ، وجد أمه تنظر إلي شخص ما بتعجب و الشخص أمامها يبتسم ببرود شديد هنا تذكر ذلك الشخص بسرعه أنه هو ذلك الحقير الذي رآه من قبل في عزاء عمه ل تجرأ و جات الي هنا تابع حمزة ماذا يحدث فوجد ذلك الوغد ، يقول لامه بنبرة :
-  انا عاوز اتقدم لانسه حور .
نظرت حورية له بصدمه من هذا الذي يتجرأ و يطلب منها يد ابنه أخيها تقسم أن هذا الرجل مجنون لا محال فبعد ما حدث منه كيف يتجرأ و يطلب منها ذلك الامر هنا فهنا هتفت بغضب :
-  انت ازاي تتجرأ و تتطلب طلب زي ده .
هنا جلس علي المقعد أمامها ثم قال بنبرة مقصودة حاسمه :
-  انا هشام الشريف بقولك أن عوزه اتجوز حور ، و بعدين لو انا متجوزتش بنت اخوك ، مين هيتجوزها بعد اللي حصل بينا.
اتسعت عينه ماذا يقول ذلك الوغد هل جن بالتأكيد ز لم تستطيع الرد حين اندفع حمزة إليه ليلكمه بقوة شديدة فلقد فار الدم بعروق و هو يستمع إلي ما قاله ذلك الرجل الوضيع و اخذ يضربه بشدة حتي اجتمع الناس و اخذوا يفضون بينهم بينما كان حمزة سائر وبشدة كان الوضع لا يستطيع السيطرة حين استعدي الفندق الأمن ليتدخل
... .... ..... .. .... .
لا تعرف ماذا تفعل فكريم لم يردك عليها منذ ليلة أمس و هو لم يتحدث إليه و لا حتي بكلمه او برساله منه هنا شعرت بالضيق و فكرت ان تذهب إليه و لكنها تراجعت بكت بشدة كيف له أن يعاملها هكذا و هي التي شرحت له من قبل كل شيء عنها هل هذا هو و عده لها هل هذه هي كلماته فدائما كان يقول إنه معها و بجانبها و الان يتخلي عنها و بكل تلك السهولة بكت بشده و هي تنظر هنا و هناك حين دلف والدها و هو يجلس علي ذلك الكرسي المتحرك تكره وبشدة فهو من جعل ابيها عاجز تماما لا يقدر على فعل أي شيء هنا وحدها تبكي فقل بنبرة حزينة و هو يعلم ما بها :
-  مالك يا حبيبة قلب بابا ، فيك ايه .
نظرت له ثم جرت لترتمي في أحضانه و تبكي بحرقه شديدة و تقول :
-  أنا .. انا ضيعت كريم يا بابا خلاص كده ، كريم خلاص معدش بيحبني .
نظر لها و هي تبكي فرفع يديه ليضعها علي شعرها ثم قال بنبرة حزينة :
-  ليه يا اسراء ليه يا روح بابا ، ليه بتبني سعادتك عليا انا و امك ليه ، انت و
-  كريم حاجه و احنا حاجه تانية خالص .
انا و امك غيرك انت و كريم انا وانك كنه دائما في خلافات مكنش بينه قصه حب ، كنه دائما بندورة علي اخطاء بعض بس مش بندور علي الحاجات الحلوة اللي بينا ، عشان كده انتهاء كل شيء بينا بدري ، ليه بتعملي كده فوقي لنفسك يا اسراء كريم راجل محترم ، راجل بمعني الكلمة ، عشان كده لازم تحولي تتخلصي من العقدة اللي عندك عشان متخصريش يا حبيبة بابا .
هنا نظرت الي ابيها ، و قالت ببرأه طيب اعمل ايه .
هنا ابتسم بحنان و قال بحب شديد :
-   روحي ليه يا بابا شوف انت و هو ممكن تقربوا لبعض ازاي و تعالي علي نفسك و جربي معه .
مسحت دموع عيناها ، و نظرت إلي ابيها بمحبه صادقة ، ثم قبلت يده و اسرعت لتذهب إليه .
..... .... .... .... .....
نظر ممدوح إلي نورهان بسعادة بالغه محبوبته أمامه كم هو سعيد ، يقسم أنه يريد أن تبقي هكذا إلي نهايه العمر ، كان سعيد أنها اتصلت به لتطلب منه ذلك الطلب الصغير ، هو يعرف أن نورهان تفعل هذا لغرض ما و لكنه هو سعيد بذلك الأمر ، هي تريد منه أن يدعمها في انتخابات إدارة النادي ، و لكنه سعيد .. سعيد أنها لجأت إليه في هذا الموقف ، قال لها بنبرة هادئة :
-  صدقيني انا سعيد جدا بوجودك معايه ، انك اتصلت بيه .
ارتبكت بشدة من كلماته و قالت بنبرة جادة :
-  خلينا في موضوعنا يا ممدوح بعد اذنك .
هنا ابتسم بسخرية ثم قال و هو ينظر لها بنظره محبه :
-   ليه يا نورهان ليه ، ليه مش عاوزه تسمعيني ، انا يا نورهان بموت من جوايا ، عشان خاطري اسمعيني .
هنا قامت وقفت و نظرت له و قالت بنبرة مقصودة :
-  ممدوح مينفعش اي كلام ، انا ست متجوزة ، مينفعش اي كلام من ده لو سمحت
.
هنا مسك يديها و قال بنبرة سريعه و بشدة :
- اسمعيني بس ، ليه مش عاوزه تسمعيني .
هنا جلست و هي تنظر له بغضب لانه يمسك يدها و قالت بسرعة بالغه :
- انت بتعمل ايه يا ممدوح .
- بعمل ايه ، انا بموت كل يوم حرام عليك ، انت عملت فيك ايه عشان تعملي فيه كده ، انت ليه سبتيني و روحتي لحمزة ليه حمزة فيه ايه اكتر مني ، حمزة عملك ايه أزيد من اللي انا عملته ، فيه ايه أزيد ، انا حبيتك ، عشقتك أنا ضيعت عمري كله علي حبك ده ، ليه يا نورهان ليه انا عملت ايه عشان كل ده .
نظرت له و قالت بنبرة مقصودة :
- حبيته .. حبيته يا ممدوح و ده مش ذنبي و لا ذنبك و لا حتي ذنبه ده .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي